" ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔ ﻫﻨﺎﺑﺘﻘﺮﺑﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺇﻧﻲ ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺣﻴﻮﺍﻥ ﻣﺒﺤﺴﺶ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﺟﺔ ... ﻛﻞ ﺿﺮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻌﺼﻴﺎﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻟﺴﻪ ﻣﺨﻠﻴﻨﻲ ﻣﺶ ﻗﺎﺩﺭﺃﺧﺪ ﻧﻔﺴﻲ ... ﻛﻞ ﻣﺸﺒﻚ ﻛﻬﺮﺑﺎ ﻟﺴﻪ ﺳﺎﻳﺐ ﺃﺛﺮ ﻓﻲ ﺟﺴﻤﻲ ... ﻛﻞ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﺇﻳﺪﻳﻪ ﻣﺮﺑﻮﻃﺔ ﻭﺭﺍ ﺿﻬﺮﻱ ﻭﻋﻨﻴﺎ ﻣﺘﻐﻤﻴﺔ ﻭﻣﺮﻣﻲ ﻋﺎﻷﺭﺽ ... ﻛﻞ ﺷﺘﻴﻤﺔ ﻭﺇﻫﺎﻧﺔ ﻭﺗﻬﺪﻳﺪ ... ﻛﻞ ﺻﺮﺧﺔ ﻃﻠﻌﺖ ﻣﻨﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﻣﻦ ﺇﻳﺪﻱ ﻭﺭﺟﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻘﻒ ﻋﺮﻳﺎﻥ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻫﺪﻭﻡ ﻟﺤﺪ ﻣﺎ ﻳﻐﻤﻲ ﻋﻠﻴﺎ ... ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻛﺤﻴﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺭﺟﻌﺖ ﺩﻡ ... ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﺇﺗﻤﻨﻴﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻋﻠﻲ ﺇﻧﻲ ﺃﻓﻀﻞ ﻛﺪﻩ ... ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔ ﻛﻨﺖ ﺑﺴﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﺮﺧﺎﺕ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺣﻮﺍﻟﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﺟﻴﺰ ﻭﻫﻢ ﺭﺍﺟﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻭﻣﺶ ﻗﺎﺩﺭ ﺃﻃﺒﻄﺐ ﺣﺘﻲ ﻋﻠﻲ ﺣﺪ ﻓﻴﻬﻢ ...ﻭﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﺧﺮﺟﺖ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻨﺪﻱ ﺃﻣﻞ ﺇﻧﻲ ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺑﻮﺱ ﺩﻩ ﻛﻠﻪ ... ﻭﺇﺣﺴﺎﺳﻲ ﺇﻥ ﺣﻘﻲ ﺿﺎﻉ ﻭﻛﻞ ﺩﻩ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﺩﻱ ... ﻭﻋﺎﺩﻱ ﺇﻧﻲ ﺃﺗﺤﻮﻝ ﻣﻦ ﻣﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻤﺠﺮﻡ ﻣﺮﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ... ﺃﻧﺎ ﻣﻌﺪﺵ ﻋﻨﺪﻱ ﺃﻣﻞ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺣﺎﺟﺔ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺣﺪ ﻭﻣﻜﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻹﺿﺮﺍﺏ ﻭﻟﻮ ﻣﺖ ﺃﺩﻳﻨﻲ ﻫﺘﺮﺣﻢ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻛﻞ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﺷﺮﻳﻂ ﺑﻴﻤﺮ ﻣﺶ ﺭﺍﺿﻲ ﻳﻘﻒ ... ﺃﻧﺎ ﻣﻌﺪﺗﺶ ﺑﺠﻮﻉ ﻭ ﻋﺎﻳﺰ ﺃﻛﻞ ﻃﻮﻝ ﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻫﻨﺎ ... ﺇﺩﻳﻨﻲ ﻓﺮﺻﺔ ﺇﻧﻲﺃﺣﺲ ﻭﻟﻮ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺇﻧﻲ ﺑﻘﺎﻭﻣﻬﻢ ﻭﻟﻮ ﺑﻤﻮﺗﻲ "
رسائل جدران العزلة
عمر علي حسن عبد المقصود (عمر عبد المقصود) – أهدتني زوجتي كتاب
أهدتني زوجتي كتابا يحمل عنوان (إذاعة الأغاني) للكاتب العبقري المبدع عمر طاهر.. على غلاف الكتاب استعاد مصممه المتألق كريم آدم صورًا لأغلفة شرائط كاست تعود لحقبة الثمانينات والتسعينات لعدد من المطربين الذين تطربنا أصواتهم حتى اللحظة، إلى جانب مطربين اعتزلوا أو فارقوا دنيانا.
تجد على غلاف الكتاب صورا لأغلفة شرائط كاست للشباب خالد (ألبوم عايشة) ومحمد منير (شبابيك) و عمرو دياب ( نور العين ) و سهرة مع ( عدوية ) بالإضافة لعدد من أغلفة شرائط كاست لعمالقة الزمن الجميل كالسيدة أم كلثوم ( هو صحيح الهوى غلاب ) والعندليب ( صافيني مرة ) و فايزة أحمد ( نقطة ضعف ) .
