الي اهالي رفقاء الزنزانه بكفر الشيخ.الي اهلي الاحباب بكفر الشيخ.السلام عليكم اورحمه الله وبركاته،انا لله وانا اليه راجعون ولا نقول الا ما يرضي ربنا نعلم ان الله كريم رحيم واحبابي اليوم عند من هو ارحم مني ومنكم وعند من هو ارحم من هؤلاء الذين اذاقوهم الحزن والتضيق والتفزيع هم اليوم عند ارحم الراحمين وقد عشت معهم وعاشرتهم وكانوا خير رجال افءدتهم كفءده الطير رحماء كرماء ماكانوا يحملون في قلوبهم غير الود والحب ولا اذكيهم عند الله واحسبهم الان في روضه من رياض الجنه وفي روح وريحان قد تلقتهم الحور العين وبشرتهم بجنان الرحمن وهذا ظني بربي الكريم.اذا علي اي شىء هذا الحزن والبكاء واني اعلم انكم صامدون صابرون لما الحزن ياولدتي(ام لطفي)وهل سيعيش احدا منا الي الابد ام اننا كلنا ساءرون الي هذا المصير اليوم او غدا.كل نفس ذاءقه الموت لما الحزن ياوالدي(ابو لطفي)اليست هذه الاعمار مكتوبه عند الله عز وجل لا يزيدها احدا زلا ينقصها لكل اجل كتاب هل الحزن (يا ام خديجه)لانهم سجنوا وعذبوا ثم ماتوا اليس من الخير ان يوضع المرء في بلاء يكفر االله به الذنوب ويرفع به الدرجات ويستعد للقاء الله قبل موعد الموت هل نحزن ياامي (ام احمد)اذا مات ابناؤنا ابطال مجاهدين صابرين ثابتين لم يتخلوا عن دينهم ودعوتهم وزرفوا في سبيل ذلك اغلي مايملكون وهي نفوسهم اما كنا نريدهم ان يموتوا فارين متخاذلين عند دينهم ودعوتهم هل نحزن يا(ام حنين)بان الله فك اسرهم واخذهم الي جواره بعد ان كانوا في جوار من جوعهم وعطشهم وضيق عليهم يااهلي اليوم يوم فرح وليس يوم حزن الان فك الله اسرهم وفك كربهم ودفع عنهم البلاء اليوم احسبهم عند الله فرحين مستبشرين يتمنون ان يعودوا الي الدنيا فيستشهدوا كمان استشهدوا لما لقوا من عظم اجر الشهيد عند الله ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون نعم الحزن علينا نحن من قصرنا في نصره ديننا .اسال الله ان يثبتنا علي الحق حتي نلقاه واختم بقول الله عز وجل (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا .ابنكم خالد عسكر
رسائل جدران العزلة
سامح عبد الله – رسالة إلى الشباب
اسم السجين (اسم الشهرة) : سامح عبد الله النوع الاجتماعي : ذكر تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 1/4/2018 السن...
عصام محمد محمود عقل (عصام عقل) – أعلموا أن آجالنا بيد الله
اسم السجين (اسم الشهرة) : عصام محمد محمود عقل (عصام عقل) النوع الاجتماعي : ذكر تاريخ تحرير أو نشر الرسالة...
عبد الرحمن زغلول – سلام إلى
اسم السجين (اسم الشهرة) : عبد الرحمن زغلول النوع الاجتماعي : ذكر تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 1/1/2018 السن...
هشام احمد عوض جعفر (هشام جعفر) – أعلن مقاطعتى
أعلن مقاطعتى للقافلة الطبية التى سوف تزور العقرب. لم نرى الشمس نهائيا منذ شهر مايو الماضى و تطلق مياه المجارى فى الزنازين و نمنع من الطعام و التريض ثم تريدون تحسين ملفكم الحقوقى بقافلة طبية.
عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – الإنسانية
الإنسانية.
كلمة أرَّقتنى ليالىَ طويلة، و هوت بى من فوق أعلى قمم جبال الألم.
