رسائل جدران العزلة

Filters
عام تحرير أو نشر الرسالة
تصنيف مكان االحتجاز المرسل من خلاله الرسالة
اللغة
الفئة العمرية
النوع االجتماعي

انس سلام – أبوح لكم عما في خاطري

انس سلام – أبوح لكم عما في خاطري

أبوح لكم عما في خاطري لعل أجد أحد يسمع أو يعقل، في 2009 أكملت دراستي الثانوية ومن ثم التحقت بالمعهد الفني الصناعي بقويسنا -معهد فوق متوسط عامين -، ثم التحقت بكلية التعليم الصناعي بالسويس في 2011.
في أواخر 2009 بدأت العمل مع جمعية رسالة وفي 2011 التحقت بمدرسة نماء للتنمية المستدامة وكانت في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وفي نفس العام التحقت بصناع الحياة في بداية إنطلاق مشروع العلم قوة لمحو الأمية، وفي يناير 2013 بدأت العمل مع مؤسسة مصر الخير.
في العام الدراسي الأول لي بالكلية انتُخِبت نائباً لرئيس اتحاد الكلية وعضواً بمجلس اتحاد طلاب الجامعة، وفي العام الثاني تم انتخابي كرئيس لاتحاد الطلاب بالكلية ونائب رئيس اتحاد طلاب الجامعة وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد طلاب مصر وكل ذلك في ابريل 2013 وبعد تخرج الرئيس تم تصعيدي رئيس لاتحاد طلاب الجامعة .
كل ما سبق هي أهم محطات حياتي في الأربع سنوات السابقة، ولا أخفي أن لي أيضا اخفاقات مثل توقف عمل فريق معرفة بالمنوفية والذي أشرفت علي تأسيسه وهو فريق يعمل علي نشر الثقافة بين الشباب واخفاقي الثاني هو عدم إكمال مشروع إحياء الذي وصل إلي نهائي تصفيات مسابقة فكرتي التابعة لكلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية وفكرة المشروع هي الاستفادة من المخلفات الصلبة.
حياتي باختصار تنقسم إلي ثلاث اهتمامات الأول هو المجتمع المدني والتطوع، والثاني البيئة والتنمية المستدامة، والثالث اتحاد الطلاب وتطوير التعليم الفني.
كنت متفائل جداً رغم كل ما حدث من قتل لزملائي أو معارفي أو حتي معرفتي بظلم وقع علي الطلاب أو آخرين، كنت أقوم بما يجب علي بقدر المستطاع ولكني أعترف أني لم أترك بصمة حتي الآن ولكني حاولت، رغم كل محاولاتي ها أنا الآن
بين أربعة جدران محبوس على ذمة التحقيق وهنا يصفونى سجين سياسي، رغم إعلان السلطات في أكثر من مناسبة بأنه لايوجد سجناء رأي أو سجناء سياسيون!.
هنا الحياة مثل الحياة في المقابر الجماعية، خمسون فرداً أحياء في حيز لا يتسع إلا لثلاثين فرداً على أكثر تقدير، العبور في الصباح بين النائمين يذكرنى بالعبور بين الأموات في مشرحة زينهم أو المقابر الجماعية.
لا أعرف أي ذنب اقترفت لكى أكون هنا، لا يخفى على أحد أنه بعد أحداث 30/6 و 3/7 كان موقفي الشخصي لا أعبر عنه لأحد، وكان موقفي بصفتى رئيس اتحاد الطلاب أننا نمثل كل الطلاب ولا يصح أن أقف مع هذا الطرف أو الطرف الآخر، ولكن يجب على أن أسعى على حقوق الطلاب القتلى وإسعاف المصابين وتمكين المعتقلين من أداء امتحاناتهم.
شاركت في كل اللقاءات التى دعيت لها من قبل وزارة التعليم العالي بداية من مصطفى مسعد مروراً بوائل الدجوى، والأهم ملتقى اللائحة الطلابية الذي دُعي له في عهد الوزير السيد عبد الخالق _ والألقاب محفوظة_.
والآن بعد ما أعانيه هل تعتقد أنه يجب أن أكمل ما فعلته أو أن أعطي اهتماماً لأحد أو أثق في النظام أو حتى الدولة ... في بداية فترة حبسي كان كل تفكيري في كيف سوف أهاجر من هذه البلد بمجرد خروجى من الاعتقال .
الآن لا أخفي عليكم أن التفكير يبدأ في كيف سوف أعيد كرامتي وعزتي ومكانتى بعدما يحدث من إهانة لنا ... أصبح التفكير بلا حدود وكل ما هو مباح أصبح محل دراسة، لا اظن أنى سوف أخرج قريباً من هنا، لذلك لا أهتم بالسياسة ولا الحقوقيين ولا النظام ولا الدولة، وأصبحت أهتم بنفسي وفقط ولا أحد يستطيع أن يلومني.
دمتم على خير في وطن لا يوجد به سجن ولا سجان.

