رسائل جدران العزلة

Filters
عام تحرير أو نشر الرسالة
تصنيف مكان االحتجاز المرسل من خلاله الرسالة
اللغة
الفئة العمرية
النوع االجتماعي

عبير الصفتي – للمرة الرابعة أجد نفسي في غياهب السجون

عبير الصفتي – للمرة الرابعة أجد نفسي في غياهب السجون

للمرة الرابعة أجد نفسي في غياهب السجون بلا أي ذنب سوي حبي لوطني أراه باعني للمرة الرابعة أُحرم من ابنتي وللعام الثاني يأتي رمضان عليها بلا أم تحتويها ولا أعلم ذنب طفلة لم تتجاوز عامها الخامس تُحرم من أمها حاولت الإنتحار أملا مني في الخلاص من الظلم رغبة في الوصول للعدل لكني فشلت وما زال الأملُ يسكن قلبي ، حلم الحرية يعانق روحي رغبتي في الخلاص تصبو بي لما فوق السحاب ولكن رجائي لا تتركوني نسيا منسيا كونوا صوت أم حرمت من طفلتها كونوا قلب أم سلبت منه فرحته بصغيرتها كونوا لي في هذا العالم البائس سند وصوت يطالب بحضني ابنتي بحقي أن أقضي عمري معها ولا تتركوني للسجن يأكل ما تبقي من روحي ما زال أملي فيكم قائم وثقتي في أصواتكم موجودة فلا تتركوني لأصبح مجرد رقم في الدفاتر حريتي حق فدافعوا عن حقي رجاء كونوا صوت كل مظلوم فأصواتكم تجعلنا علي أمل وموعد مع الحياة لاتنسوا وكونوا لنا السند التوقيع: عبير الصفتي
حجز قسم كرموز
13/05/2019

مصطفي الاعصر – رمضان الثاني والموت “الاحتياطي” المستمر !

مصطفي الاعصر – رمضان الثاني والموت “الاحتياطي” المستمر !

هذا هو رمضان الثاني لي دون الأصدقاء ..
الأصدقاء ؛ هم لي وأنا لهم .. أتذكرهم ؟ أنساهم ؟!
التذكر يؤلمني والنسيان يطعنني في قدرة عقلي علي الاستمرار والاحتفاظ بلحظات فارقة - حتي وإن كانت في نسق زمني غير متسق وغير متسلسل منطقيًا - لكن للعقل أساليبه الخاصه ، وهيهات أن يتبع ما نريد .
لحظات الذاكرة المغبَّشة ترهقني ، كأن جزءًا مني ينفصل عني وأتشبث به كي لا يلوذ بالفرار ، واللحظات الواضحة الجلية تدميني كلكمة بيد حديدية علي الوجه ، أما تلك التي بين بين فتقتلني لأنها تذكّرني بحالي ، أنا الذي وقعت في المنتصف ، اللارابح واللاخاسر ، اللاسعيد واللاتعيس ، اللاحر واللامقيد ، اللاحي واللاميت ، الموجود علي سبيل " الاحتياط " .. أنا التجسيد الحي لحالة الميوعة المزعجة !
السجن يقتلنا بالبطئ ، يفرّغنا من مضموننا الإنساني ، في كل ليلة يمص من دمائنا قطرة ، وفي الصباح يسحب من رئاتنا نفسًا ، يأخذ من أقدامنا خطوة في كل مرة يمنعنا من الحركة ، يأخذ من ألسنتنا الكلام في كل موقف نعجز فيه عن التعبير أو الشكوي أو الصراخ ، يأخذ كل هذا ويمنحنا في المقابل الخوف والأرق والكوابيس والروماتيزم وخشونة المفاصل وضمور العضلات وخلل في المشاعر وبطء في التفاعل وتكلس في العقل وندبات في القلب لا يمحي آثارها الزمن ، يسحب من عيوننا أشعة الضوء ومن رؤيتنا البصيرة ، يجردنا من كل شئ عدا رطوبة الزنازين وقسوتها ، يجرّد عقولنا من الذكريات والماضي والأفكار وكل الصور المخزَّنة سلفًا ، يصبح العقل صندوقًا فارغًا ، ويصبح الجسد جثة بلا روح ..
ينتشر الحزن في العقل كالسرطان ، يستشري في كل خلية حتي ينسي تمامًا ماذا كانت تعني السعادة ، حتي الضحك المسلوب قهرًا من شفاهنا يجعلني أتعجب لمَّ الضحك في خضم المأساة ؟ ، وهل الضحك هو الدليل علي السعادة والترادف المنطقي لها ؟ مَن الغبي الأحمق الذي وضع هذه المعادلة السخيفة ، قد نضحك لأننا - آسفين - أصبحنا لا نجيد البكاء .
ليست الأزمة في السجن فقط أننا نتعري أمام أنفسنا وأمام الجميع بسهولة ويسر ، ونظهر في تلك الصورة التي لا نرجوها لأنفسنا حتي نكره ذواتنا ، إنما أنه لا سبيل لتقديم أنفسنا في صورة بديلة كما نحبها ، وأنه لا وسيلة للهروب من هذا هذا الواقع الدميم ، فلا وسيلة فعالة لإلهاء العقل وانحراف مساره عن التفكير ، فكلما حاولت الابتعاد وإلهاء ذاتك بأية وسيلة تافهة متاحة تصطدم أنظارك بالجدران والقضبان والأبواب الموصدة لتطرحك أمام حقيقتك المخوَّخة والممثَّلة في الضعف والعجز وانعدام المصير ..
لا إلهاء في السجن ، تلك حقيقة يقينية كحقيقة الاحتباس الحراري ، لا إلهاء ولا هرب ، ليس من ثمة طريقة غير المواجهة ، والمواجهة لعدو لا نطيقه ولسنا أندادًا له تكسرنا في كل لحظة حتي لم يعد بنا ذرة صحيحة ..
تجارب قليلة لا يعود الإنسان بعدها مثلما كان ؛ أن يجرب الموت - مثلًا - في أحد أحبائه أو أن يعايش الموت - احتياطيًا - كسجين ..
وهذا الإنسان الجديد الذي يولد بعد انتهاء المحنة قد يعيش غربة أبدية عن ذاته ومجتمعه ومعارفه وأصدقائه ، قد يواجه احتقار الذات التي افتضحت ، وقد يختار الموت طوعًا كوسيلة فعالة للخلاص من السكاكين التي تمزقه ، أو ينغمس شعوريًا وفكريًا بشكل جذري في كل تجربة آتية بلا أي تفكير نقدي كوليد يحبو نحو الحياة ..
والأكيد أنه يُصاب بمرض البلادة وفرط الحساسية في نفس الوقت ، ليصبح شخصًا غريبًا مزعجًا ، صعب المراس ، لا يجيد التعاملات الإنسانية ، ولا يدري البشر العاديون كيف يسايرونه ، فتتولد لديه رغبة جديدة في الانعزال والبُعد المضني ، صراع جديد يمزقه إربا .. شئ أشبه بفيروس غريب يصيب المخ يمنعه من أداء وظائفه الإدراكية بالكفاءة المطلوبة ، شئ أشبه بخطأ فادح في البرمجة الإنسانية .
إن التجارب النفسية المؤذية كخيط دخان من تبغ السجائر المحروق ، قد تتلاشى في ثوانٍ إن تمكن الفرد من نفثها بعيدًا ، لكن آثارها المدمرة تظل رغم ذلك عالقة به رغمًا عنه ، كما يعلق الدخان بالرئتين والدماء والشعب الهوائية ، وكما تعلق نكهته بالفم لتعلن بوضوح لكل غريب قادم عن تقرحات في جدار الروح .. وكلما طالت مدة التجربة كلما ازداد الدمار .. فرفقًا بنا ، فنحن أكثر هشاشة مما نبدو ، وربما في ذات الوقت نكون أكثر صلابة مما تظنون .
للأصدقاء أقول :" ألازلتم تذكرونني في جلساتكم ؟!
لا أريد أن أخسر المقعد الأخير ."
مصطفى الأعصر
صحفي مصري..
محبوس احتياطيًا منذ ٤ فبراير ٢٠١٨ بدعوي نشر أخبار كاذبة.

