احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – هيما

اسم السجين (اسم الشهرة) : احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 1/15/2014

السن وقت الاحتجاز: 35 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: مهندس – مؤسس حركة 6 أبريل

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

هيما

هِـيـمـــا. هكذا كنا نطلق عليه إختصاراً أو تمويه عند الحديث عنه في التليفون , مع إنه تمويه مكشوف قوي . في مكالماتي مع بعض الأصدقاء السابقين قبل الثورة عند التخطيط لأي نشاط مفاجئ أو حملة أو فكرة ضد نظام مبارك , كان السؤال الدائم : و “هيما” رأيه إيه ؟؟! كان رأي “هيما” يهمني قبل تنفيذ أي فكرة خطيرة أو عملية تُحرج النظام , سبحان الله , هؤلاء الأصدقاء حالياً في جانب السلطة وبعضهم تقلد المناصب أو أصبح من شباب ثورة 30 يونيو الطاهر العاقل مش خونة و أجندات زينا . علاقتي بـ”هيما” أقدم مما هو نفسه يتخيل أو يعلم ، تعود لأواخر 2004 عندما بدأ الحراك السياسي والإحتجاجي ضد مبارك ، فبعد إغلاق جريدة الشعب ثم آفاق عربية , ظهرت جريدة الدستور , وكانت المفاجأة بالنسبة لي من كم الجراءة والهجوم الصريح على مبارك و رجاله ومشروع التوريث بصفة عامة . وكنت في هذا الوقت مهندس حديث التخرج أتقاضى مرتب بسيط وأدخل جمعيات من أجل تجهيز الشقة للزواج ، ولكن كان لازم أشتري عدة نسخ من كذا جرنال , جريدة الغد , صوت الامة , والدستور وهي أهمهم . كنت أنتظر يوم الأربعاء بفارغ الصبر لأشتري عدة نسخ من جريدة الدستور لأقوم بتوزيعها على العمال والمقاولين في المواقع التي أشرف عليها ، فجريدة الدستور تحديداً كانت بمثابة منشور إسبوعي للتحريض ضد نظام مبارك وكسر التابوهات وتدمير فكرة الحاكم الإله ، وتحديداً مقالات “إبراهيم عيسى ” هِـيـمــا ” , وصفحة قلمين للعبقري الموهوب بلال فضل ، وأحيانا كنت أقوم بتصوير مقالات “هيما” التي تنتقد مشروع التوريث وأقوم بتوزيعها على كل من أقابلة في الشارع في ذلك الوقت . إنتهى عام 2005 بتمرير التعديلات الدستورية , ثم فاز مبارك في الإنتخابات الرئاسية , ثم إكتساح الحزب الوطني لمجلس الشعب ما عدا 88 مقعد للإخوان , وعاد الخمول مرة أخرى للحياة السياسية ما عدا الإحتجاجات الفئوية العظيمة التي دعمها المدونون بشدة , إلى أن كان إعتصام نادي القضاة في 2006 ، نفس القضاة الذين يتم إتهامهم بالخيانة والعمالة للإخوان حالياً قد ثاروا في 2006 ضد قرار معاقبة “مكي والبسطويسي” , بعد كشفهم لأسماء قضاه زوروا إنتخابات مجلس الشعب 2005 . و إعتصمنا أمام نادي القضاة تضامناً معهم ومساندة لهم ضد بطش السلطة , وفي أحد الليالي قام ضباط أمن الدولة والأمن المركزي بمهاجمة الإعتصام والقبض على مجموعة من المعتصمين ، وقبل لحظة القبض كنت خرجت من الإعتصام لإجراء مكالمة في السنترال لطمئنة والدتي – أيام الدقيقة بـ 50 قرش – وتم إعتقال الزملاء من داخل الإعتصام ، وتم بعدها إعتقالي من شارع شامبليون من أمام السنترال عندما لمح ضابط أمن الدولة جريدة الدستور في يدي ، هاتوا الواد ده كمان معاهم ، ده معاه الجرنال بتاع إبراهيم عيسى ، إبقى خليه ينفعك في السجن يا روح أمك . ومكثت أكثر من شهرين في سجن طره في صيف 2006 أقرأ جريدة الدستور ومقالات إبراهيم عيسى , ومقالاتي ومقالات الزملاء ، فقد أتاح لنا ” هِـيـمــا ” صفحتين كاملتين لنشر كل ما كنا نكتبه من داخل السجن , وكانت جريدة الدستور من أكثر الجرائد دفاعاً عن المعتقلين . كان من الممكن أن أنجو من الإعتقال وقتها بسبب عدم تواجدي في مكان الاعتصام