رسائل جدران العزلة

Filters
عام تحرير أو نشر الرسالة
تصنيف مكان االحتجاز المرسل من خلاله الرسالة
اللغة
الفئة العمرية
النوع االجتماعي

حسناء محمد المتولي – روضه محمد السيد المتولي مندور – رواء محمد السيد المتولي مندور – ما يحدث معنا كنساء في سجون مصر

حسناء محمد المتولي – روضه محمد السيد المتولي مندور – رواء محمد السيد المتولي مندور – ما يحدث معنا كنساء في سجون مصر

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما يحدث معنا كنساء في سجون مصر لم يحدث في اسرائيل فقد تعرضنا يوم الخميس 3/12 للإهانه من نائب المأمور ومعه جمع من أمناء الشرطه والظباط وعندما اعترضنا علي هذه الإهانه تطاول علينا بالضرب وجرنا “أنا وامي وأختي” الي حبس انفرادي وامر الظباط بعمل إجراءات لتشريدنا في سجون اخري ولم نمكث في الحبس الانفرادي كثيرا. وكان العقاب بأن جمع كل النساء في زنزانه واحده بعد تفتيش العنابر بطريقه مهينه واصبح عددنا مايقرب من أربعين امرأه ، ونعاني في هذه الزنزانه من الزحام علي حمام واحد ومن تلوث الهواء من دخان السجائر وخاصه عندما يغلقون الشفاط واكثر ما نعانيه الالفاظ القبيحه التي نسمعها من سب السجينات بعضهن البعض ومن سب افراد الشرطه للسجينات … هذا كله يحدث معنا في سجن منية النصر ونريد ان نسمع حرائر الدنيا بما يحدث معنا … عائله من داخل سجون الاحتلال .

عمر علي حسن عبد المقصود (عمر عبد المقصود) – اخلق عدواً

عمر علي حسن عبد المقصود (عمر عبد المقصود) – اخلق عدواً

قد تتباين الآراء وتختلف الرؤى حول أسباب الصراعات والتناحر سواءً أكانت تلك الصراعات داخل أو مابين الدول العربية والشرق الأوسط فقد يكون الصراع في العراق طائفيًا و قد يكون الصراع في اليمن قبليًا وقد يبدو أن مصر دخلت في صراعٍ وحربٍ مع الإرهاب ، وقد يتخذ التناحر السوري صِبغة عِرقية أو سياسية ، فكل يصف ما يراه من خلال نافذة تحليله الخاصة ، وأدوات التدقيق و التمحيص التي يراها نابغة عن غيرها . لكن القاسم المشترك بين تلك الدول و صراعتها هو " العدو" قد يختلف أو يتشابه بين دولة وأخرى ، لكن يبقى "عدوًا " ، عدوًا تخلقه السلطة الحاكمة دائمًا و أبدًا وفقًا لأيدولوجيتها و انتماءاتها ، فالعدو الذي خلق العراق كان عدوًا سُنيًا ، لأن السلطة شيعية ، فكان " داعش " ، وكذلك الأمر في سوريا مع اختلاف انتماءات السلطة البعثية أو العلوية . وبالنظر إلى مصر ،أضحى " الإرهاب " هو العدو الأول لدولةٍ تصبغ سلطتها - بصبغة عسكرية-بوليسية مختلطة . فلن تستوي أبدًا معادلة البقاء والإِحكام أو الاستحواذ والاستئثار بالسلطة أو الحكم ما دامت ينقصها " العدو " ، فتصبح المعادلة ناجزة كاملة ، تؤتى ثِمارُها إذا ما كان للسلطة عدو تُناجِزه ويُناجزها ، لتكتب النهاية بأحرفٍ من نور من قبل السلطة و أنصارها سواءً أكانت النهاية مُرضية فيستمر الإحكام أو غير ذلك فيُخَلد من خلق وحارب ، إذًا فلابد من "عدو" . فماذا يكون إن خلت المعادلة من " العدو " ، إن لم تحارب " داعش" في العراق وسوريا ، وإن رضيت جماعة الإخوان المسلمين بالوضع الراهن ، وإن عدل الشيعة في حُكمِهم للسنة و رضَت به حكمًا في العراق ؟! ما من عدوٍ تحويه المعادلة ولا تحدٍ يؤرق مضاجع السلطة ، فتصبح فريسة سهلة لمعارضيها و خصمًا سهلاً يقع تحت طائلة القانون إن أصاب حينًا و أخطأ أحيانًا . أتذكر في طفولتي عندما يحين وقت النوم ، ولكي يُسيطر والدي على نظام البيت ويحافظ عليه من خلل السهر ، كان لابد من خلقِ عدو " كأبو رجل مسلوخة " أو " أشباح " أو ما شابه ، لكي لا يكون أمامي خيارٌ آخر إلا أن أخلد إلى فراشي في سُباتٍ عميق راجيًا أن يكون والدي على باب غرفتي لحمايتي من عدو خلقه ، ولم أعرفه قط .

