رسائل جدران العزلة

Filters
عام تحرير أو نشر الرسالة
تصنيف مكان االحتجاز المرسل من خلاله الرسالة
اللغة
الفئة العمرية
النوع االجتماعي

عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – تم تحديد جلسة جلسة للنقض فى 13 يناير 2016

عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – تم تحديد جلسة جلسة للنقض فى 13 يناير 2016

تم تحديد جلسة جلسة للنقض فى 13 يناير 2016
تلقيت الخبر و لم أشعر بشئ، يبدو أنى أصبت بتبلد فى المشاعر من كثرة هذه الأخبار.
كنت فى البداية أكتئب أسبوعاً عند تجديد الحبس الاحتياطى 15 يوماً، اليوم أتلقى خبر موعد النقض بعد 7 أشهر و لا يهتز لى طرف.
لا أعتقد أن هذه شجاعة أو قوة أعصاب. لا أظن أنه شئ صحّى. أظن أن شيئاً ما مات بداخلى.

أترجم ما يعنيه هذا الخبر فى هدوء : سيفوتنى كل من الآتى :
1- شهر رمضان
2- العيد الصغير
3- عيد ميلاد أخى ال 13
4- حفل تخرج أختى من المدرسة
5- العيد الكبير
6- عيد ميلادى ال 20 (الثالث فى السجن)
7- عيد ميلاد أمى
8- العام الأول لأختى فى الجامعة
9- امتحانات الترم الأول من أول سنة لى بالتخصص فى كلية الهندسة
10- عام 2015 بالكامل سينضم إلى عام 2014 كعامين انتُزعا من حياتى انتزاعاً

بالطبع هذا بالافتراض الساذج أن جلسة النقض لن تؤجل مرة أخرى، و أخرى، و أخرى.
و أنها لن ترفض فى النهاية، و أنها إن قبلت فسيعطفون علينا و يخرجوننا.
و لسه.

عبدالرحمن الجندى
26/6/2015

عبد القادر – أنا المصلوب في زنزانة

عبد القادر – أنا المصلوب في زنزانة

أنا المصلوب في زنزانه وسألوني مالك؟
قلت ماليش
أنا الغرقان فى كوب مية
انا الزاهد كما الدراويش
أنا الضحكة و الأحزان
أنا البحر اللي عاش يروي
ومات عطشان.
أنا عنوان بلا موطن
أنا موطن بلا عنوان.

انس سلام – عن العلاقة بالاطراف المختلفة

انس سلام – عن العلاقة بالاطراف المختلفة

عن العلاقة بالاطراف المختلفة...
<= كيف تطورت علاقة الأتحادات بالأدارة؟ في هذا السياق يدخل أكثر من عامل في التأثير على تلك العلاقة -اولاً: الرأي العام و الحالة السياسية في البلاد و التي أجبرت السلطة على تنفيذ مطالب الطلاب و عدم تجاهل دورهم في التعبير عن الرأي داخل الجامعات مما أدى إلى فتح المجال العام و سيادة لغة الحوار في الجامعات التي إذا كانت تتعثر احياناً كانت المظاهرات و الأعتصامات تفتح لها الباب مجدداً. -ثانياً: تغير نظام القيادات الجامعية من التعيين إلى الإنتخاب -بالنسبة للعمداء و رؤساء الجامعات - أدى إلى محاولات كسب رضا الطلاب من قبل اعضاء هيئة التدريس للفوز أحياناً بالمنصب و أحيانا اخرى لتجميل صورة الكلية و لكن في الأغلب يكون الامر من اجل الظهور المنظم الحسن. -ثالثاً: لا شك أن محاولات الأتحادات لتمرير لائحة طلابية تعطي لهم امتيازات كانت بمثابة حرب علنية على موظفين رعاية الشباب مما ادى الى سوء العلاقة بين طلاب الاتحادات المطالبة بامتيازات و المدافعة عن حقوق الطلاب في حين تحسنت العلاقة مع طلاب الأتحادات التي تهتم بالأنشطة أكثر دون الأهتمام بأمور الماليات و الحقوق والحريات. -رابعاً: في حراك الموظفين المطالبة بامتيازات مالية كانت تطالب الطلاب في الوقوف بجوارهم و ذلك من خلال عدم التزمر او الشكوى من اضرابهم الذي طال الكثير من الجامعات و الكليات و ادى ذلك الي تحسن العلاقة في بعض الأماكن و سوء العلاقة في أماكن أخرى. =>العلاقة بالحركات الطلابية الاخرى:
-الكلية:- لم يوجد بها حركات كثيرة هى لا تتعدى طلاب الأخوان و السلفين و مجموعة من طلاب النشاط المستقلين.
و بخصوص الكلية هناك اجماع على ان الاتحاد قام بكل ما في وسعهم من اجل مشاركة الجميع في التعبير عن رأي الطلاب و هذا ما حدث في جميع المواقف المتعلقة بالقصايا التي تخص الكلية...

-الجامعة:- الوضع مختلف حيث أنني اتعامل مع إتحادات و حركات طلابية و مبادرات و جمعيات بالإضافة إلى إزدواج في بعض الأحيان حيث إتحاد هندسة بترول و هو يمثل طلاب مصر القوية و هناك إتحاد تجارة يمثل صوت الطلبة و الميدان و هناك إتحاد تربية يمثل صناع الحياة و طلاب الإخوان و إتحاد الثروة السمكية طلاب نشاط و إتحاد علوم مصر القوية.
كانت اطروحتي هي المشاركة مع الجميع في التصورات المتعلقة بجميع قضايا الطلاب و هذا ما يمكن ان يلمس في قضايا مثل المدن الجامعية او نشاط الأسر المركزية حيث تم دعوتهم أكثر من مرة لمناقشتها و من ثم الأجتماع مع القيادات الجامعية.
دائما ما كنت مقتنع ان التوافق و الإجماع الطلابي حول القضايا الطلابية أهم بكثير لأنه سوف يؤثر في الحركة الطلابية.

-اتحاد طلاب مصر:
ربما الوضع يختلف عن الكلية و الجامعة و لكن حاولت بعد تشكيل المكتب التنفيذي لاتحاد طلاب مصر بالاجتماع بهم و لم اوفق، ولكني كنت على تواصل بقيادات طلابية كثيرة سواء من طلاب الميدات او مصر القوية او الإشتراكيون الثوريون بالإضافة لطلاب الاخوان بحكم كونهم في مجلس الاتحاد.
ربما في بداية العام الجامعي 2013/2014 كان لابد من توحيد الجهود على الأقل في بعض القضايا الطلابية المشتركة مثل الطلاب المعتقلين و الشهداء في صفوف الطلاب و الانتهاكات الادارية داخل الجامعات في حق الطلاب و يمكن الرجوع للقائمين على المبادرات في هذا السياق مثل الحرية للطلاب - الجامعة للطلاب -مرصد طلاب حرية- مرصد ازهري - مركز عدالة -المفوضية المصرية- مؤسسة حرية الفكر و التعبير و كلهم شهود على المحاولات الكثيرة في هذا السياق...
كل ذلك على المستوى الفردي ولم يحدث اي شئ من هذا القبيل سواء من قبل رئيس الاتحاد او نائبه او حتى المكتب التنفيذي او المجلس، كان لكل منهم القضايا الخاصة به و المنشغل بها في رأيي الشخصي كانت ليس لها علاقة بالطلاب!!!

=> علاقة الأتحاد بالإتحادات الاخرى:
-الكلية:- عملنا مع اتحاد الكلية على التواصل مع الكليات المناظرة لكليتنا و إتحاداتها و كان هناك مشاركة في قضايا خاصة بالكليات الاربعة و هي:
*تعليم صناعي حلوان
*تعليم صناعي السويس
*تعليم صناعي سوهاج
*تعليم صناعي بني سويف
و حتى الآن يوجد تواصل و علاقة مشتركة و إبداء رأي في القضايا المختصة بكليات التعليم الصناعي...

-الجامعة:- كان هناك علاقة مع معظم الاتحادات و زيارات لمجالس الاتحادات او الجامعات مثل: المنوفية- المنصورة- سوهاج- الاسكندرية- البحر الأحمر.
و علاقة متواصلة مع اتحادات اخرى مثل: القاهرة -عين شمس -حلوان - اسوان -اسيوط -بني سويف و دمنهور.

