بداية أشكر كل من وقف بجانبي وأرجو من الله عز وجل أن يأجره ع هذا العمل ( دوله الظلم لا محالة إلي زوال بإذن الله).
اسمي مصطفي حمدي عاطف عندي 27سنه طالب ف كليه الإعلام جامعة القاهرة ومعتقل من 24-3-2014 وحالياً أنا في سجن القناطر تهمتي تأسيس ”ألتراس ربعاوي” وحريق مبني النيابه الإدارية بـ 6 أكتوبر.
وإليكم نص تفاصيل اعتقالى:
” بداية كنت ساكن ف مدينه 6 أكتوبر من أجل دراستي في الجامعة وكنت أعمل لأن معروف عني إني مش بحب أخد مصاريفي من والدي.. فذهبت إلي عملي الجديد وهو مسئول الكافية في الجامعة الكندية وبعد يومين تقريباً من عملي هناك، تم القبض علي في عملي فتم اصطحابي وأنا أتسأل عن سبب القبض علي قال لي الظابط (مافيش حاجة رئيس الجامعة هيسألك عن حاجة كده وهترجع تاني قولتلهم ماشي ).
فجأه لقيت نفسي بره الجامعة ولقيت المخبرين والمباحث اللي معايا كان عددهم 3 خدوني برا الجامعة ومسكوا فيا بطريقة غريبة المهم قالوا لبعض يلا هاتوه علي عربيه الباشا ببص علي الباشا لقيت عربية ملاكى ماركه “BMW” فضي اللون وكان اللى فى العربية رئيس مباحث القسم والمعاون و3 مخبرين.. أنا مش فاهم فى إيه المهم خدونى، وطلعوا على الشقة اللى أنا فيها ما أعرفش عرفوا مكانها فين ازاي .
ويستكمل مصطفي سرد حكايته “المهم طبعاً طلعنا الشقة وكسروا باب الشقة مع أنى معايا المفتاح وقولتلوا معايا المفتاح ..قاللى أسكت “يا ابن ……..وطبعا ضرب ،لقيت معاون المباحث رئيس المباحث بيقولى ده أنا هكسر عينك طول العمر، وبعدها بيقولى تحب أريحك بصيت له وسكت لقيته بيعدها تانى ..وطلع السلاح “طبنجية ” وبيقولى للى معاه طلعلى كاتم الصوت يابنى وعادها تانى تحب أريحك, المهم ضربنى بظهر السلاح على كتفى وشتمنى ، وقاللى يلا يلا خدوه وإحنا خارجين من الشقة ضرب وشتيمة لحد ما خرجنا من الشقة وقدام الشقة لقيت ظابط تانى بيقولى لأ ده إنت قاعد معانا شوية مطول يعنى كل ده وأنا فى ذهول المهم لأول مره فحياتى “إتكلبش” ونزلت الشارع وركبنا العربية بتاعت الباشا وسط ذهول كل من فى الشارع لحد ما كان فى واحد قال كامة كده تريقة يعنى قال “هو فى إيه ابن لادن ده ولا إيه” .
ويستكمل مصطفى:”ركبنا ومشينا روحنا على قسم أكتوبر أول فى الحى السابع ودخلنا وبدأت الحفله : دخلت غرفة كده بتاعت عساكر أمن مركزى وإتكلبشت في الباب الحديد اللى في الأوضة بطريقة مش عارف أوصفها بصراحة بس كل اللى أقدر أقوله أنى كنت متكلبش من ظهرى …وما كنتش واقف على رجلى كلها كنت واقف على مشط رجلى لمده 6 ساعات المهم قولتله عاوز أصلى قالى لأ في الأول .
بعد ما قعدت أقوله دى صلاة عاوز أصلى بقولك ،قالى لا ، قلت له طيب هدخل الحمام قالى طيب فكه وهاته ،المهم دخلت الحمام والباب كان مفتوح المهم أتوضيت بالمره والعسكرى صلى بسرعه يلا كده..
قولتله تسلم صليت ورجعت اتكلبشت كانت كتافى إتخلعت تقريبا ، دخلت لحظه التحقيق فبسأل الحرس بقوله هو في تعذيب قالي يابني تعذيب ايه ده كلام افلام المهم ، دخلت مكتب رئيس المباحث لقيت راجل كبير في السن قاعد علي المكتب اللي عرفته بعد كده انه “رئيس مباحث القطاع ” وقالي ايه بقي اللي مشاك ف السكه دي؟ قولتله سكه ايه؟ قالي المظاهرات قولتله انا نزلت 25 يناير ومليش في السياسه اصلاً راح فجأه شتمني ب أمي وقالي ورحمه امي لهوريك فبعت للحرس قالهم خدوه ولما اطلبه هاتوه بس وقعدت بره شويه راح الحرس نادي عليا كنت متكلبش .
قبل ما ادخل لقيتة بيغمينى قولتله هو فى إيه اللى هيحصل قالى متخفيش ..دخلت لقيت أصوات ناس كتيره أهلا “يا … أمك” المهم لقيت واحد مسكنى وقالى تعالى يا حبيبى راح لقيت واحد مسكنى وقاللى تعالى يا حبيبى راح رفع التيشرت من على بطنى وضربنى على بطنى,, فجأه بس وراح قلعنى هدومى كلها “كيوم ولدتنى أمى ” وبدأ الضرب فيا وهو واللى معاه وشتائم ..وبدأت أسمع صوت كهرباء “اليكتريك “فعلا مفيش ثوانى بدأو يكهربونى بيه فى كل حته فجسمى وكل المناطق الحساسة كلها كل حته كل مكان .
وأنا أقولوهم أتكلم أقول إيه كل ده وأنا متكلبيش خلفى المهم قالولى إنت بتصلى من أمتى قولتله من صغرى قالى من كام سنه “يا……امك” قولتله عشر سنوات تقريبا قالى “A7A” عشر سنين يعنى ملتزم قولتله فى أيه كل ده وأنا نايم على الارض متغمى ومتكلبش ..قالى حافظ كام سورة من القرءان قلتله 15 جزء ضربنى وكهربنى تانى وقالهم لبسه هدومه وخدوه ولما أطلبه تجيبه رجعت الحجز تانى وبعد شويه الباشا طلبنى تانى ..دخلونى الاوضه تانى وأنا متغمى حصل معايا نفس اللى حصل اول مرة بس المره دى طويله شويه ..
أقسم بالله أنا مش إخوان ولا عيلتي إخوان
وبعده ركبنا عربيه مكنتش عارف انا رايح فين وعرفت بعدها انى كنت فى جهاز أمن الدولة بأكتوبر ، المهم العربيه وقفت ونزلت وفضلنا ماشيين وطلعنا سلالم كتير لحد ما دخلت مكان واتقفل عليا باب اتكلمت محدش رد ، عرفت اني لوحدي في الغرفه وبعد شويه نمت علي نفسي ،شويه والباب اتفتح لقيت واحد بيقولي ايه يادرش انت عملت ايه يبني عشان يجبوك هنا ،قولتله معرفش والله قلتله احنا فين اصلا قالي مش مهم تعرف قالي انت عارف انت هنا ليه؟
قلتله مش عارف وياريت اعرف عشان ارتاح وبعدها قالي هتعرف كل حاجه بعدين وكانت طريقه كلامه غريبه سابني ومشي كل ده وانا لسه متغمي والمكان كان بارد جدا وبعدها الباب اتقتح تاني وواحد تاني جه لان صوته كان مختلف .
سألني انت اخوان يامصطفي قلتله اقسم بالله مش اخوان ولا عيلتي اخوان …قالي طب بتنزل مظاهرات ليه قلتله عشان واحد صاحبي مات ومن ساعة قانون التظاهر وانا منزلتش خالص قلتله بس ده اللي عندي وخدني ودخلني غرفه بارده جداً قالي انها التلاجة وسابني شويه بدون ملابس نهائي ورما عليه ميه والمراوح اشتغلت..
انا كنت متلج وقعدت كده فترة طويلة لحد ماعملت” حمام ع نفسي” بعدها الباب فتح والمراوح اتقفلت وقالي ها هتتكلم وساعتها مكنتش قادر اتكلم ، قعد يسألني عن بعض الاشخاص قلتله معرفش حد منهم سابني شويه تاني ونمت علي نفسي من التعب ،وكل اللي قدرت اعمله اني اصلي وبعدها واحد تاني خالص جه وخدني وانا عريان لسه قلتله عاوز البس..