عمر علي حسن عبد المقصود (عمر عبد المقصود) – منذ التحاقي بالعمل الصحفي والإعلامي

عمر علي حسن عبد المقصود (عمر عبد المقصود) – منذ التحاقي بالعمل الصحفي والإعلامي

كن حذراً منذ التحاقي بالعمل الصحفي والإعلامي أؤمن دوماً بحرية الصحافة، وأن الصحفي لابد وأن يكون حراً من أي قيود أيدولوجية أو فكرية أو منهجية من شأنها أن تؤثر ولو من بعيد على رأيه أو أدائه العملي سواء في الميدان أو خلف المكاتب. أذكر أنني منذ صغري لم ألتحق بعمل جماعي أو فريق من البشر تحت أياً ما كان المسمى، باستثناء تجربة وحيدة مع فريق الكشافة في مدرستي من الابتدائية حتى الثانوية، ولأن مراحل دراستي الثانوية كانت في إحدى الدول الخليجية، فإن الكشافة هناك كانت تحظى باهتمام ورعاية بالغين، مما وهبني شعور بالحب والانتماء والإيمان بها وبدورها، على مدى أعوام الدراسة وحتى الآن، لذلك أنا أدرك جيداً معنى أن يكون لك كيان تعيش تحت لوائه، وأن تحظى باهتمام مجموعة أو منظمة من الناس، أو أن تكون محل اهتمام من قبل أفكار ومعتقدات وقوانين وضعها مجموعة من المؤسسين لجماعة أو حزب أو كيان أياً ما كان، ليضمن ولائك وانتمائك وأن تعمل من أجل أفكاره ومصالحه وأن تخدم أهدافه، بالتأكيد هي أهداف مشتركة في الأغلب. لست بصدد تقييم تجارب أو أفكار أو جماعات أو أحزاب أو أيدولوجيات أو أشخاص، فأنا لست مفكراً أو صاحب توجه بعينه، كما أني لا أقف موقف الحاكم الذي يرى مالا يرى الآخرون أو يعلم من العلوم ما لم يرقى إليه البشر، فأقر بما ينفع الناس من أفكار وأحزاب وغيرها وما يضرها، ولكني أرغب في الحديث عن ترقب تلك الأفكار والمعتقدات ومكانة تلك التجارب وأولوية الجماعة أو الحزب أو أياً ما كان ما تنتمي إليه في حياتك، وما تفعله جميعها من مقدار خير في حياتك وأولوياتك مقارنةً بأولويات أخرى. حكا لي صديقي عن مصارحة دارت بينه وبين زوجته توضح ما أهدف إليه، صديقي أخبر زوجته بطريقةٍ ما .. أنها تحتل المرتبة الثالثة من أولوياته في الحياة، بعد ما ينتمي له من معتقدات أو حزب أو جماعة أو خِلافه، ثم والديه، ثم هي، هكذا ببساطة !!! لا أعلم نوع العلاقة التي تسمح بهذه المصارحة بين زوجين، ولا أعلم طبيعة العلاقة بين المتصارحين بعد هذه المصارحة، فكلٌ حر في حياته، كما أني لست من المدافعين عن حقوق