مصطفي الاعصر – مصطفي احمد رمضان – لقد أعلنَّا الإضراب عن الطعام

اسم السجين (اسم الشهرة) : مصطفي الاعصر – مصطفي احمد رمضان

النوع الاجتماعي : ذكر

تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 7/27/2019

السن وقت الاحتجاز: –

الوظيفة – نشاط بالمجال العام: –

مكان احتجاز المرسل : منطقة سجون طرة

لقد أعلنَّا الإضراب عن الطعام

لقد أعلنَّا الإضراب عن الطعام صباح يوم ٢٠١٩/٧/٢٢ وهو اليوم نفسه الذي علمنا فيه بوفاة زميلنا المحبوس عمر عادل في غرفة التأديب لعدم تحمله ظروف التأديب القاسية في هذا المناخ الحار، إضافة إلي الإهمال الطبي وعدم العناية الطبية به أو مراعاة ظروفه الصحية .
ولمن لا يعلم فإن غرفة التأديب هي غرفة إنفرادية أقرب ماتكون إلي القبر حيث ضيق المساحة وعدم وجود أي وسيلة للتهوية، يدخلها السجين مجردًا من كل شئ عدا طقم السجن الذي يرتديه، وينام علي الأرض علي بطانية واحدة مليئة بالقذارة والأمراض المستوطنة كالجرب، واستخدمها من قبله مئات وربما ألوف السجينات والسجناء، ولا يُسمح له بالخروج إلا لدقائق قليلة كل يوم لكي يُفرغ فضلاته من الجردل الذي يلازمه في الغرفة، كما أن التغذية التي تمنح له لا تكفي لقطة .
أُدخل عمر عادل إلي تلك الغرفة دون مراعاة لحالته الصحية حيث يعاني من ضيق في التنفس ودون مراعاة لوزنه الزائد أو لحالته النفسية، وعلي مدار يومين ظل يستغيث أنه مُتعب ولا يستطيع التحمل، فقوبلت شكواه بالتجاهل في البداية ثم فحصه أحد الأطباء وأخبره أن صحته جيدة ولا داعي لتلك “الدوشة” التي يصنعها، تعامل معه الطبيب بتهاون وإهمال واعتبره يدَّعي المرض ويزيفه . وفي اليوم الذي توفي فيه عمر شعر بقرب وفاته حين أخبر أحد الزملاء بذلك، أخبره أنه لا يستطيع التحمل ويشعر أنه سيموت الليلة وقد صدق إحساس عمر وتوفي ويظل وضع التأديب كما هو !
لذا فإن أسباب إضرابنا عن الطعام مرتكزة أساسًا علي ثلاثة محاور :-
١- ظروف غرف التأديب القاسية وغير الإنسانية
٢- الإهمال الطبي للمرضي من المحبوسين
٣- سوء الأوضاع المعيشية وسوء المعاملة
وإليكم بعض النماذج البسيطة حتي تتضح الأمور نسبيًا :-
– لا يُسمح لنا بالخروج إلي العيادة في أي وقت، كما يتم التعامل معنا بنوع من التهاون، ولا تتوفر العديد من الأدوية بالعيادة، ولا يُسمح بدخولها في الزيارات !
– العيادة غير مجهزة للحالات الحرجة أو تلك التي بحاجة إلي رعاية طبية مستمرة ويتم التعامل مع تلك الحالات بنوع من التسويف أو إعطاء المسكنات غير الجدية .
– أطباء العيادة يتعاملون معنا بتعالي وعجرفة غير مبررة وغير مفهومة ولا يستمعون إلي شكوانا بصدق واهتمام .
– لا يتم الكشف الطبي الدقيق علي السجين قبل التأشير علي تسكينه بالتأديب مما يعرضه للخطر، كما لا يتم مراعاة حالته النفسية .
– المياه تنقطع أغلب ساعات اليوم، وقد تصل في بعض الأيام إلي ١٨ ساعة انقطاع في هذا الحر الشديد وعن غرف ضيقة يسكن كل غرفة متوسط ١٥ مسجونًا .
– غير مسموح لنا بدخول المراوح الكهربائية في هذا المناخ، وغير مسموح بدخول بعض الوسائل الترفيهية البسيطة كالكتب أو الراديو .
