سامية حبيب محمد شنن

سامية حبيب محمد شنن

1. معلومات شخصية
أ. الميلاد: ولدت السيدة سامية شنن عام 1958، وتم القبض عليها في 19 سبتمبر 2013 وهي في عمر 55 عام على خلفية قضية “مذبحة كرداسة”.

ب. النشأة: نشأت بقرية ناهيا بمنطقة كرداسة محافظة الجيزة، وهي أم لثلاثة أولاد وهم: طارق، أسامة وحسن.

ج. المهنة: بائعة فاكهة.

د. تحت دائرة الضوء: أصبحت السيدة سامية تحت دائرة الضوء بسبب فيديو انتشر لها عام 2013 عقب أحداث “مذبحة كرداسة” يتضمن تورطها وآخرين في واقعة اقتحام قسم شرطة كرداسة. ثم عادت لدائرة الضوء مجدداً عام 2021 بعدما أثارت الحلقة الخامسة من المسلسل الدرامي “الاختيار 2” جدلًا واسعًا فأظهرت الحلقة امرأة تشارك في سحل وقتل ضباط قسم شرطة كرداسة، وأنها سقت نائب مأمور القسم (ماء نار) عندما طلب الأخير ماءً ليشربه، في إشارة إلى السجينة سامية شنن -رغم نفي المحكمة حدوث هذه الواقعة من الأساس-، مما أدى إلى شن حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيدين/ات ورافضين/ات لظهورها بهذا الشكل داخل عمل درامي. كما توسعت دائرة الضوء أكثر نظراً لكونها أقدم سجينة من بين السجينات المدرجات على ذمة قضايا سياسية، وهي السيدة الوحيدة المدرجة على ذمة القضية المعروفة إعلامياً بـ “مذبحة كرداسة”، وكانت أول سجينة سياسية يحكم عليها بالإعدام آنذاك.

2. حالات القبض السابقة: لم يتم القبض على السيدة سامية على ذمة قضية أخرى.

3. تسلسل زمني من بداية القبض
أ. خلفية القبض:
19 سبتمبر 2013- القبض: تم إلقاء القبض على السيدة سامية وابنها حسن من منزلهما في “منطقة كرداسة” إثر حملة واسعة شنتها قوات الأمن المصري عقب “أحداث أغسطس 2013” المعروفة بـ “مذبحة كرداسة”، والتي تمثلت في اقتحام قسم شرطة كرداسة، ومقتل عدد من الضباط وعناصر الشرطة واثنين من الأهالي. ويرجع سبب القبض عليها اتهامها بالاعتداء على السيد نائب المأمور أثناء واقعة الاقتحام سالفة التوضيح.

ب. خلفية عن القضية: تم إدراجها على ذمة القضية رقم 12749 لسنة 2013 جنايات كرداسة، والمقيدة برقم 4804 لسنة 2013 كلى شمال الجيزة، والمعروفة إعلاميا بقضية “مذبحة كرداسة”.

بدأت حيثيات القضية في أغسطس 2013، إثر فض اعتصام رابعة، حين اقتحم عدد من الأفراد قسم شرطة كرداسة، والذي راح ضحيته ما يقرب من 11 من عناصر الشرطة، إلى جانب شخصين من أهالي المنطقة تصادف وجودهما في المكان، وفي سبتمبر 2013 تم إلقاء القبض على عدد من الرجال والأطفال وسيدة واحدة خلال حملة موسعة استهدفت بعض من العناصر الإرهابية في كرداسة، وتم القبض على عدد من قاطني المنطقة، ومؤيدي الرئيس الراحل محمد مرسي، وتعد السيدة سامية هي المرأة الوحيدة في القضية التي ضمت عدد 188 متهما بينهم 151 متهم تم القبض عليهم بالفعل، و35 متهم هارب، واثنين متوفين.