المرأة، فالمرأة من وجهة نظري هي كل الدنيا فلا حاجة بعد ذلك لشعارات رنانة، لكني أتسائل هنا عن أمرين: أولهما: كيف لفكرة أو جماعة أو حزب أن تستحوذ على حياة إنسان لتصل به إلى هذه الدرجة من أفكار أو تأخير أو تقليل كما هو دونها، بل قد يصل الأمر إلى تهميش وتخوين في أسوء الأحوال إلى إبعاد – بالسجن أو القتل- كل من يعترض طريقها أو يعيق الوصول إلى أهدافها ؟! ، أو ليس الأفكار من صنع البشر؟! ، أو ليست الجماعات والأحزاب من صنع البشر وللبشر؟! ، أو ليس الانتماء والدفاع من المعتقدات والأهداف هي من صميم حياة البشر؟! ، إذن فلماذا لا يواجه الفكر بالفكر والعلم بالعلم والعمل بالعمل؟!! ، ولماذا نضع ما نؤمن به ومن كان إلى جانبنا في كفة؟! وثانيهما: ماذا لو اكتشفت بعد زمن أن ما كنت تؤمن به و تعتقد به كان خطأً ؟؟ ماذا لو أردت أن تغير أو تتغير؟ كيف حال أولوياتك؟؟ وما أخبار مصارحتك ورجولتك ورعونتك وأنت تتشدق بكلامٍ عن الأولويات تتسبب بأضرار جسيمة، ثم ها أنت تعيد ترتيبها!! ، اترك لنفسك مجالاً للعودة ولا تكن صريحاً موجعاً ولكن كن واضحاً رحيماً، وأنا أفترض فيك أنك ممن يعودون عن خطأ الطريق إن ضله، ويُعمل عقله في ما يفكر أو يعتنق أو ينتمي إليه. يفترض البعض أن ذلك النوع من المصارحات ضروري لإبراز معالم الطريق وعقباته وأشواكه ويبرر البعض بأن هذا النوع من المصارحات يُضفي أهمية قصوى لما ينتمي إليه أو يعتنقه من أفكار أو أحزاب أو جماعات، نعم.. ،قد يبدو في ظاهر الأمر صحيحاً لكنه في باطنه سيترك أثراً قد لا يعالجه الزمن، تماماً كمسمارٍ ضُرب في لوحٍ من الخشب، إن أنت حاولت أن تُزيله ترك أثر موضع ضربه، حتى وإن أُزيلَ . لا أدعوك هنا أن تكون بلا انتماء أو هوية أو فكر، ولا أدعوك أيضاً لأن تبيع فكرك أو انتمائك أو جماعتك بعرضٍ من الدنيا أو لمن يدفع أكثر، كما أني لست من أنصار أن تستقيل من الحياة الاجتماعية والسياسية والتفاعل مع الأوضاع المختلفة، لأجل أن تكون شريكتك في الحياة أو والديك من أهم أولوياتك، ولكن، أحب حبيبك هوناً عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً عسى أن يكون حبيبك يوماً ما، وأُذكرك ونفسي بأن المصارحات ليست في كل شؤون الحياة، وإن وجبت، فلها قواعدها وأصولها وأسلوبها وما يقال فيها وما لا يقال، فكن حذرًا يا صديقي.

