رسائل جدران العزلة

Filters
عام تحرير أو نشر الرسالة
تصنيف مكان االحتجاز المرسل من خلاله الرسالة
اللغة
الفئة العمرية
النوع االجتماعي

مجموعة من المعتقلين بسجن المنصورة العمومي – رسالة نعي لوفاة المعتقل محمد الشحنة

مجموعة من المعتقلين بسجن المنصورة العمومي – رسالة نعي لوفاة المعتقل محمد الشحنة

يوماً ما سينتهى الظلم .. وهذا القهر .. ثقتنا بالله أنه يملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته
. فالظالم لم يكفه أنه سجن الشباب والشيوخ والنساء وقتل الآلاف فى الخارج ، لكنه الآن يمارس القتل داخل السجن .. فننعى إلى حضراتكم وفاة الأخ الفاضل / محمد على الشحنة والذى بلغ من الكبر عتياً هنا داخل السجن بالإهمال الطبى .. فهو قتل عمد .. قتل عمد لبطئ الإجراءات الطبية المتكررة ..

وقتل عمد لأن القضاة ووكلاء النيابة يقتلون الناس بالتأجيلات المتكررة والغير مبررة .
فذلك الأخ قد إقترب من العامين وهناك تعنت واضح من نظر الإستئناف الخاص به هو وأفراد قضيته ..
فإلى الله نشكو هؤلاء الظلمة جميعهم .. وإلى الله نشكو ذلك التعنت ضد الحالات المرضية داخل السجن والتى تكررت أكثر من مرة كوفاة الأستاذ محمد أبو عوف والأستاذ حسن الجمل منذ شهور والدكتور صفوت خليل والأستاذ عادل يوسف .
هذا طريق نعرف عقباته وهكذا طريق الله … ولنا فيه سبيلان إما نصر وإما شهادة …
إخوانكم داخل السجن عاقدون العزم على إستكمال المشوار ولم ينسوا تلك الدماء وأولئك الشهداء فدماؤهم لعنة على رقاب الظالمين .. وغداً نثأر لتلك الدماء .
ونهيب بأبناء شعبنا المصرى الأبى أن يتحرك ليوقف تلك المهزلة والمسرحية التى يديرها الظالم .. وثقتنا بالله أنه لن يخذلنا .. وهو ناصرنا بفضله وكرمه .
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون
إخوانكم فى سجن المنصورة العمومى
١٣-٧-٢٠١٦

عمرو السعيد – اخواتي الرفاق السائرين معي 

عمرو السعيد – اخواتي الرفاق السائرين معي 

بسم الله الرحمن الرحيم
يوماً ما سينتهى الظلم .. وهذا القهر .. ثقتنا بالله أنه يملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته .. فالظالم لم يكفه أنه سجن الشباب والشيوخ والنساء وقتل الآلاف فى الخارج ، لكنه الآن يمارس القتل داخل السجن .. فننعى إلى حضراتكم وفاة الأخ الفاضل / محمد على الشحنة والذى بلغ من الكبر عتياً هنا داخل السجن بالإهمال الطبى .. فهو قتل عمد .. قتل عمد لبطئ الإجراءات الطبية المتكررة ..
وقتل عمد لأن القضاة ووكلاء النيابة يقتلون الناس بالتأجيلات المتكررة والغير مبررة .
فذلك الأخ قد إقترب من العامين وهناك تعنت واضح من نظر الإستئناف الخاص به هو وأفراد قضيته ..
فإلى الله نشكو هؤلاء الظلمة جميعهم .. وإلى الله نشكو ذلك التعنت ضد الحالات المرضية داخل السجن والتى تكررت أكثر من مرة كوفاة الأستاذ محمد أبو عوف والأستاذ حسن الجمل منذ شهور والدكتور صفوت خليل والأستاذ عادل يوسف .
هذا طريق نعرف عقباته وهكذا طريق الله ... ولنا فيه سبيلان إما نصر وإما شهادة ...
إخوانكم داخل السجن عاقدون العزم على إستكمال المشوار ولم ينسوا تلك الدماء وأولئك الشهداء فدماؤهم لعنة على رقاب الظالمين .. وغداً نثأر لتلك الدماء .
ونهيب بأبناء شعبنا المصرى الأبى أن يتحرك ليوقف تلك المهزلة والمسرحية التى يديرها الظالم .. وثقتنا بالله أنه لن يخذلنا .. وهو ناصرنا بفضله وكرمه .
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون
إخوانكم فى سجن المنصورة العمومى.

