500 يوم من الحبس الاحتياطى
500 يوم من المعاناه مع الأسوار والقضبان
من الانتظار القاتل ،من التجديدات العبثية والاهمال الطبى وسوء الظروف المعيشية ...لا يوجد مبرر حتى الآن لوجودى هنا ، أما تجديد حبسى للمرة الثامنة دون أن يرانى القاضى ويعرف من أنا ولماذا أنا هنا ...
تم تجديد حبسى أكثر من مرة حتى دون أن أذهب الى المحكمة من الاساس..
عمرى 19 عاما خسرت منهم سنة وونصف فى السجن ، وجودى فى هذا المكان يقتلنى كل يوم ، يدمر مابقى منى كشخص مؤهل للتعامل مع البشر ....
وجودى هنا أفقدنى الكثير ومازلت أفقد، فقدت تعليما جامعى ، فقدت أمى وهى عائدة من زيارة لى فى السجن ، فقدتها وفقدت معها الأمل الذى كانت تعطينى اياه ، فكنت أتمنى لو تكون هى من ينتظرنى عند خروجى ويداوى معى جراح ماحدث ....
كنت أتمنى أن أعوضها عن معاناتها معى فى هذه المرحلة..
شهران على رحيلها وحتى الآن لا أصدق أنها رحلت وعند خروجى لن أجدها ...
أريد العودة لحياتى الطبيعية ، أريد الحرية التى بدأت نسيانها ...
حسين الحسينى
طره تحقيق
رسائل جدران العزلة
مصطفي الاعصر – تجارب قليلة
تجارب قليلة لا يعود الإنسان بعدها مثلما كان ؛ أن يجرب الموت - مثلًا - في أحد أحبائه أو أن يعايش الموت - احتياطيًا - كسجين ..
وهذا الإنسان الجديد الذي يولد بعد انتهاء المحنة قد يعيش غربة أبدية عن ذاته ومجتمعه ومعارفه وأصدقائه ، قد يواجه احتقار الذات التي افتضحت ، وقد يختار الموت طوعًا كوسيلة فعالة للخلاص من السكاكين التي تمزقه ، أو ينغمس شعوريًا وفكريًا بشكل جذري في كل تجربة آتية بلا أي تفكير نقدي كوليد يحبو نحو الحياة ..
والأكيد أنه يُصاب بمرض البلادة وفرط الحساسية في نفس الوقت ، ليصبح شخصًا غريبًا مزعجًا ، صعب المراس ، لا يجيد التعاملات الإنسانية ، ولا يدري البشر العاديون كيف يسايرونه ، فتتولد لديه رغبة جديدة في الانعزال والبُعد المضني ، صراع جديد يمزقه إربا .. شئ أشبه بفيروس غريب يصيب المخ يمنعه من أداء وظائفه الإدراكية بالكفاءة المطلوبة ، شئ أشبه بخطأ فادح في البرمجة الإنسانية .
إن التجارب النفسية المؤذية كخيط دخان من تبغ السجائر المحروق ، قد تتلاشى في ثوانٍ إن تمكن الفرد من نفثها بعيدًا ، لكن آثارها المدمرة تظل رغم ذلك عالقة به رغمًا عنه ، كما يعلق الدخان بالرئتين والدماء والشعب الهوائية ، وكما تعلق نكهته بالفم لتعلن بوضوح لكل غريب قادم عن تقرحات في جدار الروح .. وكلما طالت مدة التجربة كلما ازداد الدمار .. فرفقًا بنا ، فنحن أكثر هشاشة مما نبدو ، وربما في ذات الوقت نكون أكثر صلابة مما تظنون .
للأصدقاء أقول :" ألازلتم تذكرونني في جلساتكم ؟!
لا أريد أن أخسر المقعد الأخير ."
مصطفى الأعصر
مصطفي الاعصر – مصطفي احمد رمضان – لقد أعلنَّا الإضراب عن الطعام
لقد أعلنَّا الإضراب عن الطعام صباح يوم ٢٠١٩/٧/٢٢ وهو اليوم نفسه الذي علمنا فيه بوفاة زميلنا المحبوس عمر عادل في غرفة التأديب لعدم تحمله ظروف التأديب القاسية في هذا المناخ الحار، إضافة إلي الإهمال الطبي وعدم العناية الطبية به أو مراعاة ظروفه الصحية .
