الى من علم بحالى ومن لم يعلم
الى من احبنى
الى من تضامن معى
الى كل احبتى واهلى وزملائى واخوانى وكل من يعرفنى
الى من حملت بى ووضعتنى وتألمت وما زالت تتألم
الى كل من همه امرى فى يوم من الايام وحاول اسعادى وتهذيبى ومازال
اليكم منى السلام
......فا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ......
اتخيلكم احياناً بتعبيرات وجوهكم وضربات قلوبكم ظانيين انه شرٌ قد وقع بى وبلاء أُنزل عليّ
أطلق العنان لاستيعاب مشاعركم نحوى فلا اجد الا الحب والتقدير والخير
لم ارد ان اكتب شئيا من قبل خوفا من ان تنهال الكلمات مني فلا تتوقف
فصدرى ملئ بالكلام لكل فرد منكم على حده
لكن استوقف أنى من واجبى أن اثلج قلوبكم ببعث الطمأنينه اليها على الرغم من يكون مع الله فؤاده مطمئنا
لقد وجدت هنا ضالتى التى رايت عيوبى واعمل على ادراكها وتصحيحها
لا اشعر لا بحر ولا ببرد انما جوُايمانى اخوى فقط هنا
وذلك كفيل بأن يكون دفئ لى فى البرد ونسيم عليل فى الحر
لكن ما يحزنى كثيرا هو فراق احبتى واصدقائى واخوانى وعملى بالخارج
لكنى اعلم بأننى هنا سيكون سلاحى الدعاء والقرأن والصلاه
كل منا هنا يخاف على اخاه يحاول ان يؤثر على من حوله على الرغم من العيوب البشريه
انا هنا بخير فان كنت معتقلا فان اعتقالى خلوة لشخصيتى
لا اريد ان اطيل عليكم رغو شوقى اليكم فذلك مجرد جزء مما فى صدرى
امر شهر من اعتقالى لن اشعر بيه ابدا واندم على تقصيرى
واقول لكم لا تجزعوا ولا تحزنوا فان من تحزنوا عليه يُصنع على عين الله عز وجل
المعتقل : محمد عبد العظيم محمد اسماعيل سلامه
المكان : معسكر قوات الامن المركزى بالزقازيق
شهر على الاعتقال
لن يكسر السجن ارادتنا
"
رسائل جدران العزلة
حسام عبد الحميد محمد المصري (حسام المصري) – إعلان الإضراب عن الطعام
بسم الله الرحمن الرحيم.
إنه فى يوم السبت الموافق 20/9 قد بدات فى أضراب كلى عن الطعام وتم ارسال أخطار الى مأمور سجن أستقبال طرة ورئيس المباحث/ممد العشرى .
وضابط العنبر ويدعى / عمرو بأننى انا الطالب/ حسام المصري قد بدأت فى الاضراب منذ فترة لعدة أسباب .
1-ضياع سنة دراسية كاملة ونحن على مشارف بداية سنة دراسية جديدة ولا يوجد اى جدوى او نفع للقضايا الملفقة الى !!
2-تم أخلاء سبيلى بأول قضية يوم 18/6 ولم أنال حريتى بل وتم ترحيلى الى مقر أمن الدولة وتم تلفيق قضية اخرى لى.
3-لايوجد شهود للقضية
4-الاحراز التى فى القضية كلها ملفقة لى من سلاح او غيره
5-لايوجد دليل مادى
6-مدة ححبسى الاحتياطى لمدة 5 اشهر نيابة امن الدولة عليا (اى قانون)
7-القضاة الذين يحاكمونى هم نفسهم القضاة الذين يحاكمون القادة والرئيس/محمد مرسى وهذا ليس عدلا (لطالب جامعى ) وهذه ليست خصومة بينى وبين ادارة السجن ولكن بين النيابة وارجو اخطار النيابة انى قد بدات فى الاضراب.
وبعد مرور ايام تدهورت حالتى الصحية وقد بدأنا بالنداء على الشاويش وظابط العنبر ويدعى/عمرو وقال لنا (تعبان ماله يعنى)قالوا انه طالب جامعى ومضرب. قال(خلى الاضراب ينفعو يكشى يموت )وتم نقلى بعد هتافات ومنادات عليهم تم نقلى الى مستشفى السجن بواسطة ضابط العنبر ومن هناك بدأ يقولى (مالك انتا كويس انتا هتعيش علينا ولا اية انتا فاكر ان الاضراب دا هيجيب ليك نتيجة يكشى تموت).
ثم بدا بالكشف على بواسطة جهاز الضغط وقال للظابط (ان الضغط كويس جدا ودى اعراض عادية جدا لاى شخص مضرب)ورفض التحليل لى وقالى (عندى اوامر عدم التحليل لاى مضرب او اى اثبات) وبعد مرور ساعتين على الاقل قد بدات حالة فى تدهور تام مما ادى الى ان ضابط العنبر ويدعى/عمرو ابلاغ رئيس مباحث استقبال طرة بحالتى ثم ابلاغ مأمور السجن وأمر المأمور بأستدعاء الوحدة المركزية الطبية بسجن اخرويدعى(سجن ليمان طرة)وقد بدا بالكشف على بعد مرور فترة من الوقت وقال ان الضغط عالى جدا ملحوظة(القراءة دى كانت على جهاز خاص به)وقال ان الجهاز الى فى السجن مش شغال واتضح ان مفيش جهاز سكر وجهاز يحلل بيه يدعى(الاسيتون)لمعرفة حالة تدهور المضرب ومدى وجود السكريات فى الجسم وقالى(انا معنديش اوامر بأثبات حالتك ولو أثبت هيكون ضرر عليا كبير)وقالى وقالى لو كملت على نفس الحالة دى فترة هيبدا الجسم فى فشل بعض الاجهزة لان جسم ضعيف جدا. وقال لازم تفك الاضراب وعلق لى محلول فقط !!.
وبعد علم رئيس المباحث ويدعى/محمد العشرى بحالتى فى تدهور بدأبالتهديد وقال (لو موقفتش أضراب هدخلك زنزانة انفرادى ومش هالعجك وهسيبك كدة لحد ما تموت !!) وقال لازم تفك الاضراب لان مش هسمح لاى دكتور يعالجك واحسنلك تفك الاضراب !!
وادارة السجن يبدو عليها اهمال شديد جدا وأحمل ادارة السجن المسؤولية كالمة إذا حدث لى شئ.
حسام المصري
المعتقل بسجن استقبال طرة
محمد محمود فاضل فهمي (محمد فهمي) – عيدك وانتصاراتك سعيدة يا مصر
الصحفى يكرس حياته لتغطية الحدث ويواجه أصعب الظروف والمواقف، ولكن عندما يصبح هو الحدث بين يوم وليلة، فلابد أن يكون هناك خطأ أو لبس ما.
أكتب هذا التوضيح من زنزانتى وأنا أدرك الكم الهائل من الأخبار والشائعات والتهويل الذي يغزو مجتمعنا من قِبَل بعض القنوات الفضائية وشبكات الإنترنت والتواصل الاجتماعى، ليس فقط بخصوص قضيتى المعروفة بـ«خلية الماريوت»، ولكن في العديد من القضايا العالمية أيضا.
أنا الصحفى محمد فاضل فهمى، المعروف حاليا بـ«صحفى الجزيرة»، «المتهم الخامس»، وربما أيضا يقال من قِبَل بعض من لا يعرفنى أو لم يقابلنى أبدا: «جاسوس قطرى» أو «إرهابى إخوانى» أو «خائن». لن أردد أقوالا مأثورة أو آيات قرآنية عن الظلم، ولكن واجبى أن أصحح التاريخ، قبل أن يؤرخ بشكل خطأ. فماذا يملك المرء أغلى من تاريخ وطنه، وشرفه، وأسرته؟ يصعب علىَّ جدا أن أدان بموجب المادة «٨٦» من قانون الإجراءات الجنائية، وأصبح بين يوم وليلة «عضوا في جماعة الإخوان المسلمين»، جماعة أسست على خلاف أحكام القانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل العمل بالدستور والقوانين. أنا لا أتذكر يوما أننى انضممت مثلا لحزب «الحرية والعدالة»، أو تدرجت مثلا في سلم عضوية الإخوان من درجة «محب» إلى «عضو عامل» تحت رعاية قيادى إخوانى لأبارك شعار «السمع والطاعة»- لا سمح الله.