ذيل الكاتب عنوان الكتاب على الغلاف بعبارة أو عنوان فرعي أو تصنيف للكتاب سمّها كما شئت ( سيرة شخصية للغناء ) في محاولة ناجحة جدا بالعودة بالزمن أو ( نوستالجيا ) الغناء ، و تماما كما ذكر عمر طاهر في مقدمة الكتاب المقتضبة و الموجزة : ( بينما تجري الحياة .. ثمة أغنية ما تدور في الخلفية ، وبينما تدور أغنية ما .. ثمة حياة تجري في الخلفية ) .
يذكر عمر في طيات الكتاب مواقف حياتية تخصه وعايشها ، كانت معظم الأغاني خلفية لهذه المواقف، وهو موقف لا تخلو حياة واحد منا منه، بل تكاد حياتنا كلها تبدو كشريط كاست مسجل على خلفيته مقاطع موسيقية أو أغاني ، فما أن تتسرب إلى مسامعنا أغنية حتى ننطق من فورنا " الأغنية دي بتفكرني ب .. " .
أنا شخصيا تعلق في ذاكرتي دائماً و أنا في مدينة ( جمصة ) أغنية الفنان علي حميدة ( لولاكي ) ، أتذكرها دائماً و أتذكر الأحداث التي كانت هذه الأغنية خلفية لها ، كنا في بداية التسعينيات نتوجه للمصيف بعد عودتنا من إحدى دول الخليج في إجازة الصيف إلى ( جمصة ) ، كانت مدينة تحت الإنشاء ، هادئة ، راقية ، كنا نذهب إلى فيلا ( داليا ) التي نستأجرها كل عام والتي تبعد بعض الأمتار عن فيلا صديق خالي المذيع اللامع آنذاك ( ميمي الشربيني ) ، حيث كانت المنطقة مقصداً لمن ينشدون الراحة و الهدوء والاستجمام.
كان والدي يأخذنا مساءً للمسرح لحضور مسرحيات للأطفال كانت أبطالها آنذاك الفنانة مي عبد الغني وعلاء مرسي وغيرهم .
كان الذهاب إلى المسرح في حد ذاته متعة بالغة، حيث إننا كنا نركب أتوبيسا خاليا تمامًا من الأبواب أو الشبابيك أو الزجاج أو حتى الصفيح، كان عبارة عن كراسي وإطارات و محرك .. ( الطفطف ) هذا كان اسمه .
كانت أول مرة في حياتي أدخل السينما، ومن يومها أدمنتها، كانت سينما صيفية بلا سقف، كانت هذه السينما تعرض 3 أفلام دفعة واحدة وبتذكرة واحدة، أذكر أنّ الإعلانات الافتتاحية قبل بدء عرض الأفلام كانت أفلام رسوم متحركة ( توم وجيري ) ، أذكرها جيدًا حتى إني نسيت الأفلام الرئيسية .
قبل أن نعود إلى الفيلا ( كانت أمي تأخذنا أنا وإخوتي للتسوق في سوق شعبية كبيرة ومكتظة بالباعة والمصطافين على حدٍ سواء ، أذكر حينها كنا نمر على أحد الباعة وكان يعرض بضاعته على " ستاند " خشبي كبير تتدلى منه سلاسل و خواتم و ميداليات تذكارية وكان إلى جواره كاست عملاق بداخله شريط أبيض اللون ( الكاست بدون باب ) ، كان شريط علي حميدة وكانت أغنية " لولاكي " تطغى على مسامع المارة بسبب صوت الكاست العملاق ، أذكر حينها أني وقفت أتراقص على نغمات الأغنية و أنا أقف في وسط دائرة بشرية شكلها المارة من حولي ، ولم يكتفوا بمشاهدتي وأنا أرقص بل شرعوا في التصفيق والتصفير و التشجيع ( ولموا عليا خلق الله ) .
تبرع أحد أصحاب المحلات والذي راق له المنظر والتجمع باعتبار أن الزحام أمام محله قد يجلب له زبائن أو يلفت الأنظار ، فلم يشأ للمولد أن ينفض فتبرع بإحضار طاولة خشبية عالية ثم حملني لأقف عليها وأكمل رقصتي ( واللي ما يشتري يتفرج ) ، لم أكن عندها أبالي بالناس ولا بالتصفيق والتهليل ، كنت أتراقص وأتمايل على أنغام ( لولاكي ) باندماج شديد ، وبتفانٍ نادر ، كنت سعيداً ، و أصبحت نجماً .
اليوم أنا لازلت في ( جمصة ) شديد الحراسة، السجن الذي بُني في ذات المكان وفي نفس المدينة التي كانت شاهدة على براءة الطفولة، اليوم هي ذاتها شاهدة على سجاني وزنزانتي و قيودي، شاهدة على عُمرٍ ضائع وأحلام مكبلة، لم أسمع لولاكي منذ زمن بعيد ، لم أسمعها منذ أهداني خالي شريط علي حميدة ( لولاكي ) بعد تلك الحادثة الشهيرة ، و كأنه كان يعلم أني لن أستمع إليها مرة أخرى فأصر على أن تُحفر في ذاكرتي حتى أتمكن من تذكرها عندما أعود إلى ( جمصة ) لكن بالتأكيد لم يكن يعلم أني سأعود إليها مكبلاً .. لولاكي ما حبيت.
عمر عبد المقصود
سجن جمصة شديد الحراسة
جميله سري الدين – وحشتوني كلكم
اسم السجين (اسم الشهرة) : جميله سري الدين النوع الاجتماعي : أنثى تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 4/3/2016 السن...
