رسائل جدران العزلة

Filters
عام تحرير أو نشر الرسالة
تصنيف مكان االحتجاز المرسل من خلاله الرسالة
اللغة
الفئة العمرية
النوع االجتماعي

عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – ليلة أول يوم من رمضان

عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – ليلة أول يوم من رمضان

الأربعاء 17/6/2015
ليلة أول يوم من رمضان، نجلس فى الزنزانة نضع خطة لقضاء رمضان و الاستفادة منه، متى سنفطر و ماذا سنأكل و متى نصلى التراويح و بكم جزء و من سيؤم و أشياء أخرى، بالطبع لدينا خبرة فى الموضوع، فهذا ثانى رمضان يمر علينا فى السجون، نعلق الزينة و نردد الأناشيد و نتحسر بعض الشئ على بعدنا عن أهالينا و عدم الإحساس بطعم رمضان الحقيقى وسط الأهل و الأحبة، و فجأة يفتح الباب، و نسمع بعض الأسماء تنادى، يتبعها "إفراج، عفو رئاسى."
لن أستطيع وضع ردود أفعال الناس فى كلمات، خاصة من كانوا يخططون لقضاء الشهر، و إذا بهم يفاجئون أنهم سيتسحرون أول يوم من رمضان مع أهلهم.
نحتفل بهم و نحملهم على الأكتاف، ثم نودعهم بالهتافات. نشاهد صورهم فى الجرائد فى اليوم التالى و هم فى الشارع وسط أهلهم، نقرأ الأسماء و نكتشف أن آخرين ممن نعرفهم خرجوا، كلنا يأمل أن يكون من الدفعات القادمة فى العفو، و لكنى وسط هذا أقرأ جملة تجعلنى أبتسم بحزن و أنصرف إلى مكانى للقراءة :
"العفو يشمل فقط الأحكام البسيطة، التى لم تتورط فى أعمال عنف، و ليس بها قتلى، و تكون بموجب قانون التظاهر فقط."
بالطبع لا تنطبق علىّ أى واحدة منهم، أفكر فى سخرية: كأنهم لا يعلمون يقيناً أن من سجن بعد قانون التظاهر، لا يفرق شيئاً عن من سجن قبله، و أن من عنده قتلى لا يختلف عن من ليس عنده قتلى (بالمناسبة القتلى فى قضيتنا هم الشباب الذين كانوا فى المظاهرة أساساً و شهد أهلهم فى المحكمة أنهم لا يتهموننا بل يتهمون الشرطة بقتلهم)، و أن الأحكام الكبيرة لا تفرق عن الصغيرة شيئاً إلا بسبب اختلاف القاضى و الوضع العام فى البلد، و أن المسجون المحكوم لا يفرق عن التحقيق شيئاً أساساً فى القضايا السياسية إلا فى سرعة سير قضيته، فكلهم يصبحون محكومين فى النهاية.
أحمد الله على فضله و أن أنعم على هؤلاء الشباب و أسرّهم و فرّح قلوبهم، و أحمده لأنه اختارنى لأبقى و أستفيد أكثر، حتى أُعَدَّ للمكانة التى يريدها لى.
و أسأله سبحانه و تعالى عفواً من عنده ."
عبدالرحمن الجندى

احمد طه السيد خطاب (احمد خطاب) – عزيزي: رائد أمن الدولة

احمد طه السيد خطاب (احمد خطاب) – عزيزي: رائد أمن الدولة

عزيزي: رائد امن الدولة
هي صدفة لم اكن ارغب فيها بمثل هذا التوقيت حيث امتحانات اخر العام ولكن كل الظروف كانت تدفعني لهذا اللقاء
عزيزي:رائد امن الدولة
لم اكن سوي واحدا من 30 مليون حلم شاب يطمح في تنمية وطنه والمحافظة عليه من الانجراف الي الهاوية حتي زملائك في الامن الوطني الذين قابلوني في اول يوم تحقيق كانوا متوافقين معي في ضرورة طرح ملفات التنمية والتخوف من الدخول في موجة من الجهل والفقر
فلماذا انا معتقل ؟!!
هل الحفاظ علي الخصوصية الذي يكفله الدستور اصبح جريمة اعاقب عليها؟!!
ام ان يتم اختطافي لمدة 4 ايام بدون عرضي علي النيابة وتعذيبي في اليوم الثاني بالكهرباء هو الجريمة؟،!
حتي انت لم تجد شئ مما اخبرتك به في خلال 5 ساعات تحقيق جريمة بل بالعكس كنت متوافقا معي تماما في كافة احلامي كشاب باحث عن التنمية
فلماذا انا معتقل؟!!
الان مازلت جالسا في السجن بعد عدم حضوري لامتحاناتي فاصبحت اتسول الدرجات لانقاذ مستقبلي من الضياع وذلك بعد ان تراجعت النيابة في قرار الافراج عني في احداث لم تكن مفهومة بالنسبة لي
: اجلس الان بين المجرمين وتجار المخدرات فهل هذا المستقبل الذي تتمناه الدولة لشبابها؟!!
لم ولن انكر نفسي او احلامي فهي جزء من حلم الشباب الباحث عن التنمية وهي ليست جريمة
اتهمت بالدعوة للعصيان المدني وحدي فهل انا مختل عقليا لتوجيه مثل هذه الدعوة وحدي في منطقة نائية ام ان الظابط لا يعي ما يقول ؟!!