كل ما أتذكره هو هتافى ضد الإخوان في مسيرات ٣٠ يونيو، بعد أن تركت العمل الصحفى لعدة أشهر. أتذكر أيضا فرحتى أنا وخطيبتى ونحن نصور طائرات قواتنا المسلحة وهى ترسم القلوب في سماء القاهرة لتدخل في قلوبنا الطمأنينة في أيام لا توصف إلا بـ«السوداء» كان المرء يخاف فيها على أمه ونساء عائلته حتى من فكرة النزول إلى الشارع. الكثير من الناس يعتقدون أن الصحفى لديه جميع الإجابات والحقائق، ولكن الواقع هو أن الصحفى يهرول وراء خيوط الأحداث، ويحاول فك ألغاز القضايا المختلفة والبحث دائما عن الحقيقة ونقلها بكل أمانة وصدق من خلال مصادره المتعددة، وما يصدر من بيانات رسمية من الجهات الحكومية. ما يميز الصحفى الجيد عن الصحفى البارع هو القدرة على قراءة ما بين السطور وعدم الوقوع في الفخ بأن يصبح أداة في يد جماعة ما، أو حكومة، أو أشخاص بأعينهم، أو حتى فكر معين. هذه الحرفية واليقين تأتى مع الخبرة والحس الصحفى المكتسب من الميدان قبل الاستديو، وهذ كان نهجى دائما خلال تاريخ عملى الصحفى لأكثر من ١٥ عاما، سواء بالصحافة الأجنبية أو بالقنوات العربية مثل عملى في تليفزيون دبى وقناة الحرة لعدة أعوام.
ذاكرتى تشرد وأنا في زنزانتى إلى أول مهمة صحفية أسندت لى مع جريدة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية كصحفى ومترجم، عندما ذهبت إلى العراق في أول يوم للغزو في عام ٢٠٠٣، حيث مكثت هناك لمدة تقرب من العام. مثل الملايين من الناس كنت على قناعة بأن دخول القوات الأمريكية للعراق كان الغرض منه هو الخلاص من صدام حسين وأسلحة الدمار الشامل ونشر الديمقراطية. كل صباح وفى جميع تحقيقاتنا الصحفية، كنت أنا وفريق العمل المخضرم نطالب الحكومة الأمريكية بأجوبة لتساؤلاتنا العديدة، ونواجههم بحقائق جمعناها من الحقل الميدانى، كانت تتعارض مع ما كانوا يعلنون عنه خلال مؤتمراتهم الصحفية. الخلاصة أننا لم «نطبل» لأمريكا، ومارسنا حقنا كسلطة رابعة، والحقيقة أننا لم نجد علبة كيماوى واحدة، وأن هدفهم كان «الذهب الأسود».
تشاء الصدف ويهدينى صديق لى كتابا في السجن اسمه «نقاط القرار» كان قد كتبه الرئيس الأمريكى السابق «جورج بوش الابن» يؤرخ فيه لفترة رئاسته. ارتحت نفسيا قليلا عندما قرأت اعترافاته بأن جهاز مخابراته «السى. آى. إيه» أفاده بمعلومات خاطئة بوجود أسلحة دمار شامل في العراق، والتى بموجبها بنى قرار دخول العراق. ما أضحكنى فعلا هو تأكيده أن رؤساء دول عربية عديدة أكدوا له امتلاك صدام حسين هذه الأسلحة، ولكنه ذكر رئيسا واحدا بالاسم وهو الرئيس السابق محمد حسنى مبارك!.
خرجت سالما من العراق، ولكن لم تسلم العراق. أكثر ما أحزننى هو مشهد الجيش العراقى المهرول في الشوارع، اعتراضا على قرار بوش الفاشل بحل الجيش العراقى. هذا المشهد كان يراودنى مرارا في عقلى الباطنى وأنا أهتف ضد مبارك، في أول أربعة أيام من ٢٥ حتى ٢٩ من يناير. مثل الملايين من المصريين كان طموحى هو تغيير هذا الرئيس بقائد أقوى ينقذ مصر من طوفان الفساد والفقر، ولكن فكرة المساس بجيشنا أو جهاز شرطتنا كانت بالنسبة لى كابوسا تكرر أمام عينى من خلال تغطيتى العديد من الحروب في مناطق النزاع.
مع بداية ٣٠ يناير توقفت عن الهتاف، لأننى بدأت العمل كصحفى ومعد في قناة «سى. إن. إن» الإخبارية في مصر، وبذلك ارتديت قبعة الصحفى المحايد مرة أخرى، وتركت جميع آرائى السياسية خلفى في ميدان التحرير. إن هذا لا يمنع أن يعبر الصحفى عن مشاعره من شدة الفرح، ولكن في الخفاء كما فعلت أنا خلف نظارتى الشمسية وأنا واقف أمام قصر مبارك، في لحظة إعلان خطاب التنحى. مثل الكثير من الصحفيين عملت سبعة أيام في الأسبوع في تغطية المسخرة والمذابح السياسية، خصوصا بعد حكم الإخوان حتى طفح الكيل. يوم أقف أمام السفارة الأمريكية أشرح فيه لمشاهد قناة «سى. إن. إن» على الهواء كيف يرفرف علم القاعدة على المبنى بمباركة محمد الظواهرى، ويوم أتكلم عن إرهاب «حازمون» عند مدينة الإنتاج الإعلامى، ويوم استمع إلى جهادى يرغب في تشكيل مجموعة «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر»، ويوم أرى قتلة الرئيس الراحل أنور السادات في منصة الاحتفالات بانتصارات ٦ أكتوبر. كل هذا كان يزيدنى قلقا على وطنى الحبيب مصر.
أصبح المشهد يُذَكِّرنى بتفاقم المشهدين العراقى والليبى، وبات مؤكدا لى أن الإسلام السياسى سيقضى على مصر، أنا من مشجعى الديمقراطية، ولكن المسألة كانت حياة أو موتا، فلن تنفع الأدوية التجريبية لمدة أربعة أعوام، وكان يجب استئصال هذا السرطان الإخوانى من جذوره كما فعلنا في ٣٠ يونيو لإنقاذ هذا المريض من الموت.
علاقتى كصحفى كانت ممتازة مع كافة أجهزة الدولة السيادية، الرموز السياسية، الحركات الشبابية، بدو سيناء، حتى الإخوان والسلفية الجهادية، وأيضا الخارجون عن القانون، هؤلاء جميعهم يمثلون المادة الإعلامية التي أقدمها مع وجبة العشاء للمشاهد وهو يجلس أمام التلفاز في منزله. هنا أود أن أكرر عبارة قالها المحامى خالد أبوبكر، دفاعا عنى في المحكمة: «إذا صور أو أذاع صحفى مظاهرة تردد هتافات: (يسقط يسقط حكم العسكر) فلا يعنى هذا أنه موافق أو معارض لهذه العبارات».
في آخر تقرير مصور أعددته لقناة «سى. إن. إن» قبل استقالتى في ٢٠١٣، نزلنا برفقة قوة من شرطة قسم قصر النيل لتصوير كيفية تطبيق حظر التجوال ليلا في وسط القاهرة. وقمت بعرض كلمة مأمور القسم وهو يقول: «الأمن في تحسن يومى، بعد أن تحسنت العلاقة كثيرا بين الشرطة والشعب منذ ثورة ٢٥ يناير». أصبح هذا التقرير سبقا صحفيا لم تنتجه أي قناة أجنبية غير قناة «سى. إن. إن». بعد انتهاء التصوير أوصلتنى دورية من القسم إلى بيتى، ويشاء القدر أن أسجن بعد أشهر قليلة في نفس هذا القسم.