محتجزون مغربين من سجن برج العرب لسجن الوادي الجديد – مر علينا شهر من التغريب

محتجزون مغربين من سجن برج العرب لسجن الوادي الجديد – مر علينا شهر من التغريب

مر علينا شهر من التغريب ولم نسكن ف العنابر..
تم إيداعنا في إيراد السجن مع الجنائيين..
يتم تسليمنا في اليوم ثلاثة أرغفة وقطع جبن فقط فى اليوم وهذا هو فقط مايسمى "بالتعيين"..
الزيارة ممنوعة إلا بإذن نيابة، والتى مدتها خمس دقائق عبر سلكين وممنوع دخول لنا أي شيء غير وجبة الأكل المطبوخ.. ويتم تحديد كمية الأكل..
مسموح لكل واحد منا بغيارين داخلى فقط بحجة أننا معاقبون وهذه تسمى "زيارة طبلية"..
تفتيش الأهالي في الزيارات مهين جدا..
منذ شهر و نحن ممنوعين من كل شئ..
ليس معنا أغطية لفرشها على الأرض ولا ملابس غير غيارين داخلي وكحول السجن..
ممنوع عنا كل المتعلقات وأدوات النظافة الشخصية..
نعيش في مكان قذر مليء بالحشرات وأصحاب الأمراض الجلدية المعدية..
حتى الأدوية ممنوعة عنا تماما..
منا من هو مريض صدفية .. ومنا من تورمت قدماه بشكل مخيف ولا ندري ماذا نفعل له ولا سبب التورم .. وآخر وقع فى الحمام ونقل من بيننا ولا نعرف ماذا حدث معه ولا مدى إصابته..
نحن ممنوعين من كل معاني الحياة!!
يتم قطع المياه عنا طوال اليوم وتأتي إلينا ساعة واحدة فى اليوم..
نحن نموت ببطء .. أغيثونا

