رسائل جدران العزلة

Filters
عام تحرير أو نشر الرسالة
تصنيف مكان االحتجاز المرسل من خلاله الرسالة
اللغة
الفئة العمرية
النوع االجتماعي

عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – أبدأ منين و لا منين؟

عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – أبدأ منين و لا منين؟

"أيمن على موسى.
أبدأ منين و لا منين؟ :’)
عارف إحساس أما تكون بتحب حد بزيادة و مستخسر تتكلم عشان عارف إنك مهما قلت مش هتعرف توصل اللى انت عايزه.
بس أنا هحاول أتكلم و أخليها على الله
عن أيمن على ، اللى أول مرة اتكلمت معاه فى معسكر السلام و احنا 60 واحد فوق بعض فى أوضة أصغر من سريرى ، و قاللى إنه فى ال BUE و أول ما قلتله إنى فى ال GUC ضحك و قاللى "طب احمد ربنا هنا أرحم :’)"
أما لقانى مكتئب عشان أول يوم جامعة اتحبست طمنِّى و قاللى "أول أسبوع Lecture Week متخفش! و بعدين مش هنكمله أصلاً إن شاء الله" ، و عن بعدها بسنة كاملة فى سجن استقبال طرة ، و أنا رايحله مكتئب تانى أول يوم جامعة فى السنة اللى بعدها ،راح باصصلى و قايلى "ياسطى متخافش ، أول أسبوع Lecture Week :’)" ، و حولنى فى لحظة من مكتئب إلى فطسان على روحى من الضحك و أنا بقوله "انت تانى؟ :’)"
عن أيمن على ، اللى من أول يوم سجن و احنا مع بعض ، و من أول يوم فى المعسكر و الناس كلها قاعدة فوق بعض و احنا بنتشارك بلاطة واحدة ، هو بينام و دماغه على بطنى و أنا رجلى فوقيه زى الشنطة ، و بعد ما رحنا سجن المرج ، كنت فى السرير اللى فوقيه ، و مدلدل رجلى بره فى وشه برضه ، بعدها بسنة فى طرة أما اتفرقنا لأول مرة فى أوضتين جنب بعض ، و مشوفناش بعض كذا يوم ، فى أول يوم طلعنا و شفته ، راح جاى من بعيد و بيضحك و بيقولى "جندى! رجلك وحشتنى أوى و مكونتش عارف أنام من غيرها!"
عن أيمن على ، اللى طلع عينينا و احنا بنعمل برنامج Air Alert بتاع ال Fitness اللى مدته 15 أسبوع ، و اتعذبنا عشان نواظب عليه و الناس بتسف علينا و احنا بنتنطط ، و أما كنا بنخلص بعد ما نموت ، و نكافئ نفسنا بعلبة لبن ساقع بنأربعها فى ثانيتين ، و أما كنت بكسل أقوم و أعمل فيها نايم و كان بييجى يصحينى بالعافية و يسحلنى من السرير عشان أتمرن و أنا أشتمه ، و عن أما كان هو نايم مرة و رحت انتقمت منه و شديته من السرير و أنا بضحك ضحكات متقطعة شريرة.
عن أيمن على ، أما كنت بقعد أنا و هو و إبراهيم حلاوة بالساعات نحكى و نفتكر أيام الجاهلية ، و أيام ما كنا ناس طبيعية مش حبسجية ، و أما كنا نجيب صورنا من برة و نفرج بعض عليها ، و نقعد نتريق على مناظرنا دلوقتى مقارنة بساعتها ، و أما أنا و هو كنا نستلم حلاوة كل ما يجيله جواب مشكوك فى أمره من أيرلندا و منعتقوش غير لما نقراه ،
عن الشاورما اللى حلاوة كان بيجيبها من أيرلندا و Mcdonald’s اللى كنت بجيبه و ال Sushi اللى أيمن جابه ، و الناس اللى بتقولنا انتوا فاكرين نفسكوا فى مارينا ، ما تحترموا السجن اللى انتوا فيه :’)
عن ورق Facebook و Twitter ، و أما كنا نقعد نبدِّله و نغيظ بعض بمين عنده Likes و Retweets أكتر من التانى ، و الجوابات اللى كانت بتتصادر و تتقرى من الاتنين التانيين قبل صاحبها ، عن أما كنت بقعد معاهم و أسرح و أدرك إنى فعلاً بحب الاتنين دول و عمرى ما هنساهم.
عن أيمن على ، أما كنا بنقعد نتكلم زى الجنائيين و نقلد مصطلحاتهم ، عن أول يوم عرفنا يعنى ايه واحد جنائى بـ "يرفع" و يـ "أمبل".
عن الجنائيين اللى كل يوم يطلبوا مننا "حباية مُسَكِّن يا مشايخ" و فاكريننا مشايخ بجد و مش عارفين إنهم بيطحنوها و يشموها.
عن يوم ما أيمن نزل التأديب فى طرة و رجع يحكى عن العذاب اللى شافه ، و يقولى " كان معايا سفينة و بلاعة و الشِلَّة كلها تحت :’)" و أنا أقوله أكتر جملة جنائية بحبها : "مسِّيلى على نفسك حتة حتة يا زميلى :’)"
عن أيمن على ، عن الرجولة و الأخلاق و الدين و الضحك ، و إنه بيتقمص بسرعة بس بيتصالح أسرع ، و التغير الرهيب للأحسن اللى حصله فى السجن ، و عن وقفته معايا فى أى مشكلة و كلامه معايا أما أبقى مكتئب.
عن عائلته المحترمة اللى بحبها جداً ، عن والده و والدته اللى بحس إنهم زى والدى و والدتى ، و بقرفهم كل زيارة برسايل يوصلوها لأهلى :’)
عن أخوه اللى زى أخويا و الضحك اللى بضحكه و أنا بكلمه ، عن خاله الباشمهندس مجدى حبيب قلبى و زميل زنزانتى و اللى بحسه زى والدى بظبط.
أيمن تم النهاردة 21 سنة. تانى عيد ميلاد فى السجن.
سنة مضاعتش من عمرك و لا من عمرى. سنة أضيفت للآخرة.
سنة اتعلمنا فيها أكتر من كل السنين اللى فاتت مجتمعة.
و كفاية بالنسبالى إنى عرفتك فيها. #كل_سنة_و_أيمن_حر
بحبك فى الله يا زميلى :’)"
-عبدالرحمن الجندى
25/10/2014

