رسالة الى أخي المواطن
أخي المواطن المطحون ها أنا أخيك المسجون أوجه رسالتي اليك من داخل السجن، لعلك تشعر بمعاناتي مثل ما أشعر بمعاناتك..نعم أنا أشعر بمعاناتك، أشعر بغلاء معيشتك، أشعر بمدى الظلم الواقع عليك، أشعر بأنك رافض كل من يتكلم لينتزع حقوقه وحقوقك لأنك تفكر في شئ واحد فقط هو أنك إذا تكلمت إنقطع رزق يومك، فتُفضّل السكوت !
ولكن إعلم يا عزيزي أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، وأنا لا أريد أن أكون شيطان أخرس فلذلك تكلمت.
أتعّلم أخي المطحون ما هو الحق الذي رفضت أن أسكت عنه ؟!
إنه حقك وحقي، نعم، أنا لم أسكت عن حقك وحقي، لذلك سُجنت ومن أجلك وأجلي.
أنا قررت أن أضحي من أجلك، والآن أنت تكافئني على تضحيتي بسكوتك على ظلمي، رغم أنك مظلوم مثلي !
لذلك قررت أن أحكي لك جزء من معاناتي لعلك تفيق وتنظر إليّ وتتحرك، فأنا لم ولن أفقد الأمل فيك أبدًا.
أتعّلم يا أخي أن وسيلة الترفيه الوحيدة هنا في السجن هي أن أكتب إليك !
أتعّلم أنني إذا أردت أن أقضي حاجتي فإنه يجب عليّ أن أقف في طابور الإنتظار، مثلما تقف أنت في طابور رغيف العيش !!
أتعّلم أنني لا أتعرّض إلي الشمس شهور عديدة، وهذا يعرضني للأمراض !!
أتعّلم يا عزيزي أنني أقوم من نومي كل يوم مفزوعًا من دخول الظباط علينا في الزنزانة بالسباب واللعنات !
هنا يا أخي أي شئ تريده يجب أن تستأذن من حضرات الظباط، ونادرًا ما يأذنوا لك، هنا يا أخي مصيرك مرتبط بكلمة من حضرات الظباط.
كل هذا وأكثر أنا أتحمله من أجلنا يا أخي.
أنا أنتظرك يا أخي لتنقذني وتنقذ نفسك من هذه المعيشة الصعبة، أنتظر أن تعرف أن بسكوتك هذا لن تنصلح حياتنا.
إني أنتظر تحركك يا أخي من أجلنا.
والسلام ختام.
أخيك المعتقل : محمد أبو داوود
رسائل جدران العزلة
عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – قضية أرقتني وشغلتني
قضية أرقتني وشغلتني وآلمتني أثناء بحثي لها طوال الأعوام الثلاثة الماضية، التي خلالها تعرضت بإلحاح واستمرار إلى القبح والظلام اللذين يكتنفان هذا الكوكب التعيس، واحتككت وبشدة بكل الطبائع البشرية ودرجات الفهم ومستويات العقليات، وقرأت وبتوسع في كتب الفكر والتاريخ والفلسفة والروايات التي تتناول الموضوع، لمختلف الكتاب أصحاب الأيديولوجيات والأفكار والعقائد المختلفة، ووصلت للآتي: "هذا الكوكب، في مجمله، مكانٌ مظلم".
ظننت قبل السجن أنى أعيش في بلد فاسد، وإذا بي خلال تجربتي أفاجأ أنى أعيش في كوكب فاسد، قرأت عن النظم العالمية والهيمنة والحروب والآليات القذرة التي تنتجها الدول لتعلو على بعضها، وأساليب الابتزاز البشعة التي تسيطر بها دول على دول بأسرها، وغسيل الدماغ المنظم لا لشعبِ دولةٍ، بل لسكان كوكب بأكمله! حتى صدمتني الحقيقة المروعة.. وهو أنا.. كلنا -وأنا أول شخص- نعيش وهماً عظيماً ولا نفهم شيئاً مما يجري حولنا..
وأني وبعد كل هذا البحث المضني، كان أقيَم شيء وصلت إليه هو إدراك أني أعيش هذا الوهم فقط، وما زال أمامي طريق طويل لأصل إلى كنهه وطبيعته.. ثم بعد هذا الفساد.. رأيت الظلم! رأيت ظلم البشر وقهرهم وإذلالهم وخَبرته وعشته وقاسيته بعد ما كنت بعيداً أشد البعد عنه.. ورأيت أُناساً ينهون حياة الآلاف في لحظة ولا يهتزون ولا يرهبون حرمة الموت الذي تُشَمّ رائحته في ذرات الهواء.
