رسائل جدران العزلة

Filters
عام تحرير أو نشر الرسالة
تصنيف مكان االحتجاز المرسل من خلاله الرسالة
اللغة
الفئة العمرية
النوع االجتماعي

محتجز بقضية فض رابعة – عامين فى الحبس الاحتياطي

محتجز بقضية فض رابعة – عامين فى الحبس الاحتياطي

القضية رقم 15899 اداري اول مدينة نصر والمعروفة اعلاميا بقضية معتقلي فض إعتصام رابعة العدوية، تم القبض علينا اثناء فض رابعة يوم الاربعاء الموافق ل 14 اغسطس 2013 ولم يتم التحقيق معنا سوى مرة واحدة بعد يومين يوم الجمعة الموافق ل 16 اغسطس ومنذ ذلك الحين ويتم تجديد حبسنا دون اي محاكمة او تحقيق على الاطلاق .
ملحوظة: القانون حدد مدة الحبس الاحتياطي ان لا تزيد عن سنتين بعدها يجب اخلاء سبيل المتهمين فورا .. تبقى لنا اقل من 6 ايام لنكمل العامين بعدها لن يكون حبسنا قانونيا بأي حال من الاحوال، علما بأن المصور الصحفي محمود أبو زيد (شوكان) محبوس معنا في نفس القضية ومعي انا شخصيا في نفس الزنزانة

عبد الرحمن رمضان شاهين (عبد الرحمن شاهين) – أنا الصحفي عبدالرحمن شاهين

عبد الرحمن رمضان شاهين (عبد الرحمن شاهين) – أنا الصحفي عبدالرحمن شاهين

أنا الصحفي عبدالرحمن شاهين أكتب إليكم هذه الكلمات لعل صداها يصل إلي من يسمع وينصت فيجيب
489 يوماً قضيتها حتي الآن خلف القضبان بدون جريمة أو ذنب ،مطلبي الأول هو حريتي.. أن أعود إلي أسرتي ..إلي ابني الوحيد أحمد الذي ولد وأنا في السجن
أحمد والذي يبلغ من العمر 9 شهور لم تجمعني به خلال تلك الفترة سوي لحظات قليلة جداً
أقضي خلف القضبان حكماً بالسجن 6 سنوات في قضيتين كلاهما تتعلق بتهم التحريض علي العنف وحيازة منشورات وكل ذلك لا يجاد مبرر لحبسي بسبب عملي السابق بشبكه الجزيرة أشاعوا عني الأكاذيب ولفقو إلي التهم ،وادعوا انتمائي السياسي للتنكيل بي وأنا أرفض هذه التهم الملفقة والتي لا تمت للحقيقة بصلة
وأؤكد عدم انتمائي السياسي لأي فصيل ..أنا فقط صحفي سقط ضحية صراع سياسي
رسالتي هذه إلي كل قلب حي ..كل رئيس دولة.. كل وزير ..كل مسئول منظمة أو جمعية حقوقية
إلي كل صحفي حر ..إلي كل من يملك كلمة ليسمع العالم صوتي
أناشدكم ساعدوني في الحصول علي حريتي ..أن أعود إلي ابني وأسرتي
أعطوني جنسية.. لو كان ذلك سبيل لنيل الحرية
عبدالرحمن شاهين .2015-8-10

محتجز بقسم شرطة محله دمنة – بلطجة مأمور مركز محلة دمنة

محتجز بقسم شرطة محله دمنة – بلطجة مأمور مركز محلة دمنة

الامور المتفق عليها مثل الكتب وغيرها ومحاولة اعادة المعامله السيئه بعد توقفها
الرفض غير المبرر لو وجود المراوح رغم سوء الوضع هناك بسبب ارتفاع الحراره
طالبنا الحوار مرات مختلفه مع اداره السجن لكن بدى التعنت واضحا من قبل المأمور

قرر السياسيون الاضراب عن استلام التعين ( جرايه السجن ) يوم الثلاثاء 8/4 باستخدام الحق القانونى للسجون والاعتراض على القرارت الغير قانونيه من قبل اداره السجن

يوم الاربعاء 8/5 المأمور نزل هددنا ومعاه محمد خليف معاون مباحث الاسم ان لم نفض الحوار الاضراب ورفض أى محاوله للحوار

يوم الخميس 8/6 نزل المامور بدون مقدمات مع حراس التعين ودهس الاكل والطعام باقدامه ورماها خارج الغرفه ورمى عليها الملابس والفرش ورمى عليها ايضا المياه وسرقه كثير من المحتويات ورمى المصاحف على الارض
تم توزيعنا على الغرف مع الجنائين فاعترض السجن باكمله على ما حصل وقام السجناء كلهم حتى الجنائين بالهتاف ضد حكم العسكر واداره السجن وظلوا هكذا كل يوم حتى الان مع الضرب على الابواب واعلن مجموعه من الجنائين تضاممنهم واعلنوا الاضراب

كل ذلك بالرغم من ان مدير الامن اتى بزياره للسجن وسمح بدخول الكتب والمراوح ولكن المامور البلطجى ظل معاندا