صهيب عماد محمد محمد ابراهيم (صهيب عماد) – عاوزك أول ما تسمعي عني أي مكروه تسجدي
اسم السجين (اسم الشهرة) : صهيب عماد محمد محمد ابراهيم (صهيب عماد) النوع الاجتماعي : ذكر تاريخ تحرير أو نشر...
حامد عبد الله ابراهيم علي – تعرفي يا إنجي
اسم السجين (اسم الشهرة) : حامد عبد الله ابراهيم علي النوع الاجتماعي : ذكر تاريخ تحرير أو نشر الرسالة :...
الاء السيد محمود عبد الرحمن (الاء السيد) – أسمي آلاء
اسمي آلاء، معتقلة منذ عامين وثلاثة أشهر ؛ محبسي هو سجن دمنهور للنساء . لاأعلم لمن أكتب ولا لمَ أكتب فكل مايدفعني إلى الكتابة مجرد إحساس بضيق لا يُقاوم ، أشعر كأنني أهوي في حفرة سحيقة مظلمة لا أعلم لها نهاية ، آفاقها كثيرة وكبيرة ، ليست واضحة المعالم ، لا يتحملها بشر ...سواي ؟! أو كما أظن ...سواي ؟!لم أشعر في حياتي - قبل وبعد اعتقالي - بالضعف إلاَّ مرات قليلة جداً تُعدُّ على أصابع اليدين ، هو لم يكن ضعفاً بالضبط بل أقرب إلى إحساس بالعجز الشديد تجاه من تحبهم ، تماماً كالذي أشعر به الآن.. إحساس بالعجز يولد الغضب وماأصعب أن تكون عاجزاً ، غاضباً، ساخطاً وتظل كما أنت بلا حراك .ماأبشع ذلك حقاً ! أكثر مايغضبني ويجعلني أستشيط هو أن أرى أحداً من أحبائي يبكي في نفس الوقت الذي لا يمكنك أن تخفف فيه عنه ، فقط لأنَّه ليست لديك المقدرة على ذلك لأنك تحمل نفس الجرح ونفس الألم إن لم يكن أشد فتجد أنه قد تلاشت إيجابيتك حتى وإن كانت مابين الحين والآخر تتجدد فقط بنسبةٍ بالكاد تكفيك فلا تزيد ذرة فوق ذلك تنشرها على من حولك .ولا أذكر يوماً أني شعرت بالخوف ، فكل شعوري يتمحور في غضب محاط بهالةٍ كبيرة من سخط - لعل هذا من رحمة ربي بي - حتى في أشد الحالات التي تستوجب الخوف ، لم أكن أشعر به ، قد أُعزي ذلك إلى شعوري بأنني مقاومة والمقاوم لا يخاف ولا يهتز تحت أي ظرف ذو ضغط طالما كان مقاوماً ، فإن تزعزع ثباته ضعفت مقاومته ، وأنا لا أريد التخلي عن نفسي ولا أريد أن أخسرها أبداً .الحرية ليست مجرد السير على أرصفة الشوارع وبين السيارات والبيت والأهل ، وسلبها لا يقتل في ْ مجرد سجنك بعيداً عن البيت والأهل والأرصفة والشوارع ولا السماء ، فالسجن به سماء كما في الحرية سماء إن لم تكن هي نفس السماء ، يوجد به أرصفة ويوجد به أسفلت ويوجد به بشر حتى وإن لم يشابهوا الذين عاشرتهم سابقاً .السجن ليس مادياً بقدر ماهو معنوي ، نظرتك للسماء بدون قضبان عازلة ، يختلف عن النظر إليها مباشرةً والنظر إليها مباشرة من بين الجدران يختلف عن النظر إليها من خارجها فبقدر الضيق والضغط داخلك بقدر ماتكون منطبقة فوقك تشعر كأنها ستبتلعك، كأنك توشك على الطيران في رحابها .. عدوك لا يكتفي بحبسك كعصفور داخل قفص ، وإنما يبدأ بالضغط وتضييق الخناق عليك ، محاربتك نفسياً ، وفكرياً ، وفي كثيرٍ من الأحيان يتطور ليكون جسدياً فمجرد الحبس لا يجدي نفعاً إلاَّ مع ضعاف النفوس وبما أنَّ المقاوم صاحب الفكر لا يمكن إضعافه بمجرد قنص - فهو كالصقر - فكان لابد لهم من اتباع تلك الأساليب ، والثبات من الثبات أن تصمد في تلك الحرب غير المتكافئة مُصراً على هويتك وحياتك التي تتمثل في قناعاتك حتى وإن كانت حرب غير عادلة وهي بالفعل كذلك . كصقر قص ريشه ينتظر متربصاً حتى ينمو له ريش من جديد كي يتمكن من مجابهة عدوه والقضاء عليه وماأكثر الأعداء وماأكثر الفرائس وماأقل الصقور ، فالمقاوم المُقيَّد هو تماماً كالصقر منزوع الريش ماله غير صبره ودهائه يدخرهم حتى إشعار آخر .يكفي أن تكون إنساناً على حق، مقاوماً صاحب فكر، ثابت كجبل لا تحركه أعتى الرياح حتى تستطيع أن تظفر في معاركك والفضل كل الفضل في ذلك يرجع إلى مصدر واحد ألا وهو الله، فقاوم حتى وإن كنت تعلم علم اليقين أنَّك ستموت أثناء مقاومتك، لا تستسلم وتسلم نفسك للضعف لأنك وبضعفك أيضاً ستموت فلتمت مقاوماً تواريكَ الأرض عظيماً أفضل من أن تموت خائفاً يواريكَ الثرى جباناً ، فإمَّا أن نعيش عظماء لنموت عظماء وإمَّا أن نكون ضعفاء لنموت جبنا ، ونفسي تأبى إلاَّ أن أعيش مقاومة عظيمة .. فلا نامت أعين الجبناء 🙂