عبد الله حسانين السيد محمد ابو العنين النجار (عبد الله حسانين) – رسالة إلي قلب إنسان

عبد الله حسانين السيد محمد ابو العنين النجار (عبد الله حسانين) – رسالة إلي قلب إنسان

المشهد الأول:-
الساعة السادسة صباحا داخل زنزانة في سجن طره. يوم 28 نوفمبر2015 صوت المفتاح يوضع في الباب ويدخل ضابط مباحث السجن وينادي بصوته العالي:طلعولى واحد من الأوضة دي بسرعه!!
يدخل اثنان من المخبرين فيوزعوا أبصارهم على القابعين في الزنزانة ثم يمسك أحدهم بملابسي ويقول:قوم يلا تعالى معانا انت!!
بدأت أسأله:إيه في إيه؟؟! فلم يجب ولكن سحبني كما يسحب البعير للنحر !! خرجت من الزنزانة فإذا بخلق كثير من كل الزنازين وكلهم مسحوبين كحالي بالضبط ، تم اقتيادنا الى مكان فسيح داخل السجن
المشهد الثاني:
عربات ترحيلات ينزل منها ما لا يقل عن 300 مجند أمن مركزي ملثمين ومسلحين ومعهم كلاب الحراسة يتم اقتيادنا أمامهم مكبلين بالأغلال ثم تأتي سيارة مرسيدس سوداء فيقف جميع المجندين انتباه وكأن على رؤوسهم الطير ينزل من السياره مساعد وزير الداخلية لمصلحة السجون وبيده سلاحه الميري تلك الطبنجة عيار9 ملم !!
في هذه اللحظة أحسست بأنه ينوي تصفيتنا رمياً بالرصاص ولكن نزل الباشا وأخذ يدور حولنا ثم بدأ يوجه خطابه لنا: انتوا بقى السياسيين اللي مش عاجبكم النظام ! اديكم بقيتوا هنا تحت جزمتنا وهنطلع دين اهلكوا كلكوا !
رد أحد الإخوة وقال: متسبش الدين يا باشا!
فرد الباشا: دين مين يا ابن دين ال*** دا انا هطلع ******* وأشار لبعض المجندين فأخذوا الأخ وانهاروا عليه ضرباً بكل الطرق ثم أمر الباشا بنقل السجين إلى سجن العقرب ! ومن لا يعرف سجن العقرب فقط ابحث عن اسمه !!!!!
ثم أكمل الباشا قائلاً : “أنا عندي استعداد اصفيكم كلكم دلوقتي وانتوا ملكمش ديه ! إحنا في إدينا القوة كلها محدش يقدر يوقفنا ومعانا رئيس خلى العالم كله يركعله!! ”
هنا تذكرت قول الله تعالى:-
(واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون)
فقلت له: ولكننا لم ولن نركع لغير الله تعالى.
فنظر لي نظرة متجهمة وقال:أنا هوريك ازاي تركعوا !!
ثم وفي لحظ البصر انهال المجندين علينا جميعاً بالضرب والسب ثم بعد ساعة كاملة من الضرب والباشا ينفخ سيجاره أمرهم بأن يعيدونا إلى زنازيننا!
المشهد الثالث:-
داخل الزنزانة الساعة التاسعة صباحاً بعد حفلة الضرب دخلت وأغلق الشاويش الباب ثم مرت نصف ساعة وإذا بالباب يفتح مرة أخرى ويدخل ما لا يقل عن 15 مجند بأسلحتهم ويأمروننا جميعا بالخروج من الزنزانة ثم يأمروننا جميعاً بخلع ملابسنا !!
وبعد بعض المناوشات الكلامية سحبوا كل واحد على حده وتم تقطيع ملابسنا بالقوة ووقف كلا منا بملابسه الداخليه السفليه فقط !!!
المشهد الرابع:-
العساكر يأخذوا كل شئ موجود في الزنزانة وأخدوا البطاطين والأطباق والملابس وكل شئ في الزنزانة ثم أمر العساكر بإدخالنا ونحن عراة!!!!
زنزانة 4×3 بها 10 أشخاص عراة بلا أي شئ مطلقا .. تم تجريدنا من كل أشيائنا التي أرسلها أهلنا لنا!!!
بعد حوالي 3 ساعات ويرموا لنا كل واحد طقم ميري خفيف لنلبسه في عز هذا الشتاء والبرد !!
ولا حول ولا قوة إلا بالله
وحسبنا الله ونعم الوكيل
إلى كل إنسان في كل مكان ..لا تسكت على الظلم وانشر قضيتنا فنحن لم ندخل السجن إلا من أجل كلمة واحدة وهي :لا إله إلا الله !!!
لا يكفيهم انهم سلبونا حريتنا وحبسونا بدون ذنب ولا جريمة اقترفناها ولكن هذا أقل ما يحدث معنا في السجن وهناك الكثير والكثير ولكن لا داعى للحديث!!!
فقط اعلموا وليعلم العالم كله أن لكم اخواناً في السجون يسامون سوء العذاب ولا ملجأ لهم سوى الله تعالى
أخوكم:عبدالله النجار
سجن طرة – القاهرة – مصر

محمد مدني – الأحكام سواء طالت أو قصرت فإنما هي إنفاذ لقدر الله

محمد مدني – الأحكام سواء طالت أو قصرت فإنما هي إنفاذ لقدر الله

الأحكام سواء طالت أو قصرت فإنما هي إنفاذ لقدر الله تبارك وتعالى، ولن يتدخل أحد في تعديل ما هو كائن قبل أن نولد. نحتسب الأجر عند الله، ويقيني أنني لن أكمل هذه المدة، قريبا نلتقي في ساحة الكرامة والحرية، في عزة بلادنا وحرية أوطاننا.