طارق محمد احمد حسين (طارق تيتو) – شقيقي العزيز محمود

طارق محمد احمد حسين (طارق تيتو) – شقيقي العزيز محمود

شقيقي العزيز محمود،
أعلم أنك قضيتَ أكثر من 500 يوم في السجن، وقد انفطر قلبي بسبب الظلم الذي لحقَ بك وبالعديد من أمثالك.
واليوم يكمل الرئيس عبدالفتاح السيسي عامه الأول في منصب الرئاسة، دون أن يتم الإيفاء بالعديد من الوعود التي قطعها. فقد امتدح الشباب في هذا البلد، ومع ذلك فإن عديدين منهم يذوون في غياهب السجون.
وفي خطاب وجًّهه إلى الأمة في فبراير/شباط، قال الرئيس السيسي: "سيتم إطلاق سراح جميع الشباب الأبرياء." واليوم أود أن أسأل: "حسنٌ، ماذا عن شقيقي، الذي قُبض عليه عندما كان في الثامنة عشرة من العمر؟ إنه يقبع في السجن لأنه كان يرتدي قميصاً قطنياً يدعو إلى "وطن بلا تعذيب" ووشاح يحتفي بذكرى "ثورة 25 يناير". ولم توجَّه له رسمياً أية اتهامات، ولم يُحاكم على أية جريمة. فلماذا لم يتم إطلاق سراحه إذن؟
ولأسباب غير واضحة لنا لم تعد تُستدعى إلى المحكمة لحضور الجلسات التي يقرر فيها القاضي تمديد فترة حبسك أم لا.
قبل أسبوعين حضرتُ جلسة المحكمة مع المحامين في فريق الدفاع عنكم، ولكنك لم تكن هناك.

(محمود حسين "معتقل التيشيرت")
إنني أخشى التفكير بظروف سجنك. فأنت محتجز في سجن الاستئناف الواقع خلف مديرية أمن القاهرة- وهو المكان نفسه الذي كان قد احتُجز فيه علاء عبدالفتاح. ويُعرف هذا السجن بأنه واحد من أسوأ السجون، وهو مخصص لأن يكون مركز احتجاز مؤقت. وفيه ينتظر المحكوم عليهم بالإعدام تنفيذ الاحكام.
أنت محتجز مع 44 نزيلاً آخر في زنزانة لا تتسع إلا لنصف هذا العدد. وهي مليئة بالحشرات. وأن يحظى النزيل بقبس من ضوء النهار بين حين وآخر يعتبر ميزة إضافية.
إن عزائي الوحيد هو أنك تحافظ على ارتفاع روحك المعنوية من خلال تحسين مستوى مهارات الرسم لديك والاتصال بنشطاء محتجزين آخرين. أحب الرسم الذي رسمته لمحامية حقوق الإنسان ماهينور المصري، تلك البطلة الأخرى التي تقبع في قفص. فقد رسمتَ الشخصية المرحة للبطة دونالد داك ضاحكةً ومبتسمة، مثل ماهينور التي نحبها جميعاً. كما يذكرني هذا الرسم بروحك الطيبة: تلعب كرة القدم وتمرح مع أصدقائك.
قد فُطرت قلوب والدينا لأن حياتك توقفت في زنزانة مظلمة بدلاً من أن تكون مفعمة ببناء مستقبلك وتقديم امتحاناتك وإكمال تعليمك. وفي الأشهر السبعة عشر الفائتة منذ احتجازك، قضيتَ عيد ميلادك التاسع عشر في السجن و قد فاتك عرس شقيقنا. لقد افتقدناك كثيراً.