أن تكون مقاوماً صاحب فكر أفضل من أن تكون صاحب فكر جبان فكل مقاوم صاحب فكر ولكن ليس كل صاحب فكر مقاوم فالشجاعة لا تتسنَّى للجميع"
احمد اسماعيل ثابت – إنت يا بني فاكر نفسك غاندي
إنت يا بني فاكر نفسك غاندي.. خليك كده جوع في نفسك وبرضه محدش حيعملك حاجة“عامين من الظلم والقهر عامين من التجبر وأعتى آلات القمع والاستبداد وبمرور الأحداث أتساءل ونفسي مرارا وتكرار لماذا تمارس ضدي كل هذه الممارسات الوحشية والقمعية التي يسودها الظلم والطغيان؟
هل كل هذا لأنني شاب عاشق لتراب هذا البلد أردت له ولأهلي الخير والصلاح وأن يسود فيه العدل ويندثر فيه الظلم والطغيان؟ ولوكان كذلك فمن هؤلاء الناس الذين يضعونني خلف هذه الأسوار الحديدية من خارجها أقفال ومن وراءها أقفال ومن هؤلاء الناس الذين يبذلون كل مجهوداتهم ليثبتوا أنني من خونة هذا الوطن ويعملون على إثبات أنني من أبناء الشيطان ومن هؤلاء الناس الذين وصل بهم حال جماجمهم لدرجة الكسل وحال قلوبهم لدرجة المرض ليصدقون أي شيء يقال ولوكان حتى منافيا ومعاكسا لما رأوه وعاصروه من تطبيق عملي خلال معاملاتي الحياتية معهم. لقد بدأت رسالتي ببعض الأسئلة فعلي من لديه الإجابة أن يفيدني بها. ولا أنسي أن أذكر بعض النقاط التي تحضرني وليس جميعها.
1- سمعت خبراء ورتبا ممن قاموا على إعتقالي يتحدثون كثيرا عن تطبيق القانون ومن أكثر الجمل التي سمعتها منهم (المتهم برئ حتي تثبت إدانته) تساءلت كثيرا ماذا تعني هذه العبارة فأجابني أحد زملائي من كبار السن والذي له خبرة في عالم الإعتقال قائلا إن معني هذه الجملة أنك طالما لاتزال تحت التحقيق أو ما زلت تحاكم علي ذمة قضية معينة فيجب أن تعامل معاملة المدني وتتمكن من ممارسة جميع حقوقك الإنسانية والقانونية فقلت له بلهفة هل القانون ينص علي ذلك فقال لي نعم فقلت أين هومن الواقع؟ فرد على قائلا يابني هؤلاء يتعاملون مع قوانينهم وكأنها أصناما من العجوة يقدسونها عندما تكون في صالحهم وتخدم قمعهم ويأكلونها عندما تدينهم وتعارض رؤيتهم.
2- أيضا مما استفز مسامعي كثيرا طيلة فترة اعتقالي جملة مكونة من كلمتين (حقوق الإنسان) وبصدد ما يحدث لي في هذا المعتقل الأسود تساءلت كثيرا هل هناك شئ في هذا البلد له علاقة بحقوق الإنسان وكل ما توصلت إليه نعم إنه يوجد هناك حقوق ولكنها حقوق الحيوان لقد أثبتت حادثة كلب شبرا التي عوقب الجاني بها بالحبس أن ببلدنا الحبيب توجد حقوق للحيوان حينها تمنيت لو أنني حيوانا لأحصل على شيء من حقوقي.
3- قبل إعتقالي كل ما كنت أعرفه عن السجون وأحوالها هوما كنت أراه في بعض الأفلام والمسلسلات التي كانت تصور السجن بأنه عبارة عن سور يفصل الذين يعيشون بداخله عن العالم الخارجي ولكنك داخل هذه الأسوار تستطيع أن تمارس جميع حقوقك الإنسانية والقانونية ولكن بعد اعتقالي ومعيشتي بهذا السجن الكئيب أستطيع أن أجزم بأنه لا فرق بين السجن وبين المقبرة وأنت لا قيمة لك ولباسك الأبيض الذي ترتديه أشبه بالكفن الذي يلف به الميت الذي يحضر لدفنه بالتراب وأدركت أن كل ما عرفته عن السجن قبل اعتقالي ما هو إلا درب من دروب الخيال.
وبعد أن سردت بعض النقاط البسيطة وأعطيتك نبذة مختصرة إليك فيما يلي بعض مما أعاني:
· منذ 21/3/20015 دخلت في إضراب عن الطعام مطالبا ببعض حقوقي التي تنص عليها لائحة السجون المتمثلة في تمكيني من مناقشة رسالة الماجستير التي كنت قد إنتهيت من دراستها منذ عامين ولا يتبقى لي سوي المناقشة وأيضا تمكيني من تلقي علاجي حيث أنني أعاني من أمراض بالقلب ونتيجة للحالة المعيشية السيئة والغير آدمية داخل زنازين (مقابر) السجن أعاني من آلام في منطقة الرأس وعدم تركيز وإغماءات متكررة ومن مطالبي أيضا وبعض حقوقي تمكين والدتي من زيارتي زيارة آدمية.
