"فاصبر صبرا جميلا.. إنهم يرونه بعيدًا ونراه قريبًا" صدق الله العظيم
رسائل جدران العزلة
امنيه احمد ثابت – أنا أمنية أحمد ثابت
انا امنيه احمد ثابت "22 سنه " اعتقلت يوم 2019-6-15 للعلم اختي كانت محبوسه في سجن القناطر لمده سنه وشهرين على ذمه نفس القضيه اللي انا فيها وانا اتقبض عليا في يوم اخلاء سبيل اختي من بيتي واختفيت 17 يوم ، اهلي ميعرفوش عني حاجه ونزلت نيابه امن الدوله يوم 2019-7-3 على القضيه 148 لسنه 2017 انا حاليا في قسم عين شمس مازلت محبوسه ، اختي اتقبض عليها من المطار وهي عروسه مسافره لجوزها وربنا كرمنا بإخلاء سبيلها وهم بيتأكدو من العنوان لضمان اخلاء السبيل مسكوني كنا بنجهز لحفل استقبالها وملحقناش نفرح بسميه اختي وحرموها مني وحرموني منها وتم احتجاز اختي بعد اخلاء سبيلها 45 يوم واتقابلنا في الحجز بعد ماكنت بتمنى نتقابل ف الحريه كان من حقنا فرحتنا تكمل ،مبلحقش اشوف اهلي واقعد معاهم ..
انا بعاني من المكان اللي انا فيه مفيش تهويه والجو كله دخان وانا مريضه حساسيه صدر وجيوب انفيه وقاعده مع جنائيين وبنام على الارض والجو برد جد والرطوبه عاليه وجالي روماتيزم والمكان كله حشرات عباره عن اوضه صغيره جدا مفيش شباك يدخلنا منه شمس انا نفسيتي اتدمرت محتاجه اخرج لاهلي ومحتاجه اكون معاهم ، انا امي وحشتني واتحرمت من امان بيتنا ومن حضن امي ، احنا بنعاني المكان هنا مفيش خصوصيه بنكون قاعدين والباب بيتفتح علينا الفجر يبهدلونا ويفتشونا ويبهدلو كل حاجتنا ..
انا قضيتي معظم اللي فيها خرجو انا كمان من حقي اخرج عشان اكمل دراستي واكمل حياتي كنت بخطط لحاجات كتير اعملها ملحقتش ابداها ، 7 شهور ضاعو من عمري في اللاشيء كنت هعمل فيهم حاجات كتير كنت هكون مع امي واخواتي واصحابي ، انا محتاجه كل حاجه حرموني منها انا تعبانه جدا وصدري تاعبني من الدخان والدكتور قال مينفعش معايا علاج طول ما انا محبوسه ...
ادعولي اخرج لامي ولحياتي واصحابي واخواتي ولفرحه امي اللي اتحرمت انها تكمل ، امي تعبت من الزيارات والطابور في الزيارات ، انا محتاجه اخرج اكمل دراستي وابدا حياه جديده من غير سجن ..
انا عارفه اللي بيخرج بيعاني برضوا مبيعرفش يرجع لحياته الطبيعيه بس اكيد هكون افضل وسط اهلي متنسونيش دعواتكم ....
سولافه مجدي – متنسوناش
أول سنة من 7 سنين أقضيها بعيد عن حضن ابني الوحيد، أول سنة بعيد لأني محبوسة، بعيد عن جوزي وبيتنا لأننا سجناء رأي وحرية وحق.
في السنة الجديدة بقول لابني كون فخور بأمك وأبوك، احنا اتحبسنا عشان بندافع عن حياة أحسن ليك ولينا.. كون فخور يا خالد وارفع راسك وسط الناس يا حبيب أمك.
في السنة الجديدة بطلب منكم متنسوناش، متنسوش اللي بيدفعوا حريتهم تمن وعمرهم بيضيع ورا الحديد والقضبان. متنسوش اللي بيحلموا بحياة كريمة لكل إنسان بيأمل بوطن أفضل.
سنة جديدة هبدأها أنا وحسام بعيد عن بعض، وبيننا أسوار عالية حاجزة عنا النور والحرية، بس لأننا صحفيين عملنا شغلنا بكل مهنية وإخلاص. حسام حبيبي اللي بيدفع من عمره تمن إيمانه بمبادئه، ودفاعه عني وعن مهنته.
نحن نحب هذا الوطن رغم السجن والسجان
الحرية لكل سجين
الصحافة مش جريمة
سولافة مجدي.. سجن القناطر
حسام الصياد – غياب سانتا كلوز
في مثل هذه الأيام، وعلى مدار 7 سنوات، كانت لنا رحلة سنوية صغيرة داخل حي شبرا. طقس سنوي لأسرتنا منذ ولادة خالد.. يبدأ اليوم بإفطار مُعد بمزاج جيد، ثم نُنزل شجرة العيد من مخزنها ونتفقد ما ينقصها.
في مفكرتها الصغيرة تبدأ سولافة في كتابة نواقص زينة العيد، ثم تبدأ رحلتنا السحرية. أقود السيارة وتجلس هي بجواري، نتشاجر - كالعادة- حول زجاج النافذة، نفتحه أم لا؟ حول صوت الراديو، منخفض هامس مثلما هي تحب؟ أم مرتفع مثلما أحب؟ وتنتهي الشجارات دائما بانتصار سهل وسريع لها.