احمد طارق ابراهيم (ارنوب) – القضاء على الحزن

احمد طارق ابراهيم (ارنوب) – القضاء على الحزن

طول حياتي بستعين للقضاء علي الحزن وتمرير الوقت بالكلام وبالشغل وبالمشي مسافات طويلة وبالسخرية، لكن في السجن الموضوع صعب شوية، المشي مش متاح طول الوقت ولا الشغل، السخرية دايماً متاحة والسخرية شيء مهم طبعا، بس مع الاسف الكلام والحكي عامة بيقلوا تدريجياً مع مرور الوقت، وكل ما فترة الحبس يتذيد والاحزان ثابتة والمكان مبيتغيرش، الكلام بيتكرر والحكاوي بتخلص والتواصل بيبقي سخيف، حتي اي كلام مع ناس خارج حدود السجن شئ صعب جداً وتقيل ومرهق لابعد الحدود، مجرد كتابة رسالة لأي شخص بتكون متعبة و محتاجة تحضير مسبق و طاقة عظيمة، سور السجن ده بيفصل بين عالمين مختلفين تماماً، سور السجن بيحط بينهم حواجز، بيغير احلامهم و اهتماماتهم و خوفهم و الآمهم و دوافعهم، بيصعب التواصل بينهم وبيغير شخصياتهم، مش التغيير الطبيعي اللي الزمن بيكون العامل الاساسي فيه والتجارب والسفر والحب والفقد وكل هذه الاشياء، لاء...تغير مختلف وغريب ومكثف ومضغوط، تغيير بيخلي السكوت-مع الوقت -يغلب الكلام، ومفيش حل ولا سبيل غير المحاولة محاولة اي كلام، ويمكن الرسالة دي تكون محاولة لتخفيف الاحمال، وعامة يعني مشاركة الكلام مع أي شخص شىء لطيف مُحبب جدا لقلبي .
*كان في زمان قائد جيش روماني هزم عدوه وخب ينتقم من الأسري، ففقع عيونهم كللهم وخلي علي رأس كل مائة معميين، واحد اعور يقودهم، شئ مرعب طبعاً، والصحفيين و اللي بيتقصوا أخبار الحروب بيتصدما من المجازر اللي بتحصل فيها و اللي ميطقهاش ضمير أي إنسان، أعتقد ان المجازر دي بتحصل عشان الجماعات ملهاش ضمير يوقفها عن فعل الشر، والضمير هو الشئ الوحيد اللي يقدر يصرف الناس عن فعل الشر، والشخص لوحده مهما كان عنده ضمير ميقدرش يمنع جماعته ارتكاب الذنوب، والجريمة مهما بتكون واضحة وباينة انها جريمة بتحصل عادي وبسهولة لو اتوزعت توزيع عادل، توزيع يخلي نصيب الفرد فيها اصغر من ان ضميره يانبه، ومحدش في الجماعة هيحس انه مذنب فعلا وممكن يتعاطفوا مع المظلوم زي كتير من الظباط والوكلاء والقضاة والشاوشية والمخبرين اللي اتعاطفوا معايا او مع غيري، وبافتراض ان في حد ضميره انبه وحس بالندم وانه مشارك في ذنب ما هيعفيه من الندم انه مش لوحده وليه شركاء، ونصيبه من الذنب صغير، وحتي لو مشاركش في الذنب كان هيحصل عادي كدة كدة بيه او من غيره، هيباتيا لما اتقتلت واتسحلت في الشوارع واتمثل بجثتها كان بنفس الطريقة اللي تخلي الجماعة وحدها هي القاتلة مش شخص معين لا الجريمة متوزعة، والعسكر اللي جابوا الاسري عشان تتفقع عنيهم حتي لو حسوا بالذنب مش هتقف عملية التعذيب..لكن قائد الجيش الروماني لو فقع عيون الاسري بنفسه و الذنب متوزعش ع الجماعة كان هيدرك حجم الجريمة اللي بيعملها و لو القاضي اللي بيحكم بالاعدام او سجن او تجديد حبس، نفذ الحكم بالاعدام بنفسه او جرب السجن، اكيد كان هيبقي ليه راي تاني في قيمة الادلة و كلام المحاميين
*كنت بتكلم مع بعض الاصدقاء هنا في السجن عن اكثر لحظات السعادة في فتر الحبس، واتقال كلام كتير موصول بحب عن لحظات فرح، عن اول لقاء للأهل ولحظات الظهور بعد فترة الاختفاء في امن الدولة، يعني واحضان معينة و كلام بعينه، ولما جه دوري و سالني حسن، كانت اسعد لحظات الحبسة بالنسبالي في يوم معين من ايام اختفائي في امن الدولة، انا يمكن من المحظوظين اللي متعذبوش جسديا لكن اصعب ايام حياتي كانت في المكان داه و المكان نفسه مشفتهوش لاني كنت متغمي ومتكلبش طول ايام اختفائي حتي وقت النوم او دخول الحمام، لكن المكان كان مقفول وتحت الارض ولا نسمة هوا ولا ضوء شمس بيوصلو ف مش عارف الليل من النهار، مكنتش عارف امتي هخرج من المكان داه، ولا كام يوم عدو عليا هنا، ولا شكل او اسم اي حد معرفش مين اللي كان بيعيط جنبي كل يوم، ولا مين اللي كان بيتوسل ويدعي، او اللي كان بيكلم نفسه وبفتكره بيكلمني، معرفش مين اللي صحيت علي صريخهم كذا مرة وهم بيتعذبوا بالكهربا و بيناما جنبي علي الارض و بيفصلني عنهم مسافة اقل من متر، ولا هم عرفوني، وممنوع اي حركة واي كلام واي شئ كل حاجة كانت مجهولة ومرعبة وحزينة جدا جدا والله، كنت عايز اعرف اي حاجة وقررت اني اسل الساعة كام، هو اه مجر سؤال مش هيغير اي حاجة لكني كنت عايز اعرف، كنت عاوز احس اني مش علي هامش الزمن، ولسة بشر وموجود في العالم، قادر ادرك اي شئ، و بدون اي مقدمات جه في بالي عبدالله خيري و هو بيسمعني الابنودي و كان بيقول الفجر عمره ما قال لليل عن اذنك ولاسباب مجهولة اتمنيت ان الوقت داه يكون الفجرو جه صوت الشخص اللي بيأكلنا وهو بيقول لحد تاني ان الوقت فجر و مينفعش يستحمي دلوقتي اللحظة دي غريبة جدا ضحكت بصوت عالي و كنت سعيد و يمكن عيطت، كان احساس غريب لكنه مش حزين، كنت ممتن للذكري دي جدا و للصدف و لعبدلله خيري ولاشياء صغيرة سعيدة و لحظات عابرة بتخلي الواحد قادر يتحمل الالم حبة كمان.
