احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – إنها السلطة

اسم السجين (اسم الشهرة) : احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 6/22/2014

السن وقت الاحتجاز: 35 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: مهندس – مؤسس حركة 6 أبريل

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

إنها السلطة

إنها السلطة قبل الثورة 25 يناير كان الإخوان يكسبون التعاطف بسبب تعرضهم للظلم أكثر من أي فصيل معارض وكانوا يشاركون باقي القوى السياسية وحركات التغيير والشباب في مطالب الحرية والديمقراطية والعدل، ولكن بعد أن تولوا السلطة فعلوا عكس ما وعدوا به .. انها السلطة في يوليو 1952 قام الضباط بخلع “فاروق” الفاسد المنحل الغارق في اللذات، ولكنهم مع مرور الوقت تحولوا لعدة “فواريق” أكثر فساد وإنحلالا وانغماسا في اللذات من فاروق الأصلي. وعدوا بـ 6 مطالب على رأسهم إقامة حياة ديمقراطية سليمة لم تتحقق إلى اليوم، نعم كان هناك عدالة إجتماعية بصورة أو بأخرى ولكن كان هناك أيضاً استبداد وفساد للطبقة الحاكمة إلتهم المكتسبات حتى هزيمة 67 .. انها السلطة المطلقة. لم يلتزم السادات بالحفاظ على مكتسبات يوليو وفي عهده كان الانفتاح السداح مداح وعاد الاقطاع بشكل جديد، حتى ما اطلق عليه ثورة التصحيح كانت أكذوبه كبرى، ففي عهده لم ينتهى الاستبداد ولم تنتهي ظاهرة زوار الفجر ولم تقام حياة ديمقراطية سليمة بل كانت ديمقراطية شكلية لها أنياب .. أنها السلطة. أما مبارك الذي بدأ فترة حكمة بعبارة الكفن مالوش جيوب كان مثال سيذكره التاريخ في تزاوج المال مع السلطة والفساد والاستبداد والظلم والقهر والكذب والخداع والتدخل الخارجي .. انها السلطة المطلقة وغياب الشفافية والمحاسبة. بالتأكيد مرت الديمقراطيات الغربية بتجارب فاشلة مشابهة منذ عشرات وربما مئات السنين إلى أن استقر الأمر في النهاية واصبحت الأنظمة الحاكمة هناك ديمقراطيات راسخة وإن لم تكن تخلوا من الشوائب ولكن على الأقل حالياً هناك ثوابت تعبر عن الديمقراطية الحقيقية وليس الصورية مثل المشاركة وتداول السلطة واحترام الأقليات والتعايش والمواطنة وعدم الاقصاء واحترام الاختلاف واحترام دولة القانون … وربما هذا هو الفارق بين الدول المتقدمة والمتخلفة. ولكن مجموعة الاسئلة التي تطرح نفسها الآن .. هل تَعلم الاسلاميون عموما والاخوان تحديدا من تجربة حكم مرسي؟؟ وهل لو في يوم من الأيام .. في المستقبل البعيد .. البعيد جداً .. ان حدث وعادوا للسلطة .. هل سيكررون الاخطاء مره أخرى .. وهل يعترفون بها من الأساس؟ وبما أننا حسبما يقول الناصريون حاليا في عهد ناصري جديد .. وأن السيسي هو عبد الناصر الذي خرج من قبره .. هل سيتم تكرار نفس أخطاء التجربة الناصرية؟ والسؤال العجيب هو .. أليس من أسباب دعم الناصريين للسيسي هو أن يواجه امريكا والغرب واسرائيل والعالم كله؟ ولكن السيسي نفسه اعتبر امريكا والغرب أصدقاء ونفى نظرية المؤامرة، وكذلك نفى أي نوايا لخرق أو تعديل كامب ديفيد .. ويبدوا ان التنسيق مع اسرائيل سيظل كما كان في عهد مبارك أو اكثر عمقاً .. فلم لا يزال الناصريون داعمون للسيسي رغم انه ضد جوهر المشروع والخطاب الناصري .. فلا عدالة اجتماعية ولا ممانعة .. انها السلطة التي أصبحوا مقربين منها. وهل من يطلقون على انفسهم ليبراليون أو قوى مدينة لهم علاقة بأي ليبرالية أو مدنية؟ كيف يكون ليبرالي ويدعم الحكم السلطوي ويبرر للقمع والاعتقال العشوائي وغياب العدالة وغياب الحريات ويدافع عن تكميم الافواه وانهاك الحقوق، كيف يكون قوى مدنية ويدافععن الدولة العسكرية أو يتغاضى عن استخدام الدولة للدين في السياسة وتكفير المعارضين أو المقاطعين للعملية السياسية، انهم ليسوا ليبراليون أو لهم علاقة بالمدينة .. انها السلطة التي ينتظرون الفتات منها ، ولو حكمنا هؤلاء يوماً ستكون فترة حكمهم أكثر فشلا ماستبداد من فترة الاخوان. والسؤال الأصعب .. ماذا عن القوى الثورية إن وصلت للسلطة؟ هل لو وصلت القوى الثورية للسلطة ستتحقق فعلاً مطالب وأهداف والتغيرات التي تحتاجهاالثورة؟ أشك في ذلك بصراحة .. ان كثير منهم الان أو سابقا يعتمد منهجهم على التخوين والإقصاء وعدم إحترام الإختلاف والجعجعة والصوت العالي في الخطاب. هل نتفق جميعاً حول ماهي الحرية والديمقراطية والعدالة؟ .. هل يمكن أن يصل أحد للسلطة بدون استبداد و إقصاء؟ هل يمكن أن نمارس السياسة بدون تخوين وتشويه وتصفيه واغتيال معنوي للاخر؟ كنت دائما إصلاحي أؤمن بالوسطية والحلول التوافقية وضرورة المشاركة والتجربة والخطأ والتعلم.. ولكن أليس الابتعاد عن السلطة غنيمة؟ أليس عدم اللعب من خلال قواعد اللعبة القذرة التي فرضها النظام هو عين العقل؟ .. ألانحتاج جميعا لإعادة تعريف الكثير من المفاهيم التي تم إبتذالها في مصر مؤخراً خصوصا حول الديمقراطية والحرية والعدالة والكرامة والدولة المدينة؟؟ حتى المسار السياسي والإصلاحي مسدود، والبدائل غائبة، وأحياناً أفكر .. هل اللاسلطوية هي الحل؟ أحمد ماهر