عمار النسر – إلى زوجتي

عمار النسر – إلى زوجتي

إلى زوجتى : لم يكن يخطر ببالى أن اكتب عن رفيقة دربى وشريكة حياتى ” زوجتى ” فليس ذلك من عادة الناس وقد يفعلون ذلك بعد رحيلها .. لكنه الوفاء الذى تعلمته من دينى وعقيدتى فقد ذكى الله فى كتابة العزيز نشأتهن وكرمهن بأسمائهن لفضلهن ومكانتهن ولماذا أهمل حقها وهى صاحبة حق ورفيقة درب وصاحبة فضل وتحملت معى الكثير ولله الحمد فهى لا تتذكر لى إلا مرات معدودة على أصابع اليد الواحدة التى قد أكون قد أغضبتها فيها . فقد ودعتنى وودعتها يوم أن ألقت قوات الجيش القبض على من أمام المنزل بالتعاون مع أناس أقل ما يوصفون بالخسة والنذالة وموت الضمير وحقد دفين ما زلت لا أجد له سببا حتى اللحظة فى 15/1/2014 لانتقل بعدها إلى تحقيقات مرهقه وتعذيب بدنى لا يعلم مداه إلا الله فى سلخانة العازولى ولمدة 4 شهور حيث لا زيارات ولا أى حقوق ولا ثياب غير التى تم القبض على فيها بدمها ووساختها طوال تلك الفترة وكل ذلك لا لشىء إلا لاننى أحببت دينى ووطنى ولأننى تعلمت أن أعيش حرا ولا أنطق إلا بكلمة الحق مهما تجبر المتجبرون وكذب الكاذبون لأفاجىء أنى قد أحلت مع 45 فردا إلى محكمة الجنايات بتهمة الانضمام إلى جماعة محظورة وحيازة منشورات وتكدير السلم العام وكل ذلك دون عرض على النيابة وكانوا يكتبون أمامى فى المحضر هارب وأنا محبوس فى سجن العازولى . وبعد 3 أشهر فى قوات أمن الزقازيق انتقلت إلى معسكر قوات أمن العاشر من رمضان وبعد فترة إلى مركز بلبيس حيث المحكمة الهزلية لنا هناك فى محكمة بلبيس وبعد ذلك رجعنا إلى معسكر قوات امن العاشر من رمضان و كانت المرة الأولى التى ترانى فيها زوجتى بعد 4 شهور بقوات أمن الزقازيق وهى تتأمل ملامحي الشاحبة المنهكة بعد سجن العازولى والتعذيب هناك تطل على كشمس الضحى ضاحكة باسمة واثقة فى الله لا تشكو ولا تتعب وأطلب منها الكثير من الطلبات فلا تتأخر ويتعبها البنات فى التربية فلا تشكو عرفت معها حلو الحياة فلم تشعر بأي مرارة وهى تجول ورائي فى السجون كانت تذكرنى بالإخلاص التام لله قبل أى عمل تعمله . هى مستشارى فى معظم شئونى وغالب نشاطى هى الضمير الحى المكمل لضميرى الدخلى روح واحدة استقرت فى جسدين . زوجتى ولا أزكيها على الله لا تترك الورد القرآني وكثيرا ما كانت توقظنى لصلاة الفجر . نختلف أنا وزوجتى أمام التلفاز تريد قنوات المشايخ ( رسالة – اقرأ – الناس ….. ) وأنا أريد مشاهدة آخر الأخبار والبرامج السياسية . رحلة عمر وذكريات جميلة وشقاء لذيذ وتعب نستعذبه معاً طالماً كان ذلك كله ابتغاء وجه الله تعالى ، اسأل الله أن يختم لنا بخير ويحفظنا وبناتنا من كل سوء وشر ، ويجمعنا فى جنات النعيم فى الفردوس الأعلى ويدخلنا فى زمرة عباده المتقين … اللهم آمين زوجك المعتقل الصحفى عمار النسر