*اسوء حاجة في السجن انه بيكشف عيوبنا و نواقصنا بسرعة و سهولة، العصبي بيبان في اول مشكلة،والكذاب مبيستحملش كتير، والخيف والجبان بيتفضحا في اول امتحان، واللي بيحب نفسه والمتقلب المزاج بيحولوا حياتهم وحياة زملائهم لجحيم، الشره بينكشف في اول وجبة، والبخيل مبيعرفش يداري بخله، السجن بيحرم كل واحد من حق اساسي، بيحرم كل واحد في حقه في تجنب امتجان دايم ومستمر بيكشف عيوبه وقلقه الداخلي، بيحرمه من حقه في عرض الصورة اللي بيحبها عن نفسه وخصوصيته بتكون منتهكة ومعروضة لعيون الناس 24 ساعة كل يوم، ومهما كانت العيون مش واضحة بتفضل في حالة تقحص لا ينتهي احنا بنغير هدومنا علي مراي من الاخرين وبنشخر علي مسمع منهم و بنضعف ونحزن ونغضب وممكن نعيط قداكهم مفيش اسرار في السجن، السجن هو المكان اللي بنفقد فيه خصوصيتنا وبنفضل في حالة انكشاف تام، بس هل اللي بيكشفه السجن عننا هو حقيقتنا ؟ ذاتنا الحقيقه؟ ولا ذات محتمله؟
السجن شئ غير سوى وغير انساني، وبيقوي ميول وطباع كان ممكن نعيش ونموت غير ما تظهر علينا، التجربه اللي أثرت في كل معتقل هي تجربه في فتره التحقيق في امن الدوله، وهي تجربه تعذيب أساساً، والفتره دي بتتحكم في وضع المسجون ونفسيته، وفي بلد زي بلدنا ممكن يحسم الحظ أو الصدف أو الواسطه ظروف فتره التحقيق، بالتالي هتحدد سلوكه ومصيره كمسجون وكإنسان، فرصه أن يخرج من فتره التحقيق محطم وبخسائر اكبر بكتير من أنه يخرج سليم، ورغم أن تجربه التحقيق ممكن متلعبش دور أساسي وحاسم في علاقه السجناء ببعضهم، بس اكيد هتلعب دور كبير فى علاقه المسجون بنفسه، والسجن معرض دايم للهشاشه والضغط وبيقوي طباع ونوازع مش شرط تكون حقيقه
*مره كنت بحكي لبابا ولندي اختي عن عُرف لطيف هنا في السجن أن كل مسجون بيعلم باقي السجينات والسجناء اشياء عن شغله ودراسته وده سمحلي اني اتعلم حاجات جديده وعلوم جديده ولفه جديده، فبدأ كلام من بابا أن السجن رغم كل شئ هو تجربه من تجارب بتعلم مهما كانت مؤلمه وسيئه، وان الضغط والأحزان بينشفوا العود والمشاكل بتقوي وان مفيش تجربه بتساوي صفر وكل هذا الكلام، وده طبعا صحيح بشكل ما، أنه آه الوقت الفاضي الكتير بيخلي الواحد يستكشف نفسه ويعرف عيوبها ونقاط ضعفها وبيسمحله أن يراجع حياته وفرصه الضائعه ويعرف قيمه الزمن والحياه والأصدقاء الحقيقيين وبقرا كتير جدا ويتناقش ويعيش مع ناس مختلفه في كل شي وبيتعلم اشياء جديده مهمه وكل دي مكاسب طبعا، لكني بشكل شخصي كاره لكل مكاسب السجن كاره للون والحيطان والحديد وملامح الناس واللبس الميري والمروحه السقف، انا معنديش اي فكره لما اخرج هبقي عامل ازاى، ومعرفش كل الكتب أو الحكاوي أو المعلومات اللي عرفتها هنا لما افتكرها بره هتفكرني بإنهي لحظه من لحظات السجن التعيسه، للاسف الذكريات بتستعاد كامله مره واحده بس، هي اول مره، لو سمعت مع صاحبك اغنيه فكرتك بيوم حزين وعيطت انت وهو، تاني مره هتسمع فيها الاغنيه مش هتفتكر اليوم الحزين بس، هتفتكر كمان لما انت وصاحبك عيطتوا، الاغنيه لما تسمعها هيبقي فيها اكتر من ذكرى هتنقص من رصيد الذكرى الاولى، وكم الحكاوي والايفيهات والمواضيع والاغانى والروايح والذكريات اللى استقالت في السجن لا يمكن حصرها، كل شئ تقريبا، كل شيء ذكراه هيتداخل فيها السجن،كان احزن شئ النهارده انى شوفت يمامه علي سور السجن فكرتنى بيوم ما كنت أنا وامى فوق سطوح لسه راجع من المدرسه وامى بتتابع يمامه وحيده، الاحمر الغامق كان اللون الغالب علي ريشها ملامح امى كانت مستقره وبتراقب اليمامه وهى بتهز راسها بإستمرار، ذكرى من الذكريات القليله اللي بفتكرها عن طفولتي، ذكرى سعيده ومُحببه لقلبي، لكن النهارده اليمامه اللي شوفتها مكثت من عيني لحظه لا يمكن أن تنسي، وتداخلت مع ذكرى امي العطره بشكل ما شوهتها، الشئ اللي احزنني جدآ والله، وتمنيت لو طارت في يوم علي مقربه من امي زي زمان، ومتنزلش فوق سطوحنا ومتشوهش الذكرى عند امي وانا غايب مغترب، وتبلغها السلام من بعيد.

