مصعب احمد – ما أعلمه فقط أن في القلب شجن

اسم السجين (اسم الشهرة) : مصعب احمد

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 11/17/2016

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: –

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون برج العرب

ما أعلمه فقط أن في القلب شجن

بسم الله الرحمن الرحيم.
بعد الحمد لله والثناء عليه والصلاة والسلام علي اشرف الأنبياء وبعد..،
فحقيقة و صدقا أنا لا أعلم عم أتكلم ولا أعلم ما هو موضوع خطابي هذا وكيف أسرده ولم ؟!
ما أعلمه فقط أن في القلب شجن وفي عقلي أفكار متلاطمة أبت إلا أن تخرج في كلمات موجعة وأليمة بعد نزف العين دمعا ينزف القلم حبرا على الورق معبرا عن حالة من الأسى والحزن أنتجت مرضا أقعدني وجعلني طريح الفراش (الفرشة) يومين أو ثلاثة أصلي وأنام ورأسي تدور كما الآلة ..
بعد عام ونصف العام من السجن لم تمر لحظات مثل هذه قط ,لحظات علمت فيها حقا قهر الرجال !
علمت أن الشعارات التي تقال عن أن :_
البراح زنازين والسجن حرية
ما هي إلا كلمات تم تأليفها لتساق في أغنية أو نشيد لتحميس الصفوف وإثارة الهمم فقط
فقد تأكدت أن الزنازين ليست براح .
وتيقنت حقا أن السجن ليس بحرية .
إنما السجن للأسف يا سادة هو قهر وهوان .
السجن هو أن إجبارك أن تعايش شخصين أحدهما متشد يكفرنا والآخر متهاون يكفر سيئاتنا .
السجن هو اضطرارك الدائم إلى عدم التأقلم على وضع معين على أشخاص معينين على طعام واحد.
يوما ما نضطر لتغيير لزنزانة مرغما
وآخر مضطر لتغير العنبر مرغما
واخر مضطر لتغير السجن كله رغم أنفك وأنف الجميع
.
وهو ما حدث منذ يومين .
سبعين شخصا اضطروا رغم أنوفهم وأنوفنا لتغيير سجنهم تم ترحيلهم أو تغريبهم إلى سجن المنيا !
فجأة وبدون مقدمات تم اختطافهم..
وحتى وداعهم لم يكن متاحا لنا !
بني السجن على الفراق ،جملة تقال دائما أيقنتها منذ دخلت هذا المكان ..فارقنا الخارج وطلقناه ثلاثا حتى نخرج
الأب والأم و الصاحب والأحبة …
لكن الفراق داخل السجن ؟! هو القهر بعينه.
تحزنني حقا المتاجرة بالدين كانت او بالدم واخيرا بالمعتقلين
المتاجرة بالمعتقلين بشعة
الكثيرون بالخارج يطالبون باسم المعتقلين …ينشدون باسمهم..يتفاءلون بهم أو يتشاءمون بهم وبحالهم .
يتحدثون عن الحرية التي نتمتع بها أو العزة التي نعيشها …عن الحب والوئام الذي يسود الجو الذي يسود هاهنا .
لا أنكر معظم ما يتحدثون عنه..
قهرنا …تحكم الظالمين بنا ..فراقنا للأحبة لحظات الضعف التي تمر بالكثير منا
وأيضا لحظات التفكير في المستقبل المبهم .
قد يصيب البعض أو الكثير لدي قراءة هذه الكلمات
الحزن والأسى وشعور بالإحباط
لكن اعذروني فقد احببت ان انقل اليكم شعورا ساورني لفترة كبيرة من الزمن وقد حان الوقت لاعلانه.
فالآن وفي هذا الوقت شعرت حقا بتقطع الأسباب ولم يبق إلا باب الله أمامنا ندعوه ونرجوه أن يعزنا ولا يذلنا ولا يكلنا إلى عدو ويملكه أمرنا وندعو الله أن يعيننا من قهر الرجال ..