ولمن لا يعلم فإن غرفة التأديب هي غرفة إنفرادية أقرب ماتكون إلي القبر حيث ضيق المساحة وعدم وجود أي وسيلة للتهوية، يدخلها السجين مجردًا من كل شئ عدا طقم السجن الذي يرتديه، وينام علي الأرض علي بطانية واحدة مليئة بالقذارة والأمراض المستوطنة كالجرب، واستخدمها من قبله مئات وربما ألوف السجينات والسجناء، ولا يُسمح له بالخروج إلا لدقائق قليلة كل يوم لكي يُفرغ فضلاته من الجردل الذي يلازمه في الغرفة، كما أن التغذية التي تمنح له لا تكفي لقطة .
أُدخل عمر عادل إلي تلك الغرفة دون مراعاة لحالته الصحية حيث يعاني من ضيق في التنفس ودون مراعاة لوزنه الزائد أو لحالته النفسية، وعلي مدار يومين ظل يستغيث أنه مُتعب ولا يستطيع التحمل، فقوبلت شكواه بالتجاهل في البداية ثم فحصه أحد الأطباء وأخبره أن صحته جيدة ولا داعي لتلك "الدوشة" التي يصنعها، تعامل معه الطبيب بتهاون وإهمال واعتبره يدَّعي المرض ويزيفه . وفي اليوم الذي توفي فيه عمر شعر بقرب وفاته حين أخبر أحد الزملاء بذلك، أخبره أنه لا يستطيع التحمل ويشعر أنه سيموت الليلة وقد صدق إحساس عمر وتوفي ويظل وضع التأديب كما هو !
لذا فإن أسباب إضرابنا عن الطعام مرتكزة أساسًا علي ثلاثة محاور :-
١- ظروف غرف التأديب القاسية وغير الإنسانية
٢- الإهمال الطبي للمرضي من المحبوسين
٣- سوء الأوضاع المعيشية وسوء المعاملة
وإليكم بعض النماذج البسيطة حتي تتضح الأمور نسبيًا :-
- لا يُسمح لنا بالخروج إلي العيادة في أي وقت، كما يتم التعامل معنا بنوع من التهاون، ولا تتوفر العديد من الأدوية بالعيادة، ولا يُسمح بدخولها في الزيارات !
- العيادة غير مجهزة للحالات الحرجة أو تلك التي بحاجة إلي رعاية طبية مستمرة ويتم التعامل مع تلك الحالات بنوع من التسويف أو إعطاء المسكنات غير الجدية .
- أطباء العيادة يتعاملون معنا بتعالي وعجرفة غير مبررة وغير مفهومة ولا يستمعون إلي شكوانا بصدق واهتمام .
- لا يتم الكشف الطبي الدقيق علي السجين قبل التأشير علي تسكينه بالتأديب مما يعرضه للخطر، كما لا يتم مراعاة حالته النفسية .
- المياه تنقطع أغلب ساعات اليوم، وقد تصل في بعض الأيام إلي ١٨ ساعة انقطاع في هذا الحر الشديد وعن غرف ضيقة يسكن كل غرفة متوسط ١٥ مسجونًا .
- غير مسموح لنا بدخول المراوح الكهربائية في هذا المناخ، وغير مسموح بدخول بعض الوسائل الترفيهية البسيطة كالكتب أو الراديو .
- ملعب التريض غارق في مياه من المجاري أغلب الوقت، وهو المكان الوحيد المسموح لنا فيه بالمشي والحركة أو ممارسة الرياضة لساعتين يوميًا وأن تري أجسادنا الشمس قليلًا، حتي هذا الحق في الحفاظ علي أجسادنا من آثار الخمول وقلة الحركة أصبح غير متاح .
- عندما يمرض أحدنا ليلًا نظل ننادي ونصرخ إلي أن يستجيب لنا الشاويش أو المخبر الموجود الذي بدوره يُبلغ عن مرض أحد المحبوسين ثم نظل في انتظار أن يأتي مفتاح الغرفة من الإدارة بالخارج ما لا يقل عن نصف ساعة، وهذه الاستجابة البطيئة قد تعرض المريض للخطر أو تفاقم حالته .
- الشاويش أو المخبر المسؤول عن العنبر لا يتعاطي مع سوء الأوضاع بجدية فإذا انقطعت المياه لفترة طويلة وسألناه بحل المشكلة يكون الجواب " هعملك ايه يعني ؟ " الأسوأ من ذلك عندما تكون هذه اللامبالاة في التعامل مع المرضي .
- الأهالي يشكون دومًا من سوء المعاملة في الزيارات من قِبل المخبرين، حتي أن أكثر من سجين اشتكي من تعرض أهله للسب أثناء الزيارة وللمهانة أثناء التفتيش والانتظار لدخول قاعة الزيارة، كما أن وقت الزيارة غير عادل وغير منظم، فبعض الزيارات قد تطول لساعة أو أكثر، بينما الزيارة التالية لها لا تتجاوز ال ١٥ دقيقة !