تركت قناة «سى. إن. إن» لآخذ قسطا من الراحة، وبدأت الإعداد لزفافى، وبما أننى شغوف بمهنتى وبعالم الصحافة، لم تمض أسابيع قليلة حتى عدت للعمل الصحفى «كصحفى حر»، بمعنى أننى لم أكن مقيدا بعقد أو أوقات عمل يومية، فيوم أكتب في الصحف الأجنبية، ويوم آخر أنتج تقريرا لمحطة تليفزيونية. يعنى «صحفى بالحتة أو اليومية» كما هو متبع في عرف عالم الصحافة. عندما بدأت العمل مع قناة الجزيرة الإنجليزية على هذا الأساس في شهر سبتمبر ٢٠١٣ «والتى لم يتعد عملى بها الشهرين وثلاثة أسابيع فقط قبل أن يتم القبض علىَّ»، كان أول شرط لى لقبول هذه الوظيفة هو قانونية عمل القناة بمصر، وعدم عرض أي من التقارير التي أقوم بإنتاجها على قناة الجزيرة مباشر مصر، وألا يكون من اختصاصات عملى أي تعامل معهم، لأننى كنت أدرك أن القناة كانت مغلقة رسميا بحكم قضائى.
قدمت هذه الرسائل الإلكترونية التي تثبت ما أقوله إلى هيئة المحكمة الموقرة بما فيها نسخة من رخصة عمل قناة الجزيرة الإنجليزية. إذا كان فعلا هناك أجهزة غير مرخصة في مكتب القناة، فهذه مسؤولية القناة وليست مهمة الصحفى أن يتأكد من هذا قبل بدء العمل. الغريب فعلا أن التحريات أكدت أن محمد فهمى يعمل بقناة الجزيرة مباشر مصر، وعضو عامل بجماعة الإخوان المسلمين، وهذا ما أكده الشاهد الرئيسى في المحكمة. الأغرب أنه بعد القبض علىَّ أنا وزملائى، الصحفى بيتر جرست والصحفى باهر غراب، زج في القضية ببعض الطلبة الجامعيين «المحبين للإخوان» كما قالوا للنيابة، وفى يوم وليلة أصبحوا صحفيين أمام العالم، وأصبحت أنا أمير «خلية الماريوت». هؤلاء الصبية يرفعون شعار ملايين الطلاب في العالم وهو: «خُلِقْنا لنعترض». لقد قابلتهم لأول مرة في حياتى في جناح الإرهاب في سجن العقرب، وأنا حتى الآن لا أعرف ما علاقتنا كصحفيين بهم. لقد فوجئت بالتحريات تقول إننى التقيت بهم أكثر من مرة في فندق الماريوت، وهذا ما لم يحدث أبدا، وأنكرته تماما، وقلت لقاضى قضيتنا الجليل: «معكم هواتفنا المحمولة وحواسبنا الشخصية لمدة ستة أشهر، هل وجد أي رسالة أو إيميل يربط بينى وبين الطلبة أو حتى وجدت أرقام تليفوناتهم في تليفونى مثلا؟!»، ومع ذلك بعد عملى المتقطع مع القناة لمدة شهرين وثلاثة أسابيع فقط «شيلت الليلة»، ودفعت فاتورة تغطية قناة الجزيرة خلال السنوات الثلاث الماضية. حيثيات الحكم أسندت إلى اسمى مئات التقارير المصورة التي حتى إذا اعتبرناها وتخيلنا أنها مفبركة فهى مأخوذة من القرص الصلب وكمبيوتر قناة الجزيرة، وتجسد أحداثا سياسية حدثت وصورت في خلال السنوات الثلاث الماضية وفى الفترة الزمنية التي كنت أعمل فيها لدى قناة «سى. إن. إن» إلا إذا كنت الصحفى «السوبر مان» وأعمل في قناتين عالميتين في وقت واحد.
الحكم علىَّ بسبع سنوات «مشدد» جاء كضربة قاضية من محمد على كلاى، بعد ١٢ جلسة لم تأت بدليل إدانة واحد بشهادة جموع الصحفيين الذين حضروا جميع جلسات المحكمة.
أما عن العمل في فندق خمس نجوم فهذا عرف تتبعه جميع القنوات مثل «سى. إن. إن» و«بى. بى. سى» وغيرهما من القنوات العالمية وحتى القنوات المصرية في بعض الأحيان. بالتأكيد بدأت أن ألاحظ المشكلة عندما قابلت السيد عمرو موسى، لأطلب منه الظهور على الشاشة ليتكلم عن دستورنا الجديد، ولكن قوبل طلبى بالرفض. ثم جاء رفض الداخلية «التى لم ترفض لى طلبا في ثلاثة أعوام عملى بقناة (سى. إن. إن)» لطلبى تصوير تقرير عن أسر شهداء رابعة من قوات الشرطة. بدأت حينها ألاحظ أن الناس لا تفرق بين المباشر والإنجليزية.
أما بالنسبة إلى تهمة «نشر الأخبار الكاذبة»، فلقد ذكرت للقاضى في المحكمة أننى صحفى محترف ومهنى ومعروف لدى العديد في الوسط الصحفى العالمى، وكل ما أملكه هو شرف المهنة، ولن أقبل أبدا أن يوضع اسمى تحت أي خبر مفبرك، كما أننا في عصر «تويتر» و«فيس بوك»، فإذا كنت قد فبركت خبرا فلن ترحمنى في لحظتها شبكات الإنترنت والتواصل الاجتماعى، حيث لا تمر كلمة دون تعليقات من جميع أنحاء العالم كما سيحدث مثلا بعد نشر هذا المقال، حيث ستمطر الاتهامات لى بالعمالة للأمريكان والقطريين والإخوان والتطبيل للجيش، وربما يهدر دمى من قِبَل الجهاديين أيضا. كل هذا لا يهم، ما يهمنى أن يؤرخ التاريخ حقيقة هذا الصحفى البورسعيدى الوطنى حتى النخاع. أتخيل الآن جدى اللواء عبدالحميد بسيونى وهو يتقلب في قبره، غضبا لكل ما يحدث لى اليوم، أما جدى الآخر المستشار القانونى بوزارة العدل فهو أكيد أيضا غاضب في قبره للظلم الذي أعيشه الآن.
حياة السجن ليست بهينة، ثلاث وعشرون ساعة في الزنزانة، وأسابيع من الحبس الانفرادى، ونظرات الذل على وجه أمك ممكن أن تكسر الإنسان وتولد الحقد والكراهية تجاه السجان والنظام، خصوصا لو أنك سجين مظلوم. في حالتى لم أستسلم لهذه الأحاسيس الهدامة ومرنت نفسى على تفادى هذا الإحساس الناشط كالفيروس في السجون. أصبح تركيزى في معركة البقاء منصبا على حل بعض الألغاز الصحفية التي لم أستطع أن أكملها خارج السجن. يوم يمر عندما يسرد لى مستشار مرسى للعلاقات الخارجية عن تفاصيل مقابلته المغلقة مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما، وكيف طلب منه أن يمده بالخبرة والتدريب في «كيفية التحكم الديمقراطى في القوات المسلحة»، ثم يخبرنى بأن مشكلة حدثت عند رجوعه لمصر، لأن سيادة الرئيس السيسى الذي كان وزير الدفاع في هذا الوقت قد غضب عنما تسرب الحوار له. أوباما كان يأمل في أن ينجح المشروع الإخوانى في مصر كى يطبقه في دول مجاورة أيضا. أما عن الأيام والليالى التي قضيتها في محبسى في حوارات مع أعضاء من جماعة أنصار بيت المقدس وأشقائها العائدين من سوريا وليبيا فهى فعلا بالنسبة لى كصحفى لا تقدر بثمن. هم لا يتحدثون إلا عن قوة دفع المتفجرات وطموحهم الفاشل في نشر فكر الخلافة الإسلامية.