ننطلق على كل حال قاطعين شارع رمسيس في الاتجاه لشبرا، بعد عبور نفق أحمد حلمي، ليبدأ العالم السحري في الظهور. من وسط أحياء القاهرة كانت دوما شبرا الأقرب لقلبينا، خاصة في وقت العيد، حين تكتسي بزينة الميلاد وتحتل أرصفة شوارعها ألوان العيد، أشجار وأجراس وسانتا كلوز وكل ما يمكن أن تحتاجه في العيد.
نصُف السيارة في مكان بعيد حتى نتجول على أقدامنا لأكبر مسافة ممكنة وسط تلك الأجواء المبهرة. في العادة تكون البرودة مسيطرة على الشوارع، والسماء ملبدة بالسحب الرمادية التي تقاومها الشمس في محاولة للتسلل إلينا. كانت تلك الأشعة مع وجود سولافة وأجواء العيد الحميمية أسباب كافية للدفء، حتى لسعات البرد في حضورها كانت حنونة، عكس لسعات برد الزنزانة، وكانت دائما تنتهي مع شراء الزينة وهدايا العيد.
في الليلة الموعودة، نتأهب جميعا لحضور سانتا كلوز، تقليد آخر اعتدناه منذ ولادة خالد، يغط هو في النوم، ونشرع أنا وأمه في تزيين بيتنا الدافئ بلمساتها السحرية.
انها روح العيد، تقف الشجرة في أحد الأركان، نعلق الأجراس والأضواء، وحولها نضع مجسمات الأقزام السبعة وهدايا العيد. ينام خالد محتضنا دمية سانتا كلوز، متمنيا حضوره الحقيقي عند منتصف الليل، لترك هديته التي - بالطبع- كان قد أخبرنا بها مرات ومرات، كما تعود كل عام.
في العام الماضي، أصر خالد على أن نوقظه فور قدوم سانتا عند منتصف الليل، وعلى أنغام "ليلة عيد" لفيروز استيقظ من نومه، خرج من غرفته ليجد سانتا بشحمه ولحمه بملابسه الحمراء ولحيته البيضاء. اتسعت عيناه وأخذ يصرخ صرخاته الطفولية معلنا عن دهشته من قدوم سانتا صديقه السحري، جرى ناحيته واحتضنه حضن دافئ وطويل، وأهداه سانتا الكاميرا التي طلبها وتمناها.
وعلى مدار عام كامل استمرت ذكرى قدوم سانتا عالقة في ذهنه، وكان أول ما كتبه بعدما تعلم كتابة الحروف رسالة لسانتا عبر له فيها عن امتنانه لهدية العام الماضي، وذكَّره أنه بانتظاره في نفس الوقت والمكان.
لكن سانتا لن يأتي هذا العام، فلتعذر يا حبيبي قلة حيلته، لو كان الأمر بيده لجلب لك العالم كله، ولكن قواه السحرية تعجز عن اختراق الأسوار والحواجز، فصديقك السحري الآن في عنبر 3 سجن طرة القاهرة تحقيق، يحكاموه بتهمتي الخيال والحلم. أما زوجته السحرية صانعة كل تلك المعجزات، تقبع هي الأخرى في سجن القناطر نساء.
اليوم، لن نفطر سويا، لن نذهب إلى شبرا، لن أتشاجر أنا وسولافة على النافذة والراديو، لن نرى الألوان والأضواء والزينة، لن نزين شجرتنا، وسينام حبيبي خالد وحيدا، محتضنا دميته، متمنيا هذا العام عودتي من "السفر" بصحبة سانتا كلوز الحقيقي، ومعنا أمه، حبيبتي سولافة، وهدية العام الجديد.
يوما ما يا خالد، ليس ببعيد، سيعود بابا وماما السحريين، ويعود العيد.
محتجزات بسجن النساء بالقناطر – نطالب نحن معتقلات سجن القناطر
نطالب نحن معتقلات سجن القناطر بالافراج الفوري عنا حيث إننا معتقلات من فترات متفاوته ما بين شهور وسنوات دون سبب حقيقي ودون تهمه محدده.
ونظرا لظروف محبسنا الصعبه وما نعانيه من إهمال طبي شديد ووجود حالات صحيه سيئه، دون أي رعايه طبيه حقيقيه، فنحن نطالب بإخلاء سبيلنا وإغلاق كافه القضايا التي لاتستند على أي تهم حقيقيه وسنستمر في إضرابها الجزئي عن الطعام لحين التحقيق في مطالبنا، وإن لم يتم ذلك سيتم التصعيد لاضراب كلي
ونطالب باستدعاء لجنه طبيه محايده برئاسه الدكتورة «منى مينا»، لمعاينه أوضاع المستشفى المتدنيه والغير ادميه على الإطلاق واستدعاء وفد حقوق الانسان لمعاينه أماكن احتجازنا الانفراديه والجماعيه والتحقق من عدم ادميتها وعدم مراعاه الحالات الصحيه الحرجه.