محمد عبد الحميد – إخوتي الأحباء الأعزاء 

محمد عبد الحميد – إخوتي الأحباء الأعزاء 

بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون * واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم ” صدق الله العظيم .. بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الأحباء الأعزاء .. القابضين على دينهم كالقابضين على الجمر .. الغرباء القرباء إن شاء الله .
فهذه كلمات من عُبيد الله أصغر عبيده وأفقرهم إلى عفوه ومزيده ، اقسمها بإذن الله على جزئين ، فيها معاني عشت معها وأردت مشاركتكم إياها علَّكم تتفاعلون معها وتقع من قلوبكم موقعها من قلبي فتثير الأفكار المظلمة وتهدِّىء النفوس المضطربة وتهدي القلوب الحائرة، ولئن يهدي الله بنا رجلاً أحب إلينا من حمر النعم ومتاع الدنيا .
الله يعلم كم أشتاق إليكم وأتلهف لرؤيتكم ومعرفة أخباركم، ووددت لو أعود لدنياكم ولو لوقت محدود أمتع بصري بالنظر إليكم واطفىء لهيب قلبي بمجالستكم وحديثكم ثم أعود لمكاني مرة أخرى هانئاً مستريحاً راضيا.
منذ ما يقارب العام كنت في ركب إخواني سائراً ثائراً أسعى لأضاهي جهدهم أو أصل لقليل من بذلهم فخذلتني نفسي كعادتها فكنت أقلهم بذلاً وأضعفهم جهداً ، فأصبحت أتقرب إلى الله بصحبتهم وملازمتهم فهم القوم لا يشقى بهم جليسهم .
وكنت أظن أن أحداً من الظالمين لن تطالني يده بسوء لأني – في نظري – كنت أخذاً بكل الاحتياطات التي توفر لي الأمن والنجاة ولكم أنَّى لي أن انال خلاف ما قدره الله ، فرغم أن المؤمن الحق متوكلاً على الله حق توكله آخذاً بالأسباب حق أخذها، إلا أن الله قد يريد أمراً كان مفعولاً يعلم في سابق علمه أن الخير كله فيه ” وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ” ألم تنظروا إلى أصحاب رسول الله في موقعة بدر لما أرادوا لأنفسهم الظفر بالعير وأراد الله لهم الحرب والفقر فكانت غزوة الفرقان بين الحق وأهله والباطل وحزبه في الدنيا وفي يوم الدين ” وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ” .
ويُقدر الله لي أنه في ذكرى مرور عام على حبسي يقع بين يدي كتاب جمعت فيه رسائل وخواطر سطرها أخونا أحمد شقير – رحمه الله رحمة واسعة وجازاه عنا كل الخير – فالتقط الكتاب بنهم شديد وتقع عيني على الكلمات التي سبقت لي قرائتها فأراها وكأني أول مرة أراها وأتامل المعاني فتؤثر في كما أثرت اول مرة، فيحيطني همٌ وعزمٌ وأمل، واستلهم روحاً قديمة غائبة .
أعلم أنكم عجبتم من حاله – يا من عرفتوه – وأخذ القريب والبعيد حظه من التعجب بعد وفاته ، من جنازة مهيبة ورغبة في معرفة ما كان من خبره ،وحب شديد له من أناس لم يرون رسمه ولم يعرفوا عنه إلا اسمه. أحسب أن الله أحبه ووضعت له المحبة في السماء والأرض، ولئن أردتم مرتبته فهذه كلماته بين أيديكم وحلمه ماثلٌ أمامكم ، فالزموها وراعوا حق قرائتها والعمل بها ، وستجدوا في كل مرة معنى جديداً وستسري فيكم روحه كلما قرأتم كلامه ، عسى الله أن يفتح عليكم بها من الأنوار ويكشف لكم الخفي من الأسرار ويُخرج من بينكم الفاتح الذي أراده أحمد رحمه الله.
إخوتي .. لما برز طالوت لجالوت وجنوده ، كان على رأس بقايا جيش ، قليل من قليل من قليل ، يقال أنهم كانوا ما يقرب من الثلاثمئة ، ثبتوا عند الامتحانات التي عرضهم الله لها ليميز الخبيث من الطيب ، وقد تمايزوا ، ثلاثمئة من الطيبين يظنون أنهم ملاقوا الله مؤمنين بأنه ” كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ” فكانت النتيجة الحتمية وسنة الله الكونية ” فهزموهم بإذن الله ” ولن تجدوا لسنة الله تبديلاً .
لقد أبى علينا الظالمون ما أردناه لديننا ولأمتنا وابتلانا الله على أيديهم فآذونا في أنفسنا وأهلينا وإخواننا . نحن ندرك أن أشد الناس بلاءاً الأنبياء فالأمثل فالأمثل والمرء يُبتلى على قدر دينه ولكننا لا نغفل أيضا ً أنه ” وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ” فلننظر من أي الفريقين نحن ،وكلٌ على حسب حاله ، ولنتأمل حال أنفسنا ليدرك كل واحد منا حكمة الله فيه وماذا أراد الله منه ، والحسرة على من لم يفعل ، وإياكم أن تخونوا الله وتخونوا أماناتكم فتنشغلوا عنها بالأموال والأولاد والمتاع الفاني ، أو تخونوا أمتكم وإخوانكم – معتقليهم وشهيدهم – بمعصية الله وتصبحوا عائقاً في طريق النصر وسبباً في تأخره وأنتم تدعون الله أن يأتي على أيديكم فيخالف قولكم فعلكم فتخسروا وتضلوا .
وللحديث – بإذن الله – بقية نستكملها في مقام قادم ، وأرجو أن يتسع صدركم لما كتبناه وما سنكتبه وأن تتقبلوه على ما فيه من ضعف وتطويل ، والله وحده وراء القصد وهو يهدي السبيل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محمود عبد الشكور ابو زيد (شوكان) – سأعرف على الأقل ما هو مصيري في الأيام القليلة القادمة