أتذكَّر أنك بالكاد تمكنتَ من البدء بالتظاهر في وسط القاهرة قبل أن يتم تفريق المظاهرات في شتى أنحاء المدينة في 25 يناير/كانون الثاني 2014. وسنة بعد سنة، وفي كل ذكرى سنوية، نواجه المزيد من القمع وإزهاق الأرواح. وفي 24 يناير/كانون الثاني من هذا العام، تلقينا أنباء مروعة تفيد بأن الشاعرة والناشطة اليسارية شيماء الصباغ قد قُتلت في وسط القاهرة على يد شرطي. وكانت شيماء تشارك في مسيرة لإحياء ذكرى الذين قضوا نحبهم في الثورة قبل أربع سنوات، عندما تم تفريقها بعنف على أيدي قوات الأمن.
وفي يوم احتجازك، في 25 يناير/كانون الثاني 2014، ذهبتُ للمشاركة في احتجاج كان من المقرر أن يتم في حي المعادي بالقاهرة، حيث كنا نأمل في الاحتجاج ضد الرئيس السابق محمد مرسي ومساعديه، وضد الرئيس الحالي كذلك. بيد أن الشرطة قامت بتفريقنا قبل أن تنطلق المسيرة.
احتجزت في ذلك اليوم وتم اقتيادي إلى السجن في مركز شرطة المعادي. واحتُجزت هناك لمدة 74 يوماً بتهمة الاشتراك في احتجاج غير قانوني، والانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين المحظورة التي ينتمي إليها مرسي. هذا أمر يثير السخرية، أليس كذلك. وقد بُرئت ساحتي بعد الاستئناف.
في اليوم الذي تم فيه القبض علي واحتجازي, اكتشفتُ أنك كنت في السجن كذلك. إن معرفة أن شقيقك الأصغر تعرَّض للقبض والتعذيب يعتبر من أسوأ المشاعر في العالم.
لقد تم القبض عليك عند نقطة تفتيش قسم شرطة المرج بينما كنت متوجهاً إلى منزلك على متن حافلة صغيرة. في ذلك اليوم بالذات نُقلت للمثول أمام ضباط جهاز الأمن الوطني في قسم الشرطة لاستجوابك.
هناك تم تعصيب عينيك وتقييد يديك خلف ظهرك. وأراد الضابط أن يملي عليك "اعترافاً" مصوراً على شريط فيديو. ولكنك رفضت بالطبع وقلتَ إنك لن تعترف بجرائم لم ترتكبها. ولهذا عمدوا إلى ضربك وصعقك بالكهرباء على وجهك وظهرك ويديك وخصيتيك.
وبعد أربع ساعات من التعرض للتعذيب وإساءة المعاملة قلتَ لضباط الأمن الوطني إنك "ستعترف" بأي شيء يريدونهه حتي يتوقَّفوا عن تعذيبك.
وسجَّل ضابط الأمن الوطني شريط فيديو أظهرك فيه وأنت "تعترف" بحيازة متفجرات والانتماء إلى جماعة إرهابية وتلقِّي أموال من أجل التظاهر والمشاركة في احتجاج بدون ترخيص. وقد رأى أفراد عائلتي آثار التعذيب عندما قاموا بزيارتك في السجن في اليوم الذي خضعتَ فيه للتحقيق.
شقيقي العزيز،
غداً من المقرر أن تمُثل للمحاكمة أمام قاضٍ، ربما يجدد فترة حبسك أو لا يجددها. إنني آمل أن يستمع القاضي إلى ندائنا ونداءات جميع المهتمين بحقوق الإنسان في مصر وأن يتم إطلاق سراحك.
مع حبي
شقيقك
طارق تيتو