نحن نستغيث بكل القوى الاعلاميه لكي توصل صوتنا الهش والبت في مطالبنا والتي هي أدنى المطالب الانسانيه.
من أحد العنابر المظلمه
احمد العطار – استشارة طبية
وانا فى امن الدولة وبعد سلسة من عمليات التعذيب على مدار ساعات وانا مغمض العين ومتكلبش خلفى تم اقتيادى الى مكان مثل تجويف فى الحائط..
(ذى اللى بيدخلوا فيه بيعملوا الاشعة) .. هكذا خيل لي !
وبعد ان تم تجريدى من ملابسى، قام رجل امن باستخدام جهاز (ليس بصاعق الكهرباء لانى اعرفه جيدا ) بتمرير هذا الجهاز على رجلى اليسرى ووقتها شعرت بالم شديد جدا ولكنه الحقيقة استمر لفترة بسيطة وانتهى بعد لحظات وبعدها سمعت الظابط يقول للى موجودين، شغلوا له المروحة عشان الرائحة دى تنتهى، فهبط من فوقي دش من الهواء البارد !! والحقيقة ايضا، أنا لم أشم أي رائحة !! وأيضا لم انتبه للامر وقتها .. فكنت أعد الزمن باللحظات حتي ينتهي هذا العذاب المهين ..
ولكن منذ فترة وحتى الان عندى مشكلة فى رجلى اليسرى مكان ما مرروا عليها الجهاز دة فانا لا استطيع فتحها بالشكل الطبيعى مع شعورى ببعض الالام كل فترة
ومنذ فترة قصيرة مرضت وكان عبارة عن دور برد عادى بس دخلت على اثره فى غيبوبة لمدة 3 ايام استيقظت فقط لمدة قرابة الساعة مرة او مرتين، اقوم باداء ما فاتنى من الصلوت ثم اعود واكمل النوم او الغيبوبة ولا يوقظنى الا الكحة الشديدة
وكأن السجون تم تصميمها اما لقتنلنا بداخلها او اصابتنا بمشاكل صحية او امراض مزمنة
حسن البنا مبارك (حسن البنا) – كل يوم أنازع الموت لكني أتشبث بالحياة
رسالة من معتقل.. كل يوم أنازع الموت لكني أتشبث بالحياة لوعدَا قد وعدته فيوم آخر لن يضر ويوم آخر من أجل الصغار ويوم آخر من أجل الأخ ويومَا آخر للصديق لكني أخشى يومَا آخر أموت فيه في السجن
كل ما أشعر به هو الخوف والألم، من جراء أني لست بخير، من جراء أني مريض، من جراء التعنيف والتشكيك والتهديد بالعقاب، في حال أنني كررت شكواي
يا بلادي، إنني أشد حبًا وإخلاصًا، وإنه ليحزنيي أن أستشعر منك كل هذا الظلم والقسوة.
يا بلادي، إنني أبيت ليلتي على خذلان وأسى، أقاوم كل ليلة فكرة أني أموت في سجني هكذا إهمالا وكسلًا، أو على الأقل أنه لا ضمانة لي فيكِ تحميني من الموت والألم.
ولولا أني أحب وأخاف، ولولا أني أقول لنفسي كل ليلة: ليس اليوم، يوم آخر لن يضر، يوم آخر من أجل الصغار، من أجل الأخ والصديق، فلايجب أن يكلل مساعاهم بهكذا خيبة، من أجل وعد قطعته على نفسك، من أجل فكرة لازلت تتشكك في صحتها، من أجل بلاد، ربما لا يرضيها هذا كله.
محتجزون بسجن العقرب – إلي شعب مصر
إلي شعب مصر:
نحن نعيش في ظروف صعبة ومأساوية للغاية وما يحدث لنا هو جريمة إبادة ضد الإنسانية لما يقارب الف شخص
نحن نتعرض للتجويع من ستة أشهر ونرتجف من البرد
البرد ينخر في عظامنا والجوع ينهش في أجسامنا وأمعائنا
كميات الطعام قليلة جدا جدا
مجردين من الملابس والأغطية
كل فرد معه بطانية واحدة والقليل منا معه عدد 2 بطانية لا تغني ولا تدفئ من البرد البطاطين دايبة وهشه ومتهالكه
والملابس كل واحد منا معه طقم واحد فقط
نحن نموت من البرد عشرات المرات في اليوم الواحد
البرد يدخل لنا من كل مكان من داخل الزنزانة الخراسانية وكأنه نفاثات هواء خارجة من الثلاجة
الألم مستمر بشكل بشع.. لا نستطيع حتى إسناد ظهورنا على الجدران الخرسانية
لانستطيع النوم من شدة البرد ومن يستطيع النوم يقوم منه متألم في كل أنحاء جسمه
ظهورنا محنية ومقوسة من شدة الآلام التي نلاقيها من شدة البرد الخارج من الأرضية الخرسانية
من يرانا يظن اننا تجاوزنا في أعمارنا السبعين والثمانين فما بالكم بالشيوخ بيننا الذين تجاوزوا السبعين من أعمارهم وهم غير قليل
فقدنا الكثير من أوزاننا حتى وصل بنا من فقد عشرات الكيلو جرامات مع قلة الطعام والكميات المقدمة لنا متعمدين تجويعنا وتركيعنا
أصيب الكثير منا من سوء التغذية بأمراض كثيرة مثل عسر الهضم والبواسير والناسور الشرجي
الكثير منا ينزف بسبب هذه الأمراض ولا مجيب ولا مغيث وحسبنا الله ونعم الوكيل
محتجزون بسجن العقرب – نتعرض للإبادة
نحن نعيش في ظروف صعبة ومأساوية للغاية وما يحدث لنا هو جريمة إبادة ضد الإنسانية لما يقارب ألف شخص، نحن نتعرض للتجويع من 6 أشهر ونرتجف من البرد، البرد ينخر في عظامنا والجوع ينهش في أجسامنا وأمعائنا، كميات الطعام قليلة جدا جدا..