– ملعب التريض غارق في مياه من المجاري أغلب الوقت، وهو المكان الوحيد المسموح لنا فيه بالمشي والحركة أو ممارسة الرياضة لساعتين يوميًا وأن تري أجسادنا الشمس قليلًا، حتي هذا الحق في الحفاظ علي أجسادنا من آثار الخمول وقلة الحركة أصبح غير متاح .
– عندما يمرض أحدنا ليلًا نظل ننادي ونصرخ إلي أن يستجيب لنا الشاويش أو المخبر الموجود الذي بدوره يُبلغ عن مرض أحد المحبوسين ثم نظل في انتظار أن يأتي مفتاح الغرفة من الإدارة بالخارج ما لا يقل عن نصف ساعة، وهذه الاستجابة البطيئة قد تعرض المريض للخطر أو تفاقم حالته .
– الشاويش أو المخبر المسؤول عن العنبر لا يتعاطي مع سوء الأوضاع بجدية فإذا انقطعت المياه لفترة طويلة وسألناه بحل المشكلة يكون الجواب ” هعملك ايه يعني ؟ ” الأسوأ من ذلك عندما تكون هذه اللامبالاة في التعامل مع المرضي .
– الأهالي يشكون دومًا من سوء المعاملة في الزيارات من قِبل المخبرين، حتي أن أكثر من سجين اشتكي من تعرض أهله للسب أثناء الزيارة وللمهانة أثناء التفتيش والانتظار لدخول قاعة الزيارة، كما أن وقت الزيارة غير عادل وغير منظم، فبعض الزيارات قد تطول لساعة أو أكثر، بينما الزيارة التالية لها لا تتجاوز ال ١٥ دقيقة !
هذه مجرد نماذج وأمثلة مما نعانيه، وبناءً عليه نطالب بالمطالب الإنسانية البسيطة التالية، عسي أن يتعامل معنا المسؤولون بنوع من الجدية، وعسي أن ننال الدعم المناسب :-
– تجميد عقوبة التأديب أو مرونة العمل بها في ظروف المناخ السئ أو الحالات الطبية الحرجة التي قد يتسبب التأديب بظروفه القاسية بأضرار جسمية ودائمة له، جسدية كانت أو نفسية، وضرورة إجراء كشف طبي دقيق علي أي سجين قبل التأشير علي تسكينه بالتأديب، وكذلك ضرورة العناية الطبية له أثناء فترة العقوبة حتي لا تتكرر مأساة عمر عادل، وتعديل شروط التأديب حيث يسمح للسجين بدخوله الغرفة ببطانية خاصة به، وإخراجه أكثر من مرة يوميًا للتهوية وقضاء الحاجة، وأن ترسل له غرفته وجبة طعام واحدة يوميًا لحين انتهاء عقوبته مع ضرورة وجود كمية مناسبة من المياه بالغرفة .
– زيادة الاهتمام بالرعاية الطبية بشكل عام للمساجين كافة، بما في ذلك توفير الأدوية اللازمة بالعيادة، والسماح بدخول الأدوية غير المتوفرة بالعيادة أثناء الزيارات الأسبوعية، وجدية التعامل مع الحالات المرضية، وعدم التعامل معها بمبدأ التسويف أو المسكنات حتي لا تتضاعف الآثار المرضية، وضرورة وجود طبيب مشرف لكل عنبر يتابع حالات السجينات والسجناء ومتطلباتهم الطبية، والأ يتعامل معنا أطباء العيادة بنوع من التعالي والعجرفة وأن يستمعوا لشكوانا بجدية دون تهاون منهم أو إهمال .
– تفعيل دور الظابط قائد العنبر، وضرورة وجوده بشكل دائم لمتابعة أحوال المحبوسين وشكواهم وظروفهم المعيشية مثل المياه التي تنقطع أغلب فترات اليوم ولا يتم التعامل مع الأمر بجدية أو مشاكل ملعب التريض أو المشاكل المرتبطة بمرض أحد السجناء ليلًا أو غيرها .
– حل مشكلة انقطاع المياه بشكل نهائي .
#التآديب_يقتل_للحياة_نجوع
توقيع
مصطفى الأعصر
مصطفى أحمد رمضان
27 يوليو 2019