الزمان: السبت 28-12-2013م..
المكان: أمام جامعة الأزهر، بالتحديد عند سلم المشاة
صورت الأمن وهو بيعتقل 2 من الطلبة كانوا ماشيين قدام الجامعة وضربوهم وكتفوهم ورموهم في البوكس، وأول حوار دار بيني وبين نائب مأمور قسم تاني - إللي قبض عليا - كالآتي: نائب المأمور: انت بتصورنا إحنا؟! مش تصور ولاد العاهرة إللي بيحرقوا في الجامعة؟! -طبعا مقالش عاهرة قال اللفظ اللي انتوا عارفينه- أنا: أنا فعلا كنت رايح أصور حالًا! *سب دين، ضرب من غير سبب، تشخير، طلع الميموري يابن الـ... وطلع الموبايل، وياريت لو تطلع روحك عشان نخلص!! الموبايل كان جديد وواحد من الباشوات ضربه في جيبه.. الميموري عليه فيديو يثبت مدي عشوائية الإعتقال وانتهاكات الداخلية.. الكاميرا حطوها حرز من غير ميموري.. * * * -2- الزمان: نوفمبر 2014 المكان: ليمان أبوزعبل، مكتب رئيس المباحث. *كنت مضرب عن الطعام ورئيس المباحث إستدعاني عشان يحاول إقناعي بإنهاء الإضراب - أو يهددني -، بالصدفة لقيت نائب المأمور إللي قبض عليا موجود في المكتب. نائب المأمور: انت تعرفني ولا إيه؟ أنا: مفيش حاجة ممكن تخليني أنسي الشخص إللي بسببه عمري بيضيع في السجن.. *سكت فكملت كلامي - يوم 28 ديسمبر 2013، كان فيه شاب معاه كاميرا ورايح يصور اشتباكات الجامعة فانت وقفته وقلت له: - انت بتصورنا احنا؟! مش تصور ولاد الـ... إللي بيحرقوا الجامعة!! وبعدين ضربته، فالعساكر والمخبرين حسوا إن حضرتك هتتعب.. فكملوا ضرب!! سِكِت وضحكة اللامبالاة علي وشه!! - أنا بقي الشاب دة.. عمل نفسه متفاجئ.. - هو انت لسة من ساعتها في السجن؟ أنا كنت بفحصك من أكتر ومكنتش أعرف إنك هتطول كدة.. - عَدِت سنة من يومها بسبب إن حضرتك كنت بتفحصني!! - العيب مش من عندي العيب عند النيابة والقضاء.. - ميهمنيش العيب عند مين، بس بما إن القدر جمعني بيك فأحب أقول لك إني عمري ما هسامحك علي عمري إللي بيضيع.. وإننا أكيد هنقف قدام ربنا ونتحاسب، وابقي شوف هتقول له إيه.. * * * الزمان: 4 مارس 2015 المكان: محكمة معهد أمناء الشرطة - دائرة الإرهاب - *جلسة سماع "شهود الزور" كلهم من الداخلية ومفيش شهود نفي، يعني مقدرش أجيب شهود من زملائي المصورين، ولا أقدر أجيب مدير الشبكة!! القاضي بيسأل نائب المأمور - إللي قبض عليا - حط مليون خط تحت "إللي قبض عليا" القاضي: شُفت المظاهرة؟ - لأ.. أنا وصلت بعد ماخلصت ومشفتش حد من المتظاهرين (ماشافش حد من المتظاهرين - يعني القبض عشوائي) القاضي: شفت الكلية وهي بتتحرق؟ - لأ - قبضت علي حد من مثيري الشغب؟ - لأ، ومشفتش حد منهم خالص (مقبضش علي حد وهو إللي قابض عليا، ولأنه ماشافش مثيري الشغب ولا متظاهرين، مش هيقدر يقول إنه قبض عليا لأن كدة بيقول إني برئ) *ذهلت من الرد.. فضلت أصرخ جوة القفص وأخبط علي الحديد عشان أقول للقاضي إن هو إللي قبض عليا، بس القفص الزجاجي تصرخ فيه مهما تصرخ ولا حد هيسمعك. قلت لواحد من العساكر إني عايز نائب المأمور، بعتلي الرد:"نتكلم بعد الجلسة" .. ولما الجلسة انتهت اختفي، ورجعت السجن سألت عليه العساكر إللي بيأمنوا المأمورية قالوا مجاش، فعرفت إنه بيهرب من المواجهة، ولما قربنا نطلع الزنازين لقيته دخل السجن فجريت عليه.. قلت له: لو سمحت حضرتك قلت انك مقبضتش علي حد، إزاي يعني.. ؟! - أنا مبكذبش، إنما ممكن أنسي، لو كنت فكرتني قبلها كنت قلت انت اتقبض عليك إزاي.. - طيب أنا فكرت حضرتك أهو، ومش عايز غير إنك تقول في الجلسة الجاية انت قبضت عليا إزاي وفين وكنت بعمل إيه وكان معايا إيه.. - آسف مقدرش أغير أقوالي، وعلي فكرة لو انت قلت الكلام دة للقاضي ولا هيفيدك ولا هيضرني!! *بعدين دخلت زنزانتي المظلمة ونمت علي الأرض كالعادة.. والباشا روح بيتهم نام علي سريره وصحي شرب قهوته وراح شغله عشان يشوف هيظلم مين تاني كالعادة!! الخميس 5 مارس 2015 م
رسائل جدران العزلة
محمود يحيي محمود محمد عبد الشافي (محمود يحيي) – رصيدنا لا ينفذ الحمد لله
رصيدنا لا ينفذ الحمد لله
لمصر قدر عظيم فى قلوب أبنائها المخلصين ممن هبوا وخرجوا دفاعا عن مصر ضد سطوة الفاسدين وزئروا فى وجوه الظالمين بعد ان استفحل ظلمهم وطال جميع المصريين، رصيد مصر فى نفوس هؤلاء الابطال لا يمكن وصفه او تخيله فهم شباب على اتم الاستعداد لبذل كل نفيس وغالى فى سبيل رؤية مصر فى افضل حال.
