احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – البداية – الجزء الأول

اسم السجين (اسم الشهرة) : احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 4/6/2014

السن وقت الاحتجاز: 35 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: مهندس – مؤسس حركة 6 أبريل

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

البداية – الجزء الأول

في مثل هذه الأيام منذ 6 سنوات، أي في منتصف مارس 2008 ، كان الاستعداد للتجهيز لإضراب 6 أبريل. لم تكن الفكرة من مخطط الشرق الأوسط الجديد ، ولا الجيل الرابع من الحروب كما يزعم عملاء أمن الدولة و يكرر وراءه الجهلاء، بل بدأت الفكرة من الأساس من عمال غزل المحلة. لم تكن الفكره سياسية أو لها علاقة بالسياسة من قريب أو من بعيد “في البداية” بل كان هناك عمال أبطال لهم تجربة ناجحة ومحترمة في الإضراب في عام 2007 وهم عمال المحله للغزل والنسيج . كان عام 2007 هو عام الخمول السياسي ، بعد حادثه القضاة و بعد تشديد القبضه الأمنيه التي زادت بعد الضوء الامريكي الأخضر لمبارك، أصبح من الصعب التحرك في الشارع وأي تجمع يتم فضه بمنتهي العنف والقسوة، مر عام 2007 و ليس به أحداث كبرى غير الاستفتاء علي التعديلات الدستوريه بالإضافه للإضرابات العمالية الناجحة و الملهمة. كان هناك محاوله من حركة كفاية للدعوة للإضراب العام في 23 يوليو 2007 و لكنها كانت تجربة غير موفقة حيث كان اليوم جمعة و لم تكن هناك جماهير أو تنظيمات أو عمال لتنفيذ الإضراب العام. في بديات 2008 كان هناك تجارب ناجحة و رائعة و عبقرية للنضالات العمالية، كان هناك نضال عمالي حقيقي و رائع و ملهم..فكان هناك الإضراب الناجح لعمال المحله في 2007 و كذلك إضراب الضرائب العقاريه و غزل شبين و صيادي البرلس و عدة تجارب ملهمة. ولذلك تم تأسيس حركة “تضامن” في نهايات 2007 لتكون هي التشبيك و التربيط بين النضالات الفئوية الناجحة . و أشرف بكوني أحد مؤسسي حركة تضامن التي لها دور هام في التشبيك و التواصل مع التجارب العمالية الناجحة ، و كان لها دور هام في نقل التجارب النضالية من مصنع لمصنع و من قرية لقرية ، و تقديم الدعم الإعلامي و القانوني للتجارب الجديدة . التشجيع و نقل الخبرات و نقل التجارب الناجحة كان هو عمل حركة تضامن و في فبراير و مارس 2008 كان الجميع يتحدث و يستعد لإضراب عمال غزل المحلة في 6 إبريل. وحدث نقاش كبير و طويل على الانترنت، وقتها لم يكن الفيسبوك موقع شهير أو مجال للسياسيين، فقد كان هناك مجموعات على الفيسبوك لحركة كفاية وبعض الأحزاب لا يتعدى أعضائها 20 عضوا أو 30 على أقصى تقدير. وكان هناك مندرة ومنتدى حركة كفاية ، وهو ما يعتبر موقع ومنصة هامة لتجميع كل النشطاء السياسيين المعروفين في ذلك الوقت والذي يمكن عدهم على أصابع اليد. بالإضافة لشبكات المدونين.. حيث كان التدوين وسيلة هامة ومؤثرة ابتداء من 2004 وكان له دور هام في تغطيات وتحفيز أحداث 2005 و 2006 بالإضافة للدور الكبير للمدونين في دعم الإضرابات العمالية والنضالات الفئوية في 2007. من الصعب تحديد كيف تحولت الدعوة من إضراب عمال غزل المحلة إلى دعوة للإضراب العام، ولكن كان هناك نقاش قوي وجدال حول فكرة تحويل إضراب عمال غزل المحلة إلى دعوة لاضراب عام. كان هناك مؤيد ومعارض. المعارضون كان لهم وجهة نظر، وكان أغلبهم من اليسار الذي وجهة نظرهم هو أن تسييس الإضراب سوف يضر العمال، وإن كل ما علينا عمله هو دعم عمال المحلة في إضرابهم فقط وليس إضراب عام في كل مصر. وكان هذا رأي حركة تضامن الذي كنت عضو بها أيضا. ولكن رأي المؤيدين لفكرة تحويل الدعوة للإضراب العام وكنت أحدهم هو أنه لابد من تسييس القضايا العمالية، وأنه ما المشكلة من استخدام فكرة إضراب مصنع غزل المحلة لنشر فكرة الإضراب في كل مكان وتشجيع قطاعات أخرى على الإضراب وعصيان نظام مبارك والاعتراض على سياساته. وانتقل الحوار من الانترنت ومندرة كفاية لأرض الواقع، وكان هناك أحزاب ومجموعات متحمسة لفكرة الإضراب وآخرون غير متحمسون . فكان من المتحمسين لفكرة الإضراب “العام” حزب الغد وحزب العمل وبعض المدونين والنشطاء وكذلك حزب الجبهة الديمقراطية الذي كنت عضو به وقتها. وكانت حركة كفاية “الحركة الاحتجاجية الأم” غير متحمسة للدعوة لإضراب عام كذلك العديد من الحركات اليسارية والمراكز الحقوقية لدعم العمال وكانت وجهة نظرهم هو دعم العمال فقط وليس الدعوة للإضراب العام. ولكن كيف تحولت الدعوة لإضراب عام وكيف انتشرت النار في الهشيم وكيف تحول يوم 6 إبريل بما يشبه ثورة صغيرة كادت أن تنجح؟ وللحديث بقية…