محمد رمضان بيبرس (محمد رمضان) – مصلحة السجون (التجريدة و التغريبة)

محمد رمضان بيبرس (محمد رمضان) – مصلحة السجون (التجريدة و التغريبة)

مصلحة السجون (التجريدة و التغريبة)
رسالة أخرى اكتبها ضمن مجموعة رسائل ارصد بها الانتهاكات و الحرام التي تحدث داخل معتقل برج العرب، اكتبها رغم الحصار المفروض على زنزانتي هذا الحصار المتمثل في منع الزيارة عنا منذ ما يقرب من شهرين و نصف و عزلنا في عنبر ٢ بعيدا عن باقي المعتقليين السياسين لمنع التواصل و لكن ربك يدبر الامور في إخراج الرسائل، موضوع هذه الرسالة هو مصلحة السجون و مصلحة السجون هي الإدارة العامة لسجون مصر و مقرها حي القللي بالقاهرة و المفروض إنها ووفقا للقانون تقوم بتفتيش دوري على المعتقالات ايى إنها تقوم بالتفتيش على أوضاع المعتقليين و نتلقى شكواهم، بناء على ذلك فرحت كثيرا عندنا علمت إن هناك تفتيش من المصلحة على معتقل برج العرب و ظننت أنها فرصة ذهبية لعرض الشكاوي و الانتهاكات التي نتعرض لها و لكنني اكتشفت انني ساذج ، فالواقع هو إن زيارة المصلحة للمعتقل معناها ثلاث أمور : ١) إن هناك حكم إعدام سينفذ، ٢) التجريدة ، ٣) التغريب
أولا: تنفيذ حكم الاعدام :
طبيعي إن حكم الاعدام النهائي ينفذ في وجود المصلحة و فقا لأجراءات و طقوس معينة و لكن ما يحدث إنه يتم إلغاء التهوية أو الترييض عن جميع المعتقليين أي يتم إلغاء مدة الثلاث ساعات التي تقوم فيها إدارة المعتقل بفتح ال زنازين علينا يوميا لتهوية البطاطين و غسل الملابس و التمشية داخل قفص كبير تدخله الشمس و طالما المصلحة موجودة داخل للمعتقل يتم منع التهوية حتى لو استمرت زيارة المصلحة عدة أيام.
ثانيا: التجريدة :
هي إن يتم اقتحام الزنزانة من قبل مخبرين و ضباط المصلحة بمعاونة مخبرين و ضباط المعتقل و يقوموا بالاستيلاء على جميع متعلقات المسجون عدا الطقم الكي يرتديه و الشبشب و ثلاث بطاطين و المصحف، أما باقي الأشياء يتم للاستيلاء عليها ، باقي الملابس الداخلية و الخارجية ، الشنط و الاكياس ، أدوات النظافة ، الكتب و المصاحف المفسرة ، الأدوية ، الأكواب ، المعالق ، الراديو هات ، الأقلام ، و الاوراق، الدواليب المصنوعة من الشوال، الكاتيل ، الملايات، الفوط و أي شئ موجود بالزنزانة يتم للاستيلاء عليه و مصادرته ما عدا ما ذكرته ، العجيب في الأمر إن ٩٠٪ من الأشياء المستولى عليها هي أشياء تباع داخل كانتين المعتقل نفسه و طبعا على المعتقل إن يقوم بشراء تلك الأشياء مرة أخرى بعد مغادرة المصلحة ، و آهه كله يرزق.
ثالثا: التغريبة
التغريبة هي إن يتم اقتحام الزنزانة و ينادي منادي على عدد معين من المعتقليين و يخرجهم خارج الزنزانة بدون أي متعلقات سوى ما يرتديه من ملابس و لكن بدون شبشب و بعد إخراج هؤلاء المعتقليين من الزنزانة يتم إغلاق الزنزانة على بابي للمعتقلين و لا يعود هؤلاء المعتقلون مرة أخرى. و بعد مرور يوم او أكثر يكتشف زملائهم إن هؤلاء تم نقلهم (تغريبهم) إلي سجن آخر ، نعم سجن آخر و هم حفاة بدون أي متعلقات و إنت و حظك بقى سجن وادي النطرون أو جمصة أو الوادي الجديد إما متعلقات فتظل ذكرى منك.
نعم هذه هي المصلحة.
#الحرية_للمعتقلين_الجنائين_والسياسين #الحرية_للفقراء
محمد رمضان
زنزانة ١٢- عنبر ٢
معتقل برج العرب

محمد رمضان بيبرس (محمد رمضان) – افتح بنموت

محمد رمضان بيبرس (محمد رمضان) – افتح بنموت

(افتح بنموت)
ثمانية معتقلين (أنا أكبرهم سنا) في زنزانة واحدة معزولة هي الزنزانة الوحيدة بمعتقل برج العرب التي يطلق عليها زنزانة التيار المدني لم تكتفي إدارة المعتقل بمنع الزيارة عنا منذ ما يقرب ال٣ أشهر و حتى الان ، بل و منذ تاريخ ١٥ ابريل و حتى كتابتي لهذه الكلمات قاموا بغلق الزنزانة علينا لتصبح الزنزانة الوحيدة المحرمة من التريض أو الهوية، و هي كدة الثلاث ساعات يوميا التي يتموفيها فتح أبواب الزنزانة عن المسجونين للتمشية و التعرض لاشعة الشمس، الأمر الذي جعل اجسامنا عرضة للامراض ، سواء الامراض الجلدية أو الام العضام.
ليس الأمر كذلك فحسب بل مزيد من التضييق في كل شئ : منع الحلاقة، منع أي شخص يقترب من الزنزانة ، منع خروجنا للعيادة ، و لا اكذب عليكم إن كل هذه الإنتهاكات نجحت في التأثير السلبي على حالتنا النفسية. لقد أصبحنا مثل أهل الكهف ، اللحى طويلة و الشعر كثيف، كل تلك الامور نتعرض لها في ظل غياب أي دور لأي جهة رقابية على ذلك المعتقل.
أنا فعلا استغيث بكل جهة حكومية أو غير حكومية للتدخل القوري لرفع هذه المعاناة عننا ، فما يحدث لنا لا يحدث لأي معتقل سياسي آخر ببرج العرب ، و لا يحدث حتى للمعتقلين الذين يطلق عليهم (الدواعش) ، الذين يهللون و يكبرون عند سماع أي خبر لأي تفجير تتبناه الجماعات المتطرفة داخل مصر أو خارجها، فهؤلاء لم يحرموا من الزيارة أو التريض.
#افتح_بنموت
محمد رمضان
زنزانة ١٢، عنبر ٢
نعتقل برج العرب
٢٧ ابريل ٢٠١٩

رباب عبد المحسن عبد العظيم محمود – هل من أحد يهتم لأمري؟!