محمد السيد (ابو داوود) – رسالة بمناسبة عيد الفطر

محمد السيد (ابو داوود) – رسالة بمناسبة عيد الفطر

كل سنه وانتو طيبينعيد سعيد عليكم و على كل حر فى مصرعيد سعيد على كل اخواتى اللى فى المعتقل و احب اقولهم شده وتزول يا رجالة والى أحنا فيه ده ضريبه الرجوله و الجدعنه و الخوف على البلدالسجن اه وحش بس مش وحش اوى للدرجه يعنى
مثلا السجن هتلاقيه بيظهر النفوس و ينضفها
وربنا علشان بيحبنا ابتلانا بالسجن تكفير ذنوب يعنى
انا عن نفسى ذنوبى كتير فالحمدلله على كل شئ.
وبعدين هى مش فارقه كتير من اوضه فيها 25 فرد لاوضه فيها 90 مليون فرد ... ده سجن و ده سجن و احنا الحمدلله حبستنا جت بفايدة حكم المحكمه بس يارب تكمل على خير والطعن يجى لصالحنا اقصد لصالح البلد ان شاء الله
فيه رساله تانيه احب اقولها لاى حد زعلان منى سواء انا زعلته بقصد او من غير قصد انا اسف جدا جدا لو حصل منى حاجة تزعلكم و اهو الحمدلله امن الدوله خدلكم حقكم 😀
فياريت ده يشفعلى عندكم و تسامحونى
رساله تانيه لكل شخص واقف معايا او مع اى حد معتقل مهما قولت شكرا ليكم عمرى ما هوفى حقكم لولا وجدكم جنبنا عمرنا ما كنا هنستحمل السجن
شكرا جداااا جداااا
اخر رساله لابويا و امى
ربنا يخليكم ليا و انا اسف انى تاعبكم معايا بس اقسم بالله لهفضل رافع راسكم ديما و تفضلوا فخورين بابنكم
اسف لو طولت عليكم و كل سنه و انتوا طيبين تانى و ان شاء الله العيد الجاى نشوف بلدنا احسن بلد فى الدنيا.
محمد ابو داوود

حمدي قشطه – أحب أبلغ الباشا أنى عندى حرية

حمدي قشطه – أحب أبلغ الباشا أنى عندى حرية

أولا : الله يبارك فيكم وعقبالكم كلكم
وأحب أبلغ الباشا أنى عندى حرية أه واللي عندي حرية رغم سجنك وقهرك لكن عندي حرية ، رغم الاحساس اللى مفيش أعب ولا أقسى منه بأن أبنك أو بنتك تتولد ومتقدرش تشوفها وتشيلها ، ورغم كمية القهر اللى حسيتها ، وأنى للحظات حسيت بالضعف وأنى طيب أعمل اي ؟
واحساس بقلة الحيلة إلا إنه رغم علمي بوصول حرية بسلامة وأنا فعلا حسيت بالحرية رغم السجن ، يا باشا أنا عندي حرية " إيموشن بيطلع لسانه " وهعملها أن صوتها ثورة مش عورة .
حفظها شكل عمها سيد وزة وهبلغها هو مات لي وإزاى ، بلغا إزاى تتعلم من طنطتها سناء الثورة والحق ، هحكيلها عن عماتها وأعمامها اللى في المعتقلات واللى بره واقفين جمب المعتقليين والمعتقلات ، يا باشا ويا بيه والله المستقبل بتاعنا وكله حرية .أنا عندي حرية وانت معندكش غير سجن .
ثانيا : كل سنة وانتوا طيبين وعيد سعيد
ولازم تعرفوا وبلغوا كل أهالينا إننا بنحس فرحة العيد لما انتم بره بتعيدوا وإحنا جو هنعيد وهننفخ بلالين كتير في السجن وهنغني العيد فرحة وهنعمل برامج منوعات جوه كفاية إن احنا نعمل إعلام صادق وأكيد برده هنعمل إعلان برضه لأم حسين وهى بتدى حلقها لنبطشي العنبر علشان يجيب لنا الكحك العيد.
طالب حمدى في رساته بتغيير هاشتاج عيدهم في السجن قائلا: "لأن عيدنا فعلا مش هيكون مسجون، إحنا اللى هنأثر فيهم ومش هنسيبهم يأثروا على فرحتنا، قولولهم #سجونكم _ هتعيد هنعلق مكان الشبابيك الحديد بلالين ورسومات فرحة وعيد ولعب على الباب الحديد".
كل سنة وانتوا طيبين
أنا عندي حرية
سجونكم هتعيد
وبالضحكة نختم وبفرحة العيد وضحكة حرية.

