احمد كمال الدين مجاهد – من داخل المعتقل أُرسل لكم رسالة أمل

اسم السجين (اسم الشهرة) : احمد كمال الدين مجاهد

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 10/31/2015

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: –

مكان احتجاز المرسل : سجن الفيوم العمومي (دمو)

من داخل المعتقل أُرسل لكم رسالة أمل

من داخل المعتقل أُرسل لكم رسالة أمل، وأُلقي التحية الطيبة الذكية على كل الصامدين وكل الثائرين وكل المتعبين. أقول لكم إن النصر قريب جدًا بإذن الله، بل أقرب مما تتخيلون والفرج قريب أقرب مما تتوقعون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
من خلال دراستنا لسنن الله عز وجل في نصر عباده المؤمنين سوف نلاحظ أن هناك علامات ربانية تعتبر مؤشرًا على اقتراب موعد النصر. وهذه العلامات قد تحقق أغلبها، مما يدل على أننا في الشوط الأخير من السباق وفي الثلث الأخير من الليل، وأن الفجر قد لاحت نسائمه مع شدة الظلام. وهذا المقال ليس من قبيل “وكالة أبشروا” ولا كما كان يُقال: “الانقلاب يترنح”، ولكنه من خلال تدبر آيات الله عز وجل في نصر وتمكين عباده المؤمنين.
فما هذه العلامات الربانية التي تجعلنا ننتظر نصر الله سبحانه في الأشهر القادمة المقبلة إن شاء الله؟ حتى وإن طالت المدة قليلًا فإننا لن نتوقف عند عامل الوقت لأن الزمن ملك لله وحده والنصر من عند الله وحده، وهذه العلامات كالآتي:
1 . انقطاع الأسباب: عندما لا يبقى لنا سوى الله وحده وقتها يزداد الأمل بالنصر والفرج، فقد قال أصحاب موسى قديما “إنا لمدركون” فماذا قال سيدنا موسى؟ “قال كلا إن معي ربي سيهدين” فلماذا لا نستشعر معية الله وقد أخذنا بأغلب الأسباب المتاحة في حدود إمكاناتنا.
أ. لقد قمنا بمظاهرات عارمة ومبدعة كمًا وكيفًا، وكانت هذه المظاهرات والفعاليات السلمية من خلال اجتهادنا واجتهاد إخواننا من الحركة الإسلامية وغيرهم معنا، وكانت كفيلة بإسقاط النظام في قارٍة بأكملها وليس في دولة، ولكن الآلة العسكرية والتآمر الإقليمي والدولي والإعلام الفاسد كان حائلًا دون تحقيق أهدافنا.
ب. انتقلنا إلى السلمية الموجعة وكان حجم الإنجاز فيه مقبولا في بدايته، ولكن ما حدث من بطش وتنكيل وتصفية أكبر من قدرة أي جماعة بشرية على أن تتحمله.
ج. اجتهدنا في مسألة الوعي كثيرًا وفي كافة المسارات؛ ولكننا فوجئنا بتحجر رهيب في عقول عدد غير قليل من المصريين.
د. البعض يقول إن المسار الذي سرنا فيه كان خاطئًا، وكان لابد أن نسير في مسار آخر كالمسار السوري مثلًا؛ ولكن هذه فرضية صحيحة من الناحية النظرية، أما في الجانب الآخر العملي فلا أحد يستطيع أن يتوقع نجاحها أو فشلها لأنها لم تجرب على أرض الواقع، وكان المسار السلمي يبدو منطقيًا جدًا قبل فض رابعة، وأثبتت التجربة أنه الآن كل من المسارين -نحن في مصر أو حتى إخواننا في سوريا- نقول “ليس لها من دون الله كاشفة” ومع هذا لا يزال أهل الحق يطرقون كافة الأسباب المتاحة ويقاومون الظلم بشجاعة وبسالة حتى يأتي وعد الله أو أمٍر من عنده.
2 . تمايز الصفوف: لن يحدث النصر حتى تتساقط الأقنعة وتظهر حقائق الناس، قال تعالى “ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب” (آل عمران 179). وقد حدثت هذه العلامة ورأيناها بأعيننا، فكم من مشايخ وعلماء ونخب سياسية وإعلاميين كانوا في أعلى عليين فأسقطهم الله من نظرنا إلى أسفل سافلين.
