محمد محمود فاضل فهمي (محمد فهمي) – صحفي الجزيرة «محمد فهمي» يروي شهادته من داخل السجن

اسم السجين (اسم الشهرة) : محمد محمود فاضل فهمي (محمد فهمي)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 1/31/2014

السن وقت الاحتجاز: 40 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: صحفي بشبكة الجزيرة الإخبارية الإنجليزية

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

صحفي الجزيرة «محمد فهمي» يروي شهادته من داخل السجن

أعزائي المصريين الشرفاء والمسؤولين بالدولة الذين أقسموا أمام الله على خدمة هذا البلد العظيم بأمانة وحياد وعدل. لقد مضى شهرا على حبسي أنا وزميلي (باهر غراب) حبسا انفراديا بسجن العقرب شديد الحراسة في عنبر الإرهاب داخل زنزانات صغيرة مليئة بالحشرات وشديدة البرودة لا ترى ضوء الشمس مع قدر قليل من الطعام. بعد 21واحد وعشرون يوما تم السماح لنا بالزيارات العائلية فأحضرت لي أسرتي طعاما ساخنا وعصائر وبطاطين وملابس ومستلزمات العناية الشخصية وتم منحنا حق الخروج من الزنزانة لساعة في ضوء الشمس وذلك حتى مساء الخامس والعشرين من يناير. في مثل هذا اليوم عام 2011، حاربنا من أجل الحرية وتفاخرنا أمام العالم بنجاح ثورتنا ونهاية الاستبداد. في عام 2014، قررت إدارة السجون التابعة لوزارة الداخلية تجريدنا من الطعام والبطاطين وساعات اليد والعصائر وأغلب ملابسنا وقد منعتنا من متعة الخروج إلى "الشمس"حتى يومنا هذا. وقد جرى حرماني من زيارة المتابعة الخاصة بي إلى المستشفى لفحص حالة عظمة العَضُد المكسورة الملاصقة لمفصل الكتف الأمر الذي جعل حياتي بالسجن أكثر صعوبة. بعد أن تركونا بالزنزانة دون شيء تقريبا سألت حارس العنبر من خلال نافذة مساحتها 7 X30 سم موجودة بالباب الحديدي السميك الذي يطل على الممر: "هل هكذا تتم معاملة المشتبه بهم قيد التحقيق؟" إن الأشخاص المُدانين بجرائم الاغتصاب والقتل يَلقون معاملة أفضل من ذلك، أين حقوق الإنسان المنصوص عليها في دستورنا الجديد؟ في الساعة الثامنة من كل مساء أحاول استكمال عملي كصحفي واستضيف في "برنامج حواري مباشر من سجن العقرب" "Scorpion live talk show" جهادي مخضرم قد عاش بأفغانستان مع بن لادن وشهد تدريب التسعة عشر شخصا الذين قاموا بتنفيذ هجمات 11 سبتمبر. كان فخورا جدا بالشظايا الموجودة بجسده من صاروخ أمريكي ووصف كيف قام بنسف التماثيل البوذية بأفغانستان عندما فشلت حركة طالبان في القيام بذلك. المخاطر التي تواجة محمد في مكان احتجاره: كنا نشعر بالقلق على بيتر غريست، زميلنا الاسترالي الذي تم حبسه بسجن ليمان طرة. آخر مرة شاهدته فيها كنا مكبلين الأيدي معا داخل سيارة الترحيلات مع جهاديين متشددين والذين كانوا يغنون أغاني جهادية تُشير إلى الآر بي جي والأحزمة الناسفة في احتفال بنجاح عملية أخرى لهم أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود مصريين. أدركت في هذا اليوم أن اعتقالي مع هذة الجماعة يُهدد حياتي. انكمشت خوفا من فرحهم بينما كنت أقوم بترجمة كلمات الأغنية لصديقي بيتر. كانت رحلتنا إلى النائب العام أشبه بالنزهة خارج تلك الزنزانة وفرصة لمقابلة الآف المسجونين الأخرين المحتجزين بزنزانة ضخمة في جراج مبنى النيابة قبل التحقيق. شعرت بالسعادة لعدم وجود صديقي بيتر معي بعد عدة أيام عندما كنت مكبل الأيدي مع جهادي عائد من سوريا لِتَوّهِ. أخبرت النائب العام أن اعتقالي مع هذة الجماعة يُهدد حياتي وقد أثبت المحامي الخاص بي اعتراضي على ذلك! وجهت لي النيابة أسئلة عن مصادر التمويل والدور الذي أقوم به فأجبته بمبادئ الصحافة وشرحت لهم أنه منذ بداية عملي مع الجزيرة الإنجليزية في سبتمبر 2013 لم نكن نقوم بتغطية أخبار الأحداث الرئيسية مثل احتجاجات الأزهر أو التفجيرات أو المؤتمرات الصحفية بأنفسنا لكننا كنا نعتمد على مَشَاهد مُصَوَّرة من الوكالات الاخبارية مثل رويترز أو أسوشيتد برس وكان المراسلون يعتمدون على الأضرار الناجمة والإحصائيات التي نحصل عليها من الوزارات الحكومية. قدمت لهم أيضا رسائل بريدية تُثبت أنه لم يسبق ابدا استخدام محتوى قناة الجزيرة الإنجليزية في قنوات الجزيرة العربية أو الجزيرة مباشر. وقد تلا علي مسامعي الاتهامات الموجهة لي: 1. عضو في جماعة إرهابية 2. تزويد