ماهينور محمد عبد السلام المصري (ماهينور المصري) – ها هوالعام الخامس للثورة يأتي

اسم السجين (اسم الشهرة) : ماهينور محمد عبد السلام المصري (ماهينور المصري)

النوع الاجتماعي : أنثى

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 1/25/2016

السن وقت الاحتجاز: 37 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: محامية – عضوة بحركة الاشتراكيين الثوريين

مكان احتجاز المرسل : سجن دمنهور العمومي (الأبعادية)

ها هوالعام الخامس للثورة يأتي

ها هوالعام الخامس للثورة يأتي. أكاد لا أصدق أنه مرت 5 أعوام على هتاف “الشعب يريد اسقاط النظام” و “عيش..حرية.. عدالة اجتماعية..كرامة انسانية”.. ربما لأني حتى وأنا في زنزانتي ممتلئة بالحلم، بالحرية وبالأمل..
البعض يرى بعد انقضاء تلك السنوات أن الثورة هزمت، آخرون يرون أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان، أما النظام فيرى أنه انتصر ولكن هل تلك الاجابات صحيحة وحاسمة؟ هل انهزمنا وهل انتهت الثورة؟ وهل أننا طوال الوقت كنا ضحايا فقط؟ وهل ثبتت السلطوية أقدامها بالقوة والاستبداد أغلب الوقت، ومعسول الكلام في وقت آخر؟
ربما لأنني من المؤمنين بالحلم ومن المقتنعين أننا لسنا فقط نواجه السلطوية والاستبداد داخليا، ولكننا نواجه نظام عالمي لا انساني، لا يساوي عنده البشر شيء، بقدر ما تساوي الأرباح والنفط. لذا، فأرى أننا لازلنا في الرحلة لبناء مجتمع انساني عادل. أخطأنا أحيانا، وانهزمنا أحيانا.. تكبرنا أحيانا، ويأسنا أحيانا، ولكننا لازلنا في حلبة الصراع.. ولكن التمجيد هو آفة الأغبياء، والبكاء على الأطلال آفة الجبناء واليائسين.
هناك دروس للجميع.. دروس لنا تعلمناها بدماء طاهرة سالت من أجلنا.
أول تلك الدروس: هو أنه لا خلاص فردي، أن اليأس ومحاولة الهروب للخارج أو الداخل لن تساعدنا على جعل يومنا أفضل، وأننا عندما نظرنا فقط لأنفسنا وأصبحنا نطالب بالحرية لمن نعرفهم فقط، ولم نتحرك من أجل حرية الشعب ككل (مثلا في السجون هناك ليس فقط آلاف السياسيين المظلومين، ولكن آلاف المواطنين تم تلفيق قضايا لهم أو أصبحوا غارمين أو كواحيل بسبب النظام الاقتصادي للدولة، وقضايا أخرى كثيرة)، وأنه هكذا أعطينا فرصة للنظام لفصلنا عن الشارع وعن أهدافنا، فحقق في آخر جولات انتصارا.
ثانيها: أننا أكلنا يوم أكل الثور الأبيض، أن الثورة انسانية في طبيعتها، فلا تجعلنا نقبل أي ظلم يقع حتى على من يخالفوننا بالرأي، وحتى على من أرادوا أن يمحونا، وأن قبول الظلم لشخص سيجعل الظلم يطولنا جميعاَ.
ثالثها: أنه لا يكفينا شرف المحاولة، فيجب ألا نظل ندور في نفس الدائرة. يجب أن نبلور أهداف الثورة في تحركات ومبادرات ونبدأ في تنظيم أنفسنا، فإذا كانت مصالح الثورة المضادة توحدهم، فيجب أن توحدنا (نحن المؤمنين بالحرية و الذين نقف ضد كل أشكال السلطوية والرجعية) غريزة البقاء.
رابعا: أن النظام الخائف هو من يعتقل الآلاف وهو من يلغي الانتخابات ( انتخابات اتحاد الطلبة كمثال ) و هو من يرتعد من ذكرى يوم، على الرغم من أن للظلم عام بطوله، وهو الذي يساوي بين من يطالب بالحياة و من يطالب بالموت، وأن البطش لم يهم يوما، وإنما عمّق الاحساس بالظلم فقوى المقاومة… فالشعب الذي تحرك لمدة يومان في 18 و 19 يناير 1977 ولم يمس رأس النظام استوعب الدرس وحاول محاولة أطاحت برأس النظام في 2011 ولكنها لم تكتمل بعد…
خامسا: أن الثورة دائمة دوام الحياة و الحلم، وأن الثورة لا تقف على أشخاص، وأن آجلا أم عاجلا في حياتنا أو في حياة من بعدنا ستكتمل الثورة لأن البشر يستحقون الأفضل، وأن القبح مهما حاول أن يجمل نفسه سيكشف وجهه.
يا شيماء .. في ذكراكي الأولى بلغي سلامنا لملائكتنا الشهداء .. وقولي لهم أننا لازلنا مملوئين بالأمل و لم يزدنا سجنهم وظلمهم إلا تمسكا بحلمنا و ثورتنا.