مجردين من الملابس والأغطية، كل فرد معه بطانية واحدة والغير منا معه عدد 2 بطانية لا تغني ولا تدفئ من البرد.. البطاطين هشه ومتهالكه، والملابس كل واحد منا معه طقم واحد فقط، نحن نموت من البرد عشرات المرات في اليوم الواحد.
البرد يدخل لنا من كل مكان من داخل العلبة الخراصانية وكأنه نفاثات هواء خارجة من الثلاجة، الألم مستمر بشكل بشع، لا نستطيع حتى إسناد ظهورنا على الجدران الخراصانية، نقوم من النوم وعلى الرغم من أن هناك منا الكثير من الشباب متألمين، ظهورنا محنية ومقوسة من شدة الآلام التي نلاقيها من شدة البرد الخارج من الأرضية الخراصانية، من يرانا يظن اننا تجاوزنا في أعمارنا السبعين والثمانين فما بالك بالشيوخ الذين تجاوزو السبعين من أعمارهم أمثال: محمد سويدان، والدكتور عصام حشيش، والدكتور محمود غزلان، والدكتور عصام العريان، وغيرهم الكثير.
فقدنا الكثير من أوزاننا حتى وصل بنا من فقد عشرات الكيلو جرامات من أوزاننا مع قلة الطعام والكميات المقدمة لنا متعمدين تجويعنا وتركيعنا، أصيب الكثير منا من سوء التغذية بأمراض كثيرة مثل عسر الهضم والبواسير والناسور الشرجي، الكثير منا ينزف بسبب هذه الأمراض ولا مجيب ولا مغيث.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
محمود شعبان ابراهيم – أكتب رسالتي الأخيرة إلى بقايا كائن حي
اقد كتبت من قبل إلى بقايا ضمير لأني أعلم أن ضمائر كثيرين ماتت، فكتبت إلى البقايا لعلها تتأثر، فلم أجد حراكا ولا استجابة، فكتبت إلى بقايا إنسان لأنني أعلم أن الإنسان المصري شوهوه خُلقا وخلقا وفكرا وثقافة فكتبت إلى بقاياه ولم يتحرك أحد.
واليوم أكتب رسالتي الأخيرة إلى بقايا كائن حي، أكتب فيها عن آلاف مؤلفة من السجينات والسجناء وأغلبهم من شباب المثقفين وفيهم العلماء والأطباء والمهندسون، أكتب طالبا الحرية لهم ومحاسبة من حبسهم وأرضع أبناءهم ألبان الكراهية وأطعمهم أشواك الظلم وجرعهم مرارة الذل وهم يرون آباءهم خلف القضبان.
أكتب وقد قامت المظاهرات في نيوجيرسي و في الأرجنتين طالبة الحرية لساندرا، نعم قامت المظاهرات من أجل حبس القردة ساندرا ومنعها من رؤية الزوار في حديقة الحيوان في الأرجنتين مما أثر على حالتها النفسية والمزاجية فقامت المظاهرات لأنها كائن، وهذا ظلم من البشر لحيوان يشاركهم حق الحياة بلا ظلم ولا ألم.
ألسنا أهلا لحقوق الحيوان إن لم نكن عندكم من بني الإنسان، إننا نرى معاملة نشعر معها في زمن الفرعونية الطاغية والقارونية الكاثرة والهامانية المسيطرة وفي زمن الرويبضات نشعر أننا عند ظالمينا أقرب إلى الحشرات التي ينبغي التخلص منها لضررها ولانعدام نفعها مع أننا فينا أساتذة الجامعة والعلماء والمخترعون.
خذ لك مثلا الدكتور بهجت الأناضولي: أستاذ الكيمياء الفيزيائية تخصص تحويلات الطاقة وتكنولوجيا النانو الحاصل على جائزة الدولة التقديرية والجوائز العربية والعالمية ورئيس مكتب الأولمبياد العربي للكيمياء ورئيس أحد أكبر المجموعات البحثية على مستوى العالم العربي، ومعه في نفس قضيته الأستاذ الدكتور أحمد محمود محمد الأقرع الأستاذ بكلية العلوم وبكلية الهندسة بالجامعة البريطانية والحاصل على جائزة جامعة القاهرة وممثل مصر في المنظمات العالمية والدولية لطاقة الهيدروجين والحاصل على الدكتوراه المشتركة بين القاهرة وجامعة بنسلفانيا الأمريكية والأستاذ الزائر بمعهد طوكيو للتكنولوجيا باليابان وأحد مؤسسي تكنولوجيا بمصر، ومعهم الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الشبراوي أستاذ العقاقير بصيدلة القاهرة وصاحب أكبر المجموعات العلمية في العقاقير وحاصل على الدكتوراه من بتروسبورج من أمريكا.
