ايمن علي ابراهيم موسي (ايمن علي) – صَيفي الآن

اسم السجين (اسم الشهرة) : ايمن علي ابراهيم موسي (ايمن علي)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 8/21/2016

السن وقت الاحتجاز: 21 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طالب بكلية الهندسة بالجامعة البريطانية بالقاهرة

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون/تأهيل وادي النطرون

صَيفي الآن

الصَيف..
أُغمض عينيّ و أسترجع ذكريات الصيف..
شعوري عند خروجي من بين أمواج البحر.. إنعكاس ضوءِ الشمس على جسدي المبلل.. رياح الشاطئ تصطدم بجسدي فتُذهِب المياه من عليه شيئًا فشيئاً.. و تتبقى بعض القطرات، تتساقط من أنفي و تدخل فمي.. أشعر بملوحة المياه.. لون البحر الأزرق يحاوطني.. و يتلاشى من أمامي شيئًا فشيئاً..
-الآن- قطرة مياه تسقط من أعلى أنفي.. جسدي غارق في مياه مالحة لكنها لا تجف، بل تزداد!
اللون الأزرق يحاوطني من كل جانب، ولا يوجد شعاع شمس حولي، ولا يوجد شعاع أمل بداخلي!
أتابع القطرة تلو الأخرى و هي تسقط من أعلى أنفي و من ذقني.. تكاد أن تلمس الكلبش المتدلي من يدٍ واحدة – بلا فائدة – و تكمل القطرة طريقها حتى تقع على أرضٍ متسخة مليئة بأعقاب السجائر..
أتابع القطرات و هي تزداد!
أُخرِج زفيرًا قويًا فتنتشر أمامي المياه في الهواء.. أفك أصابعي المتشابكة و أضعها على فخذي. أرفع رأسي المنحني و أقف..
كادت رأسي تصطدم بسقف عربة الترحيلات!
آخذ خطوة نحو الشباك أمامي.. ما زالت العربة تقف أمام إحدى السجون الأخرى، تنتظر أن تلتهم بشرًا أُخَر.
تمنيت ألا يكون مُدَخنًا، فلا يوجد أكسجين هنا. أريح كفي على الحديد الأزرق و أنتزعها سريعًا.. كادت أن تحترق!
آخذ شهيقًا عميقًا من أمام الشباك كي أجبر جزيئات الهواء على دخول العربة.. هذه العربة التي أسير بها بين الناس ولا يشعر بي أحد.. ذاهبٌ إلى سجنٍ آخر كي أمتحن ما لا أطيق!
يوشك الصيف على الإنتهاء و يوشك حلمي على الإنتهاء معه.. حلمي بأن أكون مهندسًا.. ألا يكفي تحطيم حلمي الآخر؟! أن أُسعد أبي بهذه الشهادة.. ألا يكفي موته حزنًا عليّ؟
تنزلق دمعة من عيني و تندمج مع قطرات عرقي المالح.. أستدير كي أعود إلى بحري الخاص منذ أكثر من ألف يوم، و أجبر روحي على الغرق فيه!