يوسف طلعت محمود عبد الكريم (يوسف طلعت) – استيقظت من نومي

اسم السجين (اسم الشهرة) : يوسف طلعت محمود عبد الكريم (يوسف طلعت)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 8/11/2014

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: صيدلي – المتحدث الإعلامي باسم تحالف دعم الشرعية

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

استيقظت من نومي

استيقظت من نومي ، بحثت عن المسبحة والمصحف و أحمد جمعه رفيق الكلابش ، خرجت من باب السجن لأركب سيارة الترحيلات .. علي باب السجن سيدة عجوز تجاوزت السبعين ، ربنا يوفقكم يا ولادي ، قالت العجوز ، ربتت علينا جميعا بنظرة حانية .. في السيارة د صلاح سلطان يشعل حماس الأهالي بصوته الذي طالما سمعوه في رابعة الصمود ” تكبير ” جميل د صلاح ، دائما يثير ربكة لقوات الشرطة في كل مكان ، حتي وهو معتقل .. وصلنا معهد أمناء الشرطة ، زنزانة بها إخوان القضية 317 ، لقاءات حارة وأشواق وحب في الله ، وعهود علي الثبات حتي نصر الله ، زنزانة للدكتور محمد البلتاجي والشيخ صفوت ، زنزانة للدكتور باسم عودة وإخوان مسجد الإستقامة ، وزنازين أخري فيها أبطال الأحداث التي تصنع تاريخ مصر ، يعلم الله هؤلاء الأبطال فردا فردا .. في زنزانتنا مشاعر صادقة ، نور يشع من الوجوه ، نفوس عامرة بالإيمان ، واثقة من نصر الله .. تحدث دكتور حسام أبو بكر عن حقيقة المعركة ، عن معركة موسي عليه السلام مع فرعون وهامان وقارون ، إستشهادات وإسقاطات رائعة إنتهت بنزول فرعون وجيشه ” جيش مصر ” وقتها للبحر ، غرق فرعون وجيش مصر ، ونجي الله موسي .. همس عمر مالك في أذني ” تفتكر هشوفه ” أجبت بكل ثقة ” طبعا إن شاء الله ” ، دخلنا القفص الزجاجي للمرة الأولي ، ضاق الطغاة حتي بأصواتنا ، لا أعلم هل يخشوا علي ” أبي لهب ” القاضي ومن معه من القضاة من كلامنا , لا أدري ؟؟.. نسمع تكبيرات العيد من شخص قادم ، بدا الأستاذ المرشد ،، الله أكبر ،، لا إله إلا الله ،، الله أكبر ،، ولله الحمد .. نستقبله بالأحضان ، نقبل رأسه ويده ، يقف أمامنا وينظر إلينا واحد واحد .. “ لازم أشوفكم كده علشان بدعيلكم واحد واحد بالإسم “ .. هكذا يقول الأستاذ ، يشرع في وصف قول الله تعالي “ الذين أنعمت عليهم “ يذكرنا ” لقد إختاركم الله تعالي لخير يراه فيكم ” .. يضيف ” مايحدث اليوم في العالم يهيئ الله به الكون لأمر جلل ،، إقتربت المعركة من النهاية فسألوا الله النصر والثبات ” .. في جانب القفص ألمح دكتور أحمد عارف ، لكم أحبه في الله بإبتسامته المعهودة وكلامه العذب ، يحدثني عن “فرعون ذي الأوتاد ” .. أوتاد فرعون ضاربه في المجتمع ، في الجيش ، في الشرطة ،، أكمل وكأني أسمع هذه الأيات للمرة الأولي ، ما إن انتهي حتي علا صوت الأستاذ المرشد بنشيده المحبب ” أن تدخلني ربي الجنة .. هذا أقصي ما أتمني ” .. بدأت الجلسة “لا نسمع شيئا ” ،، نقول لأبو لهب ، تمضي المحاكمة دون أن نسمع أو نري ، نجلس في القفص نضحك ونتسامر ونطمئن علي بعضنا البعض ونأكل الكعك والبسكوت هدية زواج خالد صلاح سلطان ، وقد تكفل القفص الزجاجي من وصول أصوات ضحكاتنا وحديثنا للوادي الأخر ،، أقصد قاعة المحاكمة .. أندمج في حديث ساخن أنا ومحمد صلاح سلطان مع المهندس سعد الحسيني ، عن الماضي ، عن الحاضر ، عن المستقبل ” هذه المحنة تعلمنا منها الكثير وسيري الشباب ذلك إن شاء الله ” هكذا يقول م سعد .. يدخل مجموعة من الشباب لقفص مجاور ،، يالله ،، إنه هو ،، لقد أتي ،، “معاذ حسن مالك” للمرة الأولي منذ عام يري أخوه عمر ، يحول بينهم القفص الحديدي ، يضع معاذ أنامله عبر أسلاك القفص ليلامس أنامل عمر ، تنسدل دمعة حارة من عين عمر بدون كلمات ، فقط تتلاقي العيون والأنامل ،، الحمد لله ،، كانت أمنية عمر فقط أن يري معاذ .. في قفص مجاور يصيح شاب بنونية الدكتور القرضاوي ” ضع