هناك مثل يروج في دهاليز سجن طرة: «إن لم تكن إرهابيا، فالسجن سيجعلك إرهابيا فعلا، أو شيخا، أو داعية إسلاميا، أو محاميا». بعد قنبلة هيروشيما الذرية التي فجرت في المحكمة بالحكم علىَّ سبع سنوات، قررت أن أتقمص شخصية المحامى وقرأت أوراق قضيتى بأكملها، وحيثيات الحكم وقانون العقوبات والإجراءات القانونية، ولايزال عقلى لا يستوعب القضية بأكملها.
بعد الحكم بساعات قليلة، صرحت الحكومة الأمريكية بأنها ستخفض المعونة الأمريكية لمصر إذا لم يتم تنفيذ بعض شروطها ومنها الإفراج عن صحفيى الجزيرة الثلاثة. في اليوم التالى، نشرت تصريحا من محبسى عن طريق أسرتى أرفض فيه بقوة الربط بينى وبين المعونة، وهذه التهديدات السخيفة التي لم أقبلها على ضميرى. كما تنظر واشنطن إلى مصلحتها أولا دائما أنا أيضا أحاول توضيح موقفى للخروج من السجن ولكن بكرامة رافعا رأسى. أنا أعلم جيدا أن «دبلوماسية لىَّ الذراع لن تفلح مع الرئيس عبدالفتاح السيسى».
وأعلم أيضا أنه لن يستخدم حقه في العفو الشامل، ولكننى مستغرب من التصريحات المتناقضة من قِبَل العديد من المسؤولين المصريين، قبل العيد قال السيد نبيل فهمى، وزير الخارجية السابق، في برنامج الإعلامى الكبير وائل الإبراشى: (صحفيو الجزيرة لم يخرقوا القانون، وإنما أخلوا ببعض أعراف الصحافة، وأنا كنت ضد محاكمتهم).
أعوذ بالله من كلمة أنا، ولكن من أجل أن أثبت أمانتى يجب أن أوضح أننى فزت بعدة جوائز عالمية في خلال تاريخى المهنى، ولكن أهم تقدير لى كان حصولى على جائزة حرية الصحافة، مع تقدير من منظمة اليونسكو، في يوم الصحافة العالمى في ٣ من مايو الذي صادف وجودى في قفص المحكمة. وقد قام أخى العزيز بإلقاء خطبة نيابة عنى في يوم تسليم الجائزة، جزء منها كان التالى: (لا تلوموا وطنى الحبيب مصر على حبسى الخاطئ، فهذا سوء تفاهم وخطأ غير مقصود سيحل في المحكمة، ولا تدرجوا مصر على قائمة أخطر دول للعمل الصحفى).
أرجو أن تسرع محكمة النقض في نظر قضيتى، وإذا تمت إعادة المحاكمة، فأرجو من مصر الأخذ في الاعتبار بشهادات رموزها وصناع تاريخها، مثل الدكتور فاروق الباز والمهندس نجيب ساويرس والسيد عمرو موسى والدكتور شريف دوس، الذين أدلوا بشهاداتهم الموثقة للمحكمة، والتى تفيد بأننى لست عضوا في جماعة الإخوان، وأننى أتسم بالمهنية والأمانة. يذكر أن الدكتور الباز كتب مقدمة كتابى «قصة حرية مصر» الذي يؤرخ لثورة ٢٥ يناير، والمهندس ساويرس آمن بكتابى الأول «اتجاه بغداد»، وحاولنا أن ننتجه معا كفيلم سينمائى في هوليوود في عام ٢٠٠٦.
أما عن وقوف بعض الفنانين والمبدعين معى مثل الإعلامية الدكتورة هالة سرحان والفنان خالد أبوالنجا والمنتج محمد حفظى والفنان تامر هجرس والمخرج عمرو سلامة، فهم أيضا مواقفهم الوطنية واتجاهاتهم معروفة جيدا لدى المجتمع.
وأخيرا أشكر نقيب الصحفيين الأستاذ ضياء رشوان لإيمانه ببراءتى وتوكيله محامى النقابة لمساعدتى.
كل ما أتمناه من مصر هو إخراجى من المعادلة السياسية، فإذا اختلف الكبار فلا داعى لإدخال الصغار. فأنا مجرد شاب مصرى بسيط اسمه محمد فهمى، أحلم بالاستقرار والزواج من خطيبتى وبناء أسرة بسيطة في وطنى الغالى مصر. أنا لا أمثل قطر أو أي كيان بعينه، وإنما أجسد فقط شخصية الصحفى الذي يعيش في حلم اسمه «حرية الصحافة والتعبير» عندما ينشر هذا النداء فنحن على الطريق الصحيح، وكلنا أمل في مصرنا الجديدة.
محمود ممدوح وهبه عطيه ابو زيد (محمود وهبه) – إلى الطلاب
بسم الله الرحمن الرحيم ..
“إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى”
اقرأ ما دام السمع والقلب موطآن بالعمل، اعمل ما دامت روحك بين جنبيك تسري في جسدك كما يسري الحق في شريانك، ثُر ما دام الظلم وأهله.
أكتب إلى كل من استوحَش الحقَ والعدلَ بين الناس، ونبذوه ورائهم ظهرياً، من أحسن فأساء مستقبِلُه، من طلب العون والنصرة مستغنياً عنهم بالله فخذلوه وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين.
استحضر قلبك ثم مُرّ على التالي، وارتكز في آخره، فالسابق عنوان، والتالي إسناد وبرهان، وآخره خلاصة للكلام وجملة للقول وفصلٌ للخطاب:
إن حقائق التاريخ -ولاسيما قيام الحضارات واستنهاض الأمم في التاريخ الإسلامي- تبين لنا أنها قامت على كواهِل ثُلة من الرجال “من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه”، على اختلاف المهام والأفكار، أي على اختلاف الشاكلة والمضمون، قام امتدادُها بعد انحسارٍ أو انعدامٍ اعتراها، كانوا قليلي العدة والعتاد، أمام إمبراطوريات العالم ومراكز القوى، فكثرَهم الله، وزارَت هذه الإمبراطوريات المتجبرة المقابر، وأناخت، والحقُ الذي يرنوا إليه رجالات التاريخ الإسلامي هو إقامة التوحيد في الأرض؛ إنهم فتية آمنوا بأن الله واحدٌ لا شريك له فقاموا إلى ملِكِهم بالرسالة: “ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها”، فأنَكر وأنَكر القوم “إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم”، ثم تكفل الله بنصرهم “وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها”، فقد انتشر التوحيد..
وكذلك قصة الغلام، مات شهيداً ولم تمت الفكرة بحكمة ألهمها الله له “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة”، و آمن قومُه بالله.. قصة طالوت وجالوت قصة أيضاً ثلة ممن عرفوا الله حق المعرفة “قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين”، فكانت النتيجة “فهزموهم بإذن الله”..
إن رجال الله هم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون، فمن خرج من دائرة ومحيط ثلة الإمكان هم الصديقون والشهداء والصالحون ممن أرادوا استنهاض قومهم، فلا طائل من عملهم إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة إلا عفو من الله و رحمة، ومن خسر الآخرة لم يكسب شيئاً.
