عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) –  كان لازم نقبض على ناس عشان الباقيين يعيشوا

اسم السجين (اسم الشهرة) : عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 6/30/2015

السن وقت الاحتجاز: 18 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طالب بكلية الهندسة بالجامعة الألمانية بالقاهرة

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون/تأهيل وادي النطرون

 كان لازم نقبض على ناس عشان الباقيين يعيشوا

” كان لازم نقبض على ناس عشان الباقيين يعيشوا ”
ابتسمت و بانت ضروسى وانا اسمع هذه الجمله فى خطاب ” سياده الرئيس ” اثناء افطاره مع ” الشعب “، كنت اتناول الافطار فى زنزانتى مع زملائى، وشعرت بالسعاده ، هل فعلا نالنى هذا الشرف العظيم ؟ هل كنت من الذين قُبض عليهم عشان ” الباقيين يعيشوا ” ؟ اخذت اعمل عقلى فيمن كنت سببا فى انهم “يعيشوا” حتى يزداد فخرى ، وتوصلت لهذه الخلاصه ، انا اتقبض عليا عشان دول يعيشوا : محمد حسنى مبارك ، سوزان مبارك، جمال وعلاء مبارك ، حبيب العادلى ، احمد عز ،كل من خرج من السجون ممن هم على شاكلتهم ليجتمع باهله واحبابه واصحابه ، ويستمتع بحريته ويستانف حياته ، قُبض علىّ كى يعيش هؤلاء فقط ومن مثلهم ولا احد غيرهم ، فمن سواهم ليس يعيش ، فكونك على قيد الحياه ليس يعنى بالضروره انك تحيا، يقول المثل الانجليزى :
“Being alive doesn’t necessarily means you’re living”
فكيف يعيش من يعلم الظلم و يتيقن منه، و يراه رأى العين ، بل و يحسه فى احد اقربائه او اصدقاؤه، ثم يصمت ولا يتكلم سواء جبنا او خوفا من ان يلحق بقائمه المظلومين، تلك القائمه التى كانت يجب ان تُظلم ” عشان الباقيين يعيشوا ” ، لا اعلم كيف يعيشون وهم يقرؤون عن بنات مثل ” اسراء الطويل ” ابنه ال ( 23 ) عاما تُخطف من علىالكورنيش وتختفى لاسابيع قبل ان تظهر فى سجن القناطر بقضيه مُلفقه ، او اخرى مثل يارا اسلام المحبوسه فى مسيره الاتحاديه مع شباب 6 ابريل ، والحاصله على الماجستير جامعه نوتردام فى القانون الدولى ، وتكون سخريه القدر ان تكون ضحيه للانتهاكات التى كانت تدافع عن ضحاياها طول عمرها .
حُبست هذه..و تلك.. و انا.. و من معى فى الزنزانه.. ومن بجوارنا.. ومن فى السجون الاخرى.. عشان ــ”الباقيين يعيشوا ” ــ ولكنى اريد ان اعرف ، ماشعور ” الباقيين” وهما بــ” يعيشوا “ــ على قفانا ؟! .
كنت اقرأ مقال للكاتب حسام السكرى بجريده الشروق (( طبعا بعد تهريبها الينا كالمخدرات )) ، ذكر فيه مقوله اخرى للسيد ” الرئيس” ايام ما كان مرشحا، وسُئل فى احد اللقاءات ” يعنى ايه وطن؟ ” فاجاب ” وطن يعنى حضن! ” ولكن يبدو ان وطننا تغابى علينا قليلا فى الحضن فصار حضنه اشبه بضمه القبر اكثر من الحضن .
اشعر بالتعب وبالغضب ولا اعرف باى مقاييس ومبادىء يحسب ويُفكر الناس الان.
ختم “حسام السكرى ” مقاله قائلا : ” لو قُدر للزمن ان يعود وان يتكررر السؤال ” يعنى ايه وطن ؟ ” فربما الاجابه الادق :- ” وطن يعنى حزن . ”
رمضانكم كريم ، ورمضانهم فى السجن .”
عبد الرحمن الجندى
الثلاثاء 30 / 6 / 2015 م.