إنه شيء أشبه بالمعجزة، أن نرى هذه الحالة الفريدة من الصمود والثبات رغم القتل والقمع والاعتقالات وحجم التضحيات غير المسبوق في تاريخ مصر الحديث؛ وبرغم هذا نجد أغلب مظاهر الثورة في أغلب المحافظات
3. طبيعة وقدرية المعركة: الحرب ليست ضد تيار سياسي معين، بل هي حرب صريحة على دين الله وعلى أهل الدين، تجاوزت هذه الحرب حدود مصر لتصل إلى التعاون مع الصهاينة ضد المجاهدين في غزة، والتعاون مع الروس ضد المجاهدين في سوريا، ومحاربة أهل السنة في ليبيا، وحاشا لله أن يُضيع عباده الصالحين أو أن يمكن للكافرين على حساب المجاهدين، قال تعالى “ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا” (النساء 141).
4 . إحقاق الحق وإبطال الباطل: تصحيح المفاهيم “ليحق الحق ويبطل الباطل”.
أ. قيادة الجيش: لم تعد في نظر الناس أنه صمام الأمان للبلد بل هو حارس لمصلحة شخصية، وكانت قبل الانقلاب من شبه المستحيل أن تغير قناعة الناس تجاهها.
ب. القضاء: ظهر الحق فيه فلم يعد في جزء غير قليل منه نزيهًا ولا شامخًا.
ج. حزب النور: ذهب غير مأسوف عليه إلى مزبلة التاريخ وقد كان شوكة في ظهرنا.
د. النخبة السياسية: كم تنازلنا لأجلهم وتحالفنا معهم في البرلمان بل وتخلينا عن بعض الأمور لأجل توحيد الصف الثوري واللحمة الوطنية، فأراد الله ان يعطينا درسًا قاسيًا أنهم لن يغنوا عنا من الله شيئًا، وأننا لابد أن نعلن ثوابتنا بمنتهى الوضوح فنحن نريد دولة حديثة يطبق فيها شرع الله، خصوصا بعد أن رأينا حجمهم الحقيقي وغدرهم وخيانتهم لنا؛ بل والأعجب أنهم هم من يُخونونا ويرفضون الاتحاد معنا؛ ورغم ذلك تجد من بيننا من يسعى إليهم ويخطب ودهم! “فهل أنتم منتهون”.
5. ثبات الفئة القليلة المؤمنة: إنه شيء أشبه بالمعجزة، أن نرى هذه الحالة الفريدة من الصمود والثبات رغم القتل والقمع والاعتقالات وحجم التضحيات غير المسبوق في تاريخ مصر الحديث؛ وبرغم هذا نجد أغلب مظاهر الثورة في أغلب المحافظات. قال تعالى “ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانًا وتسليمًا” (الأحزاب 22) ونجد يقين الناس في قوله تعالى “كم من فئٍة قليلة غلبت فئًة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين”.
إن هذه الفئة القليلة الثابتة الصابرة المرابطة إن شاء الله هي أهل لتنزل النصر عليهم قريبًا جدًا.
6. زيادة الظلم والبغي: من سنة الله عز وجل أن يأخذ الباطل في قمة طغيانه وعلوه وسيطرته قال تعالى “ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض” فقد جاءت هذه الآية بعد قوله تعالى “إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعًا يستضعف طائفة منهم” (القصص 4 و5)؛ فالنصر يأتي لأهل الحق وهم في أشد لحظات ضعفهم حتى تكون الفرحة في صدورهم أكبر ما يمكن وتأتي الهزيمة لأهل الباطل وهم في أشد لحظات قوتهم وسيطرتهم حتى تكون الحسرة في قلوبهم أكبر ما يمكن، وقد رأينا الظلم يزداد ويدخل على كل بيت حتى طال أنصاره ومن كانوا معه وسبحان من جعل الفجر والضياء يأتي بعد العتمة والظلماء.
الغطرسة واستخدام القوة وتهميش الأحزاب وتأخير الانتخابات وقمع المعارضة والتعامل مع طلبة الجامعة وأزمة الدولار ورجال الأعمال وخسارته لجيرانه وحلفائه في الخليج كل ذلك يعطي مؤشرًا على قرب نهايتهم وأنه أكبر مِعوَل هدم لمُلكه ونظامه
