احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – 3 سنوات

اسم السجين (اسم الشهرة) : احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 5/5/2014

السن وقت الاحتجاز: 35 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: مهندس – مؤسس حركة 6 أبريل

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

3 سنوات

لم يختلف المشهد كثيراً عن المرة السابقة، ربما القاضي ليس هو القاضي ولا عضو اليمين ولا عضو اليسار، نفس النيابة ونفس أجواء جلسة الحكم الاولي، و ” رزع ” القاضي الحكم في ثواني وأختفى بالظبط مثل جلسة الحكم في 8 يناير، ولكن ربما هذه المرة هناك ميزة هامة … وهي أن الاهل لم يحضروا هذه الجلسة. لو كان هناك مجال لشكر القاضي ” عبد المأمور ” فربما أشكره على هذه اللفتة وهذا المنع، منع محمود بالنسبة لي على الأقل .. فلا داعي أن يكون أهلي متواجدون في هذه اللحظة العصيبة، أعلم أنها عصيبة عليهم أيضاً بالخارج ولكن من الأفضل أن يكونوا خارج القاعة في تلك اللحظة. في المرة الاولى كان كل همي هو التخفيف عن أبي وأمي وزوجتي بعد لحظة النطق بالحكم مباشرة، حرس المحكمة يهرول بي لسيارة الترحيلات التي ستعود بس للسجن مرة أخرى الكل يهرول خارج القاعة نحن والأهل والمحامون والصحفيون .. معلش .. ماتقلقش .. كله هايعدي .. هاتتعدل غن شاء الله .. أنا كويس ماتقلقوش .. خلي بالكم من نفسكم .. بلاش عياط. هذه المرة أفضل قليلاً .. ولكن ماذا عن حالهم أيضاً خارج المحكمة عندما علموا بالحكم؟ الحكم كماهو .. 3 سنوات مع الشغل و 3 سنوات مراقبة وغرامة 50 ألف .. لا يرغب النظام في التهدئة، كل ما قيل في الفترة السابقة عن التهدئة والانفراجة تبين انه وهم. هذا النظام ابن مبارك وتربية مبارك .. عناد حتى آخر لحظة .. غروروتكبر وتجبر وصلف .. خليهم يتسلوا.. هكذا قال كبيرهم من قبل. بصراحة .. لا يشغلني كثيراً تحليل الوضع السياسي في هذه اللحظة ولا لماذا التصعيد من قبل النظام ولا فرص التهدئة، وهل الانفراجة قبل الانتخابات أم بعد الانتخابات واستقرار الحكم للسيسي؟ ما يشغلني أكثر في هذه اللحظة هو أمور أخرى .. أعتبرها الآن اكثر أهمية. ربما لم ألتفت اليها الفترة السابقة .. ولا السنوات السابقة .. ولا الحبسات السابقة. 3 سنوات … سيكون عمري 26 عاماً بعد انتهائهم .. وستكون ابنتي عندها 9 سنوات وابني 6 سنوات. 3 سنوات لن اكون مع ابنتي في عامها الدراسي الأول .. ولا الثاني .. وربما الثالث. 3 سنوات لن اكون مع ابني اسمعه عندما يقوم بتركيب جمل مفيدة .. ولا عندما يذهب للحضانة. ولكن كيف سأقوم بتوفير مصروفات البيت والاولاد لـ 3 سنوات وأنا في السجن .. سؤال آخر مهم، خصوصاً واني لا املك سوى وظيفتي كمهندس مدني وراتبي الذي انقطع بالفعل قبل الحبس بشهور، وشهور تختلف عن سنوات … ليس عندي ثروة ولم أستعد لهذا اليوم .. بل عندي ديون وأقساط ستتراكم وتتضاعف حتى أن أخرج بعد 3 سنوات .. يا عالم ليس من العسير على هذا النظام أن يلفق قضايا جديدة اذا أحس أن 3 سنوات غير كافية، نظام عاد لينتقم من الثورة ولا يستمع لعقل ولا يتبع منطق ويرى أن التصعيد مع الجميع هو الحل. 3 سنوات لن اكون فيها بجانب والدتي ولن أطمئن عليها وأتابع علاجها من مرضها اللعين الذي ظهر مرة اخرى بعد حبسي والحكم علي في المرة الأولى. 3 سنوات اخرى من المعاناة لزوجتي وأسرتي وكأن لم يتم الإكتفاء من سنوات المعاناة السابقة التي تقترب من 10 سنوات … فالحبس والبهدلة بدأ منذ 2005، والتواجد خارج المنزل معظم الوقت في عمل ثم مظاهرات أو ندوات أو إجتماعات أو مؤتمرات عندما أكون خارج السجن. 3 سنوات جديدة من التشويه ونشر الشائعات والأكاذيب عني بدون أن يكون لي حق الرد أو استطيع تفنيد الأكاذيب أو توضيح الحقائق أو حتى إتخاذ الإجراءات القانونية الغير مجدية أو تقديم بلاغات جديدة ضد الكاذبين .. بلاغات تلحق بما سبقها ويرميها النائب العام في الدرج أو الزبالة .. كالعادة 3 سنوات ستظل فيها النخبة الجديدة العسكرية تتحدث عن ضرورة الصبر وصبر الضرورة وفقه الضرورة ومرشح الضرورة ورئيس الضرورة وقوانين استثنائية الضرورة .. في حين يتعاركون على الفتات أو الذي يتعطف به الكبار ومحركي العرائس. 3 سنوات وسيظل أصدقائنا السابقون من شباب الثورة السابق – الليبرالي العسكري حالياً يمصمص الشفاه وينظرون إلينا بالحسرة ويكتبون رسائل الرثاء والتضامن الماسخة ثم بعدها يلقون اللوم علينا ويحملونا نحن الذنب لأننا لم نصبر ولأننا تدخلنا في وقت غير مناسب، أو لأننا ( مفتحناش مخنا ) مثلهم. 3 سنوات نقضيهم في ظروف سيئة نتيجة تخاذلكم وتخليكم عنا وتشجيعكم للعسكر على التنكيل بنا وسماحكم للنظام القديم بالعودة والانتقام من الثورة بعد ضعفكم وصمتكم وخذلانكم لنا وتبريراتكم الفارغة. ما استطاعوا فعل ذلك لولاكم. أصدقائنا السابقون الليبراليون العسكريون .. ارحمونا من رسائلكم ونصائحكم الماسخة ووفروها لأنفسكم ولضباطكم ولمشيركم .. لتلحقوا بركبه وتتصارعون على فتاته .. ونحن ليس لنا إلا الله أحمد ماهر ليمان طره