ياسر السيد محمد عوض (ياسر عوض) – الكلية عندنا

اسم السجين (اسم الشهرة) : ياسر السيد محمد عوض (ياسر عوض)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 8/8/2014

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طالب بكلية الصيدلة بجامعة المنصورة

مكان احتجاز المرسل : سجن المنصورة العمومي

الكلية عندنا

الكلية عندنا من عند مدخل (ب) تطلع عالسلم تلاقي في الدور العلوي السكوير قدامنا ومكاتب الدكاترة والمعامل علي اليمين والشمال … هنا برضه تطلع علي السلم تلاقي السكوير قدامنا والمكاتب … قصدي الزنازين يمين وشمال .. هنا زي الكليه نفس نظام المعمار الانجليزي اللي من 100 سنه فاتت … نفس الطلبة موجودين … نفس الحركة والصحيان الصبح … والسكون بالليل !!!
يمكن فيه شوية اختلافات بدال السكوير بدل مافيه زرع وورد … فيه قضبان حديد لحد السقف … لحد السما … كل مكان تتحرك فيه .. تبص للسما فوق … متلاقيهاش !!
تلاقي قضبان وسجن … لو لمحت عصفور طاير بحرية … لها معني تاني من جوة … بينك وبين الشارع 12 باب … وكأن الشارع كنز … بينك وبينه عوائق تعديها واحد ورا التاني علشان توصل .. يمكن تكون هناك رصاصة مستنية ..أو توصل !!

جوه الزنزانة مستطيلة الشكل .. طولها 3 اضعاف عرضها .. نصيب الفرد فيها 1م × 1م … ربما كان القبراكبر مساحة من ذلك … وانا هناك في نهاية الزنزانة.. مكاني المفضل .. جالسا ناظرا إلي جميع الوجوه .. جميعهم يتحرك اوساكن .. حركات متباينه .. الفرح والحزن .. الغضب والهدوء.. الطيبة والخبث … العلم والجهل .. الرزانة والطيش … الصبر والجزع … العقل والجنون .. النظام والفوضي .. الوسع و”الخنقة” .. الحر والبرد .. الصيف والشتا… الضوضاء والهمس .. القوة والضعف.. الدين والإلحاد …واكثر من ذلك بكثير … حياة كامله في 1م×1م …
منذ ان دخلت هذا المكان وانا فيه حتي اللحظة .. مرّعليا الكثير والكثير … كل ماسبق مرّوكأنه طيف …

كل ماسبق مرّ ولكل منه معني أخر .. معني نابع من داخل داخل القلب … لارياء ولانفاق فيه … من كان نائما عينه دامعة قلقا علي ولده في الثانوية العامة … ويستيقظ ايضا دامعا من فرحة نجاح ولده …من كان مجنونا يتحدث بجنون … مجنونا بالمعني العلمي للجنون … ومن كان عاقلا يحاول تهدئة الأمور .. ومن صبرعلي البلاء حتي عندما كان قدره أن يحكم الطغاة عليه ب 25 سنة في السجن … ومن جزع وقام صارخاً “أنا مش مسلم .. انا يهودي ..انا مسيحي ..أنا أنا .. ورسم صليبا علي يده ” .. وهناك الكثير والكثير من المشاعر والمواقف لها معاني .. جديدة عليّ وعلي الجميع … لم نمر بها ولن نمر بها في مكان أخر … ربما جئنا هنا لنري ذلك .. أو لكي نؤدي عملا لن يستطيع غيرنا عمله .. أو لكي نكون سببا في التغيير ..أو لنكون سببا في خلق جديد أو أو أو أو …

حكم الله لايعلمها الا هو … ولايظهرها لعباده الا عندما يشاء … لانرجو من الله الا ان يثبتنا ويثبت كل من علي الدرب .. وان يهدينا الي طريق الحق .. وان لايفتننا فلانطيق عذابه ان ضللنا .. وأن يلهم أهالينا وأهالي الشهداء والمصابين ومن هو مطارد الصبر والثبات و أن ينتقم الله من كل من أفسد في البلاد وتجبر علي العباد …

*نصر الله وفرجه وفتحه وتمكينه أت لامحالة .. وإن لم يكن علي يدينا .. فليثبتنا الله ويجعل من جماجمنا سُلماً لمن كان نصر الله علي يديه … “