يسرا السيد ابراهيم محمد الخطيب (يسرا الخطيب) – كثيرا ما تراجعت عن فكرة كتابة ما يجول بخاطري

اسم السجين (اسم الشهرة) : يسرا السيد ابراهيم محمد الخطيب (يسرا الخطيب)

النوع الاجتماعي : أنثى

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 4/22/2015

السن وقت الاحتجاز: 23 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: مدرسة

مكان احتجاز المرسل : سجن دمنهور العمومي (الأبعادية)

كثيرا ما تراجعت عن فكرة كتابة ما يجول بخاطري

كثيرا ما تراجعت عن فكرة كتابة ما يجول بخاطري من تساؤلات و تحليلات أُنملية بسيطه عن أوضاع كوكب الارض الذي لم يعد ازرقاً وذلك إرجاعاًلاسباب قهريه بحته, و اليوم , استعدت القدرة على اتخاذ القرارات الصعبه ….

أصعب تلك القرارات هي الامساك بالقلم اسْكُب بعض حبره على اسطر الورقه موثقةً بعض سيناريوهات تحدث في كوكبي الاصغر ذو اللون الرصاصي , و اخرى تحدث في الكرة الزرقاء اللتي استحالت للاسف حمراء نزِفه …

في كوكبي الاصغر ذو اللون الرمادي القاتم , القاتل , الباعث على فقدان الذاكرة , المهيء للكآبة و لحزن مزمن , المنشط لعوامل تقدم السن رغم انعدامها ؛ فيخلقها , في هذا الكوكب المليء بالكآئنات البيضاء , و أُخر كالذباب الاخضر , و كائنات اخرى تشِذ عن كينونة السابق ذكرها , كائنات اخرى ضروس متوحشة , هاتكة … هتّاكة !!

كبّلني ذاك الموقف الؤلم , عندما سقطت نزيله من كوكبي ” فصيلة البيضاء ” سقطت طريحة في الارض كالطير الذي اقتنص عنقه امهر القتلة و الصيادين , ليست فئتنا فئة المهدده بالانقراض , و لكن تلك الضعيفة اللتي اردتها ارضاً سابحة في ” الاحمر المقدس “-أياً كان نازفه – قد تؤدي الى خلل في سلسلة نسلها , ليس خللاً جينياً , حاشَ لله , و لكن فصيلتها قد يصيبهم ما اخشاه , وقد حدث , ذلك الرعب المضاعف الذي يجر صاحبه نحو حاجز الصمت الدّائم كما لو كانو بكما …. آآآآآه …

أطلق زفرات الألم من صدري المكلوم المليء بالاوجاع .. صفع ذاك الشرِه احدى المسجونات صفعة واحدة من كفة الخراسانّي الفولاذي أسقطها ارضاً لا تنطق , لا يطلق صدرها أنفاساً … لم يؤلمني هذا المشهد بقدر السيناريو الطبيعي الذي تبع ذاك لاول ,لقد تبعه مشهد صاخب بالصمت ! نعم .. إنه صخب السكون الذي ملأ ساحات السجن بعد تلك الصفعه التي دوّت طقطقاتها أرجاء الابعدية بأكملها ..
لماذا يسكت هؤلاء ؟ لماذا أراد المخرج ان يتبع مشهد الموت خذلان المعزّيين ؟ لماذا لم يتبع مشهد الموت كما – عهدنا في الدراما النظيفه – مشهد الثأر و الثورة ؟! لماذا ؟ … لكني عرفت الاجابة المنطقية التي اُعتُقِلت ضمنا لها , علمت أنهم فضلو الصمت , استحبوا الضحك مع دمع القهر و الألم و كمّ الأوجاع على صرخة الآآآآآآآآآآه التي تقتل الجبناء ! كل ذلك كان أصله أن منظومة الظلم في موطني متوالية حسابية لا تنتهي !!