مين بيمولك ؟؟؟
وخدني مكان تاني حسيت فيه بدفا شويه، ولقيته بيسألني انت مين اللي بيمولك وبصرف عليك ؟ قلتله أنا بشتغل وبصرف ع نفسي قالي لاياض مكافح ومناضل كمان، قالي كنت بتسمع دروس لمشايخ كبار قتلتله أنا مش بروح أي دروس من بعد الثانوية العامة، راح شاتم انت هتستعبط “يا..أمك” وبعدها ضربني وكهربني ف جسمي وأماكن حساسه قالي اتكلم قلتله اقول ايه انا معرفش حاجه وكرر الكلام واجابتي واحده انتي معرفش هو عايزني اقوله ايه؟
قالي طب والنيابة الادارية قلتله والله ما اعرف عنها حاجه وبعدها محستش بجسمي كنت بتنفض وروحي بتروح من الكهربا قلتله موتني احسن فضلت كده كتير وبعدها لبسني هدومي وبعدها قعدت ع كرسي وقلت للظابط شوف انتو عايزني اقول ايه وانا هقوله ؟؟سالني عن اكتر من حرق نيابة الادارية تاني.. قلتله معرفش عنهم حاجة ولا أعرف مكانهم أصلاً،
“راح مكهربني ، قلتله اقتلني واخلص قالي مش هيريحك قالي انت بتصلي قلتله اه وحافظ اد ايه من القرآن قلتله شويه كده كل ده وانا ع الكرسي الغريب ده وبعدها وقفني بقيت مش عارف أقف قعدت على الارض قاله دخله الأوضه وخليه ينام شويه ولما أقلك هاته تجيبه وقبل ما أمشي قالى فكر يا مصطفى وانا واثق انك ولد ذكى”
بعد شوية خدونى تانى وكل ده وانا متغمى ونزلت سلالم وركبت عربية وسمعت صوت الشارع و لقيت واحد بيقولى “يا ابن ……” مش عايز تتكلم أنا زهقت انا قولت كل حجة انتم عايزنها قالي هتستعبط ياض قلعه ياعسكرى …قلتله تانى قالى هتستعبط يله هو انت شوفت حاجة “ده أنا هفش**ك” قلتله حسبى الله ونعمة الوكيل …نام على بطنك يا “……” قلتله بصريخ هتعمل ايه راح العسكرى عمل اشياء مش هقدر أن أبوح بها لحد !
بعدها قالى إيه رإيك لو جبت أمك وأخواتك البنات وعملت فيهم كده صرخت وقولت ليهم أنا حرقت نيابة الادارية وبرج القاهره ولو عاوز …إرحمنى وأمى وإخواتى لا أنا معاك أعمل اللي انت عايزه فيا .
رد عليه الظابط حلو اوى كده لبسه هدومه وقعدنى على الكرسى قولى بقا حرقت ايه؟؟؟
اعترفت خوفًا علي أمي وأخواتي
قولتله حرقت كل حاجة اللى إنت عايزه أكتبه وأنا همضى عليه …ومضيت وراح مخرجنى وشال الغمامة من على عينى، حاولت أنام شويه لقيت ظابط داخل عليه تانى ومعاه الرجل الكبير اللى هو رئيس مباحث القطاع .
قالى يامصطفى “عارف يامصطفى أنا هحبسك وأنا ظالمك وهكون مرتاح ” وقالى وكيل النيابة فى الطريق هيحقق معاك وهو تبعنا يعنى إى كلمة هتقولها هعرفها و إلا أجيب أمك .
بعد شويه جاء وكيل النيابه فى غرفة رئيس المباحث لقيت الظابط اللى قبض عليه يقولى اعترف محمود بيه بتاعنا و إلا هنجيب ماما قلتله حاضر دخلت أول ما دخلت قلتله يافندم أنا مستنيك قالى إهدي وقالى أتكلم متخافش قلتله ماشى بعدها بشويه .
و جه الظابط ده دخل وبيكلم وكيل النيابة وقاله محمود بيه شرفت دخل وخرج وقاله خلى بالك من مصطفى أصله محترم أوى قاله ما تخافش ياباشا المهم خرج قلتله يافندم أنا حرقت النيابة وعملت كل حاجة راح قايلى عايز تفاصيل قلتله ما عرفش قالى لأ لازم تتكلم وإلا فى قواضى كتير والقضية دى فيها 15 سنة قلتله قضية ايه؟ قالى النيابة الادارية قلتله أكتب وأنا همضى وفعلاً مضيت وكتب هو وحرر المحضر!
مصطفي حمدي
رسائل جدران العزلة
احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – سفرياتي المشبوهة ( الفاتيكان )
سفرياتي المشبوهة ( الفاتيكان )
كنت قد تحدثت من قبل عن تفاصيل السفريات التي يُطلق عليها لفظ (سفريات مشبوهة) من قبل إعلام السلطة أو عملاء الأجهزه الأمنية.
وتحدثت عن تفاصيل هذه السفريات التي قمت بها بعد الثورة، وكيف أن خلالها كان هناك بعض المقربين من السلطة أو المتحدثين باسمها ولكن لم يتم وصف سفرياتهم بالمشبوهة رغم أنهم كانوا مدعوين لنفس المناسبات ونفس المؤتمرات أو الندوات ونفس الجامعات والمعاهد التي قامت بدعوتي ولكن لأن خطابهم مؤيد للسلطة فهم وطنيون في نظر إعلام السلطة والدولجية وصبيان الأمن، ولكن من يكون خطابه غير متوافق مع السلطات المصرية فهو عميل وخاين ويسافر سفريات مشبوهة فى نظر السلطة.
وكذلك تحدثت من قبل عن مقابلة الرئيس السابق عدلي منصور فى قصر الاتحادية فى صيف 2013 عندما طلب مني هو ومستشاراه مصطفى حجازي وأحمد المسلماني أن أقوم برحلة للولايات المتحدة وأستغل معرفة وسائل الإعلام الغربية بي لكي أحسن صورة وممارسات ما بعد 3 يوليو وهو ما رفضته لأنني كنت فعليًا أرفض إجراءات القمع وتكميم الأفواه التي حدثت بعد 3 يوليو، وترتب على رفضي شنّ حملة إعلامية تتهمني بالعمالة والخيانة والسفريات المشبوهة، وأعتقد كذلك أن حبسي الآن قد يكون عقابًا على رفضي تجميل وجه النظام القبيح خارج مصر في 2013.
أود اليوم الحديث عن إحدى السفريات التي يقولون إنها مشبوهة وهي سفريتي لروما في أكتوبر 2013 وزيارتي للفاتيكان ولقائي بابا الفاتيكان.
في أكتوبر 2012 تلقيت دعوة من إحدى الجمعيات الكاثوليكية الإيطالية القريبة من الفاتيكان للمشاركة في مؤتمر للسلام والتعايش بين الشعوب والأديان، ولأني أعتبر نفسي من الداعمين والمناصرين لأفكار التسامح والتعايش وقبول الآخر، فقد وجدت المؤتمر فرصة كبيرة للتعبير عن رؤية شباب الثورة لمصر بعد 25 يناير وأحلامنا بوطن يعيش فيه الجميع في تسامح وتعايش ومواطنة وقبول الآخر واحترام لحرية الرأي والتعبير مهما كان الاختلاف، وبرغم أن المؤتمر شارك فيه ممثل الأزهر وهو الشيخ حسن الشافعي، ورغم أنه كان معي أيضًا أحد أطيب وأعظم وأنقى شباب الثورة الدكتور/ باسم صبري رحمة الله عليه إلا أن هجومًا ضخمًا قد شُن ضدي في هذا الوقت وتم اتهام هذه السفرية بـ "المشبوهة" رغم مشاركة الأزهر بشكل رسمي، ولكن أبواق التضليل والتشكيك تجنبت وجود الأزهر تمامًا في هذه السفرية حتى يستطيعون تشويهي بحرية، فعند التشويه تجد أن هناك عشرات الصحف والمواقع التي تقوم بذلك، وعند محاولة توضيح نبل وأهمية السفرية لن تجد من يهتم بالنشر.
تكرر هذا الموقف فى أكتوبر 2013، فبرغم دعوتي مرة أخرى لزيارة الفاتيكان مع وفد الأزهر، والذي كان به هذه المرة د / شوقى علام مفتي الجمهورية، وكذلك د / محمود عزب - رحمة الله عليه - الذى كان مستشار شيخ الأزهر، إلا أن أبواق التشكيك تجاهلت ذلك تمامًا وتعمدت تشويهي منفردًا، فقد وجدت أن هناك عدة أخبار تتحدث عن سفرية مشبوهة وغامضة لأحمد ماهر رغم أن وقتها أرسلت بيانًا بعنوان السفرية وموضوع المؤتمر وماهية الجهة الداعية، وكذلك أنني مسافر مرافق لوفد الأزهر للحديث عن التسامح والتعايش وقبول الآخر، إلا أن جميع وسائل الإعلام المصرية تعمدت تجاهل كل تلك المعلومات عن طبيعة الدعوة والمؤتمر، واستمر مسلسل التشويه والتضليل المتعمد، وها هو مستمر حتى الآن.
عمر علي حسن عبد المقصود (عمر عبد المقصود) – بابا حبيبي .. سلام عليكم
بابا حبيبي .. سلام عليكم: امبارح بعد ما رجعنا من الترحيلة، ووصلنا قسم ميت غمر دخلنا القفص وبعدها لقيتهم أخدوا الدواء بتاعى "الخاص بالقلب والأعصاب"، وقالوا لى: "الدواء بالطلب لما تعوزه ابقي انده نجيبهولك"، قلت للظابط و
الأمين: "إحنا بننده بالساعة على الحمام أمال لو ندهت على الدواء"، أنا مش داخل من غير بالدواء بتاعى، واللى يحصل يحصل".
" فما كان من أمين الشرطة إلا إنه زقنى، رحت منزل إيده وقولت له متمدش إيدك، ودخل الكابتن للسيد أبو رواش وهدى الموضوع وقال أنا هاجيب لك دواك، ودخلت على هذا الأساس".
" الساعة 6 تقريباً أم عبدالمنعم كانت واقفة بره منتظرة تدخلنا الزيارة راحوا ممشينها برة القسم خالص ولقيت حوالى 6 مخبرين مباحث و3 ظباط فتحوا علينا الباب وراحوا مطلعينا برة ونزلوا فوقينا ضرب أنا وإبراهيم وعبدالمنعم وأنس وعمرو خطاب واتنين كمان ولما سألوا مين فيكم اللى تنح للظابط قاله وشاور على إبراهيم.. نزلوا في إبراهيم ضرب ونيموه على بطنه وداس على رقبته بالجزمة وبهدلونا و اتكلمت مع الظابط".
