رسالة من المُؤسِّسة

04 أغسطس 2022 ، الساعة 10:00 صباحًا













آية حجازي

سجينة سياسيّة سابقة ومديرة بلادي.

رحلتي من سجن القناطر إلى أطلس سجون مصر

أحياناً يطلق النّاس على شخصي اسم “السّجينة المحظوظة”، وذلك لأنّه تمّ انقاذي من السّجن، بعد مرور ثلاث سنوات من الحبس الغير قانونيّ، بتهمٍ ملفّقة، تمّ التّعدّي عليّ بالضرب قبلها.

الحقيقة، وبالرّغم من المعاناة، أنا حقّاً “محظوظة” لأنّني خارج السّجن، بينما لا يزال الآلاف من أمثالي، السجناء والسجينات السياسيين/ات، قابعين/ات داخل غياهب السّجون. 

وبالرّغم من عدم معرفتنا بالعدد الإجماليّ -للسّجناء/ات السّياسيّين/ات-، إلّأ أنّه وبفضل وجود أطلس سجون مصر، أصبحت لدينا القدرة على معرفة أنّ هناك 611 سيّدة وطفل/ة على الأقلّ مازالوا/لن قيد الحبس.

نحن نعرفهم/هن، نعرف أعدادهم/هن، ونوثّق ذلك، لأنّنا حين نوثّق، لا ننسى.

أعلم جيداً شعور أن تُنسى داخل السّجن، تشعر/ين وكأنّك تعيش/ين في أكثر الأماكن رعباً على الإطلاق، ذلك الّذي نطلق عليه “مقبرة الأحياء”. 

لكن معرفة أنّ ذكرانا ما زالت حيّة وراء الأسوار، وأنّ قصصنا مازلت تُروى، هذا ما يعيدنا للحياة من جديد.

وهذا يعدّ جانباً آخر من عمل “أطلس سجون مصر”، حيث يحرص الموقع دوماً على سرد القصص وراء الأرقام. فنحن السّجناء/ات السّياسيّين/ات السّابقين/ات، والحاليّين/ات لسنا مجرّد أرقام.

لذلك يعرض”أطلس سجون مصر” المعطيات الّتي تمّ رصدها وجمعها وتوثيقها على مرّ السّنوات.

من خلال هذا الموقع، نرفع أصواتنا، ونوثق كي لا ننسى ! 

آية حجازي