رسالة إليكم ..
إلي كُل أخ لسه بينزل لحد النهاردة ، ولسه ثابت علي موقفه ، ثابت علي المبدأ، لا يخون الله فينا ولا في المصابين والشهداء ، يعلم جيداً أهمية ما يقوم به من أجل نُصرة الحق وأهله ، وأعلم أخي أن :
الراحة للرجال غفلة والنوم للأبطال هزيمة ، والتعب اليوم تخلفُه الراحة غداً، ومن لاح له فجرُ الأجر .. هانت عليه مشقة التكليف والتجلّد خير من التبلد ، والصلاة خير من النّوم ، ومن جد وجد ، ومن زرع حصد ، ومن سهر ليس كمن رقد ، والعمل والفضائل تحتاج الي وثبةُ أسد .
وليكن شعارك دائما .."إن لم يكن بك علي غضبُ فلا أبالي "
نصيحتي إليكم .. كل واحد يدور جواه ويسأل نفسه انا بنزل ليه ؟
وبشتغل ليه ؟ وماشي في الطريق دا ليه ؟
أحيانا البعض بيخاف يسأل نفسه السؤال دا لأنه عارف إن الإجابه ممكن تزعجه ، لذلك عليكم ..!
بتجديد نواياكم ، ونقاء قلوبكم ، وتطهير ألسنتكم ، وليكن قولكم وفعلكم لله عز وجل وعليكم بالتوحد وعدم الإختلاف ،
أساس قبول العمل أن يكون خالصا لوجه الله عز وجل ومن أعلي مراتب الإخلاص ان يستوي عندك المدح والذّم ، قيل في الإخلاص : أنه إذا رأي الإنسان في نفسه إخلاصا ، أحتاج إخلاصه إلي إخلاص .
واحذروا أعداء الإخلاص ومهلكات النفس "الشُح وإتباع الهوي والإعجاب بالنّفس
وأعلموا أحبتي في الله ❤
" أن النصر مع الصبر فأصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله ، وثقوا في موعود الله عز وجل" .
"ألا إن نصر الله قريب "
جزاكم الله عنا خيرا ، وثبتكم علي الحق ، وثبت الحق بكم .
حسن جمال
جمصة 2015/24/7
رسائل جدران العزلة
محمد مصطفي محمد عرفات (محمد عرفات) – وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم
وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم ”
ربما اموت الان .. نعم .. هذه حقيقة لا نعاملها كذلك !
ولما فكرت في الامر وحاولت ان اعيشه ولو للحظات وجدت انى هالك لا محالة الا ان يتغمدني الله برحمته !
اما حقوق الله فنجتهد ورجاؤنا في رحمته وكرمه
وأما حقوق العباد فلا بد ان تقضي أو يتحملها عني ربي
وإنى قد سامحت وعفوت وصفحت عن كل من أساء الي راجيا مغفرة ربي …
وأرجوا ممن يقرأ هذه الكلمات وأتوسل اليه بصدق ان يعفو ويصفح عني إن كنت قد أسأت إليه بأي شكل او اغتبته او بهته او ظلمته في اي شيئ
سامحني مسامحة عامة فربما اكون ظلمتك وأنت لا تدري !
اغفر لي .. غفر الله لك …
محمد عرفات
الشحات عبد المولي – احمد الله اليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
احمد الله اليكم الله الذى لا اله الا هو واصلى واسلم على خير خلق الله كلهم ارحب بكم كثيرا فقد اشتقت اليكم كثيرا .
احبابنا ابشروا بالنصر القريب و الفرج العاجل .
احبابنا لا تظنوا اننا خائفون او قلقون او وجلون
فنحن بفضل الله ثابتون صابرون محتسبون ، وللوقت مغتنمون وببركة الله مستبشرون وبملائكة الرحمن محاطون وبنعم الله غارقون ولحكمه فاهمون وللسنه دارسون وبنصره واثقون ولفرجه منتظرون ولتاريخ الامه صانعون ولهلاك الظالمين متربصون .
فمنا والحمد لله من حفظ القرأن او نصفه او ثلثه او نقص منه قليلا او زد عليه ورتل القرأن ترتيلا .
