إلى كل أحرار العالم
"لقد بدأنا إضرابا عن الطعام منذ أسبوعين لعل صوتنا يصل الى المسؤولين ليرفعوا عنا ما نحن فيه من عزل وحرمان من الأهل ومن حقوقنا الطبيعية؛ فلم يستجيب لنا أحد ولم يسمع لنا أحد بل كانت دائما رسائلهم لنا (اقتلوا أنفسكم.. احنا لا يهمنا الإضرابات) يا أحرار العالم لقد ضاقت بنا الدنيا حتى أشعلنا النار في زنازيننا يوم الجمعة قبل الماضية يوم 13/08/2021 وامسكت النار في أجسادنا، وأصابت 12 منا بحروق.. فعلنا ذلك ليرتاح المسؤولون عنا، ومع ذلك قابلوا هذا الأمر بالبطش والتنكيل والتجريد من الملابس والإهانة والضرب والعزل، وتحول ونج H1 w3 إلى مقر للدفاع المدني وقوات فض الشغب، الذين هددونا بكل شيء، حتى اعتقال الأهل وعاد الصمت إلى أرض الخراب (العقرب).
أغيثونا يا أحرار العالم واحمونا يا أيها المسؤولين إذا كنتم تخافون من المسؤولية أمام الله
رسائل جدران العزلة
هشام فؤاد عبد الحليم (هشام فؤاد) – في ضوء الروح الانتقامية السائدة في دوائر الحكم
في ضوء الروح الانتقامية السائدة في دوائر الحكم من المناضلين والمناضلات للقضاء على حرية الرأي والتعبير، مما أوصلنا لكارثة سد النهضة، يواصل النظام العصف بكل القوانين بما فيها وجوب الإفراج بعد انتهاء فترة الحبس الاحتياطي، كما يحدث معي، بل زاد الطين بلة أنه قرر بعد العامين فتح التحقيقات تمهيدا للإحالة.
ولذا قررت الدخول في إضراب عن الطعام بدءًا من يوم السبت 10 يوليو دفاعًا عن سيادة القانون وحق المتهم في محاكمة عادلة ووقف التدوير.
ولأن (إيد لوحدها ما بتصقفش) فإنني موقن أنني لن أستطيع تحقيق مطلب سوى بتوحيد صفوف كل من له مصلحة وبتضامن ومؤازرة كل القوى الحية في المجتمع و كل أحرار العالم.
وآمل أن تتفهم أسرتي الصغيرة التى أكن لها كل محبة وتقدير هذا القرار، وأن يدرك أولادي أنني لم أقبل الظلم سواء داخل أو خارج السجن، وأن ما أقدم عليه هدفه الدفاع عن حقهم وحق ملايين غيرهم في العيش في مجتمع ترفرف عليه رايات الحرية والعدل و الاشتراكية.
المطلب: إخلاء السبيل لانقضاء فترة الحبس الاحتياطى و المقرر بعامين وفقًا للقانون. مع الوضع في الاعتبار العوامل التالية:
- التعنت الواضح في بدء التحقيقات بعد انتهاء فترة الحبس الاحتياطي.
- الإصرار على مواصلة التحقيق مع استمرار الحبس رغم أن القانون ينص على إخلاء حبس المتهم إذا تجاوز فترة الحبس الاحتياطي مع حضوره التحقيقات أو المحاكمة من الخارج.
- التحقيق في فيديوهات منسوبة إليّ، يعود أحدهما إلى العام 2012 والآخر لعام 2016.
علاء احمد سيف الاسلام عبد الفتاح حمد (علاء عبد الفتاح) – سعيد أن خالد بيزور سنسن
اسم السجين (اسم الشهرة) : علاء احمد سيف الاسلام عبد الفتاح حمد (علاء عبد الفتاح) النوع الاجتماعي : ذكر تاريخ...
علاء احمد سيف الاسلام عبد الفتاح حمد (علاء عبد الفتاح) – سناء عاملة إيه وأخبار زيارتها إيه
اسم السجين (اسم الشهرة) : علاء احمد سيف الاسلام عبد الفتاح حمد (علاء عبد الفتاح) النوع الاجتماعي : ذكر تاريخ...
علاء احمد سيف الاسلام عبد الفتاح حمد (علاء عبد الفتاح) – المفروض ارد على جوابات 7 و 3 يونيو
اسم السجين (اسم الشهرة) : علاء احمد سيف الاسلام عبد الفتاح حمد (علاء عبد الفتاح) النوع الاجتماعي : ذكر تاريخ...
علاء احمد سيف الاسلام عبد الفتاح حمد (علاء عبد الفتاح) – أزيك يا ماما، بقالي كتير مكتبتش جوابات
اسم السجين (اسم الشهرة) : علاء احمد سيف الاسلام عبد الفتاح حمد (علاء عبد الفتاح) النوع الاجتماعي : ذكر تاريخ...