منع ايضا عبدالرحمن عيد من الكتب الدراسيه علي الرغم من قرب موعد امتحانه ورفض اعطائها له علي الاطلاق مما اثر علي تحصيلة مذاكرته
ظل السياسين في الغرف دون اكل ومياه وملابس لمدة 4 ايام حتي تم ترحيل مجموعه منهم وهم ( د/محمد سعد , عبدالرحمن شهيب , يحى عقل , محمد صبرى , جلال الدين ) وتهدديهم بحفله تعذيب في ميت سلسيل واداره السجن قطعت الكهرباء والمياه عن السجن لمده يومين
السجناء ناموا بالغرف على الارض بدون فرش والبعض ظل بغرفه منفرده بدون طعام وشراب لمده اربعه ايام

والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون

فتحي عزمي حامد القصبي – احمد محمود احمد جاد – مطلوب من السادة المحاميين الفضلاء

فتحي عزمي حامد القصبي – احمد محمود احمد جاد – مطلوب من السادة المحاميين الفضلاء

مطلوب من السادة المحاميين الفضلاء عمل اللازم من إجراءات قانونية لتقديم شكوى فى مركز ميت سلسيل وذلك لحدوث واقعة تعذيب صارخة يوم الأثنين 3 / 8 / 2015 بساحة سجن مركز ميت سلسيل ضمت كلً من المعتقل فتحى عزمى حامد القصبى ،والمعتقل أحمد محمود أحمد جاد
والواقعة :
خروج المعتقل أحمد جاد لإجراء كشف طبى على قدمه اليسرى وكتفه الأيمن بمستشفى ميت سلسيل تنفيذآ لقرار النيابة بالكشف عليه فأخد المعتقل مصحفه للقراءة فيه فى أى وقت فراغ أثناء الكشف فقام أمين الشرطة “مسعود” بالاستهزاء به وأخذ المصحف منه عنوة وقام أمين الشرطة “هانى” بصفعه من الخلف على رقبته ،
فنظر أحمد بإستغراب خلفه فوجد صفعه أخرى على وجه من أمين الشرطة ” مسعود” قائلاً : “بص فى الأرض” .فنظر أحمد إلى “مسعود” فوجد الصفعة الثالثة من الخلف فتم أخده من المستشفى وأخد المصحف وحين عودته إلى المركز عامله أمين الشرطة “مسعود” بتهكم واستهزاء ثم تم تسكينه فى زنزانته فقام أحمد جاد وفتحى عزمى المعتقلان بسجن مركز ميت سلسيل بلأمتناع عن استلام التعيين والإضراب عن الطعام إعتراضاً علي الاهانة التى تعرض لها احمد جاد وإبلاغ إدارة السجن بذلك وتم استدعائهم إلى ساحة السجن ومحاولة فك إضراب الطعام
وحينما رفض المعتقلين ذلك تم تقيدهما تقيداً كاملاً وعنيفاً من اليدين والقدمين بوضع يسمى ” الشنطة “وهو مقيد اليدين من الخلف ثم تقيد القدمين باليدين ثم ركلهم ليقعوا على بطونهم و وجوههم فى الأرض ثم انهالوا عليهما بالضرب المبرح على القدم واليدين وأنحاء الجسم وسكب الماء عليهما وإجبارهم على الزحف والركض والشوى والقلى ومصطلحات تعذيب أخرى مع علم المشرفيين على عملية التعذيب أن المعتقل أحمد جاد يشتكى من الآم فى قدمه اليسرى وكفه الأيمن وأن المعتقل فتحى عزمى عنده كسر فى معصم يده اليسرى ويحتاج إجراء عملية زرع عظام .
وقد أشرف على عملية التعذيب وشارك بيده كلاً من :
ملازم أول “محمد عادل” ضابط الاستيفاء
أمين شرطة “هانى سليمان” مسؤل نبطشية يوم الاثنين 3 / 8 /2015
أمين شرطة “مسعود”عسكرى
“حامد”عامل الشاى
وكانوا يرتدون جميعا الزى الميرى ما عدا عامل الشاى كان يرتدى زى مدنى بعد تسكين فتحى وأحمد أكتشفا إصابات وكدمات عديدة فى أنحاء جسديهما قد تصل إلى كسور .
رجاء من المحامين عمل اللازم من الجهة القانونيه وسعى المحامين والأهالى لنقل فتحى وأحمد من مركز الظلم ومقبرة الأحياء .
رجاء من الإعلاميين أتخاذ اللازم من تصعيد الموقف إعلامياً .
مع العلم أن المعتقليين فتحى وأحمد مستمرين فى اضرابهم عن الطعام حتى تحقيق مطالبهم وهى :
عمل محاضر بالواقعة ونقلهم من سجن مركز ميت سلسيل وإجراء الكشف الطبى اللازم لهما ومعالجتهما .
أنقذوا أبنائكم … وشكرآ
إمضاء : مظلوم