هؤلاء الرجال مهما كبر سنهم او صغر ومهما كانوا ذكورا او اناث فهم جميعا رجال الحق ولمصر فى فؤادهم مكانة كبيرة ولحبات تراب تلك الارض فى نفوسهم معزة ومكانة عظيمة.
ورغم ذلك لا تجدهم يتفاخرون بذلك الحب القوى ولا يزايدون بما يفعلون ولا يعايرون من سواهم بما يقدموا لمصر ولم تسمع منهم ولن ابدا مهما كان كلمة مثل التى قالها الفنجرى سابقا " رصيدنا لديكم يسمح" لان رصيدنا نحن شباب مصر هو عشق تراب مصر ورصيدنا هو كل تضحياتنا وكل فاعلياتنا الثورية لتحقيق العيش والحرية والكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية لكل فرد يعيش فى مصر .
رصيدنا ابتسامة مصرية على وجه مواطن مصرى لا حول له ولا قوة ، رصيدنا توعية كل مصرى بكل حقوقه، رصيدنا له ثمن ضخم فمن اصدقائنا من مات فى سبيله ومنهم من يسجن ويعذب فى سبيل هذا الرصيد الثمين.
احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – حروب الجيل الرابع على الطب المصري
حروب الجيل الرابع على الطب المصري .
لم تكتفي إدارة السجن بأني في الحبس الانفرادي منذ أكثر من 15 شهر , أمكث أكثر من 18 ساعة في اليوم لا أرى بشرا و لا أكلم إلا نفسي ، ولم تكتفي بالحراسة الشديدة و منع التواصل مع البشر إلا في سويعات التريض القليلة ، ولم تكتفي بمنع وسائل معرفة الأخبار مثل التلفزيونات رغم أنها متاحه فى باقي العنابر و باقي السجون خاصة الجنائيين و المجرمين ، بل قررت إدارة السجن مؤخرا زيادة التكدير و المعاناة بمصادرة وسرقه الملابس الشتوية و أيضا جهاز ال mp3 رغم أن هذه الأشياء مسموح بيها للمساجين في كل أنحاء الجمهورية خصوصا لو كانوا جنائيين !!!
ونظرا لأن المجلس القومي لحقوق الإنسان لا يهتم أصلا بالإنتهاكات الأكثر فجاجة و التعذيب , و هو ما يحدث بالفعل في العديد من سجون مصر , فبالتالي لن يهتم المجلس القومي بشكوتي التافهة مثل الحبس الإنفرادي و التكدير المتواصل وسرقة المتعلقات الشخصية ، لذلك قررت الصمت والصبر فالشكوى لغير الله مذلة ، ويكفي أن الصحف اليومية لا يزال مسموح بها , وهى الوسيلة المتاحة لمعرفة الأخبار فى العالم الخارجي , و لكن يبدو أن الصبر و عدم الشكوى لغير الله لم تعجب إدارة السجن فقرروا زيادة التكدير و العزل ومنع الصحف اليومية , و أيضا منع الرسائل الشخصية في الزيارات و أى خطابات من الأهل و الأصدقاء رغم إنهم فى السابق كانوا يقومون بالقراءه التفصيلية لأي خطاب وارد أو خارج , و أحيانا كانوا يقومون بنسخها وعرضها على جهات أخرى رغم أن كل تلك الإجراءات مخالفة للقانون ولمواثيق الحقوق والحريات , ولكن منذ متي تحترم وزارة الداخلية أى قوانين أو أي مواثيق أو حقوق أو حريات !!!!
لو كنت من أحد رموز نظام مبارك أو شاركت في قتل المتظاهرين لتمتعت بكل الحقوق و زيادة حتى الإفراج و البراءه ، حتى الجنائيين لا يتم التضيق عليهم كما يحدث مع السياسين أو شباب الثورة !!!
و بذلك لم يتبق لي لمعرفة ما يحدث في العالم الأخر خارج أسوار السجن إلا جهاز الراديو القديم المتهالك الذي لدي ، ولكن للأسف الشديد وجدت معظم برامج الراديو مليئة بالكذب والتضليل و التحريض ضد ثورة 25 يناير وشباب الثورة , بالإضافة لجرعات مضاعفة من النفاق و التطبيل للسيسى , و لذلك قررت مؤخرا متابعة برامج المنوعات والأغانى و البرامج الصحية بدلا عن برامج الراديو الأخبارية المليئة بالكذب ، و ياليتني ما فعلت ..
ففي أحدى إذاعات النغم و الأغاني كان هناك برنامج طبي يقدم نصائح طبية يومية وفي نفس الوقت كان البرنامج كدعاية لإحدي المستشفيات الخاصة ، ولكن المفاجأة أن الدكتور المذيع بدآ كلامة عن المؤامرة الكونية الكبرى على الطب المصرى و كيف أن أعداء الوطن يستخدمون الجيل الرابع من الحروب للتشكيك في كفاءة الطب و الأطباء و المستشفيات في مصر !!!!
أه والله قال ذلك ، و أضاف الدكتور المذيع أن وضع الصحة في مصر زى الفل و المستشفيات المصرية زي الفل , و أن كل ما يتم ترويجه حول إهمال بعض الأطباء أو فساد بعض المستشفيات أو أخطاء طبية هو مؤامرة كونية و حروب جيل رابع ضد الطب المصرى العظيم , وأن كل الشكاوي من المواطنين البسطاء و كل من يتحدث عن إهمال أو فساد أو طوابير انتظار أو سوء حال المستشفيات لهو متأمر علي مصر والطب المصري !!!
أغلقت الراديو الذي يربطنى بالعالم الخارجي و لم أعلم هل أضحك أم أبكي على كلام ذلك الدكتور !!!
و لكن بعد بعض التفكير في هراء هذا الدكتور سألت نفسي : يعنى وهي جت عليه ؟؟!
إذا كان رئيس الجمهورية يعلق فشلة دائما علي هراء نظرية المؤامرة و وهم حروب الجيل الرابع ، فمن الطبيعي أن يستخدم باقى أتباعة الفاسدين أو الفاشلين نفس الحجة .