عبد الرحمن جمال متولي الشويخ (عبد الرحمن الشويخ) – سامحيني يا أمي إني عرفتك
امي ترددت كثيرا عشان اكتب لك الكلام ده لأنه اشد ما حصل معي في السجون حصل يوم 06/04/2021 لانه ليس تعذيبا فقط ولكن تعذيب واعتداء جنسي مخليني مش طايق نفسي انا احتسبتها عند الله يا امي تعالي ضروري يا امي لان ممكن تكون اخر مره تشوفيني فيها لاني هعمل اضراب عن الاكل وعن الماء واعملي يا امي كل اللي تقدري عليه في الأمر ده اعملي بلاغات للنائب العام وحقوق الانسان في كل مكان و ارفعي قضيه في الامم المتحدة خلي عمر يعملها بالله عليك لاني نويت اطبع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "من مات دون عرضه فهو شهيد".
زي ما قلت لك انا ترددت اني اقول لك الكلام ده عشان ما تزعليش لكن معلش الامر صعب جدا وكان لازم اقول لك يا امي التفاصيل يا امي كثير عايزك تيجي عشان اقول لك كل حاجه لان كل اللي حصل معايا دا بسبب اني بقول احاديث النبي كل يوم حديث بدون شرح من على النظاره عشان اعرف الناس الجنائي اللي في الغرف الثانيه احاديث النبي بسبب الاحاديث دي في مسير العنبر بيكون جنائي مسجون ومنصب مسير العمبر ده اعلى من المخبرين المباحث نفسهم هو بيتعامل مع رئيس المباحث وبيمشي كلامه على المخبرين كلهم وبيشغل معه مسيرين جنائي كثير بيفتحوا الباب والزبالة والتعيين وغيره.
المسير الجنائي زعلان من الاحاديث اللي بقولها ومن حوالي شهرين وداني التأديب والمرة حصلت مشكله في الامانات الفلوس واشتكيت للمسير منه فيه حد ما وقع باسمي و استلم الامانات مكاني وانا هعمل قضيه تزوير في اوراق رسمية وسرقة امانات عشان يحل المشكلة ويشوف مين اللي عمل كذا و فضل الكلام دا اكثر من شهر طلب بحل المشكله دي.
وفي اخر مره حصل مشادة كلامية بسبب المماطلة وقالي انا هعرفك تعلي صوتك ازاي ورح جاب المخبرين و عساكر القوة الضاربة كثفوني وغمو عيني وقطعوا هدومي خلعوني الهدوم بالكامل فظهرت العورة وكنت اصرخ واستغيث استروا العورة استحلفكم بالله استروا عورة مسلم فتم الاعتداء على الشرف وبعد ذلك فتحوا عيني عشان يذلوني اسجد تحت رجل المسير الجنائي وفعلا عملوا كده بالقوه وانا متكلبش من ايدي ورجلي عملوا كده.
لما قلتلهم انتو بتعملوا كده بسبب مسجون جنائي زعلان عشان احاديث النبي مش عايز يسمعها وهما في تعذيبي وانا بقول لهم في يوم القيامة في حساب عند ربنا اعملوا لليوم ده فتغاظوا اكثر ثم اعتدوا على الشرف بالقوة حطوا دماغي تحت رجلين المسير الجنائي وهو قاعد الحمد لله حسبي الله ونعم الوكيل والله اكبر وهو العليم.
سامحيني يا امي اني عرفتك
محتجز مجهول – فارحمني يا الله بموت قريب
اسم السجين (اسم الشهرة) : محتجز مجهول النوع الاجتماعي : ذكر تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 2/11/2021 السن وقت...
احمد سعد دومه سعد (احمد دومه) – تجديف
نبعد عن الميدان ألف خيبة، وتسع سنين، فما الذي جلب رائحة قنابل الغاز، ودويّ الرصاص، وصرخات المغدورين إلى هنا؟
هنا حقل التذكّر. والتذكّر لعنة الذاكرين، ونصف طريقهم للانتصار
وهنا وحل التشيؤ. والتشيؤ هاوية الإنسان ومنحدر سقوطه.
لا كرامة ولا حقوق. والطابور كله ممَن واجهوا الموت لينتزعوا الحق والكرامة.
إذًا: وجودهم هنا (في السجن وفي الطابور) بديهيّ، طالما الحلم استحال والمُنى حرن.
مرضى بفقد الحرية (هذه أعراض فقدها وستزول بزوال القيد)
مصابون بانتزاع الصبح من حبات عيونهم (خلقوه وحُرِموا من رؤيته) فغاب عن الكل.
منهكون بالأمل الثقيل/ البخيل، المخادع.
لكنهم، رغم كل شيء، ما زالوا هنا موجودين، ولو في هامش ضيّق/ خانق.
واقفون على وهنهم المؤقّت/ الزائل.
في نفوسهم طيف إيمان بقادم متلكئ. لم يفقدوه بعد.
تتردد في آذانهم وعود الله بالنصر، وهتافات الرفاق للحرية.
.. هؤلاء هم الغدّ
يُنازع ليكون، ويُنازع لينسحق
ولا غيره سيكون في المنتهى
مهما وهنت بواكيره، وشحبت بداياته..
لو صبرنا.
[1]
غُلقت -من دوننا- الميادين
وانفضت جمهرة المتفرجين وانفعالي التواجد
«هم» أدركوا الساحة مُبكرًا
حاولوا -وما زالوا- الانفراد بها.. بأي ثمن
و«نحن» جمدنا على عتب ميداننا القديم، فلا نحن حفظناه، ولا أدركنا جديد الصراع
تخطتنا المعركة شيئًا فشيئًا، وتشكلت على جثثنا حكاية زائفة، أزاحت من أذهان الشهود كل مروية أخرى
و«تربعت»، وحدها في أدمغة المحدثين
أما روايتنا..