"بعد كدا بقوله أنا اللى تنحت مش إبراهيم قالى ما أنا عارف بس مكانش ينفع إنى أقول عليك لأنك تعبان ضابط المباحث وهما بيضربونا أغمى عليا أنا وأنس من كتر الضرب ولما فوقت بقول لواحد فيهم ليه بتعملوا فينا كدا؟ قالى مزاجي "
"ملحوظة رفعوا الكاميرا علشان متصورش اللى حصل، انا طلبت أقابل المأمور أوالنائب أو اطلع لرئيس المباحث بس مفيش استجابة برجاء إبلاغ النيابة وعمل اللازم ومتعديش النهاردة إلا وواحد من المحامين يكونوا عندي واطلع للمأمور واقلب الدنيا."
كلم أمنية وخليها تكلم جورج إسحاق والمجلس القومى لحقوق الانسان وتبلغ الوزارة باللى حصل وابعت فكسات للسيد مدير الأمن و السيد وزيرالداخلية وتلغرافات للمحامى و النائب العام أرجوكم متعدوش اليوم .. أرجوكم للأسف معرفش أسماء الضباط لأنهم جايين جداد أول مرة اشوفهم لو جورج إسحاق بره مصر كلمي محمد إحسان عبدالقدوس ".
عمر، إبراهيم، أنس، عمر خطاب
محتجز بسجن وادي النطرون – عند وصولنا لسجن وادي النطرون
1- الاستقبال :
عند وصولنا أمام باب السجن، تم تركنا فى سيارات الترحيلات لمدة ساعة فى الحر والكلابشات وعدد كبير من الحقائب والبطاطين، ثم عندما فتح الباب لنا أخيراً، فوجئنا بصراخ وشتم وسب، فنزلنا مسرعين على قدر ما تسمح به متعلقاتنا الثقيلة وأيدينا المكبلة، فوجدنا صفين من العساكر والمخبرين والشوايشية ينهالون علينا ركلاً وصفعاً وضرباً بالعصى والخراطيم والجنازير، فانطلقنا بأسرع ما يمكن، لا نستطيع أن نصد أى من الضربات بسبب الكلابشات والحقائب، وقبل أن نصل إلى الباب قام أحد العساكر بضرب أحدنا، وهو رجل كبير، على ظهره بخرطوم بشدة حتى أن الضربة ظلت معلّمة فى ظهره لأسابيع بعدها، هذا غير الضربات والصفعات طول الطريق، والتى يتخللها سب ولعن وإهانة، ثم تم إجلاسنا كأسرى الحرب على الأرض وأعيننا لأسفل، ومن يجرؤ على الالتفات يفاجأ بالركلات تنهال عليه، ثم قاموا بتشبيهنا (السؤال على البيانات ومقارنتها بالملف) ثم أدخلونا للتفتيش. فى التفتيش خلعوا عنا ملابسنا ومزقوها وفتشونا بشكل مهين، وأخذوا جميع الحقائب والأحذية، والتفتيش كان عبارة عن مصادرة لا تفتيش، فلم يدخل لأحدنا أى شئ سوى بطانية وبعض الغيارات الداخلية، أما باقى الأشياء من طعام وشراب وملابس وأحذية وأدوية، حتى من معه أكثر من بطانية، فتم أخذها جميعاً، وبالطبع تم تقسيمها بين المخبرين، بعدها قاموا بإيقافنا ووجوهنا للحائط وسط ركلات وصفعات من الضابط نفسه والمخبرين، واقتادونا إلى العنبر وقسمونا فى غرفتين، ٢٥ فى كل غرفة، و٩ تفرقوا على الغرف.
2- الغرف و العدد :
مساحة الغرفة 4.5X 3.5 م² ، بها حمام واحد ، لا تدخلها الشمس إطلاقاً ، بها نافذة ضيقة بأعلى الحائط ، و نظارة بالباب صغيرة ، و مروحة لا تعمل ، أقصى عدد آدمى تتحمله الغرفة 15 فرداً ، يتم تسكيننا فيها 25 و قد تصل ل 27 فى بعض الغرف ، نجلس فيها محشورين فى بعضنا البعض ، نصيب الفرد 35 سنتيمتر يعيش و يأكل ويشرب و ينام فيها ، لا تستطيع فرد قدميك غالباً ، و ننام بالتناوب حتى نتمكن من النعاس ، كما يمنع دخول أكثر من بطانيتين فتكون الفرشة خفيفة جداً و كأنك تنام على الأرض. وازدحام الغرفة فى الصيف غاية فى الخطورة فتنتشر الأمراض الجلدية و الحر الشديد و صعوبة الاستحمام لكثرة العدد و وجود حمام واحد. كما أن الإضاءة ضعيفة ويمنعون دخول اللمض فى الزيارة.
3- التريض :
يفتح لنا التريض ساعة واحدة فقط فى اليوم فى الصباح – مع أن لائحة السجون تنص على أن من حق السجين ساعتين تريض بحد أدنى – ويكون فى حوش لا يسع عددنا كلنا، و سقفه مغلق بأسياخ و بارات حديدية لا تسمح بمرور إلا القليل من أشعة الشمس. مع العلم أن الجنائيين يخرجون ساعتين، فالتعنت مع السياسيين فقط.
4- التفتيش :
يتم تفتيش الغرف بشكل دورى و خاصة السياسى، بشكل غاية فى الإهانة و عدم الإنسانية فيتم الدخول فى السابعة صباحاً برزع الباب بقدم أحد المخبرين و يتدفق وراءه المخبرون كالسيل يسبون و يلعنون ويركلوننا لنستيقظ و يدفعوننا خارجاً بالأقلام و الصفعات، وينتظرنا الضابط بالخارج يأمرنا بالوقوف ووجهنا للحائط ورفع أيدينا لأعلى، ثم يخلعون ملابسنا و يفتشوننا ذاتياً ، وسط تعليقات و تهكمات من الضابط معظمها سياسية، فعندهم قناعة أن جميع السجينات والسجناء السياسيين من الإخوان، ثم يدخل الضابط و المخبرون إلى الزنزانة ويقومون بقطع جميع الحبال والأكياس والحقائب بالمطاوى، ويقلبون جميع الحقائب ويخلونها من الملابس و الطعام ويخلطونها ببعضها ويأخذون ما يعجبهم و ما له قيمة مما هو موجود فى الغرفة ، و لا يفتشون شيئاً ، فغرضهم الوحيد إهانتنا و تكديرنا، حتى أنى قلت للضابط مرة أن كتبى الدراسية وملازمى وأدواتى الهندسية كلها فى حقيبة معينة وأشرت له عليها فقام بقطعها بالمطواة وقام بركل جميع الكتب وتفريقها بأنحاء الغرفة، ثم سبَنى وأمرنى برفع يدى لأعلى. بعد ذلك يحضرون الحلاق ويحلقون لنا جميعاً شعرنا تماماً، ثم يدفعوننا للداخل مرة أخرى بالسب والضرب ويغلقون علينا وسط الغرفة التى يكون منظرها كأنها ضربها إعصار.
5- المعاملة :
لا يتم معاملتنا كأننا سياسيين بل لا يفرقون بيننا وبين الجنائى، فعند دخول السجن ساروا يأمرون السياسيين بخلع ملابسهم والجلوس والتبرز فى الأرض مثل الجنائيين، مع أننا كلنا مهندسون وأطباء وأناس محترمون ويعلمون جيداً أننا لا نفعل أفعال الجنائيين الذين يدخلون المخدرات فى بطونهم، فيقولون لفظاً “اقلع و اقعد شُخّ يا ** أمك” ومن يرفض يتم ضربه حتى يكاد أن يموت، وعندما نقول أننا سياسيون يجيبون أنه لا يوجد شئ يسمى سياسى بل كلنا جنائيون، مع أننا عندما نطلب أى من حقوق الجنائى كالتريض ساعتين أو التلفاز أو الجرائد، يجيبون أنه ممنوع للسياسى و كون المعاملة دوماً بإهانة واستحقار وسب وضرب فى جميع الأوقات، وبدون سبب، فأحياناً يختارون سجيناً للتسلية ويضربونه ويسبونه.
6- الرعاية الطبية :
مستوى الرعاية الطبية متدنى للغاية، فتوجد عيادة صغيرة لا يوجد بها أطباء معظم الوقت وعندما يتواجد الطبيب يكون ممارساً عاماً، ويريد ألا يقوم بالكشف على أحد لكى لا يتعب نفسه ويعود لمنزله مبكراً، ولا يخرجوننا إلى العيادة إلا مرة كل أسبوعين وأحياناً لا يخرجوننا نهائياً، وعندما يفعلون فإنهم يخرجون 2 من كل زنزانة فقط مهما كان عدد المرضى. وإذا خرج أحدهم ولم يكن يموت من المرض ففى قناعتهم أنه “بيتدلّع” ويقومون بضربه وإدخاله التأديب. وإذا مرض أحدنا فى الليل واحتاج الخروج للعيادة وقمنا بالتخبيط على الباب، فلا يردون إلا بعد ساعات فيها قد يموت المريض إذا كانت حالته خطرة وعندما يأتون، يضربون المريض ومن قام بالتخبيط، حتى أنهم كادوا يقتلون أحدهم من الضرب وهو مريض لرغبته فى الخروج للعيادة. ومن يحالفه الحظ ويتمكن من الوصول للعيادة بسلام، يعامله الطبيب باستحقار وأحياناً يأمر كل المرضى بخلع ملابسهم ودهن الكبريت لاحتمال أن يكونوا مصابين بالجَرَب قبل الدخول، إمعاناً فى إهانتهم.
