عصام عبد الرحمن سلطان – من الزنزانة رقم 14

اسم السجين (اسم الشهرة) : عصام عبد الرحمن سلطان

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 8/16/2017

السن وقت الاحتجاز: غير معلوم

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: محامي – نائب رئيس حزب الوسط

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

من الزنزانة رقم 14

من الزنزانة رقم 14 بجواري مباشرة ينبعث أنين الألم والوجع، ألم العصب من ضرس المهندس إبراهيم أبوعوف، 70 سنة، كان رئيساً للجنة الإسكان بمجلس شعب الثورة، يبحث أبو عوف في زنزانته عن حل فلا يجد، فرشاة الأسنان والمعجون محظورة، والعلاج بأنواعه ممنوع، حتى المسكنات ممنوعة، ننادي جميعاً على السجانين بأصوات عالية فلا يجيبون.
قبلها بأيام أخبرنا طبيب السجن وضابط المباحث أن لديهما أوامر بإطفاء المواتير! أي عدم الاستجابة لأي مشكلة أو حلها، يزداد الأنين بزيادة الألم، ينهض أحمد عارف، طبيب وجراح الفم والأسنان، واقفاً أمام “النظارة”، ويدور حوار طويل بينه وبين أبو عوف عن أي شيء موجود في زنزانته، يجد أبو عوف قطعة صغيرة من الصابون الميري (أسوأ أنواع الصابون في الدنيا)، ينصحه عارف بتدليك اللثة بقطعة الصابون، أتعجب وأسكت، فالصابون القلوي يعادل أحماض الفم المتسببة في ألم العصب، هكذا يشرح أحمد عارف، يمتثل أبو عوف للنصيحة، يختفي الألم وينام الرجل بسلام، في الصباح يتسلل المخبرون لاستقصاء الأمر، يعلمون حقيقة ما حدث، يصابون بالإحباط.
هكذا أتابع من خلال سنتيمترات أعلى باب زنزانتي الفولاذي رقم 13 بسجن العقرب، يسمونها النظارة، وأسميها البلكونة، أتابع المباراة أو المعركة المثيرة بين النظام والمعتقلين.
حتى الآن استخدم النظام كل وسائل التعذيب والبطش، بدءاً من منع الطعام والشراب والعلاج والزيارة والكتب والتريّض، وانتهاء باستخدام السلاح الحيّ والمواد الحارقة والكلاب البوليسية، كل ذلك في إطار برنامج مدروس لإخضاعهم، وحتى الآن لم أرَ أحداً ما خضع أو تراجع.
جهاد الحداد، 35 سنة، نقص من وزنه 34 كيلو، ويعاني من ورم كبير بركبته، وأصيب بعدة إغماءات وممنوع عنه العلاج، ولكنه لا يتوقف عن التفكير والحركة والاجتهاد والإبداع، وكان آخر ما أنتجه مقالته الشهيرة في “نيويورك تايمز” التي عوقب عليها من إدارة السجن.
أحمد عارف، 37 سنة، نقص من وزنه 49 كيلو، ويعاني من مشاكل في العمود الفقري، عالم موسوعي بمعنى الكلمة، ليس في طب الأسنان فقط ولكن أيضاً في علوم تفسير القرآن والفقه وغيرها، وقف أمام المحكمة ليفضح وقائع التعذيب التي تجري هنا بكل قوة وثقة، دون حساب لسجّانيه ومعذِّبيه الذين يهيمنون على زنزانته.
حسن القباني، 33 سنة، صحفي واعد مجتهد، لا يتوقف عن النشاط والحركة وفتح كل الموضوعات، ولكن أهمها على الإطلاق تأليف الأشعار العاطفية والغزل في زوجته الفاضلة، مما يثير الغيرة والحسد عندي وعند غيري.
إذاً نحن أمام برنامج إخضاع أو تركيع أو تحبيط، على مدى أربع سنوات لم يؤتِ ثماره، ربما العكس، ربما كان الإحباط من نصيب إدارة السجن.