رباب عبد المحسن عبد العظيم محمود – هل من أحد يهتم لأمري؟!

بسم الله الرحمن الرحیم
هل من أحد يهتم لأمري؟!
إن وجدت من يهتم لأمري فهذه رسالتي إليه
يا سيدي يا من تكرمت واهتممت لأمري /.....
اعلم أنني لم أكتب هذه الرسالة إلا بعد ان فاض الكيل وزاد .
عندما قبض عليا كنت اشتكى مت بؤره صغيره جدا في الكبد والتحاليل والاشاعات المبدئيه أثبتت أنها بؤره سرطانية. وبعد دخول السجن سنه 2016 بعد مرحله العذاب الأول من أمن الدوله وصلت لمرحلة العذاب الثانيه وهي معاناتي في سجن القناطر وأطباء مستشفي سجن القناطر ومعناه حتي أخذ علاجي لأكثر وما كان في حسباني أن تكتب التقارير في ذلك الأمر لأنني أعلم جيدا انهم يخشون ذلك ، حجزت في مستشفي سجن القناطر لأكثر من عام ونصف بسبب الغيبوبات المتكرره نتيجه تليف الفص الأيسر من الكبد وتضخم الفص الأيمن فهذا هو المثبت وكانت معاناتي في إثبات المنفي وهو البؤرة السرطانية ولكن عما بدأت مرحله جديده من المرض وهي التقيؤات الدم الأسود المتكرره المصاحب بألم لا يوصف وعندما طالبت بخروجي لعمل اشاعه تداخليه بالقصر العيني حتا أخذ علااج وتتوقف هذه المعاناه؛لكن للأسف التقرير الذي سيبني عليه خروجي قال إنه مفيش أي مشكله في الكبد ونفوا المثبت عندهم اصلا وقال المشكله أن عندي التهاب في المعده بسيط ولما جادلت الطبيب لا أعلم رتبة حضرته ايه ؟ ؟ فكيف يبعد في تقرير عن معاناتي الاساسيه ويكتب عن العرض وليس المرض فعندما قلت له هذا التقرير علي مسؤليتك قال ما هوا علشان علي مسؤليتي قولت حضرتك فاهم خطأ عندما قلت علي مسؤليتك المقصود أمام ربي وليس أمام أحد من البشر أخفض عينيه للأرض للأسف ، الله المستعان
والله ما كنت أكتب عن حالتي إلا بعد أن نفذ الصبر والتحمل فالالم أصبح يفوق مقدرتي علي التحمل وللأسف لم يتحرك ساكن فكلهم عبد المأمور كما يقولون
ربي أبرء إليك من حولي وقوتي الي حولك وقوتك
رباب عبدالمحسن عبد العظيم محمود

محمد رمضان بيبرس (محمد رمضان) – إسماعيل أبو زيد… التأديب و التعذيب قبل الاعدام

محمد رمضان بيبرس (محمد رمضان) – إسماعيل أبو زيد… التأديب و التعذيب قبل الاعدام

و مازالت تجربة الاعتقال داخل معتقل برج العرب تجعلني شاهد على انتهاكات كنت اجهل إنها ترتكب بالرغم من ادعائي بأن لدي خبرة في مواجهة هذه الانتهاكات بسبب طبيعة عملي كمحامي، قبل الاعتقال كنت اعتقد إن الشخص المحكوم عليه بالإعدام يعامل معاملة خاصة باعتباره شخص شارف على الموت ، فمثلا كنت اظنه يُحتجز في زنزانة أحسن حال من زنزانة المحكوم العادي و إنه يتم تلبية ما يطلبه من احتياجات كما نص عليه قانون تنظيم السجون أو حتى من باب الشفقة، و لكنني اصطدمت بواقع إليم، أولا يتم احتجاز المحكوم عليه بالإعدام داخل أحد عنابر السجن الخاصة و هو عنبر التأديب هذا العنبر مقسم إلي نوعين من الزنازين ، زنازين خاصة بالمعتقلين الخاضعين للتأديب (سياسي و جنائي) ، و النوع الاخر هي زنازين "المخصوص" و هو مصطلح أو مرادف للاعدام ، زنازين محكوم المحكوم عليهم بالإعدام مثل زنازين التأديب تماما و يعاملون معاملة التأديب ، زنزانة صغيرة للغاية بدون دورة مياه ، الزيارة مرة كل شهر ، لا يتم فتح الزنازين إلا نصف ساعة يوميا و المطلوب في هذا الوقت إن يقوم المعتقل بالاستحمام و عسل ملابسه، ممنوع دخول "الكاتل" أو الغلاية، ممنوع الكبريت أو الولاعة و لكل محكوم بطانية واحدة فقط، كل يوم تفتيش أو ما يسمى "بالتجريدة".و الزيارة "دواعي" و هي كلمة تعني إن الزيارة مدتها أقل من ربع ساعة.
منذ حوالي ٣ أشهر قامت قوة من المخبرين باقتحام أحد زنازين الاعدام و قاموا بضرب المعتقليين المحكوم عليهم بالإعدام (الجنائيين) بسبب تسرب خبر لإدارة المعتقل مفاده إن هؤلاء المعتقليين لديهم النية في الهروب (مجرد النية) و أسفر الضرب و التعذيب عن مقتل المعتقل الجنائي (إسماعيل أبو زيد) و كالعادة صدر التقرير الطبي إن سبب الوفاة هو هبوط حاد في الدورة الدموية و يوميا يتم تعذيب معتقل آخر من ضمن هذه المجموعة إسمه إبراهيم عبد الجليل.