فمنا من تعلم النحو او الفقه او التجويد .
ومنا من صالح عمه و بر اهله و جدد لزوجته حبه .
المعناويات مرتفعه و الارواح معلقة بالملأ الاعلى ، والوجوه مستنيره و النفوس مطمئنه .
فها هو حالنا دون تزيف او مبالغه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
#ثبتكم_الله
#فأنتم_حقا_المجاهدون
اخوكم /الاسير الحر الشحات عبدالمولى
المعتقل بسجن وادى النطرون
عبد الرحمن محمد عبده عطيه (عبد الرحمن عطيه) – غاب شطري يوم غبت أخي
اسم السجين (اسم الشهرة) : عبد الرحمن محمد عبده عطيه (عبد الرحمن عطيه) النوع الاجتماعي : ذكر تاريخ تحرير أو...
مجموعة محتجزون بسجن طرة – من سجون الحرية
كل عام وانتم بخير،كل عام وانتم الي الله اقرب، وعلي طاعته ادوم،تقبل الله منا ومنكم
من سجون الحرية، من اخوانكم المعتقلين الاحرار نهنئكم بعيد الفطر المبارك، ونبعث اليكم بأرق التهاني القلبية لأهالي الشهداء الابرار، شهداء العزة والكرامة والحرية.
كل التحية لكم وللثوار المرابطين علي الحق، الثائرين في الشوارع والميادين ضد الانقلاب العسكري الفاشل، لقد ابهرتم العالم كله بثباتكم وعزمكم وصبركم، “سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبي الدار”
احبابنا وابطالنا الثوار، نؤكد لكم ولكل اهالي الشهداء و المعتقلين اننا لسنا بأسري ولا معتقلين، بل نحن الاحرار والسادة وهم الاسري والعبيد، نعم هم اسري ظلمهم وفساد قلوبهم، وغشاوة ابصارهم،
اسود الميادين مع كل فجر يشرق نزداد ثباتا وصمود ويقينا بنصر الله ويزداد الانقلابيون ذلةً ووهناً ويقيناً بفشلهم “ومايمكرون الا بأنفسهم وما يشعرون”
ثوارنا الكرام “ثورتنا تنتصر وانقلابهم في فشل”، تلك الحقيقة التي نراها رؤيا اليقين، فنصر الله قادم لامحالة، “ويقولون متي هو قل عسي ان يكون قريبا” “ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم”
اخوانكم،،
سجن طرة
محمد حسان رجب عارف – العيد فى طرة فرحتان
العيد فى طرة فرحتان
قالوا العيد فرحة .. قلنا أما نحن فى طرة فالعيد فرحتان ، فقد ساق الله لنا بشرى الفرج فجر يوم العيد بشفاء د. محمود شعبان فجأة بعد رحلة طويلة مع الشلل النصفى ، دام قرابة سبعة أشهر ، على أثر رؤيا عجيبة .. فعندما كنت أوقظه " كعادتى " قبل الفجر لصلاة القيام فوجئت به يرفع قدمه اليسرى " المريضة " و يده اليسرى حتى كادا يتلامسا و هو يقول بصوت خفيف مش قادر ثم هوى بقدميه على جاره فى الفراش د. هشام مشالى فابتسما و تركناه يواصل نومه ، ثم عاودت إيقاظه بعد قليل حتى قام و الدموع فى عينيه فاجتمعنا أنا و د. أشرف عبد المنعم و م. يوسف حوله و سألناه ، هل رأيت رؤيا ، فأجاب بنعم فقلنا بشر حتى نبشرك نحن أيضا بما رأيناه . فقص علينا رؤياه فقال " رأيت أن أحدا ينادى على : قوم عشان تمشى فقلت له مش قادر ، فكرر النداء : قوم عشان تمشى فقلت مش قادر .. فشد يدى اليسرى فقلت مش قادر فقال : قوم عشان تمشى فقمت واقفا على قدمى و رأيت باب الزنزانة مفتوحا ، فاستبشرت خيرا بالفرج " فبشرناه بما رأينا منه و هو نائم و شجعه د. أشرف على القيام و حاطه من حوله يحميه من السقوط فقام و سار على قدميه و حرك يديه بشكل طبيعى وسط تكبير الأخوة فى الزنزانة ، لتصل تكبيرات الفرحة بالشفاء تكبيرات العيد فأبشروا و كبروا الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله .. الله أكبر الله أكبر و لله الحمد.