تلك التي حدثت، تلك التي من لحم ودم ووجع
تلاشت رويدًا كأنها ما كانت.
لم تزل رصاصات غدرهم في أجسادنا فكيف أصبحنا القتلة؟
أغلقنا سفارة العدو ووهبوه كل شيء (أرضًا وعرضًا)، فمَن الخائن؟
«التاريخ ضمن الغنايم.. بيكتبه الكسبان»1، صحيح
لكن تاريخًا آخر، لن ينبت في الظل هذه المرة. سيبقى قادرًا على الصمود، قادرًا على المقاومة، وقادرًا على الخلود أبدًا.
لن يُلَقَن في حصص الدرس
لكننا سنعيده على أطفالنا، حتى يحفظوه
لن تذيع فصوله شاشاتهم
لكنه سيُحكَى (فمٌ لأذن)، وسيتناقل، كوصية شهيد، على كل شاشة في كل يد
لن تنتج الأجهزة -إياها- دراما أبطالها أبطاله
لكننا سنَشْمُ صورهم على الصدور، ونحفرها على الجدران
….
لم يفت قرن لتفنى حكايتنا مع أصحابها ومُجايليهم
لم يفت شيء لنكتفي بالصدمة، وبـ«يا ولاد الكلب» التي نتبع بها كل عبث جديد بالقصة
لم تزل ألسنتنا في أفواهنا، أقلامنا بأيدينا، ولوحات المفاتيح أمامنا
هذه أسلحة اللحظة
نعيد السرد. نحكي الحكاية. ننتصر على النسيان؛ لننتصر عليهم
…
تاريخنا هامش صدق
لن يبتلعه زيف المتن الكذوب
هذه معركتنا، هذا التزامنا.
[2]
أضع علامة جديدة على الحائط، لأنهي شهرًا بانتظار آخر
في الحائط متسع لمنتهى العمر، عامًا بعد عام
الحوائط -أصلًا- لا تعبأ بالحياة تمامًا كما لا يعبأ السجان
أما النفس فقد ضاقت بالعلامات بالحوائط. وبالانتظار
لعل عقوبة السجن الأثقل أنه يبدّل المعاني، الجدران تخنقها بقتامة لا تزول إلا بطلوع شمس الحرية
«عام جديد» كلمة تعني للسجين أشياء كثيرة، ليس بينها أي مما تعنيه ذات الكلمة لغير السجين
السجناء بشر، لكنهم ليسوا كبقية البشر
«الأمل» هنا ليس حكمة، إنما فقر. نحن -حرفيًا- لا نملك غيره
و«اليأس» هنا ليس خيانة، إنما رفاهية اختيار لا نملكه ولا نقدر على التعاطي معه.
هذه السنة الجديدة -الخامسة- سنظنها الأخيرة كما كان الظن بسابقاتها
سنتعلق بكل خبر يوهمنا -كسراب- باقتراب الموعد:
(لو لم يكن هذا السراب
فما الذي يضطرنا للسير
حتى نستبين؟)
سنقضي الوقت في تأويل ما لا يُؤول، وفي تصديق ما كذبته كل تجربة
سنعلي صوت الأمل، رغم سخفه، لنشوّش على ضجيج الواقع
«انقضى زمن الأشياء المجانية، أنت حرفيًا لا تملك مقابلًا غير الخيانة، ساعتها ستفقد حريتك للأبد، حتى لو خرجت الآن».
سننتظر كل رسالة محبة، سنفخر بكل موقف دعم؟ سنفرح بكل صديق جديد
سنطرق كل باب لفرج.. سنصلي، ونقرأ، ونحب
سنختلس كمراهقين قُبلة تحبط مخططات الهزيمة والفناء.
سنعلي صوت الأمل، رغم سُخفه، لنشوّش على صخب الواقع
«انقضى زمن الأشياء المجانية. أنت حرفيًا لا تملك غير الخيانة، ساعتها ستفقد حريتك
للأبد، ولو خرجت من السجن الآن»
سننتظر كل رسالة محبة، سنفخر بكل موقف دعم، سنفرح بكل صديق جديد (يعوض الراحلين)
سنطرق كل باب لفرج.. سنصلّي، ونقرأ، ونحب
سنختلس كمراهقين قُبلة تحبط مخططات الهزيمة والفناء
سأحن إلى خبز أمي (لا تحسن القهوة للأسف) وضمّة أبي ودفء العائلة، والصحبة، والرفاق
سأكون حازمًا هذه المرّة في طلب كعكة ميلادها، حتى لا يوسوس لها الإحباط فتلغي الاحتفال.
سنحتفل سويًا لأننا معًا.. سنحتفل بنا.