جماعة إرهابية بمعلومات 3. تزييف الأخبار ونشر معلومات مغلوطة تهدد الأمن القومي للبلاد ابتسمت لهم حيث أنني أنكرت كل هذه الاتهامات. كانت الأدلة المُقدمه ضدي هي عدد أربعة أجهزة لاب توب وعدد أربعة كاميرات تصوير وقرص صلب يحتوي على مَشَاهد مُصَوَّرة أرشيفية لقناة الجزيرة للسنوات الثلاث الماضية. في صباح اليوم التالي نَشَرت كافة الصحف الرئيسية بيانا صادرا عن المتحدث بإسم النائب العام يُشير إلى أن "خلية الماريوت" كانت تقوم بتزييف الأخبار لصالح جماعة الإخوان المسلمين لتصوير المشهد على أن هناك حرب أهلية بمصر. وقد أضاف البيان أن الدوحة كانت تقود هذه التغطية. شرحت لهم أننا نحصل على التقارير المُكلفون بها من مكتب أخبار الدوحة كما تفعل لندن في قنوات البي بي سي وأتلانتا لقناة السي إن إن. كما شرحت لهم أننا كنا نعمل من فندق ماريوت كما تفعل العديد من القنوات عندما يضعون أنفسهم في مكان مواجه لميدان التحرير في فندق انتركونتيننتال. هل قناة الجزيرة الإنجليزية كيان قانوني؟ "نعم" والدليل على ذلك أن معظم أعضاء طاقم العمل لديهم بطاقات صحافة سارية صادرة عن وزارة الإعلام. معلوماتنا تُفيد أنه تم غلق قناة الجزيرة مباشر مصر رسميا بأمر المحكمة ونقوم مؤقتا بغلق مكتب الجزيرة الإنجليزية الخاص بنا من تلقاء أنفسنا نظرا للوضع الأمني. لقد جهزنا بالفعل خطابا مُدرج به أسماء بيتر وباهر وإسمي من أجل التقديم للحصول على بطاقات صحافة جديدة قبل موعد انتهائها في ديسمبر قبل القبض علينا مباشرة. كل جريمتي أنني لم أُجدد بطاقة الصحافة الخاصة بي وبالتالي لا تقُم باعتقالي مع الجهاديين لمدة شهر! كل جريمتي هي وجود أسماء أشخاص ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين على هاتفي المحمول، مثلما يفعل كل صحفي بمصر. بعد ذلك واجهني النائب العام بتقرير التحقيقات والذي يُشير إلى أننى كنت استضيف إرهابيون بجناحي. أجبت: "في عالم التليفزيون تتم تسميتهم بالضيوف". كنت أُعطي مفتاح الجناح الخاص بي لعناصر أجنبية، فأجبت: "في عالم التليفزيون تتم تسميتهم بالمراسلين الأجانب". تضم "خلية ماريوت" حاليا عشرون "إرهابيا" وفي عالم التليفزيون يُقصد بذلك المراسلون والصحفيون المواطنون. أنا لا أدري من هم الأشخاص الأخرون المُدرجون بالقائمة ولكنني علمت أنه هناك أربعة طلاب تم اتهامهم بتحميل مَشَاهد مُصَوَّرة للتَعاون مع الجزيرة مباشر مصر. عُزلة محمد داخل السجن: تزورني أسرتي من خلف حاجز زجاجي في حجرة مغلقة بينما يتم التواصل من خلال هاتف مُراقب لكل كلمة أنطق بها. انزعجت عندما علمت أن الأستاذ محمد الظواهري يُمكنه زيارة أسرته بشكل طبيعي بينما أُعامل أنا هكذا ولا يمكنني حتى أن احتضن من أحبهم! أود أن أشكر جميع الصحفيين المتأثرين بهذه القضية. تحية "للمُغرّدين" الذين سمعت أنهم بنفس العنف الذي كانوا عليه في 25 يناير وفي 30 يونيو. أتمنى أن تصل اللجنة الدولية للصليب الأحمر- والتي كنت أعمل بها من قبل – إلى السجون المصرية. محمد في الصحافة: أرسل تحياتي الى طاقم عمل قناة الجزيرة الإنجليزية الذي عملت معه منذ الثامن من سبتمبر 2013. ان معظم المراسلون مواطنون من بريطانيا ممن عملوا في هذا المجال لعُقود والذين لا يمكن أبدا أن يضعوا أسماؤهم وحياتهم المهنية على المحك ويقوموا بتزييف الأخبار. كما أوضحت للنائب العام أنه عندما يرفض المسؤولين بالحكومة الظهور في التقارير الخاصة بنا، فاننا نقوم بوضع بيان مكتوب لهم في صورة رسوميات يتم إدراجها بالتقرير للتأكيد على التوازن كي تتضح كافة جوانب القصة الاخبارية. يعلم المشرفون على عملي في مجال الصحافة جيدا أنني لا يُمكنني النوم ليلا إذا ظننت أنني قدمت تقريرا به أخبار خاطئة ناهيك عن الأخبار المزيفة! إن جدي الراحل ومثلي الأعلى كان لواءا بالشرطة كما شارك بعض أفراد عائلتي في حرب القوات المسلحة للدفاع عن هذا البلد العظيم. تتردد على مسامعي أخبار "غير مؤكدة" أنه تم إحالة القضية إلى المحكمة وهذا يعني بقائي هنا لعدة أشهر. أطالب بالإفراج الفوري عني إلى جانب أعضاء طاقم عملي كي أحصل على رعاية طبية ملائمة للإصابة بكتفي.لا أعلم ما سيحدث بعد ذلك لكن سنظل أنا وبيتر وباهر فخورين وأحرارا خلف الجدران لأننا صحفيون ولسنا إرهابيون! محمد فهمي 31 يناير سجن طرة