رسائل جدران العزلة

Filters
عام تحرير أو نشر الرسالة
تصنيف مكان االحتجاز المرسل من خلاله الرسالة
اللغة
الفئة العمرية
النوع االجتماعي

عبد الرحمن سعيد علي حسن (عبد الرحمن سعيد) – فى وسط المحنة والشدة

عبد الرحمن سعيد علي حسن (عبد الرحمن سعيد) – فى وسط المحنة والشدة

كل عام وانتم بخير كل عام وانتم الى الله اقرب :))))))))))))))) فى وسط المحنة والشدة ينبعث شعاع مبهج وسار وهو شعاع الفرحة والسعادة الاول فى اسرتنا منذ عامين فهى اول فرحة حقيقية لى منذ عامين والشعاع هو نجاح اختى واشكرها وجزاها الله خيرا لانها ادخلت الفرحة فى قلوبنا اجمعين واتمنى لها دوام التوفيق اشكر ابى وامى وافتخر بهما ..فاشكرهما على تعبهما معى بل معنا انا واختى حتى وصولنا لكليات الهندسة والطب واشكرهما على تعبهما معى لمدة عامين ربى احفظهما لى ولاخوتى (متاخرة شوية) اشكر كل شخص تعب معنا اثناء فترة الامتحانات,,, يغرف الرجال اوقات الشدة (على لسان كل طلبة هندسة المعتقلين) فهم سيكونوا خير سبب سببه الله لنا لكى ندخل السرور على قلوب اهالينا فى خضم ظلمات المحنة فلقد ازالو وزللوا صعاب كثيرة كتسيير الورق والمراجعات لنا "الجندى المجهول" اشكر كل شخص متزال يطمئن على ويتعب نفسه معى ناس كتير وحشانى وناس كتير محتاج اعاتبها يارب يكونوا عارفين نفسهم اللهم رد الىّ ابنى كما رددت موسى الى امه اللهم جمع شملنا عاجلا غير اجل يارب العالمين.

محمود يحيي عبد الشافي – أخبرهم يا صديقي

محمود يحيي عبد الشافي – أخبرهم يا صديقي

صديقي المحترم/ حسام السويفي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد، أرسل إليك تلك المناشدة من داخل سجني حتى تقدم للجميع ما تمليه علينا ضمائرنا فأنا لا أريد مقابل إن أريد إلا التوضيح ما استطعت..
أخبرهم يا صديقي أن منطقهم مقلوب وأن عدلهم معيوب وأن وضع الشباب “المظلومين” في السجون يدمي كل القلوب.. أخبرهم عن الشباب المخلص الذي حمل أرواحه على أكفه في ٢٥ يناير حينما خرج ضد الظلم والفساد والإهمال المباركي، هو نفس الشباب الذي ذأر في وجه عصابة الإخوان حينما غدروا فأنزلهم عن كراسيهم، هذا الشباب اليوم مسجون،
أخبرهم أن الشباب السلمي الذي يخاف على وطنه ويحترم أبناء شعبه ويقف في وجه أي ظلم وفساد مواجها في الطليعة وحده،هذا الشباب الذي نظم مظاهرات راقية وحضارية بإسلوب ابهر كل العالم وألهم الكثير من الشعوب الطرق السلمية للتعبير عن الرأي، يقبع اليوم في ظلمات السجون..
أخبرهم أننا حين كنا نغضب ونضطر للتصعيد لم نخرب ولم نحرق ولم نقتل أو نفجر وإنما كان أقصى تصعيد لنا عبارة عن مجرد جرافيتي على الجدران يعبر عن حالنا ومطالبنا أو دعوات للتظاهر السلمى عن طريق مسيرات أو وقفات لا تعتدي على بشر أو حتى جماد..
أخبرهم أن سجن جيل الشباب الثائر لن يبنى وطن قوى وأن القمع لا يقيم دولة ديموقراطية متقدمة..
ذكرهم وأخبرهم أنه منذ شهور اعترفوا بوجود مظلومين داخل السجون ولكنهم تناسوا هذا الاعتراف والتصريح الواضح والصريح ولم يخرج منا أحد حتى اليوم ولا نزال نعيش لليوم مظلومين داخل الزنازين..
أخبرهم أن مكاني وأصدقائي ليس داخل هذا السجن.. أخبرهم أن طموحاتنا وأحلامنا لمصر ليس لها حدود وأن طاقاتنا لتعمير مصر جبارة فكيف بهم يتعاملون مع أفكارنا بالقيود والسجون؟؟
أخبرهم أن المنطق في مصر اليوم مقلوب، أخبرهم أن عدلهم معيوب وأن المساواه في الظلم ليست عدل كما يقولون بل إن العدل لا يخالطه ظلم أبدا. ليس عدلا تدمير مستقبل شباب يعشق مصر بأن تحكم عليهم بالسجن لسنوات دون جريمة فعلوها بل أن جميع التهم ملفقه لهم ولم يقوموا بها ولا حتى فكروا فى فعلها قط .
أخبرهم أن العدالة الانتقامية تنتج الخراب والدمار في الأرض.. أخبرهم أن القاضي هو يد الله على الأرض ليحكم بين الناس بالعدل، فكيف ينامون وقد ظلموا كل هؤلاء الشباب ولفقوا له الاتهامات وداخل السجون رموه بالسنوات.. أخبرهم أن العدل فى مصر اليوم معيوب .
أخبرهم أن وضعنا داخل السجون لا يرضى احد ، وضعنا غير آدمي.. لقد حولوا أحلامنا الجميلة “بمصر الجنة” إلى سجن بإهانة ومذلة فأصبحنا نعيش في جحيم الظلم والعتمة..
أخبرهم يا صديقي عن “بيتر جلال” ابن شبرا صاحب الـ٢٤ عامًا والذي يفقد بصره تدريجيا بسبب الإهمال وعدم تلقيه العلاج والرعاية داخل السجن فأصبح اليوم يمشى يتحسس طريقه بمساعدة زملائه..
أخبرهم عن والدي الدكتور “يحيى عبد الشافي” صاحب الـ٦٠ عامًا الذي يعانى من الخشونة في ركبته وتزداد حالته سوءا يوما بعد يوم وينام على الأرض ولا يجد أبسط حقوقه في حمام بقاعدة أفرنجي ليقضى حاجته لعدم استطاعته ثنى ركبته..
أخبرهم عن عم “صلاح الهلالي” ٥٥ عامًا المصاب بـ(فيروس سي ) ويعانى من الغضروف ويشكو من الآم أسنانه وعينه ولا يجد أدنى اهتمام به أو بغيره .
أخبرهم يا حسام عن المرشد السياحي “محمد تيمور” ٢٩ عاما” والذي فقد إحدى عينيه في أحداث مجلس الوزراء..
أخبرهم عن المهندس “هانى الجمل” 4٠ عاما الذي لديه أولاد في عمر الزهور وهو اليوم بعيد عنهم بدون ذنب..
أخبرهم عن المهندس ” محمد حسنى إمام” الرجل السكندري المحترم والمصاب بكسر فى ركبته والذي يمشى متكئا على عكاز ..
ذكرهم مرارا وتكرارا ولا تمل أن تخبرهم عن شباب في عمر الزهور هو اليوم مسجون وكل جريمته أنه يحب مصر حتى النخاع ويحلم بالأفضل لمصر .
أخبرهم أن وضع الشباب “المظلومين” بالسجون في مصر اليوم يدمى كل القلوب..
بالله عليك يا صديقي لا تكذبهم القول ولا تجمل الواقع ولا تغير الحقيقة إن كل ما أطلبه منك أن تخبرهم.. ثم أخبرك أنا بأن قلبي ينفطر على مصر وما يحدث فيها وما وصل إليه حالها وأنني طوال رمضان أدعو لمصر والمصريين بالسلامة والخير و الأمان وسأظل أدعو وأدعو حتى يقضى الله أمراً كان مفعولاً.. لك منى كل التحية والتقدير ولكل المصريين التعازي في كل مصري راح نتيجة الإرهاب الأسود والإهمال الأسود ولمصر الصبر والسلوان. وعاشت مصر حرة أبية..
محمود يحيى عبد الشافي – سجن القاهرة “طرة تحقيق”.