رأيتهم في جميع الأفكار والتيارات والفصائل، دوماً يستخفّون القتل ويظنون أنهم على الحق وأن سواهم ممن خالف هواهم لا قيمة لحياته.. رأيت بشراً يحكم على بشرٍ أن يقضي عمره وراء القضبان، ويحكم على أهله بالتشرد والضياع ظلماً مبيناً.. ويخرج من ثَمَّ فينام ملء جفنيه غير عابئ ولا شاعرٍ بأدنى ذنب أو لسعة ندم أو تأنيب ضمير.. رأيت عشرات الأيديولوجيات تتكلم باسم ديني وتزعم تمثيله وتكره بعضها البعض، ويظن كل منهم أن له الجنة، ثم رأيت نظاماً يسجنهم ويقتلهم جميعاً بلا تفرقة زاعماً -أيضاً باسم ديني- أن كلهم في النار.
وأنا أتأملهم جميعاً من الخارج، مدركاً ببطء أن ما زال أمامي شوط طويل أقطعه في البحث عن الحق، متذكراً عندما مرت جنازه يهودي أمام الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقام واقفاً، وعندما سأله أصحابه متعجبين، رد رداً جميلاً مؤكداً قيمه الإنسان كإنسان، فقال: "أوَليست نفساً؟"، فأهز رأسي متعجباً عندما أقارن ما أرى بما أعلم.
هل نستطيع تغيير هذا العالم؟
وبعدما رأيت العتمة التي تغطي الكوكب، وجدتني أواجه يومياً الظلام الكامن في نفوس البشر.. صُدمت عندما رأيت المدى الذي يمكن للإنسان أن يبلغه من الحقد والغل والكره والتشوه الذي يمكن أن يصيب روحه.. تألمت على إلف الإنسان للموت والقتل، بل وقدرته على الشماتة والفرح في موت الأبرياء.. ورأيت ما يمكن أن يصنعه الظلم والقهر بالنفوس البسيطة فيحولها إلى آلات بث الكراهية في كل مكان، ويجعلها تتشفّى في أي مصيبة، فاقدة كثيراً من إنسانيتها.. ولم أعد أعلم أأمقتها لذلك أم أشفق عليها؟
رأيت سرعة رهيبة في إصدار الأحكام وانعدام التماس الأعذار ورغبه في الإيذاء والعقاب، بدلاً من مد يد العون والمساعدة، وكأن كلاً منهم نصّب نفسه إلهاً على الأرض يوزع الأحكام توزيعاً، ثم رأيت بعضاً ممن يملكون الإنسانية ينكرون بقلوبهم ولا يتكلمون على شيء مما يشهدون من الأحكام المندفعة نحو كل من يحاول قول الحق من كل صوب وحدب..
ولكني مع ذلك أعذرهم وألتمس لهم ألف مبرر؛ لأني شخصياً أرتعب من اللحاق بصفوفهم إن كُتب لي يوماً الخروج.. أرتعب أن أكون جباناً.
هل نستطيع تغيير هذا العالم؟
رأيت بعد ذلك مصير القلة القليلة التي تحاول بالفعل مواجهة وتغيير هذا الجبروت وإضفاء بعض النور على هذا الظلام الدامس.. بلا مكسب ولا مصلحة شخصية لهم.. أحببتهم وهويتهم، بمختلف أفكارهم واعتقاداتهم، ورفعت رأسي تيهاً وفخراً أن قُرِنَ اسمي باسمهم، مع حقارة قدري بجوارهم، وتألمت كثيراً لما رأيت أن مصيرهم الدهس!
نعم، يدهسهم الظلم والشر وقوى الظلام، فلا تتاح لهم الفرصة أن يغيروا شيئاً، ويظل العالم كما هو، وتنتصر قوى الشر عليهم في النهاية، فيكون قدرهم هو الدهس، لكنه دهس لا كالدهس، فلأن تُدهَس بعز وشرف في سبيل الحق، خير من أن تعيش مديداً فتُدهَس كل يوم بذُلّك وعَارِك..