هؤلاء يا سادة كانت لهم أبحاث عن الطاقة النظيفة ونشروا أكثر من أربعين بحثا عالميا في مجلات أمريكية ويابانية وأوروبية ومطلوبون في الخارج لينهضوا بالعلم والعالم في تخصصاتهم، وقد وصلوا إلى أنواع من الطاقة البديلة التي لا تضر البيئة وبدلا من التكريم العالمي لهم من بلدهم، هم الآن خلف القضبان لأنهم متهمون بالانضمام لجماعة إرهابية وكل ما فعلوه بناء مستشفى متطورة عالمية مجانية فيها كل التخصصات والعمليات التي لا تجدها في المستشفيات الحكومية مثل الغسيل الكلوي والحضانات وغرفة عمليات حديثة متطورة كل هذا مجانا وبأسعار رمزية من أساتذة يتصدقون بعلمهم ووقتهم على مرضى مصر من الفقراء، إذن نحن في زمن حبس العلماء والتهمة إعانة الفقراء.
والعجيب أن هؤلاء العلماء لا يتعاملون في السجون معاملة المجرمين ولا الآدميين لأن بلدنا أسقطت حقوقنا وأهدرت أدميتنا لذلك كتبت إلى بقايا كائن حي، وأدل شيء على ذلك معي أنا لما حدثتك أنني أصيبت بجلطة وأمرت النيابة بتحويلي إلى المستشفى وحضرت سيارة الإسعاف ولكن العقيد محمد غانم قال: "مستشفى إيه دا كلب ولا يسوى ارحلوا به إلى سجن العقرب"، وفي الطريق قال الضابط طه ونس: ارميه من السيارة وأنت على سرعة 180كم وقل إنه أراد الهروب وظل يسبني طول الطريق، وبعد أربعة شهور حولوني إلى سجن الاستقبال ومع أول نزول من الزنزانة للزيارة سلم على الإخوة وأخذوا يقبلونني فما كان من إدارة السجن إلا أن أدخلت من سلمت علي إلى التأديب لأنه سلم على الإرهابي الخطير محمود شعبان المصاب بجلطة والناس يحملونه لأنه لا يستطيع الحركة.
وبعد ثمانية أشهر مع الجلطة والإهمال الطبي ومع قيام الليل ودعاء الله طالبا الشفاء وأتى الشفاء من عنده ليلة العيد برؤيا صالحة أسأل الله أن يرزقني خيرها وأن يتم علي نعمته، لكن إدارة السجن حزنت لماذا شفي محمود شعبان، وأتت وفتشت الزنزانة لأن خبر الشفاء انتشر بين الناس من خلال إخبار الأهل في الزيارات، وانتهى مسلسلي مع المرض وبدأ مسلسل آخر عنوانه الموت فقد تعودنا أن نسمع دكتور يا شاويش ثم في اليوم التالي خبرا بوفاة فلان لدرجة أنه في شهر يوليو الماضي مات ثمانية وثلاثون سجينا، ومرت الأيام والمعاملة من سيئ إلى أسوأ من إدارة سجن الاستقبال وفي بعض الأوقات كان يخف السوء ويحل بعض الهدوء.
وفي هذا التوقيت طلبني أمن الدولة بعد أكثر من عام على حبسي احتياطيا على ذمة قضية بتهمة الانضمام إلى جماعة، وفي أثناء هذه السنة منذ شهر تحديدا حكم علي غيابيا في قضية أخرى بستة أشهر سجن وأنا في سجن الاستقبال، فسألت يحكم علي غيابيا وأنا عندكم هل أنا هارب في سجن الاستقبال والقضية ملفقة سبق أن أخذت منها إخلاء سبيل وحفظت ثم تحركت وأنا في السجن ولم أعلم بها لا أنا ولا المحامي، وتم الحكم غيابيا دون إعلام أو حضور مني مع أني كنت في السجن، بل علمت بالحكم من الإعلام.
وليست تلك هي السوأة الوحيدة في منظومة العدالة البشرية إنما أعظمها قانون الحبس الاحتياطي الذي يبيح للنيابة أن تحبسك دون جريرة لمدة خمسة أشهر تعرض فيها على النيابة عشر مرات وفي كل مرة لا يكلمك الأستاذ وكيل النيابة في أي شيء سوى ما المطلوب، فتقول البراءة أو إخلاء السبيل لانتفاء التهمة فيأمر بالتجديد لخمسة عشر يوما أخرى.
