اسم السجين (اسم الشهرة) : عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي)
النوع الاجتماعي : ذكر
تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 7/10/2015
السن وقت الاحتجاز: 18 عام
الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طالب بكلية الهندسة بالجامعة الألمانية بالقاهرة
مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون/تأهيل وادي النطرون
لم اتوقع أن يمر على عيد ميلاد آخر بالسجن
قضيت عيد ميلادي الثامن عشر في السجن.
لم أتوقع أن يمر علي أخر، لكن؛ قضيت عيد ميلادي التاسع عشر في السجن أيضا .
بالتأكيد، لا يمكن أن أقضي عيد ميلاد ثالث هنا، أليس كذلك؟
كان ذلك في إعتقادي حتي تم تحديد جلسة النقض في يناير 2016، مما يعني أني سأقضي يوم الثاني عشر من ديسمبر لعام ألفين و خمسة عشر 12/12 2015، و هو يوم عيد ميلادي العشرين، أيضا في السجن.
سن العشرين.
كان يمثل لي رعبا و وهبة منذ كنت صغيرا، كنت أنظر لأصحابه بعين الإجلال و التقدير، فهو سن “الناس الكبار”، حتي أني في عام السابع عشر كتبت علي الblog الخاص بي علي wordpress موضوعا عن هذه المسألة و عن سن العشرين بالتحديد، و أسميته The غير محدد scares me
كاد يمثل هذا السن كل ما أخاف منه، يمثل رحيل الطفولة، و الابتعاد عن الأهل و الانخراط في متعة الحياة و الاعتماد علي النفس و مقاساة الضربات الموجعة و أكثر من هذا.
و الأن، أجدني علي مشارف إتمام عامي العشرين.
هو موضوع كنت سأتكلم فيه حتي و لو كنت خارج السجن، فما بالكم بألمه و تأثيره و هو مضاف إلي السجن و الشعور بالعجز، و مشاهدة العمر يمضي و يطير و أنت مكبل لا تستطيع مواكاته و لا مجاراته.
و الأن سأحرم للأبد عن سماع سؤال “كم عمرك؟” بنطق لفظ “…تاشر” في الإجابةز و لأول مرة منذ عشر سنوات، ستتغير خانة العشرات.
سيقلب الواحد إلي إثنين. الواحد الذي لازمني في السنوات العشر السابقة من عمري فصرنا أصدقاء مقربين، سيهجرني للأبد، و يسلمني لمرافق جديد أرافقه العشر سنسن القادمة.
عرفت الأن لم يشعر كبار السن بالحزن و يبدو عليهم سمة الأسي معظم الوقت، لأن إن كان هذا شعوري و الواحد ينقلب إثنين، فكيف بهم و الستة تنقلب سبعة، و السبعة تنقلب ثمانية؟
لا أجد ما أواسي به نفسي إلا أن أخذ علي نفسي عهدا الأن: عندما أودع الإثنين و أنظر إلي الخلف امحي سنينى الماضية لن يكون هناك ندم و ونب علي أي لحظة ضائعة.
سأقتضي كل لحظة لتحقيق أحلامي ما دامت الساعة تدق.
“يا ابن ادم إنما أنت أيام. كلما ذهب يوم، ذهب بعضك.”
عبدالرحمن الجندي
الجمعة 2015/7/10