7- الزيارة :
الزيارة من أصعب الأشياء فى هذا السجن، فيكون يوم الزيارة أحزن يوم، تكون الزيارة كل 15 يوم، يأتى الأهل من سفر بعيد و لا نجلس معهم إلا 15 دقيقة بحد أقصى، فلا نلحق مناقشة أى موضوع، مجرد السلام و الاطمئنان فى سرعة، كما يمنعوننا من الحركة أو الوقوف أو الأكل أو لمس الزيارة، و يحيط بنا المخبرون ليأخذوا الإتاوات حتى لا يهينوا أهلنا فى التفتيش، ثم يجذبوننا من وسط أهلنا و يدفعوننا للداخل.
يمنعون معظم الزيارة من الدخول، ويسرقون كثيراً من الطعام و الحلوى، وخلال تفتيشهم للزيارة يدخلوننا لغرفة نحلق بها شعرنا تماماً، ثم يخلعون ملابسنا ويفتشوننا ذاتياً، ويدخلوننا بعدها لجمع الزيارة من على الأرض – و هى فى حالة مزرية – وحملها داخلاً، و يأخذ المخبرون منا غصباً أى شئ يريدونه من الزيارة. علماً بأن لائحة السجون تنص أن أقل وقت للزيارة ساعة، ولا شئ عن الحلاقة مع كل زيارة التى قد تنقل الأمراض بسبب أن الجميع يحلق بنفس الموس و الأدوات، هذا بالإضافة إلى المنظر السئ أمام الأهل ونحن دوماً بلا شعر لدرجة أن أهلنا نسوا شكلنا الطبيعى عندما كانوا يروننا بشعرنا.
محمد مصطفي محمد عرفات (محمد عرفات) – رأيت الليل “بعد المغرب مباشرة”
رأيت الليل " بعد المغرب مباشرة " منذ أيام فحمدت الله حمدا كثيرا وتذكرت ان طيلة حياتى الماضية ما حمدت الله علي الليل والنهار ! فكرت في الأمر حينا فوجدتنى اتقلب في نعم الله دون حمد مني ولا شكر ! فالحمدلله الحمدلله الحمدلله . لا تنسوها ابدا ... الحمدلله .
عمر علي حسن عبد المقصود (عمر عبد المقصود) – كيف تحيا مصر؟
"كيف تحيا مصر؟"
بالحوار والمعاشرة، تتكشف النوايا وتتعرى الأدمغة وتظهر الأفكار مجردة دون تزيين أو تزييف، فبالحوار ترقى شعوب وتندثر أخرى، وتصعد أمم وتهوى أمثالها، ولكل حوار زمان ومكان ومستوى، وهي عوامل لا تقل أهمية عن المتحاورين أنفسهم، ومستواهم الثقافي ودرجاتهم العلمية، فلربما دار حوارٌ بين أهل علمٍ في زمنٍ كَثُر فيه التعريض بهم والتعارض معهم، والتعرض لهم، فما نالوا من حوارهم إلا جفاف حلوقهم وتكبيل أياديهم واعتزالهم .
ما دفعني أن أكتب ما كتبت، هو حوار دار، تجمعت فيه ما تبقى من أمتنا من رساخة عقول ، وتدافعت فيه الحقائق والوقائع حول ما آلت إليه أحوال البلاد والعباد، وانعكس فيه ما بأنفس أطرافه من إيمان بما هي في سبيله ماضية ، حوار تكشفت فيه النوايا ، وتعرت فيه الأدمغة وظهرت فيه الأفكار مجردة دون تزيين أو تزييف ، فدعك من الزمان ، فالزمان في هذا المكان لا يعني الكثير ، ف في السجن فقط ينعدم الزمان .
المتحاورون على قدرٍ من العلم والمستوى الثقافي والاجتماعي ما يؤهلهم لأن يكونوا معتقلين ، في زمن اختلال الموازين وعصر المعرضين والراقصين المهللين ، مهندس ، ورجل أعمال ، و أنا صحفي ، ويدور الحوار حول زميل في سجن آخر ، حاصل على الثانوية العامة قبيل اعتقاله بنسبة 99.8 % ، هؤلاء هم أطراف الحوار العفوي الذي استغرق تماما نفس الزمن الذي ستستهلكه في قراءته فإليك الحوار :
هو ع.ج جاب كام الثانوية يا جدعان ؟ ، يسأل المهندس رجل الأعمال : 99.8% أنا : ما شاء الله ، ده على كدة دخل كلية ايه ؟! رجل الأعمال : لا ، أظن لسة مقدمش في كلية ، بس هتكون ايه يعني ؟ يا هندسة يا طب على حسب علمي ولا أدبي . المهندس : لو وصلتله أو حد وصله ، يقوله يدخل هندسة المنصورة ميدخلش طب المنصورة ولا أي هندسة تانية .
أنا : اشمعنا يعني ؟ هي عشان كليتك يعني ؟!! المهندس : لا يا سيدي ، بس إدارة الكلية عندنا كويسة ، يعني بتقف جنب المعتقلين وبتسمحلهم يمتحنوا وهما في السجن ، ده غير إنه لو خرج واعتقل تاني وللا حاجة الكلية بتسمحلوا يمتحن عادي جدا، وده مش هتلاقيه في أي كلية تانية !! أنا : لا يا راجل ؟!!! هي بقت كدة ؟ والله يا سيدي على أيامي كانت الكلية بالمجموع والرغبات مش بالإدارة والاعتقالات ؟! يعني أنا أجيب مجموع زي ده ، ومدخلش الكلية اللي بحبها عشان ادارتها وحشة ؟! ايه ده يا جدعااااان ؟ احنا وصلنا للدرجة دي ؟!
المهندس : هههههههههههههه ، كان زمان الكلام ده ، دلوقتي يا فرحتي دخلت الكلية اللي بحبها بس ممنوع من امتحاناتها ولا خرجت مثلا وبلغوا اسمي للأمن ، كل شوية يقرفوني ، على ايه يا عم ، واحد بمجموع زي ده دماغه هتشغله في أي كلية وهينفع في أي كلية ، يبقى أنا أشوف المرحلة اللي احنا فيها واتعامل على أساس احتياجاتها .
هكذا إذاً أصبحت تدور الأمور ، هكذا إذاً أصبح تحصيل العلم في بلادنا ، بكل بساطة ، ادخل الكلية التي ستسمح لك مستقبلاً بدخول لجان امتحاناتها إذا ما طالت بك مدة الاعتقال أو قصرت، فما لا يدرك جُله _كله _ لا يترك كله ، فإن تحصل على درجة علمية على غير هواك ورغبتك خيرٌ لك من أن لا تحصل أبدا ،هكذا إذاً أصبحنا نفكر ؟! أقدر تماماً من يتخذ قرار استكمال دراسته الجامعية أو الثانوية أو خلافهما وهو قيد السجن أو الاعتقال، أيًا كانت الأسباب، و كُثرٌ هم، فلا مانع من أن تستغل وقتك وعمرك فيما قد يفيدك مستقبلاً إذا ما نلت حريتك ، بل هو شيءٌ مطلوب ومحمود، أما ما أقف أمامه تعظيمًا وتبجيلاً هو أن تبدأ بتعلم علم جديد تماماً عليك ، وأن تطرق باباً لم يُفتَح لك وأنت حرٌ طليق، ٍوبيدك كافة الصلاحيات والإمكانيات، فتقرر أن تطرقه وأنت مكبل اليدين ومعصوب العينين، مسيرٌ لا مخير، لا تملك من أمرك شيئا، ضارباً بكل ذلك عرض الحائط، مصرًا على أن تفتح آفاقًا جديدة لعل الله ينفع بك .
كم خسرت مصر من العقول في محنتها هذه؟ كم من الأجيال تتابعت في الزنازين؟ ومن أجل ماذا؟ وماذا كسب من أغلق عليهم أبوابها؟ ستدور الأيام حتمًا فهذه سنة الله في كونه، وستُشرق شمس أجيال انتزعت العلم انتزاعًا، ورفضت أن تُعَلَب أو تُصَنف أو أن يُزَج بها في دورٍ سقيم في مسرحيةٍ هزيلة تحت اسم ( تحيا مسر ) ، فمصر لن تحيا إلا إذا كان لهؤلاء دور البطولة .
سجن جمصة المركزي الأربعاء
26/8/2015
عمر عبد المقصود
احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – الآلهة لا تقرأ
الآلهة لا تقرأ .
دخل الإله الكبير إلى العنبر يرافقه وفد عظيم من آلهة أقل منه رتبة ، وقف عند الباب الخارجي ليلقي نظرة حول محيط المكان ثم بدأ في إلقاء الأوامر الإلهية إلى الآلهة الأقل منه رتبة وسط صياحه وسبابه للجميع ، اقطعوا الأشجار المحيطة بالمكان اخلعوا أي نباتات موجودة في هذا المكان من الآن غير مسموح بأي شكل من أشكال الحياة، شددوا الحراسة على الأبراج ، اجعلوا الأسوار اكثر ارتفاعًا، أين التشديد الذي أمرتكم به من قبل أيها الحمقى ، لن أغفر لكم أبدا .