أنس سلام
3/12/2014

انس سلام – أبوح لكم عما في خاطري لعل أجد أحد يسمع أو يعقل

انس سلام – أبوح لكم عما في خاطري لعل أجد أحد يسمع أو يعقل

"أبوح لكم عما في خاطري لعل أجد أحد يسمع أو يعقل، في 2009 أكملت دراستي الثانوية ومن ثم التحقت بالمعهد الفني الصناعي بقويسنا -معهد فوق متوسط عامين -، ثم التحقت بكلية التعليم الصناعي بالسويس في 2011.في أواخر 2009 بدأت العمل مع جمعية رسالة وفي 2011 التحقت بمدرسة نماء للتنمية المستدامة وكانت في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وفي نفس العام التحقت بصناع الحياة في بداية إنطلاق مشروع العلم قوة لمحو الأمية، وفي يناير 2013 بدأت العمل مع مؤسسة مصر الخير.في العام الدراسي الأول لي بالكلية انتُخِبت نائباً لرئيس اتحاد الكلية وعضواً بمجلس اتحاد طلاب الجامعة، وفي العام الثاني تم انتخابي كرئيس لاتحاد الطلاب بالكلية ونائب رئيس اتحاد طلاب الجامعة وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد طلاب مصر وكل ذلك في ابريل 2013 وبعد تخرج الرئيس تم تصعيدي رئيس لاتحاد طلاب الجامعة .كل ما سبق هي أهم محطات حياتي في الأربع سنوات السابقة، ولا أخفي أن لي أيضا اخفاقات مثل توقف عمل فريق معرفة بالمنوفية والذي أشرفت علي تأسيسه وهو فريق يعمل علي نشر الثقافة بين الشباب واخفاقي الثاني هو عدم إكمال مشروع إحياء الذي وصل إلي نهائي تصفيات مسابقة فكرتي التابعة لكلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية وفكرة المشروع هي الاستفادة من المخلفات الصلبة.حياتي باختصار تنقسم إلي ثلاث اهتمامات الأول هو المجتمع المدني والتطوع، والثاني البيئة والتنمية المستدامة، والثالث اتحاد الطلاب وتطوير التعليم الفني.كنت متفائل جداً رغم كل ما حدث من قتل لزملائي أو معارفي أو حتي معرفتي بظلم وقع علي الطلاب أو آخرين، كنت أقوم بما يجب علي بقدر المستطاع ولكني أعترف أني لم أترك بصمة حتي الآن ولكني حاولت، رغم كل محاولاتي ها أنا الآن بين أربعة جدران محبوس على ذمة التحقيق وهنا يصفونى سجين سياسي، رغم إعلان السلطات في أكثر من مناسبة بأنه لايوجد سجناء رأي أو سجناء سياسيون!.هنا الحياة مثل الحياة في المقابر الجماعية، خمسون فرداً أحياء في حيز لا يتسع إلا لثلاثين فرداً على أكثر تقدير، العبور في الصباح بين النائمين يذكرنى بالعبور بين الأموات في مشرحة زينهم أو المقابر الجماعية.لا أعرف أي ذنب اقترفت لكى أكون هنا، لا يخفى على أحد أنه بعد أحداث 30/6 و 3/7 كان موقفي الشخصي لا أعبر عنه لأحد، وكان موقفي بصفتى رئيس اتحاد الطلاب أننا نمثل كل الطلاب ولا يصح أن أقف مع هذا الطرف أو الطرف الآخر، ولكن يجب على أن أسعى على حقوق الطلاب القتلى وإسعاف المصابين وتمكين المعتقلين من أداء امتحاناتهم.شاركت في كل اللقاءات التى دعيت لها من قبل وزارة التعليم العالي بداية من مصطفى مسعد مروراً بوائل الدجوى، والأهم ملتقى اللائحة الطلابية الذي دُعي له في عهد الوزير السيد عبد الخالق _ والألقاب محفوظة_. والآن بعد ما أعانيه هل تعتقد أنه يجب أن أكمل ما فعلته أو أن أعطي اهتماماً لأحد أو أثق في النظام أو حتى الدولة ... في بداية فترة حبسي كان كل تفكيري في كيف سوف أهاجر من هذه البلد بمجرد خروجى من الاعتقال .الآن لا أخفي عليكم أن التفكير يبدأ في كيف سوف أعيد كرامتي وعزتي ومكانتى بعدما يحدث من إهانة لنا ... أصبح التفكير بلا حدود وكل ما هو مباح أصبح محل دراسة، لا اظن أنى سوف أخرج قريباً من هنا، لذلك لا أهتم بالسياسة ولا الحقوقيين ولا النظام ولا الدولة، وأصبحت أهتم بنفسي وفقط ولا أحد يستطيع أن يلومني.دمتم على خير في وطن لا يوجد به سجن ولا سجان".

عمر عبد العزيز حسين علي (عمر حاذق) – سنة أولى سجن

عمر عبد العزيز حسين علي (عمر حاذق) – سنة أولى سجن

أفكر فيكم يا إخوتي في محبة هذا الوطن، أفكر فيكم حيث يقترب هذا الفجر العزيز على قلبي، فجر الثاني من ديسمبر الذي يتمّم سنة كاملة لي في السجن. في مثل هذا الفجر كنت مستغرقاً في النوم، منتظراً رنة الموبايل، ثم إفطاراً خفيفاً، وانطلاقاً إلى مكان المظاهرة، أمام محكمة المنشية حيث محاكمة قتلة خالد سعيد، رحمه الله، لنحتج على التوجه القمعي للسلطة الجديدة التي تنكّرت لوعودها واجتهدت في إحياء دولة مبارك حتى سبقتها.

في تلك الأيام كنت مقهوراً على ما صرنا إليه، وكان لدي هاجس حكيته لصديقة سابقة في تلك الأيام بأنني عاجز عن السكوت على ما يحدث، متوقع أن يصيبني أذى لا يمكنني تحديده بسبب ما سأشارك فيه من مظاهرات.

في ذلك الصباح، قمعتنا الشرطة، ورأيتهم يضربون شاباً منا لم أكن أعرفه، سحلوه وداسوه بأحذيتهم واعتقلوه فأصررنا على المطالبة بإخراجه، ثم أمطرونا بقنابل الغاز فاضطررنا للابتعاد، ثم تقدمتُ مرة أخرى فلم أجد احداً أمام المحكمة إلا قوات الأمن المركزي، ففكرتُ في المغادرة إلى مكتبة الإسكندرية حيث كنتُ أعمل غير أنني خجلت مما شاهدتُه من ضرب وسحل للشاب المسكين.

ثم رأيت الضابط الذي كان يقود ويصد الأوامر فذهبتُ إليه فوراً، وقبل أن أكلمه قال لي «إنت لسه ما مشتش من هنا؟» فسألتُه عن مصير زميلنا فقال إنه سيُعرض على النيابة لاتخاذ الإجراءات القانونية ضده، فقلتُ له إنه ضُرب وانداس عليه بالجزم فكيف تُتخذ ضده إجراءات وهو ضحية، فغضب وقال لي بالنص: «طيب والله لو ما مشتش دلوقتي لأقبض عليك إنت كمان، فأجبته بهدوء بأنني لا أقول له إلا ما يرضي ضميري ولم أقل له إلا الحق وأصررتُ على أن زميلنا تم ضربه بوحشية لا معنى لها، فأمر المخبرين المحيطين به بالقبض عليّ، ثم جاءت فرقة أمن مركزي تجري إليّ بعصيّها لأن عادتهم كانت ضربنا ضرباً مبرحاً في الشارع أو في المدرعة، غير أن قائد هذه الفرقة تسلمني من المخبرين وأصر على ألا يضربني أحد، ثم سلمني لحجز محكمة المنشية، حيث التقيتُ بالشاب المسكين الذي اكتشفُت بعدها أنه واحد من أشجع الناس الذين عرفتُهم في حياتي، التقيت برفيق الزنازين لؤي القهوجي ...