محتجز مجهول – هي

محتجز مجهول – هي

كانت الشمس تنثر ذهب أشعتها، فتغبر الآفاق دفئًا وتضيء كل شبر فيها، فتنساب في أذنيك زقزقة عصافير السعادة تشرع أجنحتها الرقيقة مستمتعة بالجمال الذي يشكل صفحة الحياة بريشة فنان متألق.

كانت هي مالكة هذه العصافير، وكان هو يحوط أنوثتها الآسرة برجولته الطاغية، أنجبت له زهرة جميلة عبق البيت بشذاها العطر، وأترعت الأجواء بضحكاتها العذبة.
بدأت أشجار أحلامها تثمر، كانا يرعيان أشجارهما مترقبين نضج ثمارها، حتى تحين لحظة القطاف، وتأتي المزيد من العصافير لتحط على أغصانها اللدنة!

فجأة..!!
اهتزت سماؤها بزمجرة رعدية غادرة، هبت على إثرها رياحٌ عاتية، تضرب الأشجار، وتحطم الأغصان، وتتلف الثمار، افترس الفزع قلبها المرهف، ففزعت إلى زهرتها تحيطها بذراعها.
انجلت الريح عن قطيع من الضباع المفترسة، تحيط معصمي فارسيها بالأغلال، مدَّت أصابعها المرتجفة، تريد أن تتشبث به - دفعوه بقسوة بعيدًا عنها..

انفجرت حمم عينيها في لوعةٍ وأسى - انشقَّت حنجرتها عن صرخة مذعورة - التفتت إليها .. احترق كيانها بابتسامة واثقة، وجبهة شامخة، وعينين متألقتين، فهمت ما أراد.. لا تدعيهم يشمتون في ضعفك، بل اعتزى بالحق الذي تحملين، والطريق التي تسلكين.

احتفى الحبيب عن ناظريها، فاختلت بضعفها، وانكفأت على وسادة الألم حتى اسودت مآقيها، وصرخات زهرتها تقطع نياط القلوب، صمَّتها إلى صدرها..
راحت تهدهدها حتى حط طائر النوم على عينيها، امتدت يدها إلى وجنتي نفسيها تكفكف دموعها، وتلعق جراحها، وتكتم آهاتها.. استعاذت بالله من الشيطان، توضأت.. صلت ركعتين.. دعت المنتقمبتضرع واضطرار.. أمسكت مصحفها.. شرعت تتلو:
“جنات عدن بدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب، سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار”
اكتنفت السكينة قلبها، وانساب الصبر في عروقها.

امتلأ وجهها عزمًا، تمتمت في ثبات:
“إنا باقون على العهد”
طاعتها لربها، اتباعها لنهج نبيها، حبها ووفاؤها لزوجها، مسؤوليتها تجاه ابنتها .. هذه مجتمعة كانت دوافعها.
بذلت نفسها ومالها وصحتها عن حبٍّ فداءً لزوجها وللحق الذي امتُحِنَ في سبيله، أشرعت أسلحتها في وجه كل طامعٍ وعابث؛ لتحفظ زوجها في نفسها وماله.
ارتحلت خلفه إلى كل شعب من شعاب المجرمين سجنوه فيه، تضمد جراحه، وتقوي عزيمته.. صبرت حتى قصدها الصبر متعلمًا في جامعتها، انتزعت الوهن الذي حاول عبثًا أن يهاجم روحها، فمزقته إربًا..
أوصدت أبوابها في وجه اليأس القاتل، وتدرعت بحصون اليقين المنيعة، فما نفذ إليها سهمٌ غادر .. طالت سنون المحنة، وما زال حداؤها: “وأفضل العبادة انتظار الفرج”.

حاول الشيطان اللعين أن يتسلل إليها، قال موسوسًا:
- حتى متى يا مسكينة، وأنت امرأة في عمر الزهور تظلين في هذا الانتظار اليائس؟! جعلت تتلو:
- “إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.. فاصبر إن وعد الله حق فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون”.
فولَّى مدبرا ولم يعقب!
وكما هبت الرياح، وزمجرت الرعود فجأة، فقد توقف كل شيء فجأة، وحدثت سنة الله في كونه، وجاء أمر الله كلمح البصر.. وأُهلِكَ الظالمون، فَأَفَلَت شمسهم، وأشرقت الأرض بنور ربها تصرًا وعزًا وتمكينا،
ورجع هو ولم تفارقه ابتسامته المعهودة، وعادت العصافير من جديد إلى أعشاشها الدافئة على أشجارها المتراقصة.

محمد رمضان بيبرس (محمد رمضان) – عزبة أبو لباس

محمد رمضان بيبرس (محمد رمضان) – عزبة أبو لباس

لا يوجد معتقل جنائي داخل معتقل برج العرب لا يعرف "عزبة أبو لباس".
"عزبة أبو لباس" هي أحدى ثلاث طرق تعذيب يتعرض لها المعتقل عندما يرتكب أي جرم أو مخالفة و هي:
١- التأديب ، ٢- الفلكة ، ٣- عزبة أبو لباس
أولا: التأديب : هو العقاب الرسمي لأي معتقل قد يرتكب مخالفة سواء جنائي أو سياسي و هو عبارة عن ايداع المسجون داخل زنزانة مساحتها ١م x ٣م لمدة شهر كامل مع ٦ مساجين آخرين و لا يوجد بها سوى بطانية واحدة و جردل للتبول و زجاجة لتر و نصف مياه للسبعة يستخدمونها في اليوم ، أما الطعام فهو عبارة عن رغيف لكل مسجون طوال اليوم مع باكو حلاوة طحينية صغير و ملعقة جبنة بيضاء.
ثانيا: الفلكة : و هي وسيلة تعذيب غير رسمية للجنائيين فقط و هي عبارة عن عصا غليظة طويلة مربوطة من طرفيها بحبل غليظ و يتم وضع أرجل المعتقل ما بين الحبل و العصا ثم يقوم المخبر بلف العصا عدة لفات حتى يتم حشر الرجل بين العصا و الحبل حتى يفقد المعتقل السيطرة على تحريك رجله و هناك مخبر آخر يحمل في يده كابل كهرباء غليظ يضرب به المعتقل على رجليه حتى تتورم قدماه.
ثالثا: عزبة أبو لباس : هي وسيلة تعذيب غير رسمية للجنائيين و هي عبارة عن مستنقع من مياه الصرف الصحي في مكان بأطراف السجن يرغم فيه المعتقل على السباحة عدة مرات ذهابا و ايابا داخل هذا المستنقع حتى يغطي الخراء و المياه العفنة كل جسمه ثم برغم على الغطس برأسه عدة مرات ، و طبعا سبب تسمية هذا المستنقع ب "عزبة أبو لباس" هو إن المعتقل يقوم بالسباحة متجردا من كل ملابس عدا اللباس.