-اتحاد طلاب مصر:-
بصفتي مسئول العلاقات الخارجية و العامة كان هناك تواصل مع اتحادات طلابية عربية مثل:-
*الاتحاد العام لطلبة الكويت.
*اتحاد طلاب اليمن.
*اتحاد طلاب تونس.
*اتحاد طلاب ليبيا.
*اتحاد طلاب السودان.
*المغرب.
و كان هناك محاولات لإعادة الروح في جسد إتحاد طلاب العرب،
و كان هناك محاولات لزيارة إتحادات طلاب من دول إفريقية، ولكن لم تكن هناك خبرة او قدرة من قبل الوزارة ولم تتوافر الامكانيات المالية لذلك

محمد فوزي شاهر محمد كشك (محمد فوزي) – اكتُبْ, تَكُنْ.. واقرأْ, تَجِدْ

محمد فوزي شاهر محمد كشك (محمد فوزي) – اكتُبْ, تَكُنْ.. واقرأْ, تَجِدْ

"اكتُبْ, تَكُنْ.. واقرأْ, تَجِدْ" *
1 - دفاع عن الإنسان
حين يُفقَدْ المعنى, فالجنون هو أشد الخيارات إغراءً, واليأس أقربُ راحة في متناول الروح, والموتُ حلمٌ عصيُّ المنال. أحيانًا أفقد قدرتي على استيعاب معنى القهر الذي يحيط بي من كل جانب, أشعر بلا جدوى الاستمرار في صراع –ولو على مستوى القيَمْ- مع نظامٍ طغيانه لَهُ رسوخُ الأهرامات عبر الزمان. أحيانًا, أكف عن التطلع للسماء, أضم جناحي المرهقين, وأكتفي بمشاهدة الرياح وهي تطوّحني حيث شاءت.. أصوم عن التحليق, عن الأحلام, عن الكلام, أصوم حتى عن الصحو نفسه.. أستيقظ جسدًا لساعاتٍ معدودةٍ يظل ذهني خلالها في خدرٍ متواصلٍ. ثم ماذا؟ ثم أعودُ كُلَّ مرةٍ وقد ازددْتُ ثقةً أن تلك الحياة, أو للدقة ذلك الموت لم يكن لي يومًا, ولن يكون. نداءٌ ما داخلي يدفعني للمقاومة دفعًا. نداءٌ يعرفُهُ جيدًا من حدّق في وجه الموت يومًا, نداءٌ له جموح الغريزة, وحتمية القدر, وقدسية دماء الشهداء..
إنه نفس النداء الفطري الذي يتجلَّى في مقاتلٍ بُدائيٍ يشدُّ قبضته على رمحِهِ وهو يبحث عن طعام أطفالِهِ داخل غابةٍ موحشةٍ, ويتجلَّى في مُبَرْمِجْ عبقريٍ يُحدّق في شاشة حاسوبه داخل أرقى شركةٍ الكترونية. فيما يتشاركان؟ في ما يتشارك فيه جميع البشر: غريزتي الأكل والجنس؛ الأكل للحفاظ على الجسد الذي يستلمه الجنس للحفاظ على النوع بعد ذلك. لاقتسام الطعام ولالتحام الجسد أبعادٌ اجتماعيةٌ وعاطفيةٌ وروحيةٌ بالطبع. لكن النتيجة النهائية هي استمرار الحياة في إنسانٍ مفطورٍ على حب بني جنسه والتضامن معهم غريزيًا.
الصرصور الذي يركض على الحائط أمامي حالًا يأكل ويتكاثر أيضًا, ويبذل مجهودًا ضخمًا ليهرب من ضربات الأحذية. لكننا –خلفاءَ خالقِنِا بأرضه- مُكّرمون بإمكاناتٍ أعلى لنَضُخَ الدماء في عروق الحياة. الإنسان في مواجهة الموت يقاتل بالكلمة, بالنغمة, بالرسمة, بالحكمة, وبالسلاح أيضًا إن اضطرَّ.
أتدري أين المشكلة يا صديقي؟ أنهم جميعًا يدّعون الإنسانية والقتال من أجل الحياة. البرنامج الذهني الذي زُوِّدَت به أدمغتنا للتضامن مع نوعنا يستحيلُ محوه تمامًا.. لكن يسهل تشويههُ جدًا. لذا تجدُ أعتى السفاحين بطشًا, حتى في غياب من يعارضه أو يسائله, يدعّي مسوغًا إنسانيًا ليرتكب خلف ستاره ما شاء من جرائم: ستالين كان يعدمُ ويذبّحُ باسم "ديكتاتورية البروليتاريا" من أجل العدل والمساواة! هتلر كان يُحرق ويُبيدُ دفاعًا عن الجنس الآري الراقي, وليهب العالم الحائر السلام الألماني الكوني! الصهاينة يرتكبون الآن ما هو أبشع ليحموا المواطن اليهودي المُتحضِّر المضطهد من العرب المسلمين الهمج! والنظام المصري يعتقل ويقمع الطلاب ليحمي العالم من الإرهاب! تختلفُ تجارب الأمم, والأمر ليس بهذه البساطة بالطبع, لكنّ هناك عنصرًا ثابتًا في معادلة الطغيان: "لا تنسَ وأنت تقتل الآخر أن تُضفي عليه صورة عدو الإنسانية, وتدق طبول الحرب المقدسة من أجل الإنسان.."
سأحكي لك واقعةً أكثر تناقضًا ووضوحًا, في منتصف جلسة تعذيب, صرخ أحدنا بشكلٍ هستيري وشكى من آلامٍ تكاد تودي بحياته, توقف الباشا.. "رُحْ يا ابني هات لهم شريط مسكن", وقبل أن يأتي المجنّد كان الباشا يُحدثنا بنبرةٍ متأثرةٍ: "إنتم اللي بتعملوا كده في نفسكم لو ما كنتوش مشيتوا في الطريق دا من الأول, لو جبتوا م الآخر وحكيتوا كل حاجة ما كنتش مديت ايدي على حد فيكم". تظنه كان يتبع أسلوب الترهيب والترغيب؟ هذا ما حدث فعلًا في مراتٍ أخرى, لكن هذه المرة تحديدًا كان يعني ما يقول, كان يشعرُ بالأسف لأننا نجبره أن يعذبنا! بعض هؤلاء الجلادين يُعذِّبُ وهو مقتنعٌ تمامًا أنه يخدم الوطن والإنسانية ويُرضي الله بما يفعل, أثق بهذا من تجربتي وتجارب قُصَّت عليّ. أعطى من طلب حبات مُسكنةٍ ثم واصل الجلسة حتى تأكد أن الجميع اعترف بما اقترف ومالم يقترف أيضًا.. ثم مضى لينام هاديء البال بعد ان أدَّى مهمته الوطنية..
أتدري شيئًا آخر؟ بعد كل رسالةٍ أو مقالْ أقرر ألا أكتب عن أسبوع التعذيب ثانيةً, ليس لديَّ ما أخجل منه لأخفيه, أحرى بالجلادين أن يخجلوا هم, إنما لأسبابٍ تتعلق بأولويات الخطاب, ومحاولة هدم صورة الضحية التي يرسخها الإعلام عن جميع المعتقلين. لكنني دائمًا أفاجأ بذكرى تنفلت مني للأسطر بينما أكتب عن أمرٍ لا علاقة له بالأسبوع اللعين.
بعد فترة لم أعد قلقًا من هذه الذكريات البالونية التي تطفو على لسطح الذاكرة, ما كان يقلقني هو تلك الذكريات الكثيفة التي تستقر هناك.. بعيدًا.. في قاع اللاوعي. أعجز عن رؤيتها, لكنني أسمعها تدقُ. الأمر أشبه بالحياة مع قنبلة موقوتةٍ خبيئة في قاع دماغي, لا أراها, أعلم أنها هناك, وأسمع دقات المُوَّقِتَ.. كل ثانية.
بعد فترةٍ لم اعد أقلق حتى من هذه القنابل, تمكنت أن أتغلب عليها, أبطل مفعولها, بل وأحوّلها لضحكاتٍ ساخرةٍ أو لطاقةٍ مُحرّكَةٍ. لا أعرف متى وصلت لهذه اللحظة تحديدًا, ربما بعد اعتقال أبي وأخي بتهمة الشوق العمد ومحاولة رؤيتي في المحكمة مع سبق الإصرار والترصد. عرفت أنهما سُحِلَا قبل اعتقالهما. لم أبكِ كثيرًا. لم أنْهَرْ عصبيًا كما توقعتُ لنفسي. على العكس انفتحت شهيتي بشكلٍ لم أعتَدْهُ أبدًا, صرتُ أفكر, أقرأ, أكتب بمعدَّلٍ مُتسارعٍ. أعدت النظر في كل ما قرأت, وكل ما جرى لي منذ الأسبوع الأوَّل: [ لابُدّ من معنى لما يجري لي, أنا لم آتِ السجنِ عبثًا, ولم اخلق عبثًا أصلًا كي أتقبّلَ القهر كحقيقة أفرُّ منها كما يفرُّ الصرصور من ضربات الأحذية. مِما أفرُ؟ بعد اعتقال أهلي, كسر هذا النظام العاهر آخر جدار خوفٍ في نفسي. عزيزي القهر, حدِّق في وجهي جيدًا, لم أعد خائفًا منك, شكرًا على المساعدة]
الآن بعد شهورٍ, أفكر في الموت والحياة في القهر والصرصور مرةً ثانية. لابد أن هذا الصرصور يعرف أننا أعداءهُ, أو على الأقل يستشعر الخطر غريزيًا حين يقترب حذاءٌ منه, يهربُ من أجل حياته وجِنسِهِ, وربما يحزن ويفرح كالبشر أيضًا. إنه يدرك النتيجة النهائية ويحاول تجنبها, لكنه لا يدرك الحكمة الكلية من خلقه وحياته. الإنسان فقط هو من يحاول الوصول إلى هذه الحكمة. الله وحده من يعرف هذه الحكمة الإلهية من خلقنا, لكننا أُمِرنا أن نسعى لتحصيلها ما حيينا. الأديان السماوية, والفلسفات الأرضية أجمعها جاءت لتُجيب على هذا السؤال: "لماذا خُلِقتُ أنا الإنسان؟ ماذا يتوجب عليَّ فعله الآن؟"
[أنا خُلِقتُ لأعبُدَ الله, لأعرفه, لأجعل الأرض مكانًا جديرًا بالحياة. يتوجب عليَّ الآن أن أقاوم هذا القهر والبؤس, يتوَّجب علي مواجهتهما بأن أبتهج, أغني, أكتب, ولا أتوقف أبدًا عن محاولة الفهم والوصول إلى الحكمة.] هذا ما أعتقده الآن يقينًا. وهذا ما يحاول د. عبد الوهاب المسيري التأكيد عليه في معظم كتاباته. يحاول هذا الرجل مساعدة قارئه على تكوين نماذج إدراكية مركبّة, تعبر السطح, وتمتلك رؤية أعمق للحياة. يحاربُ هذا الرجل طريقة التفكير الاختزالية التي تفترض رؤية أحادية وصورة نمطية للكون –هذه هي طريقة معظم الطغاة بالمناسبة- المسيري يحاول تحرير العقول, التي بدونها لن تتحرر الأوطان أبدًا.
أعدت قراءة كتاب "دفاع عن الإنسان" لـ د. عبد الوهاب المسيري مؤخرًا. كان أهداني إياه صديقٌ مقرّبٌ في عيد ميلادي منذ سنوات. والكتب حين ترتبط بعلاقة إنسانية تتخذُ بعدًا حميميًا دافئًا بين يدي القاريء. مع كل فصلٍ أود لو أرى صديقي لأخبرَه أن هديته أنقذتني من السقوط في فراغ العجز المهلك, لأخبره أنني ممتنٌ لهُ, لأخبره أني أحبُهُ وأحبُ المسيري. جدًا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة: هذا المقال هو الجزء الأول من متتالية, كل نص فيها عن كتابٍ بعينه.
محمد فوزي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* "أَنا مَنْ تَقُولُ له الحُروفُ الغامضاتُ :
اكتُبْ تَكُنْ !
واقرأْ تَجِدْ !
وإذا أردْتَ القَوْلَ فافعلْ ، يَتَّحِدْ
ضدَّاكَ في المعنى …
وباطِنُكَ الشفيفُ هُوَ القصيدُ"
-من جدارية محمود درويش