محمود يحيي محمود محمد عبد الشافي (محمود يحيي) – محتويات الزنزانة 1/11من الإنسانية

محمود يحيي محمود محمد عبد الشافي (محمود يحيي) – محتويات الزنزانة 1/11من الإنسانية

تتكون الزنزانة 1/11 بعنبر 4 فى سجن القاهرة " طرة تحقيق" من مساحة اجمالية 8×3متر تحتوى على :
عدد 19 رأس بشرى مكونة من
أ) 38 اذن ب) 35 عين ج) 19 انف د) 19 فم
اما باقى الاجساد ال 19 الحاملة لتلك الرؤوس فتحتوى على:
ا) 38 ذراع ب) 38 رجل بين المريضة والصحيحة.
الاعداد فى مجملها طبيعية فيما عدا العيون تنقصها ثلاثة عيون للوصول للعدد الطبيعى وهم عينا بيتر جلال وعين محمد تيمور.
فى هذا المحيط الضيق الذى يتكون من 8×3 متر تقوم 38 اذن بسماع 18 فم ، وتقوم 35 عين بمشاهدة حركات وسكنات36 ذراع و36 رجل ، وتقوم 19 انف بشم وروائح 19 جسد..!
هناك مكان واحد فى احد اركان تلك الزنزانة محيطه 1×1 متر لقضاء حاجة ال 19 انسان ، فأصبحت نفس ال18 انف تشم رائحة اى فرد يدخل لقضاء حاجته خلف تلك الستارة، وهو هو نفس ذات المكان للاغتتسال وتنظيف الملابس ، فأصبحت نفس ال36 اذن تسمع صوت المياه المتدفقة حين التنظيف والاغتسال..!
اصبح صديقي بيتر جلال يعيش معنا داخل تلك الزنزانه بلا عينيه الاثنين وكذلك صديقي محمد تيمور يعيش بعين واحده ، لا استطيع وصف تلك المعاناه ولكن اقل ما يقال عنها انها ماساه رهيبه بكل المقاييس فإن طلب أحدهم من زميل مساعدته مره يقف عاجزاً في ألف مره أخري ..!
إذا كنت أنا أستطيع أن أخدم نفسي بالكاد في تلك الظروف الصعبه وسط تلك المساحه الضيقه فمن يخدم من فقد ضياء عينه كاملاً أو حتي نصفه ؟!
إطلاقاً لم نقوم بثورة للوصول لهذا الحال ولا ذاك هو مفهوم الكرامه والإنسانية عندنا ولا نطلب هذا الوضع لأي إنسان مصري حفاظاً علي هيبة وكرامة مصر .
ملحوظه : هناك زنازين أخري تحتوي علي 25 ، و30 ،و35 إنسان مسجون داخل نفس المكان !
شكراً لكل شهيد أو مصاب ضحي بنفسه لأجل كرامة مصر وكل المصريين .
من داخل زنزانة 1/11 عنبر 4

عبد الله احمد محمد اسماعيل الفخراني (عبد الله الفخراني) – في إحدى نهارات السجن الحارقة

عبد الله احمد محمد اسماعيل الفخراني (عبد الله الفخراني) – في إحدى نهارات السجن الحارقة