· أستمرت فترة إضرابي لمدة 98 يوم حتي 28/6/2015 وكل ماكنت أسمعه من إدارة السجن هو أن الإضراب لن يأتي بجديد ولن تحصل علي شيء بهذه الطريقة فلجأت إلي القضاء وطلبت من القاضي القائم علي محاكمتي تمكيني من ممارسة حقوقي وأصدر عدة قرارات متتالية لتمكيني من هذه الحقوق ولكن لم ينفذ منها شيء وحينما عدت إلي القاضي وكررت عليه مطالبي فوجئت برده وكان مماثلا لرد إدارة السجن وهو يجب عليك أن تتخلي عن الإضراب أولا وبعدها سنساعدك وطيلة هذه 98 يوما وما لاقته صحتي من تدهور وما واجهته من إدارة السجن والقضاء من ضغوط استجبت وتخليت عن الإضراب ظنا مني بأنني سوف أحصل علي بعض حقوقي بعد إنتهاء الإضراب كما قالوا لي ولكن بعد أن تخليت عن الإضراب زاد الأمر سوءا وطيلة الفترة من 28/6/2015 حتي 9/12/2015 أطالب بحقوقي وكل ما لاقيته هو التجاهل وعدم الاهتمام وكأنني أطالب بشئ خارق للعادة فأضطررت في الدخول في إضراب عن الطعام مرة أخري منذ 9/12/2015 وحتي يومنا هذا وأيضا أطالب بالحصول علي بعض من حقوقي الإنسانية والقانونية المشروعة.
وإليك بعض ما حدث طيلة هذه الفترة من أحداث: فيوم السبت الموافق 16/1/2016 شعرت بدوار نتيجة إضرابي عن الطعام وسقطت علي الأرض فأصيبت يدي اليسرى وكان هناك اشتباه لكسر أو شرخ في بعض الأصابع وتم طلب عمل أشعة علي اليد وتم تجاهل الأمر من إدارة السجن حتي يوم الخميس 21/1/2016 حضرت النيابة إلي السجن واستدعتني للتحقيق في أمر الإضراب وأسبابه وماهي مطالبي وشرحت لممثل النيابة مظلمتي ووعدني بإيجاد حل ومحاولة نقلي من هذا السجن ويوم السبت الموافق 23/1/2016 طلبوني لعمل الأشعة ولكن كانت حالتي الصحية سيئة جدا إذ كان معدل السكر بالدم 37 وبدلا من أن أجد الرعاية الطبية اللازمة فوجئت بمأمور السجن الذي تقع به المستشفي يسقط علي وابلا من السباب وقام ورجاله بضربي ضربا مبرحا حت سقطت علي الأرض مغشيا علي وكدت أن أفقد حياتي وطلبت تحقيق في الواقعة ولكن لا حياة لمن تنادي وفي اليوم التالي 24/6/2016 وبعد التعدي علي بالضرب والتعذيب والسباب ازدادت صحتي سوءا إذ وصل معدل السكر في الدم 25 ولم أشعر بنفسي إلا وأنا طريح الفراش بالمستشفى وبدلا من أن أتلقي العلاج بالمستشفى أو أن يستجيب أحد لمطالبي فوجئت بالضغط علي المستشفي عن طريق منع المحاليل الطبية التي تحتاجها حالتي كنوع من أنواع الضغط لأتخلي عن إضرابي وعن شكواي ضد إدارة السجن وضد المأمور القائم علي ضربي وتعذيبي وها أنا حتي الآن لم أحصل علي أي حق من حقوقي ولكن مستمر في إضرابي حتي أحصل علي حقوقي الإنسانية والقانونية التي نص عليها القانون.
وأخيرا أقول لكل من يتحدث عن شئ من حقوق الإنسان (البقية في حياتك). وفي النهاية تحضرني مقولة لأحد ضباط السجن حيث قال لي يوجد بمصر 43 سجنا منهم 42 سجن تطبق عليهم اللوائح والقوانين أما هذا السجن فليس سجنا عاديا فهنا لا توجد قوانين أو لوائح والسجن يدار عن طريق مجموعة من التعليمات التي تأتي من جهات سيادية إلي السجن مباشرة. ويحضرني أيضا ما قاله لي هذا المأمور القائم على ضربي وسبابي (إنت يا بني فاكر نفسك غاندي خليك كده جوع في نفسك وبرضه محدش حيعملك حاجة).
عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – عن انتظار المعجزة
"عن انتظار المعجزة"
"كنت قد قررت ألا أكتب كلمة أخرى. كنت قد قررت أن يصمت قلمى للأبد. جربت شعوراً قاتلاً لأول مرة بعجز قلمى عن التعبير.
و عمّ أعبر؟ و كيف تعبر عن شئ لا تفقه كنهه و لا يلتفت عقلك حول ماهيته.
إن قُدِّر لك و عشت حياة طويلة مديدة مليئة بالخبرات و المصاعب و الآلام، فلن تقاسى مثل هذا الشعور المؤلم أبداً. شعور السقوط الحر فى بئر لا قاع له. شعور الانتظار اللانهائى. انتظار المعجزة.