اسماء حمدي عبد الستار السيد (اسماء حمدي) – نص Selfy

اسماء حمدي عبد الستار السيد (اسماء حمدي) – نص Selfy

نص Selfy
أبدأ من النهاية ..
أكتب علي سرير أرضي وبجواري ملاك علي هيئة طفلة نائمة .. تواضعوا علي تسميته إسراء الطويل !
جئتُ من الاشكال المرفوض لأجدها هنا بعد ٨ أيام بالايراد .. حزينة من أجلها كأقسي ما يكون الحزن .. ألا يكفيها منهم تلك الرصاصة الغادرة التي سلبتها القفز والبهجة .. نفسي تروَّح فشخ، أفشخ مما نفسي أروَّح .. أنا التي ظلت متشبثه حتي النهاية بالرجاء والدعاء "أن فلتردني إلي حضن أمي ليبقي العيد عيداً" .. ملاك قصوا أجنحته عنوة وغدراً وخيانة .. في لحظات الانتظار الأخيرة إنفصلت بروحي عن المحيطات، أدرت رأسي بعيداً عن جمع الأحبة، من يمثلون لي -فعلياً- الحياة .. هل نحن في مشهد تمثيلي ما ! ما هذه الضحكة هل لأوهمهم أني بخير أم لأوهم نفسي .. ثقل الحديد كان أقسي من كل مرة شعرت أنه يطحن عظامي ويجذبها للأسفل، أتشاغل عنه بالنظر إلي شق روحي -نعم أنتَّ ولا أحد غيرك- أنشغل قليلاً ثم أعود للانفصال .. في الحبسخانه قضينا ساعتين طويلتين بين نوم ويقظة .. لا أدري ما الذي حوته رأس رفيدة ليؤلمني بهذا القدر -ربما عِنْدها فقط- لم أوقظها .. تحاملت .. وجاء ببالي مشهد الغار .. حيث محمد -صلي الله عليه وسلم- عندما كان نائما علي قدم أبو بكر الصديق ومع اللدغة التي أصابته لم يوقظ صديقه وحبيبه وتحمل وتحامل .. ومع سطوع الفارق فقد دعوت الله أن كما أنجاهما من كفار قريش يترصدوهما بمدخل الغار أن ينجينا من طغمة الظالمين الفجَّر تلك .. ولكن لعل الوقت لم يحن بعد .. لعل الله لا يريد لروحي الناقصة أن تكتمل بعد ..
فكما كل شيئ هنا .. أنصاف حوارات وأنصاف أعياد وأنصاف بَوحْ وأنصاف حب .. حتي الselfy أبت الا أن تكون نصف سيلفي !
أنا أنتمي لرفاق المعتقل .. لجدرانة وأرضة "اللي لما تفضي أكيد هتدعلنا" .. علي إكمال رسالة ما أجهلها وسأثابر في اتمامها علي أكمل وجه ..
عيدكم كامل
Asmaa Masr
24june 2015
القناطر
٥٤٦ يوم إعتقال

البراء عماد محسن جاد (البراء عماد) – طالب مش مجرم

البراء عماد محسن جاد (البراء عماد) – طالب مش مجرم

بسم الله الرحمن الرحيم ..
لكل أب كان نفسه يشوف ابنه ببدلة الفرح عشان خلاص هيفتح بيت ويشوف أحفاده بس يا خسارة شافه وهو لابس البدلة الزرقاء وقاعد في السجن .. صبرًا.

لكل أم كان نفسها تشوف ابنها يوم فرحه وهو بيبوس إيديها بس يا خسارة شافته لابس البدلة الزرقاء وفي ايده كلابش .. صبرً.
لكل أخ كان نفسه ينزل مع أخوه يشتري له بدلة الفرح بس يا خسارة نزل يشتري له البدلة الزرقاء عشان يلبسها في السجن .. صبرًا.
لكل أخت كان نفسها تشوف أخوها ببدلة الفرح وتفرح عشان جابلها أخت تكون صاحبتها بس يا خسارة راحت تشوف أخوها في السجن وهو لابس البدلة الزرقاء.. صبرًا.
لكل صاحب كان نفسه يرقص مع صاحبه بالبدلة بتاع الفرح بس يا خسارة راحله عشان بس يشوفه من ورا السلوك وهو لابس البدلة الزرقاء .. صبرًا.
لكل واحد وواحدة شافوا شباب بيقضوا مستقبلهم في السجن والكلابش بايديهم واكتفوا بنظرة شماتة أو نظرة تظاهر بالحزن.. صبرًا.

لكل واحد كان نفسه يبص في المراية يشوف نفسه ببدلة الفرح ويظبطها عشان يتصور بيها أحلى صورة لأجمل يوم وليلة في حياته بس معلش لقى نفسه لابس البدلة الزرقاء ونايم على الأرض بين أربع حيطان.

قريب أوي هتفتخر بالبدلة الزرقاء دي والكلابش هيكون في ايد اللي يستحقه وتبقى راسك مرفوعة وأنت بتحكى أيامك دي لأولادك ويوم القيامة هتكون في موضع رفعة ومكان الكلابش هيبقى منور،
أما من وضعوا القيود في يديك واللي كان شمتان وبيقول ربنا ياخدهم سيكون في موضع خزي وندامة في يوم يُجزى كل منا على عمله عند قاضٍ لا يضل ولا ينسى وعند عالم يعلم ما في لنفوس إن كانت مظلومة أو ظالمة.

" وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ
يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ "
صدق الله العظيم

فكريه محمد محمد محمد (رانيا الشيخ) – عدت سنة

فكريه محمد محمد محمد (رانيا الشيخ) – عدت سنة

#عدت_سنه
بكل مافيها من حلو ووحش ... المهم انها الحمد لله عدت
سنه 12 شهر 48 اسبوع 365 يوم ... فاضل زيهم بس عادى على فكرة وايه يعنى هيعدو برضه .. هكون اتعلمت حجات كتير احلى واكتر واهم
هحاول اعلم الناس برضه حجات اكتر .. عرفت فى السنه اللى عدت دى قيمة ناس كتير .. واهمهم امى والجدع أحمد المصرى ❤
عدت سنه بالموت من البرد فى عز الشتا والموت من الخوف من الصراصير فى عز الصيف . استنيت حجات كتير تحصل ومحصلتش ومنتظرتش حجات كتير حصلت وتعاملت مع كائنات عمرى ماكنت اتخيل وجودهم فى الحياه لولا دخولى المعتقا
حسيت طعم الراحة وقد ايه وجودى فى المعتقل اهون 100 مرة من الاحساس اللى كنت بحسه مع اى معتقل وانا بره . وبرضه شفت عتمة الزنزانة لاخوانا رد السجون " التأديب "
اتعرفت على سناء وسمر وناهد ويارا وسلوى وحنان .. ويسرا ومنه وأبرار وهبه والاء وسارة وشيماء وطنط سامية .. أجمل بنات فى الدنيا ... وحقيقى اتعلمت منهم حجات كتير اوى حلوة وجميلة بمعنى الكلمة .
حسيت قيمة الحرية من القيود والذل من الكرامة والضعف من القوة .. عرفت افرق بين حجات كتير واخد قرار لنفسى بدون تردد وخوف .. عرفت ان عندى ارادة اعمل اى حاجة احب انى اعملها مهما كانت صعبة ، اكتشفت حجات كتير ى نفسى وعارفة ان خسارة وجودى هنا اقل من المكسب بكتير اوى .. ومع كل ده سعات بحس ان الموت هون ميت الف مرة من وجودى هنا لكن كل فعل بعمله بيفكرنى انى لازم اكون سعيدة بكل الحجات الجميلة اللى اتعلمتها ، لكن مش سعيدة على حرمانى من امى واخواتى وابويا .. حجات كتير ضد بعضها .. بس فى الاخر عارفة ان الايجابيات افضل كتير
لما بيكون نفسى اطمن على حد معين بحاول اشوف السما واتكلم قال يعنى الشخص هيكون سامعنى وبدخل فى حوار عميق فعلا .. وسعات بخاف اكون اتجننت .. بس عموما السما هيا الشيئ الوحيد اللى ميقدروش يمنعونا عنها وكلنا ممكن نكلم بعض عن طريقها ونشوفها فى نفس الوقت ❤
انا حقيقى بكون فى عز قوتى وثباتى لما بعرف عنكم خبر خير وبكون فى عز ضعفى وقلة حيلتى لما بحس ان اليأس سيطر عليكم ... خدوا بالكم من بعض ... اصحابى اللى كملو معايا واللى اتخلو عنى ... خليكم مع بعض ... مع بعض ديما احنا اقوى واجمد
#دائما_انتم_فى_قلبى_ولا_تحزنوا_ان_الله_معنا
#دمتم_دائما_احرار
#اليأس_خيانه
#الحرية_للمعتقلين

#رانيا_الشيخ

وليد سعد احمد محمد (وليد سعيد) – الحرية الحرية

وليد سعد احمد محمد (وليد سعيد) – الحرية الحرية

بسم الله الرحمن الرحيم
#الحريه_الحريه
افتكرتونى اصل انتو ازاى تنسونى وانا نور عنيكم وانتو نور عنيا بس والله انتو وحشتونى وانا بدعلكم وعوزكم انتم كمام تدعولى وقريب هزوركم فى البيت وانتم كمان تزرونى ......
كنت عاوز اطلب منكم ان كلكم تسمعونى...اوعواا تكونو فكرنى مسجون انا بس بعيد عنكم ومعزول بس بالى بيكم مشغول ما انتم عرفين من غير ما اقول بس عاوز اوصفلكم مكانى......
انا فى سجن كبير فيه زنازين كتير كل ما ادخل زنزانه انظر الى حطانها بلاقى كلام كتير مكتوب اقلام كتبت انا اوطنها ومعتقل حر حاول يعلى كينها ولقيت مكتوب انا العسكر هنها ودى حقيقه ولازم انقلها ولقيت كلام
الحريه....الحريه....الحريه
الحريه مش بس كلمه الحريه كل المسلمين عرفنها ولاكن.......
المهم ان السجن تاريخ بيسجل وعلى النصر لا نستعجل
الا ان نصر الله قريب
وليد سعيد

احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – عن دراسة نشرت قبل 26 عاماً

احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – عن دراسة نشرت قبل 26 عاماً

عن دراسة نشرت قبل 26 عاماً
نشرت الباحثة صفاء موسى، في 1989، في مجلة السياسة الدولية التي يصدرها مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، دراسة عنوانها (نهاية النظم العسكرية والانتقال إلى الديمقراطية في العالم الثالث)، تحدثت عن شرعية النظام العسكري، وتبرير إطالة مدة الحكم، وأن العادة، في دول العالم الثالث تحت النظام العسكري، أو الشبه عسكري، أن يجري المزج بين هدفين أساسيين: الحفاظ على ما يسمى الأمن القومي من وجهة نظر العسكريين، وتحسين الحالة الاقتصادية في أسرع وقت، وهو ما تستغله الأنظمة العسكرية، أو شبه العسكرية، للبقاء في السلطة أطول فترة ممكنة، بحجة عدم تحقيق الأهداف.
وفي الأساس، تكون الذريعة الرئيسية للعسكريين للاستيلاء على السلطة الأوضاع الاقتصادية، بالإضافة إلى أخرى، مثل الأمن القومي أو وقف الخلافات السياسية والجدال بين السياسيين المدنيين.
ومع إطالة الحكم وغياب قنوات فعالة للتعبير عن الرأي، ومع الاستعانة بتدابير قمعية، تصبح شرعية استمرار مثل هذا النظام السلطوي قائمة على أدائه ونجاحه في تحقق الأهداف الاقتصادية والرخاء والاستقرار التي وعد بها عند استيلائه على الحكم. ولكن، مع الفشل المتتالي للأنظمة السلطوية العسكرية، أو شبه العسكرية، في تحقق الوعود التي بنت شرعيتها عليها، مثل النمو الاقتصادي والرخاء والاستقرار والأمن وفرض النظام وتحسين مستوى المعيشة، تبدأ الجماهير، مرة أخرى، في الاعتراض. وهذا من شأنه الحض، مرة أخرى، على عدم الاستقرار، وخصوصاً مع غياب قنوات الاتصال والتعبير عن الرأي، في ظل الحكم العسكري، فعدم وجود قنوات فعالة، تتيح حرية التعبير عن الرأي، وعدم وجود وسائل لاستيعاب المطالب والرد عليها يؤدي إلى ضعف الحكم السلطوي/ العسكري، وإلى لجوء الفئات المعترضة إلى وسائل أخرى، بعيدا عن الوسائل السليمة، أو بعيداً عن الحياة السياسية التمثيلية، ما قد يؤدي إلى العنف أو الاضطرابات.
"هدف العسكر في البحث عن شرعية سريعة هو السبب في ضياع كل شيء، وفي تجارب كثيرة، في العقود الأخيرة، خصوصا في أميركا الجنوبية، لجأ العسكر إلى صيغة ضمان الخروج الآمن، والاتفاق مع الثوار الجدد، أو المدنيين، على صيغة لتسليم السلطة بعد ضمانات"
وبصفة عامة، تبدأ المؤسسة العسكرية حكمها بإغلاق البيئة السياسية، واتخاذ تدابير قمعية ضد من يتم اعتبارهم (من وجهة نظر المؤسسة العسكرية) يهددون استقرار الساحة الداخلية، فتكثر حالات المفقودين وتعذيب المحتجزين وإلغاء الأحزاب، أو تهميشها على الأقل، بالإضافة إلى الرقابة الصارمة على الإعلام والتحكم في السلطة القضائية، وقد يتم اللجوء إلى إجراءات ديمقراطية شكلية لتقليل الانتقادات الدولية. وتتعارض البيئة السياسية المغلقة مع حقوق الإنسان، بكل تأكيد، خصوصا تعذيب المسجونين، أو ازدياد أعداد المعتقلين بشكل عام، وكذلك التضييق على حرية الرأي والتعبير.
ويعتمد النظام العسكري على أن إغلاق المجال السياسي هو الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار، ولمحاولة بلوغ معدلات النمو التي وعد بها، لإثبات نجاح الحكم العسكري. ولذلك، يستعاض بالحرمان من الحقوق السياسية بإنجاز تقدم اقتصادي، ولو سريع، شكلاً من تحقيق بعض حقوق الإنسان، وهي الحقوق الاقتصادية.
وفي تجارب كثيرة، حرصت بعض الأنظمة على استقرار حالة عدم الاستقرار أو التهديدات الأمنية، لاتخاذها ذريعة للاستمرار في السلطة.
وتقع معظم الأنظمة السلطوية/ العسكرية في خطأ البحث عن نمو اقتصادي سريع، من أجل تدعيم شرعيتها، ما يؤدي بها إلى اللجوء إلى وسائل قد تدمر اقتصاد البلد على المدى الطويل. المؤسسة العسكرية مهتمة بتحقيق أي نجاح اقتصادي، من أجل تهدئة الجماهير وإخماد مصادر المعارضة، ومن ثم تستطيع التوسع في القمع وانتهاكات حقوق الإنسان.
ولتحقيق معدلات نمو اقتصادي في فتره قصيرة، قد تلجأ الأنظمة العسكرية إلى تكثيف الاعتماد على التمويل الخارجي، والقروض والمنح لتسهيل الاستيراد اللازم للتصنيع والبناء، أو استيراد السلع الرأسمالية ونصف المصنعة. ولكن، على المدى المتوسط، تؤدي تلك الإجراءات إلى تراكم الديون، والحد من القدرة الاستيعابية للسوق المحلية، ويصبح الأمر كارثياً عند حدوث هزة اقتصادية عالمية، أو أزمة اقتصادية، فينهار النظام الاقتصادي، ثم ينهار الحكم العسكري بشكل مفاجئ، خصوصا مع تصاعد الاحتجاج والقمع المقابل.
ولذلك، عادة لا تهتم الأنظمة السلطوية/ العسكرية بالتنمية، ولا الإنتاج والصناعة، ولا التصدير، ولا تقوية الاقتصاد على المدى الطويل، ولا زيادة نسبة التعليم والبحث العلمي والاعتماد على التكنولوجيا والاعتماد على موارد البلد؛ لأن الهدف، كما ذكرت الدراسة، هو تحقيق أي نجاح اقتصادي سريع ونمو سريع على حساب التنمية والعدالة الاجتماعية، وعلى حساب الحرية والديمقراطية والحقوق السياسية.
هدف العسكر في البحث عن شرعية سريعة هو السبب في ضياع كل شيء، وفي تجارب كثيرة، في العقود الأخيرة، خصوصا في أميركا الجنوبية، لجأ العسكر إلى صيغة ضمان الخروج الآمن، والاتفاق مع الثوار الجدد، أو المدنيين، على صيغة لتسليم السلطة بعد ضمانات.
تقودنا الدراسة الرائعة التي نشرت، قبل 26 عاماً، إلى سؤال مهم، هو كيف سيكون شكل انهيار النظام العسكري الذي يحكمنا، وهو يسير على طريق وكتالوج الفشل نفسه الذي سارت فيه عشرات الأنظمة العسكرية الفاشلة من قبل؟ ولماذا يجب أن نجرب هذه التجارب المريرة؟