قد قُلتُ عن درجة العظمة، أي بلوغ درجات عظيمة، أفي الدنيا أم الآخرة؟ أنه يجب على المرء المسلم أن يعمل للآخرة ونَيل عظيم درجاتها، فإن أرادته الدنيا أو أرادها، أرادت عظيماً فعُظّمت له جزاءً وفاقاً، وإلا اختل الميزان “تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة”، واتساقاً وتتمةً لذلك “الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عن الله”، وهذا هو النصر والفلاح “وأولئك هم الفائزون”،
اطرح على نفسك، كيف قامت دولة الإسلام من لَدن محمد بن عبد الله رسول الله -صلى الله عليه و سلم- حتى يومنا هذا؟ كيف كان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية وعمر بن عبدالعزيز؟ وما عوامل ازدهار دولة الإسلام بالأندلس؟ حدثوني عن عبدالله بن يزيد، وعن يوسف بن تاشافين، عن صلاح الدين الأيوبي وأسد الدين شيركوه، وعن قطز وشيخه العز بن عبدالسلام، عن نشأة الدولة العثمانية، كيف انتسب السلطان إلى أرطغرل، كيف كانت دويلته السلجوقية المتاخمة لدول النصارى، كيف أنشأ عثمان -ابنه- دولةً خَلّد التاريخُ ذكرها بعمل الصالحين فيها، تفحصوا السلطان محمد الفاتح وشيخه آق شمس الدين المربي، هؤلاء قليلٌ من كثير، أحوجَني نقص العلم إلى عدم السرد لا الملل، فأنا لا أملّ ذكرهم بل أتذاكرهم صباحاً ومساءً، وأُسرّ بزيادة المعرفة عنهم، واستقبال قبلتهم إلى الله،
لقد لخصها القائل، لخص كيف تعيد نور الخلافة إلى قنديل الزمان، لتهدي به كلَ من أراد السير في سبيل الله “أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقام على أرضكم” أي اتصفوا بصفات ذلك المستخلَف في الأرض، تقم الخلافة على أرضكم “والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين”.
إنني بعيدٌ عن الأحداث، لا أقتات إلا على قليلٍ مما يبيته لي محدثييّ عن أحوالكم و أخباركم، لكني عالمٌ بما تعانون، لقد عايشت، و يضيق صدري ولا يجب أن ينطلق مركب لساني في بحر الهم، لكن ما أملكه هو الدعاء بحسن التدبير والتوفيق والقبول، وأن أكتب بعض الكلمات تسريةً ونصحاً لكم وتحميساً لواهِنِكم ..
أيها الشباب الثائر لنصرة الحق، لقد عَبَرتُ إلى بلاد بني عثمان، أنا والمربي الصالح أحمد شقير -رحمه الله- وثلة من الصالحين لنستلهم روح الخلافة الإسلامة ونجددها عند قفولنا، ذهبنا لنرى مناقبهم وآثارهم، ونعاين أخبارهم، لقد صلينا في مسجد أبي أيوب الأنصاري، وكنت عارفاً بجهاده -رحمه الله-، ومسجد محمد الفاتح، وزاورنا والشقير مسجد السليمانية -نسبة إلى السلطان الفاتح سليمان القانوني-، وسرنا مجاورين لبقايا أسوار الدولة البيزنطية، وكانت أسواراً مستعصية على الفاتحين المسلمين من قبل محمد الثاني ..
هكذا عبرنا البسفور، وعبر زمانُ الفتوح الإسلامية وآثارُه المعايَنَة إلى قلوبنا بأحلام استنهاض الأمة من بعد الرقاد لنعيد فتح البلاد والحدود والسدود، مقيمين خلافة راشدة مستمسكة بالذي أوحِي إلى نبيها -صلى الله عليه وسلم- من القرآن الكريم، وبما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحبه الكرام والسلف الصالح ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، هكذا عبرت أعيننا حزناً و كمَداً على فراق الصالح أحمد شقير، لأنه ذاته، ولأن أحلامي تشابكت مع أحلامه، وعبر عنها اللسان، وقطع شوط الزمان فيها ما قطع، وشهد المكان على جميل ما كان، من حديث عن الخلافة .. لقد علمني شيئا: إن الأفكار والأحلام لا تنقطع بموت المخلص لله فيها -قد صدق الله في الخطاب الذكر والإبانة-، وأراد الله أن يرى منا صدق إخلاصنا فنسأله الثبات والصبر.
أيها الشباب الثائر للحق، أيقنوا أنكم -بحول الله وقوته- مجددي عهد الفتوح.. عهد الخلافة.. خلافة راشدة على منهاج النبوة.. عاصمتها القدس الشريف، بعد ما ينزاح منها نجس اليهود “فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا”، هذا موعود القرآن، وكذا موعود رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بفتح القسطنيطينة -وقد فتحت- والدرة النفيسة التي تنتظر الفتح، رومية، وقد راسلت أحمد شقير عنها وأنا بالسنة الإعدادية الجامعية فأجابني أنها لم تُفتح وأنها تنتظرنا، هكذا وعى هذا الشاب -أنزله الله منازل الشهداء- ما أرمي إليه، لقد أعَظَم -رحمه الله- الحلمَ داخلي كما أريده فيكم عظيماً، لا تتحدثوا، تتسامروا، تتنافسوا، إلا به، وفيه، أو يكاد، فربما -عن يقين لا يخالطه الشك- يكون الفاتح بين ظهرانيكم، فننول بفتحه ثوابَ إعداد روحه وتجهيز عقله بلوازم الفتح، وربما زدنا شرفا بالانتساب إلى جنده، وأنا أتكلم عن البعيد عن واقع زماننا لتعلم أن الذي أنت في زخمه من الأحداث ما هو إلا إعداد وتجهيز، فأعدوا لهذا البعيد ما استطعتم، عسى الله أن يجعله قريب، والله قدير.
بعض ما أنصح لكم به :
غض البصر، فمن آفات عصرنا أنه انتشر فيه العهر، والغض دلال مراقبتك الله في كل شئ.
كف الأذى عن المسلمين المسالمين والإحسان إليهم، فحسن الخلق واجهة لخشية الله المنطوي عليها قلبك.
مجاهدة النفس مجاهدة عظيمة، ومتابعتها بدقة على إخلاص العمل لله، فلا تتحرى فيه إعجاب نفسك أو رياء غيرك، كما أن العمل لا يُقبل إلا إذا كان صواباً خالصاً، مراد الصواب أنه على نهج الرسول -صلى الله عليه وسلم- وليس فيه ابتداع، فمن آفات عصرنا العمل ثم التأصيل شرعاً له، وهو ما يسمى بالترقيع، فيصبح الإسلام في صورته مرقعاً، وهو ما ينتج عنه الاشتراكية والديموقراطية في الإسلام ونحو ذلك من الضلال، والأصل العمل بما نص عليه الشرع ابتداء، ثم العمل بما عُلِم، والإخلاص لله فيه “فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا”.
تقوى الله تورث حسن التفرس، فيستقوي المؤمن بها على اختيار القوي الأمين “إن خير من استاجرت القوي الأمين”، وبها يستعان على الفرقة بين البخس والثمين، الفاسد والصالح، الأمين والخائن “يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا”.
قيام الليل شرف المؤمن وعزّه استغناؤه عن الناس، وأنصحكم بإطالة القيام بين يدي الرحمن.
عرّف الإمام أحمد التوكل قائلا : “هو قطع الاستشراف، واليأس من الناس”.