محمود عبد الشكور ابو زيد (شوكان) – سأعرف على الأقل ما هو مصيري في الأيام القليلة القادمة

أخيراً، سأعرف على الأقل ما هو مصيري في الأيام القليلة القادمة. لكنني لا أعرف بم أشعر. لا أشعر، بأي حال كما لو أنه سيكون اليوم الذي سأنال فيه العدالة.
لا أريد أن أُخَيِّبَ أملكم، وإنما أحاول فحسب أن أكون واقعيا. ففي بلدي فقدنا معنى هذا النوع من الكلمات.
بعد ما يزيد على 850 يوماً في الثقب الأسود دون نزاهة أو عدالة، بت بطبيعة الحال نسياً منسياً.
فأنا أقبع في السجن دون أن أعرف حتى لماذا أنا هنا، لمجرد أنني زاولت عملي كمصور.
يؤسفي أن أخبركم بأنني "صرت شخصاً قانطاً كل القنوط ".
هذه هي شخصيتي الجديدة. لكنني أواصل مقاومة شخصيتي الجديدة بفضلكم، وبفضلكم جميعاً دون سواكم، كل الناس وكل من ساندوني ووقفوا معي.
أنتم تشعرونني باستمرار بأنني لست وحدي. لقد صرتم جميعاً قوتي وطاقتي، وبدونكم جميعاً لا أقوى على تحمل هذا.
أريد أن أرسل لكم حبي واحترامي العميقين وتقديري لكل ما تفعلونه من أجلي. أشعر بأنني محظوظ لوجود أناس طيبون مثلكم معي. ويشرفني بحق أن أعتبركم أصدقائي.
"ظلوا اهتفوا، العمل الصحفي ليس جريمة."
تحياتي
شوكان
سجن طرة
1 ديسمبر/كانون الأول 2015