في إحدى نهارات السجن الحارقة في بداية اعتقالي، وبينما كنتُ أسير في الممر الضيّق المخصص للتريّض عائدًا إلى زنزانتي، إذا بأحد السجّانين يناديني: "تعالَ يا مجرم!"، كانت كلمة ثقيلة على مسامعي وغريبةً حدّ أنني توهمت للحظة أنه ينادي شخصًا آخر، عدتُ إليه ووضّحت له أن سبب وجودي في هذا السجن هو عملي في الصحافة وأنني لستُ ضالعًا في أي جريمة كانت، فما كان منه إلا أن نظر إلي نظرة توجسٍ وريبة وقال: "إذن أضلُّ سبيلا.."!، في الواقع كان هذا الموقف باعثًا للدهشة في داخلي، فأن ينعتني أحدهم بالمجرم ثم يستقر في خلده أنني أسوأ حتى من مجرم لمجرد كوني صحفي هو شيء عجيب للغاية، أو لنقل أنه كان عجيبًا للغاية في نظري وأنا المعتقل حديثًا ولم أدرك بعد مدى أزمة الوعي وصورة الصحافة في مخيلة الناس حاليًا.
لقد تفنن هذا النظام طيلة عقود -وبشكل مكثف في السنتين الفائتتين- في انتهاكاته لحرية التعبير وحرية الصحافة بصفة خاصة، وعمل على شرعنة هذه الانتهاكات بشكل موازٍ لشيطنة مهنة الصحافة الحرة وخاصة تلك الناقلة للحدث خارج مظلة السلطة وأخبارها الرسمية، كان لهذا تداعيات عديدة أذكر منها هنا تضليل الرأي العام وتشويه نظرة المواطن البسيط لهذه المهنة ومن يمارسها، قد بات ينظر كثير من البسطاء الآن إلى الصحفي كجاسوس، ففيما نردّد نحن -الصحفيين- مرارًا وتكرارًا أننا نسعى لنقل الحقيقة إلى المواطن وتوعية المجتمع بما يدور حوله، تُصورنا السلطة لهذا المواطن كجواسيس تسعى لهتك أسرار الوطن وكشف نقاط ضعفه أمام أعدائه، الأمر الذي يستثير غيرته على وطنه -وللأسف- تكون النتيجة هي تشويه الوعي العام بمعنى الصحافة وبالعمل النبيل الذي يقوم به الصحفي.
على مدار 60 عامًا ابتكرت السلطات أساليب متنوعة لتقييد حرية الفكر والتعبير وكسر أقلام المفكرين والكتاب والصحفيين من إغلاق المنابر وفرض القوانين المقيّدة وغيرها، وكان الصحفيون الأحرار في أخذ ورد مع هذه السلطات لضمان قدر أكبر من حرية ممارسة المهنة، لكن مؤخرًا -خاصة بعد 3 يوليو- وصل قمع الصحافة بالسلطة إلى أقصى مراحله من إعدام بعض الصحفيين ميدانيًا لمجرد حملهم الكاميرا كما حصل مع زملائي "مصعب الشامي" و"حبيبة عبدالعزيز" و"أحمد عاصم" واعتقال عشرات الصحفيين الآخرين واحتجازهم لأشهر والحكم على بعضهم بالمؤبد -مثلي- وأحكام مشددة أخرى، وكأن جهاز القمع هذا يوصل رسالة مفادها أن القتل والتنكيل هو مصير كل من يجرؤ على إصدار صوت غير صوته، وأن ليس ثمة ما يدعى بحرية الصحافة بل هي خيانة وجريمة يعاقب عليها، وأنه لا تعنيه جميع الاتفاقات الدولية بهذا الشأن!
إننا في الحقيقة نعيش أسوأ عصور الصحافة في مصر، ونحن -الصحفيون المعتقلون- يتم الإمعان في التنكيل بنا عقابًا على قرارنا بممارسة هذه المهنة بحرية، وليس الأمر مجرد اعتقال عادي، ولا أننا فقط لا نتمتع بامتيازات خاصة على الجنائيين لكوننا سجناء رأي، بل إن الأمر يتجاوز ذلك، فمنذ لحظة القبض على أي صحفي يتم عزله تمامًا عن العالم الخارجي، ويعذّب بشدّة للحصول على بعض المعلومات أحيانًا ولمجرد الانتقام أحيانًا أخرى، ويُحرم الصحفي المعتقل من حقوقه القانونية كالتحدث إلى المحامي أو طلب التحقيق في تعذيبه أو الإطلاع على محاضر التحقيق أو حتى مجرد معرفة التهم الموجهة إليه وأسبابها!، الأخطر من ذلك أنه تتم الآن محاكمة الصحفيين في محاكم استثنائية ودوائر خاصة، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث ينقل الصحفيون بعد الحكم عليهم إلى أكثر السجون تشددًا ورقابة وانتهاكًا الإنسان (كسجن العقرب مثلًا) وهو مالا يحدث مع أخطر المجرمين والجنائيين.
حسب أعراف السجن يتم تقسيم المعتقلين إلى: جنائي وسياسي وصحفي، في بادئ الأمر ظننت أن تصنيفي كصحفي هنا يجعلني أفضلهم حالًا، وكذلك ظنّ العديد من الصحفيين المعتقلين الذين قابلتهم في السجن حيث حرصوا على إظهار هويتهم الصحفيية فور اعتقالهم، لكن الواقع كان معاكسًا تمامًا، حتى في التفاصيل الصغيرة، فمثلًا: يسمح للجنائيين باقتناء الجرائد والتلفزيونات بينما يُحرم منها الصحفيون، كما يُسمح للجنائيين بإدخال الكثير من أصناف الأدوات الشخصية والطعام وغيره مما يُمنع منعًا باتًا دخوله إلينا بلا سبب سوى الزيادة في التضييق علينا، تتكرر حملات التفتيش على زنازين الصحفيين بصورة بشعة وغير إنسانية ودون احترام حتى لأدنى قيم الإنسانية في الوقت الذي تكون فيه زنازين الجنائيين في راحة من هذا، وأخيرًا -في عيد الفطر- تم العفو والإفراج عن 424 مجرمًا جنائيًا وخَلَت قائمة العفو من أي صحفي أو معتقل رأي.
الآن بعد مضي عامين على سجني -والحكم عليّ بالسجن المؤبد- أدرك تمامًا أن الصحفيين المعتقلين في ظل الوضع القائم هم الأكثر تعرضًا للظلم والتضييق والحرمان من الحقوق الأساسية للمعتقل ومن المحاكمة العادلة، إن هذا النظام يعاملنا كأعداء!