سأقوم الآن أحلق لحيتي التي طالت؟ هي تحبها أقصر،
أما عامنا الخامس في السجن، فسينقضي، كما انقضى غيره، وسيأتي يوم ولو بَعُد
تعالج ضمتنا ما اعترانا –
تسيل دمعاتنا المؤجلات، وداعًا لمَن فُقد
ننتشي بالشعر، والأمنيات
أنشغل عنها بصحبة موسيقاي وكتبي
وتنشغل عني بتخيّل طفل تأخّر مجيئه
ننحشر في المطبخ لنعد وجبة نحبها، ولا يفيقنا من (قبله اعتراضيّة) إلا رائحة الشياط.
ننتفض في حضرة فلسطين، بتوقٍ وحنين
نتأسّى على ثورتنا المغدورة
نرفض الكراهية والقبح،
نكمل الحلم، ونكمل الحياة.
[3]
تطارد العنبرة، هنا، كلاحة الليل، حتى تطردها
هُنا يدرك الكل، على اختلافهم، قيمة الصوت، خاصة في الليل (وما أوحش ليل هُنا!)
لك صوت، يعنيِ لك وجود، حياة، عندك أمل
لك صوت، يعنيِ لم تنهزم بعد، وإن احتفل خصومك، غرورًا، بانتصار زائف
العنبرة واحدة من تجليات هذا الإدراك. وربّما أهمها
«عنبر كلّه يسمع». يبدأ النداء، فينتبه الكلّ.
تتشابه العنبرات كثيرًا، إلا من مسحة شخصانية لكل مسجون
هذا يقول لأمه، محبوبته، أطفاله
آخر يعاتب صديقه الخائن، يلعنه والظروف التي خوّنته
وثالث لثورته المغدورة، ووطنه المسكين
المهم أن يقول الجميع..
ربّما لا مشترك بينهم إلا وجعٌ غويط، وتوقٌ وثابٌ للحريّة
إنهم، لا ريب، يُعنبرون كيِ لا يئنّون
والليل موعدهم
ليل السجن، ليس كليل الصحراء، إذ لا فرصة فيه لاستقبال الحكمة
ليس كليل القبر، لن ينفعك عملك، ولا حتى رحمة ربّك
سكوت ليل السجن ضاجًا، لا يؤديِ إلا للجنون أو الانتحار
صدّقوني: الصمت هنا يُرى، يُسمع، بل يُدميِ
«يزعجنيِ صوتي كالعادة
أصمت حين أملّ حديثيِ
….
يوحشنيِ صمتُ الزنزانة
فأعود إلى صوتيِ المزعج»2
العنبرة: صوتيِ كمسجون، ولو كان مزعجًا، بذيئًا. ولو كان جارحًا
العنبرة: شعاع نور، يحرّر السجن ذاته، ولو للحظة، من ظلمة دوره القاسي
لذا لا أعرف سجانًا، وقد عرفت كثيرين بطول عمريِ، يستمتع بعنبرة، أو يتجاوز عنها رغم ما تحويه من فنّ وإمتاع،
وتطريب موّالي شجيِّ
يعتبرها إهانة شخصية، وبرهان فشل
تحبط صنعته البغيضة، هذه العنبرات المُرتجلة
وكذلك يعتبرها المسجون، لا مجرّد تقضية لوقت يمطّه الضجر
إنما فعل مقاومة
يُنظر -غالبًا- لمؤديّ العنبرات بتبجيل، لأنهم يقولون ما لا يقوله الكلّ
كلّما أوجعت السلطة والوشاة
كلّما احتُفِيَ بها، احتفاءً جماعيًا صاخبًا. «والليِ جنبه مرشد ينيكه»، يقول المُعنبِر
الكلّ شريك، قائلًا أو منصتًا،
إلا السجان
وحده يتأذّى: «نام يا ابن الشرموطة انت وهّو..»
قد يصمت المُعنبرون ساعتها خشية التنكيل
وقد يكملون غنائهم، حتى التعب، وليكن ما يكون
وفي الحالين: تُعيد العنبرة، هُنا، صياغة الواقع
فبعدها: يُسَرُّ السجين
ويعبس السجّان
كأنّما تبادلا المواقع.
[4]
يتتابع الوجع بتتابع الضربات
حتى يتفلت من ذهنك إدراك مصدره. أنت موجوع وحسب
غير قادر على فعل شيء: لا نجاة، ولا حتى مجرد مقاومة
وكل محاولة للتجديف، بذراعيك الواهنتين، ستسنزفك أكثر
ثم، شيئًا فشيئًا، تفقد الحماسة والقدرة على القيام بأي شيء
والأدهى: تفقد القدرة حتى على الصراخ
ويفقد الآخرون القدرة على الإبصار
يحجب الموج عن عينيك كل نظر سوى القاع
والقاع، فقط، يبتلع، ويقبر
تكف عن السعي، ظنًا ألا مسعى يستحق
«لماذا أنجو؟ ولمَن؟» يحدثك قنوطك
فتسلم. مغمضًا. وحيدًا
لا ترى الكف التي تمتد لتسحبك
لا ترى العينان المتلهفتان للخروج.. لهما
وفي رحلة التعجل للأسفل، طلبًا للراحة، ولو غرقًا
يتردد من عمقك صدى يغني لك:
«وحين يهشم رأسي الجنود، لا أنساك،
أهواكِ أكثر».3
تفتح ذاكرتك، على غير هدى، عسى أن تكون من الناجين
تفتح عينيك، هي الأخرى: ليس وهمًا هذه المرة
إنها هي: لحمًا ودمًا. شغفًا ولهفة. وانتظارًا
تمد لك كفًا ما أوهنها طول ما امتدت
تقول لك: «اخرج. من أجلي»
تقول لنفسك: تستغلها يا ولد. هي تريدك، وأنت تريد النجاة
شششششش. اِخرس الآن
ليس إلا أن تسترد عزمك
تدب في عينيك اللهفة، ليرنو
في قلبك المُنهك النبض، لتُقبل
في ذراعيك الحياة، لتجدف
ألقِ بكُلك نحوها
تستحق الأمل، ولو لن يتحقق
تستحق النجاة، بيدها
تستحق، أو لا تستحق، بعد هذا الصراع: الحياة
وإن لم يكن
فلتمت ساعتها عاشقًا شهيدًا، على الطريق
كما يليق.