هو مبدأ لا يفهمه إلا من تيقن أن هناك عدلاً إلهياً في النهاية، وأن طريق الحق شاق وطويل.. لا يهم الوصول إلى نهايته، إنما المهم أن نموت عليه، وأستشعر القشعريرة في معنى هذه المقولة القائلة:
"الحياة وجدت بوجود الألم.. الحياة خلقت من رحم الألم..
الألم أعظم موصل للخلود إن فقهنا.. لأنه زياده في الرصيد.. أما السعادة والهناء، فهما كان موقعهما في الدنيا، فهما خصم من رصيد النهاية..لأن الغاية هي كون النهايات سعيدة، والرحلة ألم.. فإن لم توقن أن النهاية سعيدة، فلا معنى إذا لألم الرحلة".
أدرك أخيراً الحقيقة المؤسفة، وهي أنى لا أستطيع تغيير هذا العالم.. لكني أدرك أيضاً برمضة أمل أني إن تجردت وصدقت النية مع خالق هذا الكون وأخلصت بما فيه الكفاية.. ربما سينعم عليَّ يوماً ما، بأن أفهمه".
عبد الرحمن الجندي
الجمعة 26 / 8 / 2016
من سجن وادي النطرون
عبد الرحمن جابر – رسالة وراء القضبان
اسم السجين (اسم الشهرة) : عبد الرحمن جابر النوع الاجتماعي : ذكر تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 8/22/2016 السن...
ايمن علي ابراهيم موسي (ايمن علي) – صَيفي الآن
الصَيف..
أُغمض عينيّ و أسترجع ذكريات الصيف..
شعوري عند خروجي من بين أمواج البحر.. إنعكاس ضوءِ الشمس على جسدي المبلل.. رياح الشاطئ تصطدم بجسدي فتُذهِب المياه من عليه شيئًا فشيئاً.. و تتبقى بعض القطرات، تتساقط من أنفي و تدخل فمي.. أشعر بملوحة المياه.. لون البحر الأزرق يحاوطني.. و يتلاشى من أمامي شيئًا فشيئاً..
-الآن- قطرة مياه تسقط من أعلى أنفي.. جسدي غارق في مياه مالحة لكنها لا تجف، بل تزداد!
اللون الأزرق يحاوطني من كل جانب، ولا يوجد شعاع شمس حولي، ولا يوجد شعاع أمل بداخلي!
أتابع القطرة تلو الأخرى و هي تسقط من أعلى أنفي و من ذقني.. تكاد أن تلمس الكلبش المتدلي من يدٍ واحدة - بلا فائدة - و تكمل القطرة طريقها حتى تقع على أرضٍ متسخة مليئة بأعقاب السجائر..
أتابع القطرات و هي تزداد!
أُخرِج زفيرًا قويًا فتنتشر أمامي المياه في الهواء.. أفك أصابعي المتشابكة و أضعها على فخذي. أرفع رأسي المنحني و أقف..
كادت رأسي تصطدم بسقف عربة الترحيلات!
آخذ خطوة نحو الشباك أمامي.. ما زالت العربة تقف أمام إحدى السجون الأخرى، تنتظر أن تلتهم بشرًا أُخَر.
تمنيت ألا يكون مُدَخنًا، فلا يوجد أكسجين هنا. أريح كفي على الحديد الأزرق و أنتزعها سريعًا.. كادت أن تحترق!
آخذ شهيقًا عميقًا من أمام الشباك كي أجبر جزيئات الهواء على دخول العربة.. هذه العربة التي أسير بها بين الناس ولا يشعر بي أحد.. ذاهبٌ إلى سجنٍ آخر كي أمتحن ما لا أطيق!
يوشك الصيف على الإنتهاء و يوشك حلمي على الإنتهاء معه.. حلمي بأن أكون مهندسًا.. ألا يكفي تحطيم حلمي الآخر؟! أن أُسعد أبي بهذه الشهادة.. ألا يكفي موته حزنًا عليّ؟
تنزلق دمعة من عيني و تندمج مع قطرات عرقي المالح.. أستدير كي أعود إلى بحري الخاص منذ أكثر من ألف يوم، و أجبر روحي على الغرق فيه!
احمد بديوي – تمرّ الشهور والأيام في سجون هؤلاء ونحن على يقين
من معسكر الأمن المركزي بطرة إلى معتقل 440 بوادي النطرون ثم إلى معتقل الاستقبال بطرة ثم أخيرًا إلى معتقل (1) بوادي النطرون .
