احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – لماذا أكتب؟

اسم السجين (اسم الشهرة) : احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 7/20/2014

السن وقت الاحتجاز: 35 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: مهندس – مؤسس حركة 6 أبريل

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

لماذا أكتب؟

لماذا أكتب كثيرًا من داخل السجن؟ سؤال سأله البعض لي سواء أصدقاء أو حراس السجن وبصراحة هذا السؤال ينقسم إلى قسمين، لماذا تكتب من السجن ولماذا تكتب كثيرًا؟ لماذا أكتب؟ وماذا أفعل في السجن؟ ومع من أتكلم ومعظم الوقت حبسي انفرادي؟ واريد أن أكتب، أكتب لأنني لابد أن أتكلم مع شخص ما.. ولو حتى سيقرأ كلامي أشخاص كثيرون بعد عدة أيام من الكتابة وفي السجون أول ما يبحث عنه المسجون السياسي هو الورقه والقلم، أتذكر أني كتبت كثيرًا في حبسة نادي القضاة 2006 وتم نشر بعضها بالفعل سواء في مدونتي أو في بعض الصحف، لكن معظم ما كتبته لم ينشر بعد، وللأسف لا أذكر مكانه الآن، وهل لا يزال موجودًا، أم تخلصت منه والدتي في إحدى حملات التنظيف والترتيب المفاجئة لحجرتي الفوضوية قبل الزواج. كان الورقة والقلم متاحًا في 2006 ومن المفترض حتى الآن، لكن النشر غير مسموح به في حالتي وبذلك يكون السؤال الأهم.. طب إزاي بيتنشر ليك حاجات؟ سؤال مهم أتحفظ في اﻹجابة عنه، فرغم أن الدستور والقانون يتيحان للمسجون بنشر آرائه إلا أن إدارة السجون ترفض وتمنع ولكي تنشر مقالاً من داخل السجن (لازم تعمل قرد).. يكفي أن تعلم أن ما يتم خروجه ونشره أقل من 10% مما تم كتابته، وأن أكثر من 90% يعتبر هالك ويتم مصادرته من قبل إدارة السجن. لماذا تكتب كثيرًا؟ سؤال لطيف.. أولا لأن نسبة الهالك أو ما يتم مصادرته كبيرة، ثانيًا لأن الأخبار تصلنا بعد حدوثها بأيام، وكذلك طبقا لما يتم السماح به في الصحف الورقية وهي التي توجد عليها رقابة أشد من الصحف الإلكترونية واﻹنترنت، فطبيعي أني أجد نفسي كتبت أكثر من اللازم، فأنا لا أعرف كل الظروف المحيطة بالحدث وليس عندي التحديثات وكذلك تخرج كتاباتي بعد أيام من وقوع الحدث. المشكلة الأكبر التي تقابلني ليست لماذا أكتب أو لماذا أكتب كثيرًا، السؤال الأهم هل هناك من قرأ وهل إن كان هناك من يقرأ.. هل هناك من يتغير فكره أو يتأثر بما قرأه؟ فأنا أيضًا لا أعلم مدى اتساق أسلوبي في الكتابة، فأنا لست كاتبًا رغم أني مدون منذ 2005 و أعتقد أن أسلوبي ليس أسلوب كاتب أدبي، فأنا في الأصل مهندس ولست كاتبًا أو أديبًا أو صحفيًا، لكن أكتب ما أريد أن أقوله، ربما يكون أسلوب كتابتي لطيفًا أو متناسقًا وربما يحتاج لتعديل وتنسيق وتهذيب، كيف لي أن أعلم، ولكني أكتب. مأساة أكبر من الكتابة داخل السجن، فعندما كنت طالبًا كان عندي مأساة كبيرة في الخط (حسن خطك) كانت الجملة الأكثر شيوعًا التي أسمعها يوميًا طوال فترة الدراسة. وكثيرًا ما كنت أحصل على درجات أقل من المفترض أن أحصل عليها لأنه بالتأكيد لم يستطع المصحح فك طلاسم إجاباتي، خصوصا في ثانوي، المصحح مش فاضي يقرأ ويقارن اﻹجابة بالنموذج الرسمي للإجابات. ووجدت بعض الحلول الجزئية للمشكلة في كلية الهندسة، فالدراسة كانت باللغة الانجليزية وأنا أستطيع أن أكتب بخط مقروء إلى حد ما باللغة الانجليزية، وعندما كان دكتور المادة يسمح بالإجابه باللغة العربية أو الانجليزية كنت أفضل الانجليزية، لأن خطي مقروء، وإن كانت معظم المواد أرقام وعملية أكثر منها نظرية. وبالطبع وفر الكمبيوتر حلاً مثاليًا لمشكلة الخط، فبدل الكتابة بخط غير مقروء، الكيبورد أحسن أسهل وتستطيع الإضافة والتعديل. في إحدى المرات سألت أحد الضباط، هل يمكن إدخال أي باد أو كمبيوتر للكتابة علشان (خطي وحش) فنظر لي كأني مختل عقليا أو كأني فضائي وتقريبا كان يجز على أسنانه أو يشتم في سره، فتداركت الموقف وأضفت.. دا للكتابة فقط.. مش عايزين شريحة أو نت.. عايز حاجة للكتابة بس، فانفجر في الضحك الهستيري قائلاً: مش تحمد ربنا إن عندك ورقة وقلم غيرك مش لاقيهم، وبعدين أنت عايز تكتب وتنشر وتعمل لنا مشاكل؟ فأجبته قائلاً: أكتب وأنشر؟ حد جاب سيرة كتابة؟ أنا عايز أي باد علشان ألعب جيمز بس قال أكتب وأنشر قال !!! أنا وش ذلك؟؟