في هذه السنة الواحدة عشتُ عُمْراً أغنى وأروع من سنوات عمري كلها، باستثناء أيام يناير العظيمة وأيام قليلة من ثورتنا على سراج الدين الذي سارع إلى فصلي منذ شهور لأنني «خطر على أمن الوطن من الداخل»، وإذا قرأتم رسائلي السابقة ستعرفون ما أقصده بهذا العمر الجميل من التأمل والتحرر والكتابة وفهم الناس والحياة .

كنت أقول لكم إنني أفكر فيكم يا إخوتي في هدأة الليل حيث أخلو إلى نفسي، وأجمع لكم قطع الأوريجامي التي صنعتها لأهديها لكم في أقرب حفل توقيع لروايتي الجديدة «روائي المدينة الأول».

ولهذا الأمر حكاية من حكايات السجن. ففي سجن الحضرة سعدتُ بصحبة أخي الفنان شريف فرج وكان لديه كتالوج لقطع أوريجامي كثيرة وورق ملون يصنعه عصافير وفقاً لنموذج الكتالوج. يومها طلبتُ منه أن يعلمني هذه العصفورة فعلمني لكنني فشلتُ في فهم الأمر. كنتُ أظن أن ثمة حواجز بيني وبين ممارسة أي فن تشكيلي ما عدا تذوقه، فلم أحاول تعلم عمل العصفورة رغم أنها تُصنع في تسع خطوات فحسب. ثم في شهر سبتمبر الماضي بعد ترحيلي لسجن برج العرب، طلب مني عم محمد، الرجل البسيط كالطفل أن أحضر له ورقاً ملوناً لكتابة خطاباته لزوجته، فطلبتُ من أسرتي فالتبس الأمر عليهم وأحضروا الورق الملون السادة الذي كان يستخدمه شريف فرج في صناعة العصافير، فانتفض ذلك الحلم القديم، لأنني رأيتُ منذ سنوات إعلاناً على الفيس بوك عن ورشة عمل لتعليم فن الأوريجامي، وتمنيتُ المشاركة فيها، غير أن الحواجز الوهمية في ذهني صرفتْني عن ذلك، لكن في تلك اللحظة التي رأيتُ فيها الورق الملون، بعد أن عشتُ في السجن ما يكفي لأتعلم أن كثيراً مما نظنه مستحيلاً أسهل يسير إذا آمنا بأنفسنا قليلاً، وأن قدرة الانسان، أي إنسان، لا حدود لها، في تلك اللحظة قررتُ أن أتعلم فن الأوريجامي وكنا مقبلين على عيد الاضحى، خارجين من عيد الفطر، حيث الفترة الأقصى على أي سجين، ومنْ جرب السجن يعرف، وحده، معنى قضاء الأعياد بعيداً عن الأهل والأحباب، في الزنازين القذرة المكتظة بالجرب والرطوبة الخانقة والسجناء الفقراء، فخطر لي أن هذا هو وقت العصافير الملونة، وكنت أرى في سجن الحضرة فرحة الزملاء الذاهبين إلى قاعة الزيارة بالعصافير الملونة التي سيقدمونها لأطفالهم وزوجاتهم .

طلبت من أسرتي صورة من كتالوج شريف، وكان قد خرج بسلامة الله، فتكرم بتسليمهم صورة منه، وعانيتُ أول الأمر في تعلم نموذج العصفورة رغم سهولته لأن الكتالوج باللغة الإنجليزية وأنا متوسط في فهمها. صنعتُ العصفورة وبدأتُ أوزعها ثم صنعتُ نماذج حيوانات أخرى وصل بعضها إلى ثلاثين خطوة، لم أحلم لحظة رأيتها بإتقانها أو حتى مقاربتها .

منذ أسبوعين عرفتُ بانتحار الفتاة الاستثنائية زينب المهدي احتجاجاً شجاعاً، عاصفاً على الاعتداء الأمني على الفتيات. أشعر بعجز تام تجاه حالة إنسانية كهذه، لذلك فكرتُ في تكريم لها، والعين بصيرة واليد قصيرة كما يقول المثل، فلم اجد تكريماً لها، لإنسانيتها وضعفها النبيل أمام إهدار كرامة الانسان، إلا أنْ أستجيب لأكثر من طلب طلبه بعض الزملاء، بعمل ورشة عمل لأعلمهم فن الأوريجامي خلال فترة التريض اليومي داخل عنبرنا، سنبدأ اليوم درسنا الاول. من كان يظن في يوم 2 ديسمبر الماضي أنني اليوم سأصبح معلم فن الأوريجامي لعدد من زملائي، حتى يمكننا إنتاج قطع أكثر، ليفرح أطفال أكثر بألواننا، تكريماً لزينب التي ساعدتْني كثيراً على تجاوز البراءة التي نالها المجرم مبارك، الذي أدعو الله أن يطيل عمره ليظل دافعاً إلى ثوات وانتفاضات قادمة في سبيل الحرية.

ها هي الشمس تتسلل، حانية إلى زنزانتي، وأنا أفكر فيكم يا إخوتي في محبة هذا الوطن، أجمع لكم قطع الأوريجامي وأعبئها مستدفئاً بقلب زينب رحمها الله، متفائلاً بأن شباباً وفتيات مثلكم لن يسمحوا للظلمة والمستبدين بأن يجرحوا قلب هذا الوطن

احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – عام كامل من الظلم .. عام كامل من السجن

