انس محمد محمد ابراهيم البلتاجي (انس البلتاجي) – رسالة أنس إلى شقيقته أسماء البلتاجي في ذكرى ميلادها

اسم السجين (اسم الشهرة) : انس محمد محمد ابراهيم البلتاجي (انس البلتاجي)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 1/3/2014

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طالب بكلية التربية النوعية بجامعة عين شمس

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون أبو زعبل

رسالة أنس إلى شقيقته أسماء البلتاجي في ذكرى ميلادها

السلام علي زينة الشهداء، عروس السماء، سلام لك يمتزج بشوق اللقاء، وألم الفراق، وفرحة بما وعد الله لعباده الشهداء، في خير مستقر -بإذن الله، وبشري “بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين “. اشتقت إليك يا أسماء، شوقًا إلى حسن طلعتك،وبهجة الروح في لقائك والأنس بصحبتك، أعلم أن هذه الدنيا لم تروقك يومًا، زهدتِ فيها، وكان أكثر اهتمامك فيها نصرة دينك وأمتك-وعلى صغر سنك-لم تكتفِ بتفوقك على أقرانك من صفوف الدراسة، ولكن كنتِ مبادرة في البحث في العلوم الشرعية والفكرية والحركة بها في غير انفصال عن فكر ولا واقع، فكنتِ حاضرة في كل عملٍ ارتأيتِيه لرفعة الأمة ونصرة الحق..مشاركةً في أحداث الثورة المصرية من يومها الأول مرورًا بمواقعها المختلفة على مدار عامين، ومتضامنة مع الثورة الليبية والسورية-وداعمة بنشر القضية والدعم المادي -للثائرين المجاهدين من أبناء العرب المسلمين المقاومين للاستبداد الدموي المتسلط عليه..وحاملة للقضية الفلسطينية، مناصرة لها بشتي الطرق الممكنة. أشهد أنكِ أديتِ ما عليكِ في فترة قصيرة من العُمر عريضة واسعة ضربتِ فيها مثالاً يُحتذي به للفتاة المسلمة العزيزة بدينها وكتابها -المتفوقة بدراستها..المناصرة لقضايا أمتها..المتميزة بين أقرانها..فتركتِ فينا أثرًا نقتفيه ما حيينا”قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني”. ستظل ذكراكم باقية في صدور الثوار المجاهدين تؤرق مضاجع القتلة الغادرين، والله لم يزهقوا روحك الطاهرة -بقدر ما أحيوها -بإذن الله- في قلوب الملايين من أبناء هذه الأمة ونفوسهم..يكفي أن دماءكِ الزكية التي سالت على أرض رابعة-جمعت شعوبًا وأجناسًا شتي- فرقتها سياسات دولية ظالمة وحدود إقليمية باغية وتسلط الحكام عليهنا فاجتمعوا على عدالة القضية التي قضيتِ من أجلها(رفض الظلم والتبعية بكل أشكالها وغرس الثقافة المنتمية للتاريخ والحضارة الإسلامية وتمكينها-ووقف تسلط الأجهزة الأمنية والأنظمة العسكرية علي حياة الشعوب-ووحدة الأمة الإسلامية بمختلف مكوناتها. والله إن دولة قامت على دماء الشهداء وصرخات اليتامى ودموع الأرامل لن ترتفع لها راية ولن تتحقق لها غاية وستبقي في ذاكرة التاريخ-بأمر الله-عبرة وآية “من يزرع الشوك لابد سيحصده”. أشكو إليكِ أناسًا رضوا بالذل ديناً، أعانوا الظالم بالقول أو العمل أو حتى بالسكوت على ظلمه رغم ما لحق بهم من أذاه، ورغم ما أصابهم من ضنك العيش في عهده، لكن عساهم يهتدوا حين يعلموا أن دولة الظلم زائلة لا محالة فيعجلوا بنهايتها “وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا”. سبعة عشر عامًا يا أسماء عشتِيهِم معنا مروا كأنهم بضعة أيام!..لا بأس..ذكراكِ تفي لنا ما تبقي من أيام في هذه الدنيا حتي نلحق بكِ على خير بإذن الله، قد نزعتِ من قلوبنا حب الدنيا وكراهية الموت؛ فصرنا ننتظر يوم اللقاء لتسكن القلوب وتقر الأعين! “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومن ينتظر وما بدلوا تبديلاً”…. إلى لقاء قريب في جنات الفردوس بإذن الله في مقعد صدق عند مليك مقتدر! أخوكِ المحبوس في سجنه : أنس .. 3 يناير 2014.