محمد فوزي شاهر محمد كشك (محمد فوزي) – الرسالة الرابعة

محمد فوزي شاهر محمد كشك (محمد فوزي) – الرسالة الرابعة

[الرسالة الرابعة]
"إلى قاريء"
لا جَمالًا, لا خَيالًا
لا نهاياتٍ سعيدةْ
سوفَ تلقاها معي, احذَرْ
وتَذَكَّرْ
أنني قد قُلْتُ قبلَ البدء فيها:
"هذهِ ليستْ قصيدةْ"
كلُّ ما في الأمر أني
كنتُ وحدي..
حينَ نامَ داخلَ الزنزانةِ الكلُّ
وكنتُ ساهرًا
إذ فجأةً أحْسَسْتُ أنَّ كلَّ شيءٍ
ها هنا حولي حَزينْ..
لم أجدْ معنًى لأنْ أكتُبَ شعرًا
والرفاقُ النائمونَ الآنَ أرضًا
كومَ لحمٍ
بعضُهم قد داسَ بعضًا
واحدًا مُتَّخِذًا وضعَ الجنينْ
آخرٌ يهذي بنومِهِ
بصوتٍ ما شبيهٍ بالأنينْ
آخرٌ.. وآخرٌ..
[كمْ مؤلِمٌ أن يُوضَعَ الإنسانُ
في لفظٍ كذا..
فإننا صرنا كثيرًا من يُسمينَا النظامُ "الآخرين"]
آخرُ.. وآخرٌ..
فهل تراني؟ أو تراهُمْ؟
فلتحاولْ ما استطَعتَ
لن تُحِّسَ
ما اعتراني.. واعترَاهُمْ
لن ترى حولي هناكَ النائمينْ
[أنْتَ أصلًا نائمٌ منذُ سنينْ]
إنَّ بعضَ النومِ موتٌ
إن هذا الموتَ نومٌ
[هل سنصحو؟]
إن بعضَ الظنِ إثمٌ
إن هذا الظُلْمَ ظلْمٌ
إن كُلَّ الظلْمِ ظُلْمٌ
إن كل الـ..
لستُ أهذي
[كالذي يهذي بنومِهِ جواري..]
إنني صاحٍ أردتُ أن أقولَ
لكَ أنَّ ليسَ للظلمِ هنا اسمٌ
أو صفاتٌ أو إضافاتٌ عليهِ
فهو لا شيءٌ سواهُ الظلمُ
إن الظلمَ ظلمٌ
إنني فقط أردتُ أن أقولَ
كم غضبتُ.. واضطربْتُ
وتعبْتُ.. وانسكبتُ
ذبْتُ غِبْتُ..
واكتئبْتُ
[هل تريدُ أن أزيدَ
في قوافٍ داخلية؟
أو أقولَ سوفَ أهدِمُ الجِدارَا
مُشعِلًا في الظلم نارَا؟"
كي تُحِّسَ بحماسِ النَصِّ
يجري فوقَ خيلٍ عنترية؟
فلتفتشْ عن قوافٍ ثابتاتٍ عند غيري..]
إنني حُرٌ وهذا النصُ ملكي
لن أزيدَهْ
ثمَّ إنِّي قُلْتُ قبلًا
هذهِ ليستْ قَصيدةْ
القوافي الثابتات
غالبًا ما تطردُ الشعرَ الحقيقي
بينَ جنباتِ الطريقِ
ساعياتٍ لرضا القُرَّاءِ أو بعضِ البريقِ
ثم أنتَ؟
هل أتيتَ
قارئًا هذي القوافي
باحثًا عن الحقائق؟
لا أظنُّ
سوفَ تعبرُ السطورَ في دقائِقْ
ثُمَّ تمضي..
قد تُحِسُ بالتعاطفِ الرقيقِ
[ذاك لم ولستُ أقبَلْ]
أو تُحِسُّ غُصَّةً لحظيَّةً
في القلبِ حتَّى لا يُنَمِّلْ
من سكونِ الوقتِ تحتَ
دقِّ إيقاعٍ رتيبْ
قد تُحِّسُ.. لا تُحِّسُ
لا يَهُمُّ.. سوفَ تمضي.. وتَغيبْ
إن في الدنيا مشاغلًا عَديدَةً
فامْضِ لا تقرأ حروفي
هذهِ ليست قصيدة.
أيَّ شيءٍ
يدفعُ الإنسانَ حتَّى
يستمرَّ قارئًا هذي السطورْ؟
هل هو العندُ.. إذنْ
في أن تُصِّرَ كشفَ ما خلفَ الكلامِ
حاسبًا أنه قد يُخفي أمورًا.. وأمورْ؟
حسنًا..
إن كنتَ مازلتَ هُنا اسمَعْ
سوف أحكي
عن دماءٍ
عن شبابٍ قد قضوا أيامهُمْ
من دونِ ماءٍ
جسمُهُمْ يرجفُ ليلًا
إثرَ صعقٍ.. كهرباءٍ
عن سماءٍ
قد بقيتُ لم أشاهدها سوى
من بين أسلاكٍ سخيفاتٍ شهورْ
سوفَ أحكي
عن عيون الأمهاتِ
في الزياراتِ التي كانتْ
بدمعٍ ساخنٍ حولي تفورْ
عن فتاياتٍ
زهورٍ حولهن جيفةٌ تعلو بسور
عن بغاءٍ.. وفجورْ
إنَّني أقدرُ أحكي
عن عناءِ السجنِ نصًا
واقعيًا واضحًا من دونِ شطحٍ
في جبالٍ من خيالٍ
دونَ غوصٍ في رمالٍ
من رموزٍ.. أو صخورْ
ثمَّ ماذا؟
سوفَ أبقى ها هنا وَحْدي
وحولي كلُهم قد نامَ غمَّا
[سوفَ يبقى الظلمُ ظلمًا]
سوف يبقى الثورُ أعْمَى
في سواقي العمر وَحْدَهُ يدورْ
تاركًا حكمَ البلادِ
للأكابِرِ/النسورْ
أنتَ إذ قررتَ تبقى كذا
فلا ترى ولا تثورْ
قل فما جدوى لشعرٍ
عبقريًا أو سخيفًا كانَ
ما جدوى لشعرٍ أو شُعورْ؟
لا تقلْ لي
قُلْ لنفسِكَ الحقيقةَ
التي أخفيتها عبر العصورْ
دعْكَ مني..
انْسَ.. وامْضِ..
مُقنعًا نَفْسَكَ أن ما قرأتَ
اليومَ كانَ هذيانًا أو هُراءً
شاعرًا هامَ بوديانِ الخيالاتِ البَعيدةْ
امْضِ.. وانْسَ..
من أتى بك لهذا النصِّ أصلًا؟!
إنني قد قُلْتُ قبلًا
هذه ليستْ قَصيدةْ!