من منكم خاض تجربةً كنا دوماً ما نراها فى الأفلام و الروايات، و لا نفكر فى غير أنها محض تأثير خيالى من المؤلف لزيادة التشويق، و هى أن تتوقف حياة إنسان على كلمة. رعب، أليس كذلك؟ كنت أظن ذلك أيضاً، حتى جاءت الكلمة، و جاءت بحكم إيقاف حياتى فعلياً. حياتى و بضعة و ستين حياة معى. وقتها بدأ الرعب.
يومها خبرت الرعب و العجز القبيح و عدم الاستيعاب، و تمددت فى خرس و ارتخت عضلاتى، و عانقت الخواء و جلسنا معاً ننتظر الألم الحارق الذى كنت أعلم أنه آتٍ.
سمعت نشيجاً من ركن الغرفة. أيمن. تحاملت على نفسى حتى احتملت على ساعدى و توجهت إليه. ارتميت بجواره و شبكت ذراعى بذراعه و أسندت رأسى على كتفه و لم أتكلم.
ارتمى بجوارنا اثنان آخران. محمد أبو الفتوح و على عارف. كنا نحن الأربعة أفراد القضية بالزنزانة. كان أيمن منهاراً. "ليه. عملنالهم ايه يعنى عشان كل ده؟" زفر بحرقة و غضب.
توجه أحدهم إليه و مد ذراعه ليربت على كتفه و يواسيه. فوجئت به ينتفض بغضب و يركله بقدمه.
أن ترى أقرب شخص إليك يفقد السيطرة. رعب.
لحظتها تذكرت أبى و كيف سيكون رد فعله للخبر فى سجن العقرب و أنا بعيد عنه بعد أن فرقونا.
لحظتها، فقدت أنا أيضاً السيطرة. و انفجرت باكياً.
كنا فى ركن، و باقى الغرفة فى ركن. ينظرون إلينا فى رعب و نحن نبكى. ثم بدؤوا أيضاً بالبكاء. زنزانة كاملة من الرجال تبكى.
شعرت باللحظة تنشب مخالبها و تشق جرحاً عميقاً فى روحى. جرحاً علمت لحظتها أنه لن يلتئم و لو بعد دهر. و لو انتهت المأساة غداً فلن يندمل هذا الجرح أبداً. سأصحبه و يصحبنى للأبد.
من يومها و أنا خاوٍ. لا أفهم. لا أريد. لا أحب. لا أكره. لا أهتم. أنتظر التوحد مع هذا العدم. أو المعجزة.
من هذه الدنيا، لا أدرى شيئاً."
محمد فياض محمود – حبسة وكبسة وتلفيقة
اسم السجين (اسم الشهرة) : محمد فياض محمود النوع الاجتماعي : ذكر تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 3/25/2016 السن...
احمد سعيد – تكدير السلم العام
ما انا الا مثال و اشاره علي حالة مصر
"بعد الثوره" و طبيعة الدوله التي اقيمت علي انقاض مشروع الدوله الديمقراطية الحره التي خرج من اجلها ملايين المصريين الي الشوارع فاسقطوا في سبيله نظامين( او هكذا ظنوا)
يستنسخون في هذه الدوله سياسات العصور المظلمه
التي ما اتبعها نظام الا و كانت نتيجتها الحتمية هي السقوط في هوة السقوط و الدمار.
و كأي نظام شمولي احادي الرؤيا لايؤمن من راه بمنطق "النبوت" يري في الكلمة الحره خطرا عظيما و عدوا يجب التخلص منه، فتصبح الكلمة و الفكره جريمه يعاقب عليها "القانون"، و التعبير السلمي عن الراي مؤامره و خيانه عقوبتها السجن.هذا و ان كنت محظوظا بالطبع و لم تقتلك رصاصة طائشه من " قوات الامن" في الوقت الذي يقبع فيه الاف المعتقلين السياسين في السجون فريسة سهله للأفكار الانتقامية في بيئة ليس هناك افضل منها لترعرع الأفكار الراديكالية المتطرفه فإن التعبير السلمي عن الراي و الدفاع عن حقوق المعتقلين و المطالبه بحريتهم في عرف النظام " تكدير السلم العام" وهي ف الحقيقه مطالبات بإنقاذ السلم المجتمعي من براثن القبضه الامنيه الطائشه ومن سياسات نظام يدفعنا دفعا نحو الهاويه هذا و ان لم نكن قد وصلنا لقاعها بالفعلمايحفظ المجتمعات البشرية و يبقي علي توازنها هو ضمانة العدل و الحقوق و ما كانت فكرة الدوله الا تنظيم العلاقات بين افراد المجتمع و لضمانة هذه الحقوق علي اساس من العداله و المساواة و مايكدر السلم العام و يهدده هو انعدام هذه الضمانه كما يقول ابن خلدون في مقدمة " الظلم مؤذن بخراب العمران"مايكدر السلم العام هو ان يشعر المواطن بانه هدف سهل و سائغ للقبضه الامنيه الطائشه بلا لجام و ان يظلم باسم القانون الذي اصبح سوطا في يد اجهزة الامن، و ان يري حقوقه تسلب منه حقا بعد حق و لايملك حتي حق الاعتراض ولا حق المطالبه بحقوقه