لأيام طويلة، أفقد فيها الأمل. أكفر بها و بكل ما تمثله. و بكل من تمثله. كذبة. أحقر كذبة خدعنا بها أنفسنا. أنظر إلى كل ما حولى. إلى كل من حولى. مظلمون. مظلمون يعيشون فى ظلام. كوكبنا الأزرق الجميل. تحسده الشهب الخاطفة و هى تمر حوله فى الفضاء. تحسدنا عليه. و لو علمت ما فى الجوهر لما حسدت المظهر. أما رأت كل أصحاب حقيقة مطلقة منذ بدء الخليقة يصارعون بعضهم، كل لفرض حقيقته على الكوكب، و ظلت المطلقات تتصادم و تتصادم كذرات تفاعل كيميائى، لا يزيده التصادم إلا تصادماً، فتنطلق و لا تتوقف، لأن التفاعل الكيميائى يهدأ و يستقر عند أعلى درجات العشوائية، أما نحن على عكسه: عشوائيتنا لانهائية.
لذا -و رغم كل التصادمات- لم تُفرَض حقيقة يوماً ما منذ ظَهرَ الإنسان على وجه الكوكب الأزرق. و لن تُفرَض.
و لكن شيئاً واحداً يموت كل يوم و كل ثانية: الإنسانية.
أحياناً، فى أشد لحظاتى بؤساً و أحلكها ظلاماً، أفكر.
أيراقبنا الله من أعلى، و يرى كل هذا الظلام، و يرضى؟
ألهذا خلقنا بالفعل؟ أكما يزعم كل من يتكلمون باسمه، خلقنا ليذبح كل صاحب مطلق كل من اختلف مع مطلقه؟ أوليس يرى كل فرقة من الناس تزعم احتكار حبه و نصره و مباركته، و أنه معها دون غيرها؟
مع أى منهم أنت يا رب؟ أم أنك لست مع أيهم؟ أم أنك معهم جميعاً؟ أأنت معى و إن لم أكن مع أيهم؟ أم أنى سأفقد حضورك فى قلبى للأبد؟
أيائس أنا من الإنسانية جمعاء؟
للأسف، لا.
و أحياناً أتمنى لو يئست. أتوق و أهفو لثابت كالصخر أوقن به حتى و لو كان اليأس. لكنى قلبى لا يعرف الراحة أبداً، لأنى كما أفقد الأمل ليالٍ طويلة، ففى ليالٍ أخرى، أكاد من فرط الجمال أذوب.
تتجلى لى الإنسانية فى أسمى و أبلغ معانيها، فى أصغر و أتفه الأشياء.
فى نظرات بآلاف الكلمات. فى مشاعر الإنسان التى تحطمت على صخور محيطاتها كل سفن العلم.
فى الحب و التضحية. فى أمى، و أبى، و أخى، و أختى، و استعدادى لأعبر البحر و أركل الكواكب و أطفئ النجوم لأحميهم من لحظة ألم. و كيف يعتصر قلبى و يُسحَقُ ألماً، و هم يرسفون فى أغلال الوجع و يضحون كل يوم بلا شكوى بسببى و لأجلى. و كيف أعود لألمس فى ألمى هذا و ألمهم عين و جوهر الإنسانية.
كيف ينسف الحب و التضحية بكل لا منطقيتهما، جميع قواعد الرياضيات، فيثبتان أن أحياناً يكون الكل أكبر من مجموع الأجزاء، و أن واحداً و واحداً قد يساويان أحياناً أكثر من اثنين.
تمثلت لى الإنسانية فى مشهد عجيب، لفتاة على المسرح الغارق فى الظلام، تسلط عليها بقعة من الضوء، و تلعب بأصابعها على البيانو جمالاً. تتسارع أنفاسها و تتحرك بعنف انسيابى، فكأنها تصب ما فى قلبها صباً. كأنها -أقسم- تعزف روحها. فتستقبلها أرواحنا فتعرفها. و ما تكلمت و ما تكلمنا. و أرى الدموع فى أعين الجميع، فأعلم أنهم يشعرون بما أشعر. و يحسون بهذا الشئ مثلى. الشئ الذى هو أكبر من مجموع أجزائنا. الشئ الذى لا يجد أينا له تفسيراً.