فتحي عزمي حامد القصبي – عن انتهاكات قسم ميت سلسيل

فتحي عزمي حامد القصبي – عن انتهاكات قسم ميت سلسيل

“جه رئيس المباحث والدنيا أتقلبت وقال هو كل شويه يجى أخوان ولاد …. ويقرفونا ودخلنا الساحة أستعداد للتعذيب وهو بيدخلنا ضرب الاخ محمد البارودى بالقلم ”
” حطوا غمامة على عينى ”
” شالونى ورمونى فى الساحة وتقريبا كان 15 واحد بيضربوا فيا وأنا اقولهم نهايتكم قربت اللهم عليك بالكلاب الظالمين الله أكبر وهما يزودوا فى الضرب ”
” واضح بعد ربع ساعة ضرب فيا ضمير الاخ بتاع الدولة الاسلامية صحى قالهم يا كفرة يا ولاد الكلب هنا بقى بعد ما كنت بنضرب لوحدى بقينا بننضرب احنا الاتنين وباقى الاخوه كانوا خلاص قلعوا هدومهم وشباشبهم وفضلت انا وهانى بتاع الدولة الاسلامية ننضرب . كان فى كلب اسمه مصباح من المباحث يقف على دماغى بجزمته ويقولى قول أحد أحد !! ويقف على ظهرى والباقى يضربوا بالخراطيم والمواسير وانا أكبر “

السيد الصياد – اراد الله خروج يوسف من السجن لم يرسل صاعقه تخلع باب السجن

السيد الصياد – اراد الله خروج يوسف من السجن لم يرسل صاعقه تخلع باب السجن

بسم الله الرحمن الرحيم
اراد الله خروج يوسف من السجن لم يرسل صاعقه تخلع باب السجن بل رؤيا تسللت ليلا لخيال الملك وهو نائم ،ثق بربك واحسن الظن به .
انى راضي بقضاء الله وقدره وصابر ومرابط في سبيل الله اعلموا يااخوتي ان الله لا يضيع اجر المحسنين .وان الله لا يصلح عمل المفسدين وان الله لا يهدي كيد الخائنين واعلموا جيدا ان الله يضع للعبد منزلته لا يبلغها بعمله فيصبر علي البلاء فيصبر فيبلغ تلك المنزله
تحياتي لكل الثائرين في شوارع وميادين مصر كلها .
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

محمد فوزي شاهر محمد كشك (محمد فوزي) – [المقال الثامن عشر] المقال الثالث من متتالية “اكتُبْ, تَكُنْ.. واقرأْ, تَجِدْ..”

محمد فوزي شاهر محمد كشك (محمد فوزي) – [المقال الثامن عشر] المقال الثالث من متتالية “اكتُبْ, تَكُنْ.. واقرأْ, تَجِدْ..”