[5]
نحتاج النسيان لنبرأ
لكننا نخشاه لأننا محض ما نتذكر
أو ربما نحن ما تسعفنا به الذاكرة لنرويه.. كأننا نحن الرواية لا الرواة
وعلى قدر ما ننسى، يساقط بعضنا حتى نتلاشى تمامًا، ونُنسى نحن كأن لم نكن
لكن كيف نتذكر ما وقع لنا؟ لم يغادرنا أصلًا حتى نستعيده تذكرًا
لا يعوّل على هذه المساحة / الوهم بيننا
تمامًا كما لا يعوّل على كل شوق يسكن باللقاء، فلا يروي الظمأ قُربٌ لا يحصل التوحد به
فكيف إذًا لمَن لا يفارق الحضور: حلولاً عند مظنّة الغياب، وكشفًا للرائي حين يرى
هل نخشى الوجد إذًا ولا وجود مع الوجد؟
وهل من حاجة للوجود أصلًا مع تمام الفناء فيه؟
أم أن هذا هو التناقض الذي قال عنه العارفون إنه عيْن الشَبَه؟
وأين لنا بطرفي نقيض في نقطة كلها مركز، لا أطراف تبعد إليها منها، هذا حال لا أجرؤ فيه
أجبن من مجرد التفكير، كي لا يتوحش الهاجس ويفترسني في المنتهى، لا أقرّ اعتقادًا حوله -الهاجس- بعد
هل هو كنجمات السينما، يقتلهن بُعد الأضواء؟
أم أنه كفراشة، يفتنها النور ليقبرها؟
لم أصل بعد، لم أزل أجدّف كعادة التائهين الحمقى
قد يُظَن أنني انتصرت لإحديهما حين بدأت الكتابة، والغالب أنني فقط انصعت لإلحاح يضغط صدري هربًا من الانسحاق تحت وطأته.
هل تحررت قليلًا بالخطوة الأخيرة، وهو ما دفعني للعودة للمنابت (حنينًا وشوقًا)
يثقل عليّ هذا الظن لأن التحرر الأحادي لا يعني أكثر من التحول لضاغط..
بدلًا عن براح
سأحاول الهرب من المأزق بتصور الحديث إلى الذات، حديث الفاقد للمفقود الذي كان استعادة لما كان
لا فائت يُستعاد.. صحيح
لكنّي أراهن على أنّي لم أفته ولو فاتني هو
استدراك: هذا حال منزّه عن كل غرض، يدرك واقعًا مفروضًا لا ينكره ولا يؤمن به.
وقد قمعت نفسي، لسنين، عند كل فعل، درءًا لأعين الملاحقين وآذانهم (شعروا فجأة بخطورة)
وخشية الانتقال لدرك أسفل مما أوصلتني له حماقاتي السابقة
دون أن يبرح الشعور (شوقًا وفقدًا) جنبيّ للحظة
فاستبدلت الصلاة بما سواها
ثقة في أنه -القدير- أدرى بالحال.. أجدر بالفعل، وأوصل بالنجوى
لم أبدأ لأقول ولا لأصل
كان الاتصال مجردًا هو الغاية
يلحّ التوقف عليّ الآن
تقديمًا للكتم على حساب البوح، اضطرارًا لا انحيازًا
وقبله: استغفر على هذه وتلك.
[6]
أحملُ همَّ الكتابة.. تمامًا كما أخشى اللقاء.
هل وفّروا علينا ارتباك المّرةِ الأولى بعد توثيق الحادث، بأن منعوا الاتصال المباشر؟
بلا ضّمٍ نحتارُ في تعريفهِ، ولا قُربٍ نُأوِّلهُ ويُؤوِّلهُ الآخرون.
الزُجاج والهاتف يليقان بالوضع الجديد أكثر، يجسدان الخسارة أكثر..
ويُعبّران عن المرحلة (كلِّ المرحلة لا علاقتنا وحدها) أكثر؛ أليس كذلك؟
الآن.. وهنا تتكشّفُ هشاشةِ القوانين التي رسختها تجارب الآخرين
فالغيابُ فادحٌ. صحيح
لكنَّ اللقاء المشّوه ذاكَ أكثرُ فداحةً وبؤسًا، لا إنساني مطلقًا.
كان الترقُبُ على ثقلهِ أهون
لا حراس في الخيال،
ولا حواجز تحوشُ المُراد.