احمد ماهر ابراهيم الطنطاوي (احمد ماهر) – عام كامل من الظلم .. عام كامل من السجن

عام كامل من الظلم .. عام كامل من السجن
3 ديسمبر 2014
عام من الظلم والقهر والانكسار، عام كامل من التشويه والتخوين والقصص الوهمية والحواديت التي اخترعتها عقول مريضة تحكي عني وتروي ما لم يحدث من الأساس وتنشر عني ما لم يقع إلا داخل خيالهم الغير سوي أو صنعها ضميرهم الميت أو نشرتها أجهزة أمنية سيادية فاسدة وتافهة وفاشلة مهنياً، عام من الحبس الانفرادي والعقوبة داخل العقوبة والتنكيل رغم التنكيل وعام من الحرمان من أبسط حقوق السجين التي قد يتمتع بها رموز نظام مبارك، وقد يتمتع بها المجرمون واللصوص الواصلون وذوو الثروات، عام من التشويه والتخوين بدون فرصة حق الرد، عام من قهر الشباب رغم تصريحات ضرورة الاهتمام بالشباب، ولكن شباب الثورة في السجون.
بعض الرفاق تضامنوا معي -كتر خيرهم- فهناك دائماً من يتضامن ضد الظلم بشكل محايد، والبعض قال لا تضامن مع الخائن عاصر الليمون، رغم أن بعض رموز فيرمونت أصبحوا من رموز المرحلة الحالية ولكن ماهر بالذات دوناً عن جميع خونة فيرمونت لا توبة له وسيظل يعاني من خطيئة عصر الليمون وفيرمونت طوال عمره حتى ولو شارك في 30 يونيو وحتى لو لم يكن تحفّظ على إجراءات ما بعد 3 يوليو، ماهر بالذات ليس له حق التضامن أو التعاطف فهو أيضاً من المتراخين دعاة السلمية أيام مرسي وما يسمى بالمعارضة اللاعنيفة.
التضامن مع ماهر بالذات شبهة لا داعي لها، فهناك كلام حوله وقصص وروايات يعلم الجميع كذبها ولكن لا داعي للدفاع عنه واللط ووجع الدماغ، كما أنه ليس من شلة وسط البلد أو مثقفيها ولا يطنطن بإسطوانة المقاومة والممانعة، إنه لا يستحق التضامن ولا يشفع له أنه عارض حكم الإخوان منذ الاعلان الدستوري أكتوبر 2012، ولا يشفع له انسحابه من تأسيسية الدستور بعد كشف وانكشاف نواياهم الحقيقية، ولا يشفع لماهر أنه شارك في 30 يونيو رغم علمه وعلم الجميع أنها لم تكن عفوية 100% ورغم علمه وعلم الجميع بوجود بعض التدخلات والتشجيع الأجهزاتي والبيروقراطي إلى جانب الغضب الشعبي الحقيقي الذي نتج وزاد بسبب طمع الاخوان وحماقة مرسي، ماهر بالذات عليه كلام والتضامن معاه مخاطره لا داعي لها وكمان دمه تقيل وكمان مش يسار قوي ولا بيحب العنف الفردي بتاع بعد المظاهرات وكان ضد العنف أيام الإخوان.. لا يا عم بلاش التضامن مع ماهر بالذات، عليه كلام حتى لو كلنا عارفين إنه كلام جهات أمنية "وسخة" ممكن يطول أي حد مستقبلاً ورغم إن الجميع عارف "هسس" الأجهزة الأمنية من 6 إبريل بالذات وأي مجموعة منظمة وبالذات أحمد ماهر و6 إبريل.
مر عام بالتمام والكمال ولكن هناك أحداث وتفاصيل لا أنساها، حاولت ولكن للأسف الشديد كل محاولة لنسيانها تؤدي إلى تذكرها بدقة شديدة كل يوم، باءت كل محاولات نسيان تلك التفاصيل بالفشل وأدت إلى تذكرها كما هي كل يوم طوال العام بدون أي مبالغة، للأسف السجن يصنع شرخ عميق خصوصا لو كان سجن ظلم.
"
علاء عبد الفتاح أصبح وحيداً في سجن مختلف وانتم منعزلين عن بعض في سجن آخر، وأنا في سجن ثالث، ودومة لا يزال في المستشفى عزلونا حتى في السجن
"
مر عام كامل وأنا في الحبس الانفرادي، وجاء توزيع باقي الشباب على سجون أخرى ليزيد الطين بلة، فزادت معاناة الحبس الانفرادي وزادت الوحدة ولم يعد هناك من أستطيع حتى الحديث معه، ولذلك فاسمحولي بتذكر بداية تلك الحبسة منذ عام، اعذروا هذه الفضفضة.
كانت البداية مع الإعلان عن تظاهرة لا للمحاكمات العسكرية ورفض وضع تلك المواد في الدستور، كان ذلك بداية من يوم 24 نوفمبر 2013 ثم تصاعدت الأحداث في 25 و 26 نوفمبر مع إصرار حكومة "القوى المدنية" على إصدار قانون منع التظاهر 26 نوفمبر بدون أي نقاش جاد أو تعديلات، ورفضت القانون علنياً وشجعت تظاهرة لا للمحاكمات العسكرية أمام مجلس الشورى يوم 26 نوفمبر، ورفضت الحكومة والداخلية هذا التحدي رغم أننا فعلنا أكثر من ذلك عندما حاول مرسي المعزول إصدار قانون أخف وأرحم من قانون التظاهر الحالي، ووقتها أقمنا الدنيا ولم نقعدها ضد مرسي فكيف نصمت على قانون أسوأ بكثير.. فلو صمتنا لكان هذا نفاق فعلاً وبدون تفاصيل تم اعتقال 24 شاب ثم أصدرت النيابة أمر ضبط وإحضار لأحمد ماهر وعلاء عبد الفتاح بتهمة التحريض على مظاهرة مجلس الشورى وتحدي قانون التظاهر، وهذا شرف لا أدعيه، فتحدي قانون التظاهر هو عين العدل.