مجموعة محتجزات بسجن المنيا العمومي – من الحرائر في سجون الإنقلاب إلي من ظنناهم أسوة لنا في ديننا

مجموعة محتجزات بسجن المنيا العمومي – من الحرائر في سجون الإنقلاب إلي من ظنناهم أسوة لنا في ديننا

“من الحرائر في سجون الإنقلاب إلي من ظنناهم أسوة لنا في ديننا”
(باسم من خلقنا أحراراً وخلق الحق وجعله نصب أعيننا …
باسم من رزقنا البلاء ورزقنا الصبر عليه …
باسم من سيرزقنا الفرج عاجلاً غير آجل …
باسم من قال “ادعوني أستجب لكم ”
قال تعالي : ” كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ”
يا من كنتم دعاة الله في أرضه .. ثم بعتم قول الحق .. بكم استبدلتم الغالي بالرخيص ؟!
أين إصداعكم بالحق كما أمركم ربكم ؟!
أين أنتم من انتهاك حرمات الله في أرضه ؟!
أين أنتم من قولكم الحق لا تخشون فالله لومة لائم .. ما أسكتكم ؟!
يا شيوخنا ( محمد حسان ، حسين يعقوب ، محمود المصري ، مصطفي العدوي ، أبا إسحاق الحويني ، …. إلخ ) ..
غضضتم أبصاركم عن كل ما أنتهك ..
دماء سالت في الشوارع بدون اي وجه حق .. قتلونا باسم القانون
أُسرنا من الجامعات أماكن دراستنا ، وأُسرنا من بيوتنا بكل بجاحه
وأصبح اعتقال النساء من بيوتها أمر طبيعي …
أنتهاك لحرُماتنا حتي في الأسر ، ولم نسمع منكم أي تعقيب ولا رد مظلمه …
كيف يا علماء الإسلام ؟!
ألم تسمعوا قول الرسول صل الله عليه وسلم يقول: “أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر ”
أم انكم لم تشعروا بالظلم بعد !
أم أنه لم يطولكم فغضضتم الطرف عنه ؟!
أخذتم طريق الصمت التام وكأن في الدين حياء ؟!
سكتم عن الحق فكثر الباطل وطغي وتجبر ..
هل ستقدرون علي الوقوف بين يدي الله ؟
وماذا ستقولون له عندما يسألكم عن ما فرطتم ؟
قال صل الله عليه وسلم: “والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم”
لقد مضي زمن المعتصم بالله .. عندما أُسرت إحدي المسلمات فنادت واامعتصماااه .. فبعث بجيش أوله عندها وآخره عنده .. أنتفض لإنتهاك حرمة الله – غضب الله –
أما أنتم فقد أخرسكم الخوف وأسكتكم الباطل
لقد لاقي الإمام احمد ابن حنبل في سبيل كلمة الحق الكثير من العذاب …
عذاب 16 سنه ، ولكنه لم يرض أبداً أن يخضع .. إلي أن أظهر الله الحق وأظهره علي الظالمين …
حسبنا الله ونعم الوكيل …
سنقف جميعاً أمام الله ونختصمكم .. فلقد شاركتم في ظلمنا بهوانكم علي الحق ..
حتي وإن طآل المدي .. يوم القيامة بيننا لا ظلم فيه ولا مناص.)
الجمعة
19 – 6 – 2015

شريف ابو المجد – حكاية أيرلندية ( ما معنى الشرعية ؟!!)

شريف ابو المجد – حكاية أيرلندية ( ما معنى الشرعية ؟!!)

إنها حقاً حكاية أيرلندية ، مترجمة بدون تصرف من كتاب " دافيد وجولياث ، لمالكوم جلادويل ، وعنوان الكتاب يعنى عندنا "داوود (عليه السلام ) وجالوت" ، والحكايه عن أوقات الاضطرابات الشديدة فى أيرلندا الشماليه أواخر الستينات وأوائل السبعينات .
وتبدأ الحكايه بعروس شابة لا يتعدى عمرها تسعة عشرة عاماً اضطرت للهروب هى وزوجها وطفلها الرضيع من الحى الذى كانت تسكن فيه إلى الحى الذى كان يسكن فيه أبوها ويسمى " بالليمير فى " لأن كل سكانه كانوا من الكاثوليك ، وقد أدى إلى الاستقطاب الحاد الذى حدث وقتها إلى تعرض الكاثوليك - مثل أسرتها – إلى مخاطر جمة إذا استمروا فى العيش فى حى الكاثوليك فيه أقلية ، وقد كان الوضع بين الكاثوليك والبروتسانت مأسوياً لدرجة استخدام الأسلحة فى قتل المتظاهرين من الطرفين ، لدرجة إحراق الكنائس والبيوت .وفى بداية السبعينات - فى عيد الفصح – إنتشر الشغب فى حى " بالليمير فى " لدرجه استدعت أن ينزل الجيش البريطانى إلى الشوارع لحفظ الأمن ، ثم تم فرض حظر التجول على حى اخر للكاثوليك يسمى " لوار فالز " بحيث اصبحت الأسر لا تجد لبناً ولا خبزاً لأطفالها ، لأنه ممنوع الخروج من المنزل لأى سبب .
وفى نفس العام الذى انزلقت فيه أيرلندا الشماليه إلى الفوضى كتب اثنان من شباب الاقتصاديين تقريراً لمنظمة ( راند)* الأمريكية – هما ليتيس ووولف – وكان التقرير حول اسلوب مواجهه الخروج الجماعى عن القانون ، وحمل التقرير عنوانا هو: “التمرد والسلطه "، وفى هذه الأيام كان العالم يموج بالتمرد ، يستوى فى ذلك العالم الثالث والعالم الأول ( مثلاً مظاهرات الطلاب فى فرنسا 1969) ، ولذلك قرأ هذا التقرير الكثير من المسئولين فى مختلف دول العالم ، وصار هذا التقرير هو الرسم المبدئى للحرب فى فيتنام وفى التعامل مع أحداث أيرلندا الشمالية ، وفى كيف تعاملت أقسام البوليس فى العالم الاول مع القلاقل المدنيه ، وكيف تعاملت الحكومات مع الارهاب ، وقد كانت الخلاصه والاستنتاجات في هذا التقرير بسيطة :
"إن من أساسيات التحليل الذى قمنا به هو فرضيه أن عموم السكان – كأفراد وكمجموعات -يتصرفون بطريقه راشدة تقوم على حسابات المكسب ، والخسارة لدرجة أنه يمكن ربطها بمختلف أساليب رد الفعل التى سيقومون بها ، ونتيجة لذلك فإن الفوضي عندما تحدث فإن التأثير على تصرفات الجماهير لا تحتاج إلى التعاطف ولا إلى الضبابيه (mysticism) ،ولكنها تحتاج إلى فهم افضل للمكاسب والخسائر التى يأخذها الافراد أو الجماعات فى اعتبارهم قبل أن يقوموا بتصرف معين خارج عن المعتاد"
وقد كان معنى هذا الاستنتاج هو أن كيفية التحكم فى المظاهرات أو العمل الجماهيرى هى مسأله حسابيه ، فإذا كانت هناك احتجاجات فى شوارع بلفاست ( عاصمه أيرلندا الشماليه ) مثلاً فإن ذلك يكون بسبب أن تكلفة مايقوم به المحتجون من تكسير النوافذ و حرق المنازل ليس كبيرا لدرجة تمنعهم من ذلك .
وعندما كتب ليتيس وولف "التأثير على تصرفات الجماهير لا تحتاج إلى الفوضى أو الضبابية " كان ما يعنياه هو أنه لا شئ يهم سوى الحسابات المجردة ، فلو كنت فى موقع القوة فإنك لا تحتاج إلا أن تكون حازماً بما يكفى لتجعلهم يفكرون مرتين قبل أن يفعلوا ما يفعلونه .