اقترب مني الإله الكبير وظل ينظر لي لفترة من الوقت والكل صامت ، كانت نظراته مليئة بالغضب والغيظ والكراهية ، يود لو يفتك بي بأسنانه ولكن يبدو أن هناك ما يمنعه من ذلك قطع الصمت فجأة وسألني بصوته الأجشّ المحشرج المخيف : أصحيح أنك قلت إن هناك ثورة قادمة على السيسي ؟!!
قلت : لا أعتقد أنى قلت هذا، فأنا لا أعلم الغيب ولا أعلم إن كانت هناك ثورة قريبة أو بعيدة ولا أضرب الودع ولا أفتح المندل لأعلم ولكن رأيي الشخصي فعلًا أن السيسي يسير على طريق مبارك ويفعل ما فعله مبارك وربما أسوأ وهذا أدى من قبل إلى ثورة وربما ....
قطع الإله الكبير كلامي وهو يصيح بصوت أكثر غضبًا : أنت ليس لك حق أن تقول رأيك من الأساس ، أنت سجين ، عبد لدينا ليس مسموحا لك أن تقول رأيك ، بل ليس مسموحا أن يكون لك رأي أو تفكير من الأساس ، وعموما لا يهمني رأيك، كل ما يهمني أن أعلم كيف خرج رأيك رغم كل هذه الحراسة ورغم كل هذه الأسوار !!
قلت له : لا أعلم ولكنه رأيي .
ازداد غضبًا وصياحًا وازداد وجهه احمرارا واقترب مني وهو يضغط على أسنانه قائلا : لا تعلم ؟!!
جميل جدا ، سأجعلك تعلم ، أنا لا يهمني رأيك ولكني سأجعلك تعلم وتعلم أشياء كثيرة ، أولها أن تنفذ تعليمات الآلهة مهما كانت غريبة أو غير منطقية أو تخالف القانون أو اللائحة أو متعارضة مع الإنسانية والعقل والمنطق ، ثانيها ستتعلم كيف تعلم .
تركني الإله الكبير وانصرف فجأة وهو يكيل بالسباب للجميع ، لحظات وانقض عليا الآلهة الصغيرة التي كانت ترافقه وبدأت مباراة تمزيق وتدمير ومصادرة كل ما أملكه في هذا المكان ، وبعد فقره التجريد قال لي أحد الآلهة المحليين في طروادة : هذه مجرد «قرصة أذن » وبعدها سنرى ماذا سيحدث .
انصرف كبير آلهة طروادة وهو يعطي أوامر إلاهية لأتباعه : اتركوا له مروحة حتى لا يموت من الحر مثل الذين ماتوا هناك منذ أيام بسبب الحر ، واتركوا له بعض الملابس وبعض الاطعمة حتى يعلم أن رحمتنا وسعته .
نظرت إلى أكوام الحطام ثم حفرت مكانا لي لأنام فيه وسط تلك الفوضى في مكاني الضيق لكن فى الصباح قامت القيامة ، وحضر الإله الأعظم للسجون ، إنه الإله الأعظم والأطول الذي ترتعد فرائض باقي آلهة السجون عندما يذكر اسمه ، فما بالك عندما يسمعون صوته الرعدى ، وما بالك عندما يرونه وهو يطلق الشرار من عينيه ويصرخ فيهم جميعا !!
ولأن إله السجون الاعظم طويل جدًا وقد يصل طوله إلى السماء فقد اضطر للانحناء عند دخول العنبر الذي أقيم به ، ربما اقترح بعض الآلهة إزالة السقف ولكنه رفض لأنه مستعجل فلديه زيارات لمساجين سياسيين آخرين لينكل بهم و ......
سألني الإله الأعظم نفس الاسئلة التى سألها الاله الاكبر في اليوم السابق ، وأجبت نفس الاجابات وعلق نفس التعليقات أنه لا يهمه رأي العبيد السجينات والسجناء مثلى ، أو كل ما يهمه هو كيف خرج رأي من السجن رغم كل الحراس والاسوار العالية ، ألم يفلح معك الحبس المشدد والعزل ؟!!
سألني : ما هي مدة حبسك ؟!
قلت : ٣ سنوات .
قال : كم قضيت منها ؟!
قلت : 20 شهر .
قال لي وهو يصيح بصوته الذي يشبه الرعد و ينظر الي بعينيه التي تطلق الشرر : إذا متبقي لك 16 شهر ، وأعدك أن يكون كل يوم في ال 16 شهر القادمين أسوأ من اليوم الذي قبله ، فأنا لا يخرج من عالمي أي رأي ، ما حدث أمس من تجريد هو «قرصة ودن » وما سيحدث اليوم هو استكمال قرصة الودن .
سألته : وهل كنت أعيش من قبل في جنه الله في السجن ؟!!
ما الفارق بين التأديب وبين ما أنا فيه غير المروحة والسرير والحمام ؟!!
أنتم تمنعون عني تحديدا كل أنواع الصحف والمجلات والمراسلات والتلفزيون منذ 20 شهرا رغم أنها متاحة لباقي العبيد في السجون ، وكان رمضان الماضي هو الأسوأ في حياتي ، وألغيتم صلاة الجمعة بدون سبب ، وكان اسبوع العيد بالكامل في الحبس الانفرادي بدون أن أرى الشمس وحتى بدون أكل وشرب غير العيش الميري ، وبالأمس صادرتم كل متعلقاتي الشخصية ، ما هو الأسوأ الذي تتحدث عنه ؟!!!
انحنى أكثر ليزداد وجهه اقترابًا منى وهمس قائلا : أعدك أن يكون كل يوم قادم ستقضيه في عالمى هو الأسوأ من كل ما سبق ، أنت لم تر شيئا بعد، أنا لا يتسرب من عالمي رأي .
انصرف الإله الأعظم وتبعه سريعًا باقي الآلهة الأكبر ثم الكبير في طروادة ثم باقي الآلهة الصغيرة ، ثم بدأ العمال في قطع الأشجار وسد أي فراغات في أي مكان وتعلية الأسوار أكثر وأكثر .
نظرت حولي فوجدت أحد الآلهة الذي يبدو عليه بعض الطيبة المصطنعة ، فسألته : هل قرأ الإله الأعظم أيا من آرائي ؟ هل يعرف ما قلت ؟ هل قرأ شكواي من المعاملة سابقا ؟
نظر إلىّ الإله الذي تبدو عليه الطيبة المصطنعة ، وصاح بى باستنكار وسخرية : هل أنت أحمق !!
هل تقرأ آلهة السجون !!
إنّ الآلهة لا تقرأ .
محمد فوزي شاهر محمد كشك (محمد فوزي) – مقطع من نص “الرقيم”
أرانـا فـي الـثلاثَةِ مِن سُجـونٍ*. . . حياةً نـبـتـنـيهـا في الـجُـدوثِ
لَصــْنــدوقٌ بـيـــمٍّ فــي بــلادٍ . . . غَدَتْ قَصْـراً لِفرْعـونٍ خَـنـيــثِ
نُـرَّبـى قُــربَ مِـنْ قــادَ حـربــًا . . . لِيَــذْبَـحَ بَـيْـنَـنَا شَـبَـحَ الوَريثِ
مُصابُ الجسمِ بالأعداد تقوى . . . مَنَـاعـتُـهُ مـن الـداءِ الخــبـيثِ
يــطـوفُ بـغـابَـةٍ حُـفَّتْ حـتُوفا . . . فـكُـلٌّ الـغــابِ عُــرْنٌ للــيــوثِ
يُـعـافى خـائـضُ الـدُنيا طـوافًا . . . ويُفنى الراكنونُ إلى المُكــوثِ
أرَانا فـي الـثلاثَةِ مِـنْ ظـلامٍ . . . حبيسًا في حَبيسٍ في حَبـيسِ
ظلامُ الليلِ حولَ ظلامِ بـحـرٍ . . . وحـــوتٍ حــولَـنـا وبــلا أنــيـــسِ
ونَحنُ إذا اعْتَزلْنَا القـومَ ليـلًا . . . فــعُزلَــتُــنــا مــنــارٌ للــنـفـــوسِ
دعوناهُمْ وَجَدْنا الجمعَ بيـنَ . . . كَــفـــورٍ أو ظُـــلــومٍ أو يَـــئْـــوسِ
دعـونَـا ربَّـنـا فـأجــابَ وَعْـدًا . . . بقُرْبِ الصُبْحِ مُبْتَهِـجَ الـشُـمـوسِ
لَـرُبَّ بــأربَـعَــا سُـفنٍ رمْتـنا . . . لِنَنْجُوَ وهْي غَرْقى في الخميسِ
أرانَا في الثلاثّةِ مِنْ نُـدوبِ . . . فغـوصـي يا جـراحُ هُـنا.. وغُـوصي
لَحِقْدُ الإخوةِ/الأعداءِ جُــبٌّ . . . عَـمـِيـقٌ حَــاجِـبٌ حـتَّى الـبصيصِ
وأسْــرٌ فـي أيـادٍ شَـرَّدَتْـنـا . . . نُبَاعُ ونـُشـْتَـرى مِـنْ ذي الُلصوصِ
وكــيــدُ تَــرَّبُـصٍ إذ راودَتْـنـا . . . رَفـضـنـا فــتـنـةَ الـدُنـيـا الـرخيـصِ
ثلاثٌ يا أبي سَبقَنْهُ سِجناَ . . . وَغُـصَّـةُ بُـعْـدِنـا أقــسـى غُصـوصِ
أبي عيناكَ لن تَبيَّضَ حُـزنا . . . سَتُبْـصِرُ في خطـابـاتـي قـَمـيصي
____________________
* "أراني في الثّلاثة من سجوني، فلا تسأل عن الخبرِ النّبيثِ
لفقدي ناظري، ولزومِ بيتي، وكونِ النّفس في الجسد الخبيثِ"
النبيثِ: أي الحقيقي, أبو العلاء المعري, الشاعر, المفكر, الأعمى
أبو العلاء المعري المُبصِر, رهينُ ثلاثة سجونٍ: فقد البصر, اعتزال الناس ولزم منزله وسجن الروحِ في الجسد المادي والمقطع معارضة وتنويعاتٍ على نص أب العلاء.