وتم الاستدعاء يوم 27 نوفمبر وتم القبض على علاء عبد الفتاح من منزله يوم 28 نوفمبر بعد ضرب زوجته وتكبيله وتغميته وضربه، وقد أعلنت يومها أنني سأقوم بتسليم نفسي طواعية للنيابة يوم السبت 30 نوفمبر صباحاً وقد كان، ثم حدث ما حدث من أحداث مفتعلة أمام محكمة عابدين بعد إعلان النيابة (فجأة) أن التحقيقات في نيابة عابدين وليس عند النائب العام كما جرت العادة، ثم تم قرار حبسي 4 أيام على ذمة قضية التظاهر أمام مجلس الشورى قبل أن يقرروا بعدها استبعادي من تلك القضية وبدء قضية أخرى مخصوص بتهمة التحريض على التظاهر أمام محكمة عابدين أثناء التحقيق معي عن أحداث مظاهرات مجلس الشورى، وتم إجراء تحقيق جديد مفاجئ على قضية جديدة يوم 2 ديسمبر 2013، يوم عيد ميلادي للأسف، ليس تلك الملاحظة التافهة فقط هي التي لا أستطيع نسيانها يوم عيد ميلادي الماضي، هناك بعض المواضيع التافهة الأخرى التي لا استطيع نسيانها للأسف.
مثل ذلك الشاب الذي أعلن أثناء التحقيق معه أنه لو كان يعلم أن أحمد ماهر هو المحرض الرئيسي على مظاهرة مجلس الشورى ما كان اشترك فيها "لأنه يكره أحمد ماهر الخائن العميل اللي عصر ليمون!" ، ثم وصل لي للأسف بعض المقولات منه داخل الحجز أن "لو حضر أحمد ماهر إلى الحجز أو السجن فإنه سيقوم بضربه كل يوم لأنه عاصر ليمون ولبسنا في مرسي وخان الثورة ولعب سياسة"!
لست حزيناً من كلام هذا الشاب الرفيق ولكني بجد حزين عليه وحزين أنه بالفعل يوجد حتى الآن من يفكر بهذه الطريقة من الشباب الثوري ورغم كل ما انكشف بعد 3 يوليو وكل ما يحدث من تضييق وانقلاب وخيانة لثورة 25 يناير.. وما يقال ضدي وضده كل يوم.
كم أتمنى أن تصله كلماتي بأني لست غاضباً منه وأني كنت أتمنى أن اقابله وأراه داخل السجن، ليس لنتعارك بل لنتحاور ونتناقش ونسمع بعض ونفهم دوافع بعض.
للأسف هاهو الآن مع باقي الشباب في سجن طره تحقيق المجاور لسجن ليمان طره الذي أقبع فيه، وحيداً في سجن انفرادي أتحدث مع الحوائط، فللأسف الشديد لم يعد هناك من أستطيع التحدث إليه أثناء سويعات التريض القليلة، فعلاء عبد الفتاح أصبح وحيداً في سجن مختلف وانتم منعزلين عن بعض في سجن آخر، وأنا في سجن ثالث، ودومة لا يزال في المستشفى يعاني من أمراض متعددة، شفاه الله وعافاه، تعال يا رفيق لنتناقش ونفهم بعض، عزلونا حتى في السجن.
"
لا أعرف إلى متى سيظل الناس يعايروني دوناً عن جموع عاصري الليمون بتلك الخطيئة التي لا تغتفر من وجهة نظرهم!
"
ليس ذلك الموقف فقط هو الذي أتذكره ولكني أتذكر أيضاً تلك الفتاة السمراء التي صاحت في وجهي ليلة التحقيق مع الشباب المقبوض عليهم من أمام مجلس الشورى ثم نقلهم للقاهرة الجديدة للتحقيق معهم، أتذكر صياحها في وجهي، أنت جاي ليه؟ مكانك مش معانا .. مكانك مع الإخوان يا بتاع الليمون! .. لا أعرف إلى متى سيظل الناس يعايروني دوناً عن جموع عاصري الليمون بتلك الخطيئة التي لا تغتفر من وجهة نظرهم!، ثم أضافت صياحا "أنت جاي تركب على مظاهرة نظمتها "لا للمحاكمات العسكرية" مش " 6 ابريل" .. امشي من هنا".
ظللت صامتاً مصدوماً من كلامها، فهذه الفتاة لا أعرفها شخصياً ولم نتحدث من قبل ولكني كنت أراها دائماً في اجتماعات عديدة للتنسيق بين حركات شبابية من بعد يناير 2011 حتى قبل أيام، لا أعرف اسمها ولا انتماءها الحزبي أو الحركي ولكني كنت أراها في العديد من الاجتماعات بعد الثورة وفجأة وبعد صياحها بثوان ظهر 5 شباب أصغر في السن وابتدوا في كيل السباب لي وسط صدمتي الشديدة مما يحدث فجأة، وظل هؤلاء الفتية يلحنون السباب بالأم والصياح أن أحمد ماهر جاي يتصور في الإعلام ولازم يمشي!، قالوا ذلك رغم تواتر أخبار الاستدعاء للتحقيق وصدور أمر الضبط والاحضار، وكادت تحدث اشتباكات بينهم وبين بعض من تدخل لنهرهم أو الدفاع عني، وهدأ الموضوع بعد تدخل علاء عبد الفتاح ود. ليلى سويف ونهرهم لهؤلاء الشباب ودفاع د. ليلى سويف عني وطردهم لهؤلاء الشباب الذين قال البعض إنهم دخلاء أو "أمنجية متثورجين" وقال البعض الآخر إنهم مراهقين غاضبين فقط يتم استغلالهم وتوجيههم وتحريضهم من "الأمنجية المتثورجين" .. والله اعلم .. لكن النتيجة واحدة.
وللأسف، فقد تغيرت كثيراً في ذلك السجن الانفرادي وأفقد تدريجياً قدرتي على التسامح ونسيان الإساءة، خصوصا لو كانت تجنّياً وظلماً كما حدث معي.
السجن يصنع شرخاً كبيراً في النفس وليس مفيداً أحياناً أو كثيراً، أحياناً يفاجئنا تغير شخصيتنا بعد الأحداث الكبيرة والتجارب الأليمة، فقد تفقد سلامك الداخلي أو هدوء أعصابك وقدرتك على التسامح أو قدرتك على النوم أو التفكير.
ليس بالتجارب المؤلمة ثقل الشخصيات، أحياناً تكون هناك تغيرات سلبية مصاحبة.