فمنظومة الصحة في مصر ليست منظومة فاشلة و لا يوجد إهمال أو فساد فى المستشفيات , بل هى حروب الجيل الرابع التى تحاول تشوية الطب المصري ، و حتى منظومه التعليم في مصر (زى الفل ) ولكن حروب الجيل الرابع هى التي أنتجت طلاب فى مرحلة الثانوي لايجيدون حتي الكتابة الصحيحة , أو هى التي تنتج جامعيين لا يفقهون شيئا في تخصصهم ، أو تخصصات ليس لها علاقة بإحتياجات سوق العمل .
و كذلك منظومة النقل و المرور فى مصر يرونها رائعة ولا تقوم على الإرتجال و الجهل كما يدعون , و كذلك كل أعداد قتلى حوادث المرور في مصر و التي ليس لها مثيل في العالم هي قضاء وقدر و ليست نتيجة لسوء تخطيط و لاسوء حالة الطرق ولا نتيجة عدم الإنضباط أو التطبيق الإنتقائي للقانون !!
لا يوجد فساد إداري في مصر , و لا إستبداد سياسي , و لا قمع للحريات , و لا تعذيب فى الأقسام و السجون ، ولا توجد عشوائية في القرارات , ولا سوء تخطيط , و لا إهدار لموارد الدولة , ولا إستيلاء على المال العام , ولا قضاء فاسد , ولا قتل للمتظاهرين ، كل حاجة تمام ,,
وكل ما يقال هو مؤامرة و جيل رابع من الحروب , حتى المستشفيات العامة في مصر تشهد على ذلك !!!!
حسن جمال حسن ريحان (حسن ريحان) – أبعث سلامي إلى كل أخواني وأصدقائي
اسم السجين (اسم الشهرة) : حسن جمال حسن ريحان (حسن ريحان) النوع الاجتماعي : ذكر تاريخ تحرير أو نشر الرسالة...
فوزي علي محمد عبد الرحمن (فوزي الكردي) – سامحيني يابنتي
اسم السجين (اسم الشهرة) : فوزي علي محمد عبد الرحمن (فوزي الكردي) النوع الاجتماعي : ذكر تاريخ تحرير أو نشر...
احمد جمال عبد الحميد زياده (احمد جمال زياده) – وماذا بعد الكتابة
” وماذا بعد الكتابة”
طلب مني أخي أن أكتب عن قضيتي لإقتراب أولي جلسات محاكمتي يوم الأحد 1 مارس لا أعلم لماذا هذا الإلحاح من أخي، فماذا بعد الكتابة عن محنتي؟! من سيهتم؟!
هل تهتم نقابة صحفيين بمصور صحفي معتقل وهي أصلاً لا يهمها إعتقال عشرات الصحفيين ولا تطالب بالإفراج عنهم خوفا من بطش السلطة؟! أم تهتم حقوق إنسان لم تنفعني بشئ عندما قدمت شكوي ضد أحد الضباط بعد الإعتداء علينا بالضرب فكانت النتيجة أن قال لي “خلي الشكوي تنفعك”، ومُنع عني دخول الملابس الشتوية والبطاطين وحتي الطعام والجرائد، وصارت زنزانتي يتم تفتيشها بشكل شبه يومي وتسرق منها الأشياء التي يمكن استخدامها في المعيشة!!
كيف تهتم ما تسمي حقوق إنسان أصلاً وهي تعلم أن هناك آلاف المعتقلين ينامون علي البُرش في مساحة شبر وقبضة لكل شخص، وهي تعلم أيضًا بوجود ما يسمي (التأديب) فالتأديب في الشتاء يدخله المسجون دون أي غطاء، وفي الصيف يتكدس فيه خمسة أشخاص وهو لا يتسع لشخص واحد حتي يقضي أيامه بلا نوم ولا مرحاض ولا طعام؟! هل يهتم رئيس وعد من قبل أنه سيتم الإفراج عن شباب الثورة في ذكري الثورة الماضية فأفرج عن علاء وجمال..
وفي خطابه الأخير وعد بالإفراج عن الدفعة الأولي من المظلومين، فتعلق المظلومين بالقشة التي ستنقذهم واكتشفنا في النهاية أن الدفعة الأولي هي السفاح حبيب العادلي.. !
وفي نفس اليوم حُكم علي شباب مجلس الشوري بأحكام إنتقامية! هل سيهتم رفاقًا كانوا قديما لا يخشون في الحق لومة لائم، وحتي إن اهتموا فبما يفيد الإهتمام وصوت السكوت هو أعلي الأصوات؟! من المضحك أن تُعقد أولي جلسات محاكمتي بعد عام ونصف العام من إعتقالي – محاكمة علي لا شئ – !
من المضحك أيضًا أن يكون الحرز كاميرا وأن أقدم للنيابة تصريح بالتصوير وكارنيه الشبكة التي أعمل بها ولا يتم الإفراج عني. من المضحك والمبكي أن أكتب حرفًا واحدًا عن محنتي وعن سجني!!
أحمد جمال زيادة 28 فبراير2015- سجن أبو زعبل
محمد فوزي شاهر محمد كشك (محمد فوزي) – المقال الثاني عشر – احتفالٌ دمويٌ بهيج
المقال الثاني عشر
"احتفالٌ دمويٌ بهيج"
(1)
ما بين ثلث الساعة في سجن المنصورة وثلثيها في طرة هي الزيارة المتاحة, بمتوسط وقت نصف ساعة إسبوعياً نحصل على ساعتين شهرياً... نحصل على أربع وعشرين ساعةٍ سنوياً.. "يعني أنا هقضي مع أهلى يوم في السنة" , هكذا أوضح لي الحسبة مصطفى.
وضحك!
السنة مرَّت يا مصطفى, أيام ونحتفل بذكرى اعتقالنا, نعم.. نحتفل, بجملة العبث الذي نحياه فلنفعل, هذه ليست احتفالية عيد ميلاد أحد الرفاق التي كنا نعدها معاً. لن نتناقش في محادثة إلكترونية جماعية لنتفق كيف نباغت الضحية بمفاجأة تجعله يشهق.. لنُجدد نشاط عضلات رئتيه التي تستنشق هم البلاد دوماً.. هذا الاحتفال لا يخص أحداً سوانا.. لن يستطيع الاشتراك به أحدٌ سوانا.. سنجتمع أنا وأنتَ هنا فقط..