هذه مجرد نماذج وأمثلة مما نعانيه، وبناءً عليه نطالب بالمطالب الإنسانية البسيطة التالية، عسي أن يتعامل معنا المسؤولون بنوع من الجدية، وعسي أن ننال الدعم المناسب :-
- تجميد عقوبة التأديب أو مرونة العمل بها في ظروف المناخ السئ أو الحالات الطبية الحرجة التي قد يتسبب التأديب بظروفه القاسية بأضرار جسمية ودائمة له، جسدية كانت أو نفسية، وضرورة إجراء كشف طبي دقيق علي أي سجين قبل التأشير علي تسكينه بالتأديب، وكذلك ضرورة العناية الطبية له أثناء فترة العقوبة حتي لا تتكرر مأساة عمر عادل، وتعديل شروط التأديب حيث يسمح للسجين بدخوله الغرفة ببطانية خاصة به، وإخراجه أكثر من مرة يوميًا للتهوية وقضاء الحاجة، وأن ترسل له غرفته وجبة طعام واحدة يوميًا لحين انتهاء عقوبته مع ضرورة وجود كمية مناسبة من المياه بالغرفة .
- زيادة الاهتمام بالرعاية الطبية بشكل عام للمساجين كافة، بما في ذلك توفير الأدوية اللازمة بالعيادة، والسماح بدخول الأدوية غير المتوفرة بالعيادة أثناء الزيارات الأسبوعية، وجدية التعامل مع الحالات المرضية، وعدم التعامل معها بمبدأ التسويف أو المسكنات حتي لا تتضاعف الآثار المرضية، وضرورة وجود طبيب مشرف لكل عنبر يتابع حالات السجينات والسجناء ومتطلباتهم الطبية، والأ يتعامل معنا أطباء العيادة بنوع من التعالي والعجرفة وأن يستمعوا لشكوانا بجدية دون تهاون منهم أو إهمال .
- تفعيل دور الظابط قائد العنبر، وضرورة وجوده بشكل دائم لمتابعة أحوال المحبوسين وشكواهم وظروفهم المعيشية مثل المياه التي تنقطع أغلب فترات اليوم ولا يتم التعامل مع الأمر بجدية أو مشاكل ملعب التريض أو المشاكل المرتبطة بمرض أحد السجناء ليلًا أو غيرها .
- حل مشكلة انقطاع المياه بشكل نهائي .
#التآديب_يقتل_للحياة_نجوع
توقيع
مصطفى الأعصر
مصطفى أحمد رمضان
27 يوليو 2019
محتجز مجهول – قصة فرعون
كان ياما كان
كان فيه زمان، قبل التاريخ ما يتكتب..
فرعون بيحكم أرضنا.. يبني في سدود
يصنع قيود.. للمعترض على كلمته
علشان يطول مدته
وتكون بلدنا في قبضته
ولأنه كان مجرم كده
ماقبلش من موسى الهدى
وقاله مش هنصدقك
ولا نسمعك إلا إذا.. جبتلنا آية من السما
والسحرة حضروا بجمعهم.. جاهزين بعدة شغلهم
و ف لحظة أبطل سحرهم
صارت عصاه تعبان كبير
أكل الحبال وعصيهم
السحرة سجدوا وآمنوا بيه.. أول ما شافوا المعجزة
فرهون بكبره قالهم: بتآمنوا ليه؟!
مأمرتكوش.. أنا ربكم، وهتعبدوني كلكم
وأنا عن جدودي ورثتكم
ومتعملوش.. غير اللي كنت أمرت بيه
الكبر أكبر مشكلة
ومصيبة سودة منيلة
فرعون دا أصله كان غبي
فاكر انه راح يغلب نبي
الكل عارف آخرته.. هلك في عز قوته
وجنوده اللي غرته.. مفضلش واحد منهم
بس المهم ف قصته
إن احنا لازم نستفيد
مش كل يوم يطلعلنا.. فرعون جديد
يخرب وينهب في البلاد
ويذل أنفاس العباد
لازم نوحد صفنا
العود لوحده ينكسر.. من غير تعب
لكن إذا جمعتهم.. صاروا شداد
والاتحاد شد العصب
ولا ريح في يوم تهزهم
ضربوا بفرعون المثل
في اللي جرى واللي حصل
سألوه ايه اللي فرعنك؟!
وعملت ايه يمكنك؟!