[المقال الثامن عشر] المقال الثالث من متتالية "اكتُبْ, تَكُنْ.. واقرأْ, تَجِدْ.." *
3- هروبي إلى الحرية
رسمتُ لهُ الخريطة, شرحت له المهمة المطلوب تنفيذها بدقة, وبرشوة ضئيلةٍ _علبة سجائر من نوعٍ غالٍ_ قَبَلَ السجينُ الجنائيُّ مساعدتي في خطة هروبي. كنتُ عائدًا إلى زنزانتي من مكتبة السجن, المكتبة التي لا يدخلها سجينٌ إلا لقضاء امتحانٍ دراسيٍ. المفارقةُ أنني لأول مرة منذُ دخلتُ الكلية صرتُ أحبُ يومَ الإمتحان, لأنه الآن يمنحني الفرصة الوحيدة لأزور مكتبةً, لأتصفح الكتبَ, لألمس الحبرَ, وأشْتَمَّ رائحة الأوراق. رجعتُ وقد حفظتُ شكل المكتبة الصغيرة وتقسيم الأرفف جيدًا. مررت على السجين الجنائي المسئول عن نقل الكتب المُستعارة من وإلى العنبر. كتب سخيفة بعينها فقط هي ما كان يُسمَحُ لنا باستعارتها. رسمتُ له خريطةً مبسطةً مُحَدِّدَا عليها موقع وبيانات الكتاب الذي أريده.
[ستستعيرُ لي هذا الكتاب, لماذا تسميها سرقة يا زميلي؟ أعرفُ أنه ممنوع, ولذا ستعيدُه أنتَ بنفسك دون أن يدري أحدٌ, بعد يومين لا أكثر, أنتهي فيها من قراءتهِ, وتنتهي أنت من علبة السجائر هذي.. اتفقنا؟] كنتُ قد قررتُ, في الأسبوع الثالث لدخولي السجن, بعد أن استعدت عافيتي الجسدية نسبيًا, أن أهربَ من دفن الروح حيةً على سلالمِ أسطرِ الكتب, وأن أجدَ هذهِ السلالم ولو حفرًا في الخرسانةِ بالأظافر..
قبلَ هذه الاستعارة الملتوية بحوالي أسبوعٍ كنتُ قد جُرِّدتُ من كل كتبي على باب سجن المنصورة العمومي. وأُودعتُ زنزانةً ضيقةً مكتظةً بطلابٍ واردين لأداء الامتحانات. سبعةِ طلابٍ أزاهرة في عامهم الأول بالإضافة إلى نوباتشي جنائي. ساعدوني بالسماح لي أن أتنقل بين كتبهم الدراسية قراءةً متى شئتُ. ودودين خدومين كانوا. فكرتُ "أليس من الأنانية أن أهربَ متكوِّرًا على كتابٍ في ركنِ الزنزانة وحدي, واتركهم هكذا؟" أعينهم الطيبة هذه تشي بطيشٍ مكبوتٍ خلفَ هدوئِها.. حسنًا, حان وقتُ العمل.
[مالكم صامتين؟ ألا تحفظون أي أغانٍ؟ هيا! لا تتحججوا, صوتي أسوأُ من أسوأ صوتٍ بينكم, لكنني أحب الغناء, ساعدوني.. إن لم نستطع أن ننشدْ, فلننشز معًا, لا يُهم.. إمم مللتُم؟ مساحة الزنزانة لا تسمح بأي لعبٍ حركي, إليَّ بورقٍ مُقوَّى من أي علبة لنصنع كوتشينا حالًا.. ماذا؟ ممنوع؟ النوباتشي الجنائي؟! حسنًا دعوه لي] رفضَ في البدء, وهدد بإخبار المباحث لتعاقبنا على جريمتنا الشنعاء! لكنه لانَ حينَ فاوضتُهُ أن أعلِّمَهُ ألعابَ خفةِ يد بكوتشينتنا المُصنَّعة محليًا. رأيتُ بعينيه العجوزتين شرر انطلاقٍ لا يقلُ عن الآخرين. وافق, وشاركنا اللعبَ حتى موعد النوم. ناموا.. وواصلتُ القراءةَ, هكذا هرّبتُ رفاقي على بساطٍ من أوراقِ اللعب, وهَرَبْتُ على بساطٍ من أوراق الكُتُب.
"كان هذه هو الهروب الوحيد المتاح من سجن فوتشا, بجدرانه العالية وقضبانه الحديدية, هروب الفكر والروح, لو كان بإمكاني لاخترت الهروب الحقيقي, هروبَ الجسد.. في هذا الكتاب أفكارٌ عن الحرية, عن الحياة والمصير والناس, عن الكتب التي قرأت, عن الأحداث التي لم يُتَح لي المشاركة بها وعن الرسائل التي لم أرسلها لأبنائي.." **
هكذا قدَّم على عزت بيجوفيتش لكتابه "هروبي إلى الحرية". وقعَ بينَ يدي مصادفةً. هرَّبَهُ صاحبه, ثم تركه لي وذهب لسجنٍ آخر لقضاءِ امتحاناتِهِ. الكتابُ مسوداتٌ لخواطر مختلفة خلال سنوات سجنِهِ الخمسة. استطاعَ بيجوفيتش عبر الكتب التي قرأها, الأفلام التي شاهدها داخل سينما السجن, ورسائل أبنائه الدافئة, أن يحافظ على لباقته الذهنية. سينما السجن؟ نعمْ, هناك على كوكب الأرض سجونٌ توفر للسجين كل سبل الحياة الأساسية والكمالية, فالسجن عقاب بحرمان الفرد من حريته في التواصل مع مجتمعه حتى يحترم هذه الحرية ويحسن استخدامها حين يخرج. لكننا في مصر, حيث السجن حرمانٌ من الحياة نفسها, ليصبح السجينُ عدوًا لها, هذا إن خرج أصلًا.. أمُّ الدنيا.