ونضحك.
بما أني لا أعلم هل سأُرَّحل للمنصورة لألقاك في الخامس من مارس أم سأبقى في طره, أقمت الاحتفالية على الأوراق هنا.. هل تذكر شهور الاعتقال الأولى حينما كنا نتبادل الرسائل على جدران حبس خانة نيابة أمن الدولة العليا؟ كلٌّ في سجنه, وبموعد جلسات مختلف يترك رسالة للآخر وينتظر الرد في الجلسة التالية. مابين أسماء المعتقلين, وصرخات احتجاجهم, ونصائحهم للمعتقلين الجدد, اثنان يتبادلان مزاحاً.. "أنا تخنت شوية ياض.." .. "إيه آخرة السكة يا أبو الأفواز؟" .. "أنا هتجوز وأقعد في البيت" ربما يأتي -قبل إعادة تبييض الجدران- من يقرأ رسائلنا تلك..
ويضحك.
(2)
أذكر في أول ليلة نلتقي في سجن المنصورة للامتحانات, أخبرتني أنك لن تترك العمل المجتمعي/الخيري ما حييت, وأخبرتك أنني لن أستطيع الفكاك من الكتابة حتى إن حاولت.. جيد جداً, يبدو أن لكلِّ منا غاية تستحق الحياة لأجلها بعيداً عن انشغالات المعيشة اليومية.. لكني أفكر معك الآن: ما جدوى سعيك لإعانة محتاج إن لم تسع حقا لتغيير النظام الذي يُعُريه ويجوّعه؟ ما جدوى الأدب أو الفن إن لم يسع أصحابهما لتغيير النظام الذي ينسف ما بهما من القيم والجماليات نسفاً؟ أعني ما جدوى الأحلام بغدٍ أجمل إن نحن أسلمنا يومنا لنظامٍ يعبد القبح, ويقطع رأس من يأبى السجود له؟ هكذا تصبح الأحلام مخدرات كتلك التي يبيعها تجار الدين بين تصور خاطيء لأتباعهم يدعوهم أن يبيعوا الأرض لشراء ملكوت السماء/جنات تجري من تحتها الأنهار.. لن نتاجر في المخدرات يا مصطفى, العمل المجتمعي, الفن, الدين كما أفهمهم ينبغي أن يكونوا منشطات بشكلٍ ما, لا مخدراتٍ, منشطاتٍ تدعونا لإعمار ملكوت الأرض جنةً نُستخلفُ فيها من الله وصولاً لجنّات الخلد..
إن أردنا.
أنت تفهم ما أعني, تفهمه جيداً, أثق بهذا, لكني سأواصل رغبة في البوح –كعادتي- وأنت ستنصت وتتفهم رغبةً في مساندتي –كعادتك أيضا- أقول لك: أنا أبغض ذلك الدور الذي تقمصه كثيرون من جيلنا, وأشمئز فعليا من تلك العلكة التي يلوكونها بعد أن لاكتها قبلنا أجيالٌ زماناً, علكة "لقد حاولنا وفشلنا", "نحن جيل ضحية".. أنا ألعن ذلك الدور الدراماتيكي الذي يصعد فيه البطل خشبة المسرح باكياً مولولاً, ليستدر مشاعر الجمهور ويحصد تصفيقهم الرخيص عطفاً.. هذا رغم أن وقت العرض لم ينته بعد, رغم أنه يستطيع تغيير النهاية المأساوية..
إن أراد.
لماذا؟ لماذا يستسلم من لم يتجاوز الثلاثين بعد؟ يكتئب مؤقتا؟ هذا حق مشروع. يُنهَك؟ يبكي؟ يصرخ في وجه الجميع؟ هذا أمر طبيعي جداً أما أن يترك راية حلمه, ويرفع راية استسلام بيضاء فهذا ما أعدِّه خيانة حقيقية. ربما لم يلحظوا أن الراية ليست بيضاء تماما يا مصطفى.. الراية عليها آثار ملح جاف من دموع أمهات, وزوجات, وأطفالٍ.. أولم يتعلّموا أن هناك –ليس بعيداً- على أرض فلسطين بشرٌ, شبابٌ باعوا أنفسهم لله, لا ليشتروا جنات الغيب وحرية الغد فقط بل ليشتروا سعادة اليوم, هنا.. والآن.. حيث يحيا كلٌ منهم, يكبر, يدرس, يحب, يتزوج, يربي أبناءه, ويبتهج في نفس اللحظة التي يقاتلُ فيها. لا أتحدث عن أسطورةٍ, أتحدث عن أمرٍ جُرِّبَ ونجح بالفعل..
لمن أراد.
(3)
لا أعرف لِمَ طفت لسطح وعيي الآن ذكرى العرض المسرحي القصير الذي أعددناه معاً, في احتفالنا بالعيد داخل سجن المنصورة. من مَثَّل؟ مجموعة من طلاب كلية صيدلة المنصورة من مختلف الانتماءات السياسية. من شاهد؟ مجموعة من المعتقلين يقضون عيدهم بعيداً عن أحبتهم, ومع ذلك قادرون أن يتفاعلوا مع العرض أن يقهقهوا ويصفقوا ويهتفوا بعلو صوتهم. المحتوى؟ مشاهد عن تفاصيل حقيقية لتعذيب وسحل ومعاناة داخل السجون في إطار ساخر.. أذكر قرأت سابقاً عن أهمية الفن, عن جوهر الكوميديا كما قال أرسطو-تقريبا- بتعرية نقصان الناس وعيوبهم.. ليضحكوا.. ويواجهوا.. فيُغيّروا. كان هذا محض قراءة نظرية حتى يوم العرض تأكدت من كونها حقائق. لم يكن عرضنا عبقريا يا مصطفى.
كان صادقا.