كان رده جاهز قالهم:
أول ما جيت فرقتهم.. ملقيتش حد يصدني.
محتجز بسجن وادي النطرون – بائع الورد
واقفاً على أحد الأرصفة في الميدان.. وبين لحظة وأخرى يدنو من أحد المارة يعرض عليه بضاعته،
ولكنه يلمح الماره تهرب بعيداً عنه و تهمس ببعض الكلمات، والحيرة تبدو على وجوههم و يهمسون بسخرية:
يالك من غبي! أيباع الورد فى هذا الوقت!
يتعجب كثيراً من الرد ويتساءل ماذا حدث؟!
يسمع بعض الكلمات من بعض المارة أن هناك قتلى و مصابون في أول الميدان.. ولكنه لم يدرك بعد ما يقال وما يحدث من حوله.
متثاقلاً ينقل خطواته و يحضن ورده بائساً وينظر له بتمعن؛ يملأ عينه بروعة الورد ويسأل نفسه، وعلامات الأسى والحزن تسيطر على سؤاله متى ينتهي هذا الكابوس!
فمنذ أيام كان هو بائع الورد الاكثر شهرة فى الميدان بل في المنطقة كلها، وكانت زبائنه تأتيه سعياً في وفود على الرغم من كثرتهم إلا أنه يعرف منال كل واحد منهم..
كان يرجع بيته كل يوم ووجهه مشرق متفتح كوردة في أفضل فصولها يعود إلى بيته بخطى متعسرة يطأطأ رأسه للأسفل في أسوأ صور الأسى..
يحمل ورده الجاف بين يديه كأب يحمل رضيعه، ينظر إليه بعين ممتلئة بالشفقة والحنين..
ينظر بعينه إلى ورده ولكن عقله قد سبقه إلى البيت حيث يستعد للمعركة القادمة؛ معركه تشبه كثيرًا معر كة الأمعاء الخاوية..
يصعد إلى بيته بخطى متثاقلة يدور فى ذهنه ذاك السؤال الذى ظل يقاوم إجابته منذ أيام!!
هل يمكن أن يتخلى عن ورده طوعاً أو كرهاً؟!
بمجرد دخوله بيته كانت زوجته تنتظره.. بادرته بسؤالها هل أحضرت خبزاً؟
لم يجبها وعلامات الأسى و الحزن تملأ وجهه؛ صرخت فيه زوجته ثانيًا ثم أمسكت بتلابيب ثوبه وعلى وجهها ملامح الجوع و التعب والحزن،
ولسان حال أطفاله: نريد أن ناكل يا رجل.. وَردُك لم يعد يطعمنا خبزاً.. سأفتته وألقيه في القمامة، يجب أن تبحث عن عمل يبث الحياة فى عروقنا ثانياً..
خرج مسرعًا من بيته باكيًا؛
ماذا يفعل وهو لايعلم مصدر رزق له غير الورد،
اتجه ناحية الميدان، و بالأخص ناحية الرصيف الذي كان يبيع عليه ورده..
صعق مما رآه.. الرصيف بأكلمه ملطخ بالدماء، ورائحة الدم طغت على رائحة الورد،
هاهو يلملم بقايا ورده الملطخ بالدماء،
هبطت منه دموعه فاختلطت بورده واختلطت بالدماء،
كم يشفق على ورده.. كم يشفق على رقته.. وجماله كم يشفق على زوجته وأطفاله،
أفاق من شروده و تأمل فى ورده على صوت الرصاص وأحس فجأة بوخزة في ظهره وتحسس بيده على مكانها فوجد يده ملطخة بالدماء، فأحس بأنفاسه تنسحب منه..
ظل يتمتم بكلمات لا تفُهم، لم يفهم منه إلا عبارته الأخيرة: "فى مصر لا ورد و لا خبر .. ورائحة الموت هى رائحة الورد".
سجن وادي النطرون.
محمود سلسوله – سلامي لكل أخواتي
اسم السجين (اسم الشهرة) : محمود سلسوله النوع الاجتماعي : ذكر تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 6/29/2019 السن وقت...
محتجزون مجهولين – إلى أبناء مصر الحبيبة.. إلى أبناء أمتنا الإسلامية
إلى أبناء مصر الحبيبة.. إلى أبناء أمتنا الإسلامية..
إلى جميع الأحرار في العالم:
سمعنا خبر استشهاد الرئيس الشرعي لبلدنا الحبيب في سجون الظالمين، وكان هذا الخبر له ما له على أنفسنا..