محمد صابر احمد البطاوي (محمد البطاوي) – بحب مصر

محمد صابر احمد البطاوي (محمد البطاوي) – بحب مصر

"بحب مصر"

على بصيص النور الذي بدأت خيوطه تتسلل بين قضبان زنزانة بسجن استقبال طرة، أمسك مجددًا بقلمي بعد انقطاع عن الكتابة أو معرفة الأخبار أو حتى ممارسة الرياضة والتعرض للشمس والهواء، أمسك القلم لأكتب وسط ظلام الانقطاع عن الأخبار والمعرفة التي هي زاد الصحفي وقوته أشد وطأة من ظلام السجن والزنازين ؛ ولكني أمسك القلم لأعترف في هذه الأقصوصة التي لا أعرف إن كانت سترى النور أم لا.

بعيدًا عن غرف التحقيقات وتهديدات المحققين وسرية أماكن الاحتجاز، قررت أن أخرج اعترافاتي إلى النور، وأن أتنازل عن جبني أن أكون موضع الخبر لا مجرد ناقل له، موضوع التحليل والرؤية، وليس عارضًا لهما.

*أعترف أنا محمد صابر البطاوي بملء إرادتي وبكامل قواي العقلية والمدرج اسمه في قضية (503) أمن دولة عليا لسنة 2015 أنني بعد أربعة أيام من الاحتجاز في مقر الأمن الوطني بشبرا الخيمة، منذ فجر الأربعاء 17 يونيو وحتى الآن لمدة 38 يومًا في سجن استقبال طرة بعد عرضي على نيابة أمن الدولة، لازلت حتى الآن "متنيل" بحب مصر، ولم أستطع رغم بقائي مقيدًا معصوب العينيين طيلة الأيام الأربعة الأولى والشعور بمرارة الظلم طيلة الأيام الـ 38 أن أكرهها، ولم يدفعني ذلك للعن أهلها وناسها حتى اللحظة.

*أعترف أنني كدت أخون الوطن، وأمام تهديدات الضابط تمنيت أن أحظى بجنسية تمنحني الحرية تمامًا كبيتر جرستي ومحمد سلطان وغيرهما، لكني أعترف بأنني لا أزال "وش فقر"، ولسه مش شايف نفسي في بلد ثانٍ، ولا بين أهل آخرين.

*أعترف كذلك بأني "الأزهري الدراسة" لم أقترف يومًا ما يؤرق أمن مصر أو يمسه بسوء، ولم يكن لي في أي من ذلك يد من قريب أو بعيد، فأنا أجبن من أن ألقى الله بذلك، كما أنني الصحفي المهنة لا أعرف لي سلاحًا إلا الكلمة، ولا فارسًا إلا القلم.

*أعترف أنني بكيت بحرقة أمام النيابة عندما أتى ذكر صديق الدراسة والمهنة والعمل الشهيد "أحمد عبد الجواد" وميادة أشرف وتذكرت أحمد السنونسي وحبيبة أحمد والحسيني أبو ضيف ثم عمر عبد المقصود وشوكان وزيادة والدراوي وراضي وغيرهم.. آلمني بشدة أن يكتب تاريخ الصحافة بالدم والحديد.

*أعترف أنني شعرت بالفرحة بعد دخول زنزانتي في "استقبال طرة"، فالسجينات والسجناء السياسيين أكثر بشرية من كثير من الناس في الشوارع، وانتهاء التقييد بالكلابش وتغمية العينيين لهما فرحة، والاستقبال الأسطوري من رفقاء الزنازنة الذين لا يعرفونك وعملهم على تلبية كل وسائل راحتك خاصة أنك "إيراد جديد" لكل ذلك مفعول السحر لإذابة تعب ما مضى.

*أعترف أن روحانيات رمضان كانت متوهجة رغم القضبان، وإن كان غياب صلاة الجمعة وصلاة العيد مؤلم.

*أعترف أنني لا أفهم قضيتي، ولا أعرف سبب كثير من الأسئلة، ولا أتصور سببًا لسؤالي عمن انتخبت في مجلسي الشعب والشورى والرئاسة، أو عن بعض ما كتبت، وبعض من أعرف أو لا أعرف.

*أعترف أنني اشتقت لتقبيل يد أمي الحانية، ومضاحكات أبي وأخي، وأحاديث زوجتي، وكلمات ابنتي، ومناقشات شقيقتي وزوجها، وأبناء أخي وزوجته وأبناء أختي.. اشتقت لأعمامي وأبنائهم وخالاتي وأخوالي وأبنائهم، اشتقت للشارع والبيت.

*أعترف أن نار الاستقطاب السياسي أحرقت كثيرا من زروع المودة في هذا البلد، وأن مآسي كثيرة جربتها مصر في أعوامها الأخيرة، وأن ثمنًا فادحًا سيظل يدفع ما لم يتعلم المجتمع أن يغفر.

*في النهاية.. أعترف أنني بعد اعتقالي دون إعلامي بالسبب أو إطلاعي على اتهام أو إذن، وبعد تهديدات ضابط التحقيق وتلطيشات آخر... أعترف أن هذه لم تكن مصر التي نحلم بها ونهتف لها في ميدان التحرير.

مصطفي محمود عطيه ابراهيم – هذه هي رسالتي الثانية، وأنا داخل هذه السجون

مصطفي محمود عطيه ابراهيم – هذه هي رسالتي الثانية، وأنا داخل هذه السجون

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين
"أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتتنون"
صدق الله العظيم.

أخوتي أُشهد الله أني أحبكم جميعاً أشتاق إليكم كثيراً، أذكركم كل يوم أتطلع إلي رؤيتكم، عسى أن يكون اللقاء قريب.

