جمال عبد الخالق – عن انتهاكات طرة

اسم السجين (اسم الشهرة) : جمال عبد الخالق

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 2/6/2015

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: –

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

عن انتهاكات طرة

عن إنتهاكات طرة ..

فى واحد من أسوأ سجون مصر ( سجن طرة تحقيق ) , تُمارس الإنتهاكات وتثتثيرهم ذكر كلمة حقوق الإنسان أو طلب المعاملة وفقاً للقانون !!

رجال مباحث السجن يظنون أنهم فوق كل القوانين ,, لا يتحدثون إلا ويقولون إحنا هنا الكل فى الكل !!!

أسرد لكم واحدة من أحدث الإنتهاكات وهي كثيرة , ولكن أكتفي بما حدث معي , و أعلم أنه مهما تكلمنا أو شكونا لن ترجع حقوقنا لا بالقانون ولا بغيره , ولكن أسرد هذه الأحداث لعل هذه الأسطر تجنب غيري التعدي عليه .

فى يوم الإثنين 19 يناير 2015 .. مرض أحد المعتقلين المقيمين معي فى الزنزانة , وبدأ فى التأوه و إشتد عليه الألم , ونحن ننادي على الشاويش حتى يتم نقله إلى المستشفى .
يمر الوقت ويتأخر الشاويش , ونحن نستمر فى النداء . ونخشى ان تتعرض حياة زميلنا للخطر .

و أخيراً حضر الشاويش ومعه مخبر المباحث “يوسف” , وحدثت مشادة كلامية بيني وبين المخبر نتيجه لتأخره , إنتهت بأن قال لى ( أنا هوريك بكرة الصبح ) .

وفى اليوم التالى إستدعانى وذهبنا إلى رئيس المباحث ( أشرف خفاجة ) , و بدأت فى سرد ما حدث الليلة السابقة مع المخبر ( يوسف ) , وذكرت لرئيس المباحث أن المخبر خلال المشاده الكلامية دفع المريض حتى سقط على الأرض !!!
فبدأ رئيس المباحث فى رفع صوته وقال : مش عاوز أسمع صوت مسجون يطلع فى السجن ده , أنا ممكن أدخلك التأديب حالا .
قولتله : من فضلك إتكلم معايا بطريقه غير دي , و أنا قابل أدخل التأديب لو ده قانوني , ولو هتودينى التأديب أنا عايز أعمل محضر حالاً بالواقعه اللى حصلت .
رد بسخرية : قانونى !!! أنا بقي هعملك حاجة تانية .
ونادي على مخبر إسمه (صبري) , فكتفنى مجموعه من المخبرين , وبدأ (صبري) فى خنقى حتى غابت أنفاسي وكدت أفقد الوعي , و رئيس المباحث ينظر لى بنظرات و إبتسامة تشفى !!
ثم ترك (صبري) رقبتى وبدأ فى ضربي بالبوكسات , و أنا مكتف اليدين من باقى المخبرين ..
و أمام غرفه التأديب طلب مني رئيس المباحث خلع الملابس أمامه هو وجميع المخبرين , فرفضت بشدة وقولتله : لو هتموتنى …
قال لى : إدخل غرفة التأديب و إخلع جميع ملابسك و إلا هخليهم يقلعوك بالعافيه .

دخلت غرفة التأديب وخلعت ملابسي , فأخذها هى والحذاء و أعطانى بدلة السجن ( بنطلون وسترة خفيفة ) , و بعد أن إرتديتها دخل الغرفة وعلقنى المخبرين بالكلابشات فى الباب !!
هددتهم إنى هعمل شكوى عند النائب العام بكل اللى حصل , وقلت لرئيس المباحث هقول فى الشكوي إن المخبرين بتوعك بيتعاملوا معانا بطريقة سيئة جداً نتيجة إنهم بيشربوا مخدرات داخل السجن وعلى طول مش فايقين , و إنت عارف كده كويس , وخلى النيابة تبقى تعملهم تحاليل زى ما بتحللوا للسائقين وهم يتأكدوا من صحة كلامي .
فتركونى عند ذكر هذه النقطة و إنصرفوا جميعاً , وظللت معلق فى الباب دون أغطية و بملابس خفيفة جداً فى جو شديد البرودة لعدة ساعات !!