تمرّ الشهور والأيام في سجون هؤلاء ونحن على يقين بأنه "لن يدوم كرب وفى الدنيا رب" ، كما قال الدكتور مصطفى محمود .
لا أعرف من أين ولا كيف أبدأ مقالتي الثانية منذ اعتقالي في 17/8/2013على خلفية أحداث مسجد الفتح !!
هل أتحدث عن سلحفاة العدالة الشامخة ؟!!
أم أتحدث عن بطش الظالمين مع المعتقلين ؟!!
هل أتحدث عن الظروف النفسية للمعتقلين وذويهم ؟!!
أم أتحدث عن المستقبل المجهول والعمر المسروق ؟!!
لكنى آثرت في النهاية أن أكتب عن كل معتقل من تلك المعتقلات ، أحداثا شاهدة على بطش الظالمين وتنكيل هؤلاء بشباب هذا الجيل خاصة ، وبأبناء الشعب المصري عامة ، أبدأها بـ(5أيام فى معسكر الاختطاف) .
لقد تم ترحيلنا فى يوم السبت الموافق 17/8/2013 من مسجد الفتح بميدان رمسيس ، وترحيلنا إلى معسكر الأمن المركزى بطره (معسكر الإختطاف) فى عربات أمن مركزى تحمل أكثر من 45 معتقلا من الأطفال والشباب والشيوخ ، وتم شحننا في تلك العربات وكأننا لسنا بشرًا ، كانت درجة الحرارة عالية جدًا وكان العرق يتصبب علينا من سقف العربة نتيجة لأنفاس تلك الأعداد الكبيرة .
لم أكن أفكر حينئذ إلى أين نتجه أكثر من أننى أريد النزول من تلك العربة فى أسرع وقت قبل أن أموت اختناقا ، وبعد معاناة شديده وصلنا إلى معسكر الاختطاف ، نزلنا من عربيات الترحيلات واستقبلنا ضباط الشرطة فسجلوا أسماءنا وتم توزيعنا على الزنازين بواقع 80 فرد لكل زنزانه ، في تلك الزنازين التى لا توصف بشاعتها ، حيث لا طعام ولا شراب ولا دورة مياه ولا وسائل تهويه مساحتها 3.5م×6.5م تقريبا ، كل هذا ولا أحد يعرف عنا شيئاً !!
لا أعرف كيف تحملنا هذه الظروف القاسية !!
ثم تم عرضنا على أمن الدولة فى الواحدة من فجر يوم الأحد 18/7/ 2015 وتم استجوابنا ونحن معصوبو الأعين ، وكانت الأسئلة تدور بين إيه اللي نزلك مظاهرات ؟!
إنت بتأيد مين ؟!
لما تروح هتنزل مظاهرات تانى ولا لأ ؟!
وفى المساء تم عرضنا على النيابة العامة فى تمام الساعة العاشرة إلى الساعة الثانية فجر الإثنين ، وكانت التحقيقات مهزلة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، أعداد كبيره من وكلاء النيابة ، التهم جاهزة والإجابات أيضا جاهزة ، أيقنت أنها مسرحيه شارك فيها الجميع فدعوت الله أن ينجينى من أيدى هؤلاء الظالمين .
وبدأ التحقيق معى فكان الحوار كالآتي :
وكيل النيابه : الأستاذ فلان الفلاني المحامى هيحضر معاك التحقيق .
أنا : أنا عايز محامي خاص .
وكيل النيابة : إنته كده غير زمايلك وأنا بنصحك إنك تنجز معانا علشان كله لازم يخلص النهارده .
وبعد سجال بينى وبينه رفضت إثبات حضور المحامى .
وتم التحقيق معى بدون محامى ، وبدأ يسرد التهم ويجيب هو محصلش ، فاستغربت وطلبت أن أقرأ التهم وصممت على الإجابة بالنفى ولكن بطريقتى ، وأقفل المحضر ورجعت الزنزانة ، مكثنا 5 أيام بتلك الأعداد الكبيرة فى هذه الزنازين التى لا تتسع إلى ربع هذه الأعداد ، كنا لانعرف مصيرنا هل سيقتلوننا ؟!!
أم يتركوننا نموت جوعا وعطشاً ؟!!