وافق يوم العرض عيد ميلادي, لم أكن منتبهاً -أخبرتك سابقاً أن إيقاع الزمن اختل داخلي- فوجئت بك وباقي الرفاق تحملوني لقفص الغسل والاستحمام الواسع, وتغرقونني مياها من كل الجوانب –الإغراق بالمياه أحد طقوس الاحتفال بمن يُفرَجْ عنهم- وسط ضحكات عالية وأمنيات وتهاني. كان صوت ضحكته مميزاً.. عرفات. زميلي الذي كانت علاقتنا في الخارج ما بين اختلاف, وشجار أحيانا, ونقارٍ كثيراً.. الآن يحملني ويحتفل معي.. هل كنت تتخيل يا مصطفى أن يجتمع ثلاثتنا للاحتفال بعيد ميلاد أحدنا يوما؟ لم يكن احتفالا ضخما..
كان صادقا.
(4)
انتقلت من ذكرى لذكرى, طقس البوح بالذكريات ذاك كان أساسيا في احتفالاتنا بالخارج, هل أسِّرُ لك بذكرى أخرى؟ في بداية الاعتقال كنت أبذل جهدا كي آلف السجن وأتغلب على غصة الهواء التي تصاحب الأيام الأولى, الآن أبذل جهدا كي لا آلف السجن, لم أعد أرغب اعتياد هذا الوضع غير الطبيعي, شعرة تفصل بين القدرة على المواجهة والمقاومة وبين اللامبالاة. لا أريد ان أقطعها.
ذكرى أخرى تطفو في أسبوع التعذيب الأول, "حد عطشان يا ولاد المتن***؟" ومن يطلب يغرقوه مياها باردة تقرص عريَهُ قرصاً. أتذكر هذا وأضحك حين أربطه بمشاهد تعذيب المؤمنين في الأفلام التقليدية. تفصيلةٌ أخرى لا تضحكني يا مصطفى. اشتد بي العطش مرة فتغابيت وطلبتُ مياهاً, أعطوني سيلا من اللكمات طبعاً. أنت تعرف أن لي سِنْة في الفك العلوى بارزة عن أخوتها, تتابعت اللكمات عليها وأدمت شفتي من الداخل, تبلل حلقي الجاف بدمي.. فشربت. بعدها, كنت أقاوم فكرة مرضية تدفعني أن أعض شفتي كلما عطشت لأشرب.. الآن, أقاوم نفس الفكرة على مستوى جديد, أريد ألا آلف السجن تماماً, آلفه فقط للحد الذي يسمح لي بالتغلب على العطش للفرحة, فأرتوي باحتفالي معكَ يا مصطفى.. دون أن أستمرأ طعم دمي..
محمد فوزي
اسراء ماهر احمد الهنداوي (اسراء ماهر) – الفسحة بالنسبالي بقت يوم عرض النيابة
الفسحة بالنسبالي بقت يوم عرض النيابة " ..
" ساعات الضعف بتبقي طويلة .. يعني لما بنيجي نفكر في حياتنا .. اهلنا .. صحابنا اي حاجة بره المكان بتوجع
احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – سفرياتي المشبوهة
سفرياتي المشبوهة
ضحكت كثيراً، عندما سمعت خبر مقابلة عبد الفتاح السيسي وفد باحثين من معهد الشرق الأوسط الأميركي، وتذكرت مقالة قديمة لإبراهيم عيسى، كتبها بعد الهجوم الإعلامي للمجلس العسكري على حركة 6 ابريل في يوليو2011 ، وكان عيسى، وقتها، يدافع عن شباب " 6 ابريل" ضد المجلس العسكري (سبحان مغير الأحوال)، وكان يضرب مثلا بحال الدعارة في مصر، في بدايات القرن العشرين، عندما كان مسموحا بممارسة الدعارة، طالما لدى المومس رخصة وتصريح من الحكومة، وكان يكتب في بطاقتها المهنة مومس.
وقد ذكر إبراهيم عيسى هذا المثال المستفز للتدليل على نفاق المجلس العسكري، ومؤيديه ومناصريه عمّال على بطال، وكذلك التدليل على نفاق الدولجية (وهم المبررون للدولة وللمؤسسات الرسمية، مهما أجرمت)، فمثلا ذكر عيسى، وقتها، أن السيسي تدرب في أميركا، واكتسب عقيدته العسكرية على يد الأميركان (أعداء الوطن من وجهة نظر العسكر والدولجية)، فلماذا المجلس العسكري أبطال لدى الدولجية، وهم من ينهلون من المعونة الأميركية، ويتدربون على يد البنتاجون وCIA؟ في حين أنه إذا تصادف أن حضر أحد شباب الثورة أو شباب " 6 ابريل" أي مؤتمر لمناقشة أي موضوع، في أي دولة، فهو يعتبر لدى العسكر والدولجية عميلاً وخائناً.
لماذا من حق قيادات الحزب الوطني، وأيضا قيادات وزارة الداخلية السفر قبل ثورة 25 يناير، للولايات المتحدة وغيرها للتدريب أو للاتفاق على معونات (وتمويل أجنبي) لمؤسساتهم، في حين أن شباب "6 ابريل" موصومون بتهمة التمويل الأجنبي، في حين أنهم لم يتقاضوا أي تمويل أجنبي من الأساس، ولماذا كل المحظورات حلال بالنسبة لدوائر السلطة: العسكر.. الحزب الحاكم، في حين أن مجرد الحديث العابر مع الأجانب يعتبر حراماً وخيانةً وعمالة، إذا حدث مع مجموعات معارضة أو مجموعات ثورية كشباب 6 ابريل.
السبب هو الرخصة التي تمنحها السلطة أو العسكر، أو الحكومة أياً كانت، هم من يملكون (ختم النسر)، ويعتقدون أنه للأبد على الرغم من أن الدنيا دوارة. ولذلك، كل ما يفعلون هو حلال وواجب وطني، أما أي فعل، أيا كانت نزاهته، أو سمو هدفه، فهو خيانة وعمالة، طالما صدر عن شخص معارض أو يغرد خارج السرب، أو يسير خارج القطيع.
تذكرت، أيضاً، عندما ألقيت كلمة في جامعة هارفارد عام 2012، وثار عليّ أتباع العسكر وقالوا سافر ليه؟ وعلى حساب مين؟ وسفريات مشبوهة..
على الرغم من أن عمرو موسى كان محاضراً أيضاً، لكن خطابه كان مختلفا بالتأكيد، فالموضوع هو الرخصة، فعندما يحاضر أحمد ماهر في هارفارد 2012 أو معهد واشنطن 2013، فهو خائن وعميل، يسافر سفريات مشبوهة..
