عبد الرحمن محمد مصطفى الجندي

عبد الرحمن محمد مصطفى الجندي

1. معلومات شخصية
أ. الميلاد: ولد السيد عبد الرحمن في أواخر عام 1995، وتم القبض عليه وهو طفل، قبل أن يتم 18 عام.

ب. النشأة: نشأ في محافظة القاهرة، وقد تفوق في رحلته الدراسية، ونال منحة لدراسة الهندسة بالجامعة الألمانية (GUC)، إلا أنه فقدها منذ لحظة القبض عليه في 2013. رغم ذلك أصر على استكمال مسيرته التعليمية وحصل على درجة البكالوريوس في الهندسة جامعة عين شمس أثناء فترة سجنه.

ج. المهنة: كاتب. حيث نُشرت كتاباته من داخل السجن على منصة مدى مصر، ثم باشر رحلته الكتابية بعد خروجه على منصات إعلامية كثيرة من أشهرها رصيف 22، ومعهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط.

د. النشاطات/ الانتماء السياسي: لم ينتمِ لأية أحزابٍ أو جماعاتٍ سياسية.

ه. تحت دائرة الضوء: ظهر الطفل عبد الرحمن تحت دائرة الضوء نظراً لكتاباته التي اشتهر بها من داخل محبسه، حيث كان يدون المقالات التي تُنشر بشكلٍ مستمر عن ظروف سجنه، وزملائه، وحتى أفكاره، مما جعل الكثير من المدافعين/ات عن حقوق الإنسان والمنظمات تطالب بالإفراج عنه.

2. حالات القبض السابقة: لم يتم القبض على السيد عبد الرحمن على ذمة قضايا أخرى.

3. تسلسل زمني من القبض حتى انتهاء الحبس
أ. خلفية القبض:
– 6 أكتوبر 2013- القبض: كان الطفل عبد الرحمن الجندي رفقة والده بميدان رمسيس داخل السيارة في طريقهما لزيارة جدته، وما أن رأى الأحداث حتى أخرج هاتفه ليلتقط بعض الصور، حين قام رجلان يرتديان زياً مدنياً بالقبض عليهما دون إبداء أسباب واضحة.

– 7 أكتوبر 2013- الظهور أمام النيابة: ظهر الطفل عبد الرحمن أمام النيابة بعد مرور ما يقرب من 25 ساعة من القبض عليه متهماً باتهاماتٍ عدة أشهرها الانضمام لجماعة محظورة. وقد تم إدراج والده على ذمة ذات القضية.

ب. خلفية عن القضية: تم إدراجه على ذمة القضية رقم 10325 لسنة 2013 جنايات الأزبكية، المشهورة إعلامياً بقضية “أحداث شغب الأزبكية”.

بدأت حيثيات القضية عام 2013 بالتزامن مع احتفالات ذكرى السادس من أكتوبر، حيث تجمع عدد من المتظاهرين/ات داخل ميدان رمسيس رفضاً منهم/هن للانقلاب العسكري في مصر، وتنديداً بأحداث فض ميدان رابعة العدوية، وقد ضمت القضية 68 متهماً من بينهم رجال وأطفال وُجهت لهم عدة اتهامات من بينها القتل العمد، وإتلاف الممتلكات العامة، ومقاومة السلطات، وقد أصدرت المحكمة أحكاماً ضدهم تتراوح ما بين السجن 3 سنوات، وحتى السجن المشدد 15 سنة.

ج. التهم: تم توجيه العديد من الاتهامات ضد السيد عبد الرحمن على النحو التالي:
– القتل العمد.
– الشروع في القتل العمد.
– التجمهر بغرض تعطيل تنفيذ القوانين واللوائح.
– التعدى على المواطنين.
– إتلاف الممتلكات العامة.
– مقاومة السلطات.
– محاولة اقتحام ميدان التحرير.

