محمد مصطفي محمد عرفات (محمد عرفات) – مشهد (13) .. “ورجعت الى السجن”

اسم السجين (اسم الشهرة) : محمد مصطفي محمد عرفات (محمد عرفات)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 6/13/2014

السن وقت الاحتجاز: 22 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طالب بكلية الصيدلة بجامعة المنصورة – رئيس اتحاد كلية الصيدلة

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

مشهد (13) .. “ورجعت الى السجن”

مشهد (13) .. ” ورجعت الى السجن ” توقفت قليلا عن كتابة المشاهد ،فقد تعودت ان اكتبها وانا فى السجن اما الفترة الماضية فلم اكن فى سجن ! كنت فى جنة مع اخوة ابرار كرام وجوههم كالبدر من نور الايمان والثبات واليقين ،جنه ذقت فيها حلاوة الايمان ،فثلاث من كن فيه ذاق حلاوة الايمان منها ان يحب الرجل لا يحبه الا الله وقد كان … كان هذا هو الحال فى هذه الزنزانه كما يسمونها ،اخوة متحابين فى الله لا يجمعهم غيره ،يتعاونون على البر والتقوى . اذكر انى رايت قرابة الستة رجال قد افرج عنهم من هذه الزنزانه يبكون وهم خارجين منها ،يتمنون ولو يوما واحدا اضافيا فيها ! كان اليوم هناك ما بين صيام فرد ونافله وقيام وذكر ومجالس علم ومطالعة كتب ومناجاة اخوة ومزاح فى غير معصية… كان اليوم هناك لا يسع الاعمال حتى قال لى احدهم -لا يزال فى اولى جامعه – ان اليوم قصر وياليته كان اكثر من 24ساعه !! ما فات كان مقدمة لابد منها لارسم فى ذهنك مشهد الرحيل عن تلك الجنه والعوده الى السجن مرة اخرى ! وقفنا نحن السبعه وكنا منذ 3سابيع نجلس سويا لنساعد انفسنا على الطاعه وكانت هذه اخر وقفه ،وقفة الوداع ! لم تدم طويلا فما كان احدنا يستطيع الحديث كثيرا فكنا نبكى !!وما باليد حيلة !! فالفراق صعب ،صعب جدا !! ما لفت نظرى ان احد السبعه لم يبك قط مع انه بطبيعته مرهف الاحساس تغلب عليه العاطفه شيئا ما !فلاحظ اننى متعجب منه فكتب الى ورقه وانا اودع باقى الزنزانه قرأتها حينما ركبنا سيارة الترحيلات كان فيها العجب ! اخبرنى انه اخذ على نفسه عهدا من يوم مذبحة رابعه الا يبكى قط حتى سقوط الانقلاب !! يالله !! هذا ابن التاسعة عشر ،فى السنة الاولى من الجامعه وبهذا العزم وهذا الهم !! ،فى مثل سنه واكبر منه من لا هم له الا سفاسف الامور ! واعوذ بك لتلك اللحظات ونحن نتعانق ونودع اخواننا فى الزنزانه وفى الزنازين المجاورة ،ونحن -ابراهبم عزب وانا – نبكن وهم يبكون حتى جاءنا احد الجنائيين المسئولين عن السجن وقال لنا “كفاية نظرة الحب اللى فى عيونكم دى ” وهذه النظرة كانت الخاتمه وخرجت من الجنه ورجعت الى السجن ولله الامر من قبل ومن بعد وانا لله وانا اليه راجعون !