احمد سعد دومه سعد (احمد دومه) – قُبلاتنا تُبقينا

احمد سعد دومه سعد (احمد دومه) – قُبلاتنا تُبقينا

ثمانمائة صورة أو يزيد كانت تنتشر فى أرجاء الزنزانة، تصطف فوق كل شبر من جدرانها كدرع أواجه بها نسيانى للعالم، وأهرب خلفه من وحش الصور المشوهة الممسوخة بفعل الأسلاك والقضبان.. أنجح حيناً وأخفق أحياناً، أتذكر وأنسى، تزورنى اللحظات، فأسكنها، ثم سرعان ما انتزع منها، فأبقى شريدا مصطحبا خيبتى وفراغ ذاكرتى..
أصارع حينا بالصور فأتذكر الملامح، وبالحكى فأتذكر الانطباعات، وبإعادة الخلق فأحفظ على نفسى المشاعر والانفعالات.
«فى السجن: أنت أسير لهواجسك وانتظارك.. ووحدها الأحلام تخلصك»
(2)
معاركى التى لا تنتهى مع السجان لانتزاع وقت الزيارة والتريض أو السماح بدخول مروحة أو رسالة أو كتاب.. أكتشف مع الوقت أن كلها معارك هينة- رغم عظمتها عندى- ليس لأنها فقدت أهميتها، فالسجن أصلا مبنى على تلك التفاصيل الصغيرة وحياتك فيه مستمرة بها، لكن لأنك بطول المدة التى تقضيها فى السجن تنتقل صراعاتك- تلقائيا- لمراحل ذاتية داخلية أكثر، ولشدة انغماسك فيها.. قد تشعر مع الوقت أن وجودك ذاته أصبح مهددا!!
«فى السجن: يصغر عالمك ويتضاءل حتى يمكن قياسه بالشبر.. وحده براح ذاتك يستوعبك»
(3)
أنتظر الزيارة بلهفة عاشق ووحشة طفل، وأبقى طيلة الأربعة عشر يوما التى تسبقها أتحضر وأستعد، أنفض عن نفسى غبار الحبس وأرسم على شفتى روحى ابتسامة تهزم كآبة المكان، أكتب وأدخر الحكايا والحواديت: «من فاز فى لعبتنا الأخيرة، كم أشتاق لصالون السهرة بصحبة علاء، حكاية آخر كتاب قرأته، القصائد التى كتبتها وألقيتها فى إذاعة العنبر اليومية، آخر أشهى أكلة اخترعتها ولم آكلها بسبب معدتى..»، يمتلئ كيسى بالحواديت المدخرة، ويأتى موعد الحفاظ على الكيس وما فيه: «أتجاهل استفزازات الحرس اليومية، التفتيشات بحثاً عن مقال أو قصيدة، استظرافات مسجونين- أطفال الإخوان الظرفاء كما أسميهم-.. أتخلى عن الصدام بطول الطريق من الزنزانة إلى عنبر الزيارة- على غير عادتى- فقط كى لا تنمحى هذه الابتسامة التى ألقيت القبض عليها من لحظة فرح نادرة لأخفى وراءها وحشة ووحدة
أدخر وأدخر.. وتفاجئنى اللوائح والتعليمات السخيفة» لا وقت لهذا كله «أدخل الزيارة وأخرج منها فأعود لزنزانتى الانفرادية بذات الوحشة.. ولهفة أكثر، مدخرا ما لدىَّ للزيارة القادمة»!!
«فى السجن: أنت أكثر قابلية لتصديق نظرية المؤامرة ولا نجاة سوى بالتجاهل»
(4)
تجتاحنى رغبة عارمة فى الكتابة- فنحن نكتب أحيانا لننجو- وفى الشكوى والصراخ.. أحضر ورقة وقلما وأشرع فى الكتابة: «حبيبتى..» أشفق عليها مما أريد أن أكتب فأتوقف، فنحن حين يثقلنا الألم نحتاج التحدث لحبيب يحمل عنا، وحين يثقلنا أكثر، نشفق على من نحبهم مما نحمل فنحتفظ به لأنفسنا وفقط، خاصة وأنا أعرف أنه تزورها الآن أفكار سوداوية كافية حول مستقبلى هنا.. أفكر قليلا، وفجأة تطفو على سطح ذاكرتى كلمات «ناظم حكمت» التى أرسلها لزوجته من السجن:
«دعك من هذا كله
إنه احتمال بعيد، بعيد
إذا كنت تمتلكين شيئا من النقود
فاشترى لى سروالا من الفانيلا،
عادت آلام المفاصل إلى ساقى
ولا تنسى أبدا
أن على زوجة السجين أن تفكر فى الأشياء الجميلة»
فأبتسم وأكمل ما بدأت:
«حبيبتى.. سيأتى يوم تصبح فيه قبلاتنا المسروقة من خلف أعين السجان أكبر دليل على أننا سنبقى.. وسنبقى».

احمد فؤاد محمد السيد (احمد فؤاد) – جدو جدو هي الأوضة دي طول عمرها ضلمة كدة؟

احمد فؤاد محمد السيد (احمد فؤاد) – جدو جدو هي الأوضة دي طول عمرها ضلمة كدة؟

"- جدو جدو هي الأوضة دي طول عمرها ضلمة كدة؟
* لأ كان في لمبات زي اللمبات الثلاث اللي هناك.
– وراحوا فين؟
* انطفت مبقاش ليها معنى.
– ولما كانت منورة أنتم كنتم فين؟
* كنا هنا برضو ومحدش قدر ينضف الأوضة صح ففضلنا قاعدين، ما هو أنت عارف بقى إن إحنا بنعيش في المكان القذر اللي مافيهوش تغيير مع إن ربنا قال في كتابه: “وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت”.
رغم كده محدش يقدر يمسحنا من الأوضة لحد ما عشنا في أركانها كلها. – مش الكائنات اللي عايشة تحتنا دي ممكن تنضف الأوضة؟ مش هم دول البشر؟
* لأ دول أنصاف البشر.
– يعني إيه أنصاف؟!
* بتسأل كتير أوي! هتعرف مع الوقت.
– طيب إيه الحروف اللي على اللمبات دي؟
* ده حرف اسمه (ألف)، والتاني اسمه (ميم)، والثالث اسمه (لام).
– يعني إيه؟
* مش عارف معناهم إيه بس الكائنات دي عارفة، سمعتهم بيقولوا قبل كده مش هنقدر نعيش غير باللمبات دي، مع إن اللمبات اللي انطفت قبل كده كان عليها حروف وبتمثلهم معنى برضو، ولما انطفت عاشوا من غيرها، كان في لمبتين جنب بعض واحدة مكتوب عليها حرف (حاء) والتانية مكتوب عليها حرف (قاف)، وكمان كان فىه 3 لمبات عليها حروف (عين) و(دال) و(لام)، ولمبات كتير انطفت عشان معناها انطفى.
– إيه الصوت ده يا جدو؟
* ده صوت مولود جديد.
– إلحق إلحق يا جدو شوفت إللي حصل! حرف الـ(لام) اتبدل مع حرف الـ(ميم).
* يبقى ده شعار المرحلة القادمة يا حبيبي."