عبد العزيز فهمي (زيزو عبده) – في السجن مأرب آخرى

عبد العزيز فهمي (زيزو عبده) – في السجن مأرب آخرى

"في السجن مأرب آخرى"* (ومآرب آخري)لم يحن الوقت بعد ولكن هناك ساعة أتية سأتحرر فيها من محبسي لأستمتع فيها بأبسط الأشياء والأدوات وأدق التفاصيل الحياتية، أتشبع بها كجائزة وحافز ما بعد المحنة .. قد تكون تلك الأدوات والأشياء البسيطة لا تعني الكثير في الخارج .. خاصةً وأنت كامل حريتك وربما تكون أشياء ثانوية علي هامش حياتك، ولكنها تعني الكثير لُمقيدي الحرية، وتشغل حيزاً لا بئس به من التفكير، ولكم بعض الأمثلة مثل:أن تجلس علي كرسي ذا مسند "يسلام"أن تشرب قهوتك في فنجان بودن والقهوه بوشأن تشرب الشاي في كوب زجاج وليس بلاستيك .. يا سلام .. يا سلامولكن في السجن مأرب آخرى، وكأنه يفجر بداخلك إبدعاً من نوعا ما !! نفسك للمعيشة .. أدوات متشابهه بسيطة تصنع منها ما يعينك لتنظيم أيامك المتتالية؛ فبديل لمكتبك ومكتبتك التي تتراص بها كتبك المحببه إليك (كرتونه مصممه وقد صنعت منها مكتبة صغيرة)وبديل لدولابك الذي تتراص به ملابسك (العصفوره - وهي شدة حبل مقوي ينتهي بإسطوانة من الكرتون الملفوف)أو (ولاعة تالفة) وقد صنعت منها شماعة تحتضن شنط بلاستيكية، واحدة للملابس وآخري للطعام ... إلخوتتوالي الأفكار علي خلفية ماتمتلكه من أبسط الأدوات، أشياء بسيطة تتغلب بها علي أيام كئيبة."

عثمان عسكر – كلمات استطاعت أن تهرب من ظلمة السجن الي سماء الحرية

عثمان عسكر – كلمات استطاعت أن تهرب من ظلمة السجن الي سماء الحرية

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة من المعتقل :- عثمان عسكر
كلمات استطاعت أن تهرب من ظلمة السجن الي سماء الحرية
اكتبها لكم واليكم - احبابي واخواني لكم شوقي وحنيني .
إذا مرت عليك أيام عيد الفطر ولم تسعد بها فاعلم أن العيب فيك : فوالله أن العيد يمر علينا بأبواب مغلقة وظلمة مشيدة
وأهالي مفرقة في زنزانة مكبلة مغللة . يقل فيها الهواء ويضعف فيها الضياء ويحجب عنها السماء .
وبرغم كل ذلك فقد ملأ المولى عز وجل قلوبنا بالفرحة والسعادة ... وطالما يا إخواني كان القلب راضيا بقضاء الله اطمئنت روحه ... وسنفرح رغم أنف الطغاة الظالمين الذين يعتقدون أن سجونهم ستحجب عنا الفرحة إلا أننا نقول لهم ...
سأفرح رغم ما حكموا سأفرح رغم ما ظلموا
وإن ضاقت بي الدنيا بحمد الله تبتسم
هذه رسالة للعامة أما رسالتي إليكم احبابي وأصدقائي فيعجز القلم أن يكتبها وتعجز الكلمات أن توصفها ..
وفي نهاية كلماتي أود أن اختمها بسلامي لكل من فرق بيني وبينه الظلم ... وأقول له ..
قريبا سيحلو اللقاء .....
ستفرج فجأة
كل عام وأنتم إلي الله أقرب
أخوكم :- عثمان عسكر