محمود جابر محمود نصر (محمود نصر) – اليوم قد مر على اعتقالي 40 يوماً

محمود جابر محمود نصر (محمود نصر) – اليوم قد مر على اعتقالي 40 يوماً

اليوم قد مر على اعتقالي 40 يوماً فبدل من أن أضع نفسي على أولى خطوات مستقبلي المهني وأخطط لتطوير حياتي أجد نفسي جالساً في زنزانة داخل سجن في أطراف المدينة معزولاً بإرادة السلطة عن كل مميزات الحياة والعمل وكل شيء. أنا لا أريد سوى حريتي والعودة لعملي وحياتي التي أحبها كثيراً، وأن أضع كاميراتي على كتفي وأجوب الشوارع من جديد. أترقب جلسات الأصدقاء، مشاهدة موج البحر عندما يواجهني برائحته، النظر في عين حبيبتي، الضغط على زر الـ rec والبدء في نقل الحقيقة للمجتمع حيث المتعة حين أزاول عملي وأذهب صباح كل يوم إلى الجريدة، التي حلمت دوما أن أبدأ حياتي المهنية كصحفي فيديو بها . الصحفى محمود نصر

محمود جابر محمود نصر (محمود نصر) – أترقب جلسات الأصدقاء

محمود جابر محمود نصر (محمود نصر) – أترقب جلسات الأصدقاء

أترقب جلسات الأصدقاء، مشاهدة موج البحر عندما يواجهني برائحته، النظر في عين حبيبتي، الضغط على زر الـ rec والبدء في نقل الحقيقة للمجتمع حيث المتعة حين أزاول عملي وأذهب صباح كل يوم إلى الجريدة، التي حلمت دوما أن أبدأ حياتي المهنية كصحفي فيديو بها، لكن لم يمض على الحلم أسبوعان حتى اعتقلتني السلطة بحجة حكم قضائي بعشرة سنين غيابي أشغال، على إثر مشاركتي في وقفة للتنديد بحادثة قطار البدرشين التي وقعت في عهد الرئيس المعروف محمد مرسي.

واليوم قد مر على اعتقالي 40 يوما فبدل من أن أضع نفسي على أولى خطوات مستقبلي المهني وأخطط لتطوير حياتي أجد نفسي جالسا في زنزانة داخل سجن في أطراف المدينة معزولا بإرادة السلطة عن كل مميزات الحياة والعمل وكل شيء.