انتشرت الأمراض الجلدية نتيجة تكدس تلك الأعداد فى زنازين ضيقه معدومة التهوية مع عدم وجود مياه ، وفى خضم هذه الظروف كنا نهتف إلى أن يأتى إلينا أحدا من الضباط لنعرف أى شىء عن مصيرنا المجهول ، فيقسم لنا إننا هنروح العصر ويمر العصر فنهتف ونطرق الأبواب ، فيأتى ضابط آخر وأقسم أيمانات مغلظه إننا هنروح في الصباح ، فكانت استراتيجيتهم فى التعامل معنا هى التخدير .
وتمر الأيام وكأنهم 5 سنوات إلى أن جاءت الساعة الواحدة من فجر يوم الخميس ، ورأينا تلك الأعداد الكبيرة من جنود الأمن المركزى وضباط الشرطة برتب مختلفة وسيارات ترحيلات فطلبوا منا الخروج فسألناهم : إحنا رايحين فين ؟!!
فأجاب ضابط : أقسم بالله ما أعرف إنتو رايحيين فين ، بس اللى أنا متأكد منه إن إنتوا رايحيين مكان أفضل من هنا 100 مره .
فرفضنا الخروج إلى المجهول ، فهددونا بأنهم سيخرجوننا بالقوه ، فاستجاب بعضنا بحجة إنهم فى الآخر هيعملوا اللى هما عايزينه وإن قنبلة غاز واحده هتخلينا نجرى علي الباب من الاختناق ، فخرجوا وعملولهم فيش وتشبيه وكبلوهم وركبوهم سيارات الترحيلات ، ولم يتبق فى المعسكر سوى ما يقرب من 70 معتقلاً من أصل 496 .
وجاء ضابط آخر يتفاوض معنا ، فأخبرناه أننا لن نخرج إلا لما أهالينا تعرف إحنا فين ورايحيين على فين ، فاستجاب الضابط وقال هخلى 3 منكم يكلموا أهاليهم ، وأقسم أيمانات مغلظه إنه هينفذ وعده ، واخدوا الثلاثه اللى هيكلموا أهاليهم ويحكولهم اللى حصل ، وأخذوا الثلاثه واحنا خرجنا بعدهم ، عملولنا فيش وتشبيه وكبلونا وركبونا سيارات الترحيلات ، ووجدنا زملائنا الثلاثة داخل العربة ولم يتصلوا بأهاليهم كما وعد الضابط ، وذهبنا إلى المجهول الذى سنتحدث عنه لاحقاً إن شاء الله .
مرت الأيام الخمسة كما قدر الله أن تمر ، وخلصت منها بقاعدة لن أنساها ( وجوههم تختلف ، لكن خيانتهم واحده عنهم أتحدث )
عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – اتخنقت جداً عايز أطفى مخىِّ
اتخنقت جداً . عايز أطفى مخىِّ.
عمال أفكر إزاى كل الطرق والاختيارات وحشة. وكل ما بفهم الدنيا وبتمشى ازاى أكتر كل مابتعب أكتر.
بفكر فى الخروج. حاولت أستشعر إنى ممكن أخرج الشهر الجاى. لقتنى مش متحمس إطلاقاً. لقتنى مرعوب.
اتعودت على السجن وألفته لدرجه ان بره بقى حاجه مخيفة وغريبة بالنسبالى .
طب هخرج وأسيب أبويا جوه وهو ملوش ذنب؟ هعيش ازاى أنا بالذنب ده؟ طب نفضل احنا الاتنين فى القرف والذل والقهر ده؟
وأمى هتموت مننا واخواتى عمالين بيكبروا والحياة بتعدى وتخلص؟ طب لو طلعت لوحدى هسافر وأسيبهم برضه فى نفس الهم والقرف والذل بظبط ولا كأن ليا لازمة ولا كأنى طلعت؟ طب لو فضلت هحط لسانى فى بقى واسكت؟ مش هتكلم عن القرف والذل اللى أنا شفته والناس اللى جوا وأحاول أساعدهم بأى طريقة؟ طب لواتكلمت واتمسكت تانى عشان كلامى هنعيش الكابوس ده من الأول تانى ازاى؟ طب لو سكت وحطيت لسانى فى بقى هستحمل العار والجبن ده جوايا ازاى وأعيش شايل الخزى ده على ضهرى ازاى وأنا عارف ان زيى زى أى حيوان شايف وعارف وساكت. وأكتر كمان لأنى عشت بنفسى وفاهم بظبط؟
يعنى جوه السجن قرف وبره السجن قرف وجوه البلد قرف وبره البلد قرف وساكت قرف وبتكلم قرف.
