محمد فوزي شاهر محمد كشك (محمد فوزي) – الرسالة الثالثة

اسم السجين (اسم الشهرة) : محمد فوزي شاهر محمد كشك (محمد فوزي)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 7/4/2015

السن وقت الاحتجاز: 25 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طالب بكلية الصيدلة بجامعة المنصورة

مكان احتجاز المرسل : سجن المنصورة العمومي

الرسالة الثالثة

[الرسالة الثالثة]
عَيْناكِ أحْلى..
رغمَ حُزنِهما الخبيء
عيونُهُنَّ هُناكَ تَبْهَتُ كُلَّ يومٍ
وَحْدَهَا عيناكِ أنتِ تفيضُ حُسْنًا يا صَبيَّةْ
عَيْناكِ أَعْذَبُ..
فالطغاَةُ مَلَّحوا بالقَهْرِ كُلَّ بلادِنا
النيلُ.. والهواءُ نَفْسُهُ مالِحٌ
سُبْحَانَ مَنْ حَفَظَ العذوبة نبعَ عينيكِ النَقيِّةْ
لو أبْصَرَ الشُعراء
ما أبْصَرْتُ في عينيك
ما كتبوا القصائدَ في اكتحالِ الفاتِناتِ
ولأدركوا
سحرَ الجمال مُكَحِّلًا عينَ الثباتِ
ولما استطَاعُوا
_مثلما لم أستطِعْ_
وصفًا لكيفِ جبينِكِ العالي
يُعيدُ اليائسينَ إلى الحياةِ
عيناكِ مشْكاةٌ تُنيرُ الدَرْبَ
تَهدي القابضينَ على القَضيَّةْ
لا تعْرفيني
لستُ أعْرفُ عنْكِ شيئًا
غير أنّي مُوقنٌ
في عمقِ رَوْحَيْنا أحسُّ روابطًا
ضَرَبَتْ جذورَهَا العتيقةَ القَويّةْ
لا السَجنُ..
لا الأسوارُ.. لا الحديدُ سرُّ لقائِنا
فما اجْتَمَعْنَا ها هُنا
إلا لأنَّ الحُلمَ نفْسَهُ قدْ حَمَلْنا.. والهُويَّة
من آدمٍ حتى زمانِنا
ونحنُ _بَنيهِ_ نكذبُ
مُدَّعينَ أننا الأقوى بدونِكُنَّ
أقْسِمُ دونَ حواءٍ لما بقى لأقوانا بَقيَّةْ
قَلَمي..
وليسَ سواهُ أمْلِكُ
سامحيني إن أنا
بالحبرِ وحده أقاتِلْ
ما بينَ سجنينَا كلابٌ جائعونَ
بالسلاحِ ينهشونَ
كُلَّ حرفٍ في الرسائِلْ
يُفَتِّشونَ لعلَّ فكرةً بسطرٍ ما
تُخبيءُ عَنْهُمُ هُناكَ قُنْبُلةً خَفيَّةْ!
لكنني
إليكِ أرسلُ القصيدةَ دونَ خوفٍ
بينَ أعيْنِهِمْ تَمُّرُ.. ولن يَعوهَا
هل يعي الخنزيرُ معنىً
إن رأى في الدربِ زَهْرَةً نَديَّةْ؟
أدرى
مرارةَ الغيابْ
الشوقَ في الليل الطويلِ
لصُحبَةٍ غيرِ الكتابْ
البؤسَ ينشعُ
من شقوقٍ في الجدارْ
وذلك المللَ السخيفَ
يطلُّ من دقاتِ ساعاتِ النهارْ
أرهاقَ إخفاءِ الحقيقةِ
عن عُيونِ أهْلِنَا..
وقدرةَ الأُمِ الدقيقةَ
أن تُحِسَّ _دونَ نُطْقٍ_ ما بِنا..
سُحُبَ الدُموعِ
تُباغِتِ العينَ الرقيقة
فجأة.. وبلا سَبَبْ
أدرى احتياجَكِ
_بين هذا العَصفِ_ حِضْنًا..
لَمْسَةً.. تَربيتةً مِنْ كَفِّ أَبْ
أدرى الخشونةَ والظلامَ
وليسَ عندي أيُّ عُذْر
أنْ تركنا هذه الجُدرَانَ
تُخمِشُ النعومةَ في يديكِ المرمريَّةْ..
وليسَ عندي أيُّ عُذرٍ
_إذ أرى الوَجهَ المُضيءَ_
أنْ دَفَنَّا في ظلامِ السجنِ هذي الشمسَ حَيَّةْ..
لحينِ أقْدر أن أراكِ
بدونما جَرَسِ يَدُقُّ مُمَزِقًا
وقتَ الزيارةِ قبلَ بَدْئِهِ
سامحيني
في غَدٍ قد أستطيعُ
بدونَمَا خجلٍ أرى منكِ ابتسامَتَكِ الحَييَّةْ
لحينِ أقدرُ أن أراكِ في غدٍ
هُزِّي إليكِ بجذعِ نخلةِ اليقينِ
تُساقِطِ الأمانَ حوْلَكِ والسكينةِ الجَنيِّةْ
لا تحزني
أحصنتِ رُوحَكِ
في زمانِ العُهرِ
طهَّرَكِ, اصطفَاكِ اللهُ
قرِّي عينًا الآنَ اهْنَأي
غدًا _وأقْسِمُ_ سوفَ تُفْرَجُ يا صَبيَّة.
_____________________
في سجن المنصورة مبنىً مُنفصل خُصِصَ كمحبسِ للنساء, لكن قاعة الزيارة مشتركة للسجن كاملًا رجالًا ونساءً..
هناك فتايات معتقلات منذ عام ونصف..
إليهنْ
وإلى كل معتْقلة
أينَ كان سجنها, وأيا كان انتماؤها
إليهن جميعًا, هذا النص المرتجل.. مغلفًا بالاعتذار, والخَجَل..
محمد فوزي
سجن المنصورة العمومي