لازلت أذكر هؤلاء الصبية المجهولين الذين ظهروا فجأة أمام محكمة عابدين أثناء قيامي بتسليم نفسي للنيابة بعد الاستدعاء وأمر الضبط والإحضار، فجأة تم إغلاق باب المحكمة الرئيسي، وفجأة حدث زحام وتدافع وكاميرات وصحافة وصياح وفجأة ظهر شباب لا أعلم من هم وكيف وصلوا بجواري ثم بدأ الصياح والسباب والتخوين ولا أعلم من ضرب من ومن قذف من ومن قذف بماذا وسقطت نظارتي الطبية ولا أفهم من هؤلاء وماذا يريدون تحديداً ولماذا وما الذي يحدث، وفجأة بدأت الشرطة في إطلاق الغاز وضرب الشباب، وهناك من سحبني لداخل المحكمة لا أعلم من هو، وهناك من سرق بعض متعلقاتي .. لا أفهم ولم أر جيداً.
وبعد التحقيق يوم 30 نوفمبر في تهمة التحريض على مظاهرة رفض المحاكمات العسكرية أمام مجلس الشورى.. فوجئت بقضية جديدة تتهمني بإثارة الشغب امام محكمة عابدين التي لم أكن أعلم أساساً ان التحقيق سيكون بها، ثم بعد أيام قلائل تحددت جلسة ثم حكم بالحبس 3 سنوات بعد أسبوع من بدء المحاكمة ثم -هوب- تم تحديد موعد للاستئناف ثم رغم شهود النفي ورغم الفيديوهات التي تثبت عكس الاتهامات وأني من تم الاعتداء عليه من مجهولين أثناء دخوله
"
لا أستبشر خيراً لأن النظام يريد أن ينتقم بكل الوسائل، إنه موسم الانتقام من الشباب وكل من كان له علاقة بـ ثورة 25 يناير
"
المحكمة وليس العكس، ورغم أن كل شهود الإثبات الذين أحضرهم رئيس مباحث عابدين كانوا من المسجلين خطر ورغم أن الفيديوهات التي قدمها المحامون للواقعة توضح أن عساكر الأمن المركزي هم من حطموا مقاعد المقهى الذي بجوار المحكمة التي اشتكى صاحبها من الخراب، ورغم كل تلك الدلائل وعدم أهلية شهود الاثبات إلا أن القضاء المستقل العادل الشامخ العظيم قد أيد الحكم بدون أي تغيير أو تعديل او تخفيف .. السجن 3 سنوات ومراقبة 3 سنوات وغرامة 50 ألف جنيه.
وها أنا أنتظر نقض الحكم في يناير 2015 ولكن لا أستبشر خيراً لأن النظام يريد أن ينتقم بكل الوسائل، إنه موسم الانتقام من الشباب وكل من كان له علاقة بـ ثورة 25 يناير، وما القضاء إلا وسيلة من وسائل النظام العسكري للانتقام وكله بالقانون.
للأسف الشديد يا علاء لقد خرجت "مؤقتاً" من معركة الامعاء الخاوية، فوالدتي التي انتشر مرض السرطان اللعين في جسدها الذي تحمّل كثيراً لا تستطيع تحمل منظري الذي أصبح مثل المومياء بعد نزول وزني إلى 65 كجم. وتدهور حالتي الصحية، أولادي أصبحوا يخافون من رؤيتي وانا نفسي أصبح يصيبني الفزع عندما انظر لوجهي في المرآة .. من هذا المومياء ذي العين الخضراء الجاحظة المرعبة التي تدمع عندما تشعر العجز عن علاج أمي التي تحملت الكثير من أجلي طوال 33 عاماً، وهاهي تلاطم أمواج الحياة بدوني في هذه المحنة وليس في الامكانيات غير علاج التأمين الصحي البطيء والمكبل بالروتين واللوائح، فبالتأكيد لا أملك تكاليف علاج لائق لها رغم كل أساطير التمويل والثروات، سحقاً لأجهزة المخابرات القذرة التي يعلم ضباطها حقيقتي وحقيقة أني لم أخن وطني يوماً وأني لم أتلقّ تمويلاً يوماً ولا مليماً ولا لدي أي ممتلكات أصلاً وأن والدتي، التي انتشر السرطان في جسدها، تُعالج في التأمين الصحي البطيء والفاشل المليء بالكروته والاستسهال والروتين والقيود.
آسف يا علاء .. أخذت إجازة لأن حالة ابنتي النفسية تسوء كل يوم وأصبحت تخاف من الناس ومن المدرسة ومن تلاميذ والمدرسين، أصبحت كل زيارة تسألني بابا انت بتعمل إيه في السجن وليه مش بتروح معانا وليه لابس أزرق زي الناس الوحشين اللي بنشوفهم في المسلسلات والتليفزيون وليه بنشوفك في التلفزيون في القفص؟ وليه؟ وليه؟ ... أجيبها بأن عمو السيسي مش عايزني أروح معاكم وإني قريب هأكون معاكم تاني بس أنت اسمعي كلام ماما وما تخافيش من الناس ولا من المدرسة ولا من الظباط ولا من السيسي ولا من حد.
آسف يا ميرال يا بنتي، آسف يا نضال يا ابني، آسف يا أمي على عجزي، آسف يا زوجتي على اللي حطيتك فيه من مصاعب ومشاكل ومعاناة، آسف يا كل الناس، آسف يا علاء إني خرجت من معركة الأمعاء الخاوية مؤقتاً.. شكلي بقى بجد مرعب، وإن شاء الله يا ميرال ويا نضال ويا أمي.. وآسف يا زوجتي العزيزة، وإن شاء الله أكون معاكم قريباً ونكمل حياتنا تاني، كل سنة وأنتم بخير، إن شاء الله.
النهاردة عيد ميلادي 2 ديسمبر، أنا لوحدي في الزنزانة زي السنة اللي فاتت، وأنتم لوحدكم، بس أنا متاكد إنكم لسه فاكريني. دلوقتي بقى عندي 34 سنة .. خلاص عجزت، واتغيرت أتمنى في عيد ميلادي الـ 35 أكون معاكم، ربنا كبير.