هذه هي رسالتي الثانية، وأنا داخل هذه السجون أتنقل بينها حتى أصبحت عنواني، ولكني صابراً ثابتاً مُحتسباً هذه عند الله، فأنا والله لا أريد هذه الدنيا بل أريد الآخرة، ولن أبخل بأي شيء ثمناً لها.

- اعلموا إخوتي أن هذه الدنيا لا قيمة لها، اتركوها تأتيكم راغمة، أو تعلقوا بها تخسروها، لن تخرجوا منها بشيء غير الذي قدر لكم.

-أتي رمضان وأنتهي، ربح من ربح، والندم لمن خسر، عودوا إلي ربكم، كونوا مع الله يكن معكم.

-كل عام وأنتم بخير عيد سعيد أعاده الله عليكم بالخير واليمن والبركات وتقبل الله منكم.
هذا هو الذي من أجله كتبت الرسالة وفي الختام

-اعلموا إخوتي: إن الصالحين في الإسلام كالشموع يحترقون ليضيئوا الطريق لأمتهم. يموتون في سبيل الله لتحيا أمتهم لا يجدون الراحة في الدنيا راحتهم عند الله عز وجل هكذا هم أصحاب دعوة الحق.
هذا وجزاكم الله خيراً، تذكروني دائماً،
السلام عليكم ورحمة الله
أخوكم مصطفي محمود"

هذا وقد اُعتقل "مُصطفي" عشوائياً في الـ 4 من يونيو 2014 من أمام مستشفي الباطنة، ليتم الاعتداء عليه بالركلات والضرب العصي إضافة إلى الصعق بالكهرباء في قسم أول المنصورة، ليتم إحالته بعد ذلك إلي القضاء العسكري الذي حكم عليه في الـ 2 من إبريل 2015 بالحبس خمس سنوات.