انس السيد عبد النور –  الشعب المصرى الحبيب

انس السيد عبد النور –  الشعب المصرى الحبيب

الشعب المصرى الحبيب
تحية من الله فسلام الله عليكم و رحمته و بركاته
صامدين على درب الكفاح ... صامدين بنمشى على الجراح
إن الحرية - بكل أشكالها - مساحة الشعوب التى يَحرُم على الجبارين أن يطؤوها ، هناك فى هذه المساحة يصنع الناس تاريخهم ، و يرسمون بإرادتهم شكل حياتهم ، و يختارون مصيرهم الآخروى بإيديهم ، إن الحرية أن تحيا عبداً لله بكليه
الحمدلله الذى ابتلانى بهذه المِحنة التى ابتلى بها سيدنا يوسف من قبل ، هذه المِحنة التى تحولت الى منحة بفضل الثبات و السكينة التى أنزلها الله على قلوبنا بالداخل خلف الأسوار
إن السجن خلوة مع الله و خلوة مع النفس ، فرصة كى يراجع الفرد منا علاقته مع الله ، فرصة كى يعلىٰ كل فرد بذاته و يطور منها استعداد لما هو أكبر ، لما هو آت قريبا .
أيها الأحباب خارج أسوار سجنى ، لا تجزعوا لرؤية هذا الكم الكبير من الظلم ، ولا تجعلوه سببا فى شعوركم بالإنكسار ، ولكن جددوا نياتكم و ألهبوا عزائمكم و انتصروا على أنفسكم ينصركم الله على عدوكم ، و أنقل لكم قول المجاهد الأسير عبدالله البرغوثى " إن فقدان روح الجهاد بكل أنواعه - فى الأمة ، وشيوع روح الميوعة و الطمراوة بين أبنائها و شبابها ، و انتشار اخلاق الفردية و الانانية وحب الدنيا وحب الذات ، و انكباب كل شخص على مصالحه و شئونه الخاصة ، و إهمال شأن الأمة ، فهذا كله يجسد خطراً على الأمة ، و خطر على أفرادها ، حيث تتثاقل الى الارض و يغلب عليها الجبن و الخور ، و الركون الى الدنيا و كراهية الموت و الحرص على الحياة ، و الرضا بحياة الذل و الهوان "
أيها الأحباب الثوار ، لا تنتظروا أن يحرككم أحد ، بادروا أنتم بتحريك غيركم من المجتمع لمقاومة هذا الظلم و محاربة هذا الفساد ، لا تضيعوا أوقاتكم فى لهو لا يفيد ، ولا فى نقد هدام لا ينفع ، ولا فى جلد للذات مقعد عن العمل ، ولكن تعلموا من الماضي و أيقظوا قلوبكم و تذكروا أن الله غايتكم
أنس السيد عبدالنور
28-11-2015

سامحي مصطفي احمد عبد العليم (سامحي مصطفى) – مش منتظر منكم كلمتين فى الصبر والثقة

سامحي مصطفي احمد عبد العليم (سامحي مصطفى) – مش منتظر منكم كلمتين فى الصبر والثقة

مش منتظر منكم كلمتين فى الصبر والثقة فى نصر الله والفرج قريب واثبت يا بطل والكلمتين دول.. ولا منتظر منكم كلمتين من بتوع صمودكم يخجلنا واحنا عايشين بصمودكم وثباتكم يا أبطال.. لأننا الحمد لله أثبت من الجبال الرواسى وصابرين وواثقين من نصر الله ومطمئنين بأقدار الله. لكن لازم تعرفوا إننا عايشين فى السجون بلا حياة.. عايشين خارج الزمن والتاريخ والجغرافيا.. حياة مليئة بالأسى والجراح والتعب، حياة كلها قهر ووجع وألم.
الأمراض النفسية تظهر تباعاً على المسجونين فضلاً عن الأمراض العضوية المزمنة، التفكير فى الأهل والأبناء وأحوالهم .. الأولاد بيكبروا.. الشباب بتتجوز وناس بتموت.. والزمن واقف هنا.
أحكام حقيقية تصدر ويتم التصديق عليها سواء مؤبدات أو إعدامات تكون عايش حياة كريمة وتنعم بقسط من الحرية أو ملكش فى السياسة أو طالب أو دكتور أو عالم أو مهندس أو … وتترمى فى زنزانة حقيرة فيها 30 شخص ونصيبك منها شبر وقبضة (36 سم) بتنام وتصلي وتأكل وتعيش حياتك فيها. لما يكون دكتور أو مهندس أو مدرس أو عالم أو… وتتشد من لحيتك وتتعلق على الفلكة اللى كنا بنسمع عنها في الحواديت والمسلسلات وتنضرب عليها وتتكسر رجلك أو إيدك! لما تتجرد من كل ملابسك ويسيبوا ما تستر به عورتك وتتعرض أمام ظابط مباحث وحواليك شرذمة حقيرة من المخبرين ويحفلوا عليك بالضرب والشتيمة. عاوز أقول لكم إن ثلثي القهر والوجع والذل فى السجون.. والثلث الأخير بيلف فى مصر ويرجع آخر الليل في ليمان وادى النطرون 440!.