محتجز بسجن العقرب – نظام السيسي يقتلنا بكورونا

محتجز بسجن العقرب – نظام السيسي يقتلنا بكورونا

كل يوم تتزايد الحالات ونحن كما كنا منذ ستة أشهر، لم نخرج من غرفنا بعد حرماننا من التريض لنبقى في هذه الغرف الضيقة بلا تهوية. لا ترى الشمس منذ ستة أشهر ولا يفتح علينا باب ولا يدخل علينا هواء، بلا أدوات نظافة أو مطهرات ومنعوا دخول الأدوية ولا يسمح لنا بشرائها. مما زاد من سرعة انتشار الوباء بيننا وسط تجاهل وتكتيم من مصلحة السجون ووسائل الإعلامن حتى اضطروا إلى إلغاء جلسات المحاكم حتى لا نخرج من المقبرة ويسمع بنا أحد.فلم نجد أمامنا إلا أن نوجه صرختنا واستغاثتنا إلى كل منظمات العالم الحقوقية والطبية وكل حر يؤمن بحقنا في الحياة، فقد تكون هذه صرختنا الأخيرة.أنقذونا....نظام السيسي يقتلنا بكورونا.

محتجز مجهول – بكَت عينايَ والدمعُ شحيحُ 

محتجز مجهول – بكَت عينايَ والدمعُ شحيحُ 

بكَت عينايَ والدمعُ شحيحُ ** ولو هطَلَت دموعِي أستَريحُ
فماءُ العينِ تُطفِئُ نارَ قلبٍ ** وتُسكِتُ فيه آهاتٌ تَصِيحُ
ولكن غَارَ ماءُ العينِ مِنها ** وأَنفَقَ ما بها جَفنٌ قَديحُ
لقد جَلَّ المُصَابُ بمِصرَ حتَّى ** رَثَاهَا من له عَقلٌ صَحِيحُ
غَزَا الرُّعبُ القلوبَ وقد تَبَدَّى ** بِغَيرِ قِنَاعِه الوجهُ القبيحُ
لِيَهدِمَ في نفوسِ الناسِ حلمًا ** وبالأحجارِ قد بُنِيَت صُرُوحُ
وَوُرِيَتِ الحَقَائِقُ عن عُيُونٍ ** فلا صِدقٌ هُنَاكَ ولا وُضُوحُ
ويَحرُمُ كُلُّ رَأيٍ واعتِراضٍ ** فليسَ بِجائزٍ إلا المَديحُ
ويُسقَى الشعبُ كأسَ الذُّلِ قهرًا ** ومن لم يَرضَ مقتولٌ طريحُ
وأضحَت مِصرَنَا سِجنًا كبِيرًا ** بِه كُلٌّ يَخَافُ فلا يَبُوحُ
وحُوكِمَت الخَوَاطِرُ في عُقُولٍ ** وضَاقَ بِوُسعِهِ الكَونُ الفَسيحُ
فمن يَنظُر يَرَى جُوعَ اليَتَامَى ** ومن أصغَى يَجِد ثَكلَى تَنُوحُ
وأقلامًا بِحِبرِ الزُّورِ تَجرِي ** وقَنَواتٌ بِهَا كَذِبٌ صَرِيحُ
وألسنةٌ تَرَاقَصُ كالأفَاعِي ** بِمَسمُومِ الكلامِ لهَا فَحِيحُ
وجلَّادِين أيدِيهِم سِيَاطٌ ** تُمَزِّقُ في الجُلُودِ وتَستَبِيحُ
وقد نَصَبُوا مَشَانِقَ قَاسِيَاتٍ ** لِتُسكِتَ من لهُ صَوتٌ صَدُوحُ
فَهَاجَ بِأعيُنٍ لَمَّا سَمِعنَا ** بِهَولِ مُصَابِنَا دمعٌ لحُوحُ
بَكَيتُ شَبِيبةً كَانوا بِعَزمٍ ** وبالإِصرَارِ يحدُوهُم طُمُوحُ
بكيتُ بَشَاشًة كانت بِوَجهٍ ** يُضِيءُ كأنَّهُ بَدرٌ صَبُوحُ
بَكَينَا أرجلًا كانت لِبِرٍّ ** وفِعلِ الخيرِ تَغدُو أو تَرُوحُ
فَيَا ربَّاهُ أعمَتنَا الدَّيَاجِي ** فهل يَا ربِّ بارقَةٌ تَلُوحُ
ويُزهِرُ في الرُّبَى وَردُ الأمَانِي ** نَشُمُّ عَبِيرَهُ عِطرًا يَفُوحُ
ويَجلُو الظُّلمَ والظُّلُمَاتِ عَنَّا ** بِنُورِ صَبَاحِهِ فَجرٌ فَصِيحُ

close

Subscribe to our newsletter