هعيش ازاى وأنا أدركت وتيقنت إن عمرى ما هعيش فى سلام داخلى تانى أبداً،
القرف اللى حصلى ده كله علِّم على عقلى وروحى علامه دائمة.
ادركت إنى بحاول أعبد ربنا وأتقربله على قد ما أقدر عشان هدف واحد. إنه يمكن يرحمنى فى الآخرة ويفهمنى الحكمة. القرف ده كله بيحصل ليه وازاى هو فى الأصل مش قرف. عاوز أفهم كل حاجه فى يوم .
متهيألى ديه الجنة.
عبد الرحمن الجندى
السبت 13/8/2016
محمود طلعت (طمطم) – وحشتونا يا جدعان
مساء الخير ...وحشتونا يا جدعان يا رفاق يا زملا يا احرار يا عشوائيين يا متحررين يا رجعيين يا مزيكاتيه يا غلابه يا فقرانين يا فنانين
وحشتوني يا ولاد الاصول ،يا جيل عشت معاه كل الانفعالات والاحداث، فرحنا وانبسطنا قليل وقضينا اغلب الوقت البؤس مسيطر علي مجريات عيشتنا تقريبا ً
مش مهم الي فات ،،،قد ماهو شيئ مهم الغباء والاخطاء الي ارتكبناها لإن بحسبه بسيطه هتلاقي ان الاغبيا كانوا كتير وان انا كنت واحد منهم وكنا دايماً نشوفها مجرد اخطاء بنكررها ونندم عليها لكن فالحقيقه كانت جرايم ارتكبناها ف حق الثورة وخطوات قادت الثورة المضاده بشكل كبير وتقريباً هي السبب ف جودنا هنا حتي لو بشكل غير مباشر ...
ومع اقتراب الذكره التالته علي اكبر مجزره ف تاريخ مصر الحديث وجب علينا الاعتراف بسذاجتنا وغبائنا في يونيو 2013 وما بعدها وانت ضمن اسباب ان يتم تصفيه اكتر من 1000بشري ف اقل من تلات ساعات
اكيد مستوعبين الحدث و مدي جرمة لان اغلبنا اتعرض لاحداث مشابهه وان كانت اقل غشامة لكن شفنا الموت علي بعد خطوات من بداية تاريخ الثورة ف يناير 2011 لحد دلوقتي. .
لازم نعرف ان لو الثورة انتصرت هنقدم نفسنا للمحاكمه بتهمة السذاجه والغباء
اولا السذاجه ..
١-السذاجه بان جماهيرية يونيو 2013 بتأيد الطليعه الثورية ومؤمنين بأهداف وبيتحركوا بدافع الوصول لمطالب يناير
2- سذاجة ان الثورة المضاده ضعيفه ومش دارسه استراتيجيه وتكتيك وتستميت ف انها تمدد استمرارها فالسلطه
3- سذاجتنا اننا نقدر نتحكم ف خارطة طريق ونجبر اي انتهازي للخضوع لافكارنا ومطالبنا
4- سذاجتنا ف عدم قراءة الموقف لعدم تقدير غشامة الدوله الامنيه ف مصر
ثانياً غبائنا ...
1-غبائنا بعدم اعترافنا ان الدولة والثورة المضاده من الداعمين ليونيو 2013 رغم ادراكنا لاغراضهم السلطويه والانتهازيه
2- غبائنا فالعزوف عن ضم المضطهدين والغلابه من الاخوان ف صفوف الثورة ضد قياداتهم الاصلاحيه واستمرارنا فالصراع مع من هو مغرر بافكاره
3- غبائنا ف منح الثقه لنخبة وصوليه واحزاب مموله تكسب تأييد الدوله
من الاخر كده اجدعان السذاجه والغباء دول ميتصنفوش ف عصرنا ده مروراً باحداث الثورة غير جرايم لازم تحاسب الي ارتكبها قدام محاكم القيم والاخلاق والعدل الي بنحلم بيه
ارجوكم اوعوا تنسوا تاريخنا واستمروا بالكتابه والكلام عن الثورة وعن اخطائنا ، علشان لو حتي منتصرناش نكون قدمنا تجربه فاشله تستفيد منها الاجيال الجايه.... ويحاولوا ينجحوا
محمود طلعت
سجن كرموز العمومي..
11-8-2016
جعفر ابراهيم الزعفراني (جعفر الزعفراني) – خصوصية السجن
خصوصية السجن!