تكلمنى دوماً آية فى سورة الأنعام تقول: "أومن كان ميتاً فأحييناه و جعلنا له نوراً يمشى به فى الناس كمن مثله فى الظلمات ليس بخارج منها.." أحياناً أشعر أنى أتخبط فى الظلمات. و أنى لن أخرج منها. أن قلبى مات و دفن. و أحياناً ألمس النور. و أعلم أنه منه. و أنه معى. و أنه كان دوماً معى، و لكنى أنا الذى لم أكن معه. و عندما يملؤنى النور أدرك أخيراً الفرق بين "من كان ميتاً" و من "أحييناه".
ما الحكمة يا رب؟ ما الحكمة من كل هذا؟
يطمئننى أن الحكمة موجودة. أزلية معه فهو الحكيم. و لكنى لن أراها و لن أفهمها الآن.
و إلا، فما الإيمان؟
أؤمن. أصدق فى وجودها الذى يشفى كل جراح الروح و إن لم أفقه كنهها الآن.
علَّنى عندما يوماً ألقاه.
يرضى عنى.
فأفهم.
-عبدالرحمن الجندى
هشام احمد عوض جعفر (هشام جعفر) – إلى هيئة المحكمة المنعقدة: هذه أسبابي للمطالبة بعدم الإفراج عنى!
إلى هيئة المحكمة المنعقدة: هذه أسبابي للمطالبة بعدم الإفراج عنى!
عادة ما يطالب المتهمون المحبوسون على ذمة قضايا بالإفراج عنهم بضمان محل إقامتهم أو بضمان مالي أو بتدابير احترازية أو بأي ضمانات أخرى ترتئيها المحكمة. ولكني، أنا المتهم هشام أحمد عوض جعفر، المحبوس حتى تاريخه منذ عامين، من أكتوبر 2015، في قضية 420 حصر أمن دولة، أطالب بعدم الإفراج عني للأسباب التالية:
أولًا: صيانة وحفًظا لما تبقى من صورة للقضاء المصري في نفوس المصريين، فقد انقضت أقصى مدة للحبس الاحتياطى، وهي عامان، وفق المادة 143 من قانون الإجراءات الجنائية، وكانت قد عُدلت بعد الثالث من يوليو 2013 لتزيد من ستة أشهر إلى عامين، وبالتالي تحولت إلى عقوبة ضد دعاة الديمقراطية والحريات.
التوصيف القانوني المنضبط لوضعيتي الآن، هو أنني «مختطف»، ولا يصح قانونًا أن تنظر المحكمة في أمر تجديد حبسي، بينما الصحيح أن تحقّق في أمر «اختطافي»
إن انعقاد المحاكمة، في 26/ 10 /2017، دائرة المستشار شعبان الشامي، بعد انتهاء مدة حبسي احتياطيًا في 20/ 10/ 2017، للنظر في طلب نيابة أمن الدولة بتجديد الحبس، يشوبه البطلان، ويعد مخالفة صريحة للقانون، إذ أن التوصيف القانوني المنضبط لوضعيتي الآن، أنا المحتجز بالقوة على غير إرادتي في أحد زنازين سجن مشدّد الحراسة، وهو المعروف إعلاميًا باسم «سجن العقرب»، هو أنني «مختطف»، ولا يصح قانونًا أن تنظر المحكمة في أمر تجديد حبسي، بينما الصحيح أن تحقّق في أمر «اختطافي».
إني أربأ بالمحكمة أن تضفي المشروعية القانونية على وضع غير قانوني، فالالتزام بالقانون عندي هو المعيار الفاصل بين الأمم المتحضرة وغيرها، بل إن غياب العدل يؤذن بخراب العمران، كما أشار ابن خلدون في مقدمته.