فنفاق وظلم وتناقض تتصف به دولة السيسي لا يختلف كثيرا عن دولة الإخوان، ففي ظل رفع النظام لشعارات مناهضة لجماعة الإخوان المسلمين تعتقل الدولة ذاتها من تسلوا لظلم الإخوان ونفاقهم منذ سنين، كان المجلس العسكري والإخوان يدا واحدة في مواجهة الثورة، فبين مرسي والسيسي اختلفت البداية والنهاية واحدة.

شعار المرحلة الحالية «لو أنت معارض للنظام فستسجن، ولو أنت ماشى جنب الحيط زي العبد لله ستسجن برضه» في كل الأماكن التي تم احتجازي بها قابلت العديد من ضحايا القبض العشوائي فمنهم من يسب الإخوان في كل ساعة ومنهم من انتخب السيسي ومنهم من أعطى ظهره لكل هذه الأمور راغبا في حياة آمنة لأسرته حيث أصبحت مصر السجن الكبير الذي يأسر كل من يحمل جنسيتها حتى أصبح السؤال المنتشر بين المسجونين «هو مين في الشارع؟»..

أنا لا أريد سوى حريتي والعودة لعملي وحياتي التي أحبها كثيرا، وأن أضع كاميراتي على كتفي وأجوب الشوارع من جديد.

احمد عصام الدين النواوي (احمد عصام) – كل الحادثات وإن تناهت فموصول بها فرج قريب

احمد عصام الدين النواوي (احمد عصام) – كل الحادثات وإن تناهت فموصول بها فرج قريب

و كل الحادثات و ان تناهت فموصول بها فرج قريب تمر الايام سراعا و تتصاعد الاحداث تواترا ، تمر الشهور تلو الشهور كانفراط العقد لا ارمي لها بال مرت كسنا البرق او هو اسرع لم اعد احسب لها حسابا و هذه ضريبة الحياه فليست كما خدعونا و قالوا انها ورديه فطبيعة هذه الحياه ليست آمالا تتحقق او مآرب يسعي لها و إنما هي خليط من الحقيقه و الخيال و من الآمال و الاوهام يصطدم كل منها بالآخر و هي كفقاعه هوائيه تخدع الناس بطيب ألوانها التي سرعان ما تتلاشي و تزول … هذه الحياه التي يتكالبون عليها و جلوها همهم الاول و الاخير و شغلهم الشاغل اتستحق منا كل هذا العناء ؟! و نحن الان اقصد المعتقلين في عالم مواز للعالم الخارجي و لكن عالمنا تتوقف فيه عقارب الزمن و تتخذ الايام مسارا جديدا هم بالخارج يتناحرون علي سقط المتاع و يتصارعون علي مآرب حقيرة و نحن ايضا في صراع و لكن مع ظلمات السجن هل يستوي هذا بذاك ؟ اعلم انها فترة و تمر و احمد الله انها جاءت في تلك المرحله و لكن في هذا العالم الموازي من منا الفائز في هذه المرحلة ؟ هل يستوي من صنعته المحنه و صقلته الشدائد مع هذا الذي ينعم في غرور الدنيا و زيفها ؟ لا يستوون و ليعلم كل امرئ انه لا مفر الا ان تؤمن بالقدر فانه سوف بنفذ شئت ام ابيت و قدر الله نافذ و من رضي فله الرضا و من سخط فله السخط و قد ينعم الله بالبلوي و ان عظمت و يبتلي الله بعض القوم بالنعم اعلم انها ليس لها من دون الله كاشفه و إن يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو ،، و افوض امري الي الله ان الله بصير بالعباد ، و حسبنا الله عليه توكلنا و إليه المصير ..

عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – أنا مش رقم

عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – أنا مش رقم

"أنا مش رقم"
"آلاف المعتقلين فى السجون" "مئات من الطلاب يُدَمَّر مستقبلهم بسبب الحبس الظالم" "عشرات من الشباب المضرب عن الطعام"
آلاف و مئات و عشرات ، أرقام.
تشعر القارئ بأن المسألة أهون مما هى فى الحقيقة ، و تخفف من وقع الكلام على ضمائر الناس ، قالمعتقلون أصبحوا مجرد أرقام. أصبحوا فى رؤية الناس آلاف و مئات و عشرات.
ينسى الناس أو يتناسون أن كل واحد من هؤلاء هو إنسان.
إنسان له حياة و احلام و طموحات و إنجازات و مواهب.
إنسان له أب و أم و أخ و أخت و زوجة و ابن و بنت.
إنسان له أصدقاء و أحباب و زملاء و رفاق.
إنسان كامل و فريد.
و باقتباس كلمات دكتورة أهداف سويف "كل واحد منهم عالم كامل" بجسده و خياله و طموحاته و قدراته و أحاسيسه ، تلك العوالم الأخرى التى تتشابك معه و تتأثر بأحواله ، و لذا من قتل نفساً فكأنما قتل الناس جميعاً.
إذا أتعبت نفسك قليلاً ، و اخترت عدداً من الشباب المعتقل و تتبعت حياته و قرأت قصته ، ستكتشف أنه ليس رقماً بل بالفعل إنسان ، ستقرأ عن اهدافه و أحلامه ، سترى صوره و لحظات حياته الحرة ، ستأسرك ابتسامته و ضحكته فى لحظة سعادة لم يكن يعلم فيها ما يخبؤه المستقبل. ستندهش عندما تكتشف أنه ليس مجرماً إرهابياً بل شخص طبيعى ، ثم ستصدم عندما تدرك أنه فى الحقيقة يشبهك. و فى لحظات تهبط عليك بالحقيقة المرة ، و هى أنك بكل بساطة كان من الممكن أن تكون مكانه بسهولة ، بل لا يزال ذلك الاحتمال قائماً. ستسمع كلام أمه محروقة القلب ، و إخوته المتأثرين بفقدانه ، و والده الذى يعانى برؤية مستقبل ابنه يضيع أمامه ، ستقرأ كلام أصدقائه عنه و عن ذكرياتهم معه ، و عن شخصيته و افتقادهم لصحبته.
ستنذهل من كم الناس المتأثرة باعتقاله ، و العالم الكامل المتكامل الذى كان يشغله ، و تذهل أكثر عندما تضرب هذا العالم فى عدد المعتقلين.
فى الرقم. آلاف ، و مئات ، و عشرات العوالم.
مفيش بيت فى مصر ميعرفش واحد حريته اغتصبت منه. سواء قريب أو صديق.

محمد سمير عبد الغني محمد عمار – أخواتي في الله من اخيكم الاسير محمد سمير عبد الغني

محمد سمير عبد الغني محمد عمار – أخواتي في الله من اخيكم الاسير محمد سمير عبد الغني

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام علي رسول الله اشرف الخلق و علي آله و صحبه و سلم تسليما ...
اما بعد : اخوتي في الله من اخيكم الاسير محمد سمير عبد الغني و من وراء القضبان و من داخل سجون الانقلاب اخبركم بهذا الاعلان حيث انني و نظرا لما يحدث لي من ضغوط و اهمال داخل سجون الانقلاب و عدم الاهتمام بالمسار القانوني لسير القضية حيث انني منذ 22/12/2014 و انا داخل سجون الانقلاب الي وقتنا الحالي لا اعرف سبب اعتقالي و سير اوراق القضية فأنا لم اعرض علي وكيل نيابة او قاضي ولا اعرف قضيتي جنح ام جنايات حتي الآن و عدم العثور علي مستند او ملف يخص قضيتي حتي الآن و لجوء المحامين الي المحامي العام اكثر من مرة و يكون رده كالآتي (( لا ادري اين اوراق القضية اعثروا عليها انتم )) و هذا يدل علي الاهمال و الفساد و الظلم كما يدل علي التخبط الشديد داخل مؤسسة القضاء و تسيسه ...
لذا قررت انا (محمد سمير) و ( وليد احمد ) و ( احمد جمال ) و ( يوسف مرسي ) المحبوسين ظلما و عدوانا داخل سجن برج العرب (( الغربنيات )) الاضراب الكامل عن الطعام منذ 11/10/2014 الي ان يتم تحديد موقفي القضائي ..
و لا تنسوني من دعائكم و الله الموفق ..
و الله غالب علي امره و لكن اكثر الناس لا يعلمون
من اخيكم : محمد سمير
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – دوماً أكتب كثيراً ودائماً وباستمرار

عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – دوماً أكتب كثيراً ودائماً وباستمرار