ما حدث فاجعٌ حد التبلد أشعرني تمام الغربة،
ليس عن هذا الوطن المسكين فحسب،
إنما عن العالم كله..
عن هذا الوجود المُستباح، عن هذه الجُندية الاضطرارية في معركة الأزل،
وعن هذه الحياة الافتراضية في مواجهة موت واقعي جدًا؛
كأنه الحقيقة وحدهُ.
ما هذا القُبح المُتعجرِف؟
هل غرّهُ غياب الجمال؟
أم أنه واثقٌ من قدرته على هزيمته وسحقه؟
حتى الموسيقى التي أسمعها -الآن- تزعجني كزائدة لا محل لها
مؤكد هو خلل فيّ لا فيها (وجودها ذاته مؤشر إيجابي جدًا).
دعك من هذا الجنون، وقبليني، علني أشُفى
ولا تسلمي للحزن ابتسامة روحك وحدها قادرة
على إعادة الكون لمساره الذي خرج عنه لحظة حماقة.
[7]
كنا ننتظر من الخصوم مكافأتنا على ما فعلنا
الأمرُ في سياقهِ حرفيًا
الصدمة والاستغراب كانا لو فعلوا شيئًا آخر
هم فعلوا بالضبط ما يليق بهم، ونحن يجب ألا نفعل إلا ما يشبهنا، الآن.. ودومًا
لا شك أتمنى الحرية.. فورًا
لكنه المحال الذي لا كفاف عن السعي إليه (انتزاعًا لا تسولًا)
ما حدث، البيان العسكري، وما تلاه المجرم قبل الحكم، أعاد الاعتبار لي
لو أنه منحنا الحرية (حقنا) لتسرب لنفسي وربما الآخرين شك أن العدالة ممكنة عندهم، هو فقط أكد قناعاتي بأن
الحسابات القديمة تصفى على منصتهم
سألني أحدهُم لمَا رأى الحضور مستنكرًا: لا زالوا حولك بعد كل هذا؟ كان مصدومًا منهزمًا
انهزموا، وإن لم ننتصر بعد
كأن الغرض أن ينفضوا وأبقى وحيدًا
لهذا يبقونني انفراديًا؟
لهذا صدمهم هذا الحشد المتواضع الدفيء (عرفتُ بمنع البقية من الدخول للقاعة)
أقُسم أنّي غير حزين
ربما غير عابئ أصلًا
أشعر فقط بالقرف، وأشعر بالسأم
مما وصل إليه حال الوطن، ومما وصل إليه حالي
انشغلت بوجودكم عن المجرم وحكمه، وعمن ورائهم
أخبروني قبلها بأيام: لن تخرج
أشفقت عليكم منذ بدأ تلاوة بيانه العدائي (كان ينضح غلًا وكرهًا) لو لم يكن الزجاج لقبلتُ جباهكم جميعًا، لغنيت لكم
ألحّ عليّ الغناء ساعتها جدًا:
«العشق زين بسّ الهموم سبّاقه
والشوف حديد بس الغيوم خنّاقه
والانتظار للوعد، نار.. حراقه
امتى تطول العيدان
ده من زمان
مشتاق أنا والحلوة مش مشتاقة»4
[8]
يضيق الخناقُ
في المواجهة نقف عُزل، منهكين، ووحيدين
بـلا انتصار (انتصارنا المتاح لا يحقّقه إلا البقاء هنا للنهاية)
ولا فرار (إذ لا يليق، نكثًا لعهد دامي السطور)
نتشظى في المنتصف
على منحدر اللا شيء، بلا وجود وبلا عدم
وسقوطنا إلى غير قعر، يثير الفزع
دون ضمّة ندّرعها لننجو أو نفنى
دون طبطبة على الظهر تقول: نحن ورائكم.
عوانٌ هذه الحرب. سرمدية. أبدية.
كان يلزمها أبطالًا خارقين، لا يتألمون، ولا يموتون
نتمثل خساراتها، وجعًا.. فوجع
لم يُشبعها (شرف المحاولة) الذي طال أن توهمناه كفاية
ولم تقنعها (هبّة الغرير) التي خلناها شرفًا ينئينا عن وصمة الاحتراف تتوالى ضرباتها، قساةً، فتفيضنا نزفًا.
حتى الابتسامة المرتقبة، مع كل التفاتة تعد بالنصر، لا طاقة لنا بها اليوم.
تخلينا عنها وقت تخلى الله عنّا، وأسلمنا للمهلكة
اتهمناه بالصمت، تواطؤًا مع القتلة
واتهمنا بالتخاذل، قصورًا
وتقصيرًا (أليس صانعنا؟)
فانشغلنا -في غمرة التهم- عن المقتلة القائمة
وعن كون الوطن الذي رُمناه، أمسى مقبرة جماعية.
لا وقت فوقها للبكاء على الصاعدين
لا وقت -كذلك- لأخذ العزاء
ولا منطق في انتظار الدعم
تخلت السماء، فمن ننتظر؟
ذواتنا المفتتة، هي حرفيًا كل ما تبقى
نلملمها، إذن، خيبة خيبة
لتكون سلاحًا نصيرًا
أو حتى كفنًا أخيرًا
ولا عاصم اليوم، إلا أنت.
وإن لم يكن ظفر، فلن يكون تسليم.
