احمد سعيد – كل الرسائل المطمئنة التي تأتيني من الخارج

اسم السجين (اسم الشهرة) : احمد سعيد

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 12/16/2015

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طبيب

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

كل الرسائل المطمئنة التي تأتيني من الخارج

كل الرسائل المطمئنة التي تأتيني من الخارج تتلخص في لاتقلق ستخرج قريبا، دي مجرد شدة ودن، بيكدروك شويه و هيسيبوك”تأتيني هذه الرسائل و انا محاط بنماذج و امثله من البشر الذين يمثلون و يجسدون جنون هذا النظام و غباء افراده و فساد مؤسساته.اتفهم تماما ان يكون كل هم عائلتي و اصدقائي ان اخرج من هنا حتي انكر و اكل اي صله لي بثورة يناير و توابعها.و طالبوا من الاصدقاء ايضا عدم الحديث عن هذا او ذكره في معرض الدفاع عني ظنا منهم ان هذا هوا السبيل الوحيد لتبرئتي من التهمه -التي لا فخر ليا سواها- و السبيل الوحيد لحمايتي من بطش الداخليه وكلابها المسعورة في الداخل. لكني و انا محاط بهذه النماذج و الامثلة من البشر ماكان يمكن لي ان افكر بنفس الطريقهو ماكان يمكن لهذا المكان ان يغير من افكاري شيئابل و علي النقيض من هذا و كما حصل من قبلتمنحك جدران الزنزانه و هواءها و سكانها و احاديثها كل دليل علي انك لم تخطئ السبيل و تزيدك اصرار عليه.”خليك في نفسك و شوف مستقبلك”هوا المحامي و المقاول و صاحب شركة السياحه اللي كان مخليه في نفسه و مش شاغل نفسه غير بأعماله كما قال لي (شالو مبارك نزلت بالعربيه انا و العيال ووقعت ازمر تيت تيت، جه مرسي نزلت و احتفلت، شالو مرسي نزلت و احتفلت، جه السيسي نزلت وواحتفلت) مجرد خلاف بينه و بين احد من اللي كانو يحمون له مصالحه علي حد تعبيره و هوا ظابط في جهه سياديه(سياديه علي نفسهم بالمناسبه)جعلت منه سجينا لمدة 22 شهر بلا تهمةوهوا الان يواجهه 7 تهم لايعلم عنهم شيئا. -ماذكرت هذا المثال الا لأدلل علي ان تجاهلكلما نعيشه في ظل هذا النظام الاستبدادي الفاشي لن تجنبك ان تكون ضحيه لجنونه، صمتك وانشغالك بنفسك لا يعني لاانك تدفن راسك في الرمال ظنا منك انك تهرب بهذا من الخطر المحيط بنا من كل جانب.الامثلة علي الجنون الذي نعيشه كثيره بالداخل كما هي بالخارج لكنها هنا اكثر وضوحا و تأثيرا و تجسدا، و لا تزيدك الا ايمانا بانه لا سبيل بإصلاح هذا الجنون الا بنسف حمامك القديم تماما. “لا شدة الودن هتنفع ولا التكدير هيفيد”فالادله علي حتمية التخلص من هذا العفن الذي طفي علي وجه الوطن بعد ان أكل مفاصله جليه في كل شئ -و في الداخل اكثر من الخارج و في التفاصيل كما في العناوين.-و هذه هي مصيبتهم و مصيبتنا – انهم حقا لا يفقهونهم لا يفهمون ان هؤلاء الشباب اصحاب قضيه بالفعل و يظهر هذا جليا في سخريتهم”انتوا بقي بتوع الثوره” ” انتوا بقي اللي ها تحرروا مصر” يظنون ان التخلص من معتقني الفكره يقتل الفكره، نعم هم قطيع من الجهلاء و العميان المسلحون ولا سبيل لمداوتهم من هذا الجهل طالما يمتلكون السلاح و السلطه و القوه التي تصور لهم انهم يمتلكون كل شئ حتي الفهم -اعلم انني ربما اقسو علي عائلتي و اصدقائي خاصة في حالة الخوف و القلق التي تسيطر عليهم، و ربما يكون هذا هوا الشئ الوحيد الذي يسبب لي الالم النفسي في هذه التجربه وهوا ان اضعهم في هذا الموقف لكنني وجب علي ان اوضح لهم و لغيرهم ان هذا ليس حلا علي الاطلاق فطالما ظل في سجونهم من يعاقبون علي حلمهم بالحريه -ساظل سجينا و ان كنت بالخارج و سنظل جميعا سجناء في سجنهم الكبير، لقد فعلت ما فعلت لاشعر اني حر و انتزع حريتي قبل ان يكون للتذكير بالمعتقلين.و حفاظا علي البصيص الاخير من الثوره و الحلم في الوقت الذي شعرت فيه انه وجب علي احد ما ان يفعل هذا.-“احنا مش بتوع الاتوبيس يا حضرة الظابط احنا بتوع الحريه”