*مؤسسه راند هى مؤسسه لها وضع خاص ، أنشأها البنتاجون الأمريكى بعد الحرب العالميه الثانيه لدراسة ورصد انتشار الشيوعية والحركات القومية وعمل الدراسات الخاصة بالتعامل معها ، وهى تسمى مجموعه تفكير (think tank) ولكن عملها مخابراتى فى المقام الاول .
وقد قرأ الجنرال البريطانى المسئول عن القوات فى بلفاست وكان اسمه ايان فريلاند التقرير واقتنع بما فيه ، وتاريخه العسكري أنه حصل على نوط الخدمه بإمتياز فى نورماندى فى نهايه الحرب العالميه الثانيه ، وبعد ذلك ساهم فى القضاء على الاحتجاجات فى قبرص وزنزبار ( وهي تعد موجودة بهذا الإسم الآن ) ، وكان رفيعاً مستقيم الظهر ، وكان يعطى الإنطباع بأنه الرجل الذى يعرف ما ينبغى فعله فى المواقف الحرجه ولن يتردد فى أن يفعله ، وعندما وصل إلى أيرلندا الشمالية أظهر بوضوح أن صبره كاد ينفذ ، وأنه لا يخشى استخدام القوة ، وكانت لديه أوامره من رئيس الوزراء مباشرة كالتالي:
"الجيش البريطانى يجب أن يتعامل بحزم وقوة – ويجب أن يُرى أنه يتعامل بحزم وقوة ــ مع البلطجية والذى يستعملون السلاح" .
وفى 30 يونيو سنه 1970 وصل للجيش البريطانى معلومة بأن هناك أسلحة ومتفجرات فى المنزل رقم 24 فى شارع البلقان فى حى " لوار فالز " ، فأصدر فريلاند مباشرة تعليماته فهاجمت خمس سيارات جيش مملوءه بالضباط والجنود هذا المنزل ، ورغم أن البحث أسفر فعلاً عن ضبط أسلحة ومتفجرات إلا أن جيران المنزل بدأوا يقذفون الضباط والجنود بالحجارة ، ثم تحولت الحجارة إلى قنابل مولوتوف ، وبدأ شغب واسع النطاق فى الحى كله ، وعند العاشرة مساءاً كان الجيش البريطاني قد حصل على ما يكفيه ولذلك فقد حلقت مروحية فوق الحي وأعلنت بمكبرات الصوت أن كل السكان يجب أن يلزموا بيوتهم ، وأن أي شخص سيتواجد فى الشارع ــ لأى سبب ــ سيتم إعتقاله ، ولما فرغت الشوارع من المارة بدأ الجيش البريطانى حملة ضخمة من التفتيش للحى منزلاً منزلاً ، وكانت أي عدم طاعة للأوامر تواجه بحزم شديد وعقوبة لحظية ، وفى صباح اليوم التالى أحس فريلاند بالفخر من إنجازه ، واصطحب معه اثنان من المسئولين الحكوميين البروتستانت وعدة صحفيين لجولة فى الحى ، وكانوا يجلسون على عربه نقل مكشوفة ، ووصف أحد الصحفيين هذه الجولة بأنها مثل جولة جندى بريطانى فى الهند فى رحلة لإصطياد النمور .
ورغم أن الجيش البريطانى ذهب إلى أيرلندا الشمالية بأحسن النوايا ( وهذا رأى جلادويل على الأقل ) إلا أن مشاعر البوليس المحلى (الذى كان أغلبه بروتستانت ) كانت ملتهبة ، ولذلك فلم يفلح الجيش البريطانى فى دوره كصانع سلام بين الاغلبية البروتستانت والأقلية الكاثوليك ، ولم تكن هذه أرضاً بعيدة مثل قبرص أو زنزبار ، وإنما كانت هى أرض الوطن بالنسبة للجيش البريطانى ، وكانوا يتعاملون لأول مرة مع مواطنين بريطانيين ، وعندما قام فريلاند بجولته هذه فى شوارع الحى المهجورة اعتقد أنه سيرحل هو وجنوده عائدين إلى قواعدهم قبل انتهاء الصيف ( بعد ثلاثه شهور ) ولكن ليس هذا هو ما حدث ، فقد استمرت أزمة أيرلندا الشمالية ثلاثين سنة من الدماء والفوضى البالغة .
وقد أخطأ البريطانيون فى أيرلندا الشمالية خطأ بسيطاً ، لقد وقعوا فى فخ الإعتقاد بأنهم طالما أن لديهم الموارد والأسلحة والجنود والخبرة فى التعامل مع المظاهرات والفوضى فى العالم الثالث ، فليس مهماً ما يشعر به أهالى أيرلندا الشمالية عندما يرون ممارسات الجيش البريطانى فى مدنهم ، وقد كان الجنرال فريلاند مقتنعاً بما قاله ليتيس وولف عندما قالا "التأثير على تصرفات الجماهير لا تحتاج إلى التعاطف ولا الضبابيه " ، ولكن ليتيس وولف كان مخطئين (وهذا أيضاً كلام جلادويل حرفياً (.
وقد صرح أول رؤساء (IRA ) (الجيش الجمهورى الأيرلندى) هذا التصريح العاقل فقال "يقال أن معظم الثورات لا تحدث بسبب الثوار فى المقام الأول ، ولكنها تحدث بسبب غباء وعنف الحكومات ، وهذا هو الذى بدأ الثوره والمقاومة الشعبية فى أيرلندا الشماليه فعلاً " وياله من قول يصدِّقه الواقع حتى يوم الناس هذا (هذا كلامى أنا وليس كلام جلادويل (.
وبالنسبه لموضوع السلطة ــ وهو الجزء الثانى من عنوان تقرير "التمرد والسلطة" فيقول جلادويل " إن هناك مبدأ أساسياً لمن يمثل السلطة هو مبدأ الشرعية (legitmacy) فمهما كانت شخصية المُدرسة ضعيفة فهى تمثل السلطة بالنسبة للطلاب ، ومهما كانت شخصيه الأب ظالمة فهو يمثل السلطة بالنسبة لأبنائه ، وذلك طبقاً لهذا المبدأ " ، ويقول جلادويل أن الشرعية يقوم على ثلاث دعائم :
· أن الناس المطلوب أن يطيعوا السلطة لابد أن يحسوا أن صوتهم مسموعاً .
· والقانون الذى يطبق عليهم يجب أن يكون معقولا بالنسبة لهم ، أي أنه لابد أن يكون هناك تفسير مقبول له وأن تكون القواعد التى تطبق اليوم هى التى ستطبق غدا .
· وأن السلطة يجب أن تكون عادلة ، ولا تعامل فريقاً بطريقة وتعامل فريقاً آخر بطريقة أخرى ( وهذا مصداقاً لقوله تعالى " ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا ، اعدلوا هو أقرب للتقوى" ( المائدة :8(
ويقول أن الآباء والأمهات الجيدون يفهمون هذه الدعائم الثلاث ويطبقوها على أبنائهم ، فإذا أردت أن توقف جونى الصغير عن ضرب أخته فلا يمكن أن تنظر بعيداً مرة عندما يضربها ومرة أخرى تصرخ فيه ، ولا يمكن أن تعامل أخته بطريقة مختلفة عندما تضربه هي ، وعندما يقول له أنه لم يضرب أخته فعلاً ، فلابد أن تعطيه الفرصة ليشرح لماذا تبكى إذاً ، وكيف تعاقب مهم مثل أهمية متى تعاقب ومثل أهمية حجم العقاب.
ولكن الصعب حقيقة هو فهم تطبيق هذا المبدأ ودعائمه الثلاثة فى حالة الدولة ، أي تطبيقه على القانون والنظام العام (law and order ) ، ولأننا نعرف آبائنا وأمهاتنا وكذلك نعرف معلمينا فمن الطبيعى والمنطقى أن تعنى الشرعية الكثير داخل البيت وداخل المدرسة ، ولكن قرار أن تصوب النار على المتظاهرين ينتمى إلى نوعيه مختلفة تماماً ، أليس كذلك ؟
وماذا كان يعنيه ليتيس وولف عندما قال "إن قتال البلطجية والخارجين عن القانون لا يحتاج إلى التعاطف ولا الضبابية" هو أن القرار بالتظاهر مثلاً أو التمرد أو الخروج على القانون هو حصيلة حسابات راشدة للمكسب والخسارة ، ولذلك فهو ليس قراراً شخصياً وإنما هو قرار جماعى ، وهذا بالضبط هو الخطأ فى تقريرهما (حسب رأى جلاديول ) ، لأن قتال المتظاهرين والخارجين عن القوانين التى تمنع الفوضى أو إتلاف المنشآت يعتمد إلى حد كبير على شرعية السلطة ، والشرعية مبدأ يعتمد على الدعائم الثلاث السابق ذكرها .