مايكدر السلم العام هو ان تمتلأ السجون بللاف الشباب بتهمة التظاهر و غيرها من التهم المخزيه في حق اي نظام، هؤلاء الشباب الذين يتعاون النظام - يدري او لايدري- مع اصحاب الافكار المتطرفه لدفعهم للكفر بما امنوا به من قيم انسانية و احلام مشروعه لهم و لاوطانهم ان اغلقوا في وجوههم كل ابواب محاولة التغير السلمي و يثبتون لهم يوما بعد يوم انه لا فرصه ولا امل في هذا، وان المنطق الحاكم ها هنا هو منطق القوه منطق "النبوت"لقد ثار الناس و لم يمنعهم الخوف علي مبارك لانه اسس نظام كهذا و كذلك ثاروا علي الاخوان المسلمين لانهم ارادوا ان يؤسسوا نظام مشابه بايدولوجية مختلفه، و هذه هي النهاية الحتمية اقترب اجلها او بعد لاي نظام يظن ان السياسة الامنيه البوليسية هي الحل الأمثل فايضغط دائما مايولد الانفجار و لكن يبدو في بلادنا ان التكرار لا يعلم الشطار!اما نحن فلم نحلم الا بحياة كالحياة " عيش ، حرية، عداله اجتماعية، كرامة انسانية" لم نسعي لسلطة ولا نريدها فوضي، بل نريدها دولة قانون، قانون حقيقي يعاقب القتلة و اللصوص ايا كانت مناصبهم و ايا كان "زيهم"هذا هو الذي سيحفظ لوطننا امنه الداخلي و سلمه العام. و اما سبيلنا فهو الكلمة و اما منطقنا فهو العقل والحرية
صهيب سعد الحداد (صهيب الحداد) – برد الرضا
ليس أجمل ما في الوجود من قلب أنعم الله عليه بالتعلق به وحده ، وليس أتعس من قلب ذاق حلاوة حبه ثم فقده ، وليس أثقل علي النفس من أن تكون سببا في إلحاق الأذي بالمقربين إليك ... فإلي أولئك الذين كنت سببا في ان يتجرعوا من مرارة كأس الأسر ... وإليها خاصة ... حتي وإن كانت آلام التعذيب أشد من أن تحتمل .. فإني أرجوا منكم العفو وإن كان علي أنفسكم ثقيلا ، ثم إني بعفوكم أرجوا العفو من الله ... فالعفو العفو !
كنا ثلاثه ، قال أحدنا مستنكرآ ما يحدث : أنا مبقتش فاهم حاجه ! ، رد عليه قائلآ : أو نحن أعز على الله من النبي حين قال له ورقه بن نوفل ليتني أكون معك حين يخرجك قومك . قال النبي : أو مخرجي هم !؟
فأخبره أنه ما جاء أحد بالذي جاء به إلا وأوذي !
كنا اثنين أخذ يبكي من شدة الحيرة ... لا يفهم ماذا يحدث ، من على الحق ومن على الباطل ، وإن كنا علي الحق فلماذا لا ينصرنا الله !؟ ولماذا يقتل أهل الحق بعضهم بالصراع فيما بينهم بينما يبدو أهل الباطل متوحدين !؟ ليس أنسب في مثل هذه المواقف إلا أن تحتضن أخيك ... وأعلم انه ليس أبقي لك من أخيك !
اولا تستنصر لنا يا رسول الله !؟ كنا نسمع مثل هذه المواقف ونقرأها في السيره أصبحنا الآن نعيشها ، تحت ذبذبات الكهرباء ، أولا تنتصر لنا يا الله !؟
كان رد النبي علي خباب واضحا جليا ، يوضح معالم هذا الطريق .... محفوف بالشوك لا بالورود ؛ مليئا ب " لتبلون "
ليس لك فيه حيلة الا الصبر .... منتهيا ب " فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به .... "
عهد يقطعه سالك هذا الطريق علي نفسه ... ان الله اشتري ، وسلعة الله ليست بالهينه ولا الرخيصه ... سلعة الله ان لم تهن في سبيلها النفوس ، فما وفيت حقها ... وعدا عليه حقا في التوراة ، والانجيل ، والقرآن .... من علي نضارات السجن الحربي في الخفي ... أخذنا نتهامس .... ومن اوفي بوعده من الله !؟ أفتقد الآن صوتها وهي تدندن يا سائرين علي درب اليقين كما تمشي الأسود بقلب غير مضطرب ، ولا سبيل إلا أن تضطر لإجبار قلبك علي فقد هذا الإفتقاد ....
فإن العهود تهون وتنقض ... إلا عهده وحده !
الحقيقه أن المشكلة الأكبر التي واجهتها في الأسر هذه المره ... هي عدم وقوف الشباب علي منهجية هذا الطريق ومعالمه ، افتقاد الأرضية الصلبة التي وقف عليها الأولون حتي سادوا الأرض وعمروها وحرروا الإنسان من ذل العبودية للعباد إلي سعة عبودية رب العباد ،وما كان ذلك إلي بعد ثلاثة عشر عاما من التعذيب والاضطهاد مع أمر صريح بتحد ثم القتال .... فقط الصبر والدعاء ! .. الإفتقاد إلي تلك الثوابت آدي بالبعض الي الحيره والتردد ، وادي بآخرين الي الانحدار في مسار التكفير والتكفير بالتسلسل ، حتي إننا رأينا من يكفر من ألقى السلام علي من يكفره ! ثم إنني ما رأيت ُأجهل من هؤلاء ! ثم إني من لم يسعي إلي تكوين ارضيه صلبه ويتعرف علي معالم هذا الطريق ومنهجيته ... فلا يلومن الا نفسه ! وليس ارحم من ربٍ اصطفانا لهذا الطريق .