منه الله مصطفي البليهي (منه مصطفي) – من داخل المعتقل إلى كل ثائر
اسم السجين (اسم الشهرة) : منه الله مصطفي البليهي (منه مصطفي) النوع الاجتماعي : أنثى تاريخ تحرير أو نشر الرسالة...
صهيب سعد الحداد – عمر محمد علي – في أول أيام عيد الفطر المبارك
أن تكون تكبيرات أعيادنا من داخل الأسر شوكة في
حلق الطغاة أعز عندنا من فرحة الأعياد وسط أهلينا تحت وطأة الإستسلام للطغاة ؛ تكبيراتنا خطوة على طريق تحرير الأمة ، قال ما كنت لأرضى عيش ذل بين أهلي . بلغوا عني عزائي نصري للدين مقدم ..
الله أكبر كبيرا
منه الله مصطفي البليهي (منه مصطفي) – حينما اضطهد رسول الله
اسم السجين (اسم الشهرة) : منه الله مصطفي البليهي (منه مصطفي) النوع الاجتماعي : أنثى تاريخ تحرير أو نشر الرسالة...
عبد الله احمد محمد اسماعيل الفخراني (عبد الله الفخراني) – فى مصر بعد الانقلاب
فى مصر بعد الانقلاب يقف القاضي في صف الشاهد “اللي هو بيكون ظابط أمن الدولة اللي قبض عليا بدون اذن ظبط واحضار وبدون وجه حق” يصحح له شهادته قبل اثباتها في محضر الجلسة.. بل و يتشاجر مع المحامين لاثبات وجهة نظر الشاهد!
في مصر الانقلابية يكون المتهم مسجوناً احتياطياً لمدة عام حتى تثبت ادانته … وان أخطأوا وبرأوه فلا يخرج بل يعاد سجنه في قضية أخرى.
في مصر الانقلابية لو جمعت عدد الشهادات الجامعية الحاصل عليها من كانوا معي في قفص الاتهام اليوم لزادت عن عدد شهادات الوزراء الحاليين بمستشاريهم وذويهم معهم.
في مصر الانقلابية يغتنم الاهل فرصة رؤية ذويهم خلف الأسوار في المحكمة لأنهم ممنوعون من رؤيتهم مذ سجنوا في سجن العقرب.
في مصر الانقلابية ما عدت أرى في الزيارات سوى النسوة والأطفال وماعاد هناك رجال الا خلف القضبان.
وصدق القائل حين قال الحر يعرف ما تريد المحكمة وقضاتها سلفاً قد ارتشفوا دمه لا يرتجي دفعاً لبهتان رماه به المجرمون الجالسون على كراسي القضاة.
وأعلم أيها الرجل الجالس على كرسي القضاء ان الايام دول وان دوام الحال من المحال فاقض ما انت قاض انما تقضي هذه الحياة الدنيا!
خالد رفعت جاد عسكر (خالد عسكر) – هذه الرسالة كتبها من محبسه عقب إحالة أوراقه إلى المفتي في التاسع من يوليو
حبل المشنقة أحب إليّ من ترك أهل الحق يُقتلون وأنا آمن في بيتي.
اعلموا أن صعودي إلى حبل المشنقة أحبُ إليّ من أن أترك أهل الحق يُقتلون ويُعذبون وأنا آمن في بيتي وبين أهلي.. "ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يُولون الأدبار وكان عهد الله مسئولا".. على العهد يا سيد المرسلين.. بعزمٍ قوي وبأسٍ متين.. سنمضي ورائك مر السنين.. بلا رجعة وليكن ما يكون.