ج. التهم: تضمن أمر الإحالة عدة اتهامات وجهت للسيدة سامية المتهمة رقم “70” في القضية، منها:
– المشاركة في تجمهر أمام قسم كرداسة وحيازة أسلحة وذخيرة.
– قتل ما يقرب من 11 فردًا من عناصر قوات الشرطة بينهم مأمور القسم ونائبه واثنين آخرين من الأهالي تصادف وجودهما بالمكان.
– الشروع في قتل 30 فردًا آخرين من قوة قسم الشرطة.
– اقتحام قسم الشرطة.
– التخريب وإتلاف مبنى القسم وسرقة محتوياته، وحرق عدد من سيارات ومدرعات الشرطة.
– التنكيل بجثة نائب مأمور قسم كرداسة عامر عبد المقصود بسقيه ماء نار وذلك في يوم 14 أغسطس 2013، وقد نفى القضاء المصري حدوث هذه الواقعة من الأساس.

د. المحاكمة والأحكام:
– 21 سبتمبر 2013- فيديو الاعتراف: تم اجبار السيدة سامية على تصوير فيديو تعترف فيه بالتهم السالف ذكرها عقب إلقاء القبض عليها. إلا أنها أكدت في تحقيقات النيابة أنها سجلت هذا الفيديو تحت تهديد قوات الأمن، وطالبت بعرضها على الطب الشرعي لإثبات ما بها من جروح وإصابات نتيجة تعرضها للتعذيب.

– فبراير 2014- الإحالة لمحكمة الجنايات: قرر النائب العام الراحل المستشار هشام بركات إحالة المتهمين/ات في قضية “مذبحة كرداسة” إلى المحكمة الجنائية المختصة، على خلفية اتهامهم/هن بارتكاب عدد من الجرائم الإرهابية على رأسها مجزرة مركز شرطة كرداسة التى وقعت في أغسطس 2013 بالتزامن مع فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، مما أسفر عن مقتل مأمور القسم ونائبه و9 من أفراد الشرطة وفردين من الأهالي.

– 2 ديسمبر 2014 – الإحالة إلى المفتي: أحالت محكمة الجنايات أوراقها و 182 آخرين إلى فضيلة مفتي الجمهورية.

– 2 فبراير 2015- حكم محكمة الجنايات الأول: أصدرت محكمة جنايات الجيزة برئاسة القاضي محمد ناجى شحاتة، وعضوية المستشارين ياسر ياسين وعبدالرحمن صفوت حكماً بمعاقبتها بالإعدام مع 182 آخرين، منهم 149 حكماً حضورياً، و34 حكماً غيابياً، وانقضاء الدعوى الجنائية ل 2 من المتهمين “وهما “محمد مصطفى” و”محمود عبد الرازق” لوفاتهم، وحبس متهم حدث يدعى “علي محمد فرحات” بالسجن 10 سنوات، وبراءة 2 آخرين.

– مارس 2015- الطعن على حكم محكمة الجنايات الاول: طعن 156 من المتهمين/ات على الحكم الصادر ضدهم/هن، من بينهم السيدة سامية شنن.

3 فبراير 2016- قبول الطعن وإعادة المحاكمة: ألغت محكمة النقض الحكم الأول، وقضت بإعادة المحاكمة أمام دائرة أخرى، بعدما أقرت ببطلان بعض إجراءات المحاكمة، وإخلال المحكمة بحقوق الدفاع.

2 يوليو 2017- حكم محكمة الجنايات الثاني: قضت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة القاضي محمد شيرين فهمي بتخفيف الحكم لما يقرب من 80 متهماً/ة من بينهم السيدة سامية شنن وذلك بمعاقبتهم/هن بالسجن المؤبد بدلاً من الإعدام.
كما قضت بإعدام 20 متهماً آخرين، والسجن 10 سنوات لطفل حدث، وبراءة 21 متهماً آخرين.

وقالت المحكمة في الحيثيات حينذاك والتي نشرتها وسائل الإعلام المصرية:
“إن المحكمة تهيب بمن يتحدث عن الدعوى أن يتحرى الدقة والحقيقة، وألا ينساق وراء إشاعات مغرضة بقصد إثارة الرأي العام، والنيل من القضاء وهيبته بنشر أخبار كاذبة عن واقعات وهمية لا أصل لها بالأوراق”.
وتابعت المحكمة:
“فقد خلت أوراق الدعوى مما يشير إلى قيام أي من المتهمين/ات باستعمال أي مادة كيميائية حارقة (ماء النار) سواء بإعطائها لأي من المجني عليهم/هن أو إلقائها عليهم/هن”.

