يحيي محمود محمد عبد الشافي (يحيي عبد الشافي) – الدولة وصناعة الإرهاب

اسم السجين (اسم الشهرة) : يحيي محمود محمد عبد الشافي (يحيي عبد الشافي)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 4/27/2015

السن وقت الاحتجاز: 56 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طبيب

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

الدولة وصناعة الإرهاب

الدولة وصناعة الارهاب
من المعلوم ان السلوك البشرى يتأثر بنسبة كبيرة بالبيئة الحاضنة والمحيطة بهولاء البشر.
تماما كالزرع يتأثر بالارض التى ينبت فيها مصداقا لقوله تعالى(والبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه والذى خبث لا يخرج الا نكدا) وبالنظر المجرد من كل هوى الى الوضع الذى تعيشه مصر هذه الايام تجد ان الدولة تجند كل طاقتها وأجهزتها لإعداد هذه البيئة الحاضنة للارهاب وبالتالى فهى المسئول الاول عن صناعة هذا الارهاب .
فنجد على المستوى الامنى تقوم الدولة بتشويه هذا المفهوم لدى المواطن فيصبح الحفاظ على أمن المواطن معناه هو محاربة هذا المواطن وقمعه والتنكيل به والقبض عليه عشوائيا والزج به فى السجون لشهور وسنوات يعانى من مرارة الظلم والقهر تاركا وراءه أسرة مشردة وأبناءا صغارا يتساءلون فى براءة بأى ذنب يحرمون من عائلهم الذى كان دوما يحضهم على حب الوطن والاخلاص له ناهيك عن القتل بدم بارد الذى اصبح شيئا عاديا؟
وعلى المستوى الاعلامى نجد الدولة تقرع طبول الحرب ليلاو نهارا وتستخدم من العبارات ما يوحى للسامع والقارئ انه فى حرب مع عدو يريد احتلال ارضه وهتك عرضه وسفك دمه وتنقل المعركة من الحدود الى داخل المدن والشوارع بل والبيوت فتقوم بتصميم هذه الاوصاف على الجميع لا فرق بين من يعترض سلميا وبين من ينتهج اسلوبا دمويا فيضيف بذلك هذا الاعلام المتطرف الى رصيد الارهابيين الكثير والكثيروياليت اعلام الفتنة يقف عند هذا الحد بل تجد اشخاصا لا يفقهون شيئا عن الدين يقومون بتقديم برامج للسب العلنى لكل رموز الدين وللتشكيك فى ثوابت العقيدة بجهل وغباء تجعل كثيرا من الشباب ينساق وراء دعاوى التكفيريين لهذا المجتمع فينساق الاعلام بدوره لتكفير هذا الشباب ودمغه بختم الكفر على نحو (مقتل ثمانية تكفيريين وغيرها..)كى تستمر هذه الدائرة الخبيثة فى الدوران لتحصد أرواح هذا الشعب.
وعلي المستوي التعليمي تجد الدولة متمثلة في وزارة التربية والتعليم تقوم بعمل محرقة هتلرية للكتب الدينية التي تدعو للايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله بدعوي انها كتب تدعو للارهاب ؟ وزارة اساسها العلم والبحث والتفكير تحارب الفكر أياً كان بالاحراق في الوقت الذي تترك فيه هذه الوزارة الطالب خاوياً من العقيدة لأن الدين ليس مادة أساسية ولا يضاف الي المجموع وبالتالي ينتهي الطالب من جميع مراحل تعليمه وهو لا يفقه شيئاً من دينه فيصبح فريسة سهلة لأياً من النقيضين إما إلحاد وإما غلو وتكفير .
وعلي المستوي الرياضي تجد الدولة تتجاهل الشباب فلا تقدم لهم المساحات والإمكانيات التي تساعدهم علي تفريغ طاقتهم الإيجابية وبناء أجساداً قوية (العقل السليم في الجسم السليم ) فينجرف الشاب إلي مستنقع المخدرات والمكيفات ليتم تدمير أكبر ثروة للوطن وهم شبابه ومن المفارقات التي تستحق النظر أن وزارة الشباب عندما فكرت في الشباب قامت بعمل حفلات ومسابقات غنائية ومسرحية لإكتشاف المواهب الحنجرية وفقط ؟
عزيزي القارئ أنا علي ثقة أنك تعلم أن الثورة قامت للتخلص من هذه البيئة الخبيثة وهذه المنظومة المنتجة للإرهاب ولا أشك أنك توافقني الرأي في أن هذه البيئة ما زالت كماهي إن لم تكن زادت سوءاً وفجوراً فلم أكن أتخيل يوماً أن الشباب الذين التقيت بهم في ميدان التحرير والتي قامت الثورة علي أكتافهم يجلسون أمامي في السجن كي نقض جميعاً عقوبة السجن ثلاث سنوات لمجرد اعتراضنا سلمياً علي قانون يؤسس ويكرس لعسكرة الدولة بينما جميع رموز نظام مبارك خارج السجن ينعمون بالعيش الرغيد وتقوم الدولة بحمايتهم في حلهم وترحالهم وفي سكناتهم وحركاتهم ؟ عزيزي القارئ : أقول لك من داخل الزنزانة وبلا أدني شك أن الحق لا محالة هو المنتصر وأن الظلم لا بد ان يندحر وما علينا إلا الصبر فعسي أن يكون قد اقترب النصر .