احد اكتر الحاجات بتضايق فى السجن
انه مفيش حاجة اسمها خصوصية
وقد ايه ده حاجة مؤلمة جدا للناس الي تعودت علي قدر كبير من الخصوصية
مفيش لا وقت ولا مساحة ولا حتي لامؤاخذة حمام تقدر تشعر بالخصوصية فيه
…
علاوة علي كدة تخيلوا انكم قاعدين مع 12 نفر للمدة 22ساعة وممكن تقفلهم 24 ساعة لاجل غير مسمي
البني قادم بيتجرد قدامك من كل الاقنعة الي بتجمل سلوكياته و تعاملاته فبتشوف الطيب جدا الي فيه والوحش جدا الي فيه برضو …
واحيانا بيصل بيك الحال انك متبقاش عارف تعيش مع شخص لكنك مجبر انك تقوم الصبح تتصبح بوشه ..
بس عشان مقفول عليكم زنزانة واحدة
ساعات بتخيل في احلام اليقظة اني لما اتخنق ممكن اخرج اتمشي شوية ده بيبقي بليل طبعا لما اكون بره بس هنا مبعرفش اصل الباب مبيفتحش من جوة …..
الحمدلله
برضو صابرين و مكملين لغاية لما اللطيف يأذن
البوست ده غرضه التوثيق بس والله مش قصدي اقلب المواجع ولا حاجة
#من_داخل_المعتقل
احمد سعد دومه سعد (احمد دومه) – يا أبو يوسف
اسم السجين (اسم الشهرة) : احمد سعد دومه سعد (احمد دومه) النوع الاجتماعي : ذكر تاريخ تحرير أو نشر الرسالة...
محمود السقا – سلامي لكل اصحابي وكل المتضامنين واساتذتي والزملا الصحفين
سلامي لكل اصحابي وكل المتضامنين واساتذتي والزملا الصحفين
وبشكرهم جدا جدا على وقفتهم وشكر خاص لمجلس النقابه والزملاء واساتذتي المتضامنين
برغم كل ما اتعرض له من وتعنت وتواطئ واهمال في صحتى ومنعى من العلاج إلا أننى لن اهزم و لن اكسر ، و لن انحنى إلا لله .
لن نهزم إلا بالموت و وقتها يكفينا شرف المحاولة و التجربة .
تجربة تقديم صحافة حرة ونزيهة.
محاولة إثبات ملكية مصر للجزرتين (تيران - صنافير) و بالفعل صدر حكم قضائى بذلك و لكن مازال النظام ينكل بنا .
ويكفينا أن التاريخ والأجيال القادمة ستذكر أننا بحاسب و ينكل بنا من أجل تراب أرضنا و ليس أى شئ أخر.
و أخيرا أن كانت تهمتى حب وطنى و الدفاع عن أرضه فأنا معترف بتلك التهمة بل و فخور بها.وهي وسام على صدري.
عبد العزيز فهمي (زيزو عبده) – الانتظار في السجن فريضة
كل شيء بميعاد وكل فعل أو حركة بحساب. الأمر ليس بيديك فأنت مقيد الحرية، متروكًا وراء باب حديدي ثقيل الوزن وثقيلًا علي النفس، تتحرك في مساحة ضيقة، لا تستخدم إلا نمرتك (فرشتك)، في كافة أمورك واحتياجاتك اليومية؛ بين نوم وجلوس وقراءة.
هنا سجّان هو بمثابة الكفيل لك إن أردت أبسط شيء، عليك التفكير جيدًا في خلق تمهيد مقنع وموجز قبل إلقاء طلبك في وجهه، منتظرًا منه إيماءة برأسه تفيد القبول أو الرفض.
عليك الانتظار، فليس كل ما تحتاجه يُلبى في الحال، فكل شيء في السجن مرتبط بالانتظار.
إن أردت دخول دورة المياه، عليك اختيار التوقيت المناسب الذي تقلُّ فيه الحركة نسبيًا كي تستطيع تلبية نداء الطبيعة أو أخذ دُش أو حتي غسل يديك بعناية، فمن الغباء أن تترك نفسك بلا "حجز دور". سيكون الأمر مرهقًا وشديد الصعوبة، فعندما تُلِّح عليك الرغبة في قضاء حاجتك لا يمكنك التفاوض علي التأجيل.
إن شعرت بالجوع فعليك الانتظار حتي تأتي زيارتك، وتُترك بجوار باب الزنزانة، وبالطبع بعد أن يتشاركها معك السجان، وكأنها لكما أنتما الاثنين، وليست لك وحدك.