دوماً أكتب. أكتب كثيراً و دائماً و باستمرار. أكتب عن شخص تافه و مغرور و جاحد. أكتب عنى.
اليوم أكتب عن بطل هذه القصة الحقيقى ، من قاسى و عانى و تحمل و تعب معى من أول يوم فيه ولدت ، بل من قبل ذلك ، و حتى يومنا هذا حين وصلت المعاناة أقصاها.
عن أمى أتحدث. مش عارف أتكلم عن ايه و لا عن ايه. عن التسع شهور اللى كنت قارفها فيهم و قاعد أشوط فى بطنها و آكل من أكلها و أتغذى على غذاها ، و لازقلها فى كل حتة شايلانى جواها يمين و شمال و فوق و تحت. و لا أما اتولدت أخيراً و استقبلت عياطى و برابيرى و قرفى بفرح و سعادة و هى فى عز معاناتها ، و طَلَّعت عينها سنتين رضاعة و قلة راحة و عدم نوم و تغيير بامبرز و تنضيف ورايا و تنضيفى شخصياً عشان انا عيل مقرف و مش بعرف أعمل حاجة لنفسى.
و بعد كمان شوية أما طلعت من البيضة و رحت المدرسة ، و قرفتها و خنقتها عشان أروح و عشان أذاكر و عشان أحل الواجب و أتمَلَّى الدرس ، و ضيعت نص عمرها بتذاكرلى عشان مهَبِّلش فى الامتحانات و بتزعقلى عشان أشوف اللى ورايا ، و بتلسوعنى بالشبشب الكاوتش الأحمر –االى مكانش بيوجع خالص بس أنا كنت بحوَّر عشان تفضل تضربنى بيه على طول و عمرى ما قلتلها الموضوع ده لغاية دلوقتى- و ضيعت النص التانى من عمرها بتجهزلى السندوتشات و الحلويات و الزمزمية و تحضرلى الجدول و تلبسنى هدومى و تسرحلى شعرى عشان أروح المدرسة أروِّش على العيال بزمزميتى الحمرا و سندوتشات البانيه اللى معايا.
بعد كده كبرت و دخلت أسوأ فترة فى عمرى. بقيت مراهق. طلعلى شنب إعدادى المعفن و افتكرت نفسى بقيت راجل ، و معرفتش أعمل فيها راجل غير على أمى اللى طلع عينها معايا كل ده عشان أوصل لشنب إعدادى. مع ذلك استحملتنى و فضلت تراعينى و تضحى بمصلحتها تماماً عشان مصلحتى و تهمل نفسها عشان أنا أظهر و أتفوق ، و تستحمل المرض عشان أنا أخف ، و تجوع و تعطش عشان أنا أطفح و أتعلف و أعبّ ميا ، و استحملت سخافتى و قلة أدبى و دماغى الجزمة و جت على نفسها عشان تحسسنى إنى ليا شخصية و ليا لازمة.
كبرت بقى شوية و ابتديت أعقل ، و ابتديت أفهم ، و عرفت قد ايه كنت حيوان و بأف و حلوف و جبلة و كل الصفات اللى على هذه الشاكلة. عرفت ليه كانت بتطلع عينى عشان أذاكر و تنفخنى أما مسمعش الكلام و تزعقلى أما تلاقينى مصاحب ناس مش كويسة و تعنفنى أما أغلط ، و استغربت ازاى ملسوعتنيش بالشبشب الأحمر -اللى مش بيوجع- أكتر من كده بكتير.
وصلت 18 سنة ، خلصت ثانوية عامة. جبت 99.7% بفضل الله ، و كنت فى فريق نادى الشمس و دخلت سنتها منتخب القاهرة و أنجزت بفضل الله كل حلم كان نفسى أحققه فى اللحظة ديه ، و على قمة الأحلام ديه ، نظرة الفخر فى عيون أمى لحظة سماع النتيجة و تكريمى و لحظة قبولى فى كلية الهندسة. الناس معظمها بتشكر فيا و فاكرانى شاب مثالى. "عبدالرحمن المتفوق الرياضى المتدين" و محدش فيهم عارف اللى فيها. محدش عارف قد ايه أمى طلع عينها عشان تذاكرلى و تساعدنى و توفر لى كل اللى محتاجه ، و تعمللى شاى أيام الثانوية و تخرس البيت كله عشان أعرف أذاكر و تقيم الليل عشان تدعيلى ربنا يوفقنى و تنبهنى أما أهمل أو أسهو ، و تشجعنى أما أكون مكسل و تفكرنى بأهدافى أما أتعب ، و إلى آخره من الحاجات اللى من غيرها كان زمانى جايب 50% . صايع فى الشارع ، أو أسوأ ، داخل شرطة.