ولكن إن سافر عمرو موسى (مع احترامي له) إلى الجهات نفسها، أو سافر المستشار أحمد الفضالي إلى الولايات المتحدة، فهم أبطال وليسوا خونة عملاء يسافرون سفريات مشبوهة، لأن معهم (رخصة). "لو كنت دافعت عن إجراءات ما بعد "3 يوليو"، لكنت أصبحت بطلاً قوميا (بالرخصة)"
تذكرت أن أحمد المسلماني، المستشار الإعلامي للرئيس المؤقت السابق، عدلي منصور، كان قد دعاني إلى القصر الرئاسي في أغسطس 2013 لإقناعي أن عليّ أن أسافر إلى الولايات المتحدة، لترويج أن ما يحدث هو ثورة وليس انقلاباً، وهو ما رفضت القيام به، لأني معترض على إجراءات ما بعد "3 يوليو"، وأرفض القمع وعودة النظام القديم بحجة محاربة الإرهاب. تذكرت هذا كله في أثناء متابعة خبر لقاء السيسي مع معهد واشنطن للدراسات، فمنذ حوالي عام ونصف، وقبل حبسي بأسابيع، سافرت إلى الولايات المتحدة، للمحاضرة في عدة جامعات ومراكز بحثية، منها معهد واشنطن ومعهد دراسات الشرق الأوسط، ولأني كنت أقول رأيي الذي لا يرضي السلطة العسكرية في مصر، قامت الدنيا ولم تقعد وقتها، وبدأ أتباع السيسي في الحديث عن السفريات المشبوهة، و"على حساب مين بيسافر"، على رغم أنه من المعروف أن الجهة الداعية هي من تتكفل بالتكاليف، ولو كنت دافعت عن إجراءات ما بعد "3 يوليو"، لكنت أصبحت بطلاً قوميا (بالرخصة)، وكنت بالتأكيد لن أدخل السجن، كما هو حالي الآن. وربما كنت، الآن، محافظا أو نائب وزير أو على الأقل رأس قائمة مدعومة من الدولة في الانتخابات البرلمانية. ولكن، لأنني سافرت وقلت ما أنا مقتنع به أمام المجتمع المدني، فأنا خائن وعميل، لأني بدون (رخصة)، وبدون ختم النسر، وبدون رضى الأجهزة التي تحكم مصر الآن.
شريف حشمت – 25 يناير الذكرىات والمد الثوري “الحلقة الثالثة”
الناشط #شريف_حشمت يكتب من محبسه: #25يناير .. الذكريات والمد الثوري “الحلقة الثالثة”
أنتهينا الحلقة الماضية عند انتهاء كافة التنسيقات والترتيبات وإن كانت متأخرة إلا أنها أنتجت وحده صف وهدف ومطالب وسرعة استجابة من كل الأطراف إنه توفيق المولي عزوجل ثم حكمه منسق كل فصيل وتيار سياسي أيام ليتها تعود.
الحلقة الثالثة: قبيل ظهر25 يناير ذهبت إلى أحد المحلات لبيع الملابس الرياضية وقمت بشراء علم مصر بأعداد كثيرة فسألني صاحب المحل أكيد علشان مظاهرات اليوم ؟ قلت له نعم فسألني بحزن وهل ستأتي بنتيجة؟ دي الشرطة مالية البلد فطمأنته وأكدت له أن المتظاهرين سيعبروا عن ما بداخلهم وسنفوت على بلطجية الداخلية أن يتعرضوا لنا
واشترينا الاعلام أنا وصديق ثم ظللنا نسير في شارع الخيري حتى جاء موعد بدء التظاهره وظهر د/عادل العطار بهتاف "تحيا مصر" لأخرج مسرعاً رافعاً علم مصر ومعي مجموعة من الشباب وصعدنا على سلالم مسجد التوبة وانطلق المناضل الراحل "عم عاطف" هتيف الثورة ومبدعها الذي رحل عن الدنيا رحمه الله رحمه واسعة وظل يهتف هتافات هزت ميدان التوبة
وظل ينضم العشرات من النشطاء وشباب التيارات المختلفة ليظهر أعداد غفيرة من قوات الأمن المركزي وأمن الدولة والمباحث وتعالت أصوات الهتافات وكنت أقف على سلالم المسجد وبجانبي المتحدث باسم طلاب الإخوان بجامعة دمنهور وحملنا لافته أعدها الصديق علاء الخيام عن الفقر في مصر وأطفال الشوارع ولافتات آخري عن أزمات العيش وأنبوبة البوتجاز وانتهاكات داخلية مبارك وانضم وفد شباب مركز حوش عيسي وغيرها
وظللنا نعلن تزايد أعداد المشاركين في التظاهرات في مصر والإسكندرية وسط تكبيرات الحضور وبشكل سريع وغير معد مسبقا أتفق الجميع على التحرك في مسيرة إلى ميدان الساعة وعلى غير المتوقع للأمن انطلقنا وبمجرد أن تحركنا وتعالت الهتافات انضم العشرات من الأهالي فازداد عددنا وحدث هرع في صفوف الأمن الذي أوقف المرور في شارع عرابي تمام وشكل كردونا أمنياً من ضباط المباحث وظللوا في استجداء لنا للعودة على سلم مسجد التوبة
وازداد حماس المشاركين مع من انضموا بعدما كسروا حاجز الخوف وحدث شد وجذب بين الصديق علاء الخيام ورئيس مباحث دمنهور الذي لا يستحق أن أذكر أسمه هنا وانتقل الاشتباك القولى معي وحتى قررنا العودة وعددنا قد ازداد ولكن قامت قوات الأمن المركزي بعمل كردون وتطويق الوقفة الاحتجاجية حتى لا يدخل أحد ولا يخرج أحد
وقد شارك في هذه الوقفة قرابة 5 فتيات من المنتمين للقوي السياسية منهن3 من بنات م/حسنى عمر الذين شاركونا في التظاهرات من بدايتها ليؤكدون ومن كن معهن أن النضال ليس للرجال فقط بل هم شريك في صنع هذه الثورة والمد الثوري المستمر للآن