7. انكشاف الباطل أمام الناس: من طبيعة الباطل أنه زاهق ومنته، قال تعالى “إن الباطل كان زهوقا ” (الإسراء 81) وقبل النصر لابد أن تنكشف للناس حقيقته وزيفه ويفقد قدرته على التأثير في عقول الناس، قال تعالى “قال ما جئتم به السحر إن الله سيبطله” يونس 81، وقد رأينا بأعيننا أن الناس باتت لا تصدق كلامهم ولا تثق في إعلامهم وما حدث في انتخابات مجلس الشعب أكبر دليل على ذلك.
8. تحقق بعض آيات الله في الظالمين: كنا نردد كثيرا قوله تعالى “إن الله لا يصلح عمل المفسدين” وقوله “إن الله لا يهدي كيد الخائنين” يوسف 52. والآن أصبحنا نراها تتحقق على أرض الواقع فها هو الاقتصاد ينهار بعد المؤتمر الاقتصادي، ودخل قناة السويس ينخفض بعد مشروع قناة السويس، وفشله الرهيب في كل المجالات يجعلنا نطمئن برعاية الله لنا وبأن الله معنا وبأن النصر قريب بإذنه تعالى.
9: إسراع الظالمين في إهلاك أنفسهم: سبحان الله، أكثر من يساعدنا في تدمير هذا النظام، هو النظام ذاته، قال تعالى “يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار” الحشر 2. فالغباء جند من جنود الله “وما يعلم جنود ربك إلا هو”. فالغطرسة واستخدام القوة وتهميش الأحزاب وتأخير الانتخابات وقمع المعارضة والتعامل مع طلبة الجامعة وأزمة الدولار ورجال الأعمال وخسارته لجيرانه وحلفائه في الخليج كل ذلك يعطي مؤشرًا على قرب نهايتهم وأنه أكبر مِعوَل هدم لمُلكه ونظامه.
10. الإحساس العام بقرب النصر: هناك إحساس عام عند الكبير والصغير بأن الفرج قريب جدًا، قال تعالى “وتظنون بالله الظنونا” قال المفسرون: ظن المؤمنون بأن النصر قريب، وظن المنافقون أنهم منهزمون، وهذا الإحساس العام لم يكن موجودًا عند كثير من الناس منذ عام مضى أو حتى في قمة المظاهرات، وحاشا لله أن يقذف في قلوب عباده هذا الإلهام وهذا الإحساس ثم يحرمهم منه، فقد قال تعالى في الحديث القدسي “أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء” فهذا دليل قوي على اقتراب النصر.
وأخيرًا فإن سرعة النصر تتوقف على أمرين، الأول: تماسك الفئة المؤمنة في جميع أوقات المعركة، قال تعالى “ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين” الأنفال 46. الثاني: صدق التوكل على الله، ففي الفترة القادمة سوف تسعى قوى خارجية وداخلية للتعاون معنا بشروط وتنازلات معينة، وهذا اختبار جديد بعد اختبار الثبات واليقين. قال تعالى “يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما. واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا. وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا” الأحزاب 1، 2، 3. وقد قال سيدنا خالد بن الوليد: تأتي الإعانة من الله على قدر النية، فالحذر الحذر من تقديم تنازلات أو تفريط في الثوابت؛ فإن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، وإذا كانت نيتنا إعلاء كلمة الله ونصر دينه فلن يضرنا من خذلنا.
ونحن هنا من داخل المعتقل ندعو لكم وننتظر النصر وننتظر ثم ننتظر نتذوق طعم الإيمان فالله قديٌر أن يأتي بالنصر الآن وبأسرع مما نتمنى؛ لكن الصابر يتنعم أكثر في الجنة وله الحسنى وزيادة ألهذا الحد يحب الله عباده، فليأتي النصر اليوم، بعد شهٍر، بعد عامْ، أنا لا أتعلق بالأيام. سننتصر رغم الآلام، وتفاهة الأقزامْ، رغم كل الكيد من كل اللئامْ، سننتصر والله سننتصر .. هذا يقين.
أحمد كمال الدين مجاهد
معتقل مصري