ثانيًا، تسيس القضية: لم تستمر تحقيقات النيابة معي سوى لخمسة أيام فقط، بينما امتد حبسي حتى الآن لأكثر من 750 يومًا، أي أن القضيه برمتها مسيّسة، كما أن مطالبة النيابة بتجديد حبسي، خارج إطار القانون، تتعلق بالسياسة أولًا وآخرًا. وسأشرح الآن الدوافع وراء تسييسها:
بحكم تخصصي في العلوم السياسية وحل النزاعات، فقد استندت قراءتي لأوضاع مصر في أزمتها السياسية بعد الثالث من يوليو 2017، لعدد من الأسس:
1- الاستقطاب الذي انتقل من التعبئة إلى المجتمع، وسَعَتْ مؤسسات الحكم بعد الثالث من يوليو 2017 إلى تسييده بين كل فئات الشعب المصري، كما حرصت كل القوى السياسية والثقافية على استخدامه، كأحد أوراق إدارة الصراع فيما بينها. رأيت وقتها، ولا أزال أرى أن هذا الاستقطاب من شأنه تهديد كيان الدولة المصرية ذاته، خاصة في ظل تغيرات إقليمية ودولية بالغة الاضطراب، وتحولات سريعة تفرض تهديدات وتحديات كثيرة على أمن الدولة. فما بالك إذا كانت مؤسسات الدولة المصرية تعاني أصلًا الوهن والضعف وعدم التناغم وقلة الكفاءة!؟
الأزمة السياسية التي انتقلت إلى المجتمع، وتعدد مستويات الصراع في المجتمع المصري، و تقاطعها فيما بينها، بالإضافة إلى ضعف كيان الدولة المصرية، وما تواجهه من تحديات في الإقليم المحيط، كل هذا يقودنا إلى وضع «الدولة الفاشلة»
2- احتياج مصر إلى معدل نمو اقتصادي تصل نسبته لما بين 8% إلى 9% سنويًا، ولعدة سنوات متتالية، لكي يحدث إصلاح، لا مجرد طفرة، في ظل عدم إمكانية تحقيق هذا النمو المتواصل دون استقرار سياسي.
3- إن الأزمة السياسية التي انتقلت إلى المجتمع، وتعدد مستويات الصراع في المجتمع المصري، و تقاطعها فيما بينها (انظر مقالي «مصر يجب أن تتصالح مع شعبها»)، بالإضافة إلى ضعف كيان الدولة المصرية، وما تواجهه من تحديات في الإقليم المحيط، كل هذا يقودنا إلى وضع «الدولة الفاشلة»، خاصة في ظل حالة عنف غير مسبوقة في مصر والإقليم، وفي ظل القابلية لاتساع العنف المجتمعي.
كيف كانت استجابتي لمعالجة هذه الافتراضات والأسس:
1- بالنسبة للأزمة السياسية التي يشترط نموُ الاقتصاد حلَّها، فقد سعيت لتصميم عملية حوار وتفاوض بين الإخوان والحكومة المصرية.
2- بادرت بمحاولة تفعيل الآليات المجتمعية لحل النزاعات بالحوار وبالطرق السلمية، موقنًا بضعف قدرة الدولة المصرية على لعب دور في حل النزاعات المجتمعية، بل يؤسفني القول إن بعض مؤسساتها يساهم في تأجيج هذه الصراعات. من هنا جاءت تصوراتنا عن ضرورة إنشاء منتدى للجان المصالحات العرفية، وشبكات الإنذار المبكر لمعالجة التطورات الطائفية، بالإضافة إلى تمكين الشباب في مجتمعاتهم المحلية من لعب دور في هذه النزاعات، من خلال مدرسة حل النزاعات التي عقدناها في أسوان وأسيوط والمنيا، بالإضافة لجامعة القاهرة.
هل أطالب بالخروج من السجن الحقيقي الصغير لأعيش في سجن كبير، أكون فيه أنا من أفرض على نفسي التعليمات التي تقيّد حريتي؟
أما ثالث أسباب مطالبتي بعدم الإفراج عني، فهو تحول مصر إلى سجن كبير (جمهورية الخوف)، فهل المطلوب أن أطالب بالخروج من سجن حقيقي يقف عليه سجانون يغلقون الأبواب ويفرضون التعليمات و ينتهكون الحقوق والقوانين، لأعيش في سجن كبير أتحرك فيه تحت وطأة دولة القمع والصوت الواحد، ولأكون سجان نفسي، أمنعها من الكتابة و الكلام والفعل، حتى لا ألحق بمن سبقوني إلى السجن؟ هل أطالب بالخروج من السجن الحقيقي الصغير لأعيش في سجن كبير، أكون فيه أنا من أفرض على نفسي التعليمات التي تقيّد حريتي، خوفًا من السجانين ومن كبير البصاصين وأجهزته؟
لقد آلمني رفض البعض نشر بعض مقالاتي في مصر، خوفًا على مناصبهم وأنفسهم، واضطراري لنشرها بالخارج.