محدش عارف إنها أكتر حد شجعنى فى لعب الباسكت و أما حسيت إنى خايف أدخل فريق دخلتنى بالعافية رغم اعتراضى و عياطى عشان عارفة إنى هتبسط بعد كده و ده حصل ، و كانت الأم الوحيدة اللى بتشجع ابنها ميغيبش عن التمارين أيام الثانوية على عكس جميع الأهالى ، و بتقعد تتفرج معايا على ماتشات باسكت فى ال NBAو تضحك و أنا بتنطط زى العبيط أما يحصل لعبة حلوة فى الماتش ، و تحضر كل ماتشاتى
حتى لو ملعبتش ، و لو لعبت وحش تشجعنى و تواسينى ، و تكون مشجعتى الأولى على طول الخط.
محدش عارف قد ايه شلِّيتها عشان أحفظ قرآن و طلعت عينها عشان أنزل أصلى فى المسجد و قرفتها عشان أحضر دروس و أقرأ قرآن ، و ازاى متعبتش و لا كلِّت و لا ملِّت لحظة عشان تأصل فيا المبادئ و الأخلاق الصح ، و أعرف أختار الصح على حساب السهل ، و من غير كل ده كان زمانى عيل صايع و ضايع. من الآخر من غير أمى كان زمانى عبدالرحمن الفاشل الصايع أبو كرش.
بعد كده دخلت السجن. دخلت السجن فى الوقت اللى كان المفروض تبتدى هى تستريح فيه بعد ما ضيعت سنين عمرها فى تأهيلى للحظة ديه و المفروض تستمتع و هى بتشوفنى بعيش أحلامى و مستقبلى و تفخر بثمرة عملها.
قبلها بشهر والدها -جدى- توفى. بعدها أنا و والدى اعتقلنا من الشارع ظلماً. فى لحظة المفروض تكون الأسعد فى حياتها ، لقت نفسها بدون أب و لا زوج و لا ابن و من يومها بدأت رحلة كفاح جديدة عشانى لو اتكلمت فيها و كتبت مجلدات مش هخلص. هتكلم عن بهدلتها فى البيت مع اخواتى و مدارسهم ، و لا المسئولية العظيمة لشغل أبويا و كل مسئولياته اللى بقت مسئولياتها ، و لا الجرى عليا عشان تحاول تحل مشكلة الجامعة ، و لا البهدلة و تحمل الإهانة عشان تيجى تزورنا ، و تعرضها لمواقف عمرها ما اضطرت تفكر إنها ممكن تتعرضلها ، و مسئوليات مكانش المفروض تشيلها ، و آلام نفسية مبرحة ملهاش أول من آخر. و مع ذلك فضلت أول و أقوى مثبت ليا و مصبر على البلاء و مذكر بالثواب و الثبات على الحق و تحمل البلاء و تشجيعى على استثمار الوقت و استغلال الفرص و التقرب لله. مش هتكلم على ثباتها عند كل تأجيل و صمودها و تثبيتها لينا يوم الحكم علينا ب 15 سنة مشدّد ظلماً و غباءً ، و استمرار مواساتنا بعد كل ذلك.
أما بقرأ أسماء العظماء من النساء اللى غيروا التاريخ ، بضحك من تخلف اللى كاتب القائمة ، أصله لو كان يعرف أمى كان كتبها على قمتها. مش عارف ازاى فى ناس عايشة بأمهات مش "أمى" . متزعليش يا أمى ، دى ضريبة إنك عرفتى تربينى.
لا تأسفن على غدر الزمان لطالما رقصت على جثث الأسود كلاب لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها تبقى الأسود أسوداً و الكلاب كلاب تبقى الأسود مهيبة فى حبسها مهما علا بالباطل صوت الكلاب
أقسم بالله عليكم أن تدعوا لأمى بالشفاء و الصحة و طول العمر. أحبك يا أمى "
-عبدالرحمن الجندى

close

Subscribe to our newsletter