صهيب سعد الحداد (صهيب الحداد) – برد الرضا

اسم السجين (اسم الشهرة) : صهيب سعد الحداد (صهيب الحداد)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 3/18/2016

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: صحفي

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

برد الرضا

ليس أجمل ما في الوجود من قلب أنعم الله عليه بالتعلق به وحده ، وليس أتعس من قلب ذاق حلاوة حبه ثم فقده ، وليس أثقل علي النفس من أن تكون سببا في إلحاق الأذي بالمقربين إليك … فإلي أولئك الذين كنت سببا في ان يتجرعوا من مرارة كأس الأسر … وإليها خاصة … حتي وإن كانت آلام التعذيب أشد من أن تحتمل .. فإني أرجوا منكم العفو وإن كان علي أنفسكم ثقيلا ، ثم إني بعفوكم أرجوا العفو من الله … فالعفو العفو !
كنا ثلاثه ، قال أحدنا مستنكرآ ما يحدث : أنا مبقتش فاهم حاجه ! ، رد عليه قائلآ : أو نحن أعز على الله من النبي حين قال له ورقه بن نوفل ليتني أكون معك حين يخرجك قومك . قال النبي : أو مخرجي هم !؟
فأخبره أنه ما جاء أحد بالذي جاء به إلا وأوذي !
كنا اثنين أخذ يبكي من شدة الحيرة … لا يفهم ماذا يحدث ، من على الحق ومن على الباطل ، وإن كنا علي الحق فلماذا لا ينصرنا الله !؟ ولماذا يقتل أهل الحق بعضهم بالصراع فيما بينهم بينما يبدو أهل الباطل متوحدين !؟ ليس أنسب في مثل هذه المواقف إلا أن تحتضن أخيك … وأعلم انه ليس أبقي لك من أخيك !
اولا تستنصر لنا يا رسول الله !؟ كنا نسمع مثل هذه المواقف ونقرأها في السيره أصبحنا الآن نعيشها ، تحت ذبذبات الكهرباء ، أولا تنتصر لنا يا الله !؟
كان رد النبي علي خباب واضحا جليا ، يوضح معالم هذا الطريق …. محفوف بالشوك لا بالورود ؛ مليئا ب ” لتبلون ”
ليس لك فيه حيلة الا الصبر …. منتهيا ب ” فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به …. ”
عهد يقطعه سالك هذا الطريق علي نفسه … ان الله اشتري ، وسلعة الله ليست بالهينه ولا الرخيصه … سلعة الله ان لم تهن في سبيلها النفوس ، فما وفيت حقها … وعدا عليه حقا في التوراة ، والانجيل ، والقرآن …. من علي نضارات السجن الحربي في الخفي … أخذنا نتهامس …. ومن اوفي بوعده من الله !؟ أفتقد الآن صوتها وهي تدندن يا سائرين علي درب اليقين كما تمشي الأسود بقلب غير مضطرب ، ولا سبيل إلا أن تضطر لإجبار قلبك علي فقد هذا الإفتقاد ….
فإن العهود تهون وتنقض … إلا عهده وحده !
الحقيقه أن المشكلة الأكبر التي واجهتها في الأسر هذه المره … هي عدم وقوف الشباب علي منهجية هذا الطريق ومعالمه ، افتقاد الأرضية الصلبة التي وقف عليها الأولون حتي سادوا الأرض وعمروها وحرروا الإنسان من ذل العبودية للعباد إلي سعة عبودية رب العباد ،وما كان ذلك إلي بعد ثلاثة عشر عاما من التعذيب والاضطهاد مع أمر صريح بتحد ثم القتال …. فقط الصبر والدعاء ! .. الإفتقاد إلي تلك الثوابت آدي بالبعض الي الحيره والتردد ، وادي بآخرين الي الانحدار في مسار التكفير والتكفير بالتسلسل ، حتي إننا رأينا من يكفر من ألقى السلام علي من يكفره ! ثم إنني ما رأيت ُأجهل من هؤلاء ! ثم إني من لم يسعي إلي تكوين ارضيه صلبه ويتعرف علي معالم هذا الطريق ومنهجيته … فلا يلومن الا نفسه ! وليس ارحم من ربٍ اصطفانا لهذا الطريق .
اهلاً … ثم إن الله مع هؤلاء الذين تنتزع الحريه علي دمائهم … فسلامٌ على ارواح المعذبين الطاهره
و لله در من سبق ، وطيب الله خاطر من يعاني وأعانه !
ثم إننا في الآسر نتشوق لأن نلتمس الجمال ، تارةً في انتظار صوت مولانا محمد رفعت وتارةً في الصلاة خلف أهل العريش ، وتارةً فى طلة شباب ظلوا في غيابات العازولى عاماً ونصف … هؤلاء قطعاً قلما تجد أطهر من ارواحهم ، وقطعا دائماً ألتمس الجمال في المارشيمللو !
تسعة أشهر من الأسر للمره الثانيه … قد تعاهدنا على السير معاً باتت قد تعاهدت ! لسنا أعز على الله من علىٍ حين فقد فاطمة ، ولسنا أعز من الحُسين حين تجرع كأس الخُذلان ثم أبى إلا أن يُقاتل !
تسعة أشهر ولستُ أرجو من الله إلا الفرج قبل أن أرى إخوةٌ لى على أعواد المشانق مُعلقين !
يارب … إشتد علينا البلاء وجار علينا الزمن وطال بنا الأسر ، أنت رب المستضعفين وأنت ربنا … لا تكلنا إلى عدوٌ ملكته أمرنا ! نعلم يارب أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا ! ، لكن عافيتك هي اوسع لنا يا الله فقد تملك فينا العدو وتخلى عنا الحبيب ولا مجير سواك ! أوتتركنا يا الله !؟
حاشا لوجهك الكريم أن تطرد عباداً من فرط البلاء معذبين !
إلى من أخبرنا أن الجنه تحت اقدامها … أُماهُ قد عز اللقاء … تصبرى !،
إليك أنت يا من نعم الأخ ونعم العون
أسامه : هات العود يا روح أُمك ! tongue رمز تعبيري ،
إليهم جميعاً أبقانا الله على الطريق وثبتنا على الحق.