لقد آلمني وآلم كل حُرٍ عجزُ نقابتنا عن المناداة بإطلاق سراحنا، نحن الصحفيين المحبوسين خارج إطار القانون، وعدم إشارتها لهذا الأمر.
هل تريد مني يا سيادة القاضي أن أطالبكم بإطلاق سراحي، لأعيش في سجن أكون أنا فيه سجين نفسي؟
ياسر سيد (بوجو) – عمري وعمرك ايه ما طريق
عمري وعمرك ايه ما طريق
نوهب كل ما فيه للماضي
وفي الكورفا كانت أخوايه
لاجل الغُنا لاجل الحرية
والتمن لو غالي بيهون
قدام رحله تاريخها طويل
الصعب لو زاد نحكمه
ومصيرنا واحد نقسمه
صاحبي يا صاحبي النور مكتوب
بينا وبين الشمس معاد
صاحبي يا صاحبي الشده عويله
صعب تغير ولا يوم فينا
عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – أحملق فى انعكاس وجهى المنبعج
أحملق فى انعكاس وجهى المنبعج على زجاجة المياه القادمة من البيت. كنت فى السنوات الأولى من السجن أنتظرها فى كل زيارة، و ما إن أرجع إلى الزنزانة حتى أخرجها و أتجرعها، فيُعيدنى طعم المياه المفلترة المميز لذكريات عديدة، فكأنى إن أغمضت عينى أعيشها مرة أخرى بتفاصيلها. و مع كل شربة ذكرى جديدة.
أمسكت بالزجاجة و أسندت ظهرى إلى الحائط و أنا ما زلت أراقبها. فتحتها ببطء، و أخذت منها جرعة.
لم أشعر بشئ.
لم أعد من الأساس أتذكر طعم مياه البيت حتى أعود إليها.
أغلقت الزجاجة و عدت أنظر لوجهى فيها. أترى يكون الانعكاس المشوَّه هو انعكاس روحى المشوَّهة!
أنشأت أعد الأيام فى عقلى. باقٍ على عيد ميلادى الثانى و العشرين أقل من شهر. مللت الحديث فى الأمر. أصبح الكلام عبارة عن "كليشيه" سخيف و ممل. "اليوم أتممت ثمانية عشر عاماً فى السجن" "اليوم أتممت تسعة عشر عاماً فى السجن" "اليوم أتممت عشرين عاماً فى السجن" "اليوم أتممت واحداً و عشرين عاماً فى السجن" "اليوم أتممت اثنين و عشرين عاماً فى السجن".
لا أدرى أيهما أكثر بؤساً: أنى بلغت من العمر اثنين و عشرين عاماً، أم أنى مكثت فى السجن ما يكفى من السنين ليكون الكلام فى الموضوع مملاً.
فى الثانى عشر من ديسمبر، يوم عيد ميلادى، يكون مضى أكثر من شهرين من سنتى الخامسة فى السجن. أصبح التأثر صعباً. بت أحزن أكثر على عدم قدرتى على الشعور. هل تعود يوماً ما كل المشاعر المقتولة؟ هل ترجع يوماً ما كل الذكريات المفقودة؟
استلقيت مغطياً وجهى بمنشفتى الزرقاء، و جعلت أسترجع التفاصيل الصغيرة كما أفعل من آنٍ لآخر، خوفاً من أن تتفلت، فأفقدها للأبد.
أتذكر تفاصيل غرفتى. أثاثها الأسود و جدارها الأسود الذى يراه الجميع كئيباً و لكنى أعشقه.
مكتبى الذى تتبعثر عليه الأوراق. تعلوه مكتبتى الحبيبة المكتظة بكل أنواع الكتب و الروايات.
"الكومودينو" الصغير الذى تجاور فيه محفظتى هاتفى المحمول، تطل عليهما بضوئها الدافئ، "الأباجورة" الحمراء التى أنارت لى ليالىَ طويلة سهرت أقرأ فيها للفجر. حلقة كرة السلة المثبتة على الحائط المقابل للسرير، و التى يتعجب منها كل من يراها، غير مدركين إحساس أن ترى حبك الأول كل يوم فى الصباح عندما تفتح عينيك.
المطبخ الذى أزوره كل ربع ساعة لأفتح الثلاجة و كأن شيئاً جديداً سيظهر فيها بشكل سحرى.