وفي مرة سألت أحدهم ما تهمتي فقال لا أدري أنا قاضي تجديد فقط، وبعد الخمسة أشهر تتحول إلى المشورة التي تكمل ثمانية عشر شهر وبدلا من العرض كل خمسة عشر يوما تعرض كل خمسة وأربعين يوما على قاض، وتحدث نفس المسرحية عرض على القاضي ويتكلم المحامي والقاضي يقول آخر الجلسة وفي كل مرة تقول ما تهمتي والإجابة انضمام لجماعة والسؤال لمدة سنة ونصف، ألم يقرأ أحد الأوراق ويكتب إدانة أو براءة؟
إنه الاعتقال بمسمى جديد ليناسب سنة بعد ثورة 25 يناير التي تغيرنا بعدها إلى الأسوأ، فقد كان المعتقل يستطيع رفع قضية ويطالب بالتعويض عن فترة اعتقاله، أما الآن فليس لك الحق لأنك محبوس على ذمة قضية وتمر سنة ونصف والمحامي لم يقرأ ورقة من الاتهام ولم يطلع على القضية بل من الممكن أن يجعل الفترة سنتين إذا رآها تستحق ذلك وبعد السنتين إما أن تحال أو البراءة، هذا قانونهم ومع ذلك فإن إخوة لنا خرجوا في رابعة من المخرج الآمن فكان جزاؤهم الحبس والآن مر عليهم ثمانية وعشرون شهرا ولم يخرجوا مع الادعاء في الإعلام أن من سيخرج من المخرج الآمن لن يتعرض له أحد، وفعلاً لم يتعرض لهم أحد بالسجن أكثر من عامين، والمصيبة أنه لا تهمة ولا دليل على اتهامك بشيء سوى تحريات الأمن الوطني وعلى من وضع قانون الحبس الاحتياطي.
أيا ما كان فقد عرضت على أمن الدولة فقال لي كيف حالك يا دكتور هنا أفضل أم العقرب، قلت هنا سجن وهناك سجن، لكن الظلم درجات، وأنتم في ظلمكم في العقرب تخطيتم المعقول واللا معقول وسيحاسبكم رب كبير يقول للشيء كن فيكون.
وأخذ يسألني عن الإخوة أصحاب القضايا التي لا معنى ولا عنوان لها، الناس التي لا تعرف شيئا عن أي شيء وأخذوا بلا جريرة سوى الصلاة في المسجد كقضية الشرقية الذين أخذوا شبابها في كل القرى المجاورة لمجرى قناة السويس من طريق الإسماعيلية بطول 25 كم، كل القرى الواقعة في هذا المكان أخذوا أي شاب ملتح أو زوجه منتقبة أو يصلي في المسجد، بل حدثته عن قضية مطروح وهؤلاء تعلموا الصلاة في السجن وتعلموا قراءة القرآن في السجن وأغلبهم مدخن للسجائر وهم محبوسون أكثر من سنة ونصف ولا يعرفون تهمة لهم.
وحدثته عن لاعب كرة زج به في السجون ولا تهمة له إلا أن خلافا تم بينه وبين مسؤول في الأمن الوطني، فقال له سأحبسك وفعلا لفقت له قضية وضم لقضية كبيرة وأخذ حكما بخمسة عشر عاما وهو لا ناقة له ولا جمل، سوى أن الضابط الفاضل وعده بالحبس، وقلت له أعلم أنكم ستسألون أمام الله عن كل هذه المظالم وأعلم أنكم تحاربون الله ولا أحد يطيق حرب الله، أنت تبلغ من العمر نيفا وثلاثين سنة هل رأيت في حياتك مصريا يموت من شدة الحر؟ قال لا. قلت العام الماضي أكثر من مائة وثمانين ماتوا من الحر، هل رأيت أحدا يموت من المطر؟ قال لا قلت عشرات إن لم يكونوا مئات ماتوا في البحيرة والإسكندرية وأكثر من مليون فدان غرقوا ولا ثمر في الموسم القادم لأنكم تناسيتم لقاء الله ولأن الدماء التي سالت لن تضيع عن الله الذي قال "ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا" الإسراء 33، الذي وعد بنصره المظلوم هو الله والذي سيقضي له هو الله دنيا وأخرى وأعلم أنه لا حل إلا في شريعة الله بحيث يقدم القتلة للقصاص فإن عفا أهل الدم نتحول إلى الدية وأعلم أن الدماء التي أريقت والأعراض التي انتهكت لن تضيع عند الله حتى الأموال التي سلبت لا تضيع، لا مصالحة ولا حل إلا بشرع الله ولن تستقيم مصر إلا بشرع الله، ولا تتخيلوا أن القبضة الأمنية حل، فما حدث أيام عبدالناصر لن يتكرر، فالزمن غير الزمن والناس غير الناس والإعلام غير الإعلام والعالم غير العالم، إنكم محاصرون بالقبضة الأمنية الغاشمة وبالأزمة الاقتصادية الخانقة وكلاهما لا حل له إلا بشرع الله.
قال من أين تعيش؟ فقلت أنا مستور بستر الله وقد عاهدت ربي ألا آخذ جنيها من أحد على كتاب الجامعة على ألا يحوجني ربي لأحد، وقد فعلت لأنني وأنا معيد عاهدت أحد أساتذتي ألا آخذ شيئا من مال الكتاب لأنه سحت لأن قانون جامعة الأزهر تدريس كتاب التراث، فكنت أتصدق بما يأتيني من مال الكتاب على الطلبة وكنت أعطي الطلبة الكتاب على نفقتي لمن لم يجد ثمنه، وفي السنة الوحيدة التي أجبرت على كتاب في مادة البحث البلاغي كان الكتاب بستة جنيهات، وسل الطلبة عني تعلم من أنا.