حتى مر دكتور السجن وقال لى : إنت بتشتكي من حاجه ؟!!
قلت له : أنا عايز أعمل تقرير طبي بحالتى , و أنا عامل إضراب كامل ( ظناً منى أن هذا الدكتور أكثر إنسانية من باقى رجال المباحث ) .
فانصرف وعاد مرة أخري ومعه نائب المأمور , فأمر نائب المأمور بفكي , وقال للدكتور إعمله تقرير طبى , وبمجرد أن إنصرف حتى إنصرف الطبيب خلفه دون أن يفعل شئ , وتركونى حتى أخر الليل !!!

ثم مر عليا الشاويش (سيد) , فطلبت منه يجيب الدكتور , فرفض !!
وقال لى : مش هيجيلك حتى لو هتموت , ولما تموت هنلفك فى بطانية ونرميك فى الشارع .

وقضيت الليلة الأولى فى غرفة أسمنتيه شديدة البرودة والرطوبة فارغة إلا من جردل صغير لقضاء الحاجة , وكان أسوأ ما فى الغرفة هذا الجردل ذو الرائحة الكريهة الذى أفسد علىا متعة الإستمتاع بصوت الفئران وهي تتشاجر !!!

وفى صباح اليوم الثانى حضر مخبر إسمه (محمد) طلبت منه الدكتور لأنى أشعر بإعياء شديد , نتيجة هذه الليلة شديدة البرودة دون أغطية
وبملابس خفيفة ودون أكل أو ماء , فغاب قليلا وحضر معه الحلاق والكلابشات , وتم الإعتداء علىا للمرة الثانية , وتعليقى فى الباب وحلاقة شعري , فأخذت أصرخ فيه ( هاتلى المأمور ) علشان يعرف المباحث بتعمل إيه , و أن ما يفعلوه إنتهاك صارخ لحقوق الإنسان وكل القوانين , ولم أكن أعرف أن كلمة حقوق الإنسان والقانون تثير خنقهم بهذه الصورة , فأخذ يهينني وسب أم المأمور بأبشع الألفاظ !!
وقال لى : إنت فاكر المأمور هيعملك حاجة !! المباحث هنا الكل فى الكل .

حضر الدكتور لوحده بعدها بعدة ساعات , فقلت له تانى يكشف عليا ويعمل تقرير طبى لأنى تعبان جداً وعامل إضراب كلى , قالى طول ما إنت عامل إضراب مش هتخرج من القبر ده , وبعتلى ممرض قاسلي الضغط والسكر والنبض , فوجد كل المقاييس منخفضه جداً , فإنصرف وقالى هبعتلك علاج ومبعتش حاجة !!!

ومر عليا الشاويش تانى وقالى : من الأخر إحنا مستنيينك تموت ..
و أخذ يضحك بصوت لم أستطيع التفرقه بينه وبين النهيق !!
وقضيت ليلة أخرى أشد سوء من سابقتها .

وفى اليوم الثالث خرجت من التأديب أجر قدمى من شدة الإعياء , و قابلنى رئيس المباحث بنظرة ساخرة شامتة ..
وقالى : إرجع الزنزانة وخليك بعد كده فى حالك , و مش عايز صوتك يطلع تانى .

عند عودتى للزنزانة وجدت أخى ( وهو محام ) باعت لى خطاب شارح لى فيه إنه جالى مرتين !!
المرة الأولى فى موعد الزيارة الإسبوعي , و عندما رفضوا أن يخرجونى من التأديب للزيارة حضر فى اليوم التالى بإذن نيابة , فرفض رئيس المباحث !!
ولما قاله : ده مش قانونى طالما فى إذن نيابة للزيارة , مش من حقك تمنع الزيارة , و هعمل شكوى عند النائب العام بالكلام ده , و كمان إبن جمال لسه خارج من عملية ولازم يشوفه .
فكرر رفضه وقاله : روح إعمل اللى إنت عاوزه , ومتنساش إن أخوك تحت
إيدينا وهعرف أئذيهولك كويس , وخلى النائب العام ينفعك .
وهدده إنه هيبعت فيه تقرير صغير لأمن الدولة وهما هيورونى الويل
ويأذونى فى قضيتى , وكمان هيغربنى من السجن ويبعتنى سجن فى محافظة بعيدة أو هيودينى سجن شديد الحراسة , وهناك هيعرفوا يتعاملوا
معايا كويس .

طبعاً أخويا خاف عليا جداً ومرضيش يقدم أى شكاوي , فملقيتش حاجه أمامى غير إنى أكتب لتوثيق الإنتهاكات المستمرة للداخليه , الذين يظنون أنهم أسياد البشر ولا أحد فوقهم … حتى القانون !!!

جمال عادل عبد الخالق .
سجن القاهرة تحقيق (طرة تحقيق ) .