اسراء محفوظ محمد محمد الطويل (اسراء الطويل) – سجن القناطر .. مقبرة الأحياء

اسراء محفوظ محمد محمد الطويل (اسراء الطويل) – سجن القناطر .. مقبرة الأحياء

سجن القناطر .. مقبرة الأحياء .. النهارده 28/ 7/ 2015 اليوم الثامن والخمسين على اختطافي والثاني وأربعين ليا في سجن القناطر .. لغاية دلوقتي ومع انه عدى شهرين على اختطافي الا اني مبقدرش استوعب اللي بيحصل .. لغاية دلوقتي لما بصحى من النوم أو حد بيصحيني بتفزع وأحكي أنا فين .. وأعيط وأقول عايزة أروح البيت ..
لما كنت في أمن الدولة كنت بحس اني مت خلاص .. وكنت حاسه ان الوقت وقف خلاص .. 15 يوم متغمية فيهم وكنت حاسه اني في القبر لدرجة اني كنت بدعي لنفسي يارب احييني من تاني زي ما هتبعث الموتى من القبور .. للأسف مقدرتش أصلي ولا اركعها طول الأيام دي لأن اليوم الي اتخطفت فيه كان آخر يوم حيض عندي ومقدرتش اغتسل لحد اليوم السبعتاشر لما أهلي عرفوا اني في سجن القناطر وجابولي هدوم في النيابة.. في يوم من الأيام هحكي كل اللي حصل معايا في أمن الدولة..
امبارح كان عندي عرض في نيابة أمن الدولة العليا واتجدد حبسي للمرة الرابعة 15 يوم .. طلبت من المحامي يقول لأختي اني عايزة آكل من ماكدونالدز لكن ضابط المأمورية رفض.. بينقلوني في عربية ترحيلات كبيرة قدامها بوكس ووراها بوكس .. والله العظيم بيضيعوا وقتهم ووقتنا ومغلبين نفسهم عالفاضي .. أنا بكره السجن .. قبل كدا كنت بفكر اني مفيش أي حاجة بتخوفني غير السجن .. بس خلاص أنا مبقيتش أخاف من السجن .. فهمت ماهينور لما كانت بتقول احنا مبنحبش السجون بس مبنخافش منها ..
النهارده ودوني عند دكتور اسمه محمود عاشور في السجن عشان يكشف عليا عشان مشكلة رجلي وقاللي انتي عندك عاهة مستديمة .. قولتله قصة اصابتي كلها واني بتحسن مع استمرار العلاج الطبيعي لكنه صمم على رأيه وقالي مبحبش الجدال يلا على عنبرك !! أنا بحتاج طول الوقت حد يجي معايا الحمام لأني بقدرش أتحرك لوحدي ..
أنا في زنزانة 3× 5 تقريبا كلها صراصير وحشرات والأكل اللي معانا كله في الزنزانة وحبل الغسيل كإن الواحد عايش جوه مطبخ في حمام في سرير .. الأيام هنا كلها شبه بعضها .. نسخة من بعض فعلاً .. ساعات بفكر طب أنا ليه باكل ؟! ايه اللي يخليني أ Survive وعشان ايه ؟ بدأت أحس ان الحياة بتموت جوايا .. مع ان وانا في أمن الدولة كان أقصى أمانيَّ اني أشوف مامتي تاني وعيلتي وكل يوم وأنا هناك يقولولي هتروحي البيت خلاص احنا عارفين ملكيش في حاجة وإن عمر واحد هلاس وانتو الاتنين هتخرجوا .. وكل يوم بيبقوا كدابين ومبروحش البيت ..
السجن رخم أوي .. ممنوع يدخلي أي كتب ممنوع الراديو حتى مجلات ميكي ممنوع .. والتفتيش الحيوان اللي بتفتشه لينا كوثر وأم يحيى وسيد وعامر .. والمسئول عن ان مفيش حاجة تدخلي هو رئيس المباحث .. حتى صوري منع إنها تدخللي .. الوقت الوحيد اللي بحس فيه بحته من حياتي هو وقت الزيارة .. نص ساعة في الأسبوع .. الزيارة اللي فاتت غصب عني عيطت لماما وقولتلها ماتسيبينيش .. مكنتش عايزة أوجع قلبها بس مقدرتش وكنت زعلانة اوي.. ونفسي أشوف أصحابي أوي ونفسي أشوف وودي قطتي جدا .. خلاص هي على وش ولادة ..
معايا هنا أسماء (غمازات) ميلادها سنة 95 ، وصفاء (صافي) سنة 96 ، وخدوا حكم 3 سنين وبقالهم سنة ونص في السجن !! وأسماء مختار (مخ) 94 وأخدت سنتين .. و مس رشا منير الجميلة .. انا بحبها جدا .. روحها طفولية اوي وهيا اللي بتلاعبنا وتهتم بينا ومبتسيبش حد من الصغيرين مننا يبقى زعلان .. ممكن تكونوا سمعتوا عنها هيا اللي جوزها توفى في طابور الزيارة وهو شايل بناته الاتنين .. ومنعوا مس رشا تحضر عزاه ولا حتى تشوفو بعد وفاته وهو على باب السجن .. وحماتها مانعة عنها الأطفال ! .. ليه قضاء مصر يحكم على أم جميلة زي مس رشا بـ 25 سنة ؟! مع الاتهامات الخزعبلية الموجهة ليها .. مس رشا بتاخدنا معاها الجنينة (سريرها في الدور التالت وبتطلعنا عندها ) .. ونشرب نسكويك وناكل شيبسي وشوكولاته معانا من الزيارات .. ونغني “يابنات يابنات يابنات اللي مخلفش بنات مشبعش من الحرية ومراحش المعتقلات.. حلوة الأيام في عينية علشان خلفت بنيّة .. اتفصلت من الكلية ولا دخلت امتحانات.. صوّتوا والطموا يا بنات .. السجن ملوهشي معاد .. حبستها لما اتنشرت اتكتبت في مجلات ” .. وبنقعد مستنيين الفضائيين يجوا ينقذونا بس مبيجوش ..
السجن وحش أوي والحياة بتفقد معناها .. يعني مفيش حياة .. زي الأموات كل واحد بيخرج بس ساعة الزيارة وخلاص .. المياه في السجن سيئة جدًا وبتسبب التهابات في الجسم وريحتها مجاري فبنضطر نجيب أزايز ميه معدنية الواحدة مننا بتحتاج على الأقل 6 أزايز مياه كبيره معدنية عشان الشرب والاستخدام الشخصي زي المضمضة وغسيل الوش .. ومبيسمحوش لأهالينا يجيبولنا مياه من بره عشان لازم نشتري من السجن .. وكرتونة المياه في بتبقى بـ 50 جنيه ومش بيرضوا يدونا كرتونة ، والواحد مبياخدش أكتر من ازازه في اليوم !!! ..
وبالمناسبة هما قاسمين السياسي في السجن وفيه فرق في المعاملة .. في الزيارة ممنوع ليا اني آخد جوابات أو أبعت، وبيقعّدوا معانا مخابرات في وسطنا يسمعوا الي بنحكيه مع أهالينا كإنهم مراقبيننا 24 ساعة ! .. أنا بكره السجن محتاجة ارجع لحياتي .. كفاية كدا خلاص .. والكهربا بتقطع بالتلات وأربع ساعات متواصلة عن زنزانتنا في الحر ده .. والسجن كله فيه مولدات كهرباء بتشتغل إلا زنزانتنا وبنموت من الحر ومفيش هوا خالص منغير مراوح .. والحشرات صراصير ونمل ودود بينتشروا وبيملوا المكان وبيزيدوا جداً بسبب ان الأكل بيبقى معانا جوه في الزنزانة ومفيش تلاجة لينا .. مع ان الاهالي اشتروا 3 تلاجات للزنزانة لكن إدارة السجن بقالها شهور مش عايزين يدخلوا التلاجات مع ان اجراءات دخولها خلصت !! ….
وفي السجن القذر ده كمان بيحصل ان الجنائيات قليلين الادب بيعملوا حاجات مش كويسة وبيتحرشوا بينا وفيهم ناسفجأة تلاقيها في الحمام تلاقيها شالت هدومها قدام الناس وقذرين جداً مع بعض وفيهم ناس بتتحرش بينا كمان وادارة السجن ساكتة على دا ..
أنا بطلب انهم يخلوا سبيلي مع استمرار التحقيق ولو صعب يبقى على الاقل اقامة جبرية في البيت لغاية مالتحقيق في التهم الباطلة الموجهة ليا يخلص ..
أسماء وصفاء عايزين يحكوا كمان .. صفاء حسن .. اسماء سيد .. المهندسة سلوى عبدالمنعم .. معتقلين منذ 8/ 1/ 2014 .. يعني 566 يوم .. : هل من الممكن جعل السجن جنة؟! من يدعي ذلك؟ كاذب أولاً وأخيراً. سلبوا منا حريتنا .. احنا عايشين في مقبرة .. الاكل بمعاد والشرب بمعاد حتى دخول الحمام بمعاد .. الحاجة الوحيدة الي بترد لينا روحنا الزيارة اللي كل 15 يوم وبتكون نصف ساعة .. وأصعب حاجة لما بشوف العجز في عيني أبويا وأمي وهما مش عارفين يعملولي حاجة .. نفسي اوي اقعد مع اهلي منغير ما حد يقول يله وقت الزياره خلصت، عملنا ايه نستاهل عليه كل ده ؟ ليه يحرمونا من حضن أمهاتنا؟! احنا ولا قتلنا ولا سرقنا مع ان الناس اللي بيجوا سرقة وقتل بياخدوا براءة وادارة السجن بتعاملهم أحسن مننا! احنا بالنسبالهم خوارج … شوفنا القهر والموت ومحدش حاسس بينا احنا بنتعامل معاملة سيئة جدًا من الادارة ومن السجينات والسجناء .. مش هطول .. الكلام كثير والوجع أكثر
يوم 27 / 7 / 2015 كان عرض النيابة ليا في نيابة أمن الدولة العليا .. واتعرضت على وكيل نيابة غير الي بتعرض عنده كل مرة .. المرة دي كنت رايحة وحاسة انه مشوار فسحه من السجن .. انا بكره السجن ومن اسوء الحاجات فيه ان كله ستات للأسف وانا اصلا معظم اصحابي القريبين رجالة.. متخيلين مأساتي ..
وانا خارجة من النيابة بعد قرار تجديد حبسي 15 يوم شوفت نهله وسارة وعائشة وعبدالحميد وعلي ومامتي ودعاء والاء ونوران .. فرحت ثانية لما شفتهم .. ونهله كانت بتقولي متعيطيش.. كان نفسي اسلم عليهم وأحضنهم أوي .. حتى ممنوع أسلم على أصحابي .. بس يوم الاتنين كان جميل عشان شوفتهم .. كنت بفكر هم اصحابي نسيوني خلاص؟! ده عدى شهرين..
هو ليه أصلا انا ابقى جوه نيابة؟ وليه اصحابي واخواتي وماما بيني وبينهم سور ومعرفش اسلم عليهم؟ ويركبوني عربية الترحيلات دي واروح السجن؟! ايه الجنان دا فعلا؟ يارب كل الحاجات الوحشه دي تخلص.. بس أنا فرحت اوي لما شوفت اصحابي بردو .. صحيح ضابط المأمورية اللي اسمه أحمد شوفي منعني أسلم عليهم ومع اني كنت جعانة وطلبت أكل منع اني اخد الاكل بردو.. بس فرحت بأصحابي.