د. المحاكمة والأحكام:
– مارس 2014- الإحالة لمحكمة الجنايات: تم إحالة القضية إلى محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار محمد علي الفقي، والتي انعقدت أولى جلساتها في 17 أبريل 2014 بمعهد أمناء الشرطة بطرة.

– 30 سبتمبر 2014- حكم محكمة الجنايات: حكمت المحكمة بمعاقبته بالسجن المشدد لمدة 15 عاماً والمراقبة لمدة 5 أعوام، وغرامة قدرها 20 ألف جنيهاً مصرياً، وقد عاملت المحكمة الطفل عبد الرحمن كما البالغين، وأغفلت واقعة القبض عليه وهو قاصر -17سنة-، حيث قضت محكمة جنايات القاهرة عليه بالسجن المشدد، وذلك بالمخالفة لقانون الطفل رقم 12 لسنة 1996، والمعدل بالقانون رقم 126 لسنة 2008 في المادة رقم 111 والتي نصت على “لا يحكم بالإعدام ولا بالسجن المؤبد ولا بالسجن المشدد على المتهم الذي لم يجاوز سنه الثامنة عشرة ميلادية كاملة وقت ارتكاب الجريمة”.

– مارس 2016- حكم محكمة النقض الأول: رفضت محكمة النقض الطعن الذي تقدم به السيد عبد الرحمن الجندي مؤيدةً الحكم الصادر بحقه، لكنها ألغت عقوبة الغرامة لكل المتهمين/ات.

– 31 مارس 2017- الإدراج في قوائم العفو: تم إدراج اسم السيد عبد الرحمن ووالده في القائمة الرسمية للسجناء/ات المدانين/ات الذين/اللواتي ينتظرون عفوا رئاسيا. فتم إطلاق سراح والده، لكن السيد عبدالرحمن بقى في السجن، ولم يحالفه الحظ للخروج من دائرة المعاناة.

– نوفمبر 2019- تقديم التماس إعادة النظر: قدم محامون/يات منظمة “بلادي” التماس إعادة النظر في القضية مفاده كونه -وقت الواقعة- طفلاً محكوما عليه بالسجن المشدد لمدة 15 عامًا بالمخالفة لقانون الطفل.

– ديسمبر 2019- إيقاف تنفيذ الحكم: قدم والده، مع محامي حقوق الإنسان، إشكالاً للنائب العام مفاده إيقاف تنفيذ الحكم الصادر ضده باعتباره بالغاً بينما كان طفلاً، وتم قبول الإشكال، فأصدر النائب العام قراراً بإيقاف تنفيذ الحكم.

– 30 ديسمبر 2019- إخلاء السبيل: قررت محكمة جنايات جنوب القاهرة، إخلاء سبيل السيد عبد الرحمن بضمان محل إقامته، وفي 12 يناير 2020، تم بالفعل إخلاء سبيل السيد عبد الرحمن، ليظل في انتظار جلسة المحاكمة في منزله وخارج أسوار السجن.

– 14 سبتمبر 2020- الحكم الأخير- حكم محكمة النقض الثاني: تم تخفيض عقوبة السيد عبد الرحمن إلى السجن خمس سنوات من قبل محكمة النقض بمحكمة جنايات شمال القاهرة، وذلك بعد إعادة محاكمته كقاصر، وكان قد قضى المدة كاملة فلم يعد للسجن بعد إخلاء سبيله.

