يحيي محمود محمد عبد الشافي (يحيي عبد الشافي) – الامن والامان _المشكلة والحل

اسم السجين (اسم الشهرة) : يحيي محمود محمد عبد الشافي (يحيي عبد الشافي)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 5/16/2015

السن وقت الاحتجاز: 56 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طبيب

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

الامن والامان _المشكلة والحل

عندماتطالع فى أحد الصحف القومية الناطقة بلسان الدولة خبر على الصفحة الاولى وبالخط العريض يقول ان الدولة قد تعاقدت مع اربعين شركة أمن خاصة لحماية أبراج الكهرباء فقط بتكلفة شهرية تبلغ تسعة ملايين من الجنيهات المصرية ويفتخر المسئول عن هذا التصريح بقوله “لن نبخل على الامن” وعندما تجد على نفس الصحيفة وفى الصفحة التالية لهذه الصفحة مباشرة خبر يقول أن الاطباء سيقومون بتنظيم وقفة احتجاجية اعتراضا على عدم وجود ميزانية كافية للدراسات العليا متهمين الدولة بمحاولة خصخصة هذه الدراسات بحيث تتجاوز تكلفتها على الطبيب الواحد أكثر من عشرين الف جنيها فى السنة الواحدة بينما يحتاج الطبيب من ثلاث لخمس سنوات للحصول على هذه الدرجة العلمية ليصبح متخصصا فى مجاله يستطيع ان يمارس المهنة.
عندما تقرأ هذا الخبر والذى قبله تستطيع فورا ان تكمل عبارة المسئول الجهبذ فتصيح “لن نبخل على الامن وسنبخل على الصحة والتعليم والبحث العلمى” لتضع النقاط فوق الحروف من كلامهم الذى يخرج من أفواههم دون اى تجاوز لهم او افتراءا عليهم .
وعندما تعلم ان هذا الخبر واحد من عشرات الاخبار التى تقرأها يوميا على صفحات الجرائد بالاضافة الى عشرات البرامج على قنوات الدولة كلها تسلك منهج واحد وهو اقناع المواطن وبكل الطرق انه لا امن ولا امان الا باستخدام القوة وقمع الحريات واخماد أى صوت يعارض النظام وعندما تعلم ان هذا المسئول واحد من عشرات المسئولين الذين يحملون هذه العقلية الصلدة التى لا تؤمن الا بمبدأ القوة كحل أوحد وتعجز عن رؤية اى حلول اخرى تدرك تماما لماذا ترعرع الارهاب وازداد قوة وشراسة وأصبحت الارواح والدماء والاعراض مستباحة بين ابناء الوطن الواحد مما ينذر بتقطيع اوصال الوطن وجعل ابنائه شيعا وأحزابا متناحرة.
ومن هذه المقدمة المدعومة بالادلة من الواقع نرى ان مشكلة غياب الامن والامان تعود بالاساس الى
اولا: طغيان الفكر القمعى الاستبدادى الاستعلائى الذى ينظر الى المواطن نظرة فوقية تعطى لصاحبها الحق فى اذلال واستعباد واحتقار من هم دونه وسلبهم أبسط حقوقهم الانسانية وقد نشأ هذا الفكر الاستبدادى واستقر فى عقيدة ووجدان هذه الطبقة الفاسدة عندما فسروا الامن والامان بعقولهم السقيمة وأهوائهم العليلة فصار مفهوم الامن عندهم هو امن الحاكم ومن حوله اولا ثم امن المبانى والمنشآت التى تحميهم وتمثل رمز دولتهم ثانيا اما امن المواطن فلا نصيب له من هذا الا الاسم فقط ولا شىئ أكثر من التغنى به فى المحافل وترديده فى المناسبات بين الحين والاخر لتخدير المواطن كلما شعر النظام انه قد بدأ يستعيد وعيه.
والامثلة على ذلك أكثر من ان يجمعها هذا المقال او غيره من مئات المقالات فعلى سبيل المثال وليس الحصر تقرأ خبر على الصحف القومية ان وزير داخلية مبارك والمتهم بقتل الالاف من أطهر أبناء الوطن يعيش الان حرا طليقا فى قصره المشيد وتقوم الدولة بتوفير الحماية والحراسة المشددة له فى حله وترحاله فلا يتحرك من مكان الى مكان الا فى موكب شديد الحراسة وكأنه ما زال فى منصبه والسؤال البديهى من يدفع فاتورة حماية وحراسة واقامة هذا القاتل؟
وأترك للقلرئ الاجابة على هذا السؤال وعلى نحو هذا المثال تستطيع ايها القارئ ان تعدد مئات بل ألاف الامثلة وعليك الا تنسى قبل ان تترك هذه النقطة الاولى ان ميزانية وزارة الداخلية تفوق جميع الوزارات بعد الوزارات السيادية طبعا فلا صوت يعلو على صوت الرصاص ولا أمن الا بمزيد من الاسلحة والغازات والدروع والهراوات والمدرعات والطائرات لسحق الابدان وبناء السجون والمعتقلات لاخماد الاصوات.
ثانيا: غياب العدل والسبب هو اعتلاء منصة القضاء قضاة لم يحافظوا على قداستها وطهارتها فلونوها بأحكام ظالمة لينالوا بها رضا الحكام طمعا فى المناصب تارة وفى المكاسب تارة اخرى فاختل ميزان العدالة وأصبح سيفها بيد الحاكم مسلطا على رقاب الاحرار قد باعه له القاضى يوم ان باع ضميره بثمن بخس دراهم معدودة.
ثالثا: غياب الناصح الامين والسبب بلا شك هو بطانة السوء والتى يختارها بنفسه فهى من كسب يده والتى تزين للحاكم جميع أفعاله وتثنى على جميع تصرفاته وأحواله وتحاول بكل جهدها ابعاد الناصحين عنه فلا يرى الا بأعينهم ولا يسمع الا بآذانهم فيصبح كالاعمى والاصم فى الحقيقة موهما نفسه انه سميع بصير فلا يشعر بالمواطن البسيط الذى يعانى من شظف الحياة ومن ظلم هذه البطانة.
اذا المشكلة فى غياب الامن والامان تكمن فى انتشار الظلم وغياب العدل وفقدان الناصح الامين والحل فى منتهى البساطة فى انتشار العدل وغياب الظلم ووجود الناصح الامين . وما أسهل الوصول الى الحل اذا صدقت وصلحت النوايا وقتها لن نحتاج الى المليارات للتأمين وسيكون الوطن كله فى حماية أبنائه وسيكون الامن والامان فى العقول والنفوس الحرة وليس فى العقول والنفوس المريضة والمضرة .
اللهم ارزق مصر الامن والامان.