حسام عيسي – خواطر مسجونة

حسام عيسي – خواطر مسجونة

لا يشعر بالصعب إلا من خاضه، ولا يعيش الحالة إلا صاحبها، والأشد صعوبة محاولة تخيل حياة إنسان بكل تفاصيلها أو توقع مايدور بداخله من إحساس، فالإنسان كائن مغلق، لا يظهر منه إلا ما أراد، أو تسرب بشح. كالبحر يحوى الكنوز، إلا أن عين الناظر إليه لا تدرك كم أو نوع ما تحتويه هذه البقعة المتمايلة من الماء أمامه من الكنوز، وإن طفى على السطح بعض من القابع فى الأعماق، كالطيور تحلق فى جو السماء، فتهفو الأنفس البشرية لملاحقتها بالأبصار ما بين الغبطة والحسد دون معرفة هل هى سعيدة بذلك أم حزينة أو أنها مهاجره بلا وجهة أم عائدة لبيوتها. وما أدراك أنها لا تتمنى أن تريح أجنحتها وتعمل أقدامها وتستقر إلى الأرض. أسوار خرسانية عالية شباك حديدية كثيفة التداخل، أبواب صلبة ضخمة تغلق بإحكام على الأجساد المتراكمة فى الغرف الضيقة، والمدقق فى التصور قد يتخيل معاملة سيئة من أولائك المتحامين ببدلاتهم العسكرية للنزلاء المكفنين، تخيل بسيط لواقع مُعقد متشعب فى تفاصيله عميق فى أثره. *نفسية سجين: يرتفع صوت الرعد بوضوح مبدداً صمت الزنازنين الراقدة فى ظلمات الليل فوق ساكنيها، وعلى استحياء يتسلل البرق لامعاً على أسلاك التهوية حذراً أن يحتجز داخل الزنزانة لتفتح السماء أبوابها بماء منهمر ومعها تتضرع القلوب لعل الأبواب تفتح! ومع تمرد السماء على الأبواب وهزيمة القلوب أمام الأبواب يزداد هطول الماء ويزداد الحصار داخل الزنزانة، لتبدأ النفس بفقد بعض الحياة إلا من تلك الرائحة الناتجة من احتضان زخات المطر المتتالية لتراب السجن المتهالك لتظهر رائحه الحياة متسربة للصدور المحرومة. لا أعلم ماهية هذا الشيطان الذى حجب الحياة عن هؤلاء المقيدين بأن أوحى لبنى آدم العقاب بالسجن وحبسهم عن الحياة، كيف قسى قلبه ليمنع عنهم ضوء القمر ونسمات هواء الصباح وسحر لون الغروب وأشعة شمس الشروق؟.. كيف له أن يحرمهم شكل السماء بصفائها وغيومها طيرها وسحابها ، يحجب عنهم فطرتهم فيقيد أقدامهم عن حركه الطبيعه. فى السجن ينعدم الشعور بالوقت ويتوقف الزمن فيتساوى الليل بالنهار وتختلط اليقظه بالأحلام، هنا قد تتحول الذكريات القديمة لصديق حميم وقد تبدو شيطان رجيم ، تستعيذ أن تقترب منك فضلاً عن أن تقترب أنت منها. من تحت أنقاض النفس المحاصرة بين جنبات الجسد المسجون قد تنطلق الروح المتمردة مخترقة حدود الزمان والمكان تهيم بحثاً عن لحظات من حياة، عن ضوضاء الشوارع وأضوائها، عن جمع الصحاب، تستجدى لمه أهلي، تسأل عن عنوان بيتى، تشتاق دفء عناق أمى، تبحث بين طيات الزمن عن مابقى من عمرى الذى يساوى حريتى تفتش عن الوطن الغريب وترقب الأمل السليب. تهيم بحثاً عن الطموح فى المستقبل المحجوب وتحت الحصار مازال الجسد يغوص فى تفاصيل دقيقة كخيوط العنكبوت الواهنة ،تلك التى لا يجيد العزف على أوتارها إلا جسد ألقى به متعايشا بين الخطوط الدقيقة، متناسيا رحلات الروح السابحة فوق النسمات الباردة، وكأنه لا توجد حياة إلاهنا .بين الأسلاك الحديدية والجدران الخرسانية.

close

Subscribe to our newsletter