24 سبتمبر 2018- الطعن الثاني: طعن المتهمون/ات مرة ثانية أمام محكمة النقض التي قضت برفض طعون المتهمين/ات، ليصبح الحكم الصادر في حقهم/هن نهائياً وباتاً لا يقبل الطعن عليه مرة أخرى.

4. ظروف الحبس
أ. أماكن الاحتجاز: بعد القبض على السيدة سامية شنن وإبنها حسن تم إحتجازهم/هن في مكان غير معلوم، ومن ثم ترحيلها إلى سجن القناطر نساء، ظلت فيه قيد الحبس الاحتياطي، ومن ثم انتقلت إلى عنبر المخصوص وهو العنبر المخصص للمحكوم عليهن بالإعدام عقب الحكم بإعدامها، ثم نُقلت إثر تخفيف الحكم إلى عنابر المحكومات داخل ذات السجن، وتقضي عقوبتها داخله حتى الآن.

ب.الانتهاكات:
– الضرب المبرح والسب أثناء القبض عليها من منزلها رفقة ابنها.
– الاحتجاز الغير قانوني داخل مقرات الأمن الوطني.
– التعرض لعدة أنواع من التعذيب داخل مقرات الأمن الوطني بغرض الاعتراف بالتهم المنسوبة إليها.
وفي هذا الإطار يروي أسامة نجل السيدة سامية أن والدته تعرضت لأشد أنواع التعذيب عقب إلقاء القبض عليها، حتى وصل الأمر لوضع أحد الجنود حذاءه في فمها. كما تم تهديدها بالاغتصاب أمام ابنها الأصغر إذا لم تعترف بأنها قامت بالتمثيل بجثة نائب مأمور قسم كرداسة.
– المعاملة المهينة داخل سجن القناطر.
– الوصم المجتمعي بكونها سكبت ماء النار على مأمور القسم رغم انتفاء حدوث الواقعة.
– الظهور في العمل الدرامي (الاختيار 2) بشكلٍ يخالف الواقع دون وجود محاسبة.
– المنع من حضور جنازة والدتها التي توفيت بتاريخ 18 يونيو 2020.

ج. ظروف المعيشة داخل السجن: تعد السيدة سامية أقدم سجينة سياسية داخل السجون المصرية، يلقبها بعض السجينات داخل سجن القناطر نساء بـ “أم المعتقلات” نظرًا لحنانها وخوفها عليهن، وإحساسها بالمسئولية تجاههن، كما اشتهرت داخل السجن بالغناء المستمر، والدعوات بصوتٍ عذب قبيل صلاة الفجر.

عاصرت السيدة سامية إدراتٍ كثيرة داخل سجن القناطر نساء، الكثير منهم تعامل معها بشكل عنيف، فقد روت الكثيرات من السجينات السابقات أن السيدة سامية كانت تتعرض للسب والشتم بشكلٍ مستمر، وتم منع الطعام عنها بغرض التضييق عليها مراتٍ عديدة.

زادت الأمور حدة بعدما عرض مشهد في مسلسل الإختيار 2 يتضمن سرد غير واقعي عن السيدة سامية، ومن ثمّ شن حملة تشويه للسيدة سامية من خلال الإعلام المصري، وصل الأمر إلى الإيذاء المستمر لها داخل السجن، ولم يقتصر على الإيذاء من قِبل الإدارة، ولكن من قبل السجينات أنفسهن.ولم يقف الأمر حد ذلك، ولكن تم الهجوم على أي شخص يتعاطف مع القضية بشكلٍ عام، مثال عن ذلك حملة الهجوم على ماهينور المصري على خلفية تعاطفها مع السيدة سامية شنن حيث عبرت السيدة ماهينور المصري عن استنكارها حملة التشويه التي تعرضت لها السيدة سامية بسقي مأمور قسم شرطة كرداسة “محمد جابر” ماء نار، في حين أن المحكمة قد برأتها من هذه التهمة.