اهلاً ... ثم إن الله مع هؤلاء الذين تنتزع الحريه علي دمائهم ... فسلامٌ على ارواح المعذبين الطاهره
و لله در من سبق ، وطيب الله خاطر من يعاني وأعانه !
ثم إننا في الآسر نتشوق لأن نلتمس الجمال ، تارةً في انتظار صوت مولانا محمد رفعت وتارةً في الصلاة خلف أهل العريش ، وتارةً فى طلة شباب ظلوا في غيابات العازولى عاماً ونصف ... هؤلاء قطعاً قلما تجد أطهر من ارواحهم ، وقطعا دائماً ألتمس الجمال في المارشيمللو !
تسعة أشهر من الأسر للمره الثانيه ... قد تعاهدنا على السير معاً باتت قد تعاهدت ! لسنا أعز على الله من علىٍ حين فقد فاطمة ، ولسنا أعز من الحُسين حين تجرع كأس الخُذلان ثم أبى إلا أن يُقاتل !
تسعة أشهر ولستُ أرجو من الله إلا الفرج قبل أن أرى إخوةٌ لى على أعواد المشانق مُعلقين !
يارب ... إشتد علينا البلاء وجار علينا الزمن وطال بنا الأسر ، أنت رب المستضعفين وأنت ربنا ... لا تكلنا إلى عدوٌ ملكته أمرنا ! نعلم يارب أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا ! ، لكن عافيتك هي اوسع لنا يا الله فقد تملك فينا العدو وتخلى عنا الحبيب ولا مجير سواك ! أوتتركنا يا الله !؟
حاشا لوجهك الكريم أن تطرد عباداً من فرط البلاء معذبين !
إلى من أخبرنا أن الجنه تحت اقدامها ... أُماهُ قد عز اللقاء ... تصبرى !،
إليك أنت يا من نعم الأخ ونعم العون
أسامه : هات العود يا روح أُمك ! tongue رمز تعبيري ،
إليهم جميعاً أبقانا الله على الطريق وثبتنا على الحق.
ايمن علي ابراهيم موسي (ايمن علي) – ﺃﻣﻲ … ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ
"ﺃﻣﻲ ... ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ
ﺃﺧﺒﺎﺭﻙ ﺇﻳﻪ ؟
ﺃﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﺑﻂ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻚ ﻭﻳﺜﺒﺘﻚ ﻛﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﺃﻡ ﻣﻮﺳﻰ.
ﺃﻧﺎ ﻣﺶ ﻓﺎﻫﻢ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﺇﻟﻠﻲ ﺣﺼﻞ، ﻛﻨﺎ ﻣﺘﻮﻗﻌﻴﻦ ﺇﻧﻪ ﻳﻘﺒﻞ . ﺑﺲ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﻓﻌﻞ . ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ .
ﺃﻧﺎ ﻣﺶ ﻋﺎﺭﻑ ﻫﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺑﺘﻼﺀ ﺩﻩ ﺇﺯﺍﻱ ؟
ﺑﺲ ﻋﺎﺭﻑ ﺇﻥ ﺭﺑﻨﺎ ﻟﻄﻴﻒ ﺑﻌﺒﺎﺩﻩ، ﻭﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻠﻒ ﻧﻔﺴﺎ ﺇﻻ ﻭﺳﻌﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺗﺘﺤﻤﻞ .
ﻛﻞ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺧﻠﺼﺖ . ﻣﻔﻴﺶ ﻏﻴﺮ ﻗﺪﺭﺓ ﺭﺑﻨﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﺑﺎﻗﻴﺔ .
ﻛﺎﻥ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻛﻤﻞ ﻓﻲ ﻫﻨﺪﺳﺔ ﺑﺲ ﻛﺪﻩ ﺷﻜﻠﻬﺎ ﺧﻼﺹ .
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺇﺣﻨﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﻧﺎﺱ ﻛﺘﻴﺮ . ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺑﻨﺸﻮﻑ ﺑﻌﺾ . ﻓﻲ ﻧﺎﺱ ﻣﺤﺒﻮﺳﺔ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺗﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ ﻣﻴﻌﺮﻓﻮﺵ ﻋﻨﻬﺎ ﺣﺎﺟﺔ ....
ﺃﻣﻲ ... ﻣﺤﺪﺵ ﺇﺧﺘﺎﺭ ﺷﻜﻠﻪ ﻭﻻ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻻ ﻋﻴﺸﺘﻪ،
ﺭﺑﻨﺎ ﺇﻟﻠﻲ ﺇﺧﺘﺎﺭ ﻟﻨﺎ. ﻓﻨﻔﻮﺽ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻟﻪ ﻭﻧﺴﻠﻢ ﻟﺤﻜﻤﻪ، ﻭﻧﺪﻋﻲ ﺇﻧﻪ ﻳﺨﻔﻒ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻴﺨﻔﻒ.
ﻭﺭﺑﻨﺎ ﻋﺎﺭﻑ ﺇﻧﻲ ﻣﻌﻤﻠﺘﺶ ﺣﺎﺟﺔ، ﻭﻻ ﺃﺫﻳﺖ ﺣﺪ، ﻭﻻ ﻓﻲ ﻧﻴﺘﻲ ﺃﺃﺫﻱ ﺣﺪ .... ﻓﺪﻩ ﻳﻜﻔﻴﻨﻲ "