يوسف طلعت محمود عبد الكريم (يوسف طلعت) – يوم آخر.. سريعاً أجمع أغراضى
بسم الله الرحمن الرحيم
يوم آخر.. سريعاً أجمع أغراضى .. المصحف والمسبحة ، أحمد جمعة .. رفيق الكلابش ، تنطلق سيارة الترحيلات نحو سجن الليمان حيث باقى الصحبة فى القضية ، د/صلاح سلطان وأخى محمد صلاح سلطان و أ/عمر يوسف ، ننتظر أمام البوابة حتى قدومهم ، إرتسمت على وجهى إبتسامة حين تذكرت قدومى سابقاً لهذا المكان ، فى الغرفة المجاورة للدكتور صلاح وأخى محمد فى مستشفى الليمان ، “هل رأيت شجرة المانجو التى زرعها الشهيد سيد قطب” سألنى دكتور/صلاح ، إنها تلك الشجرة قال دكتور/صلاح وهو يشير إلى شجرة المانجو ، أذكر يومها أنى سرت لأرى هذه الشجرة التى طالما سمعت عنها ، فى طريقى للشجرة .. أمشى ببطئ محدقا فى الأرض ، أبحث عن آثار أقدام الشهيد سيد قطب لعلى أضع قدمى على أثر قدمه ، “تري هل اسير على خطاه؟!” أسأل نفسى كما ، أمنى نفسي بجلسه فى ظلاله ، ماأروعها من ظلال ، أرفع كفى للسماء .. أدعوا الله أن يرحم صاحب الظلال.
– أجلس مع أصحابى فى عربة الترحيلات غير أن قلبى مازال محلقاً فى أجواء سجن الليمان ، وحوله أربعة من الشباب ، إختارهم الله ليكونوا معه .. واختاره الله ليكون معهم ، عبدالله محمد مرسي .. إبن السيد الرئيس ، أخى محمد صلاح سلطان ، أنس محمد البلتاجى ..ابن البطل الجسور د/محمد البلتاجى ، عبدالرحمن القعيد .. أحد أبطال أسرة القعيد المجاهدة . يربيهم ، يعلمهم ، يحنوا عليهم ، يعدهم الله لمستقبل يتم بناؤه الآن فى غياهب هذا السجن ، “دول ولادى الأربعة” يقول د/صلاح مبتسماً وهو ينقل لنا سلامهم وأخبارهم فى عربة الترحيلات التى وصلت للتو مقر المحكمة.
– ندخل القفص الزجاجى ، نلقى الأحبة.. لحظات الإخوة الصادقة والصفاء الروحى والسمو الإيمانى يرتفع منسوبها فى هذا القفص ، حب فى الله لو علمه الملوك لجالدونا عليه ، كيف لا وهو من صنع الله (لو أنفقت مافى الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم)..تبدأ الجلسة .. يتكلم القاضى .. لا نسمع .. يصر على الإستمرار فى المحاكمة رغم عدم سماعنا .. نشير له لعله يرانا .. يتجاهلنا .. فنتجاهله ..
الحر يعرف ماتريد المحكمة ** وقضاته سلفاً قد ارتشفوا دمه
رددتها مع أمي كثيراً وأنا صغير ، لكنى لم أفهم معناها إلا الآن ، هذا القاضى وحده قد ارتشف دماء المئات منا ، ويل لقاضى الأرض من قاضى السماء.
– نشرع فى إعداد الطعام الذى أحضرناه صباحاً .. نلتف جميعا حول إخوان سجن العقرب .. نطعمهم بأيدينا .. يرفع الدكتور/أحمد عارف قطعة هزيلة من الدجاج قائلا “هذه وجبة كاملة في سجن العقرب” نضحك جميعا .. أقول له “الإعلام يصورنا الآن ونحن نأكل” يرد ضاحكاً: ياسيدى .. ضربوا الأعور على عينه .. نضحك جميعاً .. نقدم المزيد لإخوان سجن العقرب ..يأكلون ..تزداد سعادتنا.