كان بيجوفيتش جَدَّا وقتها, يتابع أخبار أبنائه وأحفاده مستندًا لخزين ذكرياتٍ ضخم, ماذا لو كان عشرينيًا؟ هل يستطيع فتىً في بدء عمره أن يحافظ على روحه وفكره عبر القراءة فقط؟ السؤالُ الأول الذي يُتعبني والثاني الذي يُرعبني "هل هذا ما أريده حقًا؟". أخشى ما أخشاه أن أكوِّنَ تصوارت ذهنية بالقراءة عن الحياة دون أن أخوضها بحواسي الخمس, دون أن أراها سوى من شباكِ عربة الترحيلات الضيق, دون أن أتفاعل مع الحياة بلحمي وأعصابي لتُغيرني إلى الأرقى وأغيرها إلى الأجمل كما كنت _ومازلت أحاول أن.._ أحلم.
"الحرمان الحسيِّ يؤدي إلى هلاوس بصرية أو سمعية أو لمسية حسْب نوع ومدة وشدة الحرمان" لا أذكر من كاتبُ هذه الجملة. أذكر فقط أنني قرأتها في كتاب طبٍ نفسي منهجي داخل السجن, ووقتها توقفتُ وعدتُ لتجربتي الأولى في الحرمان الحسي. حينَ غُمِمْتُ لأسبوع متواصل بدأ عقلي لا إراديًا في تكوين هلاوس وخيالات بصرية تلون الظلام الذي أسبح فيه. كنت أدرك بين الحين والآخر أني أهلوسُ, وأحاول أن أحافظ على الجدار الفاصل بين الحقيقة والخيال ما استطعت, لكنني لم أكن أطرد خيالاتي, فقط كنت أسعى لتوجيهها لتخفف عني وطأة الظلام.
الحرمانُ الحسي يُداوَى, لكن الحرمان المعرفيَّ مزمن وخبيث. فبحرمان المرء من المعرفة تتشكل في عقله هلاوس فكرية وعقائدية قد تودي بحياته وحياة مجتمعه كاملًا. لم ينشأ الطغيان _والإرهاب أيضًا.. _ إلا بعد أن تمكن الحرمان المعرفي/الجهل من أصحابه. لذا, أقرأ كل ما يقع تحت يديَّ, وكل ما تنتزعانه من أنياب المفتشين, أقرأ بشوقِ من يعرف أنه قد يفقد الكتاب غدًا. لم تعد القراءةُ رفاهيةً بالنسبة لي. هي الآن درعي الأوحد وسطَ معركةٍ مجنونةٍ لمجتمعٍ يتأرجح بين الاستبداد والتطرف. وأقرأ لأنَّ القراءة صارت بشكلٍ ما الطريق المتاحَ للوصول إليها.. هي.
[ اقرأ, تجِدْ] وأنا لا أقرأ إلا وأجدها. هي التي شكَّلت الكتب في بداية علاقتنا اهتمامًا مشتركًا, ثم جسرًا للتواصل ثم بابًا لاكتشاف الآخر, ثم الآن لبنةً لبناء مستقبلنا معًا. هي التي صاغت نفسها في ذهني ككيانٍ يربطُ بين أفعال القراءة, الرقيِّ, والحرية, تراءت أمام عيني امرأةً تُجسِّدُ قيمَ الحُب, الجمال, والعطاء. هي بخطاباتها/ضمادات روحي, بصوتها البَلْسَميِّ النبر, بحضورها المُعجز, وبحضنها الذي أقسمتُ بمن أنشأها من ضلعي لأسْكُنَنَّهُ زوجًا أبديًا, أو.. أهلكَ دونَه.
[واكتُبْ, تكُنْ] أكونُ, وتكونُ هي دائمًا, أمامي حلمًا جميلًا بعيدًا يُناديني أن "تعالَ", خلفي نبعًا نقيًا يطمئنني أن "اغتسل فيَّ, تستعِدْ روحَكَ من زحامهم". تكون هي عن يميني فراشةً تُرَبِّتُ على يدي المرتعشةِ بلمسةٍ "اكتُبْ.." وعن يساري امرأةً ناضجةً تعرفُ كيفَ تُلمْلِمُ قلبًا مُهشَّمًا بهمسةٍ "أُحِبُّكَ..". أكونُ وتكونُ هي معي, حولي, وفِيَّ..
* * *
قبل أن أكتبَ هذه النصوص الثلاث, كنتُ قد أُنهِكتُ تمامًا, وأرسلتِ أنتِ لي "أبقِ رأسكَ عاليًا فوق مستوى المياه قدر المستطاع حتى أستطيع انتشالك قريبًا" . رَدَّدتُ جملتَكِ نشيدًا مُقَّدسًا, وعلَّقتُها كتميمةٍ على جدار القلب. لكنَّكِ تعرفين, في وطننا المصون تفيضُ المياهُ _والدماءُ أيضًا.._ منذُ زمنٍ بشكلٍ طوفاني. لا صبر نوحَ لديَّ ولا فُلكَهُ, لا رابطة جأشِ موسى لديَّ ولا عصاهُ. أنا فقط أحاول. أقرأ. أكتبُ. وأحِبُّكِ منْ قبلُ ومن بعد. هذا هو هروبي إلى الحرية. هذه هي طريقتي الوحيدة لأبقىَ رأسي عاليًا. أحاولُ..
____________________________________________
* "أَنا مَنْ تَقُولُ له الحُروفُ الغامضاتُ :
اكتُبْ تَكُنْ !
واقرأْ تَجِدْ !
وإذا أردْتَ القَوْلَ فافعلْ ، يَتَّحِدْ
ضدَّاكَ في المعنى …
وباطِنُكَ الشفيفُ هُوَ القصيدُ"
-من جدارية محمود درويش
________________________________
** الاقتباس من كتاب "هروبي إلى الحرية" , علي عزت بيجوفيتش, بترجمة محمد عبد الرؤف عن دار مدارات للأبحاث والنشر . الاقتباس معنى وليس نصًا حيث رُحِّلْتُ من سجن المنصورة قبل أن أتم النص, ففقدت الكتاب, واعتمدت على ذاكرتي السمكية في تذكر المقطع المُقتبس.
محمد فوزي