ووالله لم ولن يثنينا هذا عن المواصلة في طريق الحق لاستعادة حقوق شعبنا المسلوبة، والوقوف في وجه الأعداء وأذنابهم من الطغاة المتجبرين.
وبهذا الصدد نوجه عدة رسائل:
أولًا / إلى أسرة الرئيس الشهيد:
صبرًا آل مرسي، نسأل الله أن يتقبله في الشهداء.. ونقول لكن أيتها الأسرة المرابطة: اصبروا واحتسبوا فوالله ما علمنا د.مرسي إلا أسدًا في الشدائد لا يقبل الضيم ولا ينزل على رأي الفسدة.. فسيروا على نهجه وطريقه..
ثانيًا/ إلى رفقاء الدعوة والثورة:
توحدوا رحمكم الله.. أحبابنا في مصر وخارجها، تتعرض أمتكم ووطنكم لهجمة غير مسبوقة من أعدائها، ووالله ما طغاة العرب إلا أذناب لهؤلاء الأعداء.. تراهم يدفعون الغالي والنفيس لبث الفرقة في صفوفكم..
نرى جيدًا ما حل بالأمة من اعتقالات وتصفيات لإخوانكم، كان آخرها التصفية الممنهجة لأول رئيس منتخب في الوطن العربي، وبيع الأوطان، وصفقات مشبوهةهنا وهناك..
فيكفي ما وصلت له الأمة بسبب الفرقة، فتوحدوا يرحمكم الله لإنقاذ أمتكم من الظلمات، توحدوا على مشروع أجمع يعيد للأمة مجدها وريادتها.
وأخيرًا/ إلى أحرار العالم:
نتعرض في كل سجون مصر بعد استشهاد الرئيس إلى حملة تضييق ممنهجة لتصفيتنا داخل هذه المقابر..
شملت تضييقا في الزيارات والتهوية والأدوية..إلخ،
فندعوا كل الأحرار حول العالم للتحرك لنصرة ما يزيد عن ٦٠ ألف مظلوم، ونقول لهؤلاء الظالمين: والله لن تستطيعوا بهذا كسر عزائمنا.. فوالله لا نقول لكم إلا كما قال د. مرسي “ثوار .. أحرار .. هنكمل المشوار”
والله أكبر ولله الحمد
رسالة من الأحرار داخل سجون مصر
صهيب سعد الحداد (صهيب الحداد) – وللحلم بقية
وللحلم بقية
" ماريا ،بيسان .. أصفُ لكما يا صغيرتاي حال جيلٍ ، انتصر لحُلمهِ مرّةً ، ثم انهزم ! ، ولن ينجو من الهزيمة تلك ، إلا من لا زال يحلمُ بأن يعاود الكرّةَ ، ومن هو موقنٌ بنصر الله ، وأن ليس على الإنسان إلا ماسعى ، وبأنّ الحرب سجالٌ ، وأنّ الآخرةَ هي دارُ المُقام .
- في الثامن والعشرين من يونيو لعام ألفين وثلاثة عشر ، وقبل أن يعلن العسكر سرقة الحلم منا بخمسة أيام ، قطع رجلٌ على نفسه عهداً ، بألا يقبلَ الضيمَ ، وألا يعطي الدنية من دينه ولا وطنه ، ظل الرجل يعاني الأمرّين في أسره ، ذاق علقم المرض ، وهو الرجل ابن السبعين عاما ، وتجرّع حنظل الوجد لأهله طيلة ست سنوات ، فضلا عن فتنة الأسر الذي استعاذ منها النبي صلى الله عليه وسلم ، فاجتمع على الرجل يا صغيرتاي جُلّ قهر الرجال ، لكن الرجل إذا حلموا حلما ؛ انتصروا له ، وإذا قطعوا عهدا ؛ ماتوا دونه ، ظل الرجل وفيا لعهده ، حتى إذا كان السابع عشر من يونيو لعام ألفين وتسعة عشر ، انتصر الرجل لحلمه ،حيث وافته المنيّة في ذلك اليوم وهو قيد الأسر ، قُتل وفيا لعهده يا صغيرتاي ، فما قبل الرجل الضيمَ ، ولا أعطى الدنيّة من دينه ، ولا وطنه .