صهيب سعد الحداد (صهيب الحداد) – قررت المحكمة معاقبة المتهمين

صهيب سعد الحداد (صهيب الحداد) – قررت المحكمة معاقبة المتهمين

قررت المحكمة معاقبة المتهمين بالحبس المشدد ٧ سنوات، كان هذا هو رد السلطة على ٣ صحفيين، و ٢ مصورين، وطالب، وآخر مهندس.
اعترفت السلطة بأن قرار العقوبة كان خطأ سيتم مداركته، بل أقرت بأن المحاكمة برمتها كانت خطأ، و تعمل السلطة علي تدارك تلك الأخطاء، في حين انه قد مر علي تلك الأخطاء ١١ شهر لم يظهر خلالها إلا وعود لا تنفذ و دلالات تبين ان السلطة تعمل علي مداركة الاخطاء لصالح الأجانب دون المصريين المتهمين في ذات القضية المعروفة إعلاميا بإسم قضية الجزيرة، و جاءت تصريحات السلطة بحرصها علي تهدئة الضغط الدولي الذي يمارس عليها بسبب حبس الأجانب، فشرعت قانونا تستطيع من خلاله ترحيل المتهمين في ذات القضية، والذين يواجهون ذات التهم التي لم تقدم النيابة دليلآ واحدآ عليها.
هذه الجهود المبذولة تجاه الأجانب إن دلت فإنها تدل علي انتهاج السلطة منهج التنكيل بأي صحفي مصري سيتم حبسه ولن يلقى إلا نفس العقوبة و نفس التعتيم، وكأن حرية الإعلام تعني حرية الصحفيين الأجانب دون المصريين، وحتى هذه لم تتوفر، و كأن حرية الإعلام تعني حبس الصحفيين ٧ سنوات. هذه هي حرية الإعلام والرأي والتعبير التي تفهمها السلطة العسكرية والأمنية.
الأول من يناير المقبل سيتم نظر في الطعن المقدم، الأمر الذي سنرى من خلاله ان كانت السلطه تعمل بالفعل على غلق القضية أم أنها لا تلتفت فقط إلا لتهدئة الضغط الدولي وتجميل صورتها؟
أكثر من ٣٠٠ يوم مرت علينا خلف القضبان، أكثر من ٣٠٠ يوم و ا زالت السلطة مستمرة في التنكيل بحقوقنا في حرية الرأي و التعبير، و قمع كل القيم التي ستظل حبيسة ذلك الاستبداد مادمنا ومادام عشرات الالاف خلف القضبان.
يوما ما سننتزع هذه الحقوق وتلك الحريات وتبقي الحرية اسمى تلك الحقوق التي لم ولن نساوم فيها ولو على أرواحنا ، يوما ما ستذهب أجسادنا وتبقي أرواحنا جسورًا يعبر بها إلى وطن حر، يومًا ما ستكون هذه الأيام التي نقضيها خلف القضبان وصمة عار وشاهدة على استبداد السلطة العسكرية.. يومًا ما سيقتلع القمع.. و سنبقى أحرارًا رغم القضبان.

عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – أكتب لكم هذا الخطاب و أنا فى حالة صدمة من ملحق ليمان سجن وادى النطرون

عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – أكتب لكم هذا الخطاب و أنا فى حالة صدمة من ملحق ليمان سجن وادى النطرون

أكتب لكم هذا الخطاب و أنا فى حالة صدمة من ملحق ليمان سجن وادى النطرون.
صحينا يوم الثلاثاء 25/11/2014 الساعة 9 صباحاَ على تخبيط على باب الزنزانة فى استقبال طرة ، و مخبر بيبلغنا إن قدامنا ساعة بظبط نلم كل حاجة فى الأوضة اللى كنا عايشين فيها بقالنا شهرين ، عشان هنترحل حالاَ لسجن مختلف عشان بقينا محكومين. طبعا ارتبكنا و بدأنا نلم الحاجة على استعجال و نلبس اللبس الأزرق و الضباط ورانا قاعدين يزعقوا و يستعجلونا و كأنهم مبلَّغينَّا من شهر مش من دقيقة. ساد جو من الحزن فى العنبر بتاعنا لأن قضيتنا كانت شاغلة دور من سبع أوض و كل السجن كان عارفنا ، لمينا حاجتنا و طلعنا و فوجئنا بجميع ضباط المباحث و المأمور و مأمورية القسم لترحيلنا ، و تم تفتيشنا تفتيش مهين و بهدلولنا الحاجة و واحد من المخبرين زق والدى فى ضهره فاتخانقت معاه و كانوا هيضربونى بس الناس لمت الموضوع.
بعد ما ركبنا الترحيلات فضلوا راكنِنَّا نص ساعة فى الحر جوة العربية بعدها اتحركنا وسط الزحمة و الشنط مالية العربية و خدنا حوالى ساعة و نص ، بعدها لقينا نفسنا قدام سجن وادى النطرون ، و فضونا قدام بوابة مكتوب عليها ملحق ليمان وادى النطرون و بدأوا ينزلونا من العربيات شايلين شنط تقيلة و كتيرة فى الإيدين و احنا متكلبشين و حركتنا معاقة ، و والدى كان رجله تاعباه بسبب الدوالى و الجلطات اللى عنده فى رجليه و فوجئنا بحفلة استقبال من العساكر و المخبرين انهالوا علينا بالضرب بالأقلام و القضبان و العصيان و الخراطيم ، و واحد منهم ضرب أبويا على راسه و كتفه بعصاية معلمة فيه لغاية دلوقتى ، و احنا مش عارفين نعمل حاجة غير نجرى و احنا متكلبشين و شايلين الشنط و حركتنا تقيلة ، و كذا حد وقع ، و كان معانا راجل عنده 66 سنة وقع و ضربوه و عسكرى بيقوله "اجرى يلا بسرعة" و هو فى سن حفيده أصلاَ.
أول ما دخلنا قعدونا فى الأرض و زعقوا "كله يبص فى الأرض" وسط سب و لعن لأهالينا و سب دين و أقذع الشتائم و الألفاظ ، و بدأوا فى ضرب الناس عشوائياً من غير ما يعملوا أى حاجة ، و دخلونا بعدها على التفتيش ، واقف عليه ضابط بخرزانة بيضرب فى كل اللى يدخل و يشتم ، و قعدونا تانى زى أسرى الحرب ، و بدأوا تفتيش واحد واحد تفتيش ذاتى مهين و خلعوا ملابسنا كلها ، و بهدلوا كل حاجتنا و قلبوها فى الأرض و صادروا كل حاجة حتى الأكل و الميا و الجزم و سابولنا بطانية و الملابس الداخلية و طقم أزرق بس ، و خدوا مرتبة والدى رغم إنه قالهم إنه مريض و ميقدرش ينام على الأرض و ضربوا كذا حد بالقلم خلال التفتيش و كل ده خلاله شتايم قذرة ، و بعدها خلونا نلم كل حاجة فى البطانية ، بعد ما المخبرين سرقوا جزمنا و لبسنا و أكلنا و قعدوا يقسموه بينهم ، و دخلونا جرى جوة عنبر و حطوا 25 واحد مننا فى أوضة صغيرة قذرة بحمام واحد و من غير نور و كانت الدنيا ضلمت ، قلنالهم لازم نور عشان نعرف نشوف حاجتنا اللى بهدلوها و نستخدم الحمام ، قالولنا بكرة ، قلنالهم طب أكل عشان مكلناش من الصبح ، قالولنا ناموا خفاف مش مشكلة ، نمنا على الأرض فوق بعض تقريباً من زحمة الأوضة و احنا مرعوبين من اللى حصلنا و نمنا فى قلق و ناس كتير معرفتش تنام للفجر ، و يا دوب بعد الفجر نمنا ، فوجئنا الساعة 7 بالباب بيتفتح و صوت واحد بيزعق "كله يطلع جرى يا ولاد ال...." ، كله قام مفزوع و جرى من الباب وسط شتيمة و ضرب و وقفونا كلنا وشنا للحيط ، بعددها وقفونا طابور و إيدينا على كتاف بعض و خلونا نجرى فى الطرقة و دخلونا حوش كده و وقفونا وشنا للحيط و إيدينا فوق و بدأوا ينادوا على واحد واحد و يحلقوله زيرو بشكل مشوه سايب خصلات شعر فى كل حتة بعدها كرروا الطابور للأوضة تانى وسط الضرب و الشتيمة و رمونا فى الأوضة تانى و احنا مرعوبين من كل الانتهاكات اللى حصلتلنا بشكل غير مسبوق ، و أنا حاسس بالقهر و الذل من اللى شفته و اللى حصلى و حصل لأبويا قدامى و أنا مش قادر أتكلم.
مش متخيل إنى المفترض أقضى 15 سنة فى المكان الأشبه بالجحيم ده ، و ضيعوا مذاكرتى و تجهيزى للامتحانات اللى باقى عليها شهر و محتاج أذاكر كل مواد هندسة فيه ، و سرقوا منى حاجات بآلافات ، و أُهِنت أنا و والدى بشكل فظيع ضرباً و شتماً و سباً ، و أصبت باكتئاب بعد سماعى لتأييد الأحكام على قضايا كثيرة ، و بدأت أشعر بالفعل أن حياتى دمرت ، و أنى لن أرى أسرتى مرة أخرى فى هذا المكان الذى يبعد سفراً عن القاهرة ، و الزيارة اللى بقت كل 15 يوم و عدم رغبتى فى تعرض أهلى للإهانة فى هذا المكان.
أكتب هذا الجواب فى رعب و كأنى أقترف جرماً و أخشى أن يكتشف فيضربوننى و يضعوننى فى التأديب ، و كرر المخبرون بسخرية بعدما عرفوا أنى طالب فى الجامعة الألمانية أنى لن أستحمل أن يضعوننى مع مسجلين خطر ، و أن "اللى بييجى هنا ينسى المستقبل. مستقبلك ضاع".
مش عارف أعمل ايه. الدنيا اسودت تماماً و الكابوس ده مش عايز يخلص. أنا نفسى ينفونى من البلد و يسحبوا منى الجنسية و مستعد مجيش البلد ديه تانى.
ابن عمى القاطن فى ألمانيا حصل على منحة من رئيس ألمانيا لمدة 4 سنوات ضمن 65 طالب مسلم فى البلاد الأجنبية. و أنا بلدى بتكافئنى على تفوقى و طموحى بمنحة 15 سنة فى السجن و تدميرى نفسياً و عقلياً و بدنياً.
أنا تعبت.