4. ظروف الحبس
أ. أماكن الاحتجاز: تنقل السيد عبد الرحمن بين سبعة أماكن للاحتجاز، بعض منها رفقة والده، والبعض الآخر وحيداً، حيث قضيا أول ليلة في محبسهما بقسم شرطة الأزبكية، ثم نُقلا إلى معسكر السلام للأمن المركزي وظلا هناك لمدة عشرة أيام، ثم أمضيا السنة الأولى داخل سجن المرج العمومي، وتم نقلهما سوياً إلى سجن وادي النطرون، ومنه تفرق السيد عبد الرحمن عن والده، حيث تم ترحيل والده إلى سجن طرة شديد الحراسة 2 تمهيداً لإدراجه ضمن برنامج العفو، وقد تم الإفراج عنه في مارس 2017، بينما أمضى الإبن عبد الرحمن ما يقرب من عامين داخله، نهايةً إلى قضاء ثلاث سنوات في سجن طرة شديد الحراسة 2، وتخلل هذه المدد احتجاز طوال فترات الامتحانات في كل من سجن استقبال طرة، وليمان طرة.

ب. الانتهاكات:
– الاحتجاز مع بالغين وهو قاصر.
– التعرض للضرب والمعاملة المهينة من قبل أفراد الشرطة فور إلقاء القبض عليه.
– التعرض للضرب والمعاملة المهينة أثناء “حفلات الاستقبال/التشريفة” في السجون التي كان يدخلها لأول مرة، ويذكر أن تشريفة سجن وادي النطرون كانت الأكثر وحشية.
– التضييق في دخول مواد الدراسة، أو تعمد إتلافها من قبل الأمن الوطني، وعدم إمكانية الوصول إليها إلا من خلال دفع مبالغ باهظة “رشوة”.
– سرقة الممتلكات التي كانت تحدث بشكلٍ دوري من قبل المفتشين والمخبرين أثناء عمليات التفتيش.
– الحلاقة الإجبارية داخل سجن وادي النطرون.

ج. ظروف المعيشة داخل السجن:
تم سجنه لمدة تقارب الست سنوات، تنقل خلالها بين ما يقرب من ستة سجون، بدأت رحلته من طور الطفولة إلى المراهقة ومن ثمّ إلى الشباب، وقد عانى خلال رحلته الطويلة من ظروف احتجاز سيئة بداية من التكدس الذي يستحيل معه النوم بجسد مستريح و مستلقي، إلى صعوبة الولوج لدورات المياه، والمذاكرة على ضوء الكشاف في مساحة لا تتعدى ال 30 سم، وحتى الزيارات قصيرة المدة.

فقد نتيجة القبض عليه وإدراجه على ذمة قضية سياسية منحة لدراسة الهندسة في الجامعة الألمانية في القاهرة، كان قد نالها بتفوقه الدراسي خلال المرحلة الثانوية.

وقد وصف السيد عبد الرحمن افتقاده لبعض الحاجيات الأساسية كما يلي:
“مخدة بدل الشبشب أسند رأسي عليها. حاجة طرية أنام عليها بدل الأرض. أفرد رجلي وأنا نايم. اتقلب. أنام وأنا مطمن إني مش هصحى على صوت بيسب الدين أو إيد بتطرقع على قفايا. أدخل الحمام من غير ما اضطر أستنى 25 واحد قدامي. مكان أذاكر فيه وحاجة أعلى من الأرض أسند عليها. أشوف أهلي أكتر من نص ساعة كل أسبوعين. أشرب ميه نظيفة. أشوف الشمس. أدخل الامتحانات. آخد نفس من غير ما أفتكر إني مسجون”.

5. متابعة:
أ. العمل والنشاط: حصل مؤخراً على منحة ماجيستير الكتابة الإبداعية بجامعة بيتسبرج الأمريكية.

ب. مكان الإقامة: انتقل مؤخراً إلى ولاية بنسلفانيا- الولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال مسيرته الدراسية هناك.

ج. الحياة الشخصية: استأنف حياته بعد خروجه من السجن، وانطلق ليتعلم الكثير بكل الإمكانيات المتاحة، فأخذ شهادات في تدريس اللغة الانجليزية، ودورات في الكتابة الإبداعية باللغتين العربية والإنجليزية، حتى حصل على منحة في جامعة بيتسبرج الأمريكية للحصول على ماجيستير الكتابة الإبداعية.