وعند إسقاط هذا الكلام على مايحدث فى مصر هذه الأيام ، نجد أن اعتقال الكثيرين بالقبض عليهم فى المظاهرات والمسيرات السلمية يكون على أساس أنهم خارجون عن القانون : قانون التظاهر ، فهل قانون التظاهر هذا شرعي أصلاً ؟ إن كل أصحاب الأقلام الحرة وكثير من السياسيون يرونه قانوناً جائراً ، والسلطة تقول أنه حتى لو كان جائرا فهو ضرورى في هذه المرحله نتيجة الاضطرابات التى تموج بها البلاد ، فما السبب فى هذه الاضطرابات أساساً ؟ وهل السلطة التى شرعت القانون وتطبقه شرعية أصلاً ؟. وهل هي سبب هذه الاضطرابات في المقام الأول؟
وعندما تم انتخاب رئيس لمصر فى مايو 2012 لم تصمد الاتهامات بأن الانتخابات كان بها تزوير شديد أمام التحقيق النزيه ، وأعتبر غالبية المصريين أن د. مرسي هو الرئيس الشرعى لمصر ، فلماذا تم الانقلاب عليه من قبل الجيش ؟ الجيش تحت قيادة وزير الدفاع يقول أن ذلك تم بناء على رغبه الملاين التى نزلت 30 يونيو 2013 ، فما بال الملايين التى لم تنزل ، وشرعية قائد الانقلاب قائمة على أن وزير الدفاع جاء رئيسا للبلاد نتيجة انتخابات فى مايو 2014 ، ولكن هذه الانتخابات لم يكن فيها أي تنافس حقيقى على أساس أن قائد الانقلاب هو مرشح الضرورة ، وتأتى الضرورة من ضرورة تحقيق الأمن والاستقرار والقضاء على الاحتجاجات والخروج عن القانون وانقاذ الوطن من الذين يريدون اختطافه ( وهم الذين جاءوا بانتخابات نزيهة ، كانت فيها كل الفرص لكل المرشحين متساوية ، والرئيس المنتخب لم يستطع الحصول فيها إلا على 51.5%) .
فهل هذه الضروره تحققت بانتخاب وزير الدفاع رئيساً ؟ هل الاستقرار تحقق ؟ هل الأمن توفر ؟ هل الأسعار انخفضت أو حتى ثبتت ؟ ، هل فرص العمل زادت أو على الأقل البطالة لم تزيد ؟ هل الاحتجاجات انتهت ؟ هل أصبح الناس آمنون فى بيوتهم أم أن السجون اكتظت بأكثر من ستين ألف معتقل ؟، تقول السلطة القائمه أنه ليس هناك فى مصر معتقلون ، وأن الذين فى السجون إما صدرت ضدهم أحكام أو هم رهن المحاكمة ، فأين أقع أنا ؟ أنا رهن الأعتقال من 592013 وحتى 5/5/2015 حيث أخلى سبيلي على ذمة القضية ، ومن حينها إلى الآن لم تحال قضيتى إلى المحكمة ، فبعد العرض على نيابة أمن الدولة عشر مرات ( وهى الحد الأقصى طبقاً للقانون الحالى ) أخبرنى وكيل النيابة أننى لن أمثل أمامه أكثر من ذلك وإنما سأعرض على القاضى ، فلما سألته : وهل أحلت قضيتى للمحكمة ؟ أجاب : أحيل ماذا ؟ لا توجد أدلة ولا شهود ولا حتى أحراز ، لا يوجد إلا محضر تحريات من ضابط أمن دولة غالبا لا يعرفنى - فلما نظرت إليه متعجباً من هذه الإجابة قال أنه قال لرئيس النيابة أنه لا توجد قضيه ضد هؤلاء الناس (لأن معى ستة وعشرون آخرون في القضية) لانهم جميعا قبض عليهم قبل صلاة الفجر وهم نائمون فى بيوتهم .
ولما بدأنا نُعرض على القاضي ظللنا نسأله : هل أحيلت القضية إلى معاليك ؟ فيقول النيابة لم تنته من تحرياتها عنكم بعد ، وعندما عرضنا على القاضي لسابع مرة (في كل مرة يمدد لنا خمسة وأربعين يوماً ) وسألناه نفس السؤال وأجاب نفس الإجابه لم أستطع أن أتمالك نفسي وقلت له : هل من المعقول أن تأخذ النيابة أكثر من سنه ونصف لتتحرى عنى ، واقترحنا على عدالته أن هناك تعسفاً معنا سواء عند القبض علينا أو عند استمرار حبسنا بحجة واهية مثل هذه ، واقترحت انا تحديداً عليه أن يتحرى هو عنى بنفسه ، وقلت له أننى على استعداد أن أعطى عدالتك تليفون عميد الكلية التى أعمل بها أو رئيس الجامعة ، أو أعطيك رقم نقيب المهندسين الحالى أو نقيب المهندسين قبل الانقلاب ، أو حتى وزير حالى أو وزير سابق ممن يعرفوننى حق المعرفه ، وطلبت من عدالته أن يسألهم سؤالاً بسيطاً ، ماذا كان يعمل شريف أبو المجد منذ عام 1980 حتى الآن ؟ أنا بفضل الله – منذ أن عدت لمصر بعد حصولى على الدكتوراة – وانا أعمل بالتدريس فى الجامعة ، وأنا الآن أستاذ متفرغ فى جامعة حلوان ( على المعاش) ، ولم أنتدب ولا يوم واحد للتدريس فى أي جامعة خليجية ، ثم دخلت نقابه المهندسين لاداء واجبى فى العمل العام منذ اواخر الثمانينات إلى أن وضعت النقابة تحت الحراسة سنه 1995 ، ثم عدت عضوا فى المجلس الأعلى للنقابة بعد أن من الله علينا بعودة النقابة بعد ثوره يناير 2011 المباركة ، فما الذى فعلته حتى أستحق هذا الإعتقال وهذه المعاملة ؟ هل هذا هو جزائى لأنى عملت بالتدريس لأكثر من ثلث قرن وعلَّمت آلاف المهندسين ؟ أم هذا جزائى لأنى عملت عضوا فى لجان ترقية الأساتذة المساعدين ثم ترقية الأساتذة منذ التسعينات (حيث حصلت على درجة الأستاذية سنة 1989 وأنا دون الأربعين ) ، وساعدت في تقييم ترقية المئات ، ومنهم من وصل إلى عمادة كليات الهندسة المختلفة ، هل هذا جزائي لأنى رفضت السفر إلى الدول البترولية وآثرت أن أعلم بنى وطنى ، عموماً جزائى لا أنتظره من بشر أياً كان ، وإنما الجزاء من رب عادل لا يُظلم عنده أحد .
والآن نعود إلى التجربة الأيرلندية ، حيث كانت جذور المشكله أن الأغلبية البروتستانتيه كانت تقوم كل سنه بالمسيرات والاحتفال بانتصار البروتستانت على الكاثوليك وإخضاع أيرلندا الشماليه سنه 1690 عندما انتصر الملك وليام فى معركة بوين (battle of boyne) ، وكانوا في المسيرات يكتبون العبارات المسيئة للكاثوليك على اللوحات التى يحملونها ، ويقومون بحرق دمى تمثل بابا الفاتيكان أو أي مسئول كاثوليكى يكرهونه ، وكانوا ينشدون :
"إبن ناراً وضع كاثوليكياً على قمة خشبة ثم ضع الخشبة فى وسطها واحرق الكاثوليك الملاعين كلهم"
وكانت هذه الاحتفالات والمسيرات تتم من عيد الفصح حتى يوليو من كل سنة ، وكان العنف دائماً ينفجر أثناء هذه الاحتفالات ، وسنه 1969 تصاعد العنف بين الجانبين حتى قامت مجموعه من غوغاء البروتستانت بحرق حى كامل من احياء الكاثوليك ، وعندما جاء الجيش البريطانى ليفصل بين الجانبين – وكانت انجلترا كلها تقريباً بروتستانت – فإن الجنود تعاطفوا مع مسيرات البروتستانت ، وكانوا يحمونها من الكاثوليك الذين يقفون على الأرصفة ، ولكن العكس لم يحدث وكانوا يعتقلون المتظاهرين الكاثوليك .
وكان الجنرال فريلاند يحاول فرض القانون فى بلفاست ، ولكنه كان يحتاج أن يسأل نفسه أولاً هل لديه الشرعية ليفعل ذلك ، والحقيقة أنه لم تكن لديه هذه الشرعية ، فهو كان قائدا للقوات التى كان الكاثوليك يعتقدون – ولسبب وجيه – أنها فى صف أعدائهم الذين حرقوا منازلهم الصيف الفائت ، وعندما طبق القانون بدون شرعية ( كما يحدث فى مصر الآن ) لم ينتج عن تطبيقه الوصول للطاعة ، وإنما حدث العكس فقد نتج عن تطبيقه ردود فعل حاده .