محمود مجدي الجوهري – انا محمود الجوهري

محمود مجدي الجوهري – انا محمود الجوهري

"انا محمود الجوهرى، زميلكم فى دفعة 98، والمفروض أكون معاكم السنة دى فى 3 ثانوى السنة ده. أنا معتقل من 25/2/2015 وبتحاكم عسكرى فى القضية 275، على حاجات كلها متلفقة، ومليش أى علاقة بيها ، وكل ده عشان حبيت اعبر عن رايي فى يوم من الايام. أنا أجلت السنة دى عشان ظروف السجن متسمحش إنى أذاكر، ولا النفسية تسمح بكده، ومستقبلى بيضيع قدامى وأنا محبوس وعاجز. فى تشابه كبير فى الوضع بينى وبينكم، وإن احنا الاتنين الحكومة بتضيع مستقبلنا، بس الفرق بينى وبينكم إن انتو فى ايديكم الإمكانية إنكم تتحركوا وتدوروا على حقكم. أهم حاجة إنك تجرى ورا حقك للأخر ومتزهقش وتكون كلمتكم واحدة وتعرفوا إن "واحد بيفرق فى العدد جدا" . النظام تقريبا اتعود على القمع والقتل والإعتقال حتى مع الطلبة اللى ملهاش دعوة بالسياسة وبيحاولوا يطالبوا بحقهم بس، فحاولوا تضموا على بعض وتخلوا بالكم من بعض .
تقريبا أنا المعتقل الوحيد فى طنطا اللى فى مرحلة الثانوية وأقل من 18 سنة، ورغم إنى مليش محاكمات عسكرية لأن أنا حدث اقل من 18 سنة، إلا إنى بتحاكم عسكرى.
*المهم وإنتوا بتهتفوا وتطالبوا بحقكم متنسوش المحبوسين والمعتقلين اللى كانوا بيطالبوا بحقهم فى يوم من الايام."

محمود طلعت (طمطم) – هؤلاء لا يستحقوا اكثر من هذه الكلمات

محمود طلعت (طمطم) – هؤلاء لا يستحقوا اكثر من هذه الكلمات

هؤلاء لا يستحقوا اكثر من هذه الكلمات اولا لا عليكم ب من هو إنتهازى و وصولى و برجماتى و هؤلاء أول من يسعر بهم فى نار المحاكمه بعد إنتصار الثوره "
لازم نعترف بسذاجتنا و أخطائنا فى مشاركتنا فى 30/6 ووجب علينا الشعور بالندم .. و وجودنا فى مثل هذه الاوقات و المجموعات و التنسيق معهم فى وقت كان الأنسب له أن نتحكم فى ذمام الامور برمتها و لكن ثبات فشل من نجاح التجربه هو ان نخوضها كامله .. حتى ندرك ما فيها من اخطاء و تخطيها فى التجارب القادمه
إن الإنتصار الحقيقى من 30/6 و ما بعدها هو سقوط مثل هذه الاقنعه المدعيه و المتحدثين دائما عن حقهم فى دعوه الجماهير للانتفاضه و التمرد .. !! 🙂
عموما لا تهتموا .. لا تهتموا تانى .. ف غدا يوما افضل" إن الإنتصار الحقيقى من 30/6 و ما بعدها هو سقوط مثل هذه الاقنعه المدعيه و المتحدثين دائما عن حقهم فى دعوه الجماهير للانتفاضه و التمرد .. !! 🙂 عموما لا تهتموا .. لا تهتموا تانى .. ف غدا يوما افضل

ايمن علي ابراهيم موسي (ايمن علي) – يومٌ مضَى

ايمن علي ابراهيم موسي (ايمن علي) – يومٌ مضَى

المكان مظلم كروحي التي فقدت ألوانها.. ضيق كأنفاسي.. قذر كجسدي الذي لم تمسه الماء منذ أيام!