محمد فوزي شاهر محمد كشك (محمد فوزي) – المقال الخامس عشر

محمد فوزي شاهر محمد كشك (محمد فوزي) – المقال الخامس عشر

[المقال الخامس عشر]
"أعاااا"
(1)
"عرام عليكو, أنا چيفارا كازترو.. أعاااا, عقوق الإنزان يا ظَلَمَةْ.. عقوق الإنزان." تخللت كلماتِه المشوهة طَرقاتٌ واهنة على جدار عربة الترحيلات. عياناه غائرتان. وجنتها بارزتان. فمه له سواد مطفأة سجائر بالية. لا يغطي عظام صدره البارزة سوى ملابس داخلية رثة. أما حنجرته, فهي لا تختلف كثيرًا عن وجهه, بها من نَدَبَات التشرُّد ما بها, تصدر صوتًا متحشرجًا أجشُّ, وكأنما يأتيك من جرامافونٍ تالف.
الشاويش الذي أدخلنا العربة تعامل مع صراخ چيفارا وكأنه نباح كلب في العراء. أغلق الباب, فتوجَّه چيفارا لنا بدلا "إيه يا شُيوخَهْ؟" وبدأ يعبث بأمتعتنا. خُدِعَ بمنظر اللحي المُطلقة وغير المشذبة لثوانٍ, وصُدِمَ حين تأكَّد أن ليس جميع الموجودين "شيوخه" كما تخيَّل, إذ يستحيل أن يرد عليه شيخ ببذاءة متناهية كما تطوّع بعضنا وفعل. فشل في سرقتنا. فشل في استعطاف الشاويش بعد استفزازه وسبِّه. هدأ قليلًا.. وعاد.
"Je parle franzais أنا خريج ألْزُنْ والله, بزّ بَلَد بنتِ وزْخَة, معاكو بُرْشام يا شيوخه, أي بُرشام للصداع وحاجة تتاكل ربنا يفك كربكم". أَكَلَ, ولم يُعطه أحدٌ أي مسكن, شفتاه المتلَجلجتان وحدقتاه التائهتان كانتا دليلًا على تعاطيه مقدار ليس بالقليل من المخدر, وجميعنا يعلم أن السجينات والسجناء جنائيًا يطحنون حبّات المسكن والمضادات الحيوية ويستنشقونها مخلوطةً بالحبات المخدرة داخل السجون. كنت أتأمله حين أتت صلاة الظهر, رفع أحدنا الأذان, فانخرط چيفارا في نحيبٍ هيستيريٍ! نسيتُ أن أسجّل أني لمحتُ صليبًا موشومًا على رسغه أثناء تناوله الطعام!!
انتهى نحيبه بعد أن واسيناه, نظر لأحدنا مُرتعدًا, ثم انكمش, ثم عادت ابتسامة غريبة لوجهه, يبدو أن المُخدِّرَ شعشع برأسِهِ لحظتها: "إنت مش فاكرني يا أشرف بيه؟ أنا سامية دلع يا أشرف بيه.." كان يحاول ترقيق صوته الوحشي بتغنُّجٍ أنثوي مثيرٍ للغثيان.
هل كان ذلك تأثير المُخدِّر وحدَه؟ أم أنه مريض نفسيًا؟ سامية دلع؟ هل أجبره أحدٌ على التسمّي بذا الاسم يومًا؟ عُذِّبَ مثلًا؟ فعلوا ذلكَ معنا في السلخانات, يُجبرك الجلاد على التعامل معه باسم فتاةٍ أو رقمٍ لتكسر الإهانة ما تبقى فيكَ من مقاومةٍ. السجينات والسجناء جنائيًا يتعرضون لتعذيب قاسٍ وأحيانًا أشدّ منا. رأيتُ حالات كثيرة جدًا.
لا أدري حقيقة چيفارا/سامية. ولا أدري ما الجرم الذي ارتكبه, أيًا كان, فالدولة قد ألقت به هاهنا بلا رعايةٍ طبيّة ولا حتى دينيةٍ. أتاحت له صنوفًا وصنوفا من المخدرات, وحرمته من وجبةِ طعامٍ آدمية.
(2)
صبيةٌ يسميّهم القانون "أحداث", لأنهم لم يبلغوا السن الرسمي بعد, فلا يودعهم مولانا القانون داخل السجون حيث الحياة الخشنة, وإنما يتركهم ليعيشوا داخل الأقسام ومراكز الشرطة.. حيث لا حياة أصلًا.
تصادف عرض قضيتهم –تظاهر, انتماء, قطع طريق- وقضيتي في جلسةٍ واحدةٍ. طالت المرافعات. أثنى أحدهم ركبتيه حتى لامست صدره, طوّقهما بذراعيه, وألقى برأسه فوقهما. بشكلٍ متعامدٍ على الأول, دس الثاني ساقيه أسفل ركبتي الأول وانحنى بجذعِهِ فوقهما. أما الثالث فلم أدْرِ كيفَ حَشَرَ جسدَه في كومة اللحم والعظم المتشابكة, ولم أدْرِ كيف رغم صراخ المحامين جوارنا, استطاع الثلاثة أن يناموا.