لحظة الفض ، ولكن جريدة الدستور كانت سبباً في القبض على من خارج الإعتصام . كان من الواضح كراهية جهاز أمن الدولة ل إبراهيم عيسى بشكل كبير , ففي عام 2008 وبعد إضراب 6 إبريل وبدء البحث عني حيث كنت أدمين جروب الإضراب ، وبعد خطفي من الشارع و إقتيادي لمبنى أمن الدولة في لاظوغلي ، بدأت حفلة التعذيب , وبغض النظر عن تفاصيلها الكئيبة والتي لا أرغب في إعادة سردها مره أخرى ، كانت هناك فقرة لشتيمة كل رموز المعارضة وقتها والتشكيك فيهم ، أيمن نور , جورج إسحاق , عبد الحليم قنديل , جميلة اسماعيل ، وطبعا إبراهيم عيسى . لم أقابل “إبراهيم عيسى” وجهاً لوجه إلا بعد تلك الحادثة وبعد تأسيسي لحركة 6 إبريل , فقد كان ” هِـيـمــا ” مساند لنا من اليوم الأول ، بل قبل إنشاء الحركة وقبل الإضراب ، ففي يوم 5 إبريل كان المانسيت الرئيسي غداً الإضراب العام , ويوم 6 إبريل 2008 كان المانشيت الرئيسي اليوم إضراب عام . أصبحت جريدة الدستور كجريدة لـ 6 إبريل، أخبارنا، أفكارنا، مقالاتنا، أنشطتنا، وفي نفس العام تمت محاكمته بتهمة إهانة الرئيس ، وبالطبع كانت 6 إبريل من أول الحركات التي دافعت عنه وكانت في كل محاكماته إلى أن أخذ حكم بالحبس شهرين ، وبعدها عفا عنه مبارك ولم يتم تنفيذ الحكم . مال علي أحد الأشخاص الذين يزعمون معرفتهم بالأسرار وبواطن الأمور وقال لي عارف “هيما” ما إتحبسش ليه ؟؟ قولتله أكيد بسبب الضغط اللي إتعمل له . ضحك وقال بخباثة : لا يا ساذج , في كتُاب إسمهم كتُاب الأجهزة ، دول بيبقى ليهم ضهر وبيحميهم من أمن الدولة ، زي “إبراهيم عيسى وعادل حموده وضياء رشوان” ، كل كاتب من دول له ضهر , و في اللي ضهره أمن الدولة , وفي اللي تبع الجيش وش وكلهم بيصفوا حسابات مع بعض . كان ردي : إنت أكيد بتهجص ، ده أمن الدولة مش بيطيقوا يسمعوا إسم إبراهيم عيسى . رد وقال : ” طبعا لأنه مش تبعهم ، إبراهيم عيسى تبع المخابرات والجيش اللي يهمهم إسقاط مشروع التوريث . لم أقتنع بكلامة بصراحة ، ولم أهتم بفكرة إن ضهر “إبراهيم عيسى” هو من أنقذه من الحبس في قضية إهانة مبارك ، لا يعنيني هذا الأمر، “هيما” يتحدى مبارك ومقالاته هي الأقوى والأجرأ . لم أصدق ما يقال عنه وقتها، أصدق ما أراه , فهو في نظري مناضل، وعندما تم إعتقالي في 2010 و أثناء الإستجواب و أنا متغمي كالعادة برضه جت سيرة “إبراهيم عيسى” وأعربت عن حبي له و إحترامي لكتاباته ، مما إستفز ضابط أمن الدولة بشكل هستيري وبدأ في السباب والضرب , ولكن الحمد لله هدأ بعد فترة ولم يتطور الأمر لتعذيب متواصل كما حدث في 2008 ، وجاء الضابط الطيب سريعاً ونهر الضابط المجنون وبدأ الحوار . إنت بتحب إبراهيم عيسى ليه ، إنت فاكره مناضل ؟!! إنت عارف إبرهيم عيسى بيأخد كام ؟!! .. عارف . و عارف إن مراته هي مسئولة “فريدريش ناومان” الشرق الأوسط ؟!! .. عارف، هكذا كانت إجاباتي . وبرضه بتحب إبراهيم عيسى ؟!! .. آه ، آه . أصلكوا كلكوا خونة في بعض , تلاقيه هو اللي بيقبضك و بيظبطلكم مع فريدريش ناومان يا خونة يا أوساخ . و إستمرت لقاءاتي بإبراهيم عيسى في 2010 للتشاور والحديث عن البلد والدنيا ونعمل إيه ، كان معي في تلك المقابلات 3 أصدقاء لم أسمع لهم صوت بعد إعتقالي الأن ، خصوصاً بعد أن أصبحوا من شباب 30 يونيو الطاهر .. عادي بقى . ليس هذا هو المهم ، ما يهمني الآن هو شهادة ” هِـيـمــا ” في محاكمة مبارك ، فقد قال هيما أنه لم يرى أي ضابط أو عسكري في التحرير يوم 25 يناير !!!!!!! وهذه بالفعل شهادة زور لأني قابلته في ميدان التحرير عصر 25 يناير 2011 , وقد قابلني بترحاب وفرح شديد