الرائحة لا تُطاق.. لا حمام هنا! - فقط - جردل في الركن لقضاء الحاجة.. جردل ملطخ بأشياء أعرفها جيداً لكني لا أريد تصديق ما أراه!
جردل يتوسط بركة كنت أقنع نفسي أنها مياه.. لكن الرائحة تثبت العكس.
منعزلاً وحيداً كنت..
أشعر بحبل مشنقة يلتف حول روحي!
يجاورني أشخاص كانوا أحياءاً يوماً ما..
أنظر إلى ممتلكاتي.. بطانيتين باليتين تعتليهم الصراصير، مصحف، زجاجة ماء، و ذكريات مشوشة.
يسألني أحد جيراني الجدد إن كان معي مخدرات.. أرد نافياً.. يسمعنا آخر فيجيبه بالإيجاب..
يتفقون على سعر القرص ثم يعرض عليّ بضاعته.. فأرفض شاكراً..
أذهب إلى البطاطين لأحاول النوم.. أخلع ما في قدمي كي أتوسده.. أتقلب.. لا أستطيع النوم!!
أفكر.. أفكر في جيراني و كيف وصل بهم الحال لما هم عليه.. أنصاف أحياء.. كل ما يفكرون فيه هو كيف يقضي يومه.. كيف يخدع عقارب الساعة المتحجرة و يجعلها تدور كالنحلة.. فيأخذ المخدرات فهي الحل المثالي في هذه الحالة.. أو الحل الأسهل..
أتعجب من سهولة دخولها هنا في أظلم مكان في السجون.. في الحبس الإنفرادي.. و صعوبة أو استحالة دخول كتاب.. بل ورقة!
تساءلت كثيراً إن كانوا هؤلاء هم قوى الشر، أم هم ضحايا سنوات إستيطان هذه الأماكن؟
سنوات من تعاطي المخدرات التي تحولت من وسيلة لقضاء اليوم إلى غاية يعيش من أجلها..
يبيع من يبيع من أجل جرعته التي تزداد يومياً.. و يتحول من إنسان بأحلام و آمال إلى وحش دموي!
كيف للداء أن يتضخم في المستشفى؟ أليس هذا المكان مشفى للإجرام!
أقوم من مكاني ممسكاً بالمصحف.. أذهب ناحية النظارة - شباك الباب - أقتبس بعض الضوء.. أقرأ ما تيسر لي و أرجع لأحاول النوم..
أتقلب.. لا فائدة.. أندم على عدم قبول البضاعة من جاري.. أفتخر من صمودي بعد تذكري لحرمانيتها و أضرارها على الصحة و المجتمع.. و أخشى من ذهاب هذا الصمود!

أقف في مكاني.. محدقاً.. أقفز عدة مرات دون أي سبب! أتوقف.. أسير عشوائياً في الزنزانة.. أقف أمام إحدى اللوحات الأربعة اللاتي أتوسطهن.. أحاول قراءة ما عليها..
لم يكن هناك شيء واضح سوى بعض الجمل
مثل: "من أجل الجدعنة اتحبست أنا"
و أخرى "عائلة النسر مجبتش راجل"..
أضحك مما أقرأ، فهؤلاء، لهم ثوريتهم الخاصة!
أضرب الحائط عدة مرات بقبضتي.. أحاول النوم.. فأنام!
أستيقظ على آذان الفجر..
كم كنت أتمنى أن لا أستيقظ..
في هذا المكان!
كان كل شيء كما هو، ينقصه بعض الوقت الذي مضى - بدون مخدرات.
أذهب إلى النظارة لأسأل عن الساعة.. لم يرد عليّ أحد..
سألت مرة أخرى..
رد عليّ "سفينة" بصوت غير واع.. أسأله متعجباً عند سماع الإجابة: "انت متأكد؟! إزاي يعني و في أذان دلوقت؟ طب دا أذان إيه؟!"
يرد ضاحكا: "آشيخ ده الأزان الأول، بتاع كيام الليل.. انت نسيت ولا إيه؟ أمال لو كنت واخد قرص "أبو شريطة" كنت عملت إيه؟ هههه"
أخبط جبهتي بكف يدي.. أحيانا يكون التفكير أسوء من المخدرات!
كيف أمضي هذه الساعة؟ تساءلت ناظراً حولي، رأيت علبة الجبن، هممت إليها ثم توقفت متراجعاً عندما تذكرت عدم وجود حمام..
ذهبت لزجاجة المياه، ارتويت قليلاً، ثم تيممت و صليت.. أحاول الخشوع..
لا أستطيع!
لا أدري ما السبب..
أهو قلبي المتحجر أم هو منبع الشياطين هذا؟!
أفرغ من الصلاة و الدعاء.. أستلقي على ظهري..
أذكر الله تارة، و أستسلم لعقلي تارة أخرى..
هل كانت حياتي طيف خيال؟!
يا من ترى مكاني و تسمع دعائي.. خلصني من هذا الكابوس!
يقطع حبل أفكاري أذان الفجر.. هذه المرة تيقنت أنه الأذان الصحيح عندما تلته تكبيرات العيد!!
انقبض قلبي الذابل.. فاضت عيناي من الدموع كفيضان الأنهار..
أسمع التكبيرات بوضوح من بعيد.. من العنابر المجاورة.. من عند زملائي.. زملائي الذين صاروا عائلة أخرى لي.. حرمت من عائلتين هذا العيد!
شعرت بدوران الأرض حول الشمس، و دورانها حول نفسها.. ودوراني حول نفسي!
"عيد سعيد" ناجيت بها روحي.. قبل أن تُعدَم!

close

Subscribe to our newsletter