– إخوان سجن العقرب يمارس عليهم الإنقلابيون أقسى أنواع التعذيب النفسي والبدنى ، ممنوعون منذ شهور من تناول الطعام إلا القليل من طعام سجنهم البغيض ، طعام تأبى قطط السجن أن تأكله لسوءه وردائته ، يزداد الأكل سوء إمعانا فى الإيذاء والتعذيب ، كل إخوان سجن العقرب هزلت أجسادهم لقلة الطعام .. إلا أن أرواحهم وعزائمهم تطاول عنان السماء ، لا تفارق البسمة وجوههم ، تري نور الإيمان يغشاهم ، نظرات عيونهم لها بريق يحرق نفوس سجانيهم ..،
أكل إخواننا .. حتى شبعنا
– جلست فى آخر صف من القفص الأول لأكون قريب من إخوانى بالقفص الثانى ، إقترب منى أخي وأستاذي أ/كارم رضوان _رفيق كلابش الأستاذ المرشد_ بابتسامته المعهودة قائلا “خالد الأزهري بيسلم عليك وبيقولك عزومة الشاورمة الجاية عندك” إنطلقت منى ضحكة عالية .. ماأروعها من ذكريات ، عندما ينتهى أ/خالد الأزهرى من أى حلقة فى مدينة الإنتاج الإعلامى يمر على فى القناة .. ننطلق إلى مطعم معين .. نتبادل الهموم .. نتبادل الحلول .. نتبادل الأمل .. ونتبادل ساندوتشات الشاورما …
سألت الأستاذ كارم عن حاله فى السجن فأجابنى “هو الأخ الحنون” يقوم على خدمة الجميع ، خاصة المستشار الجليل محمود الخضيري .. عندما تفتح الزنازين صباحا يتوجه إلى زنزانة المستشار الخضيرى _ ذلك الرجل الذى قل نظيره وعجز القضاة أن يكون منهم مثله ، الرجل جاوز السابعة والسبعين من عمره ، ضعف بصره حتى لا يكاد يرى ، ينظف خالد _الوزير _ غرفته ..يمسحها يعد له الطعام ويضعه على مقربة منه .. يحلق له شعره .. يهذب لحيته ، أ/خالد هو إبنه الذي لم تلده زوجته ، يأخذ خالد بيده ليمشيا سويا فى ممر العنبر، المستشار الخضيري يحبه ، دائم الدعاء له ، فى نفسي غبطت خالد الأزهرى على دعاء مثل هذا الرجل الصالح له.
يكمل أ/كارم ” من أول يوم لاعتقال المستشار الخضيري معنا لا يخرج الأستاذ المرشد للتريض إلا بعد أن يعد كوب من الشاي المظبوط ..يوميا .. يتوجه به لزنزانة المستشار الخضيري .. يسلم عليه .. يطمئن على حاله .. يدعوا له “.
سألت أ/كارم “كيف هو المستشار الخضيري فى السجن؟!” فأجابنى ” هو ثابت كالجبال .. صامد .. قوى .. ثابت .. محتسب ، على قلبه سكينة من الله ، من يومين قال لى بلغ إخوانك أن الضربة التى لا تقضى على الإخوان المسلمين تزيدهم قوة وصلابة ، مايتم الآن لن يقضي على هذه الدعوة المباركة مطلقا ، سيعود الإخوان بإذن الله أقوى وأشد مما كانوا عليه ، قلت للأستاذ /كارم سأتكفل بإبلاغ هذه الرسالة عن المستشار الخضيري.