___
إذا أنت لم تعرف لنفسِك حقها هَواناً بها .. كانَت على الناس أهوَنا
___
دواؤك فيك وما تُبصِرُ .. ودَاؤُك منك وما تشعُر
وتَزعُمُ أَنَّك جُرمٌ صَغير .. وفيك انطَوى العالَمُ الأَكبَرُ
فأنت الكِتابُ المُبينُ الَّذي .. بأحرُفه يَظهَرُ المُضَمَرُ
وما حاجة لك من خارجٍ .. وفِكرُك فيك وما تُصدِرُ
___
“قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ * هَـذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ * وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ” – آل عمران (137 – 142)
نسأل الله القبول والسداد والإخلاص في القول والعمل
محمود وهبة
ثلث الليل الأخير من ليل الأربعاء الموافق 14 من ذي الحجة 1435 – 8/10/2014
سجن العقرب شديد الحراسة
محمود ممدوح وهبه عطيه ابو زيد (محمود وهبه) – إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى
بسم الله الرحمن الرحيم
"إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى"
اقرأ ما دام السمع والقلب موطآن بالعمل، اعمل ما دامت روحك بين جنبيك تسري في جسدك كما يسري الحق في شريانك، ثُر ما دام الظلم وأهله.
أكتب إلى كل من استوحَش الحقَ والعدلَ بين الناس، ونبذوه وراءهم ظهرياً، من أحسن فأساء مستقبِلُه، من طلب العون والنصرة مستغنياً عنهم بالله فخذلوه وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين.
استحضر قلبك ثم مُرّ على التالي، وارتكز في آخره، فالسابق عنوان، والتالي إسناد وبرهان، وآخره خلاصة للكلام وجملة للقول وفصلٌ للخطاب:
إن حقائق التاريخ -ولاسيما قيام الحضارات واستنهاض الأمم في التاريخ الإسلامي- تبين لنا أنها قامت على كواهِل ثُلة من الرجال "من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه"، على اختلاف المهام والأفكار، أي على اختلاف الشاكلة والمضمون، قام امتدادُها بعد انحسارٍ أو انعدامٍ اعتراها، كانوا قليلي العدة والعتاد، أمام إمبراطوريات العالم ومراكز القوى، فكثرَهم الله، وزارَت هذه الإمبراطوريات المتجبرة المقابر، وأناخت، والحقُ الذي يرنوا إليه رجالات التاريخ الإسلامي هو إقامة التوحيد في الأرض؛ إنهم فتية آمنوا بأن الله واحدٌ لا شريك له فقاموا إلى ملِكِهم بالرسالة: "ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها"، فأنَكر وأنَكر القوم "إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم"، ثم تكفل الله بنصرهم "وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها"، فقد انتشر التوحيد.. وكذلك قصة الغلام، مات شهيداً ولم تمت الفكرة بحكمة ألهمها الله له "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة"، و آمن قومُه بالله.. قصة طالوت وجالوت قصة أيضاً ثلة ممن عرفوا الله حق المعرفة "قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين"، فكانت النتيجة "فهزموهم بإذن الله".. إن رجال الله هم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون، فمن خرج من دائرة ومحيط ثلة الإمكان هم الصديقون والشهداء والصالحون ممن أرادوا استنهاض قومهم، فلا طائل من عملهم إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة إلا عفو من الله و رحمة، ومن خسر الآخرة لم يكسب شيئاً. قد قُلتُ عن درجة العظمة، أي بلوغ درجات عظيمة، أفي الدنيا أم الآخرة؟ أنه يجب على المرء المسلم أن يعمل للآخرة ونَيل عظيم درجاتها، فإن أرادته الدنيا أو أرادها، أرادت عظيماً فعُظّمت له جزاءً وفاقاً، وإلا اختل الميزان "تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة"، واتساقاً وتتمةً لذلك "الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عن الله"، وهذا هو النصر والفلاح "وأولئك هم الفائزون"، اطرح على نفسك، كيف قامت دولة الإسلام من لَدن محمد بن عبد الله رسول الله -صلى الله عليه و سلم- حتى يومنا هذا؟ كيف كان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية وعمر بن عبدالعزيز؟ وما عوامل ازدهار دولة الإسلام بالأندلس؟ حدثوني عن عبدالله بن يزيد، وعن يوسف بن تاشافين، عن صلاح الدين الأيوبي وأسد الدين شيركوه، وعن قطز وشيخه العز بن عبدالسلام، عن نشأة الدولة العثمانية، كيف انتسب السلطان إلى أرطغرل، كيف كانت دويلته السلجوقية المتاخمة لدول النصارى، كيف أنشأ عثمان -ابنه- دولةً خَلّد التاريخُ ذكرها بعمل الصالحين فيها، تفحصوا السلطان محمد الفاتح وشيخه آق شمس الدين المربي، هؤلاء قليلٌ من كثير، أحوجَني نقص العلم إلى عدم السرد لا الملل، فأنا لا أملّ ذكرهم بل أتذاكرهم صباحاً ومساءً، وأُسرّ بزيادة المعرفة عنهم، واستقبال قبلتهم إلى الله، لقد لخصها القائل، لخص كيف تعيد نور الخلافة إلى قنديل الزمان، لتهدي به كلَ من أراد السير في سبيل الله "أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقام على أرضكم" أي اتصفوا بصفات ذلك المستخلَف في الأرض، تقم الخلافة على أرضكم "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين".
إنني بعيدٌ عن الأحداث، لا أقتات إلا على قليلٍ مما يبيته لي محدثييّ عن أحوالكم و أخباركم، لكني عالمٌ بما تعانون، لقد عايشت، و يضيق صدري ولا يجب أن ينطلق مركب لساني في بحر الهم، لكن ما أملكه هو الدعاء بحسن التدبير والتوفيق والقبول، وأن أكتب بعض الكلمات تسريةً ونصحاً لكم وتحميساً لواهِنِكم .. أيها الشباب الثائر لنصرة الحق، لقد عَبَرتُ إلى بلاد بني عثمان، أنا والمربي الصالح أحمد شقير -رحمه الله- وثلة من الصالحين لنستلهم روح الخلافة الإسلامة ونجددها عند قفولنا، ذهبنا لنرى مناقبهم وآثارهم، ونعاين أخبارهم، لقد صلينا في مسجد أبي أيوب الأنصاري، وكنت عارفاً بجهاده -رحمه الله-، ومسجد محمد الفاتح، وزاورنا والشقير مسجد السليمانية -نسبة إلى السلطان الفاتح سليمان القانوني-، وسرنا مجاورين لبقايا أسوار الدولة البيزنطية، وكانت أسواراً مستعصية على الفاتحين المسلمين من قبل محمد الثاني .. هكذا عبرنا البسفور، وعبر زمانُ الفتوح الإسلامية وآثارُه المعايَنَة إلى قلوبنا بأحلام استنهاض الأمة من بعد الرقاد لنعيد فتح البلاد والحدود والسدود، مقيمين خلافة راشدة مستمسكة بالذي أوحِي إلى نبيها -صلى الله عليه وسلم- من القرآن الكريم، وبما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحبه الكرام والسلف الصالح ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، هكذا عبرت أعيننا حزناً و كمَداً على فراق الصالح أحمد شقير، لأنه ذاته، ولأن أحلامي تشابكت مع أحلامه، وعبر عنها اللسان، وقطع شوط الزمان فيها ما قطع، وشهد المكان على جميل ما كان، من حديث عن الخلافة .. لقد علمني شيئا: إن الأفكار والأحلام لا تنقطع بموت المخلص لله فيها -قد صدق الله في الخطاب الذكر والإبانة-، وأراد الله أن يرى منا صدق إخلاصنا فنسأله الثبات والصبر.