وفوجئنا بكاميرات التلفزيون يسمح لها بالتصوير داخل الكردون وتركناها وتعالت هتافاتنا لتصل الرسالة وانتهي المصور من أخذ لقطاته وبرفقته ظابط أمن الدولة وانصرف ليدخل الكردون الأمني رئيس مباحث دمنهور ليمنع الصديق علاء الخيام من التحرك والتحدث مع مجندي الأمن المركزي ومصور زميل لمنعه من تصوير أفراد الشرطة وتدخلت وتحدثت معه وبدأ شد وجذب بيننا كون هذه المرة الثانية الذي أظهر في تظاهرات في أقل من 10 أيام وقد ألقي القبض على مع شرفاء البحيرة في تظاهرات في أول يناير 2011 ضد احتفالات أبوحصيرة وأفرج عنا بعدها بساعات ليبدأ حديث عن أنني في كل مكان ودار حوار طويل أكدت فيه ضرورة تغيير الشرطة لأسلوبها وتدخل الخيام ليحدثه في نفس المعني لكن حدود فهمه ضيقه جدا وطالبته بمعاملة الشباب باحترام لأن كلها أيام وستعودون وتعتذرون عن ما قمتم به في حق شعب مصر ثم انصرف وظل الصديق علاء الخيام يذكرني بهذا الموقف بعد الثورة بأشهر كلما التقينا كأننا نحلم وتحقق الحلم
وفجأة اخترق المخبر نشأت مخبر أمن الدولة وأنا واقف مع أحد أقاربي الذين شاركوا في هذه الفاعلية ليس إلا ليقول لي بالحرف " أقسم بالله العظيم يا شريف لو جالي تعليمات بالقبض على أحد لتكون أنت أول واحد " فقلت له لن تأتي لك تعليمات بالقبض على أحد وقلت له العاصمة بيد الشباب وهتفنا في وجهه
ازداد الحصار الأمني لمنع دخول أحد لنا داخل الكردون وصممت سيده أن تدخل لنا وطلبت الكلمة وظلت تدعو على مبارك وفساده وتشكو فقرها وقله حيلتها وألهبت حماس المشاركين ليصل لنا أخبار قبل العصر بأن المتظاهرين بعشرات الآلاف ويزدادون بالإسكندرية وأكد الأخ الحبيب أحمد ميلاد الذي شارك وأعضاءه بفاعليات الإسكندرية أن شارع أبوقير امتلئ والأعداد غفيرة ولا يستطيع الأمن من مواجهتها
وأعلنا انتهاء هذه التظاهرة قبيل عصر25 يناير كإعلان من القوي السياسية ونشطاء محافظة البحيرة الأبية التجهيز لجمعة الغضب بشرارة الانطلاق في25 يناير تحت شعار "صف واحد .. هدف واحد" .. إنها مصر الأبية وشعبها العظيم " للحديث بقية " .
باقون على العهد
شريف عبدالحميد حشمت
محام وناشط حقوقي
شريف حشمت – 25 يناير الذكرىات والمد الثوري “الحلقة الثانية”
الناشط #شريف_حشمت يستكمل من محبسه: “الحلقة الثانية” من #25يناير .. الذكريات والمد الثوري
قبل البدء في الحلقة الثانية أقدم اعتذار عن تأخر النشر في الموعد المناسب إلا أن تأخر وصول هذه الكلمات نظرا لكوني محبوس احتياطياً.
الحلقة الثانية: التحضيرات النهائية ولقائي بالأستاذ هاني صلاح إدريس ود.محمد التحفة الأخ العزيز والناشط السياسي الليبرالي وقتها والذي يجمعنا احتراما متبادلا وتقديرا في صباح 25 يناير 2011 بناء على اتفاق مسبق مع صديقي أ/ هاني منسق الجمعية الوطنية للتغير التي كانت تضم أطياف وفصائل سياسية مختلفة في القلب منها الإخوان المسلمين
عقدنا لقاء سريع في احدي كافتيريات دمنهور وتم تبادل معلومات الترتيب لهذا اليوم من حيث عدد الحضور مع ممثلي كل فصيل وأجري كل منهم اتصالاته للتأكيد على الموعد والشعارات والمكان.
واتفقنا أن تكون بداية الهتاف لتكون شرارة التجمع من خلال الدكتور عادل العطار منسق حركة كفاية وقتها والمناضل "عم عاطف" رحمه الله وأنه لن يرفع إلا علم مصر والعبارات والشعارات المتفق عليها من قبل كل القوي السياسية ولن يرفع راية حزب أو حركة أو فصيل بل شعار موحد ضد التعذيب وهتافات تطالب بالعدالة الاجتماعية والحد الأدني للأجور ورفض الفساد والتنديد بسياسية الطاغية مبارك وحكومته وداخليته فقط.
وقتها كانت قناة الجزيرة الإخبارية تنقل ونشاهدها داخل الكافيتريا تنقل في العاشرة من صباح هذا اليوم بدء المسيرات الحاشدة في القاهرة وعدد من المحافظات وكنا سعداء جدا وكنا نرتب وننسق بهمة عالية وحب عظيم لبلدنا الحبيب مصر ولم يفكر أحد في أن يظهر انتمائه بل الكل تجرد من انتمائه من أجل لحظة فاصلة من عمر مصرنا الحبيبة.
ووقتها حاولت الاتصال مرة آخري على الزميل أحمد ميلاد وأخبرته أنه سيتم الفاعلية بعون الله ووقتها كانوا قد بدءوا في تظاهراتهم مع ثوار الاسكندرية لكنه كان جريئا جدا لعدم مشاركته في دمنهور لتأخر الترتيب للفاعليات بالبحيرة
وتلقيت اتصالا هاتفيا من مشرف قسم الجامعة بالاخوان بأن وقد من نشطاء وشباب الاخوان من طلبة جامعة دمنهور سيكونوا حاضرين وعدد من الرموز الطلابية وبالفعل قابلتهم خارج الكافيتريا وأبلغتهم بالموعد والمكان أمام مسجد التوبة وكان لمركز حوش عيسي وفدا وتمثيلا مشرفا للمشاركة في هذه الغضبة لتبدأ الفعاليات بهتاف تحيا مصر " للحديث بقية " .
