عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – رحلوا كلهم ثانية، و تركونى.

اسم السجين (اسم الشهرة) : عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي)

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 6/26/2017

السن وقت الاحتجاز: 18 عام

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: طالب بكلية الهندسة بالجامعة الألمانية بالقاهرة

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

رحلوا كلهم ثانية، و تركونى.

رحلوا كلهم ثانية، و تركونى.
500 شخص. 500 سجين. 500 إنسان. و لست منهم.
توقفت عن البحث عن أسباب. توقفت عن البحث عن معانٍ. توقفت عن محاولة التفسير. كتب على ألا أكون أبداً منهم. و الأشد عذاباً، أنى كتب على أن أكون بينهم.
فى قلب الفرحة العارمة، لا أجرؤ على لمسها كى لا أحترق ألماً. و لكنى فقط أختلس نظرات مسروقة. لأن الفرحة ليست من حقى. لأن كل هذه الفرحة الواسعة التى شملتهم جميعاً، ضَنَّت على بشبرٍ أحشر فيه بجوارهم. و اليوم العيد. اليوم الذى حلمت به لبضع ساعات و أنا أقف مرتدياً ما احتفظت به لتلك اللحظة، و حاملاً حقائبى، أستمع لمئات الأسماء تنادى و تنادى، و أهمس لنفسى: “اسمك القادم. اسمك القادم. اسمك القادم”. حتى نودى الجميع، و فرغت زنزانتى، و ودعت الأصحاب، و فرغ السجن، و حل الظلام، و خرجوا، و أغلقت وراءهم الأبواب، و علقت حقائبى، و خلعت ملابسى، و رقدت محدقاً حتى الفجر.
اليوم العيد. اليوم الذى حلمت به لبضع ساعات، و أنا أخيراً بينهم. أسرتى.
حلم جرؤت أن أصدقه للحظات، و ندمت.
اليوم العيد. اليوم الذى كان يصبرنى على ألم فراق الأهل و الأحباب فيه كل عام، دفء الصحبة.
و اليوم، ثامن عيد لى فى السجن، و لأول مرة، لا أهل، و لا أحباب، و لا صحبة.
اليوم العيد بطعم الوحدة.
اليوم العيد بطعم الوجع.