- سحقتنا الهزيمة ياصغيرتاي ، لا ينكر ذلك إلا تاجرٌ بنا ، أو أحمق ، والمحارب إذا انهزم تارة ؛ أدرك الثغرات التي أوتي من قِبَلها حتى يستطيع أن يعاود الكَرّة مرة أخرى ، لن ينتصر لحُلمه إلا من أدرك أن الحلم بداية الطريق وليس منتهاه ، وبينهما طريق ياصغيرتاي محفوفة بالشوك لا بالورد ، بالأسر وبالقتل ، بالانتصار تارة وبالهزيمة تارة ، فننتصر تارة حين نواجه الظلم صفا كالبنيان المرصوص ، وننهزم تارة حين يُولى علينا من لا همّ له إلا مصلحته هو ومن يسمع له ويطيعه وهو أعمى ، ننتصر بدعوات أمهات ثكالى لا يعرفون شيئا عن أبنائهم منذ سنوات ، وننهزم حين يتصدرنا سفيه قوم لا نخوة لديه ، وننهزم حين أُسر أمهاتنا وفتياتنا وعجزنا أن نقف حائلا دون ذلك ، حيث وقف الأسر حائلا ياصغيرتاي ، فأصابنا الوهن ، ولم يزل.
- تلك هي المعركة بين الحق والباطل ياصغيرتاي ، بين حلم تحرير الإنسان وبين عبوديته ، معركة لا تحسم أبدا من جولة واحدة ، والدنيا ليس منتهى المطاف ، فهي معركة قائمة منذ بداية خلق الإنسان وقائمة ما دامت السماوات والأرض ، ستدركان ذلك ياصغيرتاي حينما تكبران ، فليكن حينها جُلّ همكما أن تكونا في صف الحق حيثما كان ، ولتعلمان يا صغيرتاي أن ليس شرطا لأهل الحق أن يروا النصر بأم أعينهم ، فليس أعز من ذلك النبي الأميّ حين مات قبل أن يرى الإسلام وهو يسود العالم أجمع ، لكنه كان موقنٌ بموعود الله له ، مهزومون يا صغيرتاي ، مصابون بالحَزن والعجز والوهن ، لكننا لم نهن ، ويوما ما سنثأرُ ، فقد مسّنا الحُلم مرة يا صغيرتاي ، والحقيقة .. أنّه لم يزل ! .
صهيب سعد ..
24/6/2019
محتجز مجهول – كن عظيماً، عِش عظيماً، ومُت عظيماً
كن عظيماً، عِش عظيماً، ومُت عظيماً
كفكف دموعك ليس ينفعُك البكاء ولا العويل، واسلك بهمتك السبيل ولا تقل كيف السبيل، ماضل ذو أملٍ وسعي يوماً وحكمته الدليل، كلا ولاخاب أمرؤ يوماً ومقصده نبيل.
في البداية كانت صرخة:
_جميعاً نعلن ومن اللحظة الأولي عن وجودنا ، نرفع أصواتنا بأعلي مانملك ، نشق بصوتنا الحاد مسامع أُذن مستبشرة ، فتتلقفنا الأيدي بالحب والبهجة ، وبعد أعوام طالت أم قصرت ، تودعنا أكف أخري إلي مثوى أخير ، يكون الصمت عنوناً للمشهد آنذاك ، صوتنا ليس له أي وجود ، سكونٌ حزين وبعض الدمعات ، تمتمات بدعاء بالمغفرة ثم ينتهي كل شيء.
_منا من يُنسي وكأنه لم يزُر هذه الأرض قط ، فلا يذكره أحد ، والبعض الآخر يعلو ذِكرهُ بين الأحبه والأصدقاء ، ترحماً ودعاء بحياةٍ أخري هي الأفضل في كنفِ ربٍ رحيم ، وصنفٌ ثالث ذكراه تستدعي اللعنات وتأكيد بأن الأرض صارت أهدأ من دونه .
_ويتبقي صنفٌ أخير -وقليل- ذاك الذي لا يموت حيث أعماله ومواقفه العظيمة تنافح عنه وتعلي من سيرته وتُذكّر الناس دائماً بأنه حي لم يمت، وفي كل يومٍ يزيد مُحبوه واحداً أو أكثر ، يخطب في الناس بشكلٍ مستمر، يوجههم إلى الصلاح ويدعوهم إلي مأدبةٍ عظيمة أعدها بنفسه وأودع فيها من روحه ودمه وصدقه الشئ الكثير..
"عايز أحافظ علي الأولاد والبنات علشان يعلموا أولادهم إن آبائهم كانو رجال لا يقبلون الضيم ولا ينزلون أبداً علي رأي الفسده ...."
هؤلاء هم أصحاب القضايا الكبري ، يعيشون لها وبها وتعيشُ لهم وبهم ، هؤلاء هم أصحاب الخيار الصعب والطريق الوعر والمخاطر المستمر.
