احمد الخطيب – عندما كُنا صغارًا

اسم السجين (اسم الشهرة) : احمد الخطيب

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 3/22/2017

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: –

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

عندما كُنا صغارًا

عندما كُنا صغارًا كنت أظن أن الموت لا يحصد إلا من شاب شعره؛ ولكن في زمننا هذا
أصبح الموت لا يخطف إلا من هو صغيرًا، أصبح الموت يلاحقني يا أُمي وأنا لا أتعدى الـ ٢٥ عامًا من عمري، المرض يا أُمي جعلني قريبًا جدًا من الموت وأنا لاحول لي ولا قوة.
أكتب لكي يا أُمي وأنا أشعر بالموت مئات المرات، وأنا بعيد عن حضنك الدافئ، لكم كُنت أتمنى أنا أهنئك بعيدك: “كل عيد أم وأنت سعيدة” ولكن هذا ما استطعت أن أكتبه لكِ وأنا قابع
وسط أربع حيطان: “خائفٌ أنا.. ليس من المرض ولكن أن أظل هنا وأموت بين جدران هذه الزنزانة البالية وأصبح فقط مجرد رقم في تعداد الموتى.. كما أنا الآن مجرد رقم هنا!”.
يرفض عقلي التفكير في أن أموت هنا بعيدًا عنك يا أمي وعن إخوتي..
أخاف أن أموت وحيدًا وسط أربع حيطان !”.
أنا أحمد عبدالوهاب الخطيب، يقولون أنني مصاب بداء “الليشمانيا الحشوي” الذي سأسلم له روحي آجلا أم عاجلًا يا أُمي، فالمرض الآن يا أمي يلعب لعبة الموت الأخيرة، فهو يدمر
مناعتي بعد أن كنتِ تحميها في الصغر، أصبح يدمر كرات الدم، الكبد، الطحال، والمعدة،أصبح ينهش جسدي وأنا مكتوف الأيدي.
يقولون يا أمي أن مرضي نادر وخطير ومميت وليس له علاج؛ ولكن هل تعرفين ماهو المُميت بالنسبه لي؟ عدم وجودك بجواري وأنا على فراش المرض كما كنتِ تراعيني في الصغر، ياليت لو يعود بي الزمن يا أُمي مرة أخرى وأنا بين أحضانك ما كنت أتمنى أن
أصير شابًا ولو لحظة.
مر زمن كأنه ما مر، ومر زمن كأنه سنوات طوال فهل تشرق الشمس مرة أخرى وأنا مبتسم
حي أم تشرق وأنا راكد تحت التراب لعله ينصفني وتتحقق العدالة الأبدية.