مصطفى هو من نبّهني لوضعهم الغريب وسأل لِمَ انكمشوا هكذا رغم توافر مساحةٍ في القفص تكفيهم ليناموا متمددين, وتساءل كم قضى هؤلاء داخل الأقسام ليعتادوا –وهم في سن الانطلاق- على الانكماش هكذا. كلانا كان يعرف الكثير عن طبيعة الأقسام من حكايات الرفاق, حيث لا يسمح العدد المتكدّس سوى بالوقوف أغلب الوقت مع تبادل نوبات النوم في وضع القرفصاء.
كنت أحوّل عيني تبادلا بينهم وبين وجه مصطفى الغاضب يتأملهم. لم أعد أسمع أي حرفٍ من مرافعات المحامين في مسرحية المحاكمة, صوتٌ واحدٌ كان يدوّي داخلي "أعااا.. عقوق الإنزان يا ظلمة, عقوق الإنزان". لم أصرُخ كصاحبنا چيفارا, ولم أمتلك من الطاقة النفسية ما يكفي لأقترب من الصبية بعد أن استيقظوا لأهوّن عليهم. صمتُ. تقرفصت أرضًا. أنا بدوري.. انكمشت.
(3)
نصف الحقيقة كذب. الانتقاد المشذب تعريص. السجون المصرية لا تحتوي على "بعض" المخالفات, والضباط الشرفاء لا يرتكبون "بعض" التجاوزات. الأصل في السلخانات والسجون هو القهر والإذلال والإنحطاط لأسفل دركٍ بهيميٍ.
بوسعي أن أكتب الكثير عمّن قابلتهم عابرًا أو شاركتهم الحياة داخل زنزانةٍ واحدةٍ, أكتب عن التعرية, التجويع, الحرمان من النوم, إحراق اللحي, التعليق من الأذرع, انتهاك المؤخرات بالأصابع والعصيِّ, وصعق الخصيتين داخل سلخانات التعذيب. وكذلك عن مساحات الزنازن الأضيق من القبور, منع الزيارات, سرقة الأغراض بحجة التفتيش, الضرب بحجة التأديب, الطعام القذر, المياه النتنة, والحرمان من الشمس.
من الزاوية الأخرى بوسعي أن أكتب عن المقاومة, الثبات, التراحم, الضحكات الرائقة, النفوس المطمئنة, الأحلام السماوية, اليقين الإلهي, الاستعصام بالله, والاستمساك بالمباديء للجيل الذي يُربى داخل السجون.
قد يكون السجن بردًا وسلامًا, به من الحرارة فقط ما يكفي ليذيب الجمود والتحزّب الأعمى, ويُعلي القيم الإنسانية قبل أي شيءٍ, لتصبح الزنزانة رحمًا ولودًا لبشرٍ أكثر رُقيًا. وقد يكون السجن نارًا تصهر ما تبقى من آدمية السجينات والسجناء, ليخرج لنا طُغاةً ومسوخًا جُدد.
بوضوحٍ تام, ماذا تنتظر من صبيٍ عرّوه ووضعوا عصىً في مؤخرته ليعترف بجُرمٍ لم يرتكبه أو حتى ارتكبه؟ أن يدرس الفنون التطبيقية ليعمل بعد خروجه مُهندسًا للديكور مثلًا؟! سيخرُج ناقمًا على الدولة بكل كياناتها, كافرًا بأي أحلامٍ للتغيير بلا عنف, كارهًا للمجتمع بكل طوائفه, من شارك ومن بارك ومن صمت عن انتهاكِهِ يومًا.
بين خطاب المظلومية الذي يسعى لتعاطف المتلقي لا أكثر, وخطاب العنترية الذي يسعى لإعجاب المتلقي لا أكثر, هناك خطاب الصدق الذي لا يسعى سوى للحقيقة كما هي.. عارية. مستمسكًا بهذا الخطاب, أكتب. أعرف أن الحقيقة كلّما خرجت للناس عاريةً قابلوها بالهجر حينًا وبالرجمِ حينًا. أعرف أن الأغلب سينظرون بلا مبالاةٍ لها, كلا مُبالاة شاويش عربة الترحيلات. أعرف أن آخرين سينظرون لها بتعجُّبٍ دون محاولة للمساعدة, كتعجّب باقي السجينات والسجناء حينما رأوا چيفارا يجأر بالحقيقة صارخًا "أعااا..".
أعرف.. ولا أملك سوى أن أكتُب.
محمد فوزي