هاني منصور – لا تظنوا السجن قهرًا

هاني منصور – لا تظنوا السجن قهرًا

فى عرض لم يستغرق أكثر من دقيقتين ، جددت نيابة المنصورة حبس أ.هاني منصور _ قرية محلة دمنة - مركز محلة دمنة _ 15 يوماً على ذمة التحقيقات

هذا وقد وجه أ.هاني رسالة بعنوان ( "هي لله ...؟!!" )
لا تظنوا السجن قهراً بعون الله سيقود نصراً
هذه بعض ( جداريات الزنازين ) للمعتقلين من أجل الحرية ، وتؤكد أن السجن لا يغير الأفكار بل يزيدها رسوخاً :

# ابتسم لعله خير
# نفر من قدر الله إلى قدر الله
# فاقض ما أنت قاضٍ ، إنما تقضي هذه الحياة الدنيا
# إذا دعتك قدرتك علي ظلم الناس ، فتذكر قدرة الله عليك
# فدى بلادي تروح الروح ولا أشوفها بتتعسكر
# كن رجلاً واترك أثراً
# الحرية جاية

ومن أجمل ما سمعت من أحد الشباب " السجن سوق ربح فيه من ربح ، وخسر فيه من خسر "
# مكملين لرب ودين "

محمد حسام الدين محمود علي (كالوشا) – لعبنا ثورة وثورة ملعبتش معانا

محمد حسام الدين محمود علي (كالوشا) – لعبنا ثورة وثورة ملعبتش معانا

لعبنا ثورة و ثورة ملعبتش معانا

كان من المتوقع صدور حكم البراءة لمبارك و اعوانه في تهم قتل المتظاهرين ، و لكن دعونا ننظر نظرة عامة في من المتسبب في هذا الحكم ؟؟!! ، سئمت المثالية .. هناك شعب هتف بأسم الشباب و الشهداء و محب في ثورة ٢٥ يناير ، و بعد ثلاثة سنوات هذا الشعب اصبح بالنسبة له هذه الثورة >> مؤامرة ، و هؤلاء الشهداء و الشباب خونة و عملاء ، من شارك في هذه الثورة اصبح الان في مكانين ١- السجن ٢-التراب .. من اجل شعب يعشق الجلد و الاهانة .

كفرت بكل ما يدفعني الي توعية هذا الشعب.
واصبح هدفي هو القصاص لمن ضحوا بانفسهم من اجل شعب لم يُقدر ارواح الشهداء.

افيقوا من هذا الحلم ، اخطأنا في تقدير فكر هذا الشعب.
تجمعوا و تحالفوا من اجل القصاص للشهداء ، و لا "اي" شئ لهذا الشعب

فقدت كل شئ من الانسانية ، لم اعد اتحمل تخلف و جحد هذا الشعب ، دعوهم يرون بأعينهم ما سوف يجنوه من عبوديتهم للطغاة .

سيبقي سر بقائي هي كلمة "المجد للمجهولين"

يسقط يسقط حسني مبارك

كالوشا

سجن القاهرة تحقيق بمجمع السجون طرة
عنبر ٢ غرفة ٢/١٢

٣٠/١١/٢٠١٤

close

Subscribe to our newsletter