محمد مصطفي محمد عرفات (محمد عرفات) – 500 يوم في السجن

محمد مصطفي محمد عرفات (محمد عرفات) – 500 يوم في السجن

"500 يوم في السجن"
كثير من الأمور كانت خاطئة ... كثير منها كان بلا هدف،
كثير من الاهداف كانت من حطام الدنيا لا حبل يصلها بالاخرة ،
احمد الله علي سجنى فقد اتاح لي الفرصة لمراجعة شامله ومحاسبة دقيقة ،
فهل لابد لك من سجن كي تصل لذلك ؟ ،السعيد من اتعظ بغيره فكن سعيدا ،
ان كان لابد فاصنع لنفسك سجنا في عقلك وقلبك ثم ابدأ ...
السجن قبر الحياة غير انه يعطيك محاولة اخرى ،اما القبر فنهاية كل المحاولات.
فهل نتعظ وهل نتحرك ؟!
اخوكم
محمد عرفات

محمود يحيي محمود محمد عبد الشافي (محمود يحيي) – رمضان من اللومان

محمود يحيي محمود محمد عبد الشافي (محمود يحيي) – رمضان من اللومان

منذ عام مضى كنت وسط أسرتى بين أبى وأمى واخوتى أ حيا شهر رمضان فى عمل وعبادة وصلاة وقراءة قرآن ، واما عن رمضان هذا العام فقد قضيناه أنا وأبى بعيداً عن حضن الاسره في مكان ليس بمكاننا ، لقد مر علينا رمضان هذا العام ونحن في السجن وداخل زنازين ضيقه وكئيبه .
فمنذ9 شهور ونحن مسجونين في سجن القاهرة "طره تحقيق " بدون ذنب ولا جرم ،الا إذا كانت مشاركتنا في ثورة 25 يناير ومن بعدها 30 يونيو هي جريمة نكراء يعاقب عليها قانون هذا البلد ..؟!
رمضان يا سادة داخل السجن لا يختلف كثيرا عن رمضان خارجه ، نعم هو هو رمضان في كل مكان فأنت تصوم فتفطر ثم تقرأ القرآن وتصلي ثم تتسحر فتنام لتستيقظ وطوال اليوم بيدك القرآن ، هذه طبيعة رمضان في كل مكان ، ولكن ان تقبع داخل سجن بدون ذنب هو شعور مخيف بالقهر ، يصبح من خلاله شهر رمضان هو المتنفس الوحيد لخروج قلبك وروحك خارج نطاق تلك الزنزانة الضيقة إلي براح اوسع من خلال طاقه ربانية وروحانيه جباره .
إن تلاوة القرآن بتدبر مره وثانية وثالثة تجعلك اكثر حرية رغم القيود المادية ، وصلوات القيام والتهجد تسمو بروحك فوق الصغائر ، أما الدعاء فهو العلاج لأنه يشفي صدرك ويريح قبك ويطمئن نفسك ويبشرك بالكثير من الخير الذي وعد الله عباده الصائمين .
فما بالك إن كنت صائماً ومظلوماً ..؟!!
واما عن ابي ، الرجل ذو الستين عام الذي خط الشيب رأسه ونخر في عظامه ، يشهد له معظم من يعرفه بالطيبه وحسن الخلق ، ويعرف عنه كرهه الشديد للفساد والظلم وحبه لمصر حباً جماً ، قد دعا لمصر مراراً وتكراراً في كل صلواته من داخل محبسه أن يحفظها الله ويرفع عنها البلاء والغلاء وقدم نداء لوقف نزيف الدماء لكل عاقل ومخلص يحب مصر ولا يرضي لها بهذا الواقع المرير الذي نعيشه جميعاً .
إن رمضان في اللومان كان لي منحه من الله ، وأرجو من الله أن يكون رمضان لكم في كل مكان قد وصلكم بالرحيم الرحمن فهو وحده القادر علي أن يدفع عنا جميعاً ما نحن فيه في تلك الفترة العصيبه من تاريخ أمتنا .. وكل عام وأنتم بخير وعيدكم سعيد .
-غرفة 1/10 عنبر 4

خالد عبد الحميد – تجربة

خالد عبد الحميد – تجربة

تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة
تجربة تجربة تتجربة تجربةتجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة
تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربةتجربة تجربة تجربة
تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة
تجربةتجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة
تجربة تجربة تجربة تجربة تجربةتجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة
تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة
تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة
تجربة تجربة تجربة تجربة تجربةتجربة تجربة تجربة تجربة تجربة
تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة
تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة
تجربة تجربة تجربة تجربة تجربةتجربة تجربة تجربة تجربة تجربة
تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة
تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة
تجربة تجربة تجربة تجربة تجربةتجربة تجربة تجربة تجربة تجربة
تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة
تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة
تجربة تجربة تجربة تجربة تجربةتجربة تجربة تجربة تجربة تجربة
تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة تجربة
تجربة تجربة تجربة

close

Subscribe to our newsletter