هكذا بكل بساطة. هكذا بأدنى شرف.
[9]
غويط بئرها نفوسنا
لا ندرك قعرها، مهما توهمنا المعرفة
وحدها التجربة تكشف صانعة المعجزة هي (دعك ممّن يرّوجون لانتهاء زمن المعجزات، هم فقط
فشلوا في إدراك كيف؟)
تظن ألا طاقة لك بالتحدّي
تقول: «قف ستسقط». فجأة تسقط فعلًا
لم يكن متنبئًا حين فعلت. لم تكن سوى أحمق
لو أخرست هذا الصوت، بكلّ تصديق: «أكمل ستصل» لوصلت، مهما بعدت غايتك.
اهزم عدوّك الذي فيك، قبل أن يهزمك
لا تلحد بك، لأنك قادرٌ، ومستحقّ.
لو أخبرني أحدهم (تعرف من أقصد!) أنني سأمكث ثمانين شهرًا، وحيدًا، في
زنزانة، دون خروج، دون رفقة، ودون قدرة على التأقلم..
لو قال أحدهم ذلك، لألهبت قفاه صفعًا، ولأغرقته بصقًا
محض الفكرة مفزعة
تشلّ عن أي رد
و-ربما- تدفع لاستجداء الرحمة: «أرجوك قل لي ما تريد، سأفعل، فقط جنبني التجربة»
أما وقد جرّبتُ فعلًا
الآن وقد فعلتها
أنهيتُ نحو ثمانين شهرًا، في زنزانة انفرادية، أقوم بذات الممارسات داخل ذات الجدران
وأصطبح بذات الوجوه التي تنضح تجهمًا وكراهية.
وفوق ذلك: أخوض -منهكًا- معارك يوميّة على (الدواء، الكتب، الرسائل، الصور،
الزيارة، والتعذيب «الزملاء لا أنا»)
وأخوض مع نفسي (المزعجة) كل ليلة ألف معركة لأبقى على قيد الأمل.. ثم لأبقى
فقط على قيد الحياة.
تصوّر كمّ الوجع، الضجر، السخط، وحتى الخوف الذي غشيني كل لحظة من هذه السنين الطوال؟
حسنًا: جرب حبس نفسك، لعدة ساعات، في غرفة والقِ المفتاح من النافذة
ثم تخيل امتداد هذا الشعور، للأبد.
تخيل شعورك وأنت ممنوع من: (التسكع فجرًا، انتظار دورك في عيادة طبيب، حفلة في دار الأوبرا، عشاء طبلية الأسرة، وداع على السلم بعد سهرة، شجار مع صديق، فرحكما بالصلح، حوار على مقهى، التدخين في الشرفة، التسوق في صحبة، سحور الحسين، إفطار على الطريق، مباراة كرة في الشارع، مختلسات عتمة السينما، اجتماع مع الرفاق، سداد دين، منام على سريرك، سهر على ذات السرير، حضرة ذكر، مجامعة أنثاك، قيادة سيارتك بلا هدف، ونس غنوة لفيروز في سفر بعيد، مشية إفلاس بعد زيارة مكتبة، ركعتا حنين في مسجد صباك، وصولكما للذروة معًا، حضور ميلاد الشمس من رحم الماء، فوات آخر قطار مترو، فاتحة على مقام وليّ، حيرة اختيار الألوان (وحده الأزرق هنا)، قبلة على عجل، براد شاي على راكية في الغيط، هجر النوم لتكتب، زحام على طريق العودة، سكينة الغروب في الصحراء، سباحة شهوة، سباحة تطهّر، زيارة قريب بعيد، شمعة في كنيسة تألفها، اشتراككما في الطهو، رقصة هادئة، التأفف ذاهبًا للعمل، الغياب عن العمل لتشبع نومًا، فطور على عربة فول، جنازة شهيد، مفاوضة بائع على سعر فوران القهوة عتابًا على غفلة، قبلة متلهفة، النوم في قطار، شراء كومة صحف، حومة الثورة، ندوة شعرية، فسحة في ترام سكندري، إيصالها للبيت ما قبل افتراقكما، دمعة على قبر، انتظار قادم، ربكة التماس، غفوة على حجرها، وداع راحل، استراحة على رصيف، وجع لفقد، ومجامعة أنثاك ثانية..)
مللت من مجرد القراءة؟
صدقني: هذا الملل يقتات أعمارنا منذ سنين، يلوك أحلامنا، ويبتلع قادمنا
ولا ندري. متى سيشبع؟
لا ندري لو أنه يشبع-أصلاّ؟
ورغم ذلك: نتجاوز ونعبر ونثق في استحقاقنا للوصول،
ولو بندوب، أوجاع، وخسارات فادحة.
صدقني: سنبقى.
[10]
للهزيمة ملامحها
تنطبع على وجوه المنهزمين فيتماثلون، كأنهم نبت رحم واحد، ولو فصلت بينهم فصول التاريخ وأميال الجغرافيا.