علبة الشوكولاتة المعدنية التى تحتوى على أدوات الخياطة. الكنبة الوثيرة التى كنت أجلس عليها مع أمى نشاهد مباريات كرة السلة حتى صارت أكثر خبرة فيها منى.
أراجع و أراجع. أحاول تذكر ما نسيت، و الحفاظ على ما زال باقياً و بدأ فى الخفوت.
هل أرجع يوماً يا ترى؟
هل من أمل أن أعود؟
ايمن علي ابراهيم موسي (ايمن علي) – صديقي
صديقي
أخبارك إيه؟! واحشني فشخ..
السجن اصبح ممل من ساعة ما مشيتوا...اليوم مش بيعدي...
دي آخر حاجة كتبتها..حاسس إنها مبتذلة، ومكررة، ومملة! بس مش فارقه!! كده كده كل حاجة مبتذلة، ومكررة ومملة...اقرأها وابقى قول لي رأيك...
مصر...كيف حالك؟!
اتذكرينني؟!
أنا ابنك...ابنك الذي كانت سعادته في رفع علمك عاليا...أتذكرين آخر بطولة لي مع منتخبك عام 2006؟! عندما كنت في "فرنسا" وحصلت على المركز الثاني في بطولة البحر الأبيض المتوسط في الغطس...أتذكرين سعادتي؟! كنت سعيدا كأنني فزت بالمركز الأول! فما المشكلة ما دام الفائز به ابنك أيضا..كنا نحتل ثلثي المنصة، وعلمك كان يحتل المنصة كلها عندما ضممنا الإيطالي الحاصل على المركز الثالث إلينا وحملنا علمك عاليا...أتذكرين؟!
أم تذكرين في عام 2011 عندما كنت أسير في ملاهي "أورلاندو" رافعا رأسي وأنا أجيب السائل عن جنسيتي..ألا تذكرين وقوفي في ال Subway في مانهاتن وأنا أُري إحداهن ورقة نقدية مرسوما عليها نقوشا فرعونية..ومدى انبهارها بحضارتنا..أتذكرين؟!
رغم بعدي عنك، لكنك لم تفارقيني!
أتذكرين حبي لك الذي يتلاشى هنا شيئا فشيئا؟!
أتدرين أين هو "هنا"؟! أتدرين بحالي أم نسيتيني؟!
ها أنا ذا...بين أضرس سجونك الحديدية منذ أربعة أعوام تمضغني الأيام...حتى تحللت إنسانيتي..
ها أنا ذا...تائه في أضيق سجونك أكاد أجن...أم جننت بالفعل ولا أدري! -أليس المجنون آخر من يعلم؟!-
كيف حالك يا مصر...
أين أنت!
إبنك الصغير
أيمن علي موسي
محمد يوسف – جميل خميس – استغاثة
اسم السجين (اسم الشهرة) : محمد يوسف – جميل خميس النوع الاجتماعي : ذكر تاريخ تحرير أو نشر الرسالة :...
سيد محمد احمد (سيد منسي) – يقال ان العمر لا يقاس بالسنوات
يقال ان العمر لا يقاس بالسنوات بقدر ما يقاس بالتجارب وكان لي الشرف منذ بداية وعيي وتكويني ان انتمي الي حلم يناير مؤيدآ ومؤازرا ومشاركآ واخيرآ حبيسآ . اعلم منذ البدايه ان تكلة الأحلام المجهضه كبير واننا ندفع ثمن باهظ من اعمارنا ولكنه ثمن بسيط في عمر الأوطان ثمن بيسط في سبيل الحرية والعدالة والكرامه الأنسانيه. اليوم اتم عامي ال 21 .. اقضيه بين جنبات أربع جدران داخل زنزانه غير ادميه ومنذ اكثر من 10 أشهر انا هنا رهن الحبس الأحتياطي علي ذمة قضية وهميه بالمشاركة في تظاهرات 25 يناير 2017 والتي لم تحدث اصلآ. من قلب العتمه احدثكم ربما في انتظار شعاع نور قادم من اخر النفق ... شعاع امل يقضي علي كل هذا العبث ... شعاع لا يهزمه اليأس او الأحباط بقدر ما يهزمه الخوف والقلق