_ولذلك بقرارك أن تعيش عظيماً ، ليس بالقرار الهين ولا البسيط ويحتاح منك أن تصهر روحك وذاتك ، فتتشكل من جديد وفّقَ مايتماشي مع ماتؤمن به وتثبت علي هذا الطريق إلي أن تري النصر بعينيك أو أن تلقي الله وأنت علي ذلك .
_قال تعالي :" والعصر إنّ الأنسان لفي خُسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر " صدق الله العظيم .
_ويقول محمد الغزالي رحمه الله :"الأمم العظيمة ليست إلا صناعة حسنة لنفرٍ من الرجال الموهوبين "
هل هي حياة والسلام؟
"فلا نامت أعين الجبناء "
قالها خالد بن الوليد رضي الله عنه وهو علي فراش الموت ، فلا نامت أعين لم تدرك أن الروح لخالقها وبأن نواصينا بيدالله عز وجل ، فعاشت ترتجف رُعباً وهلعاً وخوفاً ، ليس لها قضيةٌ تعيش من أجلها أو مبدأ ، ترخصُ نفسها كي يعلو هو ويعيش ، سيفُ الله خالد يُخبرنا بأن كثرة المخاطر التي تصنعك ، بل هي التي تهبك العظمة الحقيقية .
"حياتك هي قضيتك " أو "قضيتك هي حياتك " .
اسأل نفسك : ماهي قضيتك؟!
يالضيعة العمر إن لم تجد إجابتك حاضرة واضحه وجلية ، يالضيعتهِ - ثانيةً - إن كانت إجابتُك ليست علي قدر طموحك أو همتك أو وعيك ، يالضيعة - ثالثةً - إن كانت قضيتُك ليست حياتك ، او كانت تحتل مرتبه دُنيا من وجدانك ، سل العظماء عن الحياة وسيخبرونك بأنها لاتقبل الحلول الوسط فأنت إما عظيم أو دون ذلك ، والعظمة ليست كلمة خاوية جوفاء ، إنها ببساطة تتمثل في المبدأ ، قُل لي مبدأك الذي تعيش به وله وسأخبرك عن مقدار عظمتك .... هكذا تُحسب الأمور .
هل أتاك خبر مرسي ؟!
ترك عالم الفضاء ونزل إلي الأرض ، ترك الجامعات الأمريكية ووكالة الفضاء "ناسا" ويرجع إلي مصر لكي ينصر قضيته ويكرث لها حياته ويموت من أجلها لم يفتنه كرسي الرئاسة ، فلم يغير ولم يبدل ، لم يفتنه السجن الإنفرادي علي مدي ست سنوات ، فلم يغير ولم يبدل ، ظلّ ثابتاً -بفضل من الله - علي موقفه في نصرة قضيته ، قد تختلف معه في بعض المواقف أو توافقه ولكن تأمّل مواقفه في كافة القضايا (قضية فلسطين _ سوريا _ الشيعة _ نصرة رسول الله صلي الله عليه وسلم _قضية الحرية والعدالة في وطنه) ، تري سيرة بطل عاش من أجل قضية ومات لها "الشرعية تمنها حياتي ، حياتي أنا " وعد وأوفي بماعاهد اللله عليه ولا نزكية علي الله .
قال تعالي : "من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا" صدق الله العظيم .
"عندما نعيش لغيرنا ، أي عندما نعيش لفكرة فإن الحياة تبدو طويلة عميقة ، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض " الأستاذ الشهيد سيد قطب .
"المرء إن لم يكتشف شيئاً يمكنه من الموت دفاعاً عنه فإنه غير جدير بالحياة" مارتن لوتركينج .
هي ميتةٌ واحدة فلتكُن في سبيل الله .
"ثبتنا الله وإياكم علي طريق الحق "
إمضاء : " معتقل " .
الثلاثاء الموافق .