عليك الانتظار إلي أن تنتهي كل الزيارات، ليأتي بعدها السجان، ويفتح عليك الباب ويسمح لك بتناول زيارتك، أو ما تبقى منها، إن تذكَّرَ! ومن الشائع أن تُترك الزيارة لوقت قد يمتد إلى خمس ساعات، وهي أمام عينيك، تراها من نظارة الباب الحديدي ولا تستطيع لمسها.
في هذه الحالة عليك رسم خطة ما، وخلق التمهيد المُقنع كي يأتيك السجان، وتشرح له أن الزيارة بها أكل ساخن وقد يبرد، أو أن هناك قطة ثقيلة الظل قد تفسد الطعام فيكون مآل الزيارة كيس الزبالة وليس المعدة.
تنتظر ساعة سكون، كي تنفرد بخيالك، وتذهب بهدوء في رحلة عابرة للقيود والحواجز والأسوار، وتطوف به إلي الأماكن والوجوه والمواقف لإشباع غريزة البقاء والتواصل مع العالم الخارجي.
تنتظر فتح الباب عليك ليدخل مُستجد تضيّع معه يومًا حول قضيته وماذا أتي به ضيفاً بيننا، أو خروج شاب من صفوفنا وقد أُخلى سبيله فتضيّع يومًا في التواريخ وعمل الصخب اللازم، فالشعار الرسمي للسجن "الداخل مفقود والخارج مولود".
علمني السجن كيف أصبح صبورًا وأن أكون دائمًا علي قائمة الانتظار. حتي التفكير في أشياء مُلهمة لك يساعدك علي قتل الوقت والانتظار.
أن تختار وقتًا مناسبًا للقراءة، يوجب عليك تهيئة نفسك لذلك. القراءة هي أنفع شئ لك في السجن، وبمجرد أن يقل الصخب وينتظم كلٌ علي نمرته وينامون، أهرول ملتصقًا بباب الزنزانة مُستغلًا الضوء الخفيف الآتي من الطرقة الطويلة التي تضم العنابر المجاورة، لتبدأ مُتعتي الأهم، وأغوص في عالم آخر يأخذني بعيدًا عن وحشة المكان إلي اتساعٍ علي مدد البصر.
هناك شيء واحد لا أطيق انتظاره، حينما يأتي الميعاد اليومي المعتاد لفتح أبواب الزنازين المجاورة لخروج المتهمين إلى النيابات، في أصوات تفزعك وتقلقك وتشعرك أنك لا تزال قابعًا خلف تلك اﻷبواب، بعد أن كنت محلقًا خارج اﻷسوار.
بقدر ما يكون الانتظار بائسًا؛ يقيِّد الرغبات بداخلك ويُفقدها معناها إن لم تتحقق في حينها، إلا أنه هو العملة الرسمية في السجن التي يجب ادخارها، فالوقت يتوقف عندك ولا يتحرك، حتى الوقت تنتظره كي يمر.
محتجزات بسجن النساء بالقناطر – نعلن نحن المضربات عن الطعام
#بيان رقم ( 2 )
نعلن نحن المضربات عن الطعام فى سجن القناطر إستمرارنا في إضرابنا حتى تنفيذ قرار المحكمة بالسماح بفتح الزيارة ..
وعلى الرغم من تدهور الحالة الصحية لبعضنا ودخول الدكتورة بسمة لإجراء فحوصات بالقلب إلا أن إدارة السجن رفضت القيام بعمل محاضر لإثبات الإضراب مما يجعلنا نتسائل :هل هو إهمال أم أوامر من أمن الدولة؟؟!
خوفاً مننا من تدخل أمن الدولة فى عدم تنفيذ القرار وسنستمر في إضرابنا مصرين على مطلبنا حتى النهاية
ليتذكر كل من له ضمير أن المتهم برئ حتى تثبت إدانته
وحتى المظلوم له حقوق يجب أن تراعى وأن الدكتورة بسمة وجدت نفسها بين ليلة وضحاها متهمة هى وزوجها فى قضية كبيرة ومحرومان من رؤية طفليهما الصغيرين ولا يوجد من يرعاهم فليعلوا صوت الضمير والإنسانية والعدل على كل أصوات الظلم.
#سياسيات_القناطر_مضربات
#ادعم_اضراب_القناطر