____________________
مقطع من نص "الرقيم"
محمد فوزي
محمد فوزي شاهر محمد كشك (محمد فوزي) – مقطع من نص “الرقيم”
مَطَرٌ
وَنحن في الفَنَاءِ لِوَحْدِنَا
أغْمِضْ جُفُونَكَ واسْتَمِعْ
دقَّاتِ مُوسيقى المطَرْ
افْرِدْ ذراعيكَ
احْتَضنْ قطراتِهِ..
اهمسْ لها غَزَلاً وحاصِرْها ودُرْ
واقفزْ لِأعلى
كي تُدَغدِغَ الغيومَ
فَالغيومُ صبيةٌ وَكُلَّما دَغْدَغتَها
ضَحِكاتُها مطراً إليكَ سَتَنْهَمِرْ
هذي السماءُ أُمُّنَا
غَفَرَتْ مُشاغَبَاتِنا
جَاءتْ تُداعِبُنا وتغسلُ رُوحَنَا
سُتْراتُ سِجْنِكَ شَائِكاتٌ
فاخلعْ السُتْرَاتِ.. ماذا تَنْتَظِرْ؟
[في غفلةِ الحُرَّاسِ حينَ تَخبَّأوا..
وقتَ الْمَطَرْ
فَهُمُ حديدٌ مِنْ مياهِهِ يصدأُ
خافوا المَطَرْ
اللهُ يَسْمَعُ ما تَشاءُ قُلْ لَهُ
تَحتَ المَطَرْ
واركضْ فإنَّ لنا الفِناءَ كُلَّهُ
يَحْيَا المَطَرْ]
مَطَرٌ على رأْسي ورأسِكَ
تَهْدَأُ الأفْكارُ فينا
يا ابنَ أُمي.. فاسْتَرِحْ
ولا تُعِرْ للكَونِ بالاً أو نَظَرْ
مَطَرٌ على أُذْني وأُذْنِكَ
مُشَّبَعاً بأغنياتِ طُفولةٍ
لولا الغناءُ لَجَعَّدَ الروحَ الكِبَرْ
مَطرٌ على جِسْمي وجسمِكَ
نحنُ من ماءٍ وَعُدْنا
كم بدربَينا ابْتَعَدْنا
في مفارقِ الْقَدَرْ
ولكمْ فخاخٍ قدْ وَجَدْنا
في الدروبِ وكَمْ حُفَرْ
الآنَ في الماءِ اتحدْنَا
هل يُوَحِّدُ البَشَرْ
غيرُ المحبةِ يا ابن أميَ
والدماءِ.. والخَطَرْ؟
مطرٌ على أقْدامِنا
هذي الخُطا ككلِّ شيءٍ
سوفَ يَطويها الزمنْ
وتصيرُ ذكرى.. من شَجَنْ
لكننَا
فرحاً سَنُبْعَثُ راكضينَ دائماً
ومعًا نُغَني يا ابنَ أُمي كلَّمَا..
سَقَطَ المَطَرْ
يَحْيا المَطَرْ
رَجِعَ الشِتاءُ إلى شواطِئِنا
غداً..
موجُ الشتاءِ سَيَنْحَسِر
الدهرُ بحرٌ هادِرٌ
يمتدُّ يُلقف ما استطاعَ
ويَبْلَعُ الأحداثَ ثُمَّ يَنْجَذِرْ
نبني مدائِنُنا رمالَا
نَمْزِجُ الرغباتِ والقدراتِ
فيها.. والخيالَ
نقومُ نحرُسُها ليالينا الطوالَ
ثُمَّ نغفلُ موجةً..
مَعَهَا مدائِنُنَا الحَبيبةُ تَنْدَثِر
وَنَظَلُّ نبني
لا البحارُ تاركاتٌ ما بَنَينَاهُ لنا
ولا عِنادُ الطِفلِ فينا يَنْكَسِرْ
ومن العنادِ لَحِكْمَةٌ فِطْرِيَّةٌ
كحكمةِ النملِ الذي
يحيا ولَو ما بينَ جَنْبَاتِ الحَجَرْ
مازلتُ أذكرُها
صديقتي الحكيمةَ نملةً
أولى زَنازن رحْلتي
قد جمَّعَتْنا ذاتَ يومٍ في سَمَر:
أهلا بضيفَتِنا الجَديدةِ
أعتذرْ
عن لفظ "ضيفَتِنا" فإني
لستُ أدرى أنتِ أنْثى أم ذَكَرْ..
يا حبَّذا.. لو كنتِ أنثى حبَّذا
ما مِنْ سجينِ ها هُنا
إلَّا ومُحتاجٍ لأنثى تستطيعُ سَمَاعَهُ
فَقَطْ سماعِهِ يبوحُ بلا ضَجَرْ
عَذراً على سوءِ الضيافةِ
إذ شَغَلتُكِ يا صديقتي
سريعاً في مشاكِلِنا العميقةِ
سامحيني..
واقبَلي هديَّتي
حباتِ سُكَّري القليلِ المُدَّخَرْ
ولسوفَ أَشرَبُ شايَ يومي
دونَ سُكَّرٍ لأجلِكِ
لا عليكِ
فَنَحنُ صِرْنا أصْدِقاءً
فَلْنُساعِد بعْضَنا على احتمالِ
جوَّ هَذِهِ الزنازنِ القَذِرْ
حَبَّاتِ سُكَّرٍ.. خذي ما تأخُذينَ
بدونِ خوفٍ.. أو حَذَرْ
خذي لكلِّ رفاقِ جُحْرَكِ
فَالبشرْ..
ليسوا قُساةً كُلَّهُمْ
فتصرفي كما ببيْتكِ
واهنأي بالليلِ يا صديقتي
-برغْمِ أسلاكِ الشبابيكِ السخيفَةِ-
اهنأي بالليلِ والنجومِ وَحْدَكِ والقَمَرْ
سأنامُ..
حيثُ لدي –مثلَكِ- باكِراً
مهامُ إعداد الطعامِ للرفاقِ
إذا أُتِيحَ لنا غداً
من ذلِكَ السَجَّانِ ذي الوَجْهِ العَكِرْ
فَلْتُصبحي
على بلادٍ لا تُطاردُ أهْلَها
ولتُصبِحْي على بلادٍ مِنْ شَجَرْ
فيها شقوقٌ من حنان
حيثُ تَأوي نَمْلَها
فيها لِطَيْرِها عشُوشُ
فلتُصْبِحِي..
على..
على..
وغَفَوْتُ لَمْ أُكْمِلْ لَها
وَعيي تَفَتَّتَ مِثْلُ كَسَراتِ الرغِيفِ
النومَ بَلَّلَهُ يَبُوشُ
ورأيتُها
وجموعُ نَمْلٍ حَوْلَهَا
بِمَشْهَدٍ مُكَبَّرٍ
أكادُ ألْمَحُ وَجْهَها
والكُلُّ مُرْتَبِكٌ يجيشُ
وَهِيَ الوَحِيدَةُ التي
وَقَفَتْ تُنادي بَيْنَهُمْ
تبدو كثائِرٍ بميدانٍ
سيَيُعْلٍنُ للرفاقِ بيانَ عِصْيانٍ
"بيانٌ مِنْ جُمُوع النَمْلِ"
نحنُ –النملُ- بَنَّائو المدينة
مِنْ زمان..
قبْلَ أن تأتي الحُكُوماتُ/الوحوشُ
مساكِنُنَا بسيطاتٌ
تساعُ ألوفنا دفئا
وتَمْنَحُنا انتماءً للنظامِ
-نظامِنا نحنُ-
الذي عَجَزَتْ تُحاكيهِ الجيوشُ
يَمُرُ الجيشُ بعدَ الجيشِ
يسخَرُ مِنْ ضآلَةِ جسْمِنا
أنْ ليسَ مِثلَ جنودِهِم يكسوه ريشُ
نَعَمْ
لا ريشَ لي كالهُدهدِ العالي
ولستُ كمثل عفريتٍ من الجِنِّ العجيب
لأسرِقَ العرشَ البعيدَ
قُبَيْلَ أن ترتَّدَ للعينِ الرموشُ
لِيسْخَرْ مَنْ سَيَسخَرُ ها هُنا
"يا أيها النملُ ادْخُلوا.." *
واحْموا مَسَاكِنَكُم
لِكي لا يَحْطمَنَّكُمُ الجُنودُ
الحاكِمُ/الخُفَّاشُ أعْمى
لَنْ يرانا إذ يَطيشُ
بيانٌ مِنْ جموعِ النملِ للسُلطان..
بالأسنان
نقرِضُ في عصَاكَ الآنُ
نحنُ –النملُ- من ستُحَطَّمُ التيجانُ
في فكيهِ.. تَنْهَّدُ العُروشُ.