سميه ناصف – هل من مزيد
هل من مزيد
عندما كان بيني وبين رؤية من احبهم وبين من احتاج لهم من البسطاء اراد ربي ان يكتب لي السجن مرة اخرة
وعندما يتدبر المبتلي في ماحل به من الابتلاء فيسجد سجداااات شكر لان الابتلاء اما لردع او لرفع وفي كلا الحالتين حب من الله انحزن لان ربي اراد ان يكفر سيئاتنا او يرفع درجاتنا
انحزن لاننا مظلومين وليس ظالمين
انحزن لاننا في طريقنا هذا
انحزن ان سجننا ليس عار لنا بل فخر ورفعة وعزة لنا
ورب العزة انزل علي قلوبنا السكينة وسالناه الرضا والصبر فتفضل علينا
وسالناه ان ينزع من قلوبنا كل الخوف الا الخوف منه
سالناه ان يستخدمنا ولا يستبدلنا وان يرزقناا الصبر والشكر والحمد والرضا بالقلب قبل اللسان
ورسالتي لمن ظلمنا وحبسنا
لولا ظلمكم لنا لشكرناكم
فبسجنكم للمرة الثانية زيادة اجر لنا
فبسجنكم لنا منعتم عنا شهوات الدنيا التي دوما سبب في الهائنا عن العبادات
وبسجنكم تعلمنا درس ان كل شيء الي زوال ولا نعلق انفسنا الا بالله
تعلمنا ان الاسر هو اسر الروح والقلب وليس اسر الجسد فكم من احرار الجسد ولكنهم في سجن كبييير
لعل مدة سجننا تشفع لنا عند ربي عن باقي عمرنا
وان سجننا او فك اسرنا ماهي غير ارادة الله لنا وهم ينفذونها ورب الخير لا ياتي الا بخير فمرحب بما كتبه الله لنا
واخيرا رسالتي لمن بالخارج لاتنسونا من الدعاء مثلما لا ننساكم واستودعناكم
فالدعاء يرفع الابتلاء
وبعد الدعاء ابحثوا عن المحتاجين عامة والمتعفيفين خاصة كن عونا لهم حتي بالكلمة التي تهون عليهم فوالله نحن من نحتاج لهم
كونوا صوت لمن لا صوت لهم وكونوا عونا المستضعفين
احبكم ربي واسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يظلنا بظله يوم لاظل الا ظله
محمد رمضان بيبرس (محمد رمضان) – نشيد التجريدة
نشيد التجريدة
سبق و أن ذكرت في إحدى رسائلي ما يتم اثناء زيارة مصلحة السجون لمعتقل برج العرب و من تلك الأشياء ما يسمى بالتجريدة ومعناها للاستيلاء على كل شئ يخص المعتقل السياسي عدا ٣ بطاطين و مصحف و شبشب، و لكن نسيت إن اذكر إن قبل التجريدة بدقائق أي قبل اقتحام الزنازين يسمع المعتقلين صوت هتاف جنود الامن المركزي المصاحبين للتجريدة، هذا الهتاف لبث الخوف داخل نفوس المعتقلين حتى يفكر أي معتقل تسول له نفسه الف مرة قبل أن يفدي اعتراضه على التجريد. و لكن المؤسف و المضحك في ذات الوقت هو كلمات الهتاف أو ما يسمى بنشيد التجريدة:
(اصحوا لينا
إحنا جينا
حنعلمكم
حب بلدكم)
طبعا كلمات النشيد لا تحتاج لتفسير، هذا النشيد يعبر عن الخطاب الذي تصدره السلطة لجنود الامن المركزي البسطاء لاقناعهم بأن ما يقومون به من تنكيل انما هو رسالة سامية لعقاب الخونة "إللي هما إحنا طبعا" تماما كما شاهدنا في فيلم البرئ.
محمد رمضان بيبرس (محمد رمضان) – اقلع الباشا (إتيكيت المعتقل)
اقلع الباشا (إتيكيت المعتقل)
انتهاك آخر للكرامة رصدته بمعتقل برج العرب يضاف إلى مسلسل اذلال السجينات والسجناء الجنائيين، المعتقل به العديد من ضباط المباحث يترأسهم رئيس المباحث و أحيانا تحدث مقابلات بين أحد ضباط المباحث و المسجون الجنائي ، هذه المقابلة أما إن تتم داخل الزنزانة فيأتي الضابط للتحدث مع المسجون و أما إن يتم اقتياد المسجون إلي مكتب الضابط.
في الحالة الأولى هناك طقوس متعارف عليها تتم اثناء المقابلة ، هذه الطقوس اكتشفت إنها عبارة عن الإتيكيت المتبع و المتعارف عليه، هذا الاتيكيت يشمل الآتي : عندنا يظهر الضابط امام المسجون يقوم المسجون على الفور بخلع جميع ملابسه عدا اللباس و الفانلة الحمالاتو عندما سألت عن سبب ذلك أخبروني إنه دليل على احترام المسجون للضابط فالمسجون يقوم بخلع ملابسه بارادته دون انتظار الاوامر بذلك و هذا ليس له علاقة ب طبيعة المقابلة أي إن ذلك يحدث حتى لو كان المسجون هو الذي يريد مقابلة الضابط، و كلما كان اللباس نظيفا كان ذلك دليل على مدى احترامك الباشا