ويقول جلادويل أن المعضلة الكبرى فى أحداث أيرلندا الشمالية هو كيف أن البريطانيين احتاجوا إلى أكثر من عشرين سنة ليفهوا هذا ( فكم من الوقت سنحتاج فى مصر لنفهم أن ما يحدث الآن لن يؤدى إلى استقرار مهما كان الإفراط فى استخدام القوة من قبل السلطة ، ونفهم أنه ما لم يطبق العدل فلا يمكن الوصول للاستقرار بالقوة ).
احصاءات
سنه 1969 أدت الاضطرابات إلى مقتل 13 وإصابة 73 بطلق نارى و 8 عن طريق قنابل ، فقرر الجنرال فريلاند أن يكون حازماً مع المتظاهرين والذين يطلقون النار ، وحذر بأن من سيلقى قنبلة سيضرب بالنار ، فماذا كانت النتيجة ؟ ، سنة 1970 قتل 25 وأصيب 213 بطلق نارى و155 بانفجار قنبلة ، ووقف الجيش البريطانى بحزم أكثر وأصر على تطبيق القانون ، وكانت الأرقام سنه 1971 كالآتى : قتل 184 وأصيب 1756 بطلق نارى و1020 بانفجار قنبلة ، فقام الجيش بتعليق الحقوق المدنية وأصبح الأمر أشبه بتطبيق حالة الطوارئ ، فماذا حدث فى سنه 1972 اغرقت أيرلندا الشماليه بالجنود البريطانيين ، وأعلن الجيش أنه سيعتقل كل من يشك أن له صله بالأرهاب أو بالجيش الجمهورى الايرلندى (IRA) فماذا حدث ؟ لم تبق عائلة واحدة من الكاثوليك لم يعتقل منها أب أو أخ أو عم ، فإذا كان كل هؤلاء الأقارب فى حياتك خلف القضبان فى السجون فهل السلطة تعتبر فى نظرك عادلة ؟ , وهل يبدو الأمر لك أن صوتك مسموعاً ؟ (عدد المعتقلين فى مصر حتى الآن تعدى الخمسين الفاً !!) ، الحقيقة أن الأمور زادت سوءاً ، فكانت الإحصاء في 1972 كالتالى :
479 قتلوا ، 1495 أصيبوا ،531 سرقة بالإكراه ، 1931 قتلوا بانفجار قنبلة ، وكانت سنه 1973 أسوأ ، فكانت بلفاست مثل ساحة الحرب ، حيث كان الجيش البريطانى بأعداد كبيره مزودين بكل أنواع الأسلحة والمركبات التى يمكن تخيلها (ماذا يفعل الجيش المصرى فى الشوارع حتى الآن ؟ آه …. يحافظ على الأمن !!!)
والآن دعونا نقف لحظة لنمعن الفكر فيما حدث ومايحدث وما نحن سائرون إليه ، كما لو كنا لا نتعلم شيئا من دروس التاريخ ، ما يحدث الآن فى مصر هو استقطاب حاد وذلك منذ 3 يوليو 2013 ، فقد اغلق قائد الانقلاب كل المحطات التلفزيونية وكل الصحف الخاصه بالإسلاميين ، ثم بدأ الاعلام المضاد حمله شيطنة وشحن جماهيرى حتى أدى ذلك كله إلى فض الاعتصامين فى رابعة والنهضة بالقوة المفرطة ، وقتل فى هذا الفض مايزيد عن الأربعة آلاف وجرح ما لا يقل عن عشرة آلاف ، وهناك مئات الفيديوهات المصورة والتى طافت العالم كله لتثبت ذلك ، فماذا كانت النتيجة ؟ هل هدأت الأمور ؟ ، بعد الفض مباشره وقبل أن يبدأ رد فعل لهذا الإجرام بدأت حملة اعتقالات لآلاف الإخوان من بيوتهم ، واعتقوا ما لا يقل عن عشرة آلاف بأخذهم من البيوت دون دليل أو شهود ، وإنما ليحتفظ النظام بهم كرهائن ليضمن السيطرة على الشارع ، فماذا كانت النتيجة ؟ هل هدأت الأمور …. ولا داعى للاستمرار فى السرد لان ما تلى ذلك يعرفه الجميع .
فلو عدنا إلى دعائم الشرعية الثلاث التى اقترحها جلادويل ــ وبغض النظر أن السلطة الحالية هى انقلاب على الرئيس الذى كانت لديه الشرعية ، ومازال ــ وحاولنا تطبيقها على الوضع فى مصر لوجدنا الاتى :
· هل المطلوب من الإسلاميين أن يطيعوا السلطة دون أن يحسو أن صوتهم مسموعاً ، أظن أن حالتى أوضح مثال على ذلك ، فأنا من سنة كاملة وانا أحاول أن أوصل صوتى للمسؤلين لإحالة قضيتى للمحكمة لتبدأ محكامتى ، ولا حياة لمن تنادى .
· هل التهم التى يواجهون بها ــ وهى الانضمام إلى تنظيم مخالف للقانون؟ ــ وهل قانون التظاهر الذي يطبق عليهم مقبول أو معقول بالنسبة لهم ؟ ، إن قانون التظاهر هذا لا مثيل له فى العالم كله ، والتهم بالانضمام للإخوان قبل الانقلاب لامنطق فيها لأنها كانت جماعة سياسية قائمة ، ليس كذلك فقط بل ونجح رئيس حزبها فى الانتخابات واصبح رئيساً للدولة ، فكيف تتهم كل هذه الآلاف المنضمة لجماعة كان رئيس حزبها رئيساً للجمهورية بأنها جماعة غير قانونية ، فهل ترشح وكسب الانتخابات فى غيبه أمن الدولة ، أو كان الجميع منومون مغناطيسياً بحيث يدركون أن هذه الجماعة غير قانونية وبالتالي هذا المرشح (الذي أصبح رئيساً) غير قانوني كذلك.
· وهل السلطة عادلة ولا تعامل فريق بطريقة والفريق الآخر بطريقة أخرى ، أظن أن أنواع الظلم التي طبقت في السنتين الماضيتين لم يسبق لها مثيل في التاريخ ، وإليكم مثالاً واحداً ، قاض في المنيا حكم على 511 من أصل 538 متهماً بالإعدام ، في ثلاث جلسات فقط ، دون أن يرى المتهمون أو يفض الأحراز ، هل هذا معقول ؟ والنيابة تتحرى عني من سنة ونصف ، وأنا ولدت في الدقي وعشت فيه طول حياتي ، فهل هذا عدل ؟ أرجو أن ينتبه القائمون على الامر أن العدل أساس الملك ، ويجب أن ينتبهوا لقول مؤمن ال فرعون" يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللهِ إِنْ جَاءَنَا } (سورة غافر 29)
أظن أن الدعائم الثلاث بل والشرعية نفسها لا وجود لها في مصر الآن ، وحتى شرعية قائد الانقلاب كمرشح الضرورة آخذة فى التآكل لأن ما يحدث فى مصر كلها وسيناء الحبيبة على وجه الخصوص يزداد سوءاً ولايتحسن ، والبطاله بلغت أعلى معدل لها فى التاريخ الحديث ، والغلاء شوى الناس ، والقادم أسوأ .
يا قومنا انتبهوا لما حدث فى أيرلندا الشمالية ، إن قائد قوات الجيش البريطانى التى نزلت لحفظ السلام فى بلفاست بايرلندا الشماليه فى 30 71970 كان يظن أنه سيسيطر على الموقف فى ثلاثة أشهر فاستمرت الاضطرابات وازدادت الأمور سوءاً لمدة ثلاثين سنة ، فهل نقف نتفرج وبلدنا ينزلق إلى العنف أكثر فأكثر ، يا قومنا كلما سنوا من قوانين لمنع التظاهر، وكلما زجوا بالطلاب والأبرياء فى السجون دون محاكمة عادلة وكلما ازداد قضاؤنا الشاخخ غشومة وظلماً ، وكلما ازداد الإعلام كذباً وشيطنة لاتجاه بعينه ، وكلما ازدادت مصادرة أموال الناس بغير وجه حق ، وكلما ازداد الحرب على أرزاقهم برفتهم دون جريرة .. كلما ازداد عدم الإستقرار وكلما زاد الإستقطاب … وكلما زاد وقود ثورة قادمة لن تبقى ولن تذر .
ويا من بيده السلطة اتقوا دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ، لا أمل إلا بعودة العدل وسماع صوت المظلومين ، والعودة إلى الإحتكام إلى الشعب فى ظروف طبيعية وليس والمسدس مصوب إلى أدمغة الناس . فهل يتحرك المصريون قبل فوات الأوان ، ويجبرون العسكر على العودة إلى العدل ، ومحاولة الاستماع إلى صوت العقل ، بحيث يسعى الجميع إلى أن يضعوا مصلحة الوطن قبل مصالحهم الشخصية ، قبل أن نفاجأ بأن ما نعيش فيه لم يعد وطناً وإنما ساحة حرب كما حدث فى أيرلندا الشمالية وكما حدث في الجزائر بعدها بعشرين عاماً.

اللهم جنب بلدنا كل سوء .. وارفع عنا وعن إخواننا كل ظلم .

"اللهم آمين"

close

Subscribe to our newsletter