_____________________
* "وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18)"
[سورة النمل] ..
وتكتملُ القصةُ في [سورة سبأ]
"فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ المَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي العَذَابِ المُهِينِ(14)"
كان نبيُ اللهِ سليمانُ ملكْا دائمَ الشُكرِ.. لكنَّ ملوكَ زماننا دائمو الفُجر.. ولمَّا ماتَ, لمْ يوقِظْ المجتمعَ بجنودِهِ وعفاريتهِ غيرُ نملةٍ قارضة.. اللهُ يخبرُنا أنه حتى أعظمَ الملوكِ سُلطانا قد يخرّونَ –بإذنِهِ- من عنادِ نملةٍ واحدةٍ.. نَمْلة.
___________________
مقطع من نص "الرقيم"
محمد فوزي
ياسر محمد الباز غبور (ياسر غبور) – أكثر ما يخشاه المرء فى السجن أن يُنسى
أكثر ما يخشاه المرء فى السجن أن يُنسى وكأنه لم يعش يوما ولم يصادق أحدا ولم تكن له لحظات حميمية مع الآخرين، من الطبيعي جداً أن يحدث هذا الأمر خصوصاً إذا طالت المدة التى يُحبسها المرء، أنا نسيت أسماء أشخاص لأننى لم أرهم منذ مدة طويلة وهذا الأمر قد يحدث بشكل أكثر عمقا معنا، فلا يُنسى الاسم بل ينسى الشخص نفسه ويسقط من الذاكرة !
عندما يزورنا الزملاء والأصدقاء الذين جمعنا بهم القدر فى هذه الحياة وقضينا معهم لحظات مؤثرة، أو حتى يرسلون سلامات حارة أو حتى فاترة فإننا نشعر وكأننا طفونا على سطح الحياة مرة أخرى، أقول لنفسى مواسياً "أنا لازلت موجوداً، لم ينسوني بعد! "
هوية المرء تتحدد بوجود الآخرين، هم الذين يثبتون وجودنا ويعطون الدليل أننا مازلنا أحياء ومازال من الممكن التعرف علينا، وقد أستثني الأهل من هذا الشعور الإيجابي بالوجود والحياة، لأنهم ببساطة لن ينسوك أبداً حتى لو سُجنت مدى الحياة، وأي أم تنسى ابنها مهما حدث له ؟! وأى أب ينسى فلذة كبده ؟! وأى إخوة ينسون أخاهم ؟! لذا فزيارات الأهل ورؤيتنا لهم ورؤيتهم لنا بمثابة الأمر الطبيعي الذي لن يؤثر كثيراً فى الإحساس بوجودك من عدمه، فهم معك منذ خرجت للحياة وسيظلون معك حتى النهاية،
والجميع له أهل وعائلة ولكن الفرد يتميز بأصدقائه وعلاقاته التى يحتفي بها والتي تصنع تاريخه القصير، العائلة هى قدرنا الذي لا فكاك منه أما من يحدد هويتك ووجودك فهم الأشخاص الذين قابلتهم فى حياتك وذقت معهم طعم الحياة، أن ينساك الآخرون يعني أنك لم تعد موجوداً وأن الحياة قد انتهت بالنسبة لك! "
ياسر غبور
أغسطس 2015
سجن المنصورة العمومى
ربيع ابو عيد الدمياطي (ربيع ابو عيد) – رسالتي اليكم ايها الاحرار في العالم
رسالتي اليكم ايها الاحرار في العالم كلهاليكم ايها الحقوقيون في مشارق الارض ومغاربهااليكم عشاق الحرية...اليكم يا حراس العدالة في كل مكاناليك يا كل من ينفر طبعه وتغضب فطرته السليمة حمية للمظلومين في الانسانيةاقدم اليكم مظلمتي وقد سبق ان خاطبتكم قبل ذلك فتحركتم حركة مشكورةلكن جاءت هذه الحركة بعد ما اقر قاضي المحكمة وجودي داخل سجون النظام ف مصر فكانت الحركة متاخرةوانا اليوم اناشدكم ايها الاحرار من كل جنس انساني غربي كان اوشرقي شمالا او جنوبا قبل وقوفي امام جهة المحكمةهل يعقل ايها العالم ان رجلا كفيفا شيخا ازهريا فقد عينيه وهوا لا يزال طفلا صغيرا اذا اراد ان يتحرك فلا بد من هاد يهديه الطريقايعقل يا حراس الحق والعدل والحرية وحقوق الانسان ان مثل هذا يتهم في قضايا شروع في قتل وحمل اسلحة نارية وتحطيم وتكسير محلات تجاريةفبالله عليكم يا سادة أخبروني عمن قتلته او أصبته !!!!أو أي انسان له عندي مظلمة فشكاني الي هذه السلطةيا احرارالعالم قد سبق ان تحدثت اليكم عن قصتي كاملةفماذا انتم فاعلون يا حراس حقوق الانسانانا في انتظار موقفكم البطولي الجرئ فتخيلوا رجلا فاقد البصر وهو في السجن كيف ياكل !!كيف يتحرك !!!كيف يمارس حياته الطبيعية التي هي من ادني حقوق الانسان ان يعيش كما خلقه الله حرالا اخفي عليكم ان امراض السكر والضغط والجهاز الهضمي بدأت تهاجمني وتعمل عملها ولا استطيع السيطرة عليها فهل يتحرك احد ليتبني قضيتي ويقف معي ناصرا للحق في انتظاركم فهل من يجيب !!الجلسة يوم الاربعاء الموافق26/8/2015 بمحكمة جنايات دمياط علي استعداد ان استقبل اي محامي من اي جهة من العالم بتبني قضيتي كما أناشد جميع وسائل الاعلام مصرية وعربية وعالمية ان تنقل قضيتي لكل احرار العالم ومحاميه
احمد عبد المنعم سلامه – إنه في يوم الاثنين الموافق 20/4/2015
إنه في يوم الاثنين الموافق 20/4/2015 في تمام الساعة الواحدة والنصف ذهبت الى شركة .... وجلست في الشركة حوالي خمس دقائق وكان متواجد بها .... و.... ودخل علينا أثناء هذه الخمس دقائق بواب العمارة.. ولما عرف اني موجود كان خارج الشركة كمين من الشرطة في انتظاري وهم لا يعرفوني، وعندما نزلت من باب الشركة إذا هم يمسكون بي من ذراعي الاثنين ثلاثة أفراد من المخبرين وأخذوا التليفون والفلوس الموجودة في جيبي والمتعلقات الشخصية الموجودة في جيبي مثل البطاقة وأوراق عمل الخ.
وتم اقتيادي ودفعي الى سيارة ملاكي بيضاء عرفت بعد ذلك أنها سيارة أمين شرطة وكان مع الكمين ضابط اسمه هاني أعرفه منذ أن كان طالبا حيث كان يتردد على المغسلة التي كانت بجوار المحل القديم الذي كنت أعمل به وعندما وصلت السيارة تم وضع عصابة سوداء على وجهي وتم اقتيادي الى مكان لم أعرفه الا بعد فترة وكان هذا المكان هو بندر كفر الشيخ لأني وجدت جزء من ملابس التي كانت علي في هذا المكان بعد ذلك، وقد تم في هذا المكان ضربي من قبل أحمد السكران والمخبرين ومن كثرة الضرب أضبتني حالة من الاغماء ونزيف من فمي من كثرة الضرب وبهلوسة لعدم التركيز لأن الضرب وقع على رأسي ووجهي وكنت مقيد اليدين وتركوني حوالي ساعتين...
وبعد ذلك جاءوا الى وظللت واقفا ومعصوب العينين ومقيد اليدين حتى فجر اليوم التالي وبعد الفجر جاءوا الى ويبدوا أنهم قد أخذوا الضوء الأخضر للتعذيب.
الصعق بالكهرباء
أخذوني في فجر هذا اليوم وبدئوا يستخدمون الصعق بالكهرباء في كل أنحاء جسمي حيث جردوني من ملابسي تماما ولم ينجو من جسدي أي جزء من الصعق بالكهرباء، ولقد استخدموا أبضع أنواع العذاب من الكهرباء حتى القبل والدبر.. العضو الذكري للإنسان، كيث كان التركيز على هاتين المنطقتين بالتحديد...
ومن كثرة استخدام الصعق بالكهرباء تم احتراق جميع جسدي ولتحفيف هذا كانوا سائل للتخفيف فترة وتبدأ الكرة مرة أخرى من بعد صلاة العصر وحتى صباح اليوم التالي وكانوا يستخدمون الجاز والبنزين أثناء الصعق بالكهرباء، حيث كانوا يدهنون الجسد بالبنزين والجاز حتى يكون تأثير الصعق بالكهرباء أشد ألما وكنت أصرخ ولا أحد يرحمني م شدة التعذيب.
وقد استمر التعذيب بالصعق بالكهرباء حوالي خمسة أيام متواصلة لم تنقطع أشكال التعذيب والصعق بالكهرباء مدة الخمسة أيام.
وكانت طريقة الصعق بالكهرباء كالتالي: الرجلين مربوطتين في كراسي، كل رجل مربوطة في كرسي ومفتوحتين عن بعضهم البعض واليدين مربوطتين في مثلهم، كل يد في كرسي، ويجلس على كرسي واحد من الضابط أو المخبرين واحد يقوم بوضع النزين والجاز والآخر يستخدم صاعق الكهرباء ويتبادلون علي واحد تلو الآخر.. سلخانة أم الدولة بكفر الشيخ حيث كنت عاريا تماما من الملابس وبعد خمسة أيام من التعذيب بالكهرباء ام استخدام أسلوب إضافي مع الصعق وهو التعليق بالباب. وكانت طريقة التعليق كالتالي.