وكان سؤاله سببه أن الجامعة كانت تصرف لأولادي نصف الراتب كاملا ثم بعد ذلك أوقفوا صرفه وقالوا لا تستحق إلا نصف الأساس وأنت مديون للجامعة بخمسة وعشرين ألفا ونصف من الجنيهات لما أخذته العام الماضي وسيخصم من أولادك تباعا، مع أن القانون الذي أحضره لي الإخوة نصه أنه يصرف للمسجون احتياطيا نصف الراتب والحوافز وكل ما كان يستلمه وهو في العمل، فعلمت أن هذا تضييق جديد وهذا لن يحرك مني شيئا ولن أتنازل عن ديني ولن يقهرني الظلمة، لأن أبناء محمود شعبان يأكلون الخبز اليابس ولا يمدون أيديهم لأحد وربي لن يحوجني لأحد قلت يا خلق الله "من استوى تبرها وترابها في يده لا يستطيع أحد عقابه"، فالدنيا تحت أقدامنا لم تنل من قلوبنا ونسأل الله أن نظل كذلك، علما بأنه عُرضت على أولادي أموال طائلة ومرتبات شهرية وأنا في السجن فلم يقبلوا مليما لأني قلت لزوجتي قبل حبسي: سأكون بريئا منك أمام الله إن قبلت مليما من أحد، لا تأكلوا بديني ولا تتاجروا بحبستي وأحسب زوجتي مؤمنة دينة صابرة محتسبة والحمد لله ما قبلت شيئا من قريب ولا من بعيد والشكر لكل أخ حاول إكرام أهلي في غيبتي وأقول له أجر في نيتك وجزاك الله خيرا.
وانتهيت من كلامي على أن الحل في شرع الله لا غير ووعدني بلقاء قريب يكون فيه فرج، فقلت إن البشر لا ينشئون قدرا وإنما يكشفون قدرا ولن نخرج إلا بأمر العزيز الحميد الذي إذا أراد سخر العبيد وكلنا له عبيد.
فقال ما قصة الكلمات الأربع التي يكتبها الإخوة في الزنازين قلت هي "إذا بلغ الظلم مداه وتناسى الظالم الإله وكانت الحرب على دين الله ولم يكن للمظلوم سوى الله ساعتها يتدخل الإله".
فقال الحرب على دين الله، قلت نعم أما رأيت قصة النقاب في جامعة القاهرة التي لم يجد رئيسها سببا لتدني المستوى العلمي الذي جعلنا في المركز قبل الأخير من بين مائة وأربعين دولة سوى النقاب، قلت يا أخي تدعون الحرية وتركتم العارية من باب الحرية أما تتركون المحتشمة من باب الحرية، إن تعليمكم الفاشل لن ينصلح، وقد أتيتم على رأس وزارة التربية والتعليم بوزير لا يجيد الإملاء وإنا لله وإنا إليه راجعون. وانتهى الحوار.
وفي اليوم التالي حدثت مشكلة وأخذ الإخوة يكبرون ويطرقون على الأبواب بسبب سوء المعاملة في الزيارة ورفض دخول الأطعمة، فما كان من إدارة السجن إلا أن أرسلت إلينا المدعو محمد علي الرجل الثالث في مصلحة السجون الملقب بماكينة سب الدين ومعه المئات من الضباط والأمناء والعساكر والكلاب البوليسية وأخذوا ممثلين عن كل العنابر والزنازين، وكنت مع هؤلاء للقاء هذا الرجل وزبانيته وفي الطريق طلب مني الإخوة عدم الكلام لأنه سيئ الخلق وهدد بتحويل الإخوة إلى سجن العقرب، فلا تتسبب في إيذاء إخوانك وكنت في آخر الصفوف فإذ برجل نحيل البدن سليط اللسان سيئ الأدب مع الرحمن مختبئ خلف نظارة سوداء تخفي ضعف خلفها.
بدأ يتحدث عما يمكن أن يفعله فينا وقال بالنص: "أنا ممكن أوديكم العقرب تعيشوا في مقابر هناك وبالملابس الداخلية وتناموا على الأرض في عز الشتاء، وتذكرت معاناة الإخوة في سجن العزولي حين كانوا بعد رحلة التعذيب في عز الشتاء يخرجون الإخوة عرايا وينادونهم بأسماء نساء مثل نانسي وهيفاء وحنان، مع أن الإخوة لحاهم تملأ صدورهم، وكانوا يجبرونهم على أن يغنوا أغنية تسلم الأيادي ومن لا يغني بصوت عال يضرب على قفاه في رحلة إذلال مهين تشعل في القلوب كراهية الجيش والشرطة لا تزول بمرور السنين.