بالطبع لا يمكن أن يمر على أن أسأل أ/كارم عن الأيام الأولى والأيام الأخيرة للدكتور/هشام قنديل _رئيس الوزراء_ معهم فى سجن الملحق ، سألته فابتسم ابتسامة صافية كقلبه الصافى وقال بعد القبض على الدكتور/هشام وإيداعه معنا سجن الملحق .. مررت عليه فى زنزانته ، ولم يكن معه إلا ملابس السجن .. اللحظات الأولى فى السجن هى الأصعب على الإطلاق خاصة وأن هذه هى التجربة الأولى له ف السجن .. إلتففنا حوله .. د/بديع والأسد حازم صلاح أبواسماعيل و أ/أبوالعلا ماضى و د/باسم عودة و أ/خالد الأزهرى .. أعددنا له شنطة بها كافة أغراضه ، تحدثنا ، سمعناه .. إنطلقت ضحكاتنا تملئ السجن كان باسم عودة و خالد الأزهرى هما الأقرب إليه لعملهما مع كوزيرين ،
شاركنا الطعام والشراب والسمر والثبات والصمود .. شاركنا الصيام والقيام والدعاء والخشوع والدموع .. صرنا منه وصار منا ، سكت ا/ كارم للحظات وخفض بصره للأرض وأكمل بصوت خافت : “إتصل د/هشام بأهلى بعد خروجه مباشرة .. قال لهم قطعا .. أنا لن أكون فى عظمة أبيكم .. لكن أرجوكم إعتبرونى مكانه حتى يخرج إليكم سالماً بإذن الله”
سرت فى جسدى قشعريرة من كلام الرجل .. سادت لحظات من الصمت لم يقطعها سوى صوت حاجب المحكمة الصارخ “رفعت الجلسة”
– أقمنا الصلاة .. إصطففنا خلف الأستاذ المرشد ..فور إنتهاء صلاة العصر وقف الأستاذ المرشد لنتلقى منه زادنا كلماته عميقة ، معانيه مؤثرة ، تنساب كلماته بسهولة ، تتغلل فى نفوسنا بالسهولة نفسها ، تحفر فى قلوبنا .. فإذا مارجعنا من الجلسة حضرنا الأوراق بما نفتش فى القلوب .. لينقل إلى الأحباب ، قال الأستاذ :- أنتم فى مهمة .. إختاركم الله سبحانه وتعالى لتعيشوها ، مهمة ربانية ، إياكم أن يأخذكم الشيطان منها ، نريد أن نعيش الجنة بالعيش فى معية الله .. تماما كما فعل حارثة .. عاش الجنة فقال (وكأنى أرى أهل الجنة فى الجنة يتنعمون .. وأري أهل النار فى النار يتضاعفون) ,,
ياورثة أيوب ..لن يترككم الشيطان ..إستعيذوا بالله .. جنتكم هى معية الله فعيشوا فيها ..”قل بفضل الله وبرحمته بذلك فليفرحوا” إشغلوا أنفسكم بمحنة الله فى الماضي والحاضر، الإنسان أسير لحظته .. إخرج من ضغط اللحظة التى يريد الشيطان أسرك فيها .
– العبارة الأخيرة للأستاذ وقعت فى نفسي موقع عظيم .. الآن فقط عرفت كيف واجه الأستاذ المرشد أحكام الإعدام والسجن دون أن تهتز له شعره .. لم يقع _بفضل الله_ فى أسر تلك اللحظة.
– أجلت الجلسة .. رجعنا إلى السجن بعد وداع حار للأحباب ، أخذت قسطا من الراحة ، إستلمت ورقة وقلم وكتبت “يوم آخر .. سريعا أجمع أغراضى .. المصحف والمسبحة ، أحمد جمعة .. رفيق الكلابش” ..
قبل أن أنهي لابد من توضيح أمر هام للغاية …
من يقرأ هذا الخطاب والخطاب السابق له قد يتبادر إلى ذهنه أنى أتحدث عن ملائكة .. أو أننا نعيش حياة الملائكة ، قطعاً ليس الأمر كذلك ، ماكنا ملائكة ولن نكون ، نحن ككل البشر فى المحن غير أن هذه المحنة أظهرت أحسن مافى نفوسنا ، فى بعض الأوقات / اللحظات .. يأخذنا الحنين لأهلنا وأصدقائنا .. يصيبنا الضيق .. نشعر بوحشة السجن ، نبكى ونضحك .. نحزن ونمرح .. نشتاق إلى الحرية ، غير أنها تظل لحظات نفر من اسرها إلى شهور من الصبر والثبات والصمود ، رحمات الله تغمرنا .. ينزل الله سكينة على قلوبنا ، نسأل الله أن يفك أسرنا وأسر أوطاننا ، نفكر فى الغد المشرق ، تمتلئ عيوننا بالبهجة ، وأتيقن من نصر الله وأتيقن من انكسار القيد ، بإذن الله .. ستمر هذه المحنة .. ستبحر سفينتنا مرة أخري .. لكن يومها لن يكون هناك مكان للطغاة والقتلة والإنقلابيين ، يومها سندعوا كما دعا الأستاذ المرشد فى آخر كلمته ..
“ذهب السجن .. وابتلت العروق .. وثبت الأجر إن شاء الله.”