التعليق
ربط اليدين خلف الظهر بأحبال ويتم رفع الإنسان الى أعلى حتى تكون اليديد عند حافة الباب العلوي وهو في وضع الفتح، ويتم وضع اليدين المربوطتين على حافة الباب ويتم سحب الكرسي من تحتك فتبقى معلقا على الباب واليدين خلف الظهر، وكنت أصرخ وكلما صرخت يطالني التعذيب بالصعق الكهربائي وانا معلق على الباب وقد استمر الحال حوالي يومين من التعليق ولا أحد يسمع لك وكان كل همهم أن أعترف على نفسي بالحادثة ولم يحدث ذلك.
وكان من آثار التعذيب بهذه الطريقة أن فقدت الإحساس بالجزء العلوي من جسدي وهو ذراعي اليمين وذراعي الشمال ورقبتي. وكانوا يقومون بنزع ملابسي تماما من على جسدي حتى العورة حيث كانوا يتلذذون بالصعق الكهربائي فيها والشتم بأقذع الألفاظ.
وبعد ذلك تم استخدام أسلوب إضافي للتعذيب وهو ما يسمى في لغة أمن الدولة بالشواية
الشواية
وطريقة الشواية كالتالي: تربط الرجلين وبعد ذلك تربط اليدين وتوضع اليدين أمام الركبة وانت مقيد وبعد ذلك يتم وضع قطعة من الخشب من تحت الركبتين وأعلى اليدين وتعلق على مجموعة من الكراسي وتبقى رأسك الى أسفل والقطعة الخشبية معلقة على الكراسي ويتم هزمك كما لو كنت أرجوحة وتستخدم الصعق الكهربائي أثناء الهز.. سلخانة أمن الدولة بكفر الشيخ.
واستمر التعذيب بهذه الطريقة الى أن تم احتضاري مرتين ولم حدث هذا الاحتضار جاءوا الي بطبيب، هم الذين أخبروني بعد ذلك بهذا الأمر، وتم حقني بمواد لا أعرفها ومن كثرة التعذيب أصابتني حالة من الاعياء الشديد، مع العلم انني كنت عاري من ملابس طوال فترة التعذيب لا توجد أي ملابس على جسدك.
وكان من آثار التعذيب كسر بالأنف وقطع في اليد اليسرى والذراع الأمين ومفصل الكوع لا أستطيع أن أحمل به أي شيء وفقرات العنق وقطع في الأنف بين الحاجبين وفقرات في الظهر وتهتك في عضلات الذراعين حتى هذه اللحظة.
واستمر التعذيب في مقر أمن الدولة بكفر الشيخ حوالي 13 يوم على نفس الوتيرة.
وبعدها تم اقتيادي وأنا معصوب العينين الى القاهرة واذا بالمفاجأة أني في مقر أمن الدولة بالقاهرة بلاظوغلي وما أدراك بهذا الاسام وتم التعذيب أيضا ومكثت ثلاثة أيام بهذا المكان معصوب العينين ومقيد اليدين من الخلف، خلف الظهر، وتعذيب وبعدها تم الترحيل الى كفر الشيخ مرة أخرى الى قوات أمن كفر الشيخ.
جلست في مقر قوات الأمن حوالي عشرة أيام في مكان تحت الأرض حتى لا يعرف أحد مكان اختفائك وطلبت منهم علاج فلا مجيب وهو أشبه بالمقبرة.
وفي صباح يوم الخميس حوالي الساعة السادسة صباحا إذا بباب الزنزانة يفتح ويتم اقتيادي الى مكان لا أعرفه لأنهم كانوا يربطون عيني عن طريق العصابة التي تربط على العينين وغموني وإذا بأحمد السكرات ومعه رجل آخر ذو لكنة صعيدية وبدأت حفلة الاستقبال المعروفة من الضرب والسحل والشتم ووضع الرأس على الأرض والضرب فيها وكنت مقيد اليدين ومعصوب العينين وقالوا لي انت عارف انت فين؟ قلت لهم لا أعرف. فقالوا لي انت في مقر المخابرات الحربية. وبعد حوالي عدة أيام عرفت أني في سم بندر كفر الشيخ ومكثت في هذا المكان حوالي 50 يوما اختفاء قسري أيضا.
وكانت طريقة الحبس في هذا المكان كالتالي:
كنت أجلس على كرسي بلاستيك ذو قاعدة حديدية ويدي مقيدة ومربوطة في الكرسي ومعصوب العينين حيث كنت أقضي حياتي على هذا الكرسي من نوم وشرب غير آدمييم والنوم على الكرسي وانت مقيد بالكرسي والحمام مرتين في اليوم والليل.
وكنت أعذب أيضا وعدم السماح بتغيير الملابس التي كانت علي طيلة المدة حوالي 50 يوما تقريبا، وعدم السماح لك بالاستحمام أو استخدام الصابون. كل ذلك من المحرمات على الانسان في نظر هؤلاء لأن ذلك ممنوع عندهم حتى تضيق بك الحياة وتنتحر أو تقول الكلام اللي عم عوزينك تقوله.
وكان المكان ليس به هواء وكانت رائحة المكان لا تطاق لأني كنت أقضي حاجتي فيه بين فترات الحمام المسموح لي بالذهاب الى الحمام.
وعندما كنت أذهب الى الحمام كانوا يخلون المكان من الناس حتى لا يتعرف على أحد وكنت معصوب العينين عند ذهاب الى الحمام أو الذهاب الى أحمد السكران
ومن الأسماء التي تناوبت علي هم: محمد صلاح حميده، مصطفى الرفاعي "الجوهري" رجب، محمد فاروق، وليد البنا، محمد، وكنت أسمع أسماء أخرى مثل وجيه، عبد الشافي، إيهاب...
وفي أحد الأيام جاء الى المدعو محمد صلاح حميدة وشتمني وسبني ووضع قيد ثان في اليد الثانية وإذا به يجلس على الكرسي وانت مقيد اليدين تأكل وتشرب وتقضي حاجتك وتنام وأنت على هذه الطريقة وظللت حوالي أسبوع على هذا الوضع من التعذيب حتى الاعتراف بما يريدون ولا جدوى من ذلك عندي لأني أغلقت عليهم كل الأبواب.
الى أن تم العرض على النيابة العسكرية بالإسكندرية يوم 2/7/2015. أي ظللت حوالي 75 يوم اختفاء قسري لا أحد يعلم مكان وجودي.
وفي يوم 2/7 أثناء العرض على النيابة العسكرية قام وكيل النيابة الرائد الذي يدعى الأمير ....لما واجهني بالاتهامات ولما قلت له محصلش قام وقال لي: كده انت جبتلي من الآخر، بانفعال شديد ولما قلت له أنا لي محامي، قال لي احنا جبنالك محامي وكان المحامي لا يتكلم نهائيا إلا في آخر المحضر وكر الديباجة المعروفة.
وفي يوم 8/7 أثناء العرض على النيابة العسكرية بطنطا أثناء المواجهة بيني وبين .... قام ... بإنكار كل ما حدث فقام وكيل النيابة العسكرية وقال له بانفعال شديد أمام المحامي الذي أحضروه من النقابة: انت خايف من الشخص ده. ولما سألني عن من عرض علي الشغل في العمل النوعي، قلت له أنا لا أعرف شيء عن هذا الشغل وقلت له ما حصلش الكلام ده. فقام ... بالتماسك وعدم الخوف من وكيل النيابة ولم يعد خائف منهم وأنكر كل ما حدث فقام وكيل النيابة بالتهديد وأخرجني من المكتب حتى الانتهاء من التحقيق مع ... وبعدها أدخلني إليه وذكر على بعض الأوقال فقلت له لم يحدث.
وحينها طلبت من المحامي الموجود الكارت الخاص بع حت يتواصل معه المحامي الخاص بي فقام وكيل النيابة قال لي انت مش مصدق انه محامي ولا ايه. وعرض على الكارنيه الخاص به وأخفى اسم المحامي.
وقال لي أيضا عندما كنت أطلب الكارت الخاص بالمحامي بطلوا شغل الرصد اللي انتم شغالين فيه، أي ان وكيل النيابة خصم لي بدل ما يكون محايد في التحقيق.
وأثناء الكلام طلبت من وكيل النيابة أن أدخل الحمام فقال لي انت بالذات معندناش حمام لك.
وتركوني في عربة الترحيلات حوالي ثلاث ساعات في وسط الحر الشديد أثناء شهر رمضان وكانت حرارة السيارة حوالي 40 درجة وسط النهار.
* وكنت أثناء العرض على النيابة العسكرية في الإسكندرية طلبت منه أن يثبت الإصابات وآثار التعذيب قال لي طالما مفيش آثار ظاهرة خلاص، ولم يثبت لي أي أنواع من آثار التعذيب التي ما زالت حتى كتابة هذه السطور موجودة ولم يتم عرضي على أي دكتور حتى أثبت هذه الآثار وأنا أطلب من السادة المحامين عمل كشف طبي لي لإثبات الإصابات الموجودة عندي.
تحريرا في يوم السبت الموافق 23/8/2015
الاسم: أحمد عبد المنعم سلامه