احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – البحث عن استقلال القرار ليس معناه استبدال السيد

اسم السجين (اسم الشهرة) : احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 3/20/2014

السن وقت الاحتجاز: 35 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: مهندس – مؤسس حركة 6 أبريل

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

البحث عن استقلال القرار ليس معناه استبدال السيد

البحث عن استقلال القرار ليس معناه استبدال السيد (1) كانت الأسابيع الأخيرة هامة جداً في التوضيح العملي للأطماع الروسية وخططها بشكل عام، فقد كان من المضحك أن نجد بعض الكتاب والمذيعين يتحدثون عن روسيا بصفتها جمعية خيرية أو أنها هي الخلاص من تبعية الدولة المصرية بحكوماتها المتعاقبة للإدارة الأمريكية منذ معاهدة كامب ديفيد ١٩٧٩. وربما يكون السلوك الإستعماري الروسي الذي وضح مؤخراً هو جرس إنذار لمن يتحدث عن اللجوء لروسيا وأنها الحل الوحيد على اعتبارها جمعية خيرية، وليست دولة لها أطماع ومصالحها التي لا تقل انتهازية ولا أخلاقية عن الإدراة الأمريكية وعدنا مرة أخرى للبحث عن الحلول السهلة والبحث عن سيد جديد بدلاً من التفكير في الاستقلال الوطني الحقيقي وتنمية مصر لتستطيع أن تكون صاحبة قرارها وليست تابعة. والحقيقة أنه لن يحدث التقدم أو التنمية والاستقلال إلا بإحترام القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وتطبيق العدالة والشفافية ومكافحة الفساد.. وهذا ما لن بفعله النظام العسكري الحاكم لأنه قائم على نفس شبكات المصالح والفساد التي تحكمنا منذ عقود. (٢) روسيا بوتين لم تتوانى عن دعم تقسيم أوكرانيا والاستيلاء على القرم، فإن لم يستطيع الاستيلاء على أوكرانيا كلها فعلى الأقل يسرق جزيرة القرم ليضمن استمرار المصالح الروسية ويستمر في تهديد أوروبا من أجل مزيد من الإبتزاز. (٣) إن كانت حجة بوتين هو الاستفتاء الهزلي الذي تم في القرم فهل يمكن لأي قرية أو مدينة في أي دولة أن تقوم بإستفتاء منفرداً لتقرير المصير؟ هل يمكن أن تدعم روسيا تلك الجهود الانفصالية في الوطن العربي أو مصر مثلاً إن شعر بوتين أن مصالحة لا تسير كما ينبغي أن تكون؟ (٤) وماذا عن الشيشان؟ أليس قياساً على ما فعله بوتين في القرم؟ أليس من حق الشيشان الاستقلال وهي الرغبة الشعبية لدى الشيشانيين والتي بذلوا من أجلها الكثير من الدماء؟ أليس من حقهم تقرير المصير؟ (٥) بوتين يعلن عن روسيا القيصرية الجديدة ويعيد السياسة الاستعمارية الروسية الجديدة التي لا اختلاف بينها وبين نظيرتها الأمريكية سوى الحديث عن حقوق الإنسان، فالأمريكان يتحدثون عن حقوق الانسان أحيانا ويغضون الطرف عن الانتهاكات أحيانا أخرى حسب درجة ولاء الأنظمة لها، فهم من دعموا العديد من الديكتاتوريين والعسكريين مثل بيونشيه مروراً بحسني مبارك، ولكن روسيا تعادي حقوق الإنسان وتدعم القمع علانية، بل إن انتهاكات حقوق الإنسان تتم داخل روسيا نفسها بشكل فج وصريح. (٦) لا أتوقع أن تمر تلك المغامرة الروسية مرور الكرام، وأتوقع أن تكون لها تبعات كبرى على شرق أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط أيضاً، وربما التبعيات والآثار السلبية سوف تؤثر على دول عديدة، لا أستبعد أن تكون مصر أحدهم، فالطمع الروسي والرغبات في بسط السيطرة واضح أنه لا حدود لها، ولن تتوقف إلا بكارثة كبرى في المنطقة كلها وازدياد نطاق الحرب بالوكالة في عدة دول بالمنطقة. (٧) بعض راكبي الموجة والتون الحكومي يبررون استيلاء روسيا على القرم بأن القرم كانت جزء من روسيا في العصور القديمة، وهذه المبررات أصبحت خيالية في الوقت الحالي، فهل من حق مصر احتلال السودان لأن السودان كانت جزء من مملكة مصر والسودان؟ أو هل من حق المناطق ذات الخصوصية الثقافية والتاريخية في مصر أن تطالب بالانفصال أو الانضمام لدولة أخرى بعد استفتاء ديمقراطي؟ وأخيراً، أليس التطبيل لروسيا هو استقواء بالخارج؟ وأليس استبدال الدولة المانحة وتغييرها هو مجرد تغيير للسيد ولكن التبعية لاتزال موجودة؟ وألا تعتبر تدخلات الدول الجديدة المانحة مثل الإمارات وروسيا والسعودية هي تدخلات خارجية؟ وإلى متى ستظل مصر دولة تعتمد على المعونات والتسول؟ المانحون الجدد للحكومة المصرية “السعودية والإمارات” عدوهم الرئيسي هو إيران وليس إسرائيل، وهذا سبب غضبهم من الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما سيؤثر في خريطة تحالفات مصر في الفترة القادمة. فللأسف تتبع الحكومات المصرية سياسة مانحيها، ولعلنا نلاحظ الآن هذا العته الذي تروجه وسائل الإعلام المصرية من أن إيران وإسرائيل وأمريكا وحزب الله والأخوان وحماس وأوروبا كلهم حاجة واحده ويتآمرون علينا. صباح الفل. أحمد ماهر ليمان طره ٢٠ مارس ٢٠١٤