باقون على العهد
شريف عبدالحميد حشمت
محام وناشط حقوقي
شريف حشمت – 25 يناير الذكرىات والمد الثوري “الحلقة الأولى”
الناشط الحقوقي #شريف_حشمت يكتب من محبسه: #25يناير ..الذكريات والمد الثوري
أتي 25 يناير للعام الثاني وأنا خلف قضبان سجون الظالمين ممنوعا من أن أشارك في المد الثوري من أجل حرية وطني ورفعة شعبي العظيم فتحيه عطره لشهداء مصر العظماء الذين سطروا بدمائهم ملامح طريق الحرية التي يستكمله شباب أطهار أنقياء أعانهم الله ولا أملك في محبسي سوى الدعاء وطلب العون من المولي عزوجل أن يوفق الثوار في حراكهم الثوري وأن يحقق الله لهم وحده الهدف والشعار ويكلل جهدهم بالنصر.
كانت 25 يناير 2011 ميلاد ثورة مصر العظيمة والوحدة الشعبية التي لم يكن لها قيادة وهذا هو سر شعب مصر وتميزه فهو يوم لا أنساه ولا ينساه معي شباب من أبناء محافظة البحيرة من مختلف الفصائل والتيارات السياسية وفي القلب منهم شباب الإخوان المسلمين ليعلنوها "الشعب يريد اسقاط النظام" و"يسقط يسقط حسنى مبارك".
اكتب لكم ذكرياتي وسط تواصل المد الثوري القوي ليكتب التاريخ ويشهد على أبناء محافظة البحيرة الشرفاء الذين أشعلوا شرارة البدء مع باقي ثوار مصر
الحلقة الأولي التحضير: يوم 24 يناير 2011 أجريت اتصالاً هاتفياً بمسئول القسم السياسي ومشرف المكتب الإداري للإخوان المسلمين وقتها وكان الدكتور جمال حشمت Dr.Gamal Heshmat وهو المكلف بهذا الملف لأخبره بمشاركتي كونه مسئولي المباشر مع أبناء البحيرة والجمعية الوطنية للتغيير ورموز حزبية والتي كنت عضوا وسيط عن جماعة الإخوان المسلمين وأخبرته بمشاركة عدد من شباب الجماعة في الفعاليات بدمنهور.
وأكد لي الدكتور حشمت أن الجماعة ستشارك بتمثيل رمزي مكافئ لأعداد ممثلي القوي السياسية بالبحيرة ولن يكون هناك حشد حتى لا تصبح الفعاليات بفصيل دون آخر واحترمت وجهه النظر هذه بمبدأ أن الهدف لم الشمل وليس التشرذم والفرقة اللعينة.
وكلفني بالاتصال بمشرف قسم الجامعة للتنسيق لحضور وفد مشارك من رموز الطلاب لجامعة دمنهور بكلياتها المختلفة للمشاركة مع كافة القوي السياسية بفاعلية 25 يناير بدمنهور.
قمت بالاتصال كثيرا على الصديق الحبيب الأستاذ علاء الخيام المنسق السابق للجمعية الوطنية للتغير لكن هاتفه كان مغلق لكي أخبره بمشاركة وفد شباب الإخوان ولكي نعلم هل من مطالب تستطيع تحقيقها قبل التظاهرات والمكان النهائي وموعد البدء وقمت بالاتصال بزميل وأخ حبيب من رجال حوش عيسي الشرفاء ويعد من النشطاء الإعلاميين لكي ننفذ دعوات للحشد عبر عده ملتقيات وجروبات حاشدة بأعضاء من محافظة البحيرة وأبرزهم جروب "ملتقي البحراوية" ودشنا الدعوة فضلا عن دعوات مختلفة لكل فصيل سياسي للمشاركة عبر دائرة انتشاره ووضعنا رقم هاتفي المحمول وهاتفه لمن يريد الاستفسار عن الموعد والمكان.
وفي مساء هذا اليوم تلقيت اتصالا هاتفيا من رقم لا أعرفه يستفسر عن المكان والموعد وبعد حديث قصير علمت من صوته أن الصديق المحترم هاني صلاح إدريس منسق الجمعة الوطنية للتغيير بالبحيرة المنتخب خلفا للأستاذ / علاء الخيام وأخبرته بما تم الترتيب وما بادرت به وتبادلنا الضحكات وأخبرني بباقي الترتيبات وأبلغني بموعد لقاء قبل الفاعلية صباح يوم 25 يناير على كافيتريا "بريجو" بدمنهور مع رموز وممثلي القوي السياسية وأبلغته أنني سأتصل بالصديق الحبيب أ/ أحمد محمود ميلاد للتنسيق لكون هيئة مكتب حزب الغد قرر المشاركة بالاسكندرية في فعاليتها ولكي نحاول أن نتفق على أن نشارك في دمنهور.
وبالفعل اتصلت عليه وحددنا موعد والتقينا الساعة الواحدة صباح 25 يناير بجوار نادي ألعاب دمنهور وانتظرته حتى جاء في سيارة الدكتور الفشاوي الشاب الثائر العزيز ومعه أ.أحمد ميلاد و أ.أحمد عثمان صديقي الحبيب وأخبرته بما دار من اتفاقات حديثه بيني وبين من تواصلت معه وفي نفس الوقت كان لكل فصيل تنسيقه مع أعضاءه ودار حوار بيني وبين أ.أحمد ميلاد ولكنه أكد أن قرار هيئة مكتب الحزب بمشاركة النشطاء في الإسكندرية لتأخر ترتيبات بين نشطاء دمنهور.
ودار بيننا حوار راقي ومهذب داخل السيارة لمدة ساعة وكانت الصفة المسيطرة على الجميع هي حب الوطن والجرأة والقوة في الحق وكل منا لم يكفر في وقوع أو يدخل قلبه خوف لكن نفكر لتكثير المشاركين الرافضين لمبارك وداخليته وانتهي اليوم على ذلك " للحديث بقية ".
باقون على العهد
شريف عبدالحميد حشمت
محام وناشط حقوقي