احمد صالح‬ (احمد صالح) – أكتب هذه الكلمات التي تصف لكم ما حدث لي بإختصار

احمد صالح‬ (احمد صالح) – أكتب هذه الكلمات التي تصف لكم ما حدث لي بإختصار

"بسم الله الرحمن الرحيم أنا المعتقل "أحمد صالح‬ " الطالب بكلية التربية الرياضية بالأسكندرية أكتب هذه الكلمات التي تصف لكم ما حدث لي بإختصار ما عانيته ولاقيته.أختطفت من أمام أحد النوادي بتاريخ 26 / 3 / 2015 بطريقه غير ادمية في " عربية ملاكي " بتهديدي بالسلاح المصوب الي رأسي وتم تغمية عيني ولا أعرف الي اين انا ذاهب ؟!!أخذوا كل ما معي من " فلوس و موبايل " وتم تقيدي بالجنازير يدي خلف ظهري وتقيد رجلي أيضا وظللت واقفا لمدة 9 ساعات كاملة .ثم جاء رجل سألني " ما اسمك ؟ وسنك ؟ وعنوانك ؟ هل تحب تحب السيسي أم مرسي ؟ "فعلمت أني في مكتب أمن الدولة بمديرية أمن الأسكندرية .جلست في هذا المكان " 8 " أيام لا أقول سوى " الآآآآه "اليوم الأول : لم يحدث لي شيء تقريبا .اليوم الثاني " تم تعليقي من رجلي ويدي بعيدا عن الارض بمسافة متر تقريبا أكثر من " 12 " ساعه .ثم جاء رجل وقال للي كانوا جنبي " إبدأوا "بدأوا بضربي " بالكورباج " علي ظهري وبطني ورجلي ولما يتعبوا يريحوا ويرجعوا يضربوني تاني .
ثم جاء رجليين اخريين وأخذوني من الغرفه التي كنت فيها الي غرفة تسمي " الثلاجة " وهي بالفعل ثلاجة .قبل أن أدخل " قلعوني كل هدومي الا الشورت الداخلي " ووضعوني فيها لمدة " 3 " ساعات وكنت بعرف الوقت من الأذان الي كت بسمعه للصلاة
ثم أخرجوني من الغرفه ووضعوني في " بانيو " به " لوح تلج " بعد كده دخلوني علي " الكهرباء " .إتكهربت في عصب رجلي ولساني وايدي وعضوي الذكري وبطني وظهري وفي رأسي .كان كل يوم علي هذا الشكل بس عدد ساعات الثلاجة بيزيد وفولت الكهرباء بيعلى بشكل بشع .إلي ان جاء اليوم الثامن كان أول مرة افتح عيني فيها لقيت نفسي مربوط في كرسي ومحطوط فيا أسلاك كهرباء في كل حته في جسمي وقدامي " كاميرا "وورقة الاتهامات .وكنت لازم أقرأها بالشكل الي مكتوب بالظبط ولو غلطت في حرف بيشغلوا الكهرباء ومكنتش ساعتها في وعيي الكامل .اتكهربت علي الكرسي ده " 12 " مرة عشان أقول الكلام الي مكتوب ده صح زي ماهم عايزين .
بعدين طلعوني علي غرفة تقريبا قاعة المؤتمرات في المديرية الدور السادس دخلت لقيت كمية أسلحه رهيبة محطوطة علي ترابيزات .وصورونا بس وانا رافع راسي ومنزلتهاش ابدا .كان ساعتها الوقت دخل علي الفجر .. بعدها بكام ساعه خدونا في عربية ترحيلات واحنا متغمي عنينا لمكان منعرفهوش .بعد كده عرفت اني في " النيابة العسكرية " وكنت رايح علي نقالة لاني مكنتش قادر أمشي .دخلت تقريبا اخر واحد علي وكيل النيابةفضلنا هناك طول اليوم .فكوا الي علي عنيا والي علي ايدي وكانت أول حاجه أكلها واحطها في بطني من " 9 " أيام باكو بسكوت وعصير إدتهوملي محامية .ساعتها مكنتش أرد علي الاسئلة غير بالاشارة بايدي اني معملتش كده .وطلبت اني اتعرض علي طبيب شرعي عشان أثبت الي حصلي لكن الي الان لم يتم عرضي .انا مختطف من 26 / 3 / 2015 وتم عرضي علي النيابة 4 / 4 / 2015بعدها بيتنا ليلة في المديرية في الحجز والناس الي في الحجز أكلوني وبدأوا يعالجوني واتعرفت عليهم منهم " المهندس والمحامي والطالب الي زيي " وكل ده عشان قلت كلمة حق فالحمد لله علي كل حالوده بإختصار الي حصلي .وكله في سبيل الله ..!"

عبد الله ناصر منصور (عبد الله ناصر) – أول ما يثير الاهتمام هنا هو غناء العصافير

عبد الله ناصر منصور (عبد الله ناصر) – أول ما يثير الاهتمام هنا هو غناء العصافير

أول ما يثير الاهتمام هنا هو غناء العصافير، فإنك و انت جالس في زنزانتك تستمع لزقزقة العصافير في نسيم الفجر و قبل أذان المغرب، يقولون لك، ها قد جاء النهار، و الآن قد حل الظلام.