أيها الشباب الثائر للحق، أيقنوا أنكم -بحول الله وقوته- مجددي عهد الفتوح.. عهد الخلافة.. خلافة راشدة على منهاج النبوة.. عاصمتها القدس الشريف، بعد ما ينزاح منها نجس اليهود "فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا"، هذا موعود القرآن، وكذا موعود رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بفتح القسطنيطينة -وقد فتحت- والدرة النفيسة التي تنتظر الفتح، رومية، وقد راسلت أحمد شقير عنها وأنا بالسنة الإعدادية الجامعية فأجابني أنها لم تُفتح وأنها تنتظرنا، هكذا وعى هذا الشاب -أنزله الله منازل الشهداء- ما أرمي إليه، لقد أعَظَم -رحمه الله- الحلمَ داخلي كما أريده فيكم عظيماً، لا تتحدثوا، تتسامروا، تتنافسوا، إلا به، وفيه، أو يكاد، فربما -عن يقين لا يخالطه الشك- يكون الفاتح بين ظهرانيكم، فننول بفتحه ثوابَ إعداد روحه وتجهيز عقله بلوازم الفتح، وربما زدنا شرفا بالانتساب إلى جنده، وأنا أتكلم عن البعيد عن واقع زماننا لتعلم أن الذي أنت في زخمه من الأحداث ما هو إلا إعداد وتجهيز، فأعدوا لهذا البعيد ما استطعتم، عسى الله أن يجعله قريب، والله قدير.
بعض ما أنصح لكم به :
غض البصر، فمن آفات عصرنا أنه انتشر فيه العهر، والغض دلال مراقبتك الله في كل شئ.
كف الأذى عن المسلمين المسالمين والإحسان إليهم، فحسن الخلق واجهة لخشية الله المنطوي عليها قلبك.
مجاهدة النفس مجاهدة عظيمة، ومتابعتها بدقة على إخلاص العمل لله، فلا تتحرى فيه إعجاب نفسك أو رياء غيرك، كما أن العمل لا يُقبل إلا إذا كان صواباً خالصاً، مراد الصواب أنه على نهج الرسول -صلى الله عليه وسلم- وليس فيه ابتداع، فمن آفات عصرنا العمل ثم التأصيل شرعاً له، وهو ما يسمى بالترقيع، فيصبح الإسلام في صورته مرقعاً، وهو ما ينتج عنه الاشتراكية والديموقراطية في الإسلام ونحو ذلك من الضلال، والأصل العمل بما نص عليه الشرع ابتداء، ثم العمل بما عُلِم، والإخلاص لله فيه "فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا".
تقوى الله تورث حسن التفرس، فيستقوي المؤمن بها على اختيار القوي الأمين "إن خير من استاجرت القوي الأمين"، وبها يستعان على الفرقة بين البخس والثمين، الفاسد والصالح، الأمين والخائن "يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا".
قيام الليل شرف المؤمن وعزّه استغناؤه عن الناس، وأنصحكم بإطالة القيام بين يدي الرحمن.
عرّف الإمام أحمد التوكل قائلا : "هو قطع الاستشراف، واليأس من الناس".
___
إذا أنت لم تعرف لنفسِك حقها هَواناً بها .. كانَت على الناس أهوَنا
___
دواؤك فيك وما تُبصِرُ .. ودَاؤُك منك وما تشعُر
وتَزعُمُ أَنَّك جُرمٌ صَغير .. وفيك انطَوى العالَمُ الأَكبَرُ
فأنت الكِتابُ المُبينُ الَّذي .. بأحرُفه يَظهَرُ المُضَمَرُ
وما حاجة لك من خارجٍ .. وفِكرُك فيك وما تُصدِرُ
___
"قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ * هَـذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ * وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ" – آل عمران (137 – 142)
نسأل الله القبول والسداد والإخلاص في القول والعمل
محمود وهبة
ثلث الليل الأخير من ليل الأربعاء الموافق 14 من ذي الحجة 1435 – 8/10/2014
سجن العقرب شديد الحراسة
احمد الانور – كل عام وأنتم بخير
كل عام وأنتم بخير
كل عام وأنتم إلى الله أقرب
كل عام وأنتم على طاعته أدوم
ثانى عيد أكون فيه بعيد عن أهلى وأصدقائى وأحبائى ، اللهم انتقم من الظالمين .
لا تنسونى من صالح دعائكم
والله إن النصر قريب جداً بإذن الله ، ولن نكون عبيداً فى بلادنا بل أحرار
لن أنساكم أبداً
الله أكبر ولله الحمد
الله أكبر والعزة للإسلام
أخوكم أحمد الأنور
سجن برج العرب
لؤي محمد عبد الرحمن ابو زيد (لؤي القهوجي) – الرحلة اللانهائية: من «بشندي» إلى «رجب»
تتوالى السنوات ولا تختلف الصورة هذه المرة عن شقيقاتها سوى في التاريخ وعدا ذلك لم يتغير أي شئ. فمن «بشندي» الطالب إلى «رجب» العامل إلى عشرات آخرين سقطت اسمائهم من ذهني رغما عني انتهاءا بفرج رزق، اختلفت طرق الانتحار وبقيت قصة الابواب الموصدة واحدة وقصة الظلام التام وانقطاع أي أمل ممكن بالعيش في الحد الأدنى من الحياة الإنسانية والحد الأدنى من الأمان من بطش الباشا الضابط
هي لا تنفصل بأي حال عن الرحلة اللانهائية لكفاح الناس ضد سياسات الدولة الجائرة، لا أرى فرج منعزلا عن أهالي عزبة العرب ورملة بولاق وجزيرة القرصاية وكفر الامشوطي ولا أراه منعزلا عن هؤلاء الذين قابلتهم هنا في سجن برج العرب أو سجن الحضرة ممن سجنوا لسنوات على ذمة قضايا إيصالات أمانة اجبرتهم ظروف الحياة وقسوة هذا المجتمع على توقيعها ليفكوا مؤقتا جوع عائلاتهم ليسجنوا في نهاية المطاف، أو من دخلوا كواحيل، ولا أرى فرج بمعزل عن مئات الألوف ممن يسكنون المقابر أو بمعزل عن هؤلاء الذين يقررون بيع أعضائهم مقابل بعض المال لعلاج آبائهم وأمهاتهم ،فرج بالفعل هو كل هؤلاء.
ليس حلا أن نعتبر خذلان السيسي ومرسى للناس نصرا لنا وليس حلا أيضا أن نقول للناس «مش قلنالكم».
لابد أن نبذل مجهودا ليعلم الناس أن كرامتهم ليست من كرامة النظام المتسلط في شئ وأن مصالحهم بعيدة كل البعد عن مصالح النظام سواء باع لهم وطنية أو باع لهم دين. لابد أن نوعّي الناس بأن المعارك المسرحية التي يبيعها النظام للناس من خصومات إقليمية والانتصارات المسرحية أيضا لا غرض منها سوي صرف أنظار الناس عن الأزمة الحقيقية التي سيقع فيها النظام قريبا أمام الاستحقاقات المعيشية التي لا بديل أمامه عن إيجادها بعد كل الاجراءات الحكومية التي اتخذها والتي أحالت حياة الناس من حياة مريرة بالأساس إلى جحيم يومي.
عسى أن يصبح موت «فرج» بسمة على وجوهنا لنستفيق من الوهم الذي سقطنا فيه من أن الشعب قد كفر بالثورة أو ضجر منها.. الشعب لم يكفر بالثورة أو يضجر منها ولكنه يتعرض للابتزاز والمقايضة من قبل السلطة ووسط هموم الحياة اليومية التي لا تحصى والتي تقصم الضهر يجد نفسه في حيرة مشروعة خاصة مع الأسئلة التي لا يجيب عنها احد والتي من المفترض أن نجيب عليها.. ماذا نفعل؟؟ ما العمل ؟؟
السلطة مقتلها أن نبدد هذه الحيرة عند الناس، وتوجه السلطة الأهم هو أن تبقى تلك الحيرة دائما كي يصبح الشعب دائم الحاجة لها أملا في الحصول على جزرتها بعد أن يناله من العصا ما يناله، قبل كل ذلك يجب أن نفهم الدافع الذي يجعل شخص ما يوافق على أن يصبح كحولا أو أن يوافق على بيع إحدى كليتيه ...بدون إدراكنا لذلك ستبقى الثورة المضادة في الصدارة.. قانون التظاهر ليس سوى جزء صغير من المعركة الممتدة مع الثورة المضادة وإسقاطه أو على الأقل تفريغه من مضمونه القمعي أمر مهم بالطبع على المدي القريب لكنه ليس بتلك الأهمية على المدى البعيد. فلننس رفاهية خوض معارك سياسية.. ما من بديل سوى الالتحام بالناس.