كان الطابور مهينًا، جارحًا (في أهون الصياغات)
عُراة من كل حماية، منكسرين كان الأمل يسندهم، شيّبتهم الخسارة (عندما تخسر حلم العمر.. تخسر العمر كله ولو كنت شابًا في العشرين)
يسارًا (كأن اليسار قدرنا حتى في المشفى)، أمام مكتب يجلس خلفه الطبيب/الضابط
طابور طويل، كنت على رأسه، من خلفي الرفاق
الكل من شباب الثورة. الكل أبناء الميدان. والكل مرضى نفسيون (مع سبق الإصرار)
لو رأيت النظرة الجماعية للأرض (أي قيد حقير يشد لتحت تلك الأعين التي ما تطلعت إلا للسماء؟) هربًا من أعين الرفقاء، ربما، أو من الاعتراف للنفس بحقيقة الواقع الجديد
لو رأيت أثر الابتسامة القديمة، وقد حلت مكانها كآبة قاتمة غويطة، حفرت خطوطها على الوجوه، كأنها ما عرفت إلا الحزن (لو رأيت ضحكات النصر الخادع/الفائت -لما صدقت أنهم.. هم)
أهو أثر انسحاق الصبح تحت أقدام ظلمة الأمس الذي ظنناه غار واندحر؟
أم هي صور الصاعدين من الرفاق، وذكرياتنا معهم. نسوها لنكتوي بها من بعدهم، فلا نحن صاحبناهم وصعدنا بشرف، ولا قدرنا على النسيان، ولو بوقاحة؟
لعله اكتشاف أن: «الحلم خوّان وأن الله لا يعبأ بالأمانيّ الصغيرة للفراش».
…
نبعد عن الميدان ألف خيبة، وتسع سنين، فما الذي جلب رائحة قنابل الغاز، ودويّ الرصاص، وصرخات المغدورين إليّ هنا؟
هنا حقل التذاكّر. والتذكّر لعنة الذاكرين (ونصف طريقهم للانتصار)
وهنا وحل التشئُ. والتشئُ هاوية الإنسان ومنحدر سقوطه.
لا كرامة ولا حقوق. والطابور كله ممن واجهوا الموت لينتزعوا الحق والكرامة.
إذن: وجودهم هنا، في السجن وفي الطابور، بديهيّ، طالما الحلم استحال والمنى حرن
مرضى بفقد الحرية (هذه أعراض فقدها وستزول بزوال القيد)
مصابون بانتزاع الصبح من حبات عيونهم (خلقوه وحرموا من رؤيته) فغاب عن الكل.
منهكون بالأمل الثقيل/البخيل. المخادع
لكنهم، رغم كل شيء، ما زالوا هنا موجودون، ولو في هامش ضيّق/خانق.
واقفون على وهنهم المؤقّت/الزائل.
في نفوسهم طيف إيمان بقادم متلكئ. لم يفقدوه بعد.
تتردد في آذانهم وعود الله بالنصر، وهتافات الرفاق للحرية.
.. هؤلاء هم الغدّ
ينازع ليكون، ويُنازعُ لينسحق
ولا غيره سيكون في المنتهى
مهما وهنت بواكيره، وشحبت بداياته..
لو صبرنا.
محمود صالح – ادعو لنا الأوضاع سيئة للغاية الدنيا صعبة والوضع مأساوي بشدة
ادعو لنا الأوضاع سيئة للغاية الدنيا صعبة والوضع مأساوي بشدة البرد بياكل ف أجساد الناس والجوع بينهش ف لحمنا
مروه عرفه – السجن وحش أوي يا ماما
عايزة استخبى من النور والناس، أنا مش مصدقة اني من ٢٠ أبريل مروحتش، وإني ممكن مروحش قبل سنتين ثلاثة .!
" السجن وحش أوي يا ماما "
علاء احمد سيف الاسلام عبد الفتاح حمد (علاء عبد الفتاح) – مفزوع شوية من فكرة انكم ملطوعين في المطرة دي
ازيكم، أنا ما شفتش الجواب بتاعكم لسه فمش عارف أرد براحتي. ومش عارف أصلا مين اللي جه بس أظن ماما. مفزوع شوية من فكرة انكم ملطوعين في المطرة دي. وشكلها البلد غرقت كالعادة. بس بصراحة وقت المطر كان مبهج ورائحة التراب المبلول حلوة وصوت الناس وهي بتدعي ملهم. الواحد واحشه إنه يكون جزء من ظواهر الطبيعة والطقس فالمطر ده بيفرض نفسه عبر الحيطان. اتمنى تكونوا جميعا بخير. أنا صحتي كويسة وماقدرش أقول غير كده، يوم عيد ميلادي كان يوم درامي شوية وماعرفتش احتفل بس كيكة الموز عوضت الموقف شوية. بحاول انشط دماغي في غياب الكتب بأني افتكر قصص التاريخ وأحيانا بأني ارغي في مواضيع علمية، خيالي مش عارف يتفاعل قوي مع احلام ما بعد الخروج بس يعني الواحد بيحاول يتفاءل بانكسار الموجة اليمينية في العالم ويتخيل ان ده حيبقى له أثر علينا، أنا طبعا متعود على منهج جرامشي بتشاؤم العقل وتفاؤل الارادة، لكن هنا في نفي تام للإرادة فمحتاج ادرب نفسي على تفاؤل العقل قبل ما أجيب الكافية لزملائي.
بس كده أنا كويس بشكل عام وبحبكم وواحشني علاء