لأنه كان يعلم جيداً دوري ودور 6 إبريل في الحشد ليوم 25 يناير وتنظيم التظاهرات في ذلك اليوم ، وسألني ليه الشباب في شارع القصر العيني قول لهم يهدوا شوية النهاردة ، الثورة في تونس أخدت شهر مينفعش نخلصها في يوم واحد . فقد كان هناك معارك كثيرة تدور في شارع القصر العيني بالقرب من مبنى مجلس الشعب ، وكان هناك جرحى وغاز ومطاطي ، وقد رآهم “إبراهيم عيسى” بعينه وشم الغاز بنفسه , ونصحني بأن أقول للناس أن يعودوا للميدان لأنه لا جدوى من أي اشتباكات بشارع القصر العيني اليوم . كانت إجابات إبراهيم عيسى مقززة بالفعل ، فقد برأ مبارك والداخلية من أي جرائم، وألصقها في الإخوان !!!!! الأخوان أجرموا في أحداث أخرى يا أستاذنا , لا أختلف معك في هذا , ولكن من قتل الثوار لم يكن الإخوان , هذا تضليل وكذب . كان “إبراهيم عيسى” يكتب ويدافع عن 6 إبريل قبل وبعد الثورة ويشيد بدورنا ، وعندما كنت أقول له نحن لم نتلق تمويل خارجي بالفعل ، كان يقول لي : أنا عارف .. بس حتى لو أخدتم تمويل يا أحمد إيه المشكلة ؟!! ما الجيش بيأخد تمويل ، والحكومة بتأخد تمويل أجنبي . و إيه المشكلة لما تقابلوا سفراء أجانب أو صحفيين ؟!! أصلها مش حكر على الحكومة أو المجلس العسكري .. حتى لو أخدتم تمويل بالفعل إيه المشكلة ؟!!! ما ناس كتير بتأخد تمويل ومحدش بيتكلم عنهم ، الإخوان والسلفيين أنصار المجلس العسكري بيجيلهم تمويل , وعلاء مبارك نفسه كان بيجيله تمويل أجنبي بالملايين ، قادة الجيش نفسهم أخدوا تدريب في أمريكا وحبايب أمريكا , هكذا قال “إبراهيم عيسى” سواء في مقابلاتنا او حتى على الهواء في قناة التحرير عندما إستضافني في برنامجه . ولذلك إندهشت عندما ذم في 6 إبريل أثناء التحقيقات , وعندما فرح في إعتقالي وحبسي 3 سنوات ، فنحن في وجهة نظره مذبذبين ، مع إن مواقفنا هي الثابته , ومواقفه هي التي تتغير كل كام شهر ، ليست مواقفة فقط هي التي تتغير، إنما ثوابت ابراهيم عيسى نفسها تتغير ، وقيمه وقناعاته . فتغير المواقف طبيعي ، ولكن تغير الثوابت كل عام يعتبر كارثي , فعلا كارثة . لم أصدق كل ما قيل عن “إبراهيم عيسى” قبل و أثناء وبعد الثورة , ولا أحكم على الناس بالنواب ، ولا أصدق النميمة والحكايات والأسافين . لم أهتم برقم مرتبه قبل الثورة , و إيه المشكلة لما يأخد 100 ألف في الشهر رغم إنه معارض ؟!!! الراجل صحفي شاطر , ومن حقه يأخد المرتب اللي يعجبه . إستنكرت بشده تخوين أمن الدولة له , وحديثهم عن زوجته و “فريدريش ناومان” والأجندات والتمويل الأجنبي الذي يتلقاه إبراهيم عيسى ، فلو صدقت تفاهات أمن الدولة عن “إبراهيم عيسى” يبقى أنا كمان عميل , وكون مراته رئيسة منظمة أجنبية في الشرق الأوسط .. مش عيب . لا أقتنع بنظريات المؤامرة ، خصوصاً بعد علمي بعلاقات قادة الجيش بالأمريكان ، وسمسرة صفقات السلاح وضمان أمن إسرائيل . مين اللي عميل ؟!! أكره لفظ التخوين , و أستحقر من يقوم بتخوين أي شخص مختلف معه في الرأي ، ولكن كيف نسمي ما فعل “إبراهيم عيسى” ؟!! ما التوصيف ؟؟!! لقد شهد زوراً ، و إتهمنا بالعمالة، وأن الثورة بريئة منا، وأن مبارك لم يصدر أوامر بالقتل، والشرطة بريئة، واللي ماتوا خارج التحرير بلطجية !!!!! كده حق الشهداء فين ؟؟!!!!!! والضباط اللي قتلوا الثوار , مين يحاسبهم ؟؟!!! مبارك وطنى ؟؟!!!!!!!!!! طيب عملنا ثورة ليه ؟؟!!! والناس اللي ماتوا واللي راحت عنيهم ؟؟!!!!! كده خلاص ؟؟ مبارك تمام ؟؟ والشرطة تمام ؟؟؟ و إحنا اللي خونة وعملاء ؟؟!!!!!!! طيب شجعتنا ليه ؟؟؟ ليه يا “هيما” ليه ؟!!!!!! أحمد ماهر ليمان طرة 15-1-2014