أما على المستوى الشخصي فمنذ اليوم الأول في السجن تأكدت قناعتي المسبقة أن الدولة بقوانينها وسياستها وبطشها تهوى التهام الغلابة وشحنهم في السجون.
من داخل داخل سجن برج العرب
محمد ابراهيم عبد الوهاب – كل عام وانتم بخير بمناسبة العيد
عيد سعيد.. كل عام وأنتم بخير.. وحشتوني
عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – فى يوم السادس من أكتوبر 2013
فى يوم السادس من أكتوبر 2013 ، فى معسكر السلام ، كنت خايف يفوتنى أول أسبوع فى الجامعة ، بعدين أيمن قالى متخافش ، أول أسبوع ده بيبقى Lecture Week. لغاية دلوقتى أنا خايف يفوتنى ال Lecture Week ، بس بتاع السنة الى بعدها. فى يوم السادس من أكتوبر 2013 ، صلينا قيام ليل كلنا. بعدها واحد تساءل بسخرية “مين بقى الى هيصلى بينا التراويح فى رمضان؟!” و ضحكنا كلنا لأن ذلك بالطبع شئ مستحيل الحدوث “احنا فين و رمضان فين ، بعدين أكيد هيطلعونا عشان معملناش حاجة.” يوم وقفة عيد الأضحى قلنا أكيد هيطلعونا عشان العيد. أكيد مفيش قسوة و تبلد لدرجة إنك تبعد ناس عن أهلهم فى العيد بذات و انت متأكد انهم معملوش حاجة ، دلوقتى برضه لسه بنتساءل لو ممكن يعملوا عفو فى العيد ، بس عيد الفطر. أول ما اتحبسنا كنا بنقول تخيلوا لو خدنا حكم سنة و لا حاجة و لبسنا أزرق ، و نضحك عشان طبعا ده مستحيل. دلوقتى بندعى ربنا مناخدش إعدام. أول ما اتمسكت كنت مرعوب تفوتنى أول سنة فى هندسة. دلوقتى مش عارف هعرف أدخل كلية من الأساس و لا لأ. أول ما اتمسكت كنت بحب مصر. دلوقتى لسه بحبها. بس هى اللى مبتحبنيش.
عبد الرحمن محمد مصطفي المرسي الجندي (عبد الرحمن الجندي) – فى يوم السادس من أكتوبر 2013
فى يوم السادس من أكتوبر 2013 ، فى معسكر السلام ، كنت خايف يفوتنى أول أسبوع فى الجامعة ، بعدين أيمن قالى متخافش ، أول أسبوع ده بيبقى Lecture Week.
لغاية دلوقتى أنا خايف يفوتنى ال Lecture Week ، بس بتاع السنة الى بعدها.
فى يوم السادس من أكتوبر 2013 ، صلينا قيام ليل كلنا. بعدها واحد تساءل بسخرية "مين بقى الى هيصلى بينا التراويح فى رمضان؟!" و ضحكنا كلنا لأن ذلك بالطبع شئ مستحيل الحدوث "احنا فين و رمضان فين ، بعدين أكيد هيطلعونا عشان معملناش حاجة."
يوم وقفة عيد الأضحى قلنا أكيد هيطلعونا عشان العيد. أكيد مفيش قسوة و تبلد لدرجة إنك تبعد ناس عن أهلهم فى العيد بذات و انت متأكد انهم معملوش حاجة.
دلوقتى برضه لسه بنتساءل لو ممكن يعملوا عفو فى العيد ، بس عيد الفطر.
أول ما اتحبسنا كنا بنقول تخيلوا لو خدنا حكم سنة و لا حاجة و لبسنا أزرق ، و نضحك عشان طبعا ده مستحيل.
دلوقتى بندعى ربنا مناخدش إعدام.
أول ما اتمسكت كنت مرعوب تفوتنى أول سنة فى هندسة.
دلوقتى مش عارف هعرف أدخل كلية من الأساس و لا لأ.
أول ما اتمسكت كنت بحب مصر.
دلوقتى لسه بحبها. بس هى اللى مبتحبنيش.
شادي سعيد شعبان سعيد (شادي سعيد) – هانت كل عام وانتم بخير
هانت.. كل عام انتم بخير
احمد جمال عبد الحميد زياده (احمد جمال زياده) – الضحك سلاح المظلومين
فى ليلة رأس السنة 2014. كان مؤلما جدا أن أقضى هذه الليلة خلف القضبان بلا سبب وفى شهر رمضان الماضى كان محزنا ان افكر فى امى وهى على مائدة الافطار تبكى غيابى وهى تنظر إلى مكانى على مكانى الخالى على المائدة. فى عيد الفطر أبيت ان اصلى صلاة العيد. وقلت لزملائى ساخرا انهم يكذبون على انفسهم (اى عيد هذا)... فالاعياد والأجازات فى السجن اشد سوءا وحزنا من الايام الاخري. فلا نرى الشمس ولا نخرج من الزنزانة إلى ان تنتهى الاجازة أو العيد تمر الايام وتمضى ويتحول الألم والحزن ضحك وفرح. صار الان كل شئ حولى يبعت على الضحك والسخرية. فى هذا العيد (عيد الاضحى ) تغير الحال. لم ارفض ان اصلى صلاة العيد كما العيد الماضي. وشاركت فى صناعة الزينة الزينه لاستقبال العيد. ولم أبالى لاضرابى منذ أكثر من 40 يوما صرت اضحك معهم كما الأطفال اضحك على كل شئ ضحكت على القيود والقضبان. والبرش والجدران.والمخبر والسجان ضحكت على مرور شتاء وضيف وقدوم شتاء جديد ضحكت على أناس ظنوا ان الافكار تموت خلف الحديد. ضحكت على فراق حبيب كنت أظنة وفيا. وعلى ظالم يدعى امام الناس انه تقيا !! ضحكت على استقبالى فى قسم ثانى مدينة نصر عندما ضربونى لظنهم انى اعمل فى قناة الجزيرة ضحكت على جهلهم فالقيود والجدران والقضبان لم تحبس روحي. ولن تقيدها فالروح اقوى من الطغاة والظالمين والمتكبرين.لم يخلق بعد من يقدر على حبس روح حرة كان مهنة التصورير فى بادئ الامر بالنسبة إلى. ليست الأ مهنه _مجرد مهنة _من السهل ان اتركها ان وجد افضل منها.. أما الان صرت متمسكا بتلك المهنة. ومصر على اكمال ما بدأت مأن كان نقل الحقيقة وتسجيل التاريخ يرعج الظغاة والظالمين فساشارك فى ازعاجهم للأبد. ان لمواجهة الكاذبين والظالمين لذة لن يشعر بعا الا من وقف بجوار الحق وساند المظلومين لا يهمنى الأن ان اخاطر بحياتي. وان احمل كاميرا والرصاص حولى الروح لا تلتفت حولها ولا ورائها ساستفيد من كل الكوارث والأزمات التى مرت بى وانا خلف القضبان وهى كثيرة لا تعد ولا تحصي. ساجعل هذة الكوارث طاقة اعمل بها.لم أندم على عام مضى من العمر خلف القضبان ولن أندم على عام أو أعوام ستمضي. ما دمت على الحق فلن أندم لن احاسب أصدقاء ورفقاء تخلو عنى واختلق لهم مئات الأعذار. سانظر إلى الجانب المشرق. سأنظر إلى الكثرون ممن تضامنوا معى دون حتى ان يعرفوني.وسأقاوم الظلم بالضحك.ساضحك داخل زانزانتى أو خارجها فالضحك مقاومة.. والضحك سلاح المظلومين.