في يدي القيد ألهب أضلعي .. بالسوط ضع عنقي علي السكين ” يقف الأستاذ المرشد ليستمع لطالب الهندسة “فهد” أحد شباب الإخوان بسجن المحكوم ، ينتهي فهد ،، يطالبه الأستاذ المرشد بالمزيد ،، ” إلهي قد غدوت هنا سجينا ” يكمل فهد ، تضج الأقفاص بالتكبير بعد إنتهائه .. يقف أحمد جمعه بجوار الأستاذ المرشد لينشدوا سويا ” في حماك ربنا .. في سبيل دينا ” .. تموج الأقفاص مرة أخري بزئير الأسود مكبرين ، يعلوا صوت المهندس جهاد الحداد بأذكار المساء ، يهمس الجميع ورائه في خشوع ، جهاد يقول الأذكار بقلبه لا بلسانه ،، هل سأكون مبالغ إذا قلت أنه سيكون أحد أعمدة الدولة المصرية في يوم من الأيام !! لا أدري ؟؟! يطلب جهاد من محمد صلاح سلطان ورد الرابطة ، أشفق عليه وهو المضرب منذ قرابة سبعة أشهر .. ” قل اللهم مالك الملك ” ما أجمل صوته ،، تكاد القلوب تنخلع وهي تأمن خلفه .. يعود فهد هاتفا بأشعار هاشم الرفاعي ، ينبري د صلاح سلطان للرد بقصدة هاشم أيضا ” أبتاه ماذا قد يخط بناني ” .. تفر دمعه من عين الأستاذ محمد السروجي مستشار وزير التعليم وهو ينصت للدكتور صلاح سلطان ،، يتجمع أمناء الشرطة والضباط لسماع د سلطان وهو يلقي بإجادة ويسقط علي واقع مصر الأن ، كبر الجميع في حرارة فور إنتهائه .. قطعا لايمكن أن تمر هذه الأجواء دون أن يسهم محمد العادلي فيها ويدلي بدلوه ، حكي عن مغامرات أبو العربي في تل أبيب ، ضحكنا ملئ أفواهنا ، وضحك العساكر والجنود ،، من نظرات أعينهم لنا أحسست وكأنهم يودون الإنضمام إلينا داخل الأقفاص .. لحظات ويمر علينا مجموعة من الشباب أكبرهم لايتجاوز الخامسة والعشرين من العمر ، مجموعة كبيرة توافدوا رغما عن حراسهم الي قفص الأستاذ المرشد ، يحييهم الأستاذ ويخرج من جيبه كيس ،، يعطي كل واحد منهم بعض القرنفل ” خدوا يا شباب عيدية عمك المرشد ” يقول الأستاذ باسما .. عندما تري البسمة علي وجوه هؤلاء الشباب والرضا الذي يغمر جنباتهم ،، لا تدرك أن هؤلاء الشباب قد جدد القاضي أبو لهب حبسهم ل 45 يوم أخري منذ دقائق قليلة .. فجأة ،، طفئت الأنوار ” أصل الجلسه خلصت يا حضرات ” يقول شرطي وهو يلبسنا الكلابشات استعدادا للمغادرة .. من بعيد ،، لمحنا دكتور باسم عودة بوجهه الملائكي ملوحا لنا بحرارة رافعا علامة رابعة ،، بعد ثواني من نزول د باسم سلم الحبس ظهر الدكتور البلتاجي و الدكتور صفوت حجازي .. يالله ،،،، لنصف ساعة كاملة أحاول السيطرة علي مشاعري حتي أتمكن من إكمال كتابة ما بدأت .. في البداية ،، نادي الشيخ صفوت بعلو صوته “” يوسف يا طلعت “” أول مرة أسمع إسمي كاملا من الشيخ صفوت ، وأول مرة أشعر بجمال إسمي .. كان د صفوت و د البلتاجي ثابتين كالشم الجبال ، أسدين ، أمامنا حرس وأمامهم حرس ،، بعد أن رأيناهم وبشكل لا إرادي وكأن هيستيريا أصابتنا ،، أخذنا ندفع حراسنا لنصل إليهم وهم أيضا فعلوا ،، تدافع شديد بيننا وبين الحرس ، إقتربنا من بعضنا البعض ، لم يعد يفصل بيننا إلا أمتار ثلاثة .. نسيت ألام ظهري ، كنت أقرب الناس إليهما ،، دفعنا الحرس أكثر وكذلك فعل الأسدين ،، لم يعد يفصل بيننا سوي متر واحد يملئه أجساد الحرس ،، مددت يدي لعلي ألامس د البلتاجي ، تمكن د البلتاجي من الإقتراب لسنتيمترات ،، فعل مالم يكن في الحسبان ،، “”قبل يدي الممسكة بيده “” . الله يسامجك يا دكتور بلتاجي ،، لو أني من قبل قدمك لكان شرف لي .. ثواني وإستطاع الحرس الفصل بيننا ، والتواري بالدكتور والشيخ ، لنركب سيارة الترحيلات عائدين لمقر حبسنا .. وقفت سيارة الترحيلات أمام باب السجن ، وقد خلا في هذه الساعة المتأخرة من الزوار .. نظرت إلي مكان السيدة العجوز وقد خلا منها ،، تذكرت دعوتها في الصباح ، رددت في همس “اللهم أمين” .. دخلت من باب السجن وفي أذني أخر كلمات الأستاذ المرشد لنا قبل المغادرة وهو يقول لنا “” الله يصنع بكم قدره .. لتأخذوا أجره “