هذا شيء تذكرته يدل على أنه قد يفعل ما يهدد به بل هو حادث فعلا الآن في سجن العقرب، ثم أخذ يسب دين الله ويقول نحن الأقوى ثلاث مرات، فقلت يا رب اللهم إني أبرأ إليك مما يقول هذا حسبنا الله ونعم الوكيل وتراجعت لأخرج من الصف معترضا على سب دين الله فأسكتني الضباط ولم أسكت فقال لي أحد: "اسكت يا دكتور محمود وخليها تعدي على خير فقلت حسبنا الله ونعم الوكيل"، فقال لي أحد الممسكين بالكلاب: أنت تقول حسبنا الله ونعم الوكيل ماذا فعلت لك؟ فأتت بك إلى السجن ولم تنفعك بشيء.
قلت نفعت وسترون انتقام الله قريبًا وسنرى نحن فرج الله قريبا، ثم عدت إلى زنزانتي مغضبا حزينا على ديني الذي سب ومعاتبا للإخوة الذين كانوا يسكتونني، فقالوا الحمد لله أنه لم يسمع صوتك لقد قال له أخ من الصفوف الأولى "بلاش تسب الدين"، فقال له: "وأنت مال ... أمك أنا هطلع .. أمك".
تلك قصة أهديها لشيخ الأزهر والجامعة وأسألهم ما حكم هؤلاء في الإسلام وأنتم تعلمون ما حدث في سجن الأقصر والإسماعيلية من وفاة أناس تحت وطأة التعذيب، هذا ما بدا للناس لأن القتلى ليسوا إسلاميين وما يحدث أضعاف هذا مع الإسلاميين لكن الإعلام لا يذكر شيئا وبدأوا يخافون من تكرار أحداث ما قبل 25 يناير ويقولون هل صيدلاني الإسماعيلية خالد سعيد الجديد ويحرك ثورة جديدة ضد ظلم الشرطة والجيش، فقلت ينتظر من ينتظر أما نحن فلا نتعلق بـ25 يناير بل نتعلق برب قادر يقول للشيء كن فيكون، أخبرنا أنه لن يصلح عمل المعتدين.
وقد فاق ظلم الظالم كل حد وإن لم يتحرك له أحد، فإنا ننتظر عدل الواحد الأحد الذي قصم ظهر حمزة البسيوني لما قال: لو نزل ربنا لحبسته في زنزانة انفرادية فدخلت أسياخ الحديد في بدنه في حادث مروع ولما جمعوا أشلاءه وكفنوه وأرادوا إدخاله المسجد للصلاة عليه أبى الله، ومنعه من دخول بيته ليكون عبرة، ساعتها صعد شيخنا وأستاذنا الشيخ كشك المنبر وقال: يا حمزة من حبس من، حبست الله في زنزانة أم حبسك الله ومنعك من دخول بيته.
أفيقوا يا خلق الله قبل أن تأتي عقوبة الله العامة "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة" (الأنفال).
تلك نصيحة للكل وختاما "فستتذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد" (غافر).
إلى اللقاء تحت سماء الحرية على أرض العزة نشم روائح الإيمان سعداء بزوال الطغيان.
محمود شعبان
اسراء خالد محمد سعيد (اسراء خالد سعيد) – تَشَوَّهَ العالم في قلبي
أكتب إليكم وأنا على مشارف البدء في العام السادس في سجون الوطن وبعد تشوه العالم في قلبي وبعد أن تشوهت أنا شخصيا، أنا التي قالوا عنها أنها خارقة القوى، شيطانية التدبير، مفسدة في البلاد والعباد، أني احمل أسلحة، أني فجرت وفجرت وكأني كائن فضائي أو ساحرة شريرة، أو شخصية خيالية خطيرة يستحيل وجودها بمقدرات الكون على أرض الواقع.
قالوا عني وقالوا وقالوا وكأنهم لا يخاطبون أصحاب عقول أو منطق، قالوا خربت وهدمت وأنا الطالبة بكلية الهندسة قسم تشييد وبناء، قالوا عني وضاع مستقبلي وعمري وحياتي دون دليل أواجَهُ به كي أبرأ منه نفسي.
حكم علي ب 18 عامًا ولم تنظر جهة واحدة إلى حقيقة أو جدية الاتهامات الموجهة إلى فتاة كانت تبلغ من العمر حينها 21 عاما، حتى تلك الجهات التي تتبنى مؤتمر الشباب، منتديات لدعم الشباب لم تلتفت إلي وكأني لست من شباب وطنهم!
5 سنوات قضيتها في السجن دون ذنب أعلمه لأدافع عن نفسي.. وقضت أمي 5 سنوات في طوابير الزيارات تعاقب على أنها أمي بدلا من أن تقر عينها ولا تحزن بعد جهدها معي طوال حياتي.. ابيضت عيناها من الحزن قهرًا على ماوصل إليه حالي.
5 سنوات تواسيني أمي في الزيارات لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
5 سنوات ألومها على جحود وطني ولِمَ لَم تفر بي هاربه؟!
تم إرسالها من سجن القناطر للنساء بتاريخ أمس 2019-12-12
محتجزون بسجن برج العرب – حياتنا معرضة للخطر
اسم السجين (اسم الشهرة) : محتجزون بسجن برج العرب النوع الاجتماعي : ذكر تاريخ تحرير أو نشر الرسالة : 11/21/2019...