إنه لشعور روحي ساحر أن تنصت للموسيقى التصويرية لتلك العصافير المدهشة، و كأنها تعزف ألحانا للحرية و الإنطلاق، فتهمس أنت بسعادة: "يا ليتني كنت عصفورا"

وليد سعد احمد محمد (وليد سعيد) – كلام في زنزانة

وليد سعد احمد محمد (وليد سعيد) – كلام في زنزانة

بسم الله الرحمن الرحيم
يااااه شكلك مش عرفنى او جايز مش فكرنى او ممكن تكون نسيتنى انا مش هزعل لو مش عرفنى بس الى يزعلنى لو انك مش فكرنى او نسيتنى تنسونى اواى وانا اخوكم وانا حر زيكم طب هفكركو بنفسى مع انى عارف انى فى قلبكم ... <<< انا الى ضرينى الكلب وعزبنى صبح على صبح وهو لسه بيعزبنى انا الى دمى سال فى ايده والكلب ولا همه وكنت بشده انا فى دمى بنذف كان كل الى فى همو انه يتهمنى بتهمه كبيره وصعبه والكلب كان عاوز بعزابه يكسرنى ويحسسنى انى ضعيف بالرغم انى فى وسطهم رافع راسى وعنيف وده كان عندهم بالنسبه لهم شئ مخيف والكلب لسه بيعزبنى سمعت صوت فى ودنى امى بتقولى يت حبيبي يابنى اتحمل وربنا معاك وبتقولى (فالله خير حفظا وهو ارحم الراحمين) والودن الثانيه صوت صحبي بيقولى متشلش همى طبعا عارفين مين هو صحبي!!! الى هو شاب معرفهوش عوزنى اقول عليا وعليه كلام معملنهوش والكلب كن بيهددنى وانا صرخت صرخه موت لان بعد الام مفيش سكوت كان اهون عليا الموت وانا كان كل همى ميجبش سيره امى لانه كان بيشتمنى وهو عارف غلاوة امى عندى عارفين ده كله والكلب كان مغمينى لانه كان خايف عينه تيجى فى عينى وكان مكتفنى ومربطنى وده كله وبرده خايف منى لانى على حق ..... بس فجأه اغمى عليا وودعت بعينى الحياه ولكن قالبى مازال ينبض وسعاتها قلت سامحينى يا امى ولكن فقت مره آخرى وانا بقول لنفسى لسه شويه على الموت وفجأة راجعواا تانى يعذبونى وعلى الكلام يغصبونى وصممه يحفظونى الى همه عوزينه منى وانا غصب عنى وبالا وعى ولا نوم لمدده ايام وغيبونى عن الوعى وبدؤ يصورونى وقلت الى عوزنى اقوله وعندما اتعب او الغلط ف الكلام يرجعه تانى يهددونى باسرتى بالكامل ويرجعه تانى يعزبونى بكل انواع التعذيب والكهربه ويسيل الدم منى ويقوله لي عيد الكلام تانى من جديد واقول الكلام والدموع فى عيونى وانا مش قادر من كتر االام فصرخ واقول سمحينى يا امى ... كل هذا من اجل دينى وبلدى.. بالمناسبه اتا شوفت الجرنال الى فيه صورتى أقسم بالله كان بيحقق معى على انه ظابط امن دوله وكان بيحقق معى وبيصورنى فة مكتب امن الدوله والكلام الى كان مكتوب فى الجريده كان كله كذب وده كان تحقيق امن الدوله معى بعد التعذيب والضغط والتهديد...... انا الى هتفت سلميه ولنا صايع ولا انا بايع سنين عمرى الى باقيه منى ببلاش ولت حابب أشوف امى وقلقها عليا باستمرار ولا عاوز اشوفها شيله الهم وتبكى لو تشوف الدم سايل منى ولما تتسأل عنى تقول ده ضنايا راح ولا جانى ولبسوه تهم ويعلم الله انه برئ منها.... انا الى هتفت سلميه ولا كان نفسى اشم غاز يحرق صدرى ولا امسك طوبه فى ادايه ولا خرطوشه تحرق عنيا انا الى هتفت سلميه مكنش فى بالى ضرب الخرطوش الى خرم هدومى وجسدي ولا فى بالى انى اضرب برصاص من ضابط مفترى قناص .... ودم الشهداء بيجى فى بالى ويفزعنى ويقلق راحتى كل منام ساعتها لقتنى مكتف وقلت لا بد ان اهتف راجعت اهتف سلميه فى ايدى ايه غير انى اهتف....فضلت اهتف.....فضلت اهتف وقلت يا ناس انا الى هتفت سلميه وقلولى لا ونكرونى وشفت الدم من تانى وعاد المشهد من تانى ومات الشهيد امامى عشان هتف سلميه وبعد ده كله هتفت سلميه.... لاكن عرفين انا استاهل عشان انا كنت متساهل ولأجل يكون فى معلومك مفيش حريه بالساهل ومهما يسيلو فى دمى اراداتى مش هتنكسر وطول ما عندى نفس وقلبي يدق ههتف واقول سلميه انا فداء دينى ووطنى وبلادى الاسلاميه تروح الروح وتهون ولا اشوفها غير انها اسلاميه ولت اشوفها بتتعسكر ف عنيا..

close

Subscribe to our newsletter