محمد صابر احمد البطاوي (محمد البطاوي) –  بؤساء فيكتور هوجو في طرة 

محمد صابر احمد البطاوي (محمد البطاوي) –  بؤساء فيكتور هوجو في طرة 

على غير موعد؛ عادت من جديد رواية "البؤساء" رائعة فيكتور هوجو لتستقر بين يدي، تلك الرواية التي خالطت في أحداثها وقائع من الثورة الفرنسية مسجلة أبطالا مغمورين لم يكونوا إلا طلابا نزفوا دماءهم في سبيل إرساء الجمهورية المنشودة.

ولأن الوقت يمر بطيئا، والكتب والروايات في "استقبال طرة" شحيحة، فقد اخترت مكرها -في البداية- إعادة قراءتها من جديد، وفارق بين القراءة الأولى والثانية، بين قراءة أوراق جديدة لم تمسها يد، على ساحل البحر وتحت السماء الصافية والوضع السياسي مختنق عام 2009 تقريبا، وأن تقرأها من أوراق بالية تضمها خيوط مهترئة بين القضبان والمعتقلين.

لم يلفت نظري في هذه المرة البطل القديس "جان فالجان" أو "كوزيت" الصغيرة، ولم أهتم كثيرا بوصف حدائق لوكسمبورج أو دروب سانجرمان.
لكن ما صدمني حقا هذه المرة، ذلك الشبه الواضح بين أعضاء جمعية أصدقاء الشعب أو أصدقاء السوقة وبين معظم المعتقلين من حولي، ولولا أنني سبق لي قراءة الرواية سلفا، لتخيلت أن تحديثا ما جرى على نصها ليوافق الشباب الذين تزخر بهم الزنازين.
لقد عمد "هوجو" إلى وصفهم بدقة صامتة، حتى لكأنه يسخر مني ويتوارى في عنبر مجاور يرقب حيرتي، أليس هذا الشاب بصفاته القيادية الحازمة هو من أشار إليه فيكتور تجت اسم "أنجولرا"؟
وذلك الشاب المرفه الذي لم يمح السجن أثر النعيم الواضح أنه تربى عليه أليس "كوريفيراك"؟
أما ذلك الذي يثير غثياني واشمئزازي كلما تحدث عن إيمانه بأن النظام لن يرحل والثورة لن تنتصر إلا بالعنف، ميله وثقته في العنف تخيفني أنا الذي لم أتعود على غير الورقة والقلم، لكن.. أليس هو من يحمل في البؤساء اسم "ليجل"؟
وأولئك الشباب الصغار الذين تخطت أعمارهم بالكاد الثامنة عشرة، أو من هم أصغر سنا ويقابلوننا عند العرض على النيابة، ما بالهم يبتسمون رغم هول الموقف وقسوة المحنة إنهم ينطلقون غير مبالين بما حولهم، هم الذين أسماهم في الرواية "جافروش" الصغير.
حتى ذلك السكير الذي اختار في النهاية أن يدفع حياته مقابل أن يموت بجوار "أنجولرا" رغم أنه عاش لاهيا لا يبالي إلا بالخمر، منه نماذج هنا اختارت أن تقف مواقف كلفتها حريتها وقد تكلفها حياتها رغم أنها لا تؤمن بالثورة ولا بمبادئها ، لكنها لا تزال سعيدة راضية أنها سيقت للزنزانة في موقف رجولي من وجهة نظرها.
هكذا بقيت أقرأ الشخصية في الرواية وأراها واقعا فيمن حولي من أصحاب الملابس البيضاء، أو أنظر إلى الشخص وأتعرف عليه ثم أقرأ في ذهول فيكتور هوجو يصفه باقتدار.
هل كل الثورات متشابهة هكذا حتى في رجالها؟
سؤال خفت أن أجيب عليه، بل ارتعدت فرائصي بشدة من مجرد المقارنة، فالإجابة المنطقية ستجر سؤالا آخر: وهل كل مصائر أولئك الرجال واحدة؟
أغلقت الرواية بعنف عندما وصلت إلى ما نزل بأعضاء جمعية أصدقاء الشعب، لقد قضوا جميعا واحدا تلو الآخر وليس على لسانهم إلا الهتاف بقضيتهم: "تحيا الجمهورية الفرنسية".. جافروش الصغير رحل مؤمنا بالهتاف الذي ردده الثوار الفرنسيون البؤساء.
أما بؤساء طرة، فأخشى ما أخشاه عليهم أن يلحقوا بثوار هوجو وليس على شفاههم إلا: "تحيا الثورة المصرية".
بقي أن أتشبث ببصيص الأمل الذي يتركه التاريخ منبعثا، وتلك البارقة التي تلمح إليها رائعة هوجو، وهو أن من بين أولئك أيضا انبعث "ماريوس" إلى الحياة بعدما كاد يلقى حتفه ونجا من جنود الملك وعاش هانئا إلى جوار حبيبته "كوزيت".

أما أنجولرا وكوريفيراك وليجل وجافروش، فبعد رحيلهم بأعوام رحلت الملكية عن فرنسا إلى غير رجعة، وتوطدت دعائم الإمبراطورية التي حلموا بها.. "وعاشت الجمهورية".ولأن الوقت يمر بطيئا، والكتب والروايات في "استقبال طرة" شحيحة، فقد اخترت مكرها -في البداية- إعادة قراءتها من جديد، وفارق بين القراءة الأولى والثانية، بين قراءة أوراق جديدة لم تمسها يد، على ساحل البحر وتحت السماء الصافية والوضع السياسي مختنق عام 2009 تقريبا، وأن تقرأها من أوراق بالية تضمها خيوط مهترئة بين القضبان والمعتقلين.

لم يلفت نظري في هذه المرة البطل القديس "جان فالجان" أو "كوزيت" الصغيرة، ولم أهتم كثيرا بوصف حدائق لوكسمبورج أو دروب سانجرمان.
لكن ما صدمني حقا هذه المرة، ذلك الشبه الواضح بين أعضاء جمعية أصدقاء الشعب أو أصدقاء السوقة وبين معظم المعتقلين من حولي، ولولا أنني سبق لي قراءة الرواية سلفا، لتخيلت أن تحديثا ما جرى على نصها ليوافق الشباب الذين تزخر بهم الزنازين.

لقد عمد "هوجو" إلى وصفهم بدقة صامتة، حتى لكأنه يسخر مني ويتوارى في عنبر مجاور يرقب حيرتي، أليس هذا الشاب بصفاته القيادية الحازمة هو من أشار إليه فيكتور تجت اسم "أنجولرا"؟
وذلك الشاب المرفه الذي لم يمح السجن أثر النعيم الواضح أنه تربى عليه أليس "كوريفيراك"؟
أما ذلك الذي يثير غثياني واشمئزازي كلما تحدث عن إيمانه بأن النظام لن يرحل والثورة لن تنتصر إلا بالعنف، ميله وثقته في العنف تخيفني أنا الذي لم أتعود على غير الورقة والقلم، لكن.. أليس هو من يحمل في البؤساء اسم "ليجل"؟.

وأولئك الشباب الصغار الذين تخطت أعمارهم بالكاد الثامنة عشرة، أو من هم أصغر سنا ويقابلوننا عند العرض على النيابة، ما بالهم يبتسمون رغم هول الموقف وقسوة المحنة إنهم ينطلقون غير مبالين بما حولهم، هم الذين أسماهم في الرواية "جافروش" الصغير.
حتى ذلك السكير الذي اختار في النهاية أن يدفع حياته مقابل أن يموت بجوار "أنجولرا" رغم أنه عاش لاهيا لا يبالي إلا بالخمر، منه نماذج هنا اختارت أن تقف مواقف كلفتها حريتها وقد تكلفها حياتها رغم أنها لا تؤمن بالثورة ولا بمبادئها ، لكنها لا تزال سعيدة راضية أنها سيقت للزنزانة في موقف رجولي من وجهة نظرها.
هكذا بقيت أقرأ الشخصية في الرواية وأراها واقعا فيمن حولي من أصحاب الملابس البيضاء، أو أنظر إلى الشخص وأتعرف عليه ثم أقرأ في ذهول فيكتور هوجو يصفه باقتدار.
هل كل الثورات متشابهة هكذا حتى في رجالها؟
سؤال خفت أن أجيب عليه، بل ارتعدت فرائصي بشدة من مجرد المقارنة، فالإجابة المنطقية ستجر سؤالا آخر: وهل كل مصائر أولئك الرجال واحدة؟
أغلقت الرواية بعنف عندما وصلت إلى ما نزل بأعضاء جمعية أصدقاء الشعب، لقد قضوا جميعا واحدا تلو الآخر وليس على لسانهم إلا الهتاف بقضيتهم: "تحيا الجمهورية الفرنسية".. جافروش الصغير رحل مؤمنا بالهتاف الذي ردده الثوار الفرنسيون البؤساء.
أما بؤساء طرة، فأخشى ما أخشاه عليهم أن يلحقوا بثوار هوجو وليس على شفاههم إلا: "تحيا الثورة المصرية".

بقي أن أتشبث ببصيص الأمل الذي يتركه التاريخ منبعثا، وتلك البارقة التي تلمح إليها رائعة هوجو، وهو أن من بين أولئك أيضا انبعث "ماريوس" إلى الحياة بعدما كاد يلقى حتفه ونجا من جنود الملك وعاش هانئا إلى جوار حبيبته "كوزيت".

أما أنجولرا وكوريفيراك وليجل وجافروش، فبعد رحيلهم بأعوام رحلت الملكية عن فرنسا إلى غير رجعة، وتوطدت دعائم الإمبراطورية التي حلموا بها.. "وعاشت الجمهورية".

احمد كمال الدين مجاهد – إن من سنة الله عز وجل في إهلاك الظالمين

احمد كمال الدين مجاهد – إن من سنة الله عز وجل في إهلاك الظالمين

إن من سنة الله عز وجل في إهلاك الظالمين ،أنه يأخذهم في أشد لحظات فرحهم وغرورهم وكبرهم "ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم"
...بلا مقدمات، عندما يظن أهل الحق أنهم قد كذبوا، ويظن أهل الباطل أنهم تمكنوا ،ويزداد أهل الباطل كبرا إلى كبرهم في هذه اللحظة يأتي النصر فجأة بلا مقدمات، لتكون الفرحة عارمة لآهل الحق المجاهدين ، وتكون الحسرة عارمة في قلوب أهل الباطل والظالمين.

...انتهى كل شيء ياموسى...ها أنت تقف أمامي ومعك بنو اسرائيل والبحر من خلفكم _هكذا حدث فرعون نفسه _ لقد كان فرعون في قمة الٱحساس بنشوة النصر القريب ، لم يكن يدري أنها نهايته.

...هاهو طالوت يعبر النهر بالفئة القليلة الثابتة على الحق ، وهم في أشد لحظات ضعفهم ، على العكس من عدوهم جالوت الذي كان في أقوى عنفوانه وقوته ، وهذه الفئة القليلة المؤمنة لم تكن على درجة واحدة من الثبات والمعرفة بسنة الله في نصر المؤمنين فمنهم من قال " لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده "
ومنهم من قال " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين".

... وإلى أن تنتهي هذه الحالة من التدافع ، تحدث انتصارات جزئية لأهل الباطل يفرحوا بها تمهيدا للحظة التتويج الكبرى التي يستعدون لها ولا يعلمون أنها النهاية الحتمية والسنة الإلهية لنهاية كل ظالم ، ولكن الله يستدرجهم بهذه الانتصارات الجزئية من حيث لا يعلمون حتى يتمادوا في الباطل ظنا منهم أنهم على الحق.

على الجانب الآخر يحدث للمؤمنين انتكاسات جزئية متتالية ، تزيدهم زلزلة وتمحيصا ، تنقطع بهم الأسباب ولا يبقى لهم إلا الله ، ليمتحن الله قلوبهم ، فمنهم من يقول :انتهى الموضوع ، مثله كمن قال سابقا "إنا لمدركون"

ومنهم من يقول :"لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده"وهذا يحسبها بالعوامل المادية فقط.

أما المؤمنون الصادقون في إيمانهم الواثقون في وعد ربهم فهؤلاء كلما رأوا أهل الباطل يتقدمون ويتكبرون زادت ثقتهم بالنصر القريب، لأنهم يعلمون أن هذه هي سنة الله في أخذ الظالمين ،وأن النصر بقدر ما يأخذون هم من الأسباب المتاحة إلا أن جوهره لا يحتاج إلى أسباب ، بل هو محض كرم وتفضل من الله وحده "وما النصر إلا من عند الله".

...العجيب أن كلا الفريقين ينتظر فرحة مرتقبة، الطائفة المؤمنة الثابتة تنتظر فرحة التفريج ، والطائفة الظالمة الباغية تنتظر فرحة التتويج ، وصدق الله العظيم:" فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذنهم بغتة فإذا هم مبلسون".

...وتبقى الفرحة النهائية والمستحقة لأهل الحق الثابتين الواثقين بوعد الله ، وهؤلاء هم من ينزل عليهم النصر دون غيرهم ، وصدق الله العظيم " وكان حقا علينا نصر المؤمنين ".

فهل سنشهد فرحة قريبة لأهل الحق ؟!!!
اللهم إنا نسألك فرجا قريبا.

محمد مصطفي محمد عرفات (محمد عرفات) – مهلا ايها المهاجر … الي أين ؟

محمد مصطفي محمد عرفات (محمد عرفات) – مهلا ايها المهاجر … الي أين ؟

مهلا ايها المهاجر ... الي أين ؟
هاجرت من قريب او بعيد .. الي اين ؟ ،تريد الهجرة ... الي اين ؟
من انت يافتي ؟ لم تهاجر والي اين ؟
انت يافتى "عبد الله" المسلم ، خلقت من طين كى تعبد ربك وتحكم شرعه في الارض ،فحياتك لا معنى لها الا باحياء الدين .
عدوك وعدو ابيك ادم لا شغل له غيرك ،يدعوك الي النار ويبعدك عن الجنة ،قد اعد الله جنده من الانس والجن ورفع رايته واعلن الحرب واقسم عليها وبدأت المركة ولازالت .
هذا هو تنت وذلك عدوك وتلك هى المعركة الازلية في كل مكان وزمان ،فما بين منتصر خالد في الجنة ،ومغلوب خالد في النار
جولة واحده في حياة واحده فلا هدنة ولا سلام !
يامن ادركت حقيقة نفسك وعدوك وطبيعة المعركة ونتائجها وخضت النزال في مواقع كثيرة ،وفي نفسك ومن حولك ،في المجتمع والدولة ،في كل شيئ
يامن قلت انك "المجاهد" فهل للمجاهد راحة في غير الجنة ؟!
فلم تهاجر ... والي اين ؟
ليس في الدنيا دار سلام ،فجنود الشيطان في كل مكان ،يجري منك مجرى الدم !
أمن جزع في الدنيا ؟ أم خوف من السجن ؟
الا تعلم ان قدرك مكتوب لا مهرب منه ورزقك في السماء لا مانع له !
وماذا في الدنيا وكلها يفنى وما عند الله خير وابقي ؟
وماذا في السجن وهو تكفير للذنوب ورفعة للدرجات وقربة من الله ؟
"اليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه "
أمن بأس ووهن ؟ أمن طول انتظار وعجل ؟
"ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا .افطال عليكم العهد ؟ "
" وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين "
أم انك نسيت عقد البيع الذي عقدته مع ربك يا"مؤمن" ؟
" إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقران ومن اوفي بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم "
أم ان الامور صعبة والدنيا قد ضاقت ولا مجال "للجهاد" ! فكيف ستتفرج اذا ومن لها غيرك ؟ وما عذرك ؟
وان كان كما قلت ... فالي اين تهاجر ؟
الي سوريا .. كى تجاهد ،ام الي ليبيا ،أم غزة ،ام مالي ،أم ....
ستترك كل هؤلاء يقاتلون !فياترى ماذا ستفعل اذا !؟
لا تقل لي انما هى فترة اعداد او انك ستنصر اخوانك بوسائل مختلفة
انا لا اريد جوابك ! انا لا احاسبك ،انما هى النصيحة والتذكرة وربما ينقضي اجلي او اجلك فلا نلتقي
من كانت هجرته الي الله ورسوله فهجرته الي الله ورسوله ومن كانت هجرته الي دنيا يصيبها او امرأة يتزوجها فهجرته الي ماهاجر اليه .
لا تهرب من الاعتقال لغير الشهادة
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا
الا ان سلعة الله غالية ،الا ان